Dr.Hwang | الطَبِيبْ هوانغ

Av candyskz

401K 22.9K 72.4K

يَبحَث الفَتى الاستُرالي عَن جامِعة وَ عَمَل بَعد ان تَم طَردُه بالكَثير مِن المَرات. يُساعِدُه صَديقَه هان و... Mer

تَعريفْ
Part. 1
Part. 2
Part. 3
Part.4
Part.5
Part.6
Part.7
Part.9
Part.10
Part.11
Part.12
Part.13
Part.14
Part.15
Part.16
Part. 17
Part.18
𝑃𝑎𝑟𝑡.19
Part.20
𝙋𝙖𝙧𝙩.21
Part.22
Part.23
Part. 24
Part.25
Part.26
Part.27
Part.28
Part.29
Part.30
Part.31
Part.32
Part. 33
Part. 34
Part.35
Part.36
Part.37
Part.38
Part.39

Part, 8

10K 770 2K
Av candyskz

هيلو بارت جديد، كالعادة تفاعلوا بالتعليقات كتير لان تحمسوني اكتب

و القمرات الي يحطو نجوم اثبتو وجودكم بنقطة صغاري⭐️

[ touch ! ]

" بعيدا عن المثالية وقوالب الكمال .. لكل منا جانبه المظلم .. لكل منا ميزة يتمناها الكثيرون ، حرموا منها لكنهم رزقوا بغيرها .. خلقنا مختلفين لنستطيع التعايش .. تخيل أننا جميعا متشابهين ؟

من سيحصد ما زرع إن كنا جميعنا سادة ؟ القوي لم يكن يوما أشدنا تحمل ولم يكن يوما أفضلنا حديثا .. الحياة أبسط بكثير من كتب تشرح لنا كيفية التعايش ! القوي هو من حرك نقاطه الإيجابية لمصلحته بطرقه الخاصة

توقف عن النظر الى جارك المليونير الذي حالفه الحظ في اليانصيب، في بَعض الاحيان يَكون زِرق الاغبياء مِن المجانين .. أيضاً صديقك المقرب " المغفل " ( على حد قولك ) الذي أصبح وزيرا لأن أبوه وزيرا، صدقني يا صاح كل ذلك لم يأتي محض صدفة

توقف عن فعل الأشياء التي يفضلها المجتمع ، أبحث عن شغفك عن حلمك أنت الوحيد الذي يعلم ماذا تستطيع فعله .. أحرص أن تكون مختلفاً، فقد مللنا النسَخ- "

كانَ يَقف امام الشاشة، يَمسح قَطرات عَرقَه بِظاهر يَدَه وَ يُتابِع كلام المُذيع عَن آخِر مقال كَتبَه. بِتَمُلل اغلَق الشاشة وَ التَقط هاتِفه مِن جَيبه ليَتصفح اخر الاخبار عَن مَشفاه وَ في ذات الوَقت يَشرب قهوَته المُثلجة

لَم يَجِد شيئ يُلفت انتباهه، كلام فارِغ و إشاعات مِثل كُلُ مرة، لكن لَفت انتباهه تَعليق مِن المستخدمين يَقول :
" هَل هوَ رقاصة ليُغري المَرضى؟ "

رَقص حاجِبَيه وَ كانَ مِثل :هذا ما يَحدُث عِندما تَسمح للاغبياء بِمُناقشة امور تَفوق الحد الاقصى لِعُقولِهم، وَ المُشكلة ان اطباء دارسين و مُتعلمين الذين اصدروا هذه الاشاعات

"لا عَجَب انَ كانَ الجيل قَطيع غَنم، ان كانَ المتعلمون هكذا "

تَمتم بينه و بيَن نفسه قَبل ان يَنظُر لِساعة يَدَه الصحية، كانَ ضغط دَمه جَيد و كذلك دقات قَلبَه لذا لَم يُعطي اهتمام لهذه الاخبار الكاذِبة، فَ صحته اهَم مِن هذا الهراء كُله.

ارتَشف اخر رَشفة من قهوَته وَ ذَهَب ليَستحم قَبل ان يُجهز نَفسه للعمَل. في مكانً آخر كانَ قَد استَيقظ مِن تلقاء نَفسَه لاول مرة، يَجلِس وَ يحدق بالهواء ببلاهة كَ طفل تائِه

لازال الوَقت مُبكر لكنه لَم يستطيع النَوم جَيداً بِسَبب تَفكيره المُستمر بِخطط هان للانتقام مِن حَبيبه السابِق. قَلَب عيناه بِضجر يَركل تلك الافكار مِن رأسَه مُعتقداً انه شيئ طفولي

تَنهيدة قاسية غادَرت شَفتيه قَبل ان يَركل الغَطاء وَ يقف لِتجهيز نَفسه للعمَل بينما يَشتكي لِما عطلة الاسبوع تَنتهي بِسرعة البَرق؟!

اثناء تذمرات الفَتى الاشقَر كانَ طبيبنا قَد انتهى مِن حمامَه ليرتدي بنطالَه وَ يَضع حِزامه الاسود، التَقط القَميص ليرتديه وَ قَبل ان يَتمكن مِن غَلق الازرار كانَ جَرس المَنزِل قَد صدح بالارجاء

قَطب حاجِبَيه قَبل ان يُهرول دَرج غُرفته و يذهب لفتح الباب مُعتقداً انه ساعي البَريد. لكن ما ان فتح الباب حَتى نَظر بِوَجه عابِس مُستغرباً وجودها هُنا مُنذ الصَباح

" صباح الخَير، لَقد احضَرت لك الفُطور "

اردَفت بابتسامة وَ اقتَحمت المنزل دونَ ان تنظر اذِن مِنه، اغلَق عَيناه بنفاذ صَبر و ترك الباب مَفتوح مُلتفتاً اليها ليُجيب ببرود :

" الى الآن لَم تَعرفي انني لا افطَر؟ "

كانَت قد اصبَحت بالمَطبخ و وضعت الفطار على المِنضدة، هيَ تعلَم لكنها ارادت التأكُد من ان هيونجين لَم يصطحب احَد الى المَنزِل مَعَه، لذا اخذَت تَنظُر بالارجاء وَ عندما وَجدت كُل شيئ طَبيعي شَخرت بسخرية مُتذكرة انه مَريض ولا يَستطيع لمس احَد

" امم~ لِرُبما تُريد ان تَفطر مَعي "

اردَفت بِابتسامة بينما تَسير بِتمايُل نَحوَه لِتقف امامه وَ تُمسِك اطراف قميصه المَفتوح، قَلَّب عيناه بِتَمُلل عِندما حاوَلت الاقتراب مِنه اكثَر وَ امسكها مِن ساعديها ليُبعدهم عَن قميصه يتحدث بِضَجَر :

" لَدي حساسية مِن الاشياء القَذرة "

احتقن وَجهها تَسحب يَديها مِن قبضتيه وَ بِحِنق اردَفت :
" مُنذ متى و انت تَستطيع لمس اي شيئ ؟ "

صَك على اسنانَه لكنه بَقيَ هادِءً فهوَ ليسَ غبي بَل يعرف ما مرادِها، اكتفى بِأن يَسألها بِنبرة بارِدة: " الَم توَزعي بطاقة دعوة خطوبتك مُنذ يومين؟ بِهذه السُرعة تَخونيه؟ "

" اتَعلم ما الفَرق بيني وَ بينَك؟ "
اقتَربت اليه تَسألَه بِنبرة سامة بينما تُشير بسبابته على صِدره وَ تُكمل بذات النبرة :

" انا استَطيع ان اُحب و ان المس ما اُريد، استطيع التواجِد بأي مكان، استطيع ان اُقَبِّل و احضن الاشخاص الذين اُحبهم، بينما انت؟ "

صَمتت لِلَحظة تّنظر لِعَيناه الحادَّة قَبل ان تُكمِل نَرجسيتها
" لا  تَستطيع "

صَك على اسنانَه وَ تلقائياً يَدَه التَفت حَول عنقها يَدفعها ضِد الحائِط بِعُنف جاعِلاً اياها تَبتلع الكلام الذي قالتَه، بينما يُهسهس بوَجهها بِغَضب :

" إن لَم اجعلِك تَبتلعي لِسانك وَ تَضعي حذاء بداله لا اكون هيونجين "

امسَكت بيَده وَ بدأت تَختنق مِن قبضتَه بالفعِل فهوَ لا يَضغط بِخفة بَل يَضَع كامِل قوَته و ان استَمر سَوف يُمزِق شرايين رَقبتها، مما دَفعها ايضاً ان تَضربه على يَده لشعورها بروحها تُغادِر جَسدَها

افلتها واضِعاً يَديه داخِل جيوب بنطاله يُخفي حساسيتَه مِن امام ناظريها، بينما هيَ اخذَت تَشهق الهواء الى رِئيتها قَبل ان تَرفع رأسها و تَرمقه بِحقد مُردفة بِانفعال :

" سَوف تأتي الى خُطوبَتي وَحيداً، وَ سوف تُشاهدني سَعيدة مَع غيرك بينما انت وَحيداً "

كانَ هُناك شَخص يُشاهِد هذه المَسرحية مِن اولها بِصَمت وَ يشعُر بدمه يَغلي و كأنه حُمم بُركانية، هوَ تدخل عِندما رأى ان هيونجين امسكها مِن شَعرها وَ بَدأ بِضَرب رأسها ضِد الحائِط يصرخ عليها :

" لن اكون وَحيداً، تَذكري هذا جَيداً "

تَرك الحقيبة تَقع مِن يَدَه وَ هَرع اليه ليَحتضنه مِن الخَلف وَ يُحاوِل سَحبَه عَنها، يتحدث بِهلَع وَ يُشير له على اللوحة المُلونة :

" سَيد هيونجين ارجوك اهدأ، اُنظر هُناك هُناك "

ابتَعد عَنها لِتُمسك هيَ رَأسها بِألَم وَ هوَ بَدأ صَدره يَعلو وَ يهبِط، لَقد بَدأ بالاشتعال، الهواء يَختفي وَ حكة شَديدة تَحولت الى حَرقة تَغزوا كامِل جَسدَه

التَفت نَحو هان ليَفهم الآخر ان نَوبته قادِمة، بِسرعة البَرق هَرول الى غِرفته ليُحضر له دوائَه و كأس ماء لا يَعلم كَيف حَملهم حتى وَ أتى بِهُم

كانَت هيَ قَد غادَرت المَنزِل تارِكة اياه يَحتَرِق من كلامها، بينما هان عاجِز عن احتضانَه وَ عن التَربيت عَليه، عاجِز عَن مُساعَدتَه لا يَستطيع سوى ان يَنظُر اليه بِأسى يَختنق وَ يُحارِب مَرضه لوَحدَه

" هَل افتَح لك الشبابيك؟ ام اُحضر لَك كأس ماء آخر؟ "

" أنا ... بِخَير ... "

اجابَ وِسط شَهقاتَه ليَمشي بخطوات مُترنحة نَحو الطاولة في مُنتصف الصالة وَ يَجلِس هُناك ممسكاً صدغه بيَديه بِشدة، اما هان هوَ هَرَع الى الهاتِف الارضي وَ اتصل على المَشفى :

" سونغمين انه انا هان "

-اوه هان هَل انت بخير!؟ -

" انا بخير بخير، هَلّا لَغيت مواعيد الطبيب هوانغ و  ارسَلت فيلكس الى مَنزِله دونَ ان تُخبره؟ "

-اجَل بالطَبع!! هَل تَحتاج شَيئاً آخر!؟ -

" لا تَقلق هوَ بخير، هوَ يحتاح قِسط مِن الراحة فقط "

- ان حَدث شيئ اعلِمني على الفَور ! -

" حَسناً "

اغلَق السماعة متجاهلاً وقوف الزائرين امام المِنضدة وَ ترك طاوِلة الاستقبال خاصَتَه بينما يُهرول باحِثاً عَن فيلكس، بِطريقه وَجد لينو امامَه ليسألَه بعجلة :

" لينو هيونغ، هَل رأيت فيلكس!؟ "

" لا... "

استَغرب لينو حالَه كونه فَتى هادِء وَ شديد البُرود، لكنه سرعان ما ادرَك ان ثِمة شيئ حَصل للطَبيب هوانغ، هذا الجَرو لا يَستنفر الا اذا كان الامر يَتعلق بِالطبيب هوانغ

لِذا هوَ بدأ بالهرولة ليَبحث عَن فيلكس مَعه، كانَ المَطلوب قَد المَشفى للتو بوَجه مُتَمَلل لَكنهم افزَعوه حينَ هَجمو عَليه و امسكوه مِن يَديه ليُردف سونغمين بلهاث :

" ياه انتَ مُتأخِر ... "

" عَلى رُسلك سَتفقد وَعيك "

تَحدث فيلكس بريبة لكنه اعاد رَأسه للَخلف باستغراب عِندما امسكه سونغمين من اكتافَه و ادار جَسده ليدفعه مِن ظَهره نَحو باب المَشفى وَ يتحدث :

" هان طَلبَك في هَذا العُنوان اذَهب له بُسرعة هوَ يحتاجَك "

" هَل حدث لَه شيئ!؟ "

" اذهَب فقط "

دَفعه يَحشر العنوان بيَده بينما الآخر بِعدم فِهم بَدأ يَركُض دُونَ وجهة يَبحث عَن حافِلة تأخذه الى هذا المَوقع.

في ذلك المَنزِل كانَ قَد هَدأ مِن روعَه قليلاً وَ بِمُساعدة مِن هان ارتدى كَنزة صوفية ذو قلنسوة رمادية لانه يحتاج بِأن يُدفئ جَسدَه وَ ايضاً احضَر لَه شاي ياسمين لَعله يُصبح افضَل

" افضَل؟ "

سَأل هان بِقَلق ليومأ لَه هيونجين، رُغم انه يَشعُر بِجسده مُتَجمد بسبب الدواء الى انه لَم يُريد ان يَشعُر هان بالقلق عَليه، لذا هوَ اكتفى بِأن يَتماسَك أمامه

" هَل تَسمح لي بِأن اُخبرك شيئ خارِج عَن العَمَل؟ "

سَأل هان بِحَذر بَعد مُنازعة و تفكير طويل، هوَ يُريد اخبارَه لمنه مُتردد، ايضاً كلامها الجارِح لازال يَدور داخِل عَقله وَ لان هيونجين وَقف معه و ساعدَه كثيراً اراد ان يِساعده ايضاً،

فهوَ شَخصْ طيب القلب رُغم عَصبيتَه ولا يَستحق مُعاملة كَهذه فقط لانه مَريض، ثُمَ بطريقة ما ان اخبَره سَوف يُساعِد فيلكس ايضاً، ايّ سَوف يَضرب عَصفورين بِحَجر واحِد.

ليسَ واثق مِن اخبارَه بِذلك لكن ثِمة شعور بِداخلَه يُخبره بِأن يُنقذ هذا الرَجُل وَ يُخبره فَقَط، لذا هوَ اطلَق العنان لِما يُفكر بِه وَ فور ان اومأ لَه هيونجين مُجدداً تَحدث بحَذر:

" عِندي صَديق ... لَديه حَفلة خُطوبة لِحبيبَه السابِق ايضاً .. "

صَمت قَليلاً في حينَ كانَ هيونجين يُفكر ما شَأنه بِذَلك الصَديق؟ لكنه اكمَل بذات النَبرة :

" صَدَف ان حَبيبه السابِق هوَ حبيب السيدة يونا الحالي ... انا لا اتدَخل في شؤونك!! لكن ان اردَت تستطيع الذَهاب مَعَه .. "

قَطَب هيونجين حاجِبَيه اولاً لهذه الصُدفة الغَريبة، ثانياً ما الفائِدة مِن ان يَأخذَه مَعه وَ هوَ لا يَستطيع لَمسه في جَميع الاحوال؟ لَكِن لثانية هوَ تساءَل عَن ذلكَ الصديق بهدوء:

" مَن هوَ ذلك الصَديق؟ "

".... ا~ اعني هوَ يَعمل لَدينا في المَشفى... انه فيلكس"

اختنَق بالشاي الذي شربَه ليَبدأ بالسُعال وَ يُحملق بِ هان بَعدم استيعاب، هَل قالَ لَهُ فيلكس؟ سَليط اللسان ذَلك حَبيبه هوَ حبيب يونا!؟ ماهذه الصُدف اللعينة!؟

" فيلكس فيلكس!؟ "

" اجَل؟ اعني انا لا اتطَفل لكن لانه صَديقي مُنذ سنين اخبَرني ما حَدَث مَعه بالمَكتب ... وَ انا ... فَقط ذلك ... فهمت انك لم تَتحسس منه "

تَحدث هان بِارتباك و حَذر شَديد ما استنتَجه مِن فيلكس في عطلة الاسبوع، اما هيونجين وَسع عَيناه بِخفة، هان مُحِق!! هوَ يستطيع الذهاب معه و لمسه دونَ مُشكلة لَكن مَهلاً

هَل فيلكس سَوف يَقبَل؟ وَ الاهَم مِن ذَلِك هَل سوف يَتحسس مِنهُ مُجَدداً لانها مرة واحدة، ام انه يَستطيع لمسه عِدة مرات؟!
هوَ مُشوَش لذا التَفت ليُخبر هان :

" لَست مُتأكِد مِن ذَلَك.. "

" انا اسِف على عدم اخذ الاذن مِنك لكنه في طَريقه الى هُنا لنتأكَد "

" فيلكس بِطريقه الى اين؟؟ "

رَفَع حاجِبَيه الايسَر يَسأل بِاستنكار لُيجيب الآخر وَ يعود للخَلف تَحسبُاً لاي لَكمة طائِشة تأني بوَجهه :

" الى هُنا ... "

المِعني كانَ في طِريقه اليهم، يَجلِس بِسيارة الاجرى وَ يُحدِق بالمنازِل، تَبدو لأشخاص اغنياء وَ السؤال الذي يُراوِده مالذي يَفعله هان هُنا وَ لِما يحتاجَه في اماكِن كَهذه؟؟

نوعاً ما هوَ سَعيد كونه لن يَكون مُجبراً على رؤية الطَبيب هوانغ، فهوَ اقتحم افكارَه طوال عطلة الاسبوع و لقد اكتفى مِنه بالفعِل، هوَ حتى لا يُريد رؤيَته ولا التَحدُث مَعَه.

اخرَجه مِن افكارَه صَوت السائِق يُخبره بانه وَصل وَ أنه يَجِب ان يُحاسِب، حاسَب فيلكس وَ ترجَل ليُغلق الباب خَلفه مُحَدقاً بِذَلك المَنزِل امامه -غَريب؟-

حَديقة كَبيرة وَ المَنزِل مَطلي باللون الاسوَد و الرَمادي، يوجَد بِه الكَثير من الزُجاج وَ يَبدو انه لِشَخص مِن الطَبقة المُخملية، فالحَديقة لوحدها كافية بأن تَكون مَلعب كُرة قَدم.

تَنهد بِثقل وَ تَملل قَبل ان يَسير نَحو بوابة الحَديقة، فَتَح الباب الحديدي وَ دَخل مُتَجهاً نَحو باب المنزل الخَشبي، وَقف امامه يَنظُر اليه قَبل ان يَضغط على الجَرس

في الداخِل حَدَثت اصطدِامات كَثيرة، كونَ هان يَركُض كَ سِنجاب مُستنفر و يِصيح بِهمس : " لَقد اتى !! "

وَ الطبيب هوانغ تَمدد على الاريكة بوَجه عابِس يُمثل انه مَريض كما اخبَره هان، وَ الذي ايضاً ذَهَب ليفتح الباب وَ يظهَر بِوَجهه فيلكس:

" اوه اتيت .. "

" ياه هَل حَدث لَك شيئ؟ "

" اُدخُل اولاً "

قَطَب فيلكس حاجِبَيه بِريبة وَ دَخل ليَقف مكانه بَعد خطوتين تماماً مُحدِقاً بالارجاء، وَ قبل ان يَسأل عن اي شيئ يَخص المَنزل نَطق: " هان مالذي تَفعله هُنا؟ "

" انتَ ترى حَقيبة عَملي ممتلئة وَ يَجِب ان اذهَب الى المَشفى، لَكِن الطبيب هوانغ لا يَشعر انه بخير لذا قَرر ان تَعملا هُنا "

تَحدث هان بِهمس و فيلكس اعاد رَأسَه للخَلف بينما عَينه اصبَحت تَرّف، ثانية فَقط وَ سوف يَنقض على هان وَ يُبرحه ضَرباً، هَل هوَ هرب مَن المَشفى لكي يأتي الى مَنزله؟!!؟

" هان جيسونغ لِما لم تُحضر لَه احَد غيري!؟"

هَسهس مِن بِينَ اسنانه بِهمس و كانَ لازال يَقِف عِند الباب، التَفت وَ كاد ان يفتح الباب وَ يذهَب لولا ان هان سَحبه من يَده مُردِفاً :

" لاني لا اثِق بِأحَد غيرَك!! "

التَفت بِغَضب مُحَدِقاً بِه، لِما يُصَعب الامور عَليه، هوَ يهرب مِنه و هان فقط يُحضره و كأنه يِسلمه بِكُل بساطة. يَشعُر بالانزِعاج وَ بشدة لكنه تنهد عِندما اردَف هان بِحُزن :

" انه طَلب واحد فيلكس ... لا تَخذِل صَديقك "

هَدَء مِن روعه ليُقلب عَيناه بِقلة حيلة، حَسناً لن يَحدُث شيئ هوَ فقط سيبقى قَليلاً مَع ذلك المتغطرس و مِن ثم يعود الى المَنزل، لا يستطيع ان يَرفض مساعدة هان بَعد ان ساعَده كَثيراً دُونَ مُقابِل

" حَسناً ... لَكن لن اذهب للعمَل بَعدها! "

" حَسناً اتفقنا! فَقط اعتَني بِه جَيداً انا اثِق بِك "

احتضنه مُردِفاً بِحماس ليَحتضنه وَ يحمِل حقيبَته ثُم يَخرُج و يُغلق الباب خَلفه بابتسامة بلهاء تارِكاً فيلكس يَنتَحب وَ يَتعارَك مَع الهواء

في لَحظة توَقف مُدرِكاً ان هان لَم يُخبره عن المَنزِل! تَنهد مُجَدداً قَبل ان يَنظُر بالارجاء وَ يَمشي بتَسُلل مِثل الحرامي، قَد اصبَح في الصالة نَظر حوَله و لم يَجِد احَد لذا هوَ اكمل سيره بِحَذر

لَكنه توَقف مكانَه عِندما لَمح مِنضدة المَطبخ التي كانَت مصنوعة مِن سراميك باللّون السماوي و الرمادي، كانَ لدى المطبخ ابواب زُجاجية كَبيرة تَطُل على الحَديقة

استَغرب انه وَجد نَفسه بالمَطبخ بِهَذه السُرعة وَ اخَذ يَسترق النَظر مُنحَنياً بِخفة. احَدهُم استَغرب عدم قدوم فيلكس الى الآن او حتى تواجد ضوضاء في المَكان، لذا هوَ استقام للبَحث عنه مُعتقداً انه رُبما تاه

سار هوَ الآخر بِخطوات هادية وَ تمَهَل عِندما وَجدَه امام المَطبخ يَسترِق النَظر مِثل قِط يَمُد رأسه و يُداري جَسدَه مِن خَلف الباب، استَغرب وَضعيته وَ مشى اليه دون اصدار اي صَوت ليَقف خلفه بمسافة ليَست ببعيدة مُنادياً :

" فيلكس؟ - "

" اه افزَعتَني !! "

صَرخ مُلوحاً بيَديه بالهواء مُلتَفتاً بَغتة وَ بسبب التفاتَه كانَ قَد التَصق بِهيونجين الذي فَزع هوَ الآخر مِن رَدة فِعلَه وَ تِلقائياً لَف ذراعيه حَول خِصرَه يَسحبَه اليه يُمسكَه بِاحكام

حَدقوا بِبَعضهُم البَعض يَرمشون بِغباء، وَ كأنَ الزَمن اصبَح بَطيئ فَجأة، فيلكس الذي يَضَع يَديه على اكتاف هيونجين وَ يَنظُر له بِعَدم فِهم لِما حَدث خلال ثواني

ايضاً هيونجين الذي يَضَع كَفيه على ظَهر فيلكس وَ خصره مِن الخَلف يُمسكه بِحيث يَدفَعه اليه لكي لا يَقع، بينما يَنظُر لَه بذات النَظرة

رمُش فيلكس قَبل ان يَردِف بِهَمس و ضياع :
" لَقد افزَعتني ... "

رَمش هيونجين رافِعاً حاجِبَيه بِسَبب الهواء الذي ضَرَب وَجهه لِقُرب وَجه فيلكس مِنه، بينما يُردِف بذات الهَمس وَ الضياع :

" اسِف ... "

لا يَعلم مالذي دهاه وَ لما اعتَذر رُغم ان فيلكس هوَ المُخطئ، لكنه فقط وَجَد نفسه تائِه بينَ ملمس جَسدَه وَ رائحتَه و قُرب انفاسَه مِنه. استَمر بالتَحديق بِه لثواني لينظف فيلكس حَلقه و يشير بِعيناه على ايدي الطَبيب لينظر له الآخر بمعنى -ماذا؟-

" يَديك ... هلّا تَركتَني؟.. "

اردَف بِهَمس وَ ريبة ليَفتح هيونجين كَفيه بِسُرعة وَ مِن ثُمَ يُبعد يَديه عَن فيلكس بَعد ان تأكَد بأنه اعتَدل بوَقفَته و انه لَن يَقَع

" ذَلك اعتَقدت انَك سَتَقع ... "

" احمم اجَل اعني شُكراً لامساك بِي "

ابتَعد خطوة للخَلف يُعدِل ملابِسه يُدحرِج عيناه بارتباك و حَرَج بينما هيونجين عاد ايضاً ليَخدِش فَروة رَأسَه بسبابَته، عَم الصَمت للحظة لكن هيونجين كَسره لينظف حلقه بِخشونة قبل ان يسأل :

" هَل تَشرب شيئ؟ "

صَغَر فيلكس عَيناه بِشَك كونَ الطبيب لا يَبدو و كأنَه مَريض، لَكِن هيَ ثواني حَتى لَمحت عَيناه بُقع بَنفسجية عَلى يديه وَ عُنقَه، لَم يكن مُتأكِد مِن عُنقه و ذلك بسبب ان قلنسوة كنزته الرمادية تُغطي عُنقه جَيداً


سِحقاً! مُجدداً شَعرت بِملمس جَسدَه ضد يدي، رائِحتَه داهَمت جُدران قَفصي الصَدري، كانَ قَريب جِداً، قَريب للحَد الذي اشعُر بانفاسَه على انحاء وَجهي ... لَم يَسبُق و ان كانَ احد بهذا القُرب

اشعُر و كأني اقِف على حافة مَبنى بالطابِق العاشِر !
لا اعلَم ان كانَ ذلك بِسَببه ام لان مَرضي لم يَسمح لي بِتجربة شُعور ملمس الآخرين، مَهلاً مالذي اُفَكِر بِه ؟

كنت قَد سَألته ان كانَ يُريد ان يَشرَب شيئاً لكنه وَقف و سَرح ينظُر لي بِتَمعُن، رَفعت حاجبي الايسَر بَعد ان اطال التَحديق بِي وَ لقد بدا اخرَق جِداً و هوَ يُصَغر عَيناه،

آ~يش، لا بُد انه يُحاوِل اكتِشاف ان كُنت مَريضاً حَقاً، نَظرت لَه قَبل ان ابدأ نوبة سُعال حادة و انحني واضِعاً يَدي على صَدري، اخَذت اسعُل اكثَر و استَغليت الفُرصة لِامساك يَدَه اُمثل الاستناد عَليه

" حَسناً حَسناً لا بَأس، تَنَفس "

تَحدث بمسايرة و امسَك يدي، بالاخرى اخذ يُرَبت بها عَلى ظَهري، كُنت اُمسِك يَدَه بِاحكام، مَلمسها ناعِم جِداً وَ هيَ ايضَاً صَغيرة، لِوهلة نَسيت ان اتوَقف عَن السُعال... لَكنني فَعلت عِندما اشتَكى صَدري :

" انا بِخير بِخير "

تَحدثت بِجَدية وَ سَحبت يدي مِن بينَ يديه، اعتَدل بوَقفتي لانظِر لَه بِخُمول تارِكاً شَعري مُبعثر لكي ابدو مَريضاً، لا اعلَم ما الجنون الذي افعلَه لكنني اُريد التأكُد مِن مَرضي ... وَ الشعور بيَده مُجَدداً

انه شُعور جديد كُلياً، انه مِثل تداخُل عالَمين في ذات الوَقت، امتزاج الماضي وَ الحاضِر، اختلاق احداث مُستَقبلية لَن تَحدُث، ضياع حَدَث غداً يَوم امس، انها اشياء عاجِز عَن وَصفها ..

انظُر الى يداي وَ الى الآن لَم اشعُر بالحُروق، لَقد امسكت يَده مُطولاً و كانَت ناعِمة وَ دافِئة، لا اعلَم بِماذا اُشبهها لَكن ملمسها اشبَه بالقُطن؟.

استَيقظت مِن شُعوري عِندما اختَفت هيئتَه مِن امامي، لَقد توَجه الى المَطبخ مِن تلقاء نَفسه وَ بدأ بِملئ سخان المَاء، وَ لكي اُساعِدَه ذَهبت لاقِف بجانبه و اخرج ظُروف شاي الياسمين

كانَ الصَمت يِزعجني لانني اعتَدت عليه ثرثار وَ صاخِب، اثناء وقوفي بِجانبَه سَألتَه بنبرة ساكِنة : " تُريد شاي ام قَهوة؟"

التَفت الي بِرأسه لينظر لي لوهلة ثُمَ يُعاوِد النَظر الى سخان الماء مُجيباً بِهدوء : " شاي .. "

مُجَدداً يَعم الصَمت بيننا وَ اشعُر بأنه غَير مُرتاح، تَركته يَقِف مكانَه و غادَرت المَطبخ لِرُبما وجودي ثَقيل عَليه، لَقد اخبَرني سابِقاً انه مِن الغير مُريح ان يُحدِق احدهُم بِه، لذا اكتَفيت بالجلوس بالصالة بحيث اسمَعَه ان نادى عَلي

سَرحت اُفكر ان الأمر ليس سهلا ًكما يظن البَعض ، أن تنفض كل ما بداخلك على هيئة حروف تهدج صوتها ، أن تكتب ويداك ترتعش، خائف من أن ينكشف كل هذا الحشد من الشعور

أن تعبر السطور بحذر تام تحاول تجنب حدوث أي خدش قد يبعثرك ، أن تغرق في تفاصيل احدهم وتعيش الألم مجددا ، أن تخرج في نهاية الأمر ضعيفا، متعباً حائراً إنسان ممتلئ بالتناقضات ، سعيد بشكل مكتئب، ومنعزل بشكل اجتماعي مستندا على آخر نقطة تضعها وأنت تتنهد.

" عُذراً اينَ الاكواب؟؟ "

ايقَظني مِن دخولي لعالم افكاري صَوته و هوَ يَصرخ مِن المَطبخ، كُدت ان اُجيبه لولا انني تَذكَرت أنَ بقامَته القصيرَه تِلك لَن يَصل الى الخزانة حَيث الاكواب، لذا استَقمت استَجيب لِنداءَه

دَخلت المَطبخ و توَجهت نَحوَه وَ فور ان شَعر بي التَفت ليُردِف بِابتسامة مُرتبِكة : " اوه، اخبرني استَطيع احضارَها "

نَظرت اليه قَبل ان اُرَقص حاجِبيّ وَ اُتمتم اثناء سَيري نَحوه:
" لا اعتَقد ذلك ... "

حَدِق بي بِوَجه مُسَطح وَ كانَ عاجِز عَن الرَد بوَجهي. ارتَفعت زاوية شَفتي بِخفة فَرؤيته يَكبت الكلام داخِل جوفَه مُمتعة، وَ بالاخَص لشَخص سليط اللسان مِثله.

وَقَفت خَلفَه وَ مَددت ذراعي لافَتح باب الخزانة اعلىَ رَأسه وَ احضِر لنا كُوبَين، عاوَدت اغلاقها وَ مَددت يدي مِن جانِبَه لِوضع الاكواب امامَه على المِنضدة

تَوقفت يدي مكانها فَوق الأكواب عِندما انزَلت رَأسي بِعفوية،
وَجدت نَفسي بِجانِب رَأسَه وَ انفي يُكاد يُلامِس اذنَه، لِتوي انتبَه انه يَمتلك اقراط صَغيرة بِها ...
*بيرسينغ*

اُغلِق عَيناي وَ اقتَرِب مِنه، مُجَدداً تِلك الرائحة تَقودني نَحوها، انفي يُلامِس اذنَه بِشكل طفيف جِداً وَ خصيلاتَه الرَمادية تُداعِب وَجَنتي، لِما هيَ ناعِمة هَكذا؟..

وَعيت على ما كُنت افعَله عِندما تَحرَك يَعود للخَلف وَ انا بِدوري ابتَعدت عَنه بِسُرعة ليَبدأ هوَ بالثرثرة بِعجلة :

"اعني لِما تَضع الاكواب في خزائِن عالية افتَرض ان احَد قصير اتى المَنزل او ربما حرامي شعر بالظَمأ وَ يُريد شُرب الماء، مسكين يجف حَلقَه ثُمَ ليسَت كُل الناس طَويلة مِثلك- "

حَدقت بِه بِتشوش قاطِباً حاجِبيّ وَ قاطعتَه بريبة مُنادياً:
" فيلكس... "

" ماذا!؟ "

" تَنفَس ... "

رَفع رأسَه ينَظَر لي يَرمُش بكثرة و كأنه انتبَه للتو انه كانَ يصَرَخ. قَطبت حاجِبيّ بِانزِعاج وَ مسحَت وَجهي بكفي، لَست مُنزَعج مِنه، انا فقط لا اعلَم مالذي دهاني؟ الأمر بِرمته يُزعجني

أعاني من لعنة العقل الإفراط في التفكير ، إنه يجرح كقطع من الزجاج والأسلاك الشائكة السابحة في الهواء . لا أستطيع إيـقـاف دماغي ، أو إبطاء إيقاعه . أشعر وكأنني قاطرة

قاطرة قديمة تُسرع على سكة حديدية ولا يمكنها التوقف أبداً لأن العالم هو المحرك الذي يمنحها طاقتها المدوخة ووقودها، اشعُر باني تائه، فاقِد السيطرة عن التفكير بعقلانية

انزَلت كَفي انظُر لعيناه كانَ ينظر لي وَ كأنه ينظر لي بِعُمق، يَنظر لداخلي كَ قَريب اعرفَه منذ سنين، وَجَّهت وَجهي نَحوَ بابَ عيناه، هَل حَقاً سأكون راجياً لَه؟؟...

لا احَد يَعلم بالحال الا رَوحي المُتعَبة، اقَطع التواصِل البَصري رافِضاً بأن يَظهُر البؤس بِعيناي، اتَجه نَحو الطاوِلة في الصالة و اجلِس هُناك لاشعال حاسوبي مُحاوِلاً تَشتيت نَفسي بالعَمل

حَدقت بالشاشة امامي بِفراغ، لَكني حولت نَظري على الطاوِلة عِندما وَضع الكوب جانِباً وَ جلس عَلى الكُرسي امامي على الجهة اليُمنة، هيونجين رَكز و توقف عن التفكير بالأمر.

" هَل سَوف تعمل هُنا؟ "

" ممهم "

سَألني بِهدوء يَرتَشف مِن كوبَه وَ ينظر للحاسوب امامي و انا هَمهمت لَه باجَل. هذا القَصير يَتَحدث معي بِصيغة غَير رَسمية و كَأني صَديقَه

على اية حال لَم اُدقق كَثيراً، ليسَ لَدي طاقة للتحَدث برسمية و يُناقشني بِ "حَضرتك" ليسَ و كأنه سيَفعل، ثُمَ لا بُد انه يَتحدث معي براحة بِسبب عدم ارتدائي لِملابسي الرَسمية و لاننا لَسنا بالعَمَل،

شَعرت انني اُفضِل هذه الطريقة ايضاً، لقد اكتفيت و سئمت مِن العَمَل لساعات و ايام متواصلِة، لا بأس بِأخذ قِسط صغير مِن الراحة وَ بالاخَص اليَوم.

جَلسنا وَ الصَمت سَيد المَكان، كُلانا شاردين، هوَ يُحدِق بيَدي وَ الكَدمات عَليها و انا اُحدِق بِوَجهه، على الاغلَب كلانا نُفَكِر بذات الشيئ ... لا اعلَم لِما شَعرت بِذلك، انا فقط فَرقت بين شفتاي وَ بادَرت لأسألَه :

" هَل سَتذهب للُخطوبة؟ "

" هَل سَتذهب للُخطوبة؟ "

صَمَت كُلانا بِدهشة عِندما نَطقنا بِذات السؤال في آنٍ واحِد،
كُل واحِد مِنا اشاح نَظَره لِوَهلة نَنظُر بالارجاء، لَكن بَعد صمت دام لِلحظة سَألته بِهدوء :

" لا اعلَم، ماذا عَنك؟ "

" لا اعلَم ... انها فَقط فكرة سيئة "

تَحدث بِاحباط وَ صمت قَليلاً ليَرفع يده يشير بِعشوائية وَ يُكمِل بذات النَبرة :

" اعني .. تَحدثت مَع هان بِذلك الشأن وَ لقد عَنى ان اذهَب، لكن نَوعاً ما ليست فكرة جيدة ان اذهب لوحدي، ان فَعلت سَوف اُثبت له انَني ... وحيداً"

تلاشى صَوته في نهاية حَديثه وَ يبدو اننا نُعاني نَفس المعاناة، في الواقِع لَم اكُن لاهتم لها، ان خَطَبت او حتى ماتت لكن كلامها اليَوم جَعلني اشعُر بالغَضب

جَعلت الارادة بداخلي إن تزداد بأن اُثبت لها أنني استطيع التَخلُص من مَرضي وَ انني سَوف استطيع لَمس الشَخص الذي سأُحِبَه، اُريد ان اُثبت لها ذلك، اُريد ان اُشعِرها بانني اتقَزز مِنها فقط، وَ سأجعلها تَبتلع لِسانها.

ادَرت رأسي اليه اسألَه بِجدية : " هَل تَذهَب مَعي؟ "

حَدَق بي موسِعاً عَيناه قَبل ان يُنزِل الكوب عن فَمه وَ يَسعُل بقوة، لَقد اختَنق بالشاي خاصتَه، هَل فَاجأته؟ لَحظة لَم أعي ذَلك !

استَقمت لِاُحضِر له كَأس ماء و عُدت بسرعة، وَضعت يدي على ظَهره اُربِت عليه بِرفق وَ الاُخرى مَددت بِها الماء نَحوَه، لَم يَأخذه مِن يدي بَل وَضع يَده فَوق خاصَتي و سَحب الكَأس نَحو فَمَه

مُجَدداً اشعُر بدفئ يَدَه وَ نعومتها. اخذَت امسح على اكتافَه بِخفة في حينَ كانَ يرفع هوَ الكأس بيَدي ليَشربه دِفعة واحِدة دونَ ان يَأخُذ نَفَس

" على رُسلَك .. "

قُلت بِهدوء بَعد ان انهاه و تَرك يدي ليَمسح دُموعه اثَر سُعاله و اختناقه بالشاي، بَقيت واقفاً بجانِبه بينما هوَ رفع رَأسه الي بِأعيُن دامِعة و ارنبة انفَه اصبَحَت حَمراء بِشكل لَطيف

مالذي اُفكر بِه؟ تَحمحمت وَاضعاً ملامِح اللا مُبالاة على وَجهي لاتحَدث و كأن الامر لا يَعني لي كَثيراً :
" ان ارَدت استَطيع مُساعدتَك "

" كَيف سَيحدُث ذلك؟.. "

سَألني بِتردد و انا وَضعت يدي داخِل جيوب بنطالي اُجيبه بذات النَبرة : " سَوف نَذهب سَوياً وَ اعتَقد ان ذلك كافيًا ليَروا انكَ لست لوحَدك "

" حَسناً افهم ذَلِك لكن ... اعني لا بُد ان الازواج وَ المُرتَبطين الذين سيَذهبون الى الخُطوبة، وَ نَحن ... ؟؟"

التَفت بجسده الي و شَرح لي ما يُفكر، اعتَقد انه لَم يفهَم ما عَنيت، اعني بالطبع لَن يَذهبوا الا ازواج و هذا ما عَنيته ان ذاهبنا سَوياً كافي لِجعلهم يَعتقدون ان هُناك شيئ يدور بيننا.

" انا واثِق من انهم سَيتجاهلون وجودنا و لن يتكلمون مَعنا، لذا تواجدنا كافي دونَ ان نشرَح لهم ما علاقتنا ببعضنا البَعض "

كَتفت يداي الى صَدري اشرَح الامر ببساطة، انا اعلَم تماماً ما خُططهم وَ بسبب ذلك لَم اريد الذهاب سابِقاً، في جميع الاحوال لاَ تُهمني و ان ارَدت استطيع الذهاب و جَرها مِن شعرها لكن لا اُريد افتِعال المشاكِل و خاصةً ان الاشاعات لا تنتهي عني.

القابِع امامي حَدَق بي وَ يبدو مُتردد، انزَل رَأسَه ليُفكر و يَبدو انه يُدورها في رأسَه، في جَميع الاحوال يَستطيع الرَفض هوَ ليسَ مُجبر خاصةً و ان الامر بِرمته جُنوني.

يَبدو انه يُفكر بالامر بجدية تامة و قلق بِشأن ما سيحدُث بَعد تلكَ الخُطوبة اللعينة، فبعد لحظات هوَ رَفع رَأسه نَحوي ليسألني:
" ماذا عَن ... المَشفى؟ اعني هيَ تعمل معنا "

" هيَ لا تُهمني، اخبَرتك انني اُستطيع مُساعدتك وَ لك حَق الاختيار "

اجَبته بِهدوء و عدم اهتمام عَكس داخلي، وَ هوَ فقط بقيَ ينظر لي بِضياع، لكن هيَ ثواني حتى قَلَّب عَيناه يُغمغم :
" آ~يش مؤخِرة المَعزة، معتوه، دجاجة مُعاقة "

رَفعت حاجِبَي و لم اندَهش مِن الشتائِم التي القاها للتو، بَل التَفتت لاتكأ بجزعي على الطاوِلة امامَه وَ اُحدِق به انتَظِر مِنهُ إجابة

" حَسناً، لنَذهب انها حفلة سَخيفة ستَنتهي بِشجارَ بينهم على اية حال "

سَليط اللسان هذا، حَقاً لا يَنبغي ان اضحَك على اشياء كَهذه لكنني فَعلت، فهوَ مُحق على اية حال.

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

آنيووونغ~~ كيف لقيتو البارت؟

ليكس ببيت هيون؟

ذهاب هيون و ليكس للخطوبة؟

بالمناسبة انا توفيت شي عشر مرات و مارح موت لحالي

Fortsätt läs

Du kommer också att gilla

126K 4.2K 25
"سببان جعلاني مضطرباً طوال الستة أشهر الفائتة لكن كل شيء انتهى الان انا سأنهي الامر بطريقة صحيحة اليوم هو يوم الحسم يوم اعلان قراري النهائي" جيكوك...
49.4K 2.5K 42
هيلاري وجين اخوة يعمل أباهم كعالم آثار مما يجعل جين هو المسؤول عن اخاه الاحمق
1.9M 30.9K 11
أن تُسَجن في عُمرِ الزُهور وِسط أسوارٍ كوَّنها حُبّ مُتمّلك مَنع عَنها الحَياة ..! صَبيَّة في مُقتبلِ العُمر تُطارَد مِن قِبل أقرَبُ الناس اليها أن ت...
369K 26.5K 46
لطالما أراد كيم تايهيونغ أن يكون لديه أطفال في سن الـ 29 وبعد سنوات من العلاقات الفاشلة قرر أنه لن ينتظر الشخص المناسب بعد الآن، لذلك أنجب طفلاً من...