خادمة الشيطان

By SHorouk_Hassan

1.5M 61K 6.4K

عندما تجد طوق النجاة في طريق أشبه بالصحراء القاحلة ليس به أي معالم للنجاة؛ يجب عليك أن تتمسك به حد الموت. وه... More

«المقدمة»
♡البارت الأول♡
♡الشخصيات♡
♡البارت الثاني♡
«مهم جدًا»
♡البارت الثالث♡
♡البارت الرابع♡
♡البارت الخامس♡
♡البارت السادس♡
♡البارت السابع♡
♡البارت الثامن♡
♡البارت التاسع♡
♡البارت العاشر♡
♡الشخصيات 2♡
♡الفصل الحادي عشر♡
♡الفصل الثاني عشر♡
♡الفصل الثالث عشر♡
♡الفصل الرابع عشر♡
♡الفصل الخامس عشر♡
♡الفصل السادس عشر♡
♡الفصل السابع عشر♡
♡الفصل الثامن عشر♡
♡الفصل التاسع عشر♡
♡الفصل العشرون♡
♡الفصل الواحد والعشرون♡
♡الفصل الثاني والعشرون♡
♡الفصل الثالث والعشرون♡
♡الفصل الخامس والعشرون♡
♡الفصل السادس والعشرون♡
♡الفصل السابع والعشرون♡
♡الفصل الثامن والعشرون♡
♡الفصل الأخير♡
♡الـخـاتـمـة♡
♡خـادمة الشيطان♡
حلقة خاصة1
خادمة الشيطان

♡الفصل الرابع والعشرون♡

30.5K 1.6K 230
By SHorouk_Hassan

حابة قبل ما ابدأ البارت أقول حاجة مهمة واستحملوني فضلًا، دلوقتي في كام بنت دخلتلي برايفت وقالولي ليه الرواية بتاعتك مفيهاش مشهد "قُبلة".🙂😂، فتعمدت بقا إني أرد هنا عشان لو فيه حد السؤال دا بيدور في دماغه، بصوا يا جماعة، إحنا لا شك عندنا ذنوب تكفينا وتفيض كمان مش هاجي أن كمان أضيف مشهد فيه بوسة أو مشهد مش كويس عشان اللي بيقرأ يتخيل المشهد دا فبالتالي دا هيكون في عداد ذنوبي أنا، أنا لما بجيب مشهد رومانسي بيكون كلام حلو وخلاص لكن أجيب مشهد بوسة وأوصف اللي بيحصل فدا مش هتلاقوه في رواياتي، يعني لا في الرواية دي ولا ف الروايات الجاية بإذن الله لو عيشنا.

وكمان هنصحكم نصيحة كأخواتي، بلاش روايات من النوع دا لإنك إنتِ اللي هتاخدي ذنوب مجرد ما تتخيلي، فأنا بكتفي في الرواية بكلام رومانسي وبعدها نختمها بذهبوا إلي عالمهم الخاص. 😂♥، اتمني مكونش طولت عليكم بس دا توضيح مش أكتر.

قراءة ممتعة ومتنسوش الفوت.😌🦋♥

ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

«الفصل الرابع والعشرون».
«خــادمــة الــشــيــطــان».

" بسم الله الرحمن الرحيم "

كانت عيناكِ ملجأي عندما كنتُ شريد، وابتساماتِك مؤنستي عندما كنت وحيد، إلتقطُ حزنك لأقسم أن أجعله وئيد، ويعم الفرح عليكِ يا معشوقة هذا القلب المسكين.

وكأن عقله نبهه لحالة التجمد التي تلبسته عندما وجد جسدها بين أيدي هذا البغيض الذي يمسكها من خصلاتها بعنف فيؤدي إلي تأوهها المتألم، سقطت دموع عيناها بألم ويداه تشتد فوق خصلاتها لتمسك بيداه علها تخفف من قوتها ولكن لا فائدة، نظرت "جيسيكا" لـ"بيبرس" الذي يهرع بإتجاهها بلهفة مغمضة عينها بألم، يبدو أنها النهاية كما قالت خاصة عند وجود تلك الطعنة الجانبية علي أقصي معدتها والتي لا تتهاون في تقطير دمائها المصفاة علي يد هذا الغادر، يبدو أن قصة عشقها التي لم تبدأ إنتهت إلي هنا وتلك هي النهاية المحتومة، ضربات قلبها تبدأ في الإنخفاض الآن ليُصعب عليها عملية التنفس ولكن تقاوم بأقصي ما لديها.

أما "بيبرس" مجرد رؤيته لها بتلك الحالة بشعرها المشعث ووجهها الأحمر الداكن بشحوب يرسمه ببراعة جعله يحتبس أنفاسه بخوف متأهبًا لما سيحدث، ليهرع إتجاهها وهو يقسم بأن يذيق هذا الدخيل أشد أنواع العذاب.

صاح بيبرس بعنف وهو يشهر سلاحه إتجاه هذا الوجه المألوف بالنسبة له ولكن ذاكرته لا تساعده في هذا الموقف:
_أتركها يا حقير وإلا أقسم لك بأن أُقطع جسدك إربًا.

ضحك الآخر بملئ فاهه ويده تشتد أكثر علي خصلات تلك المسكينة التي أصبحت شبه مغيبة عن الوعي، ليقول بعتاب زائف:
_تؤ تؤ تؤ.. ألا تتذكرني عزيزي بيبرس!! اللعنة علي زاكرتك.

دقق في ملامح وجهه وها قد علمه للتو، وقبل أن يجيب جاء صوت "يزن الراوي" من خلفه وهو يتحدث بغضب كالذئير:
_مرتضي الرفاااعي.. النهاردة يوم الحساب ودفع فواتير الماضي.. وانت فواتيرك كتير ولسه مسدتهاش.

بمجرد سماعه لصوته والذي يوازي إعصار غاضب محمل برياح خمسينية مهلكة، ابتلع ريقه بتوتر ولكن يجب أن يكمل ما انتوي فعله قبل ذهابه، تحدث "مرتضي" بصوت جعله ثابت قدر الإمكان وهو يختبأ بجسده خلف جسد "جيسيكا" الواهن:
_وأنا جاي أسدد الفواتير دي يابن الراوي، بس انت اللي هتدفع حسابها.

اعتلي ثغر الآخر ابتسامة جانبية ساخرة ليسخط "مرتضي" علي ردة فعله الساخرة ليزيد من قبضته فتتأوه بقوة قبل أن تهبط علي ركبتيها وذلك الألم الذي يعصف بمعدتها يزداد شدة وخطورة، لتتساقط حبات العرق عن جبينها ناظرة للذي يطالعها بخوف ولم تغفل عن طبقة الدموع التي تجمعت بحدقتيه لتبتسم بوهن قائلة بضعف وكأنها لحظة الوداع الحاسمة في حياة كليهما:
_أحبك بيبرس.. احببتك منذ أن قابلتك يا مغفل.

هز رأسه برفض وهو يري جسدها يتراخي أمام عينه، هل تركته كالبقية!! صرخ بإسمها بقهر ولا يستطيع الحراك تجاهها بسبب هذا اللعين الذي يصوب سلاحه تجاه رأسها بالتحديد، ليفقد آخر ذرة عقل تبقت لديه ومتحولًا لوحش ضاري عاني من ويلات الفراق مشهرًا سلاحه تجاه المرتضي الذي كان يوجه نظراته المتحدية ليزن الذي كان يقابلها بسخرية، ثم وعلي حين غرة انطلقت طلقاته بصوتها المدوي في الأرجاء لتصيبه في كتفه وأخري في قدمه لتُشل حركته وهو ينظر له بصدمة، ليذهب إليه بيبرس مكملًا ما فعله وهو يبرحه ضربًا متذكرًا جميع من فارقوه ودموعه تهبط بلا هوادة.

أستفاق علي يد تجذبه ليجده يزن الذي ينظر له بتحذير متحدثًا بقوة:
_لا تضعف الآن، هي تريدك، تريد من شعرت معه بالقوة لا الضعف، لذا اذهب الآن وانقذ ما تبقي من عشقك بيبرس.

استمع له بدموع تغرق وجنتيه ليذهب إليها مسرعًا ويهبط لمستواها حاملًا إياها بسرعة مهرولًا تجاه سيارته التي صعد بها مسرعًا يقودها إلي أقرب مشفي لهم.

أمسك يدها وهو يقول برجاء ودموعه تأخذ مجراها علي صفحات وجهه:
_ارجوكِ لا تتركيني جيسيكا، لا تتركيني بعد أن أصبحتِ طوق نجاتي وملاذي الوحيد، لقد تركني الجميع ولا يمكنهم العودة مرة أخري، لكن.. لكن لن أسمح لكِ بالذهاب مثلما فعلوا، قلتِ لي منذ قليل إنكِ تحبيني، لكن بالنسبة لي فقد تخطيت الحب بمراحل لتصبحي كإدمان يتغلغل داخل أوردتي، أرجوكِ تحملي قليلًا فقط، لقد أوشكنا علي الوصول عزيزتي.

كان يهذي بتلك الكلمات لتهدئتها ولكن في الحقيقة كان يُهدي من روع قلبه ودقاته المتزايدة التي تضرب جنبات صدره بخوف من الفراق مرة أخري، وصل للمشفي في غصون خمسة عشرة دقيقة فهرع يحملها بسرعة ثم أدخلها المشفي متخدثًا بلكنته الأجنبية:
_طبيب بسرعة أرجوكم... انها تنزف.

هرع إليها الأطباء ومعهم عربة الترولي يضعوها عليها بحذر لتقول الممرضة علي عجالة وهي تسحبها للداخل:
_خليك هنا يا أستاذ وإن شاء الله هنطمنك عليها.

لم يفهم منها شئ ولكنه قال برجاء عندما لمح الطبيب يدخل مهرولًا لغرفة العمليات التي ولجت بها للتو:
_أرجوك أفعل ما بوسعك لإنقاذها... ارجوك.

أومأ الطبيب رأسه بشفقة وهو يري حالته الرثة ثم ولج للداخل يباشر مهمته المفروضة عليه، نظر بيبرس حوله فلم يجد سوي أشخاص قليلة والحركة بالمشفي هادئة نظرًا لأن الشمس بدأت بالبزوغ من سويعات قليلة لتفرض سيطرة نورها علي المكان.

جلس بإنهاك علي المقاعد المقابل للغرفة وهو يدعو بتوسل لخالقه:
_يا الله.. ليس لي سواها فخذ من عمري وأعطِها.

♡•••••••••••••♡

علي الناحية الاخري كان يزن يرمق مرتضي المصاب المقلي علي الأرض بإهمال بنظرات متشفية، لا زالت رغبة الإنتقام متمكنة منه لينظر الآخر بجمود لتنهار حصونه المدعية بالقوة ليردف بتلجلج:
_ل.. لو.. لو قربتلي هتندم صدقني يابن الراوي.

علت ضحكاته الصادحة بلا روح متشدقًا بسخرية:
_شوف ي أخي، اللهم لا شماتة.. بس أنا شمتان فيك.

نظر له مرتضي بعدائية وهو يهسهس بفحيح:
_صدقني هتندم وهخسرك أغلي ما عندك.. هخليك تتحسر وتبكي بدل الدموع دم يابن الراوي.

لم يعير لحديثه أي إهتمام بل إنطلق تجاهه مبرحًا إياه ضربًا حتي سالت الدماء من أنفه وفم، بينما دماء ذراعه وقدمه التي كان بيبرس هو سببها مستمرة في السيلان، اندفع مراد وعمر تجاهه يحاولون تخليص الذي بين يديه حتي لا يفقد عقله ويقتله دون إدراك، وأخيرًا بعد محاولات عدة أبعدوه عنه وهو يلهث بقوة والاخر فاقد الوعي لا يعي بما حوله، بصق عليه بإشمئزاز مبتسمًا بإنتصار وأخيرًا بعد طول إنتظار إستطاع تحقيق إنتصاره الذي طال لسنوات عديدة وكانت تلك الشحنة هي الضربة القاضية للزعيم، حيث وضع بها معظم أمواله حتي يدخلها للوطن العربي ظنًا منه بأنه سيجد المساعدة داخل مصر، ولكن جاءت الضربة مِن مَن كان يضع به أمله ليكون هو تلك الطلقة الغادرة التي تخرج من فوهة سلاح غير معلوم الهوية تضرب صاحبها بلا أي شفقة.

تم التحفظ علي البضاعة المحملة بالباخرة والقبض علي باقي الرجال الذين ينظرون بعدائية تجاه يزن الراوي وكأنهم لو تُرِكوا سيقومون بإلتهامه، جاءت القوات للقبض علي مرتضي أيضًا وهو فاقدًا للوعي ليتجهوا به إلي إحدي المشفيات الحكومية المتهالكة حتي يأخذ العناية الكاملة ويكون متجهزًا للحكم المنتظر والذي سيكون إعدامه بلا أدني شك.

صدح صوت الطيور حوله تغرد في سلام وكأنهم يحتفلون بالنصر من أجله والقَصاص لطفولته المنتهكة ليبتسم دون شعور منه وقد عادت الدموية لخلايا وجهه شاعرًا بالإنتشاء وكأنه إبن الثالثة عشر عام، ذهب عمر لإحتضانه وقد آثارت ضحكته حفيظته ليعلم أن ابن عمه قد نال مراده أخيرًا، ليردف بصوت متحشرج:
_حقك رجع يا يزن.. حقك رجع يا صحبي.

بادله يزن العناق بسعادة تغمر كيانه وهو يهتف بحب:
_مكنش هيرجع لولاك إنت ومراد يا عمر.

انضم لهم مراد محتضنًا إياهم، ليصبحوا ثلاثتهم في أحضان بعضهم مشددين العناق، ليأتي في ذهنهم صوت يزن في طفولتهم، لينظروا إلي بعضهم بحب مرددين بفخر:
_"طول ما احنا مع بعض.. محدش يقدر يهزم الوحوش. "
لتنتهي جملتهم وهو يضعوا كفوفهم فوق الأخري ليكونوا "مثلث الوحوش".

وها قد تحقق النصر وتحقق الثأر بعد سنوات طويلة تعدت العشرة، ويبقي الإصرار علي القصاص، حتي نالوا منه في يدٍ واحدة متحدين معًا، ولكن هل سيصمت الشر لهنا، أم مازالت للحكاية بقية!!.

♡••••••••••••••♡

تلك الحروب التي تدور دواخلنا تجعل مِنا بقايا روح مشتتة، فالقلب يصرخ بالنفي وعدم التصديق والعقل يصرخ بالسؤال، وهذا ما فكرت به عند إستيقاظها صباحًا ولم تجده بجانبها أيضًا، زاد القلق في قلبها العاشق ليتفتت إلي قطع تناثرت أشلائها بهدوء، وكأن ذلك الكسر الذي بفؤادها يمكنه التلملم مجددًا بلا أدني مجهود، قامت بتبديل ثيابها ثم قامت بالخروج من غرفتها علها تجده ولكنها لم تلمح طيفه حتي الآن.

تذكرت والدتها وحديث والدها المشكك لتتجه إلي غرفتها عازمة علي معرفة الحقيقة المخفية عنها، طرقت باب الغرفة الماكثة بها ليأتيها صوت والدتها سامحًا له بالدخول لتدلف بخطي بطيئة مترددة خاصة عندما نظرت إلي وجه والدتها وبسمتها البشوشة التي تزين محياها لتقول بحنان أمومي فطري:
_تعالي يا حبيبتي واقفة ليه!!

ولجت للداخل لتجلس أمامها وكم شعرت بأنها دنيئة لتأتي وتسأل والدتها هذا السؤال والذي يشكك بسمعتها، لتنهر نفسها بحدة لتستمع إلي صوت والدتها مرة أخري:
_قولي عايزة تسألي وتقولي إيه.

ابتلعت ريقها بتوتر لتجلس أمام قدمها ممسكة بكف يدها بحنان وحب مردفة:
_عايزة أسألك علي حاجة.. بس مش عايزاكي تفهميني غلط.. انا والله عارفاكي وعارفة إنك..

قاطعتها والدتها:
_قولي عايزة تسألي في إيه من غير مقدمات يا ضحي، انتِ بنتي وعارفاكي أكتر من نفسي.

جابت بنظرها أنحاء الغرفة كاملة تحاول أن تحد الكلمات لقولها ولكن خانتها ثقتها بنفسها لتقول بتلعثم وخجل:
_بص.. بصراحة.. ب.. بابا لما جه إمبارك قال كلام كدا أنا مفهمتش منه حاجة..
صمتت تستشف ملامح والدتها لتجدها تستمع لها بإنتباه فتشجعت مكلمة:
_يعني قالي.. قالي إنك كنت.. علي علاقة بواحد صحبه.. وإنك كنتِ يعني...
زفرت بحدة لتقول بسرعة وهي تغمض عيناها بحزن:
_إنك خونتيه مع واحد صحبه قبل كدا وإن دا السبب في معاملته اللي اتغيرت من بعدها.

فتحت والدتها عيناها بصدمة مما سمعته للتو، هل وصلت الدرجة لزوجها بالتشكيك بها أمام أولادها!! هل قام بإتهامها بشرفها حقًا!! هبطت دموعها بقهر وهي تستمع لحديث إبنتها لتقبل ضحي يدها تشاركها في البكاء:
_والله انا ما صدقته يا ماما.. انا.. انا بس كنت عايزة اقولك عشان اريح نفسي واريح ضميري.

مسحت والدتها علي رأسها وهي تمسح دموعها بكف يدها الآخر لتمسكها من معصمها وتجلسها أمامها قائلة بحشرجة:
_انا هفهمك كل حاجة.. وليه أوبوكي فاكر إن أنا خنته.

Flash Back:-

لطالما جاهد للحصول عليها فكانت هي أفضل إنتصاراته بعد عناء طويل ومشقة بسبب والدها الذي كان يرفضه لأن حياته المادية كانت متدهورة قليلًا، لكن عندما رأي والدها إصراره في الحصول عليها تأكد بأن ذلك الشاب هو المناسب لإبنته وسيتمكن من المحافظة عليها، وها قد جاء اليوم المنتظر منذ عدة أعوام مروا كالدهر بالنسبة إليهم، دلفت منزلها الصغير علي إستحياء لتشخص ببصرها تجاهه، فوجدته ينظر لها بهيام وعشق تمكن منه.

ابتسمت بخجل فها هو عشق المراهقة والنضوج أمام عينها ينظر لها بوله كما تمنت، ابتلعت ريقها بتلعثم عندما وجدته يتقرب منها حتي وقف أمامها مردفًا بعشق:
_مبروك عليا انتي يا كريمة.

بدالته نظرته محاولة تنحي خجلها جانبًا لتجيبه بنفس نبرته:
_الله يبارك فيك يا حبيبي.

احتضنها بشدة فبادلته العناق حتي سمعته يقول بربح وكأنها جائزة حياته المرهقة:
_ااااه يا كريمة.. اخيرًا بقيتي في ملكي وفي بيتي.... وفي حضني.
نطق الأخيرة بخبث لتزحف الحمرة لوجهها قبل أن تتركه وتركض لغرفتها، لتسمعه يقول بمشاكسة:
_هتروحي فين يعني.. ما انا وانتي والليل طويل.

توالت الأيام والأشهر بل السنوات أيضًا يغدقها بعشقه الذي لا ينتهي وهي تستقبله برحابة صدر وفرحة مقدمة له الحنان والحب الذي افتقده منذ الصِغر، فـ "حمدي" يتيم الأبوين، كافح طوال حياته حتي كوّن له كيانه الخاص من عرق جبينه للحصول عليها، وها هي تحمل أول نطفة في رحمها لتشهد عن عشقهم الذي شُيد بالحب، توالت فرحة "حمدي" عندما علم بأنه صبي "ساهر" عند ولادته ليزداد عشقه بها، وبعد عام رزقهم الله بطفلة بسيطة الملامح والتي كانت "ضحي".

في هذه الأثناء كانت تحظي بكامل الرعاية منه والحب حتي جاء ذلك اليوم، عندما دخل منزله وبيده بعض الحقائب كعادته التي بها ما لذ وطاب، لكن لم يكن وحده تلك المرة، بل ولج معه صديق له كان يظهر علي ثيابه الثراء الشديد، ليقول" حمدي" بود لكريمة:
_دا سالم بيه يا كريمة، صاحب الشركة اللي انا شغال فيها.. عربيته عطلت في مكان قريب من هنا وجه يصلحها هنا في الحارة.

ابتسمت له بود فبادلها الإبتسامة بأخري عريضة، لكن نظراته لم تكن محببة لها علي الإطلاق، تجاهلت شعورها حتي يذهب فجلست بجانب زوجها علي الأريكة وعلي قدمها كانت ابنتها الصغري، وسالم علي الأريكة الأخري المقابلة لهم، جلس كلًا من "حمدي" و "سالم" يتحدثون قليلًا فشعر حمدي بالراحة لأنه كان يظن بأنه مغرور ومتكبر كما كان يقول جميع من يعمل لديه.

مر أكثر من خمسة عشر دقيقة ليقول حمدي بحرج:
_اسف يا باشا نسيت اجبلك حاجة تشربها.

هز سالم رأسه بالنفي قائلًا:
_ملوش لزوم يا حمدي اقعد.
_والله ما يحصل يا باشا، ثواني اجبلك حاجة تشربها من المطبخ عشان زي ما انت شايف مراتي علي رجليها البت وعدم اللمؤاخذة تعبانة حبتين.

ثم ذهب من أمامهم والجًا للمطبخ، ليستغل الآخر فرصة دخوله ممررًا نظره علي "كريمة" التي لاحظت نظراته فإحتقن وجهها بشدة وقبل أن تصرخ به تذكرت زوجها، فمن الممكن أن يقطع مصدر عمله، حسنًا لا بأس فهو سيذهب بعد قليل ولا داعي للمشاكل.

قاطع تفكيرها نبرته المراوغة متشدقًا:
_قوليلي يا كريمة.. كريمة صح!! انتِ عايشة كويس مع جوزك.

اجابته ببرود بعد ما أثار خوفها:
_اه الحمد لله.. نعمة وانا راضية بيها.

تحولت نظراته للإشمئزاز وهو ينظر للمنزل حوله، ثم تقدم قليلًا بعدما تأكد أن حمدي لا زال بالمطبخ:
_مش عايزة اللي يخليكي عايشة مبسوطة في مكان ولا عمرك حلمتي بيه!!

فتحت عيناها بعدم تصديق لتقول بصوت هادئ محتقن:
_انت بتقول إيه يا جدع انت!!! انت اتجننت.

وقف قبالتها ثم هبط لمستواها قليلًا ممررًا يده علي وجهها بوقاحة فقال قبل أن تبعدها بسخط:
_بقول إن إنتِ حلوة وجميلة وتستاهلي حد يعيشك في مكان أحسن من الخرابة دي.... ويدلعك.
قال الأخيرة بخبث لتسري القشعريرة في جسدها من شدة وقاحته وكادت أن تجيبه صارخة حتي استمعت إلي صوت زوجها العالي:
_في حاجة يا باشا.

انتصب "سالم" في وقفته مردفًا بسخط:
_كنت بشوف بنتك يا حمدي.. ما شاء الله جميلة زيك إنت.... وامها.

جز "حمدي" علي أسنانه بغضب من إقترابه من زوجته بتلك الطريقة حتي ولو كان يري إبنته ولكنه تداراه قدر الإمكان بحسن نية ثم قدم له أقداح الشاي الساخن ولكن "سالم" أخبره بأن السائق قام من الإنتهاء من إصلاح السيارة لذلك عليه الذهاب.

أومأ له بالإيجاب، ليذهب الآخر قبل أن يستدير غامزًا لكريمة أثناء إنشغال زوجها بحمل الطفلة بدلًا منها، ثم خرج من المنزل متجهًا لوجهته.

نظرت "كريمة" لوجه زوجها لتجده ينظر لها بتهجم وغضب، دخل الغرفة واضعًا ابنته الغافية علي الفراش فوجدها تقف أمامه بتردد فمر بجانبها متجاهلًا إياها لتوقفه مسرعة وهي تردف:
_إيه يا حمدي المعاملة دي!! إيه مش طايقني ليه!!

تحدث بحدة أمام وجهها منهرًا إياها:
_مش عاجبك المعاملة دي!! وطالما مش عجبك ليه خلتيه يقرب منك بالطريقة دي.

نظرت له بحزن مردفة بعتاب:
_وانت مش واثق فيا يا حمدي؟!

نفخ بضجر وصورة رب عمله تأتي أمامه وهو مقترب منها بطريقة أزعجته وأثارت حنقه ليقول بتعنيف:
_وهو انا لما الاقي راجل مقرب من مراتي كدا وهي سكتاله عايزاني أعمل إيه!! ازغرط ولا اتحزم وارقصلكوا!!

تجمعت الدموع بحدقتيها وهي تستمع لغضبه والذي تراه لأول مرة لتنظر له نظرة أخيرة مليئة بالحزن قبل أن تتركه وتتجه لغرفتها منهمكة في البكاء، أما هو زفر بضيق من معاملته القاسية عليها، فقد أعمته غيرته عندما وجدها قريبة من الآخر صامتة، هو يعلم بنيتها ولكن ماذا يفعل بغضبه هو!!

قرر التوجه إليها ومصالحتها ليطرق علي باب غرفتها وولج دون الإستماع لإذن دخوله، وجدها جالسة علي فراشها ودموعها تغرق وجهها لينتقل لها ألمه عبر نظرتها المحملة بالعتاب، ولماذا لا يحزن وتلك هي التي تمناها فترة صباه ونضجه وشبابه!!

اتجه إليها وجلس علي الفراش ممسكًا يدها ثم قبل كفها بعمق وكأنه يعتذر عما بدر منه، ليقول بحب وهو يمسح بإبهامه دموعها التي تهبط بصمت:
_كفايا دموع.. متزعليش مني، انا عارف إني زعلتك بكلامي بس غصب عني بغير عليكي، يمكن أول مرة تختبري غيرتي بس أنا صعب، خصوصًا في أكتر حاجة بحبها في حياتي.

مسحت بقايا دموعها وكأن حديثه مسد علي قلبها يحاول إصلاح ما فعله، لم تجبه وإنما إكتفت بالنظر له بحب ليجذبها لأحضانه مربتًا علي ظهرها يقول بصوت يحمل بين طياته العشق المبجل:
_أنتِ عوضتيني عن فقدان أهلي، عوضتيني عن حنان الأم والأب وعملتيلي عيلة، حسستيني إني مش لوحدي بعد ما كنت بكافح والدنيا بتلطم فيها يمين وشمال، متجيش إنتِ وتلوميني علي غيرتي عليكي.

يا الله.. كيف لجمال حديثه أن يُنسيها غضبها منه منذ قليل!! ألا يعلم بأنها تعشقه مثلما يفعل هو!! بالتأكيد يعلم فهي إختارته من بين جميع الرجال ليكون شريك حياتها، مسدت علي ظهره وهي تقول بحب:
_مش بلومك يا حمدي.. بس كنت عايزاك تسمعني بس.

قبل جبهتها ليقول بإنصات:
_سامعك يا حبيبتي.. قولي كل اللي في نفسك.

فركت يدها بتوتر، هي بالطبع لن تخبره عما حدث، فمن الممكن أن يتهور ويؤذي ذاته ويبدو علي الآخر أنه ذات نفوذ كبيرة فمن الممكن أن يدبر له أي قضية يُسجَن من ورائها، لذلك قالت بهدوء يُنافي ما يدور داخلها:
_بصراحة أنا مش مرتاحة للراجل دا، حساه مش مظبوط كدا.

تحدث بمزاح لكي يحمل عنها توترها:
_واحنا هنناسبه يا كوكي، أهي مرة وخلصت.

بادلته المزاح ليجذبها إليه مرة أخري كإعتذار منه مرة أخري وهي تستقبله برحابة صدر.

توالت السنوات ليكون ساهر قد تعدي الحادية عشر وضحي في العاشرة من عمرها، ووالدهم يغدقهك جميعًا بالحنان فها هي أسرته تبدأ بالنضوج أمام عيناه شاكر كل الشكر لربه ثم لزوجته التي أنعمته بهم، غير مركزه المالي الذي بدأ في التزايد وأصبح موظف حاسبات في الشركة التابعة لـ"سالم".

وفي أحد الأيام تأخر عن موعد قدومه ليتسلل القلق لقلب كريمة لذلك قررت الإتصال به، ليأتيها بعد مدة صوت غريب لا تعرفه مخبرًا إياها بأن زوجها تم القبض عليه بتهمة الإحتيال.

وقع قلبها وذهبت للقسم بسرعة وهناك علمت ما يدور لذلك قررت التوجه للشركة تطلب مقابلة مديرها ببكاء، نظرت لها السكرتيرة بإحتقار قائلة بقرف:
_صاحب الشركة مين دا اللي عايزة تقابليه يا ست إنتِ.. امشي إطلعي برا.

خرج في هذه الأثناء "سالم" وكاد أن يصرخ بهم، لكنه وجدها تقف أمام عيناه ليقول بلهفة داعيًا إياها للداخل:
_تعالي يا كريمة.

ولجت مع للداخل لتقول ببكاء:
_بالله عليك يا سعاة الباشا تطلع جوزي من السجن هو ملهوش دعوة ومستحيل يسرق حاجة.

قطب جبينه بتعجب ليقول بعدما تذكر:
_إيه دا هو حمدي من ضمن الموظفين اللي سرقوا الشركة.

هزت رأسها تنفي التهمة عن زوجها مردفة بسرعة:
_والله يا بيه حمدي عمره ما مد إيده للحرام.

جلس خلف مكتبه وهو يرفع سماعة هاتفه قائلًا وهو يطلب إحدي الأرقام:
_متقلقيش يا كريمة هطلعه حالًا.

تهلل وجهها بالفرحة خاصة عندما انتهي من محادثته مؤكدًا لها:
_حمدي هيطلع يا كريمة...
غزت البسمة وجهها لتجده يكمل بخبث:
_بس كله بحسابه.

ابتلعت ريقها بتوجس لتقول بخفوت:
_قصدك إيه يا باشا؟!
_ليلة....

لم تفهم ما يرمي إليه لتقول مستفسرة:
_مش فاهمة..
وقف قبالتها بطوله الفارع محني لركبته حتي يصل لطولها مكملًا وهو يحاوط خصرها بيده:
_تقضي معايا ليلة.. ليلة واحدة بس قصادها طلوع جوزك من السجن.

فتحت عيناها بصدمة ولا تعلم ما حدث إلا عندما هوي كفها فوق وجنته بعنف لتقول بغضب جحيمي:
_دا بعينك ياا حقير.. انت واحد وسخ وأنا مستحيل أخون جوزي.. ربنا كبير وهيقف معايا بدل إنسان خسيس زيك.

قالت كلماتها ثم رحلت من أمامه بسرعة ليضع يده علي وجهه مكان صفعتها متمتًا بمكر متوعد:
_ماشي يا كريمة.. ماشي.

سارت هي في الشوارع وتفكيرها مشتت لتقرر العودة لمنزلها عل وعسي أن تجد حلًا بدلًا من النحيب هكذا، وبمجرد أن فتحت باب منزلها وجدته يجلس بإرهاق علي الأريكة مغمضًا عينه لتذهب إليه بلهفة:
_حمدي.. حمدي.. رجعت امتي؟!

نظر إليها مردفًا بتعب:
_من شوية كدا.. حد دفعلي الكفالة وطلعت بس معرفش مين.

تمتمت بالحمد ثم احتضنته بخوف فشدد هو من إحتضانها قبل أن يتسائل:
_كنتي فين صحيح؟!
_ك.. كنت بدور علي أي حد يساعدنا بس ملقتش.

هز رأسه بإرهاق ثم قال:
_هدخل أريح شوية أصل هلكان نوم.
تركته ليستريح قليلًا قبل أن تشرع وتقوم بإعداد مائدة الطعام لأجله، بينما هو مجرد دخوله للغرفة وجد هاتفه يضئ بإسم سالم ليجيب بهدوء:
_الو يا باشا.... حضرتك اللي دفعت الكفالة!!

جائه صوت الماكر قائلًا:
_ايوا هي المدام مقلتلكش ولا إيه!!
_مدام!!!
_ايوا المدام.. انت كنت مفكر إني ممكن أخرج واحد حرامي من دون مقابل!!
ابتلع إهانته قبل أن يتسائل بغضب:
_وهي كريمة هي اللي هتديك المقابل!!

جاء صوته المتلاعب الوقح قبل أن يقول:
_وأحلي مقابل كمان.. إنت بس اللي مش مقدر النعمة اللي في ايدك.

اهتاج صوته قائلًا بصراخ وصوت غاضب:
_إنت بتقول ايـــه!!! أقسم بالله هقتلك.
_لو مش مصدقني عندك مراتك أهي اسألها.. ولا أقولك استني هوريك أحسن.
اغلق الهاتف لتأتي بعدها بثواني عدة صور عندما كانت كريمة في مكتبه واقفة وهي مقترب منها بدرجة كبيرة.

انطلق من الغرفة بغضب عارم ليمسكها من ذراعها قبل أن يقول بإهتياج:
_دفعتي التمن إيه عشان أخرج يا كريمة!!!! روحتيله لييييه!!
_م.. مش فاهمة.
احتقنت عيناه بشدة مقتربًا منها قبل أن يتسائل بفحيح:
_روحتي لسالم ولا لأ يا كريمة!!!

ابتعلت ريقها بخوف وهي تري هيئته لتومأ بالإيجاب وكادت أن تتحدث فقاطعها بلطمة علي وجهها أدت إلي نزيف شفتها السفلي، لتسمع صراخه الغاضب وهو يمسكها من ذراعها بقسوة:
_بعتيله نفسك عشان تخرجيني!!!! بعتي شرفك!!!! ليييه يارتني كنت مُت ولا جه عليا اليوم داا.

كان يتحدث وهو يضربها بقسوة ودموعه تهبط بقوة علي وجنتيه، يري تحطم أحلامه وتدهور عالمه الوردي الذي كان يعيش به، ليستفيق علي وقوع جسدها بين يديه فاقدة للوعي كالجثة الهامدة.

Back:-

أنهت قصتها ودموعها تنهمر علي صفحات وجهها كأنها تروي قصة معاناتها لتكمل:
_ومن بعدها خدني المستشفي واكتشفت إني كنت حامل بس الجنين نزل بسبب العنف والضرب.. ووقتها بقي زي مانتي شايفة كلةيوم بيتهمني بالخيانة ومطلقنيش مفكر إنه كدا بينتقم مني، بس هو مش بينتقم غير من نفسه، بقا كل يوم سهر وخمرة لحد ما خسر القرشين اللي كنا سايبينهم للزمن علي القمار، ومعاملته ليكم زي ما كنتي شايفة كدا.

اجهشت بالبكاء لتكمل بألم:
_كنا عايشين أحسن من أي اتنين متجوزين.. ربنا يجازيه اللي طان السبب.. حسبي الله ونعمة الوكيل.

كانت ضحي تستمع لها بقلب مُحطم وموعها تتسابق علي وجهها، يبدو بأن والدها لم يكن كما تخيلت، بل هو وقع في فخ نصبه له أحد الشياطين ليهدم ملاذهم، احتضنتها ضحي وهي تقول ببكاء:
_بابا لازم يعرف الحقيقة يا ماما.. مينفعش تتعذبوا بسبب ذنب إنتي معملتهوش.

_غلبت أفهمه بس هو مكانش بيسمعني والله.. عايزاني بعد العمر دا كله أعرفه الحقيقة اللي هو مسمعهاش!!

أجابتها ضحي بإصرار:
_حتي لو عدي ألف سنة لازم يعرف الحقيقة.. متقلقيش سيبي الموضوع دا عليا... المهم دلوقتي خدي دواكي ونامي عشان ترتاحي.

أومأت لها والدتها فإتجهت هي للخارج وهي عازمة علي كشف الحقيقة لوالدها، وبينما هي تهبط وجدته معذب قلبها يدلف من باب القصر لتهرول إتجاهه بسرعة محتضنة إياه بشدة قبل أن تقول:
_يزن حبيبي كنت هموت من الخوف عليك.

إستقبلها هو بذراعيه القويتان داسسًا إياها بين أحضانه قبل أن يقول:
_قلب يزن ورحه وعمره.

سمعا حمحمة قوية ومن بعدها صوت عمر المستنكر القائل:
_هو إكمننا سناجل يعني وعلي باب الله هتعذبونا كدا!!

رفع حاجبه بتحذير قائلًا:
_بتقول حاجة يا عمر يا حبيبي.
_لا يا فوكس.. بقول هطلع أريح أصلي هلكان نوم.
كاد أن يصعد فوجد من يمسكه من تلابيبه يردف بسخرية:
_ما هو بيت أبوك هو... مش انت عندك بيت يلاااا.

حدجه بضجر قبل أن يقول:
_برستيجي لو سمحت يا يزن سيب هدومي.. وبعدين دا بيت خالي، والخال والد ولا انت ايه رأيك.

كاد يزن أن يجيبه ولكن قاطعه حديث ضحي الموجه لعمر:
_يزونتي قال كلمته خلاص.. يلا إسمع كلامه ورح بيتك مش ناقصين إحنا.
ثم نظرت ليزن بحب متشدقة:
_يلا يا بيبي عشان تطلع ترتاح إنت كمان.
ثم أخذته وصعدت للأعلي.

بينما تشنج وجه عمر الواقف ينظر لأثرهم ببلاهة مرددًا:
_بيبي!!!

ضحك مراد علي ملامح وجهه مربتًا علي ظهره بخفة:
_يلا من غير مطرود.
ثم تركه وقهقته تتصاعد عندما نظر لوجه المتهجم.

♡•••••••••••••♡

جاء المساء ليستعد الجميع لتناول الطعام ملتفين حول الطاولة، ليهبط يزن بصحبة ضحي درجات السُلَم الطويل لتهرول آيات إتجاهه محتضنة إياه بشدة قائلة:
_وحشتني أوي يا يزن.

نظر إليها بهيئتها الجديدة بفخر وعيون لامعة ليبادلها العناق بحب أخوي خالص مجيبًا:
_وانتي كمان يا يوتا..
صمت قليلًا ثم همس بمشاكسة:
_كدا هتجبيه علي بوزه اكتر ما هو واقع.

حمحمت بخجل لتتسلل الحمرة لوجهها وهي تقول بجهل مصطنع:
_ق.. قصدك إيه!!

أحاط كتفها ليقول بمزاح:
_مش قصدي حاجة يا حبيبة أخوكي.

_والله!!!! دلوقتي بقت حبيبة أخوها ونسيت رابطة الجرجير اللي جنبك!!

ترك شقيقته ليحطها أمامهم بلا أي خجل:
_أحلي رابطة جرجير في حياتي.

ابتسمت ببلاهة وكأنه يغازلها بشعر صريح لتكون كالبلهاء، ليقاطع نظراتهم صوت عمر وهو يمصمص علي شفتيه كالعجائز:
_شوف العيال يا عصام ياخويا.. معندهمش ذرة خِشا.

نظر له يزن بغيظ ناهره:
_انت ايه اللي جابك هنا يا حيوان؟!

رفع عمر رأسه بكبرياء وهو يمسح علي كتف عصام قائلًا:
_ خالو الله يباركله.. هو اللي صمم إني أقعد أتعشي معاكوا.

نفض عصام يد عمر بقرق وهو يردف:
_إيش حال ما كنت طردك من شوية!!

وضع عمر يده علي قلبه وهو يقول بتأثر:
_الله يباركلك يا خالو عارف إني منور.

قاطع مشاغبتهم هبوط "رضوي" من الأعلي في نفس الوقت الذي دخل به "ساهر" المنزل كي يعلم الحقيقة، ليسألها مدحت مستفسرًا:
_راحة فين يا رضوي؟!

وجهت نظرها لـساهر ثم أردفت بجمود مصطنع:
_راحة اتخطب..

ليأتيها صوت يزن الساخر بينما عيناه محتدة:
_لا فيكي الخير والله... طيب مش كنتِ تعزمينا!!

_مجتش فرصة.
قالت كلمتها وكادت أن تتجه للخارج ولكنها سمعت صوت والدها المعنف يهدر قائلًا:
_استني هنا.. راحة فين قولتلك.
_قولتلك يا بابي، كان فيه عريس متقدملي عن طريق مامي والنهاردة خطوبتي عليه.

كان صوت ساهر الذي صدح تلك المرة معنفًا:
_مش كل مرة تعملي كدا وتسبيني وتمشي.. مش بمزاجك تنهي كل حاجة ما بينا زي مانتي عايزة، انا عايزة افهم دلوقتي في إيه.

تأففت بإصطناع لتقول بلامبالاة وهي تخرج:
_قولت إني هتخطب مش ناقصة وجع دماغ بقا.

تركتهم ينظرون ببلاهة في أثرها بينما نظرات يزن كانت تحزم بالخبث مع ابتسامة جانبية صدرت عنه في الخفاء.

ذهبت ضحي لأخيها تحتضن إياه بمواساة قائلة يحزن:
_متزعلش نفسك يا حبيبي، والله ربنا هيعوضك.
ابتلع ريقه بأسي ولم يعقب علي حديثه بينما قلبه يطالب بالتحرر من سجن القلق.

جاء إتصال ليزن ليجيب ببرود ليأتيه صوت الطرف الآخر بخوف:
_يزن باشا... مرتضي الرفاعي هرب.

♡••••••••••••••♡

علي الناحية الأخري، في سينغافورة بالتحديد، كان يصرخ ويحطم كل ما تطاله يده، وهو يصيح بإهتياج:
_كيييف.. كيييف تم هذا... لقد خدعنا يزن الراوي... سأدمره... لن أجعله يفلت من عملته أبدًا.

صمت قليلًا وصدره يعلو ويهبط بعنف غاضب قبل أن يقول:
_ما هو أعز الأشخاص لدي يزن الراوي؟!

اجابه الذي أمامه بخبث:
_عائلته.. وزوجته..

ليجيبه الزعيم بفحيح وشر يتغلغان داخله:
_أريد حياة زوجته مهما كان الثمن..

♡•••••••••••••••♡

البارت طويل جدًا تعويضًا عن التأخير، وعايزة رأيكم يا جميلات.

وها قد أوشكنا علي الإنتهاء الحلقات القادمة هي الحلقات الأخيرة في رواية "خادمة الشيطان ".

تفاعلوا يا جماعة بالله عليكم عايزة تقدير.
فاضل 4 علي 1000 فولورز اعملوا متابعة.🥺💙

Continue Reading

You'll Also Like

903K 30K 47
سنكتشف الحقيقة معآ...🤝
696K 39.5K 56
من أرضِ الشجَرة الخبيثة تبدأ الحِكاية.. "العُقاب 13" بقلمي: زاي العَنبري. لا اُحلل اخذ الرواية ونشرها كاملة في الواتباد 🧡.
3.5M 4.8K 1
بيـن طـرقـاتـها ضـيقـة وبيـوتهـا قـديمـة وخـلف أسـوارهـا شـائكـة وجـدرانهـا هـالكة حكـايـات لـم تـروى بعـد وجـروح لـم تنـدمـل وأمـنيـات لـم تـرى نـو...
144K 3.9K 12
ﻟﺴﺖ ﺍﻣﺮﺃﺓ ﺳﻴﺌﺔ ﺑﻞ ﺑﺒﺴﺎﻃﺔ ﺃﻧﺎ ﻃﻤﻮﺣﺔ ﻭﻣﺠﺮﻭﺣﺔ ﺧﻠﻄﺔ ﺟﻬﻨﻤﻴﺔ .. ﻧﺼﻴﺤﺔ .. ﺍﺑﺘﻌﺪ .. ﻓﺄﻧﺎ ﻻ ﺃﻫﺘﻢ