غُربة روح

By Coldsnow5

83.4K 6.4K 8.8K

آمال بمُستقبل مُزهر تم سلبه من حياتهم بليلة مُظلمة إختفى حتى نور القمر منها ! تم وئد أحلامهم قبل رؤيتها للنو... More

الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرين
الفصل الواحد و العشرين
الفصل الثاني و العشرين
الفصل الثالث و العشرين
الفصل الرابع و العشرين
الفصل الخامس و العشرين
الفصل السادس و العشرين
الفصل السابع و العشرين
الفصل الثامن و العشرين

الفصل الثامن عشر

1.6K 127 286
By Coldsnow5

^^^ ذكرى ^^^

الدفء , الحب و الأحلام كُلها كلمات مترابطة ! مليئة هي برائحة الأمل الفواحة كحقول مليئة بالياسمين تداعبها نسمات الهواء العليلة لتبعثر رائحتها بالأرجاء مُرسلة الكثير من الانتعاش لكل ما حولها !

و ربما ذلك اليوم الربيعي حمل بظاهره ذات الأجواء المنعشة لتلك الأسرة الصغيرة التي فضلت الإعتزال عن بقية العالم لطريقة حياتها المختلفة ربما ؟

نسمات الهواء كانت تداعب المساحات الخضراء الشاسعة بين فترة و أخرى , بينما تسبب صدور أصوات خافتة من أوراق الأشجار الشاهقة و التي كانت تتأرجح باستمتاع بهذه المُداعبات !

و بمنتصف هذه الغابة تواجد ذلك الكوخ الصغير , بسيط للغاية ليتلائم مع ما حوله من طبيعة خلابة هو حيث بات جزء لا يتجزأ منها , و بِداخله تعالت أصوات الأقدام الراكضة حيث كان طفل بالتاسعة من عمره يحمل سيف خشبي تم صُنعه بدقة حقيقية موجهاً إياه نحو ذلك الفتى ذو الخامسة عشرة من العُمر و الذ وقف يراقب الأصغر و علامات الملل بادية على تقاطيع وجهه بينما مُقلتيه الخضراوتين لم تتوقف عن إرسال الكثير من السخرية لتلك العينان الزرقاوتين الواسعة ...

تلك الملامح و السخرية الواضحة جعلت غضب الأصغر يزداد عدة درجات لذا هو رفع يده ليهوي بها بأقوى ما لديه حقاً بنية تهشيم تلك الملامح المُزعجة !

و الآخر الذي بدى على جسده رغم صغر سنه عن حجم التدريبات التي خاضها بالفعل رفع يده ليمسك بذلك السيف بكف يده ساحباً إياه بشكل أكبر ليجر الأصغر سناً إليه ينطق بنبرة ساخرة :" حقاً هيروشي الصغير ؟! أنت لن تنجح مُطلقاً لخدشي حتى و اليوم كانت فرصتك الأخيرة لكن أنظر إلى نفسك لاتزال هشاً للغاية ! "

هو أفلت ذاك السيف ليمسك بيد شقيقه الصغير بنوع من القسوة ليُردف بينما عينا الأصغر بدأ الضيق يظهر عليها رفقة الألم :" يفترض بك الإستسلام فقط ! أو أن تحاول بجهد أكبر لأنك للآن تبدوا بالنسبة لي كقطة أليفة "

و هيروشي ما كان حقاً يحتاج للمزيد من هذه الكلمات التي تحاول تحطيم معناوياته أساساً فكيف باحتمالها بكل هذا التعالي بينما يده تعاني حقاً تحت قبضة الآخر ؟!

_:" جيرو اللعنة دعني الآن أيها الوغد ! "

هو حاول التحرر من قبضة الذي شد أكثر على يده يراقبه باستمتاع حقيقي لكن عيناه الخضراوتين اتسعت بشكل بسيط عندما الأصغر قفز فجأة و مع حقيقة كونه جعل من يده التي يمسكها هو بنفسه مصدر إرتكاز لجسده ليقوم بركل جانب رأسه الأيمن !

شهقة بالكاد صدرت منه يحرر هيروشي من قبضته ليرفع يده واضعاً إياها على المنطقة التي تم ركلها تواً بينما أبقى هيروشي نظراته الحادة و المُستعدة ربما لإنفجار الأكبر بأي لحظة ؟!

لكن ما حدث كان هو انفجار جيرو بالضحك بينما بدأ بالتصفيق ينطق :" أنا لا أصدق هذا حقاً ! أيها القزم لقد فزت بالراهن بالدقائق الأخيرة ! "

هو أنهى جملته لينحني لشقيقه الأصغر بينما لم يتوقف عن الضحك أو تدليك وجنته و جانب جبينه الأيمن و ملامح هيروشي بدأت تصبح أكثر ليونى حقاً ليتنهد و يقترب منه واضعاً يده على المكان الذي ركل شقيقه به تواً :" لقد جعلتني أغضب حقاً ! هل أحضر لك الثلج ؟ "

هو أردف سريعاً بعدها :" و توقف عن إطلاق هذه الألقاب السخيفة ! أنا لست قزماً لكنك أكبر مني بست أعوام ! "

و تلك المُحادثة تمت مقاطعتها عندما وصل لمسامعهما صوت ضحكات لطرف ثالث حيث اعتدل كلاهما بوقفته و ظهرت ملامح هادئة على ملامح الأكبر كنوع من الإحترام ربما ؟!

و الأكبر الذي كان رجلاً بنهاية الثلاثينات من عمره ربما إمتلك خُصلات بلون الظلام كابنيه تماماً و عينان خضراوتين كصغيره الأكبر سناً ! جسده كان مليء بالعضلات و ذو أكتاف عريضة , إلا أن مُقلتيه الخضراويتن إمتلئت بالكثير من الحنان الموجه لصغيراه حيث ربت على رأس كل منهما قبل أن يطبع قبلة على جبينهما ...

_ :" ماذا فعلت لجيرو هيروشي ؟ ألا تعلم أنه عليك إحترام شقيقك الأكبر ؟! "

شهقة عابسة و معترضة بشكل كامل علت على ملامح الأصغر بينما بعثر جيرو خُصلات الأصغر لينطق هو بِضحكة :" فقط أنظر إلى ما فعله مُدللك الصغير أبي ! هو حقاً نجح بركلي رغم أن هذا اعتمد كُلياً على حظه بكونه قزم "

قلة الصبر بدأت بالظهور على ملامح الأصغر عندما إنضمت لهم تلك المرأة التي بدت كما لو أنها ببداية الثلاثينات فحسب بِخُصلاتها الشقراء المرفوعة للأعلى بنوع من الإهمال و مُقلتيها الزرقاوتين كأصغر أبنائها لتقف خلفهما تنطق بنوع من السخرية المُبطنة :" عزيزي جيرو ألا ترى معي أنك تحاول إنكار أنه انتصر عليك بضربة قاضية ! أم ترى أنه يحق لك كأخ أكبر التنمر فحسب ؟ "

الملل ظهر على جيرو و على خِلافه ابتسامة منتصرة ظهرت على ثغر الأصغر و قد دفعت الأكبر لينطق سريعاً :" أزل هذه البسمة السخيفة عن شفتيك هيروشي و إلا سأقوم بتشويه هذه الملامح المُدللة أُقسم لك "

هو تحرك بعده إلى حقيبة الظهر خاصته ليحملها لاسيما عند شعور الأربعة بتوقف سيارة ما خارج كوخهم لتفسد تناغم الجو ربما ؟و الملامح فجأة باتت أكثر هدوءاً مما يجب , الابتسامات إما اختفت كلها أو بقت بشكل بسيط للغاية ,ى القليل من العبث بحقيبته حتى أخرج منها لعبة إلكترونية باهضة الثمن يلقي بها للأصغر الذي استلمها منه دون أي تعبير بالسعادة ربما ؟

رغم أن الراهن كان أنه إن نجح هيروشي بتوجيه ضربة ما له فهي ستصبح من نصيبه لذا كان ذلك القتال الدائر بينهما قبل دقائق معدودة ! ذلك القتال الذي ربما شغلهم بالأيام الماضية عن الحقيقة التي عليهم الآن التعايش معها !

فتلك السيارة بالخارج حقاً أتت لإفساد هذا التناغم الذي ملئ أركان هذا الكوخ الصغير , أول من عاد للحديث كانت صاحبة الخُصلات الشقراء و التي نطقت بنرة هادئة :" إذاً وصلنا لنهاية الطريق بالفعل ! رغم أنني لم أتوقع أن نصل له عندما قابلتك للمرة الأولى , فقط لنأمل أن يكون المستقبل أفضل لأربعتنا "

و الواقف مُقابلاً لها ابتسم بنوع من الهدوء يمد يده لمُصافحتها :" إنتِ بالفعل واحدة من أكثر النساء تميزاً بهذا العالم إيلين ! و الفترة التي قضيناها معاً لا يمكن نسيانها حقاً "

هي صافحته بالمقابل بينما اتسعت ابتسامة غير ودودة على شفتيها تنطق :" عما تتحدث عزيزي ؟ و كأنك ستجرؤ على قول خلاف هذا ! "

و كلاهما ضحك بعدها بشكل هادئ بينما هي انخفضت لبعثرة خُصلات هيروشي قبل أن تنطق بابتسامة صغيرة :" أنت تعرف الإتفاق الذي بيني و بين والدك بالفعل , عندما أخرج و جيرو من هذا الباب لن يكون هنالك تواصل بيننا مُجدداً لكن عليك تذكر شيء واحد أساسي أنه إن دارت هذه الحياة بك و شعرت أنك تحاول السباحة بوسط الأمواج العاتية وحدك دون أي نور أو مساعدة فكل ما عليك فعله حينها هو إيجادي و سترى كيف ستقوم والدتك بتحويل تلك الأمواج العاتية لأخرى مُسالمة تطالب برضاك حتى مفهوم ؟ لن يكون من الصعب حقاً أن تعثر علي "

و ما إن أنهت جملتها تلك حتى نهضت من موقعها لتحمل حقائبها و تغادر الكوخ أولاً ربما ؟ بينما أخفض الأصغر رأسه مانعاً تلك الدموع التي بدأت تتجمع بمقلتيه أن تنهمر ! و هو ما لاحظه كلا المتواجدين معه بالغرفة لينطق جيرو بابتسامة عابثة :" ثم يغضب هذا المدلل لتسميته بالطفل و هو يبحث عن أي مناسبة ليبدأ بالبكاء ! إذاً هل أنت حزين لأنني راحل ؟"

العبوس عاد ليحتل تقاسيم هيروشي ليهتف بحنق رغم تلك الدموع التي انهمرت على وجنتيه بالفعل :" و من سيحزن لرحيلك أيها الوغد ! فقط هذا أفضل ما سيحدث أساساً لي ! لذا أسرع بالرحيل "

_ :" أنظر لهذا دموعك و أقوالك لا تتطابق هيرو الصغير ! أشفق عليك أبي حقاً لبقاء هذا الطفل معك غداً إن مرضت مثلاً هو فقط سيبكي بدلاً من إيجاد العلاج لك ! "

و الأكبر ضحك بخفة يحتضن كِلاهما بقوة قبل أن يقبل جبينه :" إعتني بنفسك و بأمك جيداً و كن شاباً جيداً لنفخر به ! و آسف حقاً لأن الأمور وصلت إلى هذه النقطة ! "

و المعني بادل والده بنوع من الهدوء , يمكنه دائماً أن يكون قوياً , لا يخاف حتى من أي شيء بالعالم لكن بطريقة عجيبة يبقى صدر والده هو الأمان المُطلق و إن ما كان خائفاً ! رؤيته و لو من بعيد تجعل الطمأنينة و الفخر حتى ينتشران بأعماق قلبه و هذا ما سيفتقده حقاً منذ اليوم ! لكن من يعلم قد يحمل المُستقبل لهم لقاء ما ؟ بالنهاية هم أسرة واحدة لذا أياً كانت الإتفاقات التي تحدث لابد من يوم يعودون به للإلتقاء !؟

ابتعد بالنهاية قبل أن يمسح دموع الأصغر يهمس بصوت هادئ حقاً :" و أنت أيها الطفل المدلل عندما أقابلك مجدداً أتمنى أن تكون قوياً مفهوم !؟"

هو نهض بعدها يضع حقيبته على ظهره يُردف بلا إهتمام حقيقي بنية إستفزازه ربما :" و أن تكون قد اكتسبت القليل من الطول أيضاً أيها القزم ! "

و هذا نجح حقاً بجعل الأصغر يتوقف عن البكاء و النظر لوالده الذي ضحك بِعتاب قبل أن يلقي بحذائه على رأس الأكبر أو هذا ما أراد فعله لكن جيرو انخفض ببساطة دون أن يتوقف عن السير :" و هذا يدعى بالطعن بالظهر أيها القزم ! "

و المزيد من الإستياء بات ظاهراً على ملامحه ليهتف بحنق :" فقط غادر و لا تعد أبداً أتفهم جيرو الوغد !"

و بِهذا انقسمت تلك الأسرة لقسمين , و ربما ما كان أي منهم بوقتها يعلم ما سيحدث و أن إعادة لم الشمل خاصتهم ليكونوا أربعة أفراد لن يتم ... للأبد !!!

\\\\ نهاية الذكرى \\\\

الهواء خارج المباني الجامعية كان قادراً على جعل حتى البشر ربما يتحركون باتجاه الرياح لا بحسب رغباتهم هم ! , الرياح كانت تعصف و الثلوج تنهمر و بعض أهالي هذه المنطقة ودوا أنفسهم فجأة بلا كهرباء أو مال و طعام !

فمن هو المجنون الذي سيفكر بمغادرة منزله بأجواء كهذه لفتح البقالة مثلاً ؟ لذا حتى و أن تواجد المال كان من المُحال لهم الخروج بمثل هذا الجو للشراء !

و الجامعة بكادرها التعليمي و الإداري وجدوا أن مثل هذه الظروف ملائمة للغاية لعقد تدريب طارئ و جديد للطلبة ! , حيث تم إلغاء التدريبات الرسمية التي فرضت عليهم و تم منح كل منهم معاطف ثقيلة نوعاً ما مع أحذية شتوية طويلة العنق و قبعات من الصوف , قفازات جلدية من الخارج و مليئة بالفرو من الداخل , أوشحة , نقال لاسلكي بجوار هواتفهم النقالة ...

و حذاء للتزلج بحالات طوارئ ربما ؟ , مع عربة من الخشب التي امتلئت بالمواد الأساسية كالشموع , الخبز ,و الحطب , أنواع من الخضرة و الأرز !

و كل منهم معه صافرة و ألعاب نارية بحال وجد أي حالة طارئة أو تعرض هو لواحدة ! بالنهاية حقاً ما هو أفضل من تدريب واقعي لهم ؟ لحالات الطوارئ التي يضطرون كعساكر الخروج بها ؟؟

و مهمة كهذه لم تنحصر على طلاب السنوات العُليا بل حتى طلاب السنة الأولى تم منحهم هذه المهمة لكن كلما كان الطالب على وشك التخرج كانت المنطقة التي سيرسل لها هي الأبعد !

و بِناءاً على ذلك تلاميذ السنة الثانية كانت المناطق التي سيرسلون لها متوسطة البعد عن موقع الجامعة ! لذا انطلقت الفرق حقاً بينما كل فرد منهم يجر عربته خلفته , لا مجال لتحرك أي سيارة بهذه الثلوج الكثيفة , لذا السير على الأقدام هو الحل الوحيد ...

و بالنسبة لفرقة هوشي فبناءاً على المنطقة التي تم منحهم إياها هم يفترض بهم الذهاب ببساطة و العودة مع إختفاء قرص الشمس من كبد السماء , لكن أضاف لهم القائد الأعلى للجامعة عدة ساعات حتى منتصف الليل لأجل الطوارئ و إلا فالعقاب سيكون حليفهم قطعاً !...

و إن حدث أي طارئ و لم يستطيعوا الإتصال بالجامعة و إدارتها على مجموعة مكونة من شخصين أو ثلاثة العودة للإبلاغ , هكذا نصت الأوامر فهي لا تعتبر مهمة من مستوى منخفض للحق , لكنها تجربة مُميزة لهم لتريهم و لو جزء بسيط للغاية مما سيكون عليه مستقبلهم بالحياة الخارجية ما إن يسلكون الطرق , فالعسكري حتى لو اتخذ مهام مدنية إن احتاجته دولته يوماً سيكون عليه الإستعداد !

و جر تلك العربات و السير بها بمنتصف الثلوج ما كانت شيء سهل حقاً ! و هوشي حقاً ما كان يعلم كيف يمكن لهم منح تلاميذ السنة الأولى و راي و هيروشي مثل هذه المُهمة ! هي بحاجة لمجهود حقيقي لكن ما يجعل بها شيء من الرحمة على الأغلب هو تواجد الفرقة كلها معاً فلو كانت مهمة حقيقية لما تواجد إلا اثنان أو فرد فقط لكل منطقة ...

الطريق ببدايته ما كان بهذه الصعوبة حقاً , أو ربما من حسن حظهم مدربهم كان قد منحهم راحة ما لكتابة تلك التقارير التي يختار بها كل فرد تخصصه ؟

و هذا دفع هوشي ليقطب حاجبيه بنوع من العبوس ينطق مُحطماً الصمت أولاً :" فقط كيف انتهى الأمر بنا من العمل بتنظيف المسابح بذلك الدفء إلى الخروج هكذا بمنتصف العاصفة الثلجية ؟ "

ضحكة خافتة صدرت من تاماكي :" أنا حقاً لا أعلم أيعتبر هذا إلغاء لتلك العقوبة أم أنه تم مضاعفتها رغم أنه لا ذنب سوى لك و لساتومي على التواقح مع المدرب "

نظرات هوشي اتجهت إلى رفيقه بابتسامة مليئة بالعبث إلا أن ساتومي نطقت أولاً بإعتراض :" ماذا تعني بكلمة تواقح ؟ كل ما فعلته هو الضحك أهذا يحتاج لعقوبة و الرحمة ! ذلك المدرب يفتقر للأداب العامة "

و جملتها الأخيرة دفعت هوشي و هيروشي للضحك بينما نظرات مليئة بالاستنكار اتجهت نحوها من راي , سايا , شو رفقة تاماكي أما ناوكي فهو حرك رأسه بِكلا الإتجاهيين بنوع من اليأس ينطق بنبرة مليئة بالإحباط المصطنع :" عزيزتي واحدة من أهم الآداب العامة التي تطالبين بها هي عدم الضحك بطريقتك تلك خاصة أمام مدرب فرقتك الخاصة و الذي يصادف كونه مدرب بجامعة عسكرية لا تقبل بمخالفة تلك الآداب ! "

و سايا تابعت بإستياء حقيقي ربما :" و فكرة أنه قرر مثل تلك العقوبة البسيطة ثم تجاهل أننا بدأنا بتقديم يد العون لكم تدل على كونه حقاَ شخص جيد "

و الوضوع الأساسي تم تحريفه تماماً عندما أطلق ناوكي صفير ما يدل على تعجبه قبل أن يهتف :" سايا هل أنا أتوهم أم أنك تقومين بتوبيخ ساتو و القائد حقاً ؟"

شهقة مُلئت بالإحراج ربما صدرت من المعنية و هي تنفي سريعاً بخجل :" لم أقصد ه...."

و كلماتها كما خطوات الجميع توقفت فجأة عندما إلتصقت كرة ثلج بوجه ناوكي بينما نطقت ساتومي التي كانت تصنع واحدة أخرى :" أنت لا تقحم أنفك هذا بما لا يخصك و تزعج رفيقتي "

شو كان قد بدى الإستياء على ملامحه عندما أحرج قريبه سايا لكنه رمش و فتح فمه قليلاً مع تصرف ساتومي الأخير , و تاماكي رفقة هوشي بدأ كلاهما بالضحك على ملامح ذاك الذي تجمد بمحاولة لاستيعاب الموقف للآن ؟

سايا شهقت مجدداً تمسك بيد ساتومي تهتف بعتاب :" لا لحظة ساتو الجو حقاً بارد لاي..."

صرخة خافتة صدرت منها عندما بدأ ناوكي بصنع كرات الثلج بسرعة كبيرة و إلقائها على ساتومي و التي أصابت سايا أيضا كونها تقف أمامها مباشرة ! و حركة كهذه دفعت هوشي و تاماكي للإنضمام ضد ذو الخُصلات البُنية كونه تهجم على فتاتين ؟ رغم أن ساتومي حقاً كانت كافية ...

شو تراجع للخلف حتى اصطدم بمن خلفه ليميل برأسه ينحني سريعاً لمن اصطدم به تواً بينما راي الذي كان قد استند على عربته مكتفاً يداه لصدره ابتسم بشكل هادئ للأصغر ينطق :" لا داعي للقلق !"

هو بعدها حدق بشكل سريع نحو العربات الخاصة بأعضاء فرقته ليغلق عيناه قبل أن ينظر لهيروشي الذي يقف إلى جواره :" هيرو هل يمكنك إصابة عربة هوشي من فضلك بكرة ثلج بها حجر ثقيل نوعاً ما لكن من الزواية اليُمنى تحديداً ! "

و المعني رمش عدة مرات يحدق بالعربة و رفيقه قبل أن يميل برأسه ينطق بحذر :" تعلم أنه إن فقد عربته سيعاقب حقاً ! "

و الآخر نظر لرفيقه بملل مُطلق يجيبه :" لن يفقدها ! هي ستتدحرج للأمام و هم سيوقفون قتال الأطفال هذا لإمساكها ثم سنعود للمهمة إلا لو أردت المبيت بهذا الجو البارد هنا ! "

همهمة صدرت من بين شفتي الأكبر ليومئ بثقة لمن معه , بالنهاية لطالما كان الأصغر هو المخطط و ما عليه إلا تنفيذ تلك الخطة ؟ فهم لو تم تركهم حقاً لما يرغبون به دون تنبيه لغرقوا تماماً بهذه المعركة التي لا تقتل وقتهم فقط بل حتى طاقاتهم سيتم إبادتها قبل وصولهم للحي الذي عليهم توزيع ما لديهم به فكيف بالعودة ؟!

لذا و بثانية واحدة انقلبت معركة الثلج تلك لحركة سريعة من القائد و البقية لإمساك العربة التي بدأت بالحركة بعد أن أصابتها إحدى كرات الثلج بالخطأ أو هذا ما اعتقده البقية الذين تنفسوا بعمق ما إن أوقف قائدهم عربته لينطق تاماكي بتقطيبة ما :" حسناً , هذه كانت فكرة سيئة بالفعل ! أنظروا لنا نحن بتنا مبتلين و كل منا يتنفس بصعوبة و فوقها كدنا نفقد عربة أحدنا "

و شو ضحك بعد أن كان يحدق بهم ثم هو أعاد بصره لراي الذي غمز له لكتم السر ربما ؟ و بهذا عادت الفرقة للسير مُقررين أن أي منهم لا يريد المزيد من المغامرات لليوم ؟! حيث بدأ تبادل حديث بسيط بينهم لينطق كل منهم بما سجله على ورقته للتخصص الجامعي ؟

و كما هو متوقع هوشي سجل القانون بالفعل , سايا إختارت أن تكون ممرضة و ساتومي التي لم يكن لديها رغبة معينة حقيقية بتخصص معين قررت أن تتواجد مع سايا بذات التخصص فحسب , ناوكي إدارة أعمال بينما شو الذي فاجئ قريبه حتى سجل التخصص كطبيب ؟ الجميع حقاً صُدم من هذا كونهم اعتقدوا أنه سيسجل إدارة أعمال رفقة ناوكي فبالنهاية هو يمتلك حصة كبيرة حقاً بشركات أسرته كونه سيرث حصة والديه و شقيقه بجوار حصته !

و هو فقط ابتسم بعفوية جعلت الجميع يبتسم ربما ؟ بالنهاية على الشخص مُلاحقة أحلامه صحيح ؟ , هوشي احتضنه بقوة أولا قبل أن يتابع سيره بينما نطق ناوكي بحماس :" أنت حقاً ستكون أفضل طبيب بهذا العالم شو ! "

و المعني شعر بالسعادة الحقيقية لوقوف قريبه معه و عدم إعتراضه ! ثم كاد الأمر ينقلب لشجار حقيقي عندما تاماكي رفض إخبارهم عما قام بتسجيله ؟! لكن الأمر انتهى بشكل جزئي عندما هتف بهم بإنزعاج بكونه لم يسجل أي شيء !

ذلك دفع الصمت ليحل بينما قطب هوشي حاجبيه بالكثير من الشك , لما رفيقه لم يفعل ؟ أهذا له علاقة بتلك الكدمة التي رآها ؟ أخفض رأسه مُفكراً أن تاماكي حقاً بات يخفي الكثير عنه , هو يهتم به دائماً لكنه بالمقابل أغلق على ألالامه لنفسه و ربما هذا جعل نغزة مؤلمة تنتشر بصدره ...

إلى أي حد سيستمر بالإنحدار ليصبح مثيراً للشفقة أكثر ؟ فحتى صديق طفولته الذي حرفياً لا يمتلك شخص سواه ليخبره بما يؤلمه توقف عن فعلها ليراعي حالته النفسية ؟!

و طريقة سيره مع ملامحه الذابلة تلك جعلت أي أحد يفكر بالحديث مُجدداً يصمت ! , بالنهاية تاماكي تراجع ليقف قرب رفيقه يهمس له :" لا تضع مثل هذه الملامح الآن هوشي ! ليس كل ما يحدث بهذا العالم من مصائب تكون أنت سببها كما تعلم , أنا بخير حقاً لكنني لم أقرر بعد , هل علي المضي قدما أم الإنسحاب ؟؟ أنا فقط لا أعلم هذا كُل ما في الأمر "

_ :" و الكدمات تاما ؟"

نبرته كانت هامسة غير مسموعة إلا لمن يسير بجواره بالكاد إلا أن الآخر اتسعت عيناه قبل أن يخفض رأسه بنوع من الهدوء فإن هو رآها أيمكنه الكذب ؟ :" فقط كما أن الأشجار لا يمكنها النمو بمنتصف شارع فجأة لا يمكن للمشاعر الظهور فجأة فهي إما أن تتواجد بالفطرة أو لا ! "

قد تكون إجابته مُبهمة لكنها لن تكون كذلك لمن أغلق عيناه و ابتسامة شيطانية تنمو على ثغره ! تلك الأسرة هو حرفياً بات راغباً بتحطيمهم بشكل لا يمكن تخيله ! ..

إلا أن الحديث بعدها عاد بمواضيع مختلفة ما إن ابتعد تاماكي عن هوشي ليسأل كل من هيروشي و راي عما قاله لهما المدير ؟! لينقلب الحديث مُجدداً عندما تحدث كلاهما عن كونهما سيقدمان إمتحانات الثانوية ربما ؟!

و من هنا بدأ كل عضو بعرض المساعدات لهما على حسب المادة التي يفضلونها ؟ ثم انقلب الأمر لشجار بين القائد و المُستجد الوقح كما دعاه فهو ما إن عرض عليهما المساعدة ابتسم راي بنوع من السخرية دفعت الآخر ليشهق بإستنكار مُطلق أدى لبدأ ذاك الشجار الذي حرفياً دفع البقية للضحك مُتسائلين كيف قد يمضي هذان وقتهما بغرفة واحدة دون إطلاق كُل منهما النار على الآخر !!

$$$$$$$$

خُصلاته ذات لون البُن كانت مُبعثرة بشيء من العشوائية النادرة بينما أخذ عدة أنفاس عميقة ليتقدم من صغيراه يجلس قربهما على الأريكة و ما إن فعل حتى عبس يوجي بخفة بينما أشاح ياما بوجهه عنه !

ابتسامة لطيفة زينت ثغره و هو يميل برأسه بشكل بريئ ربما عله ينال عفوهما ربما ؟ :" الجو حقاً مُثلج بالخارج و الطرق كُلها مُغلقة كيف يُمكنني المخاطرة بأخذكما بأجواء كهذه إلى الجامعة العسكرية ؟ "

لم يختفِ عبوس يوجي حقاً بينما حدق به ياما بعدم إقتناع يهتف بإستياء مُطلق :" لكنك وعدت بإيصال هذه الهدية لتاماكي عند عودتهم من المخيم للجامعة ! أكنت تخدعنا ؟ "

بعثر الأكبر خُصلاته بقلة حيلة :" فقط كيف لي أن أعلم أنها ستثلج بهذه الغزارة بالخارج ؟ أنا لا يمكنني التنبؤ بهذا "

نهض ياما من المقعدج ليقف أمام الأكبر ينطق بنبرة صارمة بدت ظريفة لطفل بعمره :" إذاً أنت ستُحضره إلى هنا بليلة العيد و سنضع هديته تحت شجرة الميلاد ! "

و يوجي ابتسم باتساع لهذه الفكرة ! إلا أن إيساو فتح فمه عاجزاً حقاً عن الرد فهو قطعاً لا يمكنه فعل شيء كهذا و ذلك الصمت جعل يوجي يعود ليقطب حاجبيه بضيق و حزن بينما ياما هتف :" هذا ليس عادلاً لما أنت لا تريد له أن يأتي ؟ ألم تقل أنكما صديقان ؟ أنظر إلى صديقك هذا هو يأتي يوميا للمنزل و أنت لا تعارض "

و المعني الذي كان يجلس على أريكة منفصلة يراقب ملامح صديقه المحتارة بكيف سيراضي صغيراه باستمتاع قاتل عبست ملامحه فجأة ينطق :" لحظة صغيري ياما هل أنا الآن شخص غير مرغوب به ؟"

و الآخر كتف يداه ليجلس أرضاً :" هذا ليس وقتك حقاً عم شين "

_:" كم مرة أخبرتك لا تناديني بشين هذه ! هي بلا معنى حتى !"

الصغير قرر تجاهله فهو يشعر بالكثير من الإحباط حالياً , هو بحد ذاته لا يعلم لماذا هو راغب بهذا بشدة ! بل ربما يعلم ؟ مُنذ مقتل والدته ما عاد يسمح لأي منهما حقاً بمخالطة الآخرين , حتى الحرس الجدد يمنع عليهما الحديث معهم فقط من هم موثوقين للغاية ..

و الخروج بات ممنوعاً إلا مع سيارتين من الحرس و غيرها ! لكن فجأة ظهر شخص آخر لا يعرفانه و تبين أن واتلدهما لن يمانع أن يتحدثا معه ؟ آثار هذا بكِلاهما نوعاً من الحماس و الإثارة ؟! خاصة و أنه قام بمساعدة يوجي أيضاً و كان لطيفاً معه لذا فقط لكسر هذا الروتين الخانق و المُخيف رغبا بتواجد المزيد ممن يمكنهما الثقة بهم !

و حقاً دموع ياما انهمرت بينما نهض من موقعه يهتف :" لقد مللت من العيش هكذا ! هذا ما عاد يُطاق حقاً ! "

عينا إيساو اتسعت مع عبارة ابنه الأكبر و دموعه تلك بينما يغادر الغرفة كلها ليتنهد شيندو بشيء من التعب ينهض ليتبعه مُشيراً لرفيقه بالبقاء بمكانه بينما أغلق المعني عيناه هامساً :" إن كنت أنت مللت فأنا ماذا يجدر بي قوله حقاً هل يجدر بي إلقاء نفسي من سطح ما لتتحرر ؟"

هو أراد إخراج تنهيدة لكنه ما استطاع بسبب اليد التي تشبثت به فجأة مما دفعه ليشهق بينما يلعن نفسه بعقله فكيف هو نسي وجود الآخر معه بل بجواره مباشرة ؟

نظر لصغيره بحذر ليجد ملامح مرعوبة بالكامل تُغطيه بينما دموعه كانت تنهمر بغزارة ليحمله على الفور يجلسه على بين أحضانه :" آسف صغيري أنا حقاً لم أقصد هذا ! لا تقلق "

هو انخفض يمسح دموع الأصغر بينما ابتسم له بحنان و دفء ليقبل كِلتا عيناه :" هي فقط عبارة للتذمر ! أنا لن أتخلى عن صغيراي مُطلقاً كن واثق بهذه ثم هل ترى والدك ضعيفاً ليلقي بنفسه من إحدى الأسطح ؟! والدك أكثر قوة من هذا "

و نبرته هو جعلها أغلظ بشكل مضحك بآخر عبارة لتدفع يوجي للضحك بخفة قبل أن يميل برأسه يضعه على كتف الأكبر و يحيطه بعناق ما ! و إيساو ما تردد لحظة بمبادلة الأصغر ذاك العناق الدافء الذي ما علم حقاً من يحتاجه أكثر الصغير أم هو ؟!

********

الساعات كانت تمضي بشكل هادئ و سريع نسبياً , و الفرقة كانت قد وصلت للحي الذي عليهم توزيع الأمتعة به لذا تفرق كل منهم لجهة ما لينتهي الأمر بشكل أسرع !

هم بدؤوا بهذه المهمة قبل ساعتين و حقيقة أنهم وصلوا للحي و هاهم على مشارف الإنتهاء من التوزيع فهذا يُعتبر نجاح ساحق بكل المقاييس فطريق العودة لن يحتاج سوى لساعة أو ساعتين كونهم أرهقوا حقاً و قطعاً سيسيرون بشكل أبطء أثناء العودة ...

نصف ساعة اُخرى و كانت الفرقة كلها متواجدة عند نقطة الإلتقاء المُحددة ! ..

التعب كان يحتل ملامحهم بشكل مُتباين ما بين شديد الوضوح إلى النجاح بعدم إظهاره ..!..

لذا اتخذ كل منهم عربته التي كان يجرها ملجئ مؤقت للإتكاء عليه ، طريق العودة يبدوا كما لو أنه يبعد عنهم عدة أشواط حقاً لكن التأخر لن يكون بصالحهم لذا عليهم عدم المراهنة على انتهائهم مبكرا فلا أحد يعرف حقاً ما قد يحدث معهم !

و هوشي وقف أولاً يحدق بهم قبل أن ينطق :" هنالك طريق مختصر لن يحتاج سوى للسير لمدة نصف ساعة لكنه لن يكون بالمدينة هكذا بل سيكون علينا المرور بالغابة بالنهاية هي الأقرب للجامعة "

و قبل أن يُتم القائد حديثه نهض تاماكي من موقعه يهتف بتقطيبة ما :" ما الحاجة لطرق مختصرة الآن ؟! ماذا لو تعرضنا لعدة أفخاخ هناك ؟ أو إن تواجدت بعض الفرق المتنمرة ؟ إن رغبت احدى الفرق التي تسببنا بعقابها أن تقف فجأة بطريقنا ؟! "

و حاجب هوشي ارتفع بشكل تلقائي مُستنكراً كل ما سمعه ربما :" حينها سيكون هذا هو نهاية مسيرتهم الدراسية أم أنك تشعر بالخوف فجأة تاما ؟! "

تقطيبة تاماكي ازدادت بشكل أكبر ، لم يكن هوشي وحده من لاحظ ذلك حقاً لكن و منذ عودتهم لنقطة الإلتقاء بدى مُساعد القائد على غير طبيعته و الآن هو غاضب بشكل لا مبرر له !

الغابة كم من تدريب خاضوه به ؟! أغلب الفرق أساساً ربما اتجهت للعودة منه !! بالطبع لن يكون سهلاً جر عربة مليئة بمنتصف الغابة التي ستمتلئ بالأغصان و الاحجار الخفية ..

لكن الأمر الآن مختلف و هم قد يقطعون هذه المسافة بربع ساعة حتى إن بذلوا جهدهم حقاً ..

و رؤية تلك النظرات التي كانت تحدق به بنوع من الاستنكار و الحيرة هو أغلق عيناه ذات لون العسل الصافي ليمسك بعربته و يسير للأمام مُتجاهلاً البقية تماماً :" افعلوا ما يحلو لكم و سأفعل ما أريده "

_ :" تاما عما تتحدث !؟ انتظر للحظة و اشرح ما الأمر معك ؟"

و ناوكي وقف متكتفاً خلف قائده ينطق :" حقاً ما بك ؟! لما تظن أنك الوحيد الذي يحق له التقرير ؟! "

قطب هوشي حاجبيه محدقاً بناوكي بنية جعله يصمت إلا أن تاماكي نطق سريعاً بسخرية :" و هل أنا قررت أي شيء بدلاً منك ؟! تفضل طريق الغابة خلفك اذهب بكل بساطة .. "

و تلك الابتسامة استفزت حقاً الآخر الذي استدار بالفعل ينطق :" جيد جداً سأفعل و هل سأنتظر الإذن منك مثلاً ؟ "

و صوت هوشي هدر فجأة بالمكان بنبرة مختلفة ، هي ما كانت لطيفة و لا عابثة ، بل مليئة بالكثير و الكثير من الغضب و التوعد !

_ :" ليعد كل منكما لموقعه قبل ان تجبراني على إعادتكما بطريقتي الخاصة ! "

سايا قطبت حاجبيها بقلق حقيقي بينما أمسك شو بيد قريبه يمنعه من المغادرة حقاً ؟! و ساتومي كتفت يداها لتُراقب الموقف ككل !

و أي مِنهُما ما عاد لِمكانه حقاً لكن أيضا لم يتحركا و لو لخطوة إضافية واحدة ، و القائد كز على أسنانه بقوة :" تاماكي ، ناوكي أنتما لم تفقدا حاسة السمع فجأة صحيح ؟! "

صوته بدى مخيفاً حقاً رغم ان أي منهما ما امتلك شك و لو لثانية واحدة أنه لن يتسبب بِعقابهما ربما ؟!

بالنهاية عاد ناوكي لمكانه لينحني مُعتذراً ليومئ له هوشي بينما حافظ الآخر على عِناده بشكل بات يغيظ الأعلى مكانة بينهم حيث تقدم هو للوقوف أمام مُساعده و رفيق طفولته يراقب ملامحه بكل هدوء و تمعن :" ما الأمر معك تاما ؟! ما هو الشيء الذي ازعجك لهذه الدرجة ؟ "

أجل هو يمكنه معرفة هذا بالطبع ! رفيقه قطعاً هنالك ما يُزعجه ، هذا الغضب أهو من شيء أزعجه أم أحزنه ؟!

هذا ما ...

أفكاره توقفت بينما تعالى صوت الشهقات عندما أطاح تاماكي جسد الآخر أرضاً و لكمه على وجنته بقوة جعلته محمر بشدة بينما نزفت شفتيه !

بالطبع تلك الهجمة حقاً كان بإمكان الآخر تفاديها إلا أنه ما فعل ! و الآخر الذي انتبه لتلك النظرات الساكنة من قائده و الدماء التي نزفت إثر جرحه و التي علق بعضها على يده نهض مبتعداً عنه بينما يخفض رأسه ..

و هذه كانت إشارة لهوشي لينهض ثم هو نطق بنبرة هادئة ينفض الثلج عن ثيابه :" هيا سننطلق ! "

و أي منهم ما تجرأ على الاعتراض أو الاقتراب من أي واحد منهما ...

الصمت حل بينهم يحاول كل منهم فهم ما حدث تواً ؟! إلا أن راي تقدم بالنهاية للسير بِجوار القائد مانحاً إياه قطعة من القماش بعد أن وضع عليها القليل من الماء و هذا دفع نظرات مليئة بالاستنكار من الظهور على ملامح القائد لينطق الآخر بنبرة ساخرة :" لا تنظر لي هكذا ! لا تأتي دائماً لتطالبني بالعناية بجروحي بينما أنت ستهملها قائد تداشي !! "

هو تراجع مجددا ما إن أخذ الآخر منه القماشة يضعها على شفتيه يغلق عيناه فلا يدري حقاً لما بدت كلمة ' قائد تداشي ' و التي صدرت من راي تواً ذات معنى مختلف ؟

هو لم يكن يسخر كعادته بل بدى له أنها كانت مليئة بال ...

تنهد موقفاً أفكاره فحقاً هو يستمر بتحليل شخصية راي و ينتهي الأمر به دائماً يشعر بحيرة أكبر و الآن هو عليه التركيز جدياً على ذلك الذي يسير وحده كآخر فرد بينهم .

_ :" حقاً تاما ما بك !؟ "

هو همس بها بقلق ما استطاع اخفائه بينه و بين نفسه مُتسائلا كيف له أن يختلي به وحدهما بعد أن بات لكل منهما غرفة منفصلة ؟!

فتاماكي قطعاً سيحاول تجنب البقاء معه وحدهما كونه يدرك أي تحقيق سيتعرض له ! ...

-----------------

الأيام ما كانت لتقف ، هي كانت تمضي بطريقتها الخاصة غير آبهة بمن يود لو يمكنه إيقاف الزمن و لو قليلاً !!

الإجازة التي كان هنالك العديد بانتظارها وصلت أخيراً ، حيث كان الطلبة يغادرون الجامعة فرداً فرداً أو بمجموعات ..

الضحكات كانت تملئ المكان و كل منهم يتطلع حقاً لقضاء اجازة مذهلة رفقة أسرته ! ..

و بالأسفل وقفت سيارة عائلية سوداء فاخرة لينزل منها رجل بدى كأنه بمنتصف عقده الثالث بخُصلات بلون البن و عينان بذات اللون مبتسماً بشكل لطيف حقاً فور أن لمحت عيناه ابنه و ابن شقيقه ليتقدم منهما و يحتضن الثاني بقوة :" صغيري شو كيف حالك بُني ؟! أأنت بخير هل أزعجك ناوكي ؟ "

و المتهم عبس بشكل طفيف ليضحك والده و شو عليه ! هو بالنهاية نهض ما ان بدأت زوجته و ابنته بحثهم على الاسراع خشية تفويتهم موعد الطائرة ...

بينما غادرت كل من سايا و ساتومي معا بإحدى الحافلات كونهما من قريتين قريبتين لذا ستقضيان أغلب الوقت معا حتى تصل ساتومي أولا ..

و لأول مرة اختلف طريق تاماكي و هوشي حيث الثاني كان عليه الذهاب للقرية حيث أسرته هناك ببساطة مع ذلك بصره بقي مُعلق بتاماكي الذي كما توقع تماماً اعتذر منه بعد ذلك اليوم لكنه تجنب تواجدهما معا بأي طريقة كانت !!!

الا أنه أغلق عيناه عندما اتجه السيارة التي أتت لإيصاله خصيصا على القرية مفكراً أنه سيعود المدينة قطعاً !

رغم هذا قلبه يؤلمه لسبب يجهله حقاً ! بدى انه خائف من شيء لا يعرفه و هذا مرعب بالنسبة له ..

أما العضوان الجديدان بالفرقة فبالطبع بقي كلاهما داخل أسور الجامعة التي فرغت تقريباً إلا منهما و عدة عاملين آخرين و الذين وضعوا كمراقبين عليهما ببساطة ..

____ نهاية الفصل ____

أي توقعات للقادم ؟!


Continue Reading

You'll Also Like

5.5M 128K 66
سلامْ الله على العزيزٌ قلبيّ ! من الألم ، من الوجع ، من الإنشطار ! أما ذاكَ الذي طعنني غادراً وتسببَ لي بإنشطار روحي ، وجعل كياني مٌشتتً ما بين قل...
2.8M 135K 38
وَدُون أن أَدرِي ، كُنْت أَهوَى بِـ كلمَتي لِنَفس اَلموْضِع اَلذِي هوى إِلَيه إِبْليس حِين رأى أَنَّـه خَيْر مِن آدم . لا احـلل اخذ الروايـه ونشرهـا...
19.8M 641K 158
بريئة اوقعها القدر بين براثن شيطان لا يرحم ، حاول ايذائها فتأذي هو
35M 2M 57
غرفة مظلمة صراخ لا يعلم سببه ما بعد سكون الجميع يظهر وجعه هي فقط تستطيع ان تسمعه وتتسأل من هذا ومن ذا الذي يعذبه يتناثر فضولها للمعرفه تخطئ بالسير نح...