جَميلٌ كُنت وزاهٍ دُمتَ وإلا ما هوى لكَ قَلبي ..
●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○
لعل الشهاب قد أشفق لحالها ..
فقبل أن يفقد عقلها وعيه ..
وفي لحظةٍ تشبه بدايةَ حلمٍ مشوشٍ ..
سمعت شيئًا من صوته ..
ورأت خيلًا كخاصته ..
وخيالًا يشبَهُه ..
وتعرفت عليه من بين الف رَجُلٍ و رَجُل ..
إبتسمت وهو رأى إبتسامتها حين أغمضت عيناها ..
رجفتٌ حلت بجسده رافقها حثٌ لفرسه على التقدم ..
قِلقٌ كان عليها وأظهر هذا سرعته ..
بوثبةٍ واحدةٍ نزل عن فرسه ليحملها راكضًا بها إلى الصفوف الخلفيةِ
علهُ يرى طبيبًا هناك ..
يستشعر قطرات الدم التي غطتها وتسربت إلى يديه ..
لام نفسهُ على تأخره ..
لكن ما باليد حيلة ..
لم يتوقع قوة الجيش ..
-هل من طبيبٍ هنا!
صرخ بأعلى صوتٍ له حين رأى بعض الخيم أمام القصر من بعيد.
خرجت له فتاةٌ في نهاية العشرين تهرعُ له وتقول
-من هنا! أدخلها في هذه الخيمة!
تعرفت عليه ثم تعرفت على من بيده بعد أن تقرب.
-جلالة الملك! .. جلالة الملكة ! .. آه لا وقت للخوف .. منذ متى وهي تنزف؟
قالت وهي ترافقه إلى داخل الخيمة.
-لا اعلم .. لكن ما أعلمه أن عليكِ أنقاذها .. وإن إستيقظت آمركِ بمنعها عن الدخول للحرب من جديد .. وأخبريها أن هذا أمرٌ مني .. علي الذهاب للجيش الآن .. إِعتني بها رجاءًا!
-سأعتني بها يا جلالة الملك .. لا تقلق .. سأفعل ما بوسعي لإنقاذها ..
قالت وهي تمزق ملابسها لتكشف عن مكانِ جرحها ..
رأى جسدها الغريق بالدم بينما غض بصره لا يود أن يرى المزيد ..
لحسن الحظ يوجد طبية ..
وإلا ما كان سيترك رجلًا يفعل هذا بسهولة ..
أعاد ركوب فرسه بعد أن أحضرهُ أحد الجنود ليتقدم ويحارب ..
هو سيربح هذه الحرب .. ويعود لها ..
-كوني بخير يا فلورنسا إدسون.. لم نحضى بلحظاتٍ كافيةٍ معًا!
*
لِلحظةٍ ظَنت أنها في حُلمٍ ..
فزعت وفتحت عَينيها على مصراعيهما وإلتفتت لمن دخل الخيمة.
-جلالة الملكة! عودي للاستلقاء أنتِ مصابة!
- هذا لا يمكن! .. علي العودة للقتال .
قالت تقف ترتدي سترةً وجدتها أمامها .
-اعتذر لكن لا يمكنني تركك تذهبين.
قالت الفتاة مغلقةً مخرج الخيمة بجسدها وتمد يديها لكي لا تسمح لها بالمرور.
-أتمزحين معي؟
-آسفة جلالة الملك طلب مني ان لا أجعلك تذهبين للحرب .
-إذًا هو فعلًا قَدم؟
أردفت بصوتٍ خفيض تناظر الأرض.
-إجل هو فعل يا مولاتي .. هو أحضركِ إلى هنا .
قامت برفع أحد زوايا الخيمة والخروج بينما ظلت الفتاة فاغرة الفاه لثانيتين قبل ان تضرب جبينها وتسرع بالخروج خلف الملكة.
-مولاتِي أرجوكِ لا يمكنكِ الذهاب!
-لن اذهب للقتال .
أردفت بينما تتجه نحو القصر .
دخلت بسرعة وإغتسلت وأعادت تعقيم جرحها ولفه جيدًا قبل ان تخرج مجددًا .
كان جرحها جانبيًا لذلك لم يكن خطرًا حقًا .. لكن الخطر هو فقدها لكمية كبيرة من الدماء ..
كان قريبًا من الصدر .. من اصابها كان ينوي قتلها لكنه لم يستطع فاصاب ما جاور منطقة قلبها .
كانت قد ربطت شعرها مرةً أخرى والليل قد أوشك على الحلول .
إتجهت إلى أحد الخيم بينما أخبرت الجنود أنها ستساعد في معالجة الجنود إن لم تستطع أن تحارب .
دقائق قصيرة قبل أن يتم وضع أحد الأجساد في خيمتها . قامت بإِحضار المستلزمات وبدأت بالعلاج .. قد لا تكون جيدةً مثل إيديليا التي هي تعالج الجنود الذين لم يصابوا بشدة في الصفوف الأمامية لكن هي تعرف الكثير بالفعل فوالدتها علمتها الكثير .
مع حلول الليل حل هدوء غريب خرجت من خيمتها تنظر نحو ساحة المعركة .. كانت دقائق قبل أن تراه على خيله يتقدم برفقةِ ليمورد وقائِد الجيش الذي يحمِلُ رايةَ الفوزِ بيده .
دموعٌ أوشكت عَلى النزولِ من مقلتيها لتحاول الركض لكنها اوشكت على السقوط لتساعدها نفس الفتاة التي عالجتها .. لم تكن تحمل ما يكفي من القوة لتركض له .. رآها هو من بعيد ليتقدم اول الجيش وينزل من خيله خالعًا درعه مسرعًا إليها .
أبعدت الفتاة التي امسكت بها وركضت بآخرِ قوةٍ لديها لتوشك على السقوط لكنه أمسكها لتتمسك به بشدة..
-مباركٌ لك .. وحمدًا للهِ على سلامتِك!
أردفت بصوتٍ منخفضٍ لتحيط جسده بذراعيها تحاول ان لا تدع الدمع يسقط فرحًا.
-بل الحمدُ للهِ أنكِ بخير .. كنت قلقًا حقًا ! .. كان عليكِ الإنتباه على نفسكِ!
قال يعتصر جسدها يهمس قرب أُذنها .. لم يتوقع أن يشتاق لها لهذهِ الدرجة ..
-لا بأس .. أنا بخير الآن .. وأنتَ بخير .. هذا كل ما أُريده.
مسافةُ شَوقَينِ فصَلتهُما وقُبلةٌ على الشفاهِ أعادتهما إلى أحضانِ بعضهما .. كًثيرٌ من إِبتسم لرؤيةِ الملك والملكة وحبهما ..
أما هما لم يهتما لأحدٍ سواهما .. هي قد إنهمرت منها دموعٌ لم تستطع التحكم بها أكثر وهو قد أغراهُ شوقُهُ وقام بتقبيلها .. قد تستغرِبونَ الأمرَ لكِن الشَوقَ مُغرٍ للغاية ..
العِشقُ هو الحُبُ لكِنهُ ثمرٌ للشوق!
وهما قد حضيا بالثمرِ الوفير ..
فأصابهما عشقٌ عظيم ..
وأغرتهما الوِحدةُ وسطَ الناس ..
حَتى باتا لا ينظرانِ إلا لأنفسهما ..
كما لم يُخلق أحدٌ غيرهما ..
كما لم يحب أَحدٌ مثلهما ..
كما لم يشتق مُشتاقٌ غيرهما ..
كما لم يعشق عاشِقٌ مثلهما ..
فأصبحا مع الشروقِ شمسًا لبعضهما ..
ومعَ الغرُوبِ باتا قمرًا لبعضهم ..
عندَ المطرِ يتراقصان على ألحان المطر الممتزج مع حبهما ..
ومع حفيفِ الرياحِ يتمايلان معًا ..
مع نصل السَيف يتناسونَ أنفسهم ..
وحتى هدوءُ الليلِ يغني لهما ..
عند تساقط الثلج يتناسون البرد لفرط حرارة الحب ..
ومَع الألم يتذكران بسمةَ بعضهما ..
فيهونُ الألمُ وتُنسى المواجِعُ ..
أحبا بعضهما ..
رغم لقائِهما في صدفةِ قدرٍ ..
وباتَ الهُيامُ لهما رفيقا!
●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○
فِي إِحدى مُقلَتيها كُويكِبٌ وفِي الأُخرى حملتَ المَجرةَ نُجومَها ..
شكرًا 7K ..
لِنملئ الرِوايَة بِنُجومٍ مُضيئة ☆