خادمة الشيطان

By SHorouk_Hassan

1.5M 61K 6.4K

عندما تجد طوق النجاة في طريق أشبه بالصحراء القاحلة ليس به أي معالم للنجاة؛ يجب عليك أن تتمسك به حد الموت. وه... More

«المقدمة»
♡البارت الأول♡
♡الشخصيات♡
♡البارت الثاني♡
«مهم جدًا»
♡البارت الثالث♡
♡البارت الرابع♡
♡البارت الخامس♡
♡البارت السادس♡
♡البارت السابع♡
♡البارت الثامن♡
♡البارت التاسع♡
♡البارت العاشر♡
♡الشخصيات 2♡
♡الفصل الحادي عشر♡
♡الفصل الثاني عشر♡
♡الفصل الثالث عشر♡
♡الفصل الرابع عشر♡
♡الفصل الخامس عشر♡
♡الفصل السادس عشر♡
♡الفصل السابع عشر♡
♡الفصل الثامن عشر♡
♡الفصل التاسع عشر♡
♡الفصل العشرون♡
♡الفصل الواحد والعشرون♡
♡الفصل الثالث والعشرون♡
♡الفصل الرابع والعشرون♡
♡الفصل الخامس والعشرون♡
♡الفصل السادس والعشرون♡
♡الفصل السابع والعشرون♡
♡الفصل الثامن والعشرون♡
♡الفصل الأخير♡
♡الـخـاتـمـة♡
♡خـادمة الشيطان♡
حلقة خاصة1
خادمة الشيطان

♡الفصل الثاني والعشرون♡

30.1K 1.5K 135
By SHorouk_Hassan

متنسوش الفوت فضلًا.♥

لو فيه اخطاء قولولي عشان ملحقتش اراجع البارت يا بنانيت.

«خادمة الشيطان»
«الفصل الثاني والعشرون»

"بسم ﷲ الرحمن الرحيم"

نائمة، تائهة، تشعر أنها في متاهة لا تستطيع الخروج منها، لطالما كان الحزن ينهش قلبها بقسوة، واليأس تملك منها، لكن حاربت لتظهر عكس ذلك، ولكن بعودة الماضي ومجيئه بحقيقة صادمة، جعل منها فتاة كالدمية تسير كما يريد الآخرين.

هبطت دموعها في نومها وتلك الكوابيس تلاحقها من جديد بعد عودة والدها اليوم!! جاء وجاءت معه ذكرياته الأليمة، جاءت ذكري هذا اليوم الذي كان نقطة تحول في حياتها.

كانت "ضحي" جالسة علي الأريكة في منزلها الصغير منتظرة قدوم والدتها من العمل والتي تأتي منه منهكة بشدة بعد تغير معاملة أبيها الحنون لهم فأصبح قاسيًا يقوم بإهانتها هي ووالدتها دائمًا، استمعت إلي الصوت الباب يُفتح فظنت أنها والدتها لذلك وقفت سريعًا متجهة ناحية باب شقتهم لتجد والدها هو الذي أمامها.

تعجبت في البداية ولكنها لم ترمي للأمر أي أهمية ولم تسأله حتي لا يقوم بتوبيخها كعادته الأخيرة، ولكن ما لفت إنتباهها هو ذلك الرجل والذي يتبين عليه الثراء من ثيابه، كانت تراه مؤخرًا ولكنه لم يعد يأتي لسبب غير معلوم بالنسبة لها، والان هو يقف مع والدها يحدجها بنظرات غير مريحة.

حسمت امرها بالتوجه إلي عرفتها وكادت أن تغلق بابها حتي استمعت لصوت والدها الغليظ مردفًا وهو يمد يده بزجاجة والتي عرفتها فورًا من شكلها الغريب:
_خدي يابت صبي كاسين.

قطبت جببنها بغضب وهزت رأسها نافية وهي تقول:
_لا انا مش هصبلكوا القرف دا.

ذهب إليها سريعًا ليمسك ذراعها بقسوة قائلًا وهو يهز جسدها الصغير بين يديه بغضب:
_انتي بتعصيني ياااا زباااالة!!! بقوووولك روحي صبلنا الطفح علي دماغك.

سقطت دموعها بقهر وهي تهز رأسها بنفي تتذكر حديث والدتها وهي تحذرها من فعل تلك المعصية.

ذهب إليهم ذلك الثري كما اسمته والذي كان يتابع ما يحدث بعيون كالصقر ليردف بهدوء وهو يمرر عينه علي جسدها بوقاحة:
_اهدي يا حمدي... روح انت صبلنا كاسين وانا هفهم السنيورة بنتك.

ترك ابيها يدها بعنف كأنها وباء سيجلب له المرض ثم ذهب ناحية المطبخ ليفعل ما يريد، بينما ذلك الوقف كان مازال يحدجها بنظراته المنفرة لتنظر له بإشمئزاز وكادت أن تذهب ولكنه امسك بيدها هاتفًا بخبث:
_راحة فين يا قطة متكلمناش.

نفضت يدها بغضب رغم أنها مازالت طفلة ولكنها تعلم الصواب من الخطأ كما علمتها والدتها وكذلك والدها!!

تحدثت بحدة وهي ترفع يدها أمام وجهه محذرة إياه لتقول بسخط:
_ابعد ايدك عني يا راجل انت.. انتي مفكرني عيلة ولا إيه!!!

شملها بنظراته بوقاحة عالية متشدقًا:
_بقي الجمال دا كله يتقال عليه عيلة!! دا انتي خسارة تتسابي.

لم يفهم عقلها الصغير ما يرمي إليه ولكن تشعر بالنفور من حديثه لذلك حدجته بقرف قبل أن تغلق باب العرفة بوجهه تاركة إياه ينظر إليها بشهوة مقرفة.

وضعت يدها موضع قلبها تتنفس بعنف خوفًا من نظراته التي كانت تأكلها بعيناه، حاولت تهدئة نفسها ولكن استمعت لصوت ضحكاته الغليظة في الخارج ومعه صوت والدها، يبدوا بأنهم بدأوا بتناول تلك الكحولات المسكرة، ولم يخيب ظنها حيث استمعت إلي صوت والدها وهو يقول بتذكر وصوت ناعس:
_انا.. انا نسيت اجيب الحجرين.. ه.. هنزل اجيبهم من القهوة تحت وجاي.

فتحت عيناها بذعر وهي تستمع إلي إغلاق صوت باب منزلها وخروج أبيها منه، ماذا يعني ذلك!!! هل هي بمفردها في المنزل مع هذا الحقير!!! وحدها!!! يا الله ماهذه الورطة!! تأكدت من إنغلاق باب غرفتها ولكن لسوء حظها كان مفتاح الغرفة غير موجود ولا يوجد غالق للباب.

انقبض قلبها بخوف وهي تدعو الله أن يكون غير واعي، ولكن تجمد جسدها عندما وجدت مقبض الغرفة يُفتح وهو يدلف منه ناظرًا إليها بخبث اقشعر لها بدنها.

تحاملت علي نفسها تحاول أن تستجمع قواها الهاربة لتقول بغضب:
_انت مجنون!!! ايه اللي دخلك هنا!!!

كان بحالة لاوعي ينظر لها من اعلاها لأسفلها ثم اقترب منها وهي تبتعد بخوف وجسد مرتعش، اعادت سؤالها بحدة وداخلها يرتعش خوفًا:
_انت مبتسمعش!!! اطلع براااا.

كانت تتحدث بصراخ فاقترب منها مسرعًا ثم كمم فمها بينما هي فتحت عيناها بصدمة وازداد الخوف بقلبها وهي تراه يقترب منها بشدة.

كم تمنت في ذلك الوقت أن يأتي أخيها ليخلصها من براثنه ولكن فجأة وجدته يبتعد عنها وهو يقول بفزع مزيف:
_انتِ ايه اللي بتعمليه دا ميصحش كدا.

نظرت له بإستغراب وكادت أن تتحدث ولكن وجدت والدها يدخل الغرفة ويتصاعد الشرر من عيناه ليتسائل بحدة:
_ايه اللي بيحصل هنا دا!!!

اصطنع الآخر الإرتباك مردفًا بخوف مصطنع أجاد اصطناعه:
_م.. مفيش يا حمدي، هو.. هو بس....
_انت هتهتهلي... اي اللي جابك الاوضة هنااااا.

برر مسرعًا قبل أن تتحدث هي ليقول بحزن مصطنع:
_انا كنت قاعد مكاني في الصالة لقيتها بتناديلي وبتقولي تعالي ثواني هوريك حاجة في اوضتي ولما دخلت كانت.. كانت عايزة يعني حاجات مش كويسة.

قال الأخيرة بإرتباك مزيف لتفتح هي عينها بصدمة لا تستطيع استيعاب ما قاله للتو، نظرت لوجه ابيها الذي يشتعل فقالت مبررة:
_والله يا بابا ما حصل، دا هو.. هو.... اااااه...

قطعت حديثها بألم عندما وجدت كف أبيها يهبط علي وجنتها بقسوة فكادت أن تدافع عن نفسها حتي وجدته يهبط فوقها بضربات قاسية وهي تحاول النجاة من تحت يده ولكنها لم تستطيع المقاومة، ظل يضرب بها بلا رحمة لتسمع صراخه الهستيري يقول بصراخ:
_ااااه يا بنت ال***، هتعملي زيهااااا يابنت ال***.

لم تشعر بجسدها من قوة الضربات حتي أحست بتخدره كاملًا لتسقط فاقدة للوعي قبل أن تسمع صوت والدتها الصارخ التي اتت في الحال لتجد ابنتها في يد من لا يرحم والمفترض أنه ابيها.

Back...

فتحت عيناها بفزع تتنفس بعنف وهي تضع يده علي جسدها تتأكد من عدم وجود أي إصابات، لتعلم انه مجرد كابوس مقيت يلازمها منذ ذلك اليوم، ذلك اليوم الذي ازداد به كرهها لوالدها لتحاول بقدر الإمكان أن تنفضه من أفكارها ولكن بات يعاودها بإستمرار تلك الأيام وخاصة مع ظهور والدها وإدعائه بخيانة والدتها.

نظرت جانبها تريد أن تبث نفسها بالأمان داخل أحضانه ولكنها لم تجده!! أحاطت الغرفة بنظرها علها تراه ولكن تأتي لها نفس النتيجة وهي عدم وجوده بالغرفة، شعرت بالريبة وبدأ الخوف يتسلل لقلبها العاشق وأحست بالخطر لتنظر في ساعة هاتفها فوجدتها الثانية صباحًا!!

أين هو بهذا الوقت! هبطت من الفراش بسرعة لتخرج تحاول البحث عنه بالقصر لكن كان يقابلها الفراغ، تنفست بعنف وقلبها أعلن الإحتجاج عن عدم وجوده مطالبًا منها بالحبث عنه، ولكن أين يمكن أن تبحث بهذا الوقت!!

شعرت باليأس فعادت إلي غرفتها مجددًا وخوفها يتفاقم لتسقط دموعها بلا إرادة واضعة يدها علي قلبها الذي يطرق بشدة مناجية برجاء:
_يارب احفظهولي.

"" "" "" "" ♡
أُنافس فرحة النجوم عند رؤيتي لعينيك.
"" ♡غيم♡""

قبل قليل...
عندما وصلت إليه تلك المكالمة من "بيبرس" والذي يخبره الآن بموعد شحنة العقاقير التي سيتم تسلمها من الميناء معاونة مع بعض الأشخاص، توعد لهم بأشد العذاب وأن يُذيقهم من نفس الكأس الذي تجرعه، قام بالإتصال علي مراد والذي أجاب بعد عدة ثواني ليقول بنعاس:
_ايه يا يزن في ايه!!

اجابه يزن بصرامة لا تقبل النقاش:
_خمس دقايق بالظبط وتكون قدامي يا مراد، هتلاقيني مستنيك قدام القصر.

تعجب مراد بشدة وقبل أن يسأل عما يدور بداخله وجد الهاتف يغلق فمط شفتيه بغيظ من أفعال ابن عمه، ليتجهز ويرتدي ثيابه علي عجلة للهبوط للأسفل.

بينما يزن قام بمهاتفة عمر هو الآخر والذي أجاب بعد عدة مرات متتالية، جز يزن علي اسنانه بغيظ وهو يقول:
_انا مش عارف انت بقيت ظابط ازاي!! دا لو فيه هجوم والدنيا حرب حواليك هتنام زي القتيل.

تأفف عمر وهي يتمدد علي ظهره قائلًا بنعاس:
_حبيبي تسلم بس المعلومة دي مكنش ينفع تتأجل للصبح!!

خرج يزن لشرفته حتي لا تستيقظ ضحي من نومها ليهدر بغضب:
_خمس دقايق وتكون قدامي يا زفت، قسمًا بالله لو ملقتكش قدامي هجي افرغ خزنتي في دماغك.

كاد عمر أن يجيب ولكن وجد يزن يغلق الهاتف بوجهه ليقول بضجر:
_اه ما انا الفلبينية اللي جايبها ليك ابوك.

ثم قام وبدل ثيابه وهو يتمتم بسخط علي قرابته لتلك العائلة التي لا تعطي للنائم أي إحترام!!

توجه يزن للغرفة مجددًا مبدلًا ثيابه لثياب رسمية من اللون الأسود ثم جلس علي طرف الفراش مقبلًا جبهة ضحي بحب وعشق يتغلغل داخل اوردته مردفًا بعشق:
_بحبك أوي، ولو حصلي حاجة هتفضلي انتِ الحاجة الوحيدة النضيفة اللي في حياتي.

بينما في الخارج ظل عمر يتأفف وهو يقف في بهو القصر ومعه مراد ليهتف بغيظ:
_يعني يصحينا الساعة اتنين ويقولي خمس دقايق وتبقي قدامي وهو بقاله نص ساعة فوق؟؟! انا مشوفتش بجاحة كدا.

_مشوفتش ايه يا عمر يا حبيبي!!

ليبتلع ريقه بخوف عندما رآه يهبط درجات السلم ببرود محدجًا إياه بجمود ليقول بصوت متلعثم:
_مشوفتش في جدعنتك وزوقك يا صاحبي وعشرة عمري وعم عيالي و..

قاطعه بملل قائلًا:
_خلاص خلاص، ناقص تقولي إني مراتك.

قاطع حديثهم صوت مراد المتسائل:
_مقولتلناش عايزنا في ايه يا يزن!!

عاودت نظرة الخبث ترتسم علي ملامح وجهه وتلك البسمة المخيفة التي تشكلت علي ثغره ليردف بوعيد:
_كل خير.. كل خير يا مراد.

نظر إلي عمر المتابع حديثه بإهتمام وجدية ليخبره قائلًا:
_عمر.. عايزك تكلم القوات دلوقتي حالًا يجوا علي مكان تسليم شحنة مخدرات كبيرة اوي هيروح فيها رقاب رجال مافيا علي مستوي العالم كله، الشحنة دي بتشمل مخدرات والماظ مسروق جايبينوا مصر عشان يضيعوا بقيت الشباب.

كانا يستمعان له بصدمة واضحة ليردف عمر بدهشة:
_بس دا محتاج إذن من فوق خالص، ودا مينفعش يتم دلوقتي.

اخرج يزن ورقة من جيب بنطاله وهو يطالعه بثقته المعهودة ثم سلمها له هاتفًا:
_الإذن اللي انت عايزه اهو، المهم كلمهم دلوقتي معندناش وقت.

ليتسائل مراد بدهشة:
_انت عملت دا كله امتي يا يزن!!

تحدث يزن بضجر وهو يسبقهم إلي سيارته:
_بقولك مفيش وقت يا مراد، مش باقي علي ميعاد الشحنة كتير.

"" "" "" "" ♡
أحببتك فوق الحب حبًا، والزمن يتوقف وقلبي لك يزداد عشقًا.
"" "" "" "" ♡

كان مرتضي يدور في غرفته ذهابًا وإيابًا ولم يزور النوم عينه قط، ينتظر علي أحر من الجمر ليري نتيجة الفحوصات التي ارسلها، قطع شروده صوت هاتفه فأجاب عليه بسرعة وبعد ثواني مجدودة توجه إلي خزانته مسرعًا لإرتداء ثيابه، ها هو اليوم الموعود قد أتي، سينتقم اليوم من يزن الراوي أشدّ انواع الإنتقام، عدوه الأول وليس الأخير.

انتهي من ثيابه ليخرج من غرفته وقبل أن يتجه للخارج توجه إلي غرفة مصطفي ليجده مستيقظًا ونظره مسلط إلي نقطة ما شاردٌ بها.

تحدث مرتضي وهو يلج للداخل:
_حمدالله علي سلامتك يابن اخويا.

فاق من شروده لينظر له بإستخفاف مرددًا:
_الله يسلمك يا عمي..
ثم تابع بخبث:
_علي فين كدا في الوقت دا.

أجابه مرتضي بثبوت مصطنع:
_عندي مشكلة في الشركة ولازم اروح ضروري.. المهم انا جبتلك خدامة جديدة ولو عوزت أي حاجة ممكن تنادي عليها.

اومأ له لينادي مرتضي علي تلك إلي الخادمة بصوت عالي لتسمعه:
_هديـــــــر... يــا هديــــــــر.

اتت له هدير مهرولة وهي تقول بخفوت:
_اوامرك يا مرتضي بيه.
_لو مصطفي باشا عايز اي حاجة اعملهالوا وخليكي معاه متسبهوش لحظة.

اومأت له بخضوع وخرجت من الغرفة ليتبعها مرتضي قائلًا بصوت خافت حتي لا يسمعه الآخر:
_عملتي اللي قولتلك عليه!! جبتي الورق المطلوب من مكتب مراد الراوي!!!

_ايواا يا باشا عملت زي ما حضرتك امرت بالظبط.

_تمام.. خلي بالك من مصطفي بقي وخليه تحت عنيكي.

قال جملته تلك ثم خرج من غرفته ومن بعدها من منزله بالكامل، بينما مصطفي غزت ملامح المكر علي وجهه وهو يقول بفحيح:
_ يزن الراوي هيصفيكوا واحد واحد.

شرد فيما حدث عندما تم أخذه من أمام مكتبه ليشعر بشئ ما يكمم فمه ومن بعدها فقد وعيه.

Flash Back.

خرج من عمله بهيبة تحتله بسبب مكانته التي حصل عليها كضابط مخابرات ونفوذ عائلته الكبير.

وقف أمام سيارته ثم صعد بها فقادها إلي وجهته حيث عمارته السكنية الراقية التي يعيش بها بعيدًا عن والده، يريد أن يبتعد عنه وعن عالمه الذي دخل به رغمًا عنه، فهو بات يستغله ببشاعة مستغلًا مركزه كرائد في المخابرات ومن خلاله يتم تحويل الشحنات المخدرة لداخل البلاد بتصريح منه.

وصل إلي عمارته الراقية ثم دخل شقته ذات الأساس الراقي والذي يظهر عليه البهظ والغناء، كاد أن يخطو خطواته إلي غرفته ولكنه استمع إلي صوت رنين جرس منزله ليتأفف بتعب وهو يفرك جبهته بإنهاك، ذهب ثم فتحه فأستقبل رطمة من رأس الذي أمامه أدت إلي فقدانه للوعي.

لم يشعر بنفسه إلا وهو مكبل بالأحبال المتينة التي تلتف حول جسده ليتحرك بعنف محاولًا الفكاك منها لكن لم يستطيع، بعد قليل استمع إلي خطوات تقترب من الباب حتي فُتح علي مصرعه ليري أمامه رجلان مثل الجثة يتوقفان أمامه.

اهتز بدنه من مظهرهم وظنهم بأنهم إحدي المجرمين ليتحدث بغضب:
_انتوا مين وعايزين مني ايه!!!

اقتربوا منه بإبتسامة خبيثة رسمت علي محياة ليقول بغلظة:
_انت جاي تاخد الواجب وتمشي، دا انت متوصي عليك من فوق أوي.

كاد أن يتحدث ولكن قاطعته لكمة من يد أحدهم أن إلي سقوط الكرسي الجالس عليه ليتأوه بعنف محاولًا الفكاك من هذا الأسر ولكن لا فائدة، قابلته لكمة أخري في معدته تبعته واحدة علي رأسه وظلوا هكذا لبضعة دقائق يبرحونه ضربًا حتي فقد وعيه تمامًا.

اخرج أحدهم الهاتف من جيب بنطاله ليطلب رقم رب عمله ليقول بعد بضعة ثواني:
_كله حصل زي ما أمرت يا باشا.
_استنيني وانا جايلك.
_تحت أمرك يا باشا.

ثم نظر إلي صديقه وأردف:
_تعالي أحنا نخرج برا لحد ما الباشا يوصل.
فأومأ له الآخر ثم تركوه فاقدًا لوعيه حتي يأتي إليه مصيره.

مر وقت كثير وهو فاقد وعيه حتي بدأ تدريجيًا بإستعادته، فتح عينه ببطئ ثم أغلقها مرة أخري يحاول الإعتياد علي الإضاءة الخافتة، لكن وحد ظل شخص يجلس أنامه يحدجه ببرود، واخيرًا ظهرت صورته الكاملة أمامه، هيبته الطاغية ونظراته التي يصوبها له كالسهام جعلته يبتلع ريقه ببطئ فتحدث بتلعثم:
_ي.. يزن الراوي.

لم يجبه الآخر بل ظلت نظراته مصوبة عليه يضع يده أسفل ذقنه متابعًا تأوهاته المتألمة بإستمتاع وكأنه عرض مسرحيّ مميز، واخيرًا تخلي عن جلسته واقفًا ثم اقترب منه ببطئ مهلك حتي وقف قبالته فأنزل رأسه لمستوي جلسته متحدثًا بفحيح:
_تحب نقطع علي طول ولا نسلخ الأول!!

فتح الآخر عيناه بصدمة فهو بالتأكيد يمزح، عن أي قطع وسلخ سيفعله هو، تعالت ضحكات يزن بلا روح عندما رأي ملامح وجهه المفزوعة ووجهه الشاحب، يكاد يقسم أن الدماء هربت من جسده أثناء حضوره وحديثه الطاغي.

خرج صوته متحشرجًا بخوف:
_انت.. انت عايز ايه.

_انــت الـلـي عااااايز ايــــه من اختي يابن الرفاعي.
كان هذا صوته الذي صرخ به فكان يشبه الرعد مما جعل الآخر يصمت عن الحديث، بينما أكمل يزن حديثه قائلًا بغضب:
_متخلنيش اتعامل معاك بإسلوب صدقني انت مش هتحبه وهخليك تكره اليوم اللي سمعت فيه اسم يزن الراوي.

_انا.. انا معملتش حاجة.
مط شفتيه بجمود ليفاجئه بلكمة من يده ارتطمت بوجهه بعنف ليشعر الآخر بتحطم عظامه من قوتها، أردف يزن بفحيح بجانب اذنه:
_قولتلك متخلنيش اتعامل معاك زي الكلاب، احنا لسه بنقول يا هادي، مش عايز اعمل معاك اللي هعمله في ابوك...

لم يفهم حديثه ولكن ردد بصدمة:
_ابويا!! انت هتعمل فيه ايـــــه!!

رمي يزن قنبلته مردفًا:
_مش لو كان ابوك اصلًا!!

نزلت كلماته علي الاخر كالصاعقة في ليالي ديسمبر شاعرًا بخناجر تُغرس في قلبه أثر كلماته، أجابه بعد وقت طويل من الصمت والصدمة:
_قصدك ايه!!!

لم يشفق يزن علي حالته وشحوبه والذي كان يحاكي شحوب الأموات ليتشدق بقسوة:
_سالم الرفاعي مش ابوك يا مصطفي يا رفاعي، ابوك الحقيقي هو مرتضي الرفاعي اللي انت مفكره عمك وهو كمان مفكرك ابن اخوه فبيستغلك بطريقة حقيرة.

تتوالي الصدمات علي رأسه في هذا الوقت القصير الذي قضاه معه فلم يستطيع فتح فمه للحديث ليكمل الآخر دون إعطاء مشاعره ادني اهتمام:
_سالم الرفاعي سرقك من مرتضي لما كنت لسه حتة لحمة حمرا وفهمه إنك مُت، وامك اللي هي مرات مرتضي تبقي هي عشيقة سالم عمك.

ماذا!! بالتأكيد كل هذا هُراء، هذا ليس صحيح، لا يستطيع تجميع الكلمات لقولها فقد ألجمته الصدمة كليًا لتهبط دموعه بأسي، تذكر حينما أجبره سالم علي دخوله للشرطة وهو لم يكن يرغب بذلك نهائيًا حتي علم السبب الحقيقي عندما طلب منه أن يحمل مسؤلية شحنة قادمة للميناء وسيكون هو المشرف عليها، لم يكن يعلم من البداية علي ما تحتوي تلك البضائع لكن حينما علم صاح بعمه بغضب شديد فهو ليس مثله ولا يحب عملهم المشبوه هذا، كان يود أن يجعل لنفسه كيان خاص بعيدًا عن عائلته لكن ابيه والذي لم يكن سوي عمه السارق بدأ بإبتزازه عندما كان يرفض التوقيع علي الشحنات الاخري.

كان يزن يتابعه ببرود ولكن بعد أن طال الصمت تحدث بجمود:
_مرتضي الرفاعي شاكك دلوقتي في سالم، ودا طبعًا بعد ما انا دخلت الشك دا في دماغه.
ثم احتدت نبرته قائلًا بشيطانية:
_بس قسمًا بالله لهصفيهم واحد واحد، ودلوقتي القرار قرارك.

صمت عندما توجهت أنظار مصطفي وعيناه التي أصبحت جمرة من الدماء أثر كتمه لدموعه ليكمل يزن مردفًا:
_يا تبقي معايا وهخلصك من شرهم، ياااا... يا تكون في صفهم ومن اللحظة اللي هتنطق فيها بقرارك هقتلك عشان احسر قلب مرتضي عليك.

اجابه مصطفي بعد مدة قصيرة قائلًا بجمود:
_انا معاك.

ابتسم الآخر بثقة ليخلع عنه جاكيت بذلته ثم شمر عن ساعديه ليقول بشر:
_مش معني إنك اتحالفت معايا إني هسيب حق اختي.

Back:-

البارت صغير بس سماح المرادي يا ولاد🙂😂

قولوا رأيكم عشان بيديني حافز اكمل بالله👀💙💙

قراءة ممتعة|دمتم سالمين|★
شــروق حـسـن.

Continue Reading

You'll Also Like

401K 13.9K 54
الرواية تحكي قصة سارة الفتاة التي تربت في أمريكا ، الفتاة المتحررة و التي تحمل كرها للملتزمين و ترى أنهم إرهابيين متخلفين لا يطيقون النساء .. و قصتها...
124K 7.8K 52
عبر المصادفة تعرفت عليه وطلبت منه المساعدة، فتفاجأت أن للمساعدة مقابل بل مزيد من العطاء... 👈الفائزة بأسوة 2020 من ضمن القائمة الطويلة. December 2019...
890K 28.8K 46
سنكتشف الحقيقة معآ...🤝
3.4M 140K 75
للعينِ سِحْرٌ فاتكٌ قتّالُ ورموشُها تحتَ السيوفِ نِبالُ ما للمليحةِ لا تجودُ بنظرةٍ أمْ أنّ بدء الوصلِ فيه دلالُ بعضُ العيونِ تريكَ كونًا هادئا والب...