Dr.Hwang | الطَبِيبْ هوانغ

بواسطة candyskz

401K 22.9K 72.4K

يَبحَث الفَتى الاستُرالي عَن جامِعة وَ عَمَل بَعد ان تَم طَردُه بالكَثير مِن المَرات. يُساعِدُه صَديقَه هان و... المزيد

تَعريفْ
Part. 1
Part. 2
Part. 3
Part.4
Part.5
Part.6
Part.7
Part, 8
Part.9
Part.10
Part.11
Part.12
Part.14
Part.15
Part.16
Part. 17
Part.18
𝑃𝑎𝑟𝑡.19
Part.20
𝙋𝙖𝙧𝙩.21
Part.22
Part.23
Part. 24
Part.25
Part.26
Part.27
Part.28
Part.29
Part.30
Part.31
Part.32
Part. 33
Part. 34
Part.35
Part.36
Part.37
Part.38
Part.39

Part.13

14.5K 702 2.3K
بواسطة candyskz

انيو، بتمنى لكم قراءة ممتعة، عَلقوا كلمم رَجاءاً البارت طويل .. ☝︎︎☝︎︎
أثبتوا وجود ☜︎ •

[ 𝑎𝑟𝑒𝑛'𝑡 𝑤𝑒 ?]

[{𝙵𝚎𝚕𝚒𝚡}]

أكبر انتقام يجب عليك فِعله بإنسان منحته الحب وخذلك أن لا تنتقم منه أبداً ، أن تتجاهله تماماً ، أن تدوس كل شعور يراودك تجاهه ، أن ترمي بكل ذكرياتك معه في القمامة ، أن تعيده غريباً كما كان.

ما من إنسان يستحق أن يستحوذ على عواطفك ، ذاكرتك ، طاقتك ، وأفكارك ، إذا كان هو من قرر الإبتعاد عنك ، تاركاً إياك في منتصف الطريق بحيرتك المريرة في حين كنت تبذل قصارى جهدك لتحافظ عليه.

إن من لَديه القلب والخيال والذكاء الأساسي سيعرف ما يميزك عن الآخرين ، سيَعرف كم كانت خيبتك به أليمة ، وسيدرك بوضوح كم كانت خسارَته لك كبيرة ، وسيندم

سيندم اشَد الندم على جَعلك مسوس من العلاقات طوال الوقات و على جَعلك مُسوس من الناس حولك، عالِق بين ان تَثَق و ان لا تَفعل على قلقك من ان تُمسك يد احد

انتَظر ناكيوم، انتظر الى ان تَراني مع غيرك، سعيد و بِصدر فارِغ مِن الهموم و انتَ غارِقاً في حيرَتك مَع غيري عالقاً في هوَسك بالمال و انا مَع احد اخر اضحَك بصوت عالي

بينما انتَ تَموت و ترى الدُنيا التي جَعلتها لك وردية، سَوداء وَ اقسم حينها ان فَكرت الاقتراب مِني او فَكرت حتى ان تَلقي السلام عَلي، سَوف اكسر يَديك القبيحة تِلك

انا اكثَر من ان اُفكر بشخص مِثلك ولا ينبغي ان افعَل ذلك الآن، انتَ فكرة قذِرة بينَ تخيُلاتي المنحرفة الجَميلة لذا رَجاءاً عَقلي، اطلُب منك ان تَركُله من افكاري و تُركز على شيئ جَميلاً

-شَيئ مِثل ماذا؟-

مِثل ان اتوَقف عن التَحديق بالسقف و اُفكر بِذلك الذي يَنام على الاريكة بالخارِج مَثلاً ... هَل هوَ نائِم حتى؟ أم هَل لديه غَطاء؟ اقصُد اشياء خَفيفة و بَسيطة كَهذه مَثلاً ..

-لِما تُفكر؟ اذهَب و القي نَظرة-

يا عَقلي اخبَرتك ان تُفَكر لا ان تأمرني بِأن اُسبب المشاكِل! ماذا إن لَم يَكُن نائِم وَ كان ينتظَرني ان اخرُج لكي يَنتشلني مِن خصري وَ يُقبلني؟

ماذا إن كانَ يُحاوِل سرقتي؟- مَهلاً انا لا املِك سوى هاتفي و التلفاز اعني انهُما الشيئان الوَحيدان الذي يُمكن ان يُفكر المرء بِسرقتهم... اه يوجَد رامين ايضاً

- توَقف ...  عَن ... صنع سيناريوهات غَبية رجاءاً -

حَسناً اهدِء ليسَ و كأنني من اختَرع هذه الافكار مِن مؤخِرَتي انها آتية مِن عِندك ! اضافة الى ذَلك انا كُنت اُمازحك فقط، بالطَبع لن يُقبلني، تِلك الشفايف الجَميلة لا تُلامِس خاصَتَي.

لكن انا حَقاً اتساءَل عما اذ كانَ نام ام لا، حسناً نَحن جَلسنا الى الساعة الواحِدة وَ النِصف، ثرثرنا عَن اشياء كَثيرة وَ عشوائية مِثل انواع الطعام المفضلة وَ الرياضات

كُنت انا اكثَر من ثرثر بِحماس و هوَ كانَ يُجيب بِهدوء عكسي وَ بشكل سَطحي تَماماً، ذَلك لا يهم، هوَ اخبرني عَن اشياء كَثيرة عنه بالفِعِل و لِاكون صَريح هوَ رَجُل غريب بِحَق اعني لَم اُقابِل شَخص مِثله ابداً

يَكرَه الباذِنجان وَ لديه حَساسية مِن كُل شيئ تَقريباً، يُفضِل كُرة السلة و يُحِب الرَسم وَ يعتقد بِأنه لا يَتَكلم بنطق الكلام بَل يُفصح عن مشاعِرَه بالرَسم، أنه فَقط شَخصية راقية و مُعاكِسة لي -؟-

- هَل تَذكر عِندما صَدح صَوت تأوَه مِن التلفاز امامَه؟ -

بِجدية؟؟ لِما تُذكرني بالمواقِف المُحرِجة الآن، هَل انتَ عَقلي ام عَدوي؟ آيش حَقاً احمَق، اُفضِل ان اُفكِر من مؤخرَتي على استعمالَك. كانَ ذَلك مُحرِجاً حَقاً ...

-اذهِب و القي نَظرة عَليه الآن -

حَسناً- مَهلاً اعني سَوف اذهَب للمَطبخ لِشُرب الماء وَ بِطَريقي اُلقي نَظرة مُنذ انه ضَيفي وَ يَجِب ان يَكون مُرتاح، أنا لا اعلَم ان كانَ نائِم حَتى فَآخر شيئ رَأيته هوَ عيناه الناعِسة

انا حَقاً لا اعلَم، انظُر الى الساعة و اجِدها الثالِثة اُفكر باشياء كَثيرة و رغم انني استنزفت طاقَتي بالتَنظيف لازِلت لا استَطيع النَوم، آه فيلكس لا تَتوقف عن اقحام نَفسك بالمشاكِل.

اُبعِد الغطاء عَني بِضَجر و انزِل قدَماي لاقِف و اُعدِل ملابسي، القيت نَظرة على سريري وَ استغربت على عَدم وجود قِطي اللطيف، هوَ دائِماً ما يَلتصق بِفراشي.

جَريت قَدماي بِكَسل و حَذر، قَبل ان اخرُج من غُرفَتي مَددت رَأسي استَرق النَظر كونَ الباب يَطُل على الصالة مُباشرةً وَ اعتَقد انه غارِق بِعالم احلامَه، فيلكس لا تَبتسم أرجوك.

قَضمت شَفتي و اخرَجت كامِل جَسدي اتَسلل على رؤوس اصابِع اقدامي مُتجهاً نَحو الأريكة. وَقفت بِمسافة بعيدة انظُر حَيث يَستلقي على ظَهره و يَمِد قَدَميه واضِعاً واحِدة فَوق الاُخرى

الأمر مُضحِك، اعني بِسَبب طوله الاريكة بالكاد تَصل الى نهاية اقدامَه اراها بالخارِج مِن موقعي بالفِعِل، و عِندما اقتَربت اكثَر و وّقفت بجانِب الطاوِلة اتضَح ان الاريكة لا تَسع عَرض اكتافَه ايضاً

- ياه ما هذا؟ -

-بُنَيّ هَل انتَ حائِط؟-

اعني كانَ يُكتف ذراعيه فَوق صَدرَه طَرف كِتفه كانَ خارِج فراش الاريكة بينما يَضع رأسه على مَسند الاريكة كَ وِسادة و على مِعدته ينام قطي اللطيف، ذَلك الخائِن لَقد استغنى عني بالفِعِل!

مُجرَد النَظر لِطريقة نَومه المُثيرة اشعُر بعدم الراحة بدلاً منه، و لا اعلَم هَل اوقِظه لينام على سريري؟ اعني ان استَمر بالنَوم بهذه الطَريقة سَوف يصحى على الام وَ تشنُجات تَصل الى مؤخِرته

اعتَقد من الافضَل ان اوقظَه، ان تركَته هكذا سَوف يشتَكي وَ يقول ان هذا بِسَببي لان انا هوَ المَعتوه الذي اخبَرَه ان يَبقى و اصر عَلى ذَلك، فَقط لا تسألوني لِما فعلت ذلك.

فيلكس فَقط افعلها قَبل ان يُصاب الرَجُل بالشَلل.
لا اعلَم لِما انا مُتوتر و ابحَث عن طَريقة لِايقاظَه، اعني استَطيع رَكله و انتهى الاخر اليسَ كذلك؟

- لا، ليسَ كَذلك فيلكس ...-

اه الهي~ تنَفست بِهدوء قَبل ان اخطو نَحوَه و اجلِس القَرفصاء بِجانِب الاريكة، كُنت على وَشك قول اسمَه لكن لِلحظة توَقفت عن فِعل اي شيئ و اخذت اتأملَه،

بالنَظر الى فَكَه الحاد نُزولاً الى عُنقَه وَ لون بَشرَته، لا اعلَم ان كانَت حِنطية او سَمراء و على الاغلَب بالوَسط، لِنقول بَشرة رَملية غَريبة، و لِاكون صَريح يَبدو مُثيراً بِها وَ كأنها مُختارة لاجلَه فقط،

اُدحرِج عَيناي على انحاء وَجهَه و اعلَم انني ابدو كَمُختَل لَكن يوجَد اشخص جمالهُم نادِر يَجعلوك تُحدِق بِهم دونَ إرادة مِنك، دونَ ارادة مِنك تُفكر ان تَقودَك يَدك نَحوَ تُفاحة ادَم الظاهِرة بِشَكلٍ خَفيف،

- ما نَوع التَأمل هَذا؟ عَيناك تَلمع -

اصمُت انت. المَرء يَجِد الحَظ وَ الفرص مرة واحِدة في حياتَه لِذا ليستَغلها وَ الا فاتَتَه، دَع عَيناي تَنظُر لطالما النَظر مَجاناً ولا يَضُر احد ليسَ و كأنني سأتزوَجه من نظرتين فَقط.

- ماذا ان كانَ صاحي وَ يشعُر بِك بالفِعِل؟ -

اللعنة عَليك افزَعتَني. انا واثِق من أنه غارِق في عالَم احلامَه و لِلتأكُد استَندت بيدي على الطاوِلة و الاخرى رَفَعتها كَ حرامي نَحوه اضَع سبابتي لانتَشال خُصيلات شَعره وَ ابعادها عَن جَبهتَه. حَسناً هوَ لم يرمُش حَتّى

لِنتأكَد مرة اُخرى ... قِدت يَدي بِهدوء و حَذر تام اضعها على وَجنَتَه بِرقة، أنَّه دافِئ حَقاً... لا اعلَم مالذي افعَلَه لَكنني حَركت سَبابتي امسَح بِها اسفَل عَينه

- هُناك شامة لَطيفة -

أجَل ... ها أنا انقرها بِسبابتي بِخفة وَ اعود لامسَح اعلَى خَديه ... جسر انفَه و زاوية شَفتَيه، لَقد اخبرتكم انه ليسَ عَدلاً ان تأتوني جَميعكم و تتآمرون عَلي فِي لَحظة، هذا غَير عادِل

- الى مَتى سَتضع يَدك هُناك؟ -

... ليسَ مُطوِلاً يَجِب عَلي ايقاظَه على أية حال قَبل ان بشعُر بي ارتَكِب هذه الحَماقات، لذا سَحبت يَدي وَ استَقمت اقِف بجانِبه، كُدت ان اتحَدث لَكنني قَطبت حاجِبيّ برَيبة مُستَغرِباً

- ماهذا؟ -

لا اعلَم، لَكِن هُناك شَيئ داكِن ظَهر على وَجنَتَه مِن العَدم، لِأن الاضواء مُطفئة لَم استَطيع التمكن من الرؤية جَيداً، اقتَربت قليلاً مِنه و دنوت فَوقه للتأكُد و هناك بُقع بالفِعِل

أنا واثِق انني لَم اراها سابِقاً على وَجهَهَ، هَل يُعقل انه اذى نَفسه عِندما اطفأت الاضواء و تَركته وَحده هُنا ثم ذَهبت الى النوم؟ ام انهُ نامَ مُطولاً على وَجهه؟

انا حَقاً لا اعلَم...

على أية حال، نَظفت حَلقي لايقاظَه وَ فَجاة اصبَحت أبكَم، لَم استَطيع نَطَق اسمَه او بالاحرى لَم اعرِف بأي نَبرة او طريقة اُنادي اسمَه بِها، اشعُر و كأنه ثَقيل على لِساني

اكتَفيت بِأن امُد يَدي وَ اضعها على ساعِدها اهزه بِخفة، قَبل ان اتَمكن من مُناداتَه كانَ قَد فَتَح عَيناه و رفع رَأسه يَنظُر لي بِبعثرة وَ يبدو اننَي فَاجأتَه ..

" لا تَنام هُنا الاريكة لا تَسَعك "

قُلت بِخُفُوت بَعد ان سَحبت يَدي بينما هوَ اغلَق عَين و تَرك الاُخرى مَفتوحة يَنظر لي بِعَدم فهم، بالطَبع لَن يَستوعِب و انا اتحَدث معه بَعد لَحظات من فَتحَه لِعيناه!!

تَنهدت بِصَبر ولا اعلَم لِما اُصَعِب علي الأمور، أنا فَقط امسَكته مِن ذراعَه حَيث يَده و سَحبته بِخفة مُردِفاً :" أنتَ طَويل و عَريض من الافضَل ان تنام على سَريري الأريكة صَغيرة "

نَظَر لي وَ لم يَستَجيب لِسحبي لَه بَل وَضع كَفه فَوق يَدي وَ اردَف بِصوت اجِش : " لا بَأس انا مُرتاح هُنا"

لَيته لَم يَتحدث بِذَلك الصَوت، مَهلا لِما يَكذب؟ انا ارى بالفِعِل انه ليس مرتاح و ذَلك جَعلني ان اُصر عَليه مُجَدداً : " سَوف تَستيقظ على الام وَ تشنجُات كَ رَجُل تسعيني "

تَنهد وَ انا واثِق انه لا يراني بِعيناه الشبه مُغلقة تِلكَ. بَقيت اُراقِبه بِعيناي لِثواني و هوَ يُمسك يدي الى ان أستَقام بِجزئَه العلوي و انزِل قَدميه ليجلس على الاريكة

اخَذ يمسح وَجهه بِخُمول و انا لَم استَطيع الابتِعاد مِن امامَه اولاً بِسبب الطاوِلة خَلفي و ثانياً انه لازال يُمسك يدي.اعلَم انها جَميلة لكني احتاجها ايها الرَجُل الوَسيم

لا اعلَم ما المُضحك بالامر لَكنني ابتَسمت مُطالباً:
" يَدي "

رَفع رَأسَه يَنظُر لِي قاطِباً حاجِبيه وَ للتو ادرَك انه كانَ يُمسكها طوال الوَقت، لَكن بعد ان طالَبت بِها تَركها بِرفق مُغمغماً : " لَم انتَبِه .. "

ارَدت صَفعه و الضِحك عَليه لكن لازلنا لَسنا بِذلك القُرب، اكتَفيت بِأن اُخلل يَدي بينَ خُصيلاته الحريرية وَ اعيُد شَعره من الامام إلى الخَلف، هيَ فقط رَغبة اجتاحتني لِذا لا تَسألوني

شَعرت بِه يَتوَقف عن الحَركة ولا بُد انه مُندَهِش او بالاصَح مُستَغرِب مني، ماذا؟ انه ليسَ خَطأي هوَ من اخبَرني اننا اصدِقاء، او لسنا كَذلك؟؟ 

ثُم انه ليسَ ذنبي ان كانَ يملك شَعر ناعِم و ذو لَمعة مُغرية، هوَ ليسَ الاول على اية حال، بَل هان يُعاني مَعي ايضاً، هوَ يفر هارِباً مني كونه يملك شَعر مُغري وَ يدي تُحب اشياء كَهذه لا استطيع السَيطرة عَليها ☺︎︎

" فَقط اكمِل نَومك على سَريري "

قُلت بِبساطة وَ هُدوء و يبدو انه يُفَكِر بالامر، هيا يا صاح ليسَ و كأني سَوف اغتالَك في غُرفَتي، بَل يَجِب ان تُسرع قبل ان اُغَير رأي، فَليسَ كُل من زارني اسمَح لَه بالنَوم او دخول إلى غُرفَتي.

" ليسَ و كأنَّه اكبَر "

سمعته يتَمتَم بِبُرود وَ كانَ قاصِداً انه في منزل الاقزام. نَظرت لَه بِابتسامة صفراء ... عَزيزي شعرك لازال بيَدي، اُقسِم سَوف اجعلَك طاووس اصلَع مُتغطرس !

ياااه ليسَ ذَنبي انَ كانَ هوَ منارة بِرأس فارِغ، اراهُن على انهم قاموا بِتَوصية على سرير مِن سوق العمالِقة، ثُم انا المُخطِئ كانَ يجب علي تَركه يَنام وَ يتكدس على بَعضه البَعض

- آ~يش ناقة حَمقاء -

كُنت اُحدِق بِه وَ اتخيل الطُرق التي اريد نَتف شعرَه بِها لَكنه قاطَعني عِندما رَفَع حاجِبَه الايسر مُستنكِراً ملامِح وَجهي، لا اعلَم ماهذه الحَركة لَكنني حَدقت بِه مُردِفاً بِغَطرَسة :

" ماذا؟ "

عَلقت عيناي عَليه مِن الاسفَل الى الاعلى حَيث استقام مُن مكانَه بِبُطئ ليَقف امامي بِقُرب شَديد مُردِفاً بُثبات وَ وَجه جامِد  : " لا تَتَحمس "

رَفعت رَأسي بِسَبب طوَله انظُر لِوَجهه الجاد مُصَغراً عَيناي، حَسناً استَمِع لي ايها الرَجل المُتغطرس، هذا مَنزلي و نَحن خارِج العَمَل الآن عدا ذلك أنا لَست شَخص لَطيف مَع الغُرباء.

" لا تُحَدِق بي هَكذا "

عَقد حاجِبَيه مردِفاً بِجَدية لكني بَقيت مُصَغراً عَيناي و استَمريت بالنَظَر اليه اضافة انني اقتَرَبت بوَجهي اقرَب اليه مُتسائِلاً بِنَبرة مُستفزة :

" لِما؟ هَل أربِكك؟ "

صَمت وَ لم يُجيب بَل يبدو انه مُستَغرِب مني. دَعني اُذكرك ان نَسيت انتَ قُلت " لَقد اتيت كَصديق" و عِندما جَلسنا نتَحدث مُطوِلاً اخبرتَني انَني استَطيع الثرثرة بِراحتَي لاننا خارِج العَمَل ☺︎︎

استَمريت بالنَظَر داخِل عَيناه الى ان انزَلقت مِقلَتيه الى الاسفَل حَيث شَفتاي، عِندما عاوَد رَفع عَيناه وَ نَظر لي بِجُمود ادرَكت انَني كُنت قَريباً مِنهُ جِداً

ثِمة شُعور غريب راوَدني بِالنَظر الى عَيناه عَن قُرب وَ هي مُسطَحة، يَبدو غَير عَن المُعتاد ... لازِلت انظُر باحِثاً عَن مَعنى هذا الشُعور و هوَ استَمر بتعليق سوداويتيه على عَيناي

لا اعلَم مالذي يَدفعنا لِذلك وَ ما سَبب هَذه النَظرات، لَكِن اعلم ان هُناك مَعتوه قاطعنا بِرنين الجَرس ولا اعلَم أيّ تِمساح دَخل بِمؤخرة الطارِق و جَعلَه يأتي في وَقتاً كَهذا!

" هَل تَنتظر احَد؟ "

سَأل الواقِف امامي بِنَبرة هامِسة و كانَ هواء همسه قَد لفَح وَجهي، بَقيت في ذَلك القُرب عالِقاً وَ اجبتَه بِذات النبرة: " لا بُد انه هان ... "

أومأ بِرَأسه وَ حَدَقنا بِبعض بِغباء، ثواني حَتى استوَعبت انَ يجب علي افَتَح الباب، حينها انسَحبت للخَلف و توَجهت نَحو الباب انظُر للهواء بريبة مُتسائِلاً

-لِما و اللعنة كُنا نتهامَس؟-

صَدح صَوت الجَرس مُجدداً تَزامُناً مَع فَتحي للباب على مصرَعيه بملامِح مُنزَعِجة بِتَهجُم، سُرعان ما زادَ انزِعاجي عِندَما خَرجت هيئة ناكيوم أمامي :

"هَل انتَ اعمى مَثلاً؟ الا ترى انَ الساعة مُتأخِرة وَ هُناك ناس طَبيعية لازالت نائِمة؟ "

تَذمرت لَكنه بِنَبرة مِسكينة اردَف : " فيلكس دَعنا نتَحدَث "

" لا "

نَفيت رافِعاً حاجِبيّ ، بالطَبع لن نتحَدث خاصَةً الآن و انا اشعُر بِاذان اُخرى تَستمع لنا، لَن افرِغ حقائِب مصائبي و الفَضايح هُنا الآن، لازِلت اُريد الحِفاظ على حياتي!

" لَكني اشتَقت اليك .. "

تَحدث بِذات النَبرة يَقتَرِب مِني وَ يسحبني مِن جزعي لكي التَصق بِه، وَضعت يداي في وَضعية الصَد اُشيح وَجهي عَنهُ، حَسناً فهمت ما همه

- أنَّه ثَمِل -

" أشتَاق الى خَطيبَتك بَدلاً مني "

اذهَب لها فَما عادَ لي طَاقة لِعَصر قلبي مَرتَين، اذهب لها وَ دعني اعيش في وِحدَتي، دَعني لِوَحدي اُرَمم ما هَدمته ولا تُزعجني بِكلام فارِغ عُدت لي بِه و انت ثَمل.

" فيلكس أنا .. "

حاوِل التَبرير لَكني تَنهدت بِنفاذ صَبر ادفعَه عني مُردِفاً بنبرة مَلئتها الخَيبة : " لا تَقترِب مني، لَم اعُد ذلك الضَعيف الذي عَهدتَه لَقد انتزَعتَك مني و خَطوت فارِغاً لذا لا تحاوِل العودة "

" فيلكس انا اسِف ... "

" المَنزِل الذي يحتَرِق لا يتصلَح الا اذا قاموا بِبِنائه مِن جَديد. "

اغلَقت الباب لِشعوري بِقلبي يُعتَصَر، ارمي رَأسي و اتكأ بِجَبهتي عَليه، لِما عاد ليَعتَذِر، مالذي بَقى بِداخلي ليعتذر عَنه، ثُمَ لن يُغير ذلك شيئ على أية حال، لست املِك سوى الفراغ بداخلي.

يَقِف وَ يستند بِرأسه على خَشب الباب، يُحاكي خَبيته وَ يُلملم شُتاتَه، لَقد اعتاد على ان يُرمم نفسه بِنَفسه، يحتاج وَحدتَه لاعادة بِناء نَفسَه، لكن يَبدو ان اليَوم بالذات لَن يَكون وَحيداً

هُناك مَن يقف خَلفه وَ يُشاهِدَه بِأسَف فلَقد سَمع كُل شيئ، كانَ الحال ذاته، فَ كُلاهم كُسر قَلبهم لاسباب سَخيفة و غَير مَنطقية، وَ كأن جَعلهم يُعانون رهاب الثقة اسهَل من اخبارهم بالحَقيقة.

تَنهد بِخفة وَ الآخر يُغلِق عَيناه و يقنع عَقله انَ لا فائِدة مِن البُكاء الا انه سَوف يجعَله قَبيحاً و يُزيدَه عُمراً فَوق عمره. وِسط مُحاولاتَه شَعَر بيَد تُمسِك مِرفقه بِرِقة و ذلك جَعلَه يَلتفت بِغتة بِفزع

سُرعان ما تنهَد بِراحة عِندما اتضح له انه هيونجين، لقد نَسيَ امرَه تماماً، بَعد لحظات أرخى جَسدَه مِن استنفارَه مِردِفاً بتنهد :

" اخفتَني ... "

دَحرج المِعني حَدقتيه على وَجه فيلكس وَ لقد شَعر بالانزِعاج، هُناك شيئ خاطِئ ليسَ هذا سَليط اللسان المُشرِق صاحِب المشاكِل الذي عَهده، فَمن يقف امامَه ليسَ سِوى شَخص يُطالِب بالنَجدة...

عَقد حاجِبَيه يَسحبه مِن مَرفقه اقرَب اليه بِرفق وَ فيلكس اتى مَعه دونَ اعتراض بَل كانَ يَنظُر لَهُ بِريبة الى ان نَطَق بِنبرة صارِمة و هامِسة :

" أعتَذِر .. "

تَجعدت ملامح وَجهه بِاستِغراب فهوَ لا يفهَم ما سبب اعتذارَه المُفاجِئ، هوَ لم يفعل شيئاً خاطِئاً و ذلك جَعل الاشقَر يُنزِل رَأسَه بِخفة مُتسائِلاً بريبة :

" عَلى؟ "

" على اخافَتَك "

اجابَه و لقد بَدا وَ كأنَّه يعتَذر لَه نيابة عَن الاشخاص الذينَ سَببوا لَه الالم، كانَ اعتذارَه اعمَق من ان يَكون لانه اخافَه فقط، اخافَتَه ليسَ شيئاً يُعتذر عَليه على اية حال ...

دَحرج فيلكس عَيناه على انحاءَ وَجه هيونجين، عَلى يده التي لازلت تُمسك بِمرفقه، اصبَحت عيناه كانَت مُتعَبة، مُحبَط يشعُر بالخَيبة وَ لقد سَئِم مِن البَشر جَميعاً.

تَنهيدة ثقيلة غادَرت ثُغرَه قَبل ان يلَتفت بِكامل جَسده و يقتَرِب بِبُطْئ ليَحشِر نَفسه بصَدر هيونجين وَ يرخي جبينه هُناك، بينَ تِلكَ الاذرُع الكَبيرة، شَعر بِأنَها الوحيدة القادِرة على احتوائَه وَ لم يُكذب شعورَه

لَقد احتاجَ ذلك على أية حال، احتاجَ رائِحة عُطرَه و الشُعور بِه حولَه، هوَ كانَ يضم يديه و يضعهم بينَ صدره و صَدر هيونجين بينما يرمي بِثقل رَأسه هُناك ايضاً

هيونجين لَم يُفكر بأن يُمانِع، بَل ترَك مِرفقه و لَف يَديه حَوله ليحتَضنه وَ يحتويه بِدفئ. يَد يلفها حَول ظَهره و الاُخرى يَمسح بِها خُصيلات شَعره الرَمادية الناعِمة مِن الخَلف

كَلِمة جارِحة قَد تُطفأ مَدينة كامِلة بأعيُن احدهُم، هيونجين كانَ يُحاوِل ان يُشعِل بِكلماتِه على الاقَل ضَوءاً واحِداً ولو حتى بَصيص صَغير داخِل تلك المَدينة :

"لا بَأس ان فاتَك القطار، ليسَت كُل السكك تؤدي الى الطريق الذي تُريده "

تَحدث بِنَبرته المُعتادة لكنها كانَت دافِئة على مسامِع فيلكس، كانَت طريقته بالمواساة لَطيفة وَ لها مَعنى، تُشعِرَك بأنكَ عَليك فقط انتظِار القطار التالي و الصحيح وسوف تصل بِسلام.

ابتَسم بِخفة على كلامَه، فكُلما بقي مَع مُديرَه الذي كانَ حائِط مُسطح، يكتَشف جانِب لطيف و مُحِب مِنه نوعاً ما ذَلِك مُدهِشاً.

اهتَز بِخفة يَضحك قَبل ان يَبتعِد وَ يسحَب جسده من بينَ احضانَه على مَهله في حين انزَل هيونجين يَديه وَ تركهُم بالقُرب مِن فيلكس بحيث يَكونان حَولَه دونَ تلامُس مُبالَغ

نَظَر لَه و ارتَفعت زاوية شَفتيه بِشكل طفيف لِرؤيتَه يضحَك و وَجنَتيه قَد اصبَحت وَردية بالفِعِل، فيلكس لم يشعُر بنَفسه بَل كانَ يفكر بأي طَريقة سَوف يعتَذر عن احتِضان هيونجين هكذا فَجأة ،

استَغرق لحظات وَ لقد عَجِز، انتهى بِه المَطاف بِأن يَضَع يَديه خَلف ظَهرَه مُردِفاً بِسُخرية لطيفة :
" أسِف اعتَقدت انكَ جِدار "

اغلَق هيونجين عَيناه بِقلة حيلة وَ لم يغضَب، بَل شعر ان سَليط اللسان عادَ الى طَبيعته و هذا جَيد، افضَل مِن ان يندِب حظه وَ يبكي مُثرثراً بِكلام غير مَفهوم، لذا اكتفى بِأن ينظُر لَه مُتحدثاً بنبرة بينَ المَزح وَ الجَدية :

" انظُر الَيك يا قَصير "

امالَ فيلكس رأسَه فاتِحاً فمه كونَ هيونجين نَعتَه بالقَصير، اغلَق فمه و اخَذ يَتوَعد بِداخلَه بينما طَويل القامة تَجاهله وَ عاد الى الصالة يَنظُر الى ساعة يَدَه، نَبضات قَلبه فَعالة بِشكل صِحي و ليست ضعيفة كالعادة

رَمى بِجسده على الاريكة مَوسِعاً بينَ قدَميه بينما فيلكس دَخل الصالة واضِعاً يَد على خَصرَه وَ الاُخرى يُلوِح بِها بِعشوائية، يصنع ايماءات بِوَجهه مُعترِضاً:

" عُذرَاً لَكن بِطولَك هذا تُناطِح السحِاب و بالنهاية انا القَصير؟ اعني القَليل مِن المَنطِق "

اعادَ هيونجين شَعره الى الخَلف وَ لم يُجيب تذُمرات فيلكس، بَل كانَ ينظُر لَه و يُرَقِص حاجِبَيه بِاستخفاف، لم يَكُن ليأخُذه  على محمل الجَد و هوَ بهذا الشكل المُبعثَر

هوَ امالَ جَسدَه ليتمدد على الاريكة واضعاً يَديه اسفَل رَأسَه يردِف بعدم مُبالاة : " دَعني أنام "

نَظَر فيلكس حواليه يبحَث عن شيئ يَرميه عَليه لكنه تَذَكر انه ايقظَه لِكي لا يَنام على الاريكة، بِانِفعال و عجلة سار نَحوَه قبل ان يُغلِق عَيناه و يغلبه النَوم ليصيح :

" لا تنَا- اء "

لَم يُكمل جَملته بَعد وَ ذلك بِسبب آنه ضَرب قَدمَه بِزاوية الطاوِلة وَ حَلق ليَقع فَوق هيونجين الذي رَفع يديه فَوراً كَردة فِعل ليمسكه من خَصرِه

رَفَع هيونجين رأسه يَنزِله و ينَظر لَه مُتعجِباً لانه اصبحَ مُتمَدد فَوقه تماماً بينما فيلكس كانَ يَمد ذِراعيه على صدر طويل القامة و يضع رأسَه بينهم يَنتَحِب بِبُكاء و عجلة:

" اصبعي، اصبعي كُسَر اه لا استطيع، سأصاب بالشَلل، اُصبعي الصَغير آ~ه اوما~ "

يعتَصر و يَندِب مُتناسياً أن هيونجين اصبَح فراش اسفَلَه، وَ الذي ايضاً رَفع يديه عن خصر فيلكس العاري تاركهم بالهواء مُعلَقين، يُدحرِج عيناه على فَروة رَأس الاشقَر بِعدم استيعاب

" سأقتلك، اصبَعي اصبَح بِحجم رَأسي الآن - "

رَفع رَأسَه يَشتَكي لكنه صَمت فَجأة يُحدِق بِهيونجين بِغباء، - مَتى اصبَحَ فَوَقه؟ - دَحرج عَيناه يستَشعر جَميع عضلات طَويل القامة ضِد جَسدَه

رَمَش ببطئ يَتحَسس بيَداه صَدَر هيونجين دونَ ان يُحَركِهم، يَشعُر بِضربات قَلب الآخر الجُنونية اسفَل كَفَه و كأنَ قَلبه طَبل في حَفل زَفاف و ليسَ مضخة للدَم...

بِحماقة وَ دونَ وَعي مِنه هَمس يُدحرِج عيناه على خاصة هيونجين: " لِما هوَ هَكذا؟ ... "

نَظَر لَه هيونجين بِريبة ولا يَعلم مالذي يَقصده فيلكس تَماماً، هَل يقصِد ذَلك الشيئ أم انه يَسألَه لما قَلبَه شَديد؟ هَل صوته يُسمَع حتى...

نَظَر اسوَد العَينين للجِهة اليُسرى قَبل ان يُعيد عَيناه مُجيباً بِضياع و ريبة: " هَل رُبما لانك .. تجلِس فَوقه؟ "

أمال فيلكس رَأسَه بِخفة وَ لم يفهَم ماهذه الاجابة المُلَغمة، وَ لِنقول انَ في هَذه اللحظات عَقله خارِج عَن الخِدمة تماماً، كُل ما يُركِز عَليه، هوَ ذَلك الشُعور بعَضلات جَسد القابِع اسفَلَه و خاصةً ذَلك الشَيئ الضَخم ...

كانَ هيونجين يَحتَضر اسفَله و يَنتظره ان يَبتعِد بِفارِغ الصَبر، فالهواء باتَ يَتلاشى و تلكَ العَضلة الوَحيدة التي تُصارِع على تَنظيم الدِماء وَ ضَخه باتَت تَشتكي

تفاجئُه مَع ارتِفاع الادرينالين جَعل الامر صَعب، لازال لَم يَعتاد على مَلمس يَده فما بالَه مَلمس خَصرِه العاري وَ كامِل جَسده بِقرِب لا يَسمح للهواء ان يَمُر بينَهم حَتى!

هيَ لَحظات كانَت بمثابة ساعات حَتّى انتَفض وَجه فيلكس و احمَر بِعُنف، سُرعان مَا وَضع يديه يدفع جَسده عن هيونجين يَصيح بِهَمَس :

" وَيحَك ! "

جَلس فوقَه لِوَهلة قَبل ان يقف وَ يبتعِد عَنهُ تَماماً، تَركه على الاريكة و ذَهب الى غُرفتَه ليدخُل وَ يُغلِق ألباب خَلفَه واضِعاً كِلتا يَديه عَلى فَمَه

لا يَعلم ماهذا الشعور، ماهذا الاحراج هَل يخجَل ام يَصرخ هوَ فقط رَكض نَحو سريره و رَمى نَفسه هُناك يدفن وَجهه بالوِسادة وَ يصرَخ بِصمت

بينما بالخارِج رَمى رَأسه على المسند يُحاوِل تهدئة جَسَده يُحدِق بالسَقف بِوَضعيته ذاتها، لازال لَم يستوعِب ما حَدَث، ذَلك الجَسد النَحيل وَ يديه ... يَديه التي احتَضنت خِصرَه العاري بسبب ارتفاع كَنزتَه

- هَل هذا هوَ ملمس البَشرة الذي يتحدث عنه الجَميع؟ ام انه فَقط فيلكس؟... -

يتساءَل و يَشعُر بيَده تتعَرَق، يهِز رَأسه راكِلً  تِلك الافكار لابعد زاوية في عَقلَه، هذا جُنوني الطَريقة التي يَتفاعَل جَسده بِها مع فيلكس جُنونية، حَتى الساعة اللعينة التي لا تُريد ان تَصمُت !..

➪𒊹︎➪

في بُقعة اخرى يَسير وِسط الشوارِع بِلا وِجهة، مُجَدداً تَشاجَر مَع والدَه بِسَبب عَمله و لِنكون صَريحين هوَ لا يطيق رؤية ذُبابة امامَه الآن، حَتى نسمة الهواء يَتشاجَر معها

يُكشر ملامحه و بينَ شَفتيه سيجارة ينفث دُخانها بِضَجَر، الساعة تَكاد تُصبِح الرابِعة وَ النِصف، ليسَ هذا الغَريب بَل الغريب تواجِده امام بابَ المشفى في وقتاً كَهذا

هَل حَقاً يَنتَظر الفتى الجَرو ان يَظهَر الآن مِن العَدَم، رُغم انه لا يَستلطفه وَ يَستمر بِرفضه الى انه ارادَ رؤيتَه لِيُخفف عَنه حِدة مزاجَه

مُجَدداً ينفِث دُخان سيجارَته و يقف امامَ باب المَشفى، لا يَعلم هَل ان دَخَل سَوف يَجِده؟. هوَ رمى سيجارته على الارَض و كادَ ان يدخُل لولا سماعَه لِصراخ احَدهم:

" ياه ياه انت، لَقد قُمت بِتنظيف الارض للتو من السجائِر !! "

التَفت ببطئ ليَرفَع حاجِبَيه، ها هوَ فتاه الشَرِس يمسِك بيَدَه مكنسة بوَجه مُنزَعج و انف احمَر اثر طَقس الفجر البارِد، يبدو انهُ قامَ بتَنظيف ساحة المَشفى مِن السجائِر.

بَقيَ واقفاً مكانَه ينظِر لوويونغ الذي يقتَرب منه و يهيئ نَفسه لِشجار، كانَ شكله لَطيفاً جِداً و هوَ يسير ممسِكاً بِعصاة المِكنَسة و ارنبة انفَه تَحولت الى طماطِم،

كانَ وويونغ قد وَصل و بِملامِح مُكشرة اردف :
" ارميها في سَلة المُهملات "

تحدث قاصِدا سيجارة سان ان يَأخذها من الارَض و يرميها في سَلة المُهملات، لكن قَبل ان يُنَفِذ الآخر اقتَرب خُطوة مُجيباً بابتِسامة و صَوت خافِت :

" هَل تُعطيني حِضن ان فَعلت؟ "

اعادَ وويونغ رَأسه للخَلف مُستغرِباً تَصرُفات القابِع امامَه، لَكنه لم يهتَم له على اية حال، هوَ ضحك بِعدَم تَصديق مُعتَرِضاً :

" انتَ حَقاً ... ياه خُذها و ارميها هُناك و الا جَعلتك- "

قَطَع حَديثه سان الذي جَذبَه مِن خصرَه اليه وَ احتَضنَه بِاحكام، في حين بَقيَ هوَ مُتسمِر مكانَه يرمُش بِعَدم فِهم و خَجَل، لِما فَجأة؟؟

" توَقف عن صَدي.. "

سَمِعَ همس سان بجانِب اذنَه وَ بِطريقة ما شَعر بِانقِباض غَريب بِسَبب نَبرته، يَتحدَث و كأنَ عالَمَه يَقِف على وويونغ وَ ليسَ على الهواء و الماء

هوَ حاوَل معه مراراً و تكراراً بالفِعِل، مُنذ شُهور يحاوِل التَقرُب من وويونغ، لكن الاخر يَعتقد انه مُنحرِف بسبب طَريقة كلامَه الغَزلية و التي تجعله يبَدو كَ فتى لَعوب

" ابتَعِد عَني ... "

تَمتَم بِخُفُوت لِشعورَه بأنَ هُناك ثِمة شيئ خاطِئ بِه، بطريقة ما شَعر بأنه حَزين، هوَ لم يقفز بِوَجهه مِثل العادة بَل انه هادِء تماماً و لم يُلقي نكت تافهة حتى

انسَحَب سان كما طَلب وويونغ، لَم يكن يريد ازعاجَه لَكنه وَجَدُه لَطيف و لم يحتَمل رؤيتَه بذلك الشكل و عدَم احتضانه، حسناً حِضنَه دافِئ ليته فقط يقبَل بِأن يُصبحا على الاقل اصدِقاء..

لكن مُجَدداً وويونغ يَتجاهله وَ يذَهب تارِكاً اياه يَتنهد بِاحباط، ماذا يَفعل معه؟ رُبما يُحاوِل بطَريقة اُخرى كما اخبَرَه تشانغبين، وَ يَأمُل ان تَنفع مَعَه.

☁︎︎ الساعة السابِعة صباحاً  ☁︎︎

الصَباح بعث جديد لبداية متجدّدة، فاطرح ثوبك القديم، والبس لصباحك الجديد ثوباً آخر، صحّح أخطاءك وتطلّع إلى يوم مشرق، تكون فيه صادقاً مَع نَفسك و مع الآخرين أيضاً

على الرُغم مِن أنها عِطلة الاسبوع الى ان المَشفى لَم يَكُن خالياً مِن المَرضى وَ المُمرِضين بَل مُستمر بالعَمَل بالمَوظفين الذينَ لديهم مُناوَبة مِن بَينَهُم سونغمين الذيَ لا يَتوَقف عَن تَلقي اتصلات كاذِبة

" آه!! سَأفقِد عَقلي ! "

صَفع سماعة الهاتِف يَصيح بِغَضَب، اليَوم لَم يبدأ بَعد وَ هم يَتَصلون على المشفى ليَسألوا عَما اذا كانَ يبيع الدُخان و آخر يَسألَه ان يقتَرح لَه فُندق جَيد و مكان للعطلة الصَيفية!

يَتلوى وَ يشتَكي خَلف مِنضدة الاستقبال و لينو الذي يَمِر من امامه حامِلاً مَعَه ادوية مِن الغُرفة رآه يَشكو مما جَعله يَعود ادراجَه ليَسألَه :

" ما خَطبك مُنذ الصَباح؟ "

" ان جَلست دَقيقة اُخرى هُنا ساصُبِح عَدو البَشر !"

امتَعض يَصفع الاوراق على الطاوِلة ليَفهم لينو ان الاطفال المَعتوهين عادوا لِذات القِصة، اعتَقد انهُم توقفوا بَعد ان امسَك بهم هيونجين لمن الآن لا يبدو كَذلك،

وَضَع الادوية عَلى المِنضدة ليَذهب خَلفها و يقف بجانِب كُرسي سونغمين مُتحدِثاً بِمُسايرة و هدوء :
" اهدَأ، خُذ هذه الادوية لِسيارة الاسعاف بالخارِج، استَطيع المُناوِبة عنك قَليلاً "

ارادَ ان يُخَفف عَنهُ قليلاً وَ سونغمين كانَ شاكِراً لَه، هوَ استقامَ تارِكاً كُرسيه لَ لينو و انتشَل الأدوية ليخرُج من بقعَتَه مُتَجِهاً بِها نَحو سيارة الاسعاف بالخارِج.

وَقف امام سيارة الاسعِاف حَيث الابواب مُفتحة و وويونغ الذي يَملئ حَقيبة الاسعافات الأولية بالداخِل، انتَبه لِهيئته ليَتقدم نَحوه قائِلاً بِلُطف :

" اعتَقدت أنَ لينو هيونغ سَوف يُحضِرهُم "

مَد سونغمين الادوية اليه مُجيباً بِضجر :
" لَقد استَلم مكاني "

" ... "

تَجَمَد وويونغ يُحَدِق بِه بعدم تَصديق، كانَ مُتأكِد من انه سيُسبب المصائِب حتى وَلو على الهاتِف! وَ حسناً كانَ مُحق كونَ لينو لا يَتوَقف عن قَول اشياء مُفزِعة.

المعني كانَ يَجلِس على الكُرسي و ينتَظر ان يَرن الهاتِف فقط. يِحِدق بالارجاء بوَجه مُسطَح وَ تَمُلل لكن هيَ ثواني قليلة حَتى دَحرج عَيناه البنية نَحو سماعة الهاتِف

ابتَسم بِجانبية قَبل ان يرفع السماعة مُردِفاً بِصَوت بارِد :
" مَشفى الطَبيب هوانغ، كَيف استَطيع مُساعدتَك؟ "

- مَرحباً، لقد اتصلت قَبل قليل و اخبرت صديقك ان لدي اكتئاب و احتاج نزهة صَيفية هَل تَستطيع مساعدتي بذلك؟-

أومأ برأسه مُجيباً باشراق : " اجَل بالطَبع ! "

-اوه رائِع!-

" هُناك مَكان دَرجة الحرارة بِه دافِئة في جميع الاوقات، هادِء جداً و ليسَ المَليئ بالناس حالياً "

- مُذهِل، هلا اخبَرتني بالعنوان رجاءاً ! -

" بالطَبع، احضِر ورقة و قلم "

انتَظر قليلاً الى ان احضَر الرجل ورقة و قلم، وعادَ على السماعة مُردِفاً :

- ها انا -

" حَسناً اكتِب H ... "

-حسناً؟-

" E ll "

قَطب الرَجُل حاجِبَيه باستغراب فَهوَ لم يسمع بهذا العنوان ابداً، بِفضول و اهتِمام سَأل :

- اينَ هوَ هذا المكان؟ -

ابتسَم قَبل ان يجيب بقطع : " الجَحيم " ☺︎︎

" اذَهب الى الجحيم دَرجة الحرارة هُناك جميلة جِداً لعطلة صيفية، ولا يوجَد ماء اي سَوف تموت ظَمئ و حَرق "

- الهي انتَ مجنون! -

اغلَق الرَجُل الخط بِهلع و لينو ضحك يضَع السماعة على الهاتِف، ليسَ و كأن الرجل هو العاقِل، من هذا الذي يتَصل على مشفى ليحصل على عطلة صيفية!

اعتَقد ان المُشكِلة تَم حلها لذا استَقام من كُرسيه و ذَهب يبحث عن سِنجابَه، لَم يكلِف نفسه كَثيراً، لقد وجده يقف بالمَطبخ و ينتظِر من الة القهوة ان تُملئ الكوب خاصتَه

كانَ هان يَنفخ وَجنتيه بِضَجر و ينظر للفُنجان، يكره الانتِظار  وَ ليسَ صبور على ذَلك، لكن هيَ لحظات حَتّى شَعر بِأيدي وُضِعَت على جوانِب خَصرَه وَ رَأس ذو شَعر كَستنائي يَعرِف لِمن يَنتَمي وِضع على كِتفَه

" ماذا يَفعل سِنجابي؟ "

تَنهَد هان بِصَبر، لَقد سئم مِن هذه الحَركات، يَحتضنه و يَخرُج معه في موعِد، يَذهب لقضاء ليلة في مَنزله و مُشاهِدة الافلام، يَنام بِجانبه و يقضون عطلة الاسبوع مَعاً

هوَ ليسَ منزَعِج من تِلك الاشياء، بَل منزَعج من لينو كونَه لا يَعترف ان كانَ يملك مشاعر لَه مثل ما يفعل هان، ام انهُم فقط اصدِقاء مُقرَبين، مُجدداً يُناديه بِسنجابي و هان يُتمتم بِخُفُوت :

" اخبَرتك لا تُناديني بِذلك الاسم "

" لِما؟ الَست كَذلك؟ "

سَألَه مُقتَرِباً نَحو عُنقه لكن فور ان شَعر هان بِه استدار ليواجَهه بِقُرب شَديد بِخُدود مُحمرة وَ صَوت غير ثابِت:
" ما أنا بالنسبة لَك؟ .. "

"  هان، لا تبدأ مُجَدداً "

اجابَ لينو بِتَرجي يُميل رَأسَه الى الجانِب، جَميعُنا نَعلم ان هان ليس صديق، بَل هوَ كُل شيئ بالنسبة لَه لكنه لا يَستَطيع البَوح بِذالك، لازال يَحتاج بَعض الوَقت لانهاء ما بَدأه .

اما عَن هان هوَ رَمش ينظُر لَه بِاحباط، ماذا يَفعل بِمشاعره الفائِضة؟ هَل يَحبسها و يَنتظر ام يَنسى امرها، هوَ لا يعلم، لينو يَجعله في حيرة و ذلك دفعه ان ينسَحب من امامه و يَذهب مُتجاهلاً سؤالَه

" آسِف صَغيري ... "

تَمتم بِأسَف و التفت مُتجهاً الى عَملَه. اما في ذَلك المَنزِل البَسيط كانَ قد استيقظ للتو على فَرو يَجلِس فَوق وَجهه وَ لِسان رَطب يَلعقَ وَجهه

فَتَح عَيناه يَنظُر للسقَف قَبل ان يقفز بِوَجهه القِط وَ يلعَق جِسر انفَه حَيث حَبات نَمشه اللطيفة، عاوَد اغلَاق عَيناه قَبل ان يَرفع يديه و يحمل القط الى الاعلى يُبعِدَه عن وَجهه

" مَتى سَتتَوقف عَن ذلك؟ "

اشتَكى بِصَبر في حين القِط لَق شفتيه بِغباء، هوَ فقط جائِع ولن يُوقِظ هيونجين منذ انَ فيلكس هوَ الذي يُطعمه دائِماً، سيَكون من المَنطقي اكثَر ان يوقِظه هوَ

كانَت تِلك الاشياء كانَت تَدور في عَقل القط في حين فيلكس يُقلِب عيناه بِتَمُلل، ليسَ و كَأنه ذلك هوَ فقط لم يَنام كَثيراً بِسَبب تَفكيره و ذلك يَجعله بِمزاج سَيئ

استَقام على اية حال و اعتَدل بِجلسته ليتربع السَرير و يُحَدِق بالارجاء بِضَياع، لَحظات تَثائَب بِها ليتَذكر انَ هُناك احَد بالخارِج و على الارجَح هوَ مُستَيقِظ

رَمش لاعادة ضَبط عَيناه ثُم ابعَد الغطاء عَنه و انزِل قدميه على الارَض ليقف وَ يجِر قدَميه بِكَسل شَديد وَ اكتاف مُنحَنية، يرفَع يَده يخدِش خلفية رَأسه و يفتح الباب

خَرَج مِن حُجره وَ لم يَجِد طَويل القامة بِصالة، بَل وَجد معطَفه وَ كَنزته الصوفية¹ ذات قلنسوة مَوضوعين على مَسند الأريكة وَ ذلك جَعله يقطِب حاجبيه بِاستغراب

لَكنه تَثائَب مُجَدداً يَرفع ذراعيه بالهواء وَ يفردِهم يُقوِس جَسده للخَلف لتمديد عَضلات جَسَدَه، كانَ ذَلك تَزامُناً مَع خروج هيونجين مِن باب الحمام بِوَجه مُبَلل

رَفع رَأسَه يَمسَح القَطرات التي تَسقُط مِن اسفَل وَجهه ينظُر لِفيلكس وَ كنزَتَه التي اظهَرت معدتَه البيضاء وَ شيئ بَسيط مِن عِظام قَفصه الصَدري

توَقف فيلكس بِوضعيتَه و الشيئ الذي تَحرك هيَ عيناه فَقط، نَظَر لهيونجين بِوَجهه المِبلل وَ خُصيلات شَعرَه الرَطبة التي اعادَها للخَلف بيَده مُظهراً عَضلات ذراعه القَوية

- كَنزة صيفية سوداء دونَ اكمام؟ -

هَذا الشيئ الوَحيد الذي دار داخِل عقله الصَغير بينما هيونجين انزَل يَده عن شَعرَه و خطى نَحوَه مُردِفاً بِصَوت عَميق الى حَداً ما :

" صَباح الخَير "

انزَل فيلكس يَديه مُستَوعِباً وَ ادار جَسده بِخفة يَتَبع هيئته الضخمة تَمر من امامه تتجِه نَحوَ الأريكة، صغر عَيناه يُمعِن النَظَر بِه وَ لقد شَعَر بالفِعِل بِأنَّه اُصيب بِتشنُجات

تَأكَد عندما امال هيونجين رَأسه يميناً و شِمالاً في غاية فَرقعة عِظام رَقبتَه، ابتَسم بِسُخرية قَبل ان يَتجه نَحوه بِخطوات متمايلة وَ يقف امامَه مُكتف يديه امام صَدرَه

" صباح التَشنجُات "

اردَف بِاغاظة لَكنه تَلقى رَمقة بارِدة هيونجين جَعلته يُدرِك انَ هذه الاعيُن الحادة ليسَ الوَقت المناسِب لِلمزاح مَعها، طَويل القامة لَم يكُن بمزاج جَيد ايضاً بسبب احدُهُم

هوَ جَلس على الاريكة رامِياً ظَهرَه عَليها بينما فيلكس وقف امام الطاوِلة مُردِفاً بِنَبرة لطيفة: " اخبَرتك ان تَنام على سريري، لَكنك رَجُل عَنيد "

" هَل أيّ ضَيف يَأتي تُخبرَه ان ينام على سريرك؟ "

تَسائَل الآخر بِنَبرة جافة مما جَعل فيلكس يُنزِل عَيناه وَ ينظُر للارَض لِوَهلة. هَل حَقاً اعتَقد ذَلك للتَو هَذا مُضحك كونَ فيلكس لاوَل مرة يطلب مِن احد ان ينام على سريرَه لاجل راحتَه

ابتَسَم بِجانبية وَ انزَل يَديه ليجِر قَدَميه وَ يذهَب من امام هيونجين، لَم ينزَعِج و لم يَغضَب مِن حَديثه فهوَ لم يأخذَه شَخصياً بَل وَجد ان الامر مُثير للسُخرية :

" ياه.. اعتَقدت انكَ صَديقي "

شَخر بِاستِخفاف وَ كانَ قد وَقف خَلف هيونجين الذي رَص على اسنانَه و كانَ على وَشك ان يُزَمجر، لَكن هيَ ثواني حَتى شَعر بأيدي صَغيرة عَلى اكتافَه و رَأس اشقَر كَذلك

ارادَ فيلكس لُعبها بِشَكل صَحيح لذا قَرر تَدليك اكتافَه، هوَ وَضع يَداه على اكتافَه العَريضة وَ انحنى ليُصبح رَأسه بجانِب خاصة هيونجين وَ بنبرة ماكِرة مُنخفضة تسائَل :

" او لسنا كَذلك؟ "

لَعق المَقصود شَفتَيه وَ ثِمة شيئ بِداخِله يَغلي، ليسَ مُعتاد على ان يَستَخِف بِه احَد و السَيطرة على غَضبَه الآن شَيئ شِبه مُستحيل، فهذا الثَعلب المَكار خَلفَه تَحرُكاتَه مُلغمة وَ غامِضة علاوة على انها تُزعِجَه.

" بَلى نَحن كَذلك "

اجابَ يُميل رَأسَه بِخفة، ان ارادَ فيلكس الَلعب فَهيونجين سَوف يُنهي اللعبة مَعَه لذا تَركه ان يفعل ما يَشاء ليرى الى اينَ يُريد ان يَصَل،

اما فيلكس لَم يكُن جَدي بشأن هيونجين، هوَ اعتدل بِوَقفته، انزَل يديه اسفَل الكَنزة و بِوتيرة بَطيئة اخَذ يُدلِك اكتافَه، يُحرِك اصابِعه بِمهارة يُعطي شُعور مُنعِش للآخر

" هَل هذا جَيد؟ "

سَأل فيلكس ليَتلقى همهمة اجابية صادِقة مِن هيونجين، يَديه جَيدة حَقاً و الطريقة التي يُحرِك بِها عَضلات الآخر افضَل، تُعطي راحة مُفرِطة

" آمم~ عَليك ان تُحضِر الفِطار مَعي "

تَحدَث بِنبرة شِبه مُدللة ليَفتح هيونجين عَيناه وَ يُعيد رَأسَه للخَلف بِحيث يَتَمكن مِن رؤيته، نَظَر لَه رافِعاً حاجِبَه الايسَر بِاستنكار، لَم يَقُل ذلك بِجَدية اليسَ كذلك؟؟

انزَل فيلكس رَأسه ينظر لَه ايضاً، و عندما اطال تمتم بِ قهقهة طَفيفة" ماذا؟ لِما تُحَدِق بي هَكذا؟ "

" فَكِر في كلامَك مَرة اُخرى "

تَحدث مُثَبِتاً عَيناه على خاصة فيلكس، بينما الآخر ضَحِك وَ وضع يَديه على جوانِب رَأسَ هيونجين ليُحركَه وَ يدفعه يُعيدَه الى الامام مُردِفاً :

" فَكرت وَ سوف تُساعدني "

" يَبدو أنَني تساهَلت معك "

تَحدَث بِجدية مُحرِكاً يَديه مما جَعل فيلكس يَفزَع ضاحِكاً و يحوِل يَديه ليضعُهم على عُنق هيونجين حَيث حُنجَرته و الاُخرى يَضعها اعلى رَأسَه مُتحَدثاً بِعجلة :

" حَسناً حَسناً لا تَغضب "

امسَك هيونجين ايدي فيلكس مِن على حُنجرته و رَأسه يُبعدهم عَنَهُ وَ يمررهم من اعلى رَأسه حَيث يُصبحا على جانِب كِتفه الايسر، تمكن حينها مِن سَحبه بِقوة الى الامام

ذَلك ادى الى وقوع فيلكس مِن فَوق ظَهر الاريكة الى الامام حَيث المَجلِس، بهذه الحَركة اصبَح رَأسَه بِجانِب فَخذ هيونجين و الذي ايضاً استَغل الفُرصة ممسِكاً بِرقبته من الخَلف يُثَبته مَكانَه بِقوة

" ياه، انتَ تؤلمني "

صاحَ فيلكس يحرِك قَدَميه بالهواء، يحاوِل ان يتحَرك لكن هيونجين يَمسكه بِاحكام دافناً وَجهه في فُراش الاريكة، كادَ ان يتَحَدث لولا انَ جَرس المَنزَل اخذ يصيح بَدلاً عن فيلكس.


~~~~~~~~~~~~~~~~~

انيو بتمنى تكونو بخير

رايكم بالبارت؟ خمنو مين ممكن يكون اجا

الشخصيات؟

واصل القراءة

ستعجبك أيضاً

240K 7.8K 9
كانوا خمس أولاد إستطاعوا النجاة حتى مع ندوبهم الكثيرة لهذا ظنهم الجميع شياطيناً.. حتى أنا روبين ديميرو الفتاة الَّتي كان من المفترض أن تكون حياتها ه...
10.9K 1.5K 6
"مِن مَن تهرب القطة الصغيرة؟" توقفت لوڤينا عن السير لتنظر خلفها بحدة عندما تقابلت عينيها مع أعين إبن جيون و الذي يكون من العائلة المعادية لعائلتها عا...
167K 6.3K 27
من الرواية..... _ انا احبك سويون ارجوك بادليني الحب _انا.. _ اعلم انتِ تحبين شخصا آخر...قلبي يتمزق مجرد التفكير في الموضوع انتِ لا تعلمين كيف اشعر...
15K 712 8
- كل شيء برفقتك لا أريده أن ينتهي 𝒆𝒗𝒆𝒓𝒚𝒕𝒉𝒊𝒏𝒈 𝒘𝒊𝒕𝒉 𝒚𝒐𝒖 𝒊 𝒅𝒐𝒏'𝒕 𝒘𝒂𝒏𝒕 𝒊𝒕 𝒕𝒐 𝒆𝒏𝒅 - عندما لا تعرف إلى أين تذهب ، إتجه نحو...