Dr.Hwang | الطَبِيبْ هوانغ

By candyskz

400K 22.9K 72.4K

يَبحَث الفَتى الاستُرالي عَن جامِعة وَ عَمَل بَعد ان تَم طَردُه بالكَثير مِن المَرات. يُساعِدُه صَديقَه هان و... More

تَعريفْ
Part. 1
Part. 2
Part. 3
Part.4
Part.6
Part.7
Part, 8
Part.9
Part.10
Part.11
Part.12
Part.13
Part.14
Part.15
Part.16
Part. 17
Part.18
𝑃𝑎𝑟𝑡.19
Part.20
𝙋𝙖𝙧𝙩.21
Part.22
Part.23
Part. 24
Part.25
Part.26
Part.27
Part.28
Part.29
Part.30
Part.31
Part.32
Part. 33
Part. 34
Part.35
Part.36
Part.37
Part.38
Part.39

Part.5

10.5K 675 1.8K
By candyskz


‼️الاسماء المذكورة لا تنتمي لاشخاص واقعية/حقيقية|‼️

[ just with him ! ]

~~ الساعة السابِعة صباحاً~~

استَيقظت على صَوت المُنبه كالمُعتاد، بِصعوبة اخذت ارمِش مُحاوِلاً فَتَح عَيناي التي شَعرت بانها مُتورِمة بالفِعِل

تَقلبت يميناً و شمالاً اشتَكي وَ اركِل الهواء قبل ان اعتدِل بجِزئي العُلوي و اجلِس مِحَدقاً بالعَدم ببلاهة. اشعُر بأني فتى تائِه.
انا مُتأكد ان احلامي الوَردية انغَسلت مَع بِنطالي الاسوَد...

استَقمت امسَح وَجهي بِخُمول قَبل ان ارمي الغطاء بعيداً عَني و اقِف مُتجهاً نَحو الحمام بِخطوات مُترنحة، اجِر قدَماي لكنني تَوقفت ابعثر شَعري عِندَما لمحت تِلكَ البِطاقة مُجَدداً

مساءَ امس كُنت قَد عدت الى منزلي، افتح الباب بِلهفة و اشتياق لسريري بَعد يوم طويل و مُتعَب . خَطوت اول خُطوة لكني شغرت بانني دُست على شيئ سَميك

" ماهذا؟ "

حولت نظري الى الاسفَل لارى ظرف ابيض على الارجح قامَ احدهم بِحشره اسفَل الباب كونَ منزلي لا يَملِك صندوق بريدي

اغلَقت الباب خَلفي بِاستغراب وَ سرت الى الصالة، ارمي حَقيبتي بِعشوائية وَ جسدي على الاريكة اُقلِب الظرف، لَقد بدا لي مألوف

انا حقاً اشعُر بالفُضول، لا يَبدو انه من عائلتي و لا مِن هان، لا بُد انها فواتير ضرائِب او لِدفع المياه و الكهرباء، هُم الوحيدين الذين يَشتاقون الي و يَفتَقدوني

"على اية حال.."

فَتحت الظرف بِبعثرة وَ رميت الغلاف الابيض على الارض لِتظهر لي بِطاقة بِاللّون السُكري و مُزخرفة بالورود، ههه هَل هذه لي حقاً؟

" بِطاقة دعوة لِخُطوبة؟؟ ... "

قَرأت العنوان لِارميها بعدم اهتمام، اشخُر بِسُخرية اعني لا بُد انهم اخطأوا في ارسال هَذه التفاهة لي، ثُمَ انا ليسَ لدي معارِف هُنا سوى هان.

" مَهلاً .."

قَطبت حاجبي التَقط البطاقة مُجدداً، فَتحتها اقرأ مُحتواها :

[ سعادتنا تكتمل بوجودكم، فهو يوم خطوبتنا ونحن نعرف مدى حبكم، فلا تتأخروا علينا بحضوركم.
كيم يونا & تشو ناكيوم خاصتَكم ]

بَعثرت شعري بِضَجر و دَنوت التَقطها وَ ارميها على الطاوِلة بِاهمال، ليسَ و كأنني سَوف اذهَب حامِلاً بِيداي باقة من الورود و على وَجهي ابتسامة مُشرقة ...

لازلت لم انسى ليالي كثيرة ابكاني فيها و لم يسأل، لن انسى كلامَه لي، لَن اعاتِبه و لن انسى الاشياء التي فعلها بي، انسى كُل شيئ ولا انسى قسوَته، لَن اسامحَه مهما حاوَل

كنت سأخطو إليه مسافة العالم لو أني شعرت بحزنه على حزني حقا ، لكنه كان دائماً غير مكترث كما لو أن قلبه كامل من دوني،كما لو انني قِطعة يبدلها متا ما مل منها

اُريد شُكره على جعلي، استطيع الاكمال بدونه، بدون احاديثه وبدون صوته، بدون عيناه و بدونه بأكمله، لقد تخطيته و قادر على الاكمال بدونه

بَل أيقنت اليوم أن بقاء البشر ورحيلهم مرتبط برغباتهم وليس بما تقدمه لهم ، فمنهم من يبقى حتى وإن قل عطاؤك معه ، ومنهم من يرحل بالرغم من تفانيك

هوَ الذي الرحل رغم انني اعطيته كل شيئ، هو من تركني أعاني وَحيداً، في اشد الاوقات التي كُنت احتاج بها حُضن دافئ كان يعطيه لغيري تاركاً لي الهواء و الم فوق المي.

انه شيئ وَ مَضى، بَل انتهى ايضاً، لذا ذهبت لِاغسَل وَجهي وَ اُفرشي اسناني، اُحدِق فِي وَجهي وَ اقسم انني ابدو كَ كَعكة الارُز الآن بَسبب عيناي المُنفَخة.

لا اشعُر بأن لَدي طاقة لِلذَهاب الى العَمَل لكنني سَأفعَل، اعني افضَل من اجلِس وحدي هُنا على الاقَل سوف ارى هان و اتحَدث اليه، سوف اُشغِل نفسي بشيئ.

اخرَجت الفُرشاة من فَمي بعد ان كنت احدق في المرآة طوال الوَقت، غسلت فمي و التَفتت لِاخراج ملابِس، بِنطال اسوَد وَ كِنزة بيضاء مَع معطف ازرَق فاتِح.

انتَهيت من ارتدائي لِملابسي و ذهبت لِصُنع القهوة، لازِلت امتلِك ثلاثين دقيقة، استَطيع شُرب قهوتي بِهدوء و الذهاب الى العَمَل على مَهلي

وَقفت املئ كوبي وَ اتصَفح هاتفي، لا بُد ان هناك اخبار جديدة بِشأن الفايروس ذَلك، لَقد سَمعتهم يَقولون انهم وَجدو لُقاح ثالِث لَه، اتخَيل الناس تَتَحول الى دجاج من بَعده

اخذَت اُقلب و ابحث عن اخبار مُهمة، الجَميع كانَ يتحدث عن اللُقاح و اشاعات كَثيرة. اوقَفت الكوب امام فَمي مَع اصبَعي مُحَدقاً بشاشة الهاتِف :

" مَن هذا الوَسيم؟ "

- اوه، الطبيب هوانغ -

قرأت العنوان لادَخل الصفحى بِفُضول لقراءة المَزيد و كانَ هُناك الكَثير من تَعليقات الاطباء على المقال مِنهم من يقول : ان الطبيب هذا مُعجزة

و منهم من يعترِض مُعلقاً انه يدفع رشاوي و يُغري المَرضى لكي يأتوا الى مشفاه و انهم يريدون تَقديم شكاوي ضده و إرسال رقابة عَليه.

لا اعلَم مالذي قرأتَه للتو وَ لست مُتأكِد مِن ان كانوا يُفَكِرون من عُقولهم ام من اصابِع اقدامِهُم، اعني من هذا الذي سَوف يدفع ماله رشوة للناس، فَقط لتزور مشفاه؟؟

اكثَر ما اضحَكني في المَقال انهم قالو "يُغري المَرضى"
هذا حَقاً سَخيف وَ غير مَنطقي، هوَ حتماً لا يُقدم عروض رقص للمَرضى وَ يُغازِلهُم

ثُمَ انه رَجُل لِسانه جاف وَ مُتعجرِف، طوال الوَقت يُحدِق بجدية و تَمَلل وَ كأنه لا يطيق رُؤيتنا و يتحَدث معانا مُجبراً، لا اعتَقد ان شخص بارِد مِثله سوف يَدخل الى المَريض و يقوم بِهز مؤخرته لِكي يُغريه!

" هذا مُضحك حقاً "

آسِف لكن تَخيُل الامر يَجعلني اضحَك، حَسناً هوَ جَميل الملامِح وَ جذاب، لديه هالة تُظهر كم هوَ ثابت و و واثق من ذاتَه يتلكم بِصوت ناتِج عن حُنجرة عريضة و رُجولية، لكنه متغطرِس وَ مغرور

ماهذا التناقُض فيلكس؟؟ اغلقت هاتِفي و حشرته داخِل جيبي انفض رأسي مِن جميع الافكار الفارِغة، لِاكون صَريح انا حقاً اشعُر بالفُضول حول عَينه و لِما هيَ غريبة....

على اية حال اخذت مفاتيح مَنزلي و خرَجت مُغلقاً الباب خَلفي. انزِل الدَرج و انا مُتأكد ان من يرى وجهي الآن سوف يفقِد شَغفه للحياة.

اسير في الحَي وَ اُدحرِج عيناي بِاستغراب، اعني السُكان يُحَدقون بي وَ يتهامسون بِينَ بعضهم، لا اعلَم ان كانَ ذلك بِسَبب وَجهي ام انهم ادركو للتو انني اقطن معهم ؟؟

كُنت سارِح الى ان قاطَعني نِداء احدهُم، تَوَقفت ابحَث بِعيناي لوهلة اعتقدت انني جُننت. لكن  كانَ ذلك نيكي يُدخِل اخيه الصَغير و يُغلِق الباب مُنادياً عَلي :

" فيلكس هيونغ ! انتَظر !"

توَقفت مكاني انتَظره و حسناً انها اول مَرة يُنادي علي.
أراهُ يُهرول نَحوي الى ان وَصل الي و وقف بِجانبي ليبتسم بِارتِباك قائِلاً :

" صباح الخَير، هَل انت ذاهِب الى المَشفى؟ "

" اجَل .. "

" اوه انا ايضاً، لا بأس ان ذَهبنا سوياً اليس كذلك؟ "

قالَ بِلُطف لِأومأ لَه بِاجَل و امشي ليَمشي هوَ بجانبي ايضاً.
اجَل انا مُستغرِب مِنه، مُنذ ان انتَقلت الى المَنزل و هوَ يراني كُل يوم لكن لا يتحدث الي ..

سِرنا سَوياً و خرجنا من الحَي، لازِلت مُستغرباً وجودَه بِجانبي لذا التزمت الصَمت، لكن بعد دقائِق تَحدث بِلُطف كاسِر حاجِز الصَمت بيننا

"  سمعت انكَ اصبحت تَعمل في المَشفى و انا سَعيد بِذلك "

التَفتت اليه و ابتسمت بِخفة، فانا لا اعلَم هل اشكُره ام اُخبره انني سعيد ايضاً؟ لَقد زالَت جَميع مخاوفي و سأبدا في اول الشَهر تسديد ديوني، انها راحة مُذهلة.

" هَل لي ان اسال كَم عُمرَك ؟ "

سَأل نيكي و حَسناً هوَ يثرثر اكثَر مِني، انه شيئ جيد لكن في وَقت خاطئ، اشعُر انني لَست بِمزاج جَيد اليَوم ولا اُريد التَحدث عَن شيئ حتى .. على اية حال :

" اثنان وَ عشرون، انت ؟ "

" اوه انا عمري سِتة عَشر عاماً .. انتَ حقاً الهيونغ خاصَتي "

التَفتت بِدَهشة مُحدِقاً بِه. ما اللعنة؟! لِما هوَ ليسَ في المدرسة؟
اعني طِفل بِعُمره يجب ان يكون في مدرستَه ثُمَ كَيف قَبِل ذلك الطَبيب المُتَغطرس بِتَعيينَه؟

لَست اتدخل بشؤونه و لِكُلٌ منا ظروفَ خاصة، لَكن نوعاً ما يُذكرني بذاتي عندما كنت في عُمره. ما اشعُر بالفُضول حوَله هوَ ما سمعته ذلك اليَوم ولا اعلم ان كانَ من الصحيح سؤالَه

" اعتَقد انه سَبق و رأيتك في قسم الاسعافات الاولية، لكنك عندما تَحدثت في الهاتِف مع الطَبيب قُلت انكَ -الحارِس- "

" اوه ذلك، انا اعمَل في دوامَين لدى الطبيب هوانغ، اضَطرت الى ذلك بَعد ان اجرى والدي عملية "

شَعرت بالاسى عَليه و لم اعلم بأي طريقة علي ان اواسيه، التَزمت الصمت لانه افضَل شيئ في مواقِف كهذه، لا بُد مِن اننا نُصبِح اصدقاء جَيدين و حينها ساتأكَد من ان اكون هيونغ جيداً لَه.

بَعد عَشرة دقائِق وَصلنا وَ لم نُثرثر كَثيراً، اولاً بسبب مَزاجي وَ لَكنتي الكورية وَ ثانياً لانَ الحافلة كانَت حرفياً ممتلئة و الشُكر للرَب ان المشفى ليست بعيدة و الا وَصلنا قطع مُخَلل...

لا اُصدِق انني اتيت دَقيقتين مُبكراً، ههه هان سَوف ينصدم مني مِثلي ايضاً. على اية حال دَخلت باب المَشفى و قابَلني سونغمين كونه يَجلس خلف منضدة الاستقبال

وَصلت اليه وَ قَبل ان انعَطف الى الممر حَيث غُرفة تَبديل الملابِس، القَيت عليه التَحية بِقَليل من الكَسل :
" صباح الخَير ~ "

" مَن هذا الذي لَكمَك على عَيناك؟ "

سَخر مني و صَغرت عَيناي بِانزِعاج، هاها مُضحِك جِداً. الخَطأ مِني كانَ يَجب علي ان اتجاهلَه و كأنَه جَرو تائِه هُنا،  ثُمَ عيناي جميلة حتى و هيَ مُنَفخة.. تِشه

التَفتت و مَشيت متجهاً الى غرفة التَبديل لكنني قابَلت تِلكَ الفتاة/الامرأة، لا اعلَم ما اسمها ولا اعلم ان كانت طَبيبة هُنا ... ولا. اعلَم. مابال. نظراتها المُتَعجرِفة نَحوي..

هيَ فور ان رَأتني رَمقتني بِنظرة استعلاء وَ أنا جَعدت ملامحي بِقَرف، لن اُمُررها لَها، لقد كنت لطيف و ابتسمت لكنها فقط تَعجرفت علي

انا فَقط دخلت الغرفة و اغلَقت الباب خَلفي، لا اُريد ان اتَسبب بالكثير من المشاكِل. سَوف ابدأ بتَغيير ملابسي و اذهَب لِايجاد شيئ اشغِل نفسي بِه!

كُنت ارتَدي ردائي عِندما ف فُتِح الباب وَ كان هان، دَخل لكنه ما ان رآني حتى وَضع يده على قَلبه صارِخاً : " اه افزَعتني ! "

" فيلكس هذا انت؟؟ ام شَبحك اتى قَبلك الى العَمل؟؟ "

تساءَل بِريبة يُغلق الباب خَلفه بَعد ان وَقف لوهلة و حَدَق بي بِدهشة. آيش كُنت اعلم انه سوف يَسخَر مني، على اية حال، اجَبت بِتَملل :

" انه شَبحي انا لازِلت نائِم "

التفتت الى الخِزانة احشر بِها ملابسي بِفَوضوية و كنت اشعُر بِه يَقِف و يحدق بي مُستغرِباً، لكن هيَ ثواني حتى مشى نحوي يضَع حقيبة ظهره جانِباً مُتسائِلاً :

" ياه، ما خَطب عيناك؟ ... "

التفتت دون ان اجيبَه  لكنه وقف خلفي و امسكني مِن اكتافي ثمَ ادارني اليه، كَوب وَجهي وَ حَملق بي لِثواني كأنَه يُحاوِل فِهمي

" تَشبه كعكة الارُز ... "

تمتم لِاُقلِب عيناي وَ اكلمه على مِعدته ليصيح مُتألِماً وَ يعود للخَلف بِانحناء، صَديق جاهِل اخرَق. ثُمَ هَل يَقول الصَديق لِصديقه هكذا في وَجهه مُباشرة؟

رَمقته بينما كانَ هوَ يتألَم وَ يتَخبط هُنا وَ هُناك، ياه هَل ضربَته بِقوة؟ ... كُدت ان اخطو نَحوه للاطمئنان عَليه لكنه اعتدَل بوقفَته قائِلاً بابتسامة بَلهاء :

" هَل تخرُج مَعي بِموَعد بعد العَمل؟ "

سَقطت ملامِح البُرود عَن وَجهي ابتِسم بِرقة وَ خَجل مُعيداً شَعري خَلف اذني قَبل ان التفت اُغلق باب الخزانة و اذهَب نحو باب الغرفة، قَبل ان اخرج تماماً اجَبته بِغرور مُصطنع :

" ليسَ بِهذه السُهولة عزيزي "

اغلَقت باب تارِكاً اياه يضحَك بقوة على تمثيلي الانثوي، اعلَم انني مَوهوب لا حاجة لِتَذكيري، لكن مَهلاً  علي ان اذهَب الى ذلك المريض المَعتوه

يَوماً ما سأكشِف الاعيبَه و حِيلَه الغَبية، هوَ ليسَ مريض حقاً بَل يتصنع ذَلك لكي يَبقى هُنا و يَحصُل على طعام و سرير دافئ للنَوم لانه و بِبساطة كَسول جداً ولا يريد ان يَعمل!!

اُقلب عيناي و امشي وِسط الممرات، لا اعلَم هل اطرُق الباب على الطبيب هوانغ وَ اُلقي التحية؟ اعني لِكي يرى انني مُجتَهد في عَملي وَ يَتوَقف عن مُراقبتي .

انَعطفت يَميناً و اكملت سيري الى مُنتصف الرواق حَيث مَكتبه، نوعاً ما اردت التراجع عدة مرات، فلا بُد انَ مزاجَه مُعكر بسبب الاخبار وَ سَيُفرغ غضبه بي الآن ...

اه لا يَمُكن ان يحصَل شيئ اسوء مِن البارِحة، اكمَلت سيري الى ان وَصلت اليه، وَقفت لِاطرُق على باب مَكتبه بِهدوء وَ حسناً اشعُر بالتوتر و هذا مُضحك

" ادخُل "

فتحت الباب و دَخلت عِندما سَمعت صوتَاً هادِء من خَلفه يسمَح لي بالدُخول، جَيد يَبدو انه ليسَ غاضِب، اعني كانَ يَقف خَلف الطاوِلة بِشَعر مُبعثر

ازرار قَميصه الابيض مَفتوحه مِن الاعلى، يَجمع الاوراق المُتناثرة وَ يَضربها على خَشب الطاولة ليُرتِبُها بِشَكل مُتساوي ثُمَ يضعها يأخُذ سَطرة اوراق اُخرى

" صباح الخير ... "

قُلت بَعد ثواني قليلة مِن تَشخيصي لِموَقع الجَريمة وَ هوَ رَفع عَيناه نَحوي و اومأ لي بِرأسَه بِهدوء تام، صَمتت لِلحظات لا اعلم هل اذهب ام ابقى، قَبل ان اُقرر كانَ قَد تَحدَث:

" اصنَع لي القهوة "

رَفعت حاجِبي كونَ نبرته هادِئة و  تُشير على ان مزاجَه في مكانَه.. أومأت لَه برأسي كما فَعل و خرجت مُغلقاً الباب خَلفي،
يا رَجُل ماهذا النَشاط منذ الصباح؟

على اية حال دَورت عيناي و حَملت اقدامي مُتجهاً نَحو المَطبخ، على الاقَل ساصنَع لي كوب قَهوة دونَ ان يراني وَ يَشتكي لما اضيع وَقتي في تحضير القهوة و هناك آلة بالفعل.

مَلئت المياه و وضعت البُن، اشعَلت المَوقد و انتظر الآن ان تنتهي قهوَتي، اعلم انها تستغرِق بضع دقائِق لكنني اُفضل ذلك على ان آخُذ قهوة مِن الآلة، اشعُر بانَ ليسَ لها طعم

شَردت لِوهلة و بِسَبب ذَلك طافَت القهوة على المُقوَد، لَعنت غبائي و بِعجَلة رفعتها لامسح الفوضة التي ارتَكبتها للتو،
رائع على تنظيف هذا كُله الآن ..

" رائِع فيلكس، احسنت "

اشتكيت و بدأت بِتنظيف المَوقِد، لَم استَغرق الكَثير، سَكبت القهوة بعد ان انتهيت و حملتها بِحذر لاخرج من باب المَطبخ مُتجهاً بِها الى مَكتَبه

" يااه !! "

صِحت مُغلقاً عيناي بِشدة اطحَن اسناني ببعضها بَعد ان اصطدم بي رَجُل كانَ يُهرول في الرواق على عجلة مِن امرَه و لانني مَحظوظ جِداً القهوة اصبَحَت لوحة جميلة على ردائي

" انا حَقاً اسِف ! "

فَتحت عيناي على اعتذاره و كَم اردت ان اركلَه بِقوة تَجعله يُحلق امتاراً للخَلف، هَل يضع عَيناه في مؤخِرته!؟
يَومي حقاً سيئ من بدايَتَه ..

" فقط اغرب عَن وجهي "

تمتمت و عُدت الى المطبخ، رَميت الاكواب في الحوض و ذَهبت الى غرفة تبديل الملابس، ليسَ لدي رداء احتياطي و ان رآني ذلكَ المتعجرِف الآن سوف يوبخني ساعة.

وَقف امام خِزانَتَه يُغلق عَيناه وَ ينتحب بِبُكاء، يَشعر بأنَ هذا اليَوم تَحديداً هوَ اسوَء يَوم لَه، لكنه لم يَكُن الوحيد الذي يشعر بِذلك، بَل الطَبيب هوانغ ايضاً

هوَ حتى لم يَذهب الى المَنزل بل بَقي يَعمل الى الفَجر و ثُمَ سقط نائِماً على مَكتبَه لِنصف ساعة، بعدها ايقَظه سونغمين وَ احضر له القهوة مع الاوراق التي يجب عليها توقيعها.

خرَج طبيبنا مِن مَكتبه يُعِدل ردائَه بينما يسير في الممرات واضعاً يَديه داخِل جَيب بِنطالَه. وَجه دونَ ملامح تُذكَر، اعيُن حادة تَنظُر بِتَمَلل و خُمول

فَور ان رأوا الممرضين هالتَه بَدأوا بِتجنبَه، مُنهم من طأطأ رأسَه و التَفت يبحث عن اي شيئ يَفعلَه، وَ مُنهم مِن ادار نَفسه يتحاشى النَظر اليه

كانَ سونغمين يَجري اتصال على مَكتب الاستقبال وَ بجانبه يَقِف هان ينتظرَه ان يَنتهي، لكن ما ان رأوا المُدير قادِم نَحوهم بِتلك الملامح، ابتلعوا ما في جوفَهم

هان اعتَدل بوَقفته و سونغمين تجاهَل المُتصل و اغلَق السماعة يُعطي اهتمامه للطَبيب الذي كانَ قد وصل و وَقف امام المنضدة مُردِفاً :

" احضر مُلَخص اليَوم الى مَكتبي "

" حَسناً "

اجابَ سونغمين يُعدِل نظراتَه وَ انتشل قَلم ليبدأ بَتنفيذ طَلَب الطبيب، لكنه توقف للحظة عندما تَذكر ان الشَخص الذي اغلَق بوجهه السماعة شَخص مُهم!

قبل ان يذهب هيونجين تماماً نادا بعجلة قائِلاً :
" عُذراً، لَقد اتصَلت ابنة المُحافِظ وَ تُريد تسجيل مَوعد لِمناقشة امراً ما على الساعة التاسعة "

" لا مواعيد اليوم، اخبر فيلكس ان يلحق بي "

اردَف بِهدوء و التفت ذاهباً لِفحص مرضاه، بينما سونغمين و هان فَتحوا أفواههم وَ حدقوا بِبعضهم، هدوئَه كانَ غريب وَ يَدُل على انه لَم يرى الاخبار التي صَدرت عن مشفاه.

مشى وَ دخل اول غُرفة لِفَحص المَريض وَ كانَت طِفلة صغيرة تَبلُغ مِن عُمرها ست سنوات، تَجلِس على السرير وَ تحدُق بالسَقف بِتَملل، لكن ما ان رأتَه انزلت رأسها و تحدثت بصوت لطيف :

" الطبيب هوانغ؟ "

رَفع رأسه مُبعداً نظره عن ملفها بعد ان سمع صَوت رفيع ينتَمي لِكائِن لطيف وَ صغير جِداً، دَحرج عيناه لليسار لوهلة قبل ان يُجيبها بهدوء :

" اجَل "

" اجاشي انتَ حقاً وَسيم "

هوَ فقط وَضع ملفها جانباً و خطى الى سريرها لِيفحص قَدمها مُردِفاً بسخرية غير مباشرة :
" شُكراً على اطرائِك لي "

كانَ قَد دنى اليها و بدأ بفحص الجَبيرة عَلى ساقها تزامناَ مَع فيلكس الذي دَخل و اغلَق الباب خَلفَه بِهدوء ليقف مكانَه و يضع يديه خَلف ظَهرَه

" اوه؟ هُناك فتى آخر جميل هُنا "

تَحدثت مُجَدداً بحماس و لُطف تُشير على فيلكس بسبابتها، الذي ابتَسم لها بِخفة وَ غمز بِكلتا عَيناه، وَجدته لطيف جِداً كونَه ابتسم لها

لكن هذا لا يَعني انه يُعجبها اكثر من الاجاشي الوسيم الذي يُحرك ساقها بحَذر و رقة ثُمَ يسألها بنبرة ساكِنة :
" هَل يؤلِمك هذا؟ "

" انه لا يؤلمني عِندما تَفعل أنتَ ذلك، هيَ فقط تُؤلمني عندما امشي عليها "

اجابَته بِصوتها الطُفولي تُشير لَه بيدها بينما نِصف الكلام ابتلعت احرُفه و النصف الآخر لَفظته خَطأ. فيلكس وَجدها حقاً لَطيفة وَ اراد قَرص وَجنتَيها اما هيونجين هوَ فقط أومأ لها بِتفهم

عَكفت حاجبيها عِندما بدا لها وَ كأنه غير مُهتم، فهوَ كانَ يضع جَل تركيزَه عَلى ساقها، وَ لكي تَجذِب انتباهَه رَفعت كَفها شَديد الصُغر وَ وضَعت عَلى فروة رأسَه

استَغرَب هوَ حركتها و نَظَر لها مُتسائِلاً :
" هَل الَمتِك؟ "

" لا، اردت ان افعَل ذلك فقط "

اجابَته بينما يَدها لا زالت على رَأسَه الذي كانَ كبير جِداً بالنسبة لها، هوَ كانَ فقط مُستغرِب منها و الاغرب انها حَركت كَفها لِتُبعثر خُصيلات شَعرَه الحريرية و لقد استمتعت بِنعومتها الشديدة ايضاً

فيلكس كانَ يَبتسم وَ كأنها صنعت يَومه، خاصةً صَوتها وَ حجمها الصَغير امام الطَبيب هوانغ. هيَ بالفِعِل لَطيفة وَ تبدو عاقِلة جِداً بالنسبة لِطفل في عُمرها.

" نحن بحاجة إلى أشعة سينية لساقك "

قالَ هيونجين وَ اعتَدل بوَقفته ليمسك المَلف الخاص بِها وَ يسير بِه نَحو فيلكس مُردِفاً بنبرته المُعتادة :
" أحضر لي الكرسي المتحرك "

" حسناً "

اجابَ فيلكس و فَتَح الباب ذاهِباً لاخر الرواق لاحضار الكُرسي، اثناء ذلك قامَ هيونجين بِتدوين ما سَوف يفعله على الحاسوب وَ ثُمَ ذهب نَحو سرير الفتاة وَ بدأ بابعاد الأغطية عَنها يُهيئها لِيحملها مع فيلكس عندما يأتي بالكُرسي

كانَ المُنتظر قد وَصل الى الكُرسي و سَحبه من مكانه ليمشي و يدفعه بِعجلة ناوياً الذهاب بِه إلى الغُرفة، لكن فَجأة خَرجت امامه ذات الشعَر القصير وَ بيدها كوب ماء لِتتحدث بُتعجُرف:

" الا ترى امامك؟ "

" لَو لم ارى لَا ما توَقفت "

اجابها بِجفاء وَ كانَ صادِق، فَلولا انه لم يَتوقف في لحظتها لكان اصطدم بِها بالكُرسي بِقوة كونها هيَ الآتية مِن الانعطاف دونَ ان تنتبِه، مَع ذلك رَدت عليه بنبرة مُتهجِمة :

" لا اعتقد انك تَربيت جيداً لتتحدث معي بهذه الطَريقة"

قَلب عَيناه وَ سحب الكُرسي للخلف لِكي يُعاود دفعه بِنية ان يَمشي من جانِبها و يدعها تُثرثر كَما تُريد بينما داخِل عقله يُقنع نفسه انَ لا بأس وَ ان لا يُغضب نفسه و يفتعل المشاكِل ،

لكن مُجَدداً تَحركت مُتصنِعة انه قامَ بدفع الكُرسي ضد قَدمها وَ بعدها صاحَت بِه بِصوت عَالي تُمسك قَدمها بألم :
" ياه هَل فقدت عَقلك !! "

وَقف هوَ مُتصنماً مكانَه بعدم استيعاب، هَل حقاً اختَلقت هذه التَمثيلية امام الجميع الآن؟ فهوَ لم يلمسها بل اراد تَجنبها و هيَ من وضعت قدمها امام الكُرسي !

كانَ كُل من مر من جانِبهم حَدق بِفيلكس بنظرات غاضِبة وَ اثناء ذلك خرج هيونجين مِن الغُرفة لِسماعَه لِصوت صياحها عَليه في المَمر بِانفِعال :

" ياه انتوا الغُرباء دائِماً تأتون لتدمير كل شيء وتحسدوننا ايضاً ، عليك أن تكون ممتنًا لوجودك هنا على الإطلاق بَدلاً مِن الانتقام مننا !! "

حَملَق بِها بِصدر يعلو و يَهبط وَ لقد طَفح كَيله، هوَ حرفياً لم يفعل شيئ يُزعجها و على الارجَح هيَ من الناس الذين يكرهون الغرُباء فقط

صَك على اسنانَه قَبل ان يَسحَب الكأس مِن يدها بِغتة وَ يَرشق الماء الذي كانَ بداخلَه على وَجهها امام أنظار جَميع، ليَصدح صوت جُهوري مُنادياً :

" فيلكس "

ارتَعب المِعني مُوجهاً انظارَه نحو ذلك الذي نادا عليه و يَمشي نحوَه بِخطوات مُتهجِمة بينما ذات الشعر القصير التَفتت و على وَجهها ملامح بريئة و كأنها على وشك البُكاء

كانَ هيونجين قَد وَقف امامَه مُحدقاً بِه بِحدة لكن قَبل ان يُحاسِب اي مِنهُما التفت ينظر بالارجاء و هَسهس مِن بينَ اسنانه ناطِقاً :

" التَفتوا الى اعمالِكم "

اوَل من هرَب كانَوا الممرضين وَ الناس الذين كانوا يقفوا بدأوا بالتهامُس ثُمَ انصرفوا ايضاً، هالة الطَبيب هوانغ وَ صوتَه كانَ كافياً لِجعلهم يبتعدون عن المَكان

" ما لَعنتكُما؟ "

التَفت اليهُم قائِلاُ بحدة لِتحُدق بِه ذات الشعر القصير بِعَدم تَصديق كونه شَملها مَع فيلكس الذي كانَ يُنزِل رأسَه وَ يقضِم شَفتَيه بِشدة مانِعاً نفسه من الانهيار

كادَت ان تفتح فمها و تُقدم شكوى ضد فيلكس لكن هيونجين قاطعها مُردِفاً بصوته الجُهوري :

" انتِ هَذه المسرحيات تُقديمها خارِجاً وَ ليسَ في مشفاي، هُنا تَلتزمين حُدودِك ! "

" لكن هوَ الذي- "

" لا لَكِن، انا المُدير و كلامي انا الذي يُنفذ هنا "

صاحَ بِها مُقاطِعاً للمرة الثانية وَ كل ما استطاعت فعله هوَ ان تنظر لِفيلكس بِتوَعد وَ حِقد ثُمَ تلتفت لِتذهب تارِكة اياه خلفها يعاني مِن رهاب ان يطرده الطبيب هوانغ الآن

" ثُمَ انت، مالذي يَحدُث معك؟ "

نَتر بِه هيونجين مما جَعله يَرمُش بِكثرة مانعاً نَفسه مِن البكاء، هوَ ليسَ شخص ضعيف، هو وقح و قوي لكن تَحديداً اليَوم، هوَ ليسَ يومَه على الاطلاق

انه فقط يَوم سيئ وَ هيَ جعلته اسوء الآن، يشعُر بأنه يُريد ان يَنفجر باكياً الآن فقط بسبب كَلام احمَق قالتَه و كانَ واضِحاً لكنه تماسَك مُبرراً لنفسَه :

" لَم افعَل لها شيئ، اردت الابتعاد عنها لكنها اتت و وضعت قدمها امام الكرسي ثم بدأت بالصياح علي، هل انا ايضاً مسؤول عن المكان الذي تضع به قدمها!؟"

تَنهد هيونجين و حاوَل ان يكون مُنصفاً مَعه، فهوَ سَمع كلامها حين كانت اصرَخ عليه لذا لا يستطيع ان يُحاسبَه على سَكب الماء بِوجهها

فهو وضَع نفسه مكان فيلكس و كانَ سيفعَل المِثل رُبما اكثَر بعد لكن مع ذلك لا يستطيع التعاطُف معه، لذا هوَ مسح وَجهه بِكفه قبل ان يُردِف بِجُمود :

" احضِر الكرسي الآن و عندما ننتَهي نظف هذه الفوضى "

رَفع رَأسَه يُحدِق بِه بعدم استِيعاب، لا ثرثرة؟ لا تَوبيخ؟ ولا طَرد؟ لوِهلة اعتقد انه طُرد من العمل و اصبح مُشرد دون منزل و تم القَبض عليه بسبب ديونه التي لم يِسددها

لِحُسن الحَظ لا، فهيَ لحظة هَلع اشتَغلت فيها مُخيلته بِجهد فقط، فالطَبيب هوانغ كانَ قد استدار ناوياً الرجوع الى عَمله بالفِعِل

فيلكس وَ بعدم تَصديق مشى الى الجهة حيث كان يقف الطبيب هوانغ امام الكرسي لكي يَفتح قفل الامان الخاص بالعجلات وَ يدفعه للحاق بِه

دَخل خَلف الطَبيب هوانغ وَ اول شيئ فعله هوَ انه بَدأ بابعاد الاغطية عَن الفتاة وَ مَد ساقيها بشكل مُستَقيم ليَتحدث بِهدوء مُسايراً :

" سَوف نَحمِلك بِحَذر انا وَ صديقي، لا تخافي ولا تُحركي ساقك الا عِندما اُخبرك بذلك حسناً؟ "

أومأت لَهيونجين بِتفهم و بابتسامة لَطيفة تشابِك ايديها امام صدرها وَ تنظُر لِفيلكس بِحماس، اخيراً سوف يُبعدوها عن هذا السرير المُزعِج.

" قِف انتَ امامي "

اردَف هيونجين ليضع فيلكس الكرسي بينهم وَ يقف امامه كما قال، ثواني هيَ حتى عاوَد الطَبيب هوانغ شَرح الخطوات التالية :

" سَوف تضع يدك مِن اسفَل قَدميها وَ تفتح ذراعك بشكل مُستقيم، يَجِب ان تجلس على ساعِدَينا انتبه ممنوع ان تنتني ساقها "

" حسناً .."

" الذراع الاخرى نُشابِكها خَلف ظَهرها وَ عِندما اعد للثلاثة نَرفعها و نضعها على الكرسي "

شَرح الخطوات بوضوح و فيلكس كانَ يُجيب و يومأ بِفهم.
دَنى هيونجين اليها اولاً وَ بحذر حَشر ذراعَه اسفَل ساقها، وَ مِن الجِهة الاخرى كانَ فيلكس قَد ادخَل ذراعه بِجانب خاصة الطبيب تماماً

" ضَعي يداكي على كُتفينا "

قالَ هيونجين لترفع هيَ ذراع و تلفها حول عُنقه و بالاخرى تلفها حول عُنق فيلكس، كانوا قَد وضعا ايديهم خَلف ظَهرها وَ هيئوا انفسهُم ليرفع هيونجين رأسه وَ يُقابِل وَجهه خاصة الاشقَر ليردف :

" الآن "

حَملوها في نَفس وَاحد و وضعوها على الكُرسي بحذر، في حين كانوا يُجلِسوها لامس جَبين هيونجين خاصة فيلكس وَ ذلك بسبب انها سَحبت هيَ رأسها من بينَهُم للخَلف

" اسف "

اعتَذر فيلكس رافِعاً رَأسَه بِعفوية ولازال يدنو كون ذراعه اسفلها، كانَ هيونجين بِذات الوَضعية هوَ رَفَع رَأسَه ايضاً ناوياً النظر الى فيلكس وَ بسبب ذَلك لامست انوفهم بعضها البَعض

حَدقوا بوجوه بعضهم البَعض لِجزء مِن الثانية، كانَت دقائِق بالنسبة لَهُم، فيلكس تَوقف الزَمن عِنده و هوَ يَنظُر بدهشة لِقُرب هيونجين مِنه كانَ يستطيع عَد اهدابَه ببساطة،

اما هيونجين كانت يَده عالقة اسفل الفتاة وَ ذلك منعه من التَحديق مُطولاً كما فعل فيلكس، فهوَ دحرج سوداوتيه مُردِفاً بِهدوء :

" لا بأس، اسحَب ذراعك معي "

وَعى فيلكس على نفسه عِندما ضربت انفاس الطبيب هوانغ وَجهه، اعاد رَأسه للخَلف بإحراج وَ سحب ذراعَه تزامناً مع هيونجين

وِسط هذه المواقف المحرجة بالنسبة لفيلكس كانَ هُناك كائِن صَغير كانَ يُشاهِد و يَبتسم متفاجئ بسَبب الكيماء بينَ هذين الوَسيمين لكن قَطع عليها المشاهدة صَوت هيونجين قائِلاً :

" سنأخذِك الآن الى غُرفة التَصوير "

" Okay ~ Chef "

هيونجين قهقه بِخفة يَهز رأسه بِقلة حيلة، بينما ابتَسم فيلكس على لطافتها وَ اراد بعثرة شعرها بِشدة لكنه وقف خلفها ليمسك يَد الكرسي و يدفعها متجهاً بِها الى الغُرفة

استَمر بِدفعها الى ان وَصل الى المِصعد، انتظر هُناك بصمت بجانب هيونجين بينما هيَ كانت تدندن و تُحرك رأسها يميناً و شِمالاً تنتظر ان يأتي المَصعد بحماس

وَ لقد اتى، دَخل هيونجين اولاً و مِن ثم دَخل فيلكس يسير للخَلف وَ يسحَب الكرسي معه، هوَ اعتقد انه ادخالها بذلك الشكل سوف يَكون اسهَل عِند الخُروج

ما لَم يَنتبه لَنا عزيزنا فيلكس هوَ ان هيونجين يقف خلفه تماماً، فهوَ كانَ يعود و يعود للخَلف الى ان جَفِلَ شَاعرا بأيدي حَول حوضَه و شيئ لامَس مؤخرَته

" هوب "

" اه اسف "

قَفز جسده الى الامام لِتحمر وَجنَتيه بِعُنف و هيونجين كانَ فقط مُحتار، هَل هوَ يتقصَد فعل ذَلك وَ يعتَذر ام انه حَقاً احمَق وَلا يَنتبَه!

هوَ يراه يسير في الارجاء و الى الآن لم يحدُث و ان اصطدم بِأحد رُغم ان الاروقة بَعض الاحيان تكون ممتلئة الا انه لَم يصطدم ولا يَلتصق الا بِه

لوهلة شَك بِه لكنه قرر ان يُفكر بِعقلانية و اقنع نَفسه انها فقط صُدف لا اكثَر و ان فيلكس عَفوي رُغم انه سليط اللسان، لذا لم يقل شيئ.

كانَ فيلكس يَحترق وَ ذلك لان هيونجين شَرد تارِكاً كَفيه حَول حوضَه وَ ان تَحرَك الآن سَوف يبدو الامر خَاطِئ اكثَر و بطريقة ما لَم يُريد اخبارَه مباشرةً بقول -ابعد يَديك-

هوَ فقط التَزم الصَمت يلفح الهواء امام وَجهه لِتهَب رياح عَبيرَه وَ تُسافِر الى الخَلف، تَصفع وَجه ذلك السارِح دونَ وعي مِنه
وَ تتَسلل الى رئتيه مَع الهواء الذي يستَنشقه

" تِلكَ الرائِحة .. "

هَمَس دونَ ان يعي مُغلقاً عَيناه وَ فيلكس كانَ يُهيأ نَفسَه للصراخ بأعلى صَوت لديه، لكن لِحسن الحظ توقف المصعد و فُتِحَ الباب ليدفع فيلكس الكُرسي بقوة جاعِلاً الفتاة تُحلق للخَلف بفزع :

" اتَعلمين عِندما وَقع جارنا مِن على الكُرسي و اجلَسوه على السطح لان قَدمه كُسرت، كُنت اخبرَه دَعني اُساعِدك لكنه كانَ فقط يَتشكي و يهرُب مني- "

دَفع كرسيها دونَ وجهة ليتحدث بسرُعة و يقهقه وسط كلامه الذي عَكسه و بعثره لشدة توترَه، بينما هيَ كانت تُحرك عيناها و ترمُش، لا تعلم هل تخاف بسبب دفعه للكرسي ام تحاول ان تفهم كلامه الغريب!

" فيلكس.... "

كانَ هيونجين قَد قاطَع كلامَه بريبة، ان كان هوَ ذات نفسه لم يفهم شيئ من كلامه فكيف تَفعل هذه الطفلة، مسكينة كانت تَنظُر و كأنها تائِهة

" هاه؟ "

اجابَ ببلاهة و توَقف عن دفع الكُرسي مما جَعل هيونجين يتنهد بقلة حيلة و يشير له على الباب بجانبه مُردفاً بِهدوء : 

" الغُرفة هُنا .. "

عادَ بالكُرسي حيث اشار هيونجين وَ ادخلها غُرفة الاشعة،
لَم يَتوجب عليهم فعل شيئ كونَ المُمرضات كانوا هُناك بالفعِل،
هُم فقط احتاجوا تحذير بسيط من الطبيب :

" احذرو ان لا تنتني ساقها وَ لا تصادموا ايديكم الجَبيرة لانها عبارة عن ضماد سَميك "

" اه فَهمت "

اردَفت الممرضة و انحنت بِرأسها بخفة قَبل ان تُغلِق الباب، الآن يَتوَجب عليهم الانتظار فقط، هيونجين سَرح يُفَكر بسبب خلاف يونا مع فيلكس و تصرفها

و فيلكس يَنظر لكل شيئ على الارض، بينما يَصفع نفسه داخلياً يحاول نسيان ماحَدث قَبل قليل، لِما و اللعنة تَحدُث له اشياء كهذه مَع هذا الكائِن فقط !

بَعد دقائِق من انتظارهم خَرجت الممرضة تُوقظهم من شُرودِهم من الجُدران و الاراضي. رَفَع هيونجين رأسه يسحب يده من جيب بنطالَه ليستلم مِنها صور الاشعة

امسكها يَنظُر لها بِدقة، لَقد شُفيت تَقريباً لَكِن بطريقة ما ليسَ كَسر فَقط، بل هناك اشياء اُخرى و ذلك دَفعه الى التدقيق اكثَر بالصور

وَ ايضاً فيلكس الذي شَعر بالفُضول وَ اتى ليَقف بجانبه ماداً رأسه من جانِب كِتفه لِيُنظر هُوَ ايضاً وَ يتفحص مَعه

" يَبدو ان هُناك تَمزُق"

قالَ فيلكس مُشيراً بسبابَته ليُثير استغراب هيونجين، هوَ جديد اجَل و يَبدو كَشخص اخرَق لا يَفقه شيئ لكنه بِكُل صراحة يُدهِشه لاكتشافَه للامور بُسرعة

هيونجين يَعمل مع ممرضين كَثيرين و الى الآن يشرَح لهم ما يَرى وَ ما يُفَكر، لكن مع هذا الشاب الامر مُختلف، فهوَ يفهمه لا بَل يُفكر بذات الشيئ و يتحدث بِه ايضاً.

عاوَد هيونجين التَركيز بالصور لَكِن فيلكس قاطَعَه مُجدداً عِندما رَفع رَأسه نحوَه و نظر اليه مُتسائِلاً بصوت خافِت :
" اليسَ هُناك طُرق اُخرى للتَصوير؟ "

ادار هيونجين رَأسه نَحوَه و انزلَه بِخفة، اراد ان يُجيبه لكنه صَمت لِثواني مُحَدقاً بِوَجهه -لِما كُلما نَظر اليه يَجده قَريب؟-
لِما هوَ تحديداً؟

فيلكس الذي لَعن نفسه و غباءَه، يشتِم نفسه وَ يُوبخها، لما عليه النَظر عند التَحدُث اليه؟ كانَ يستطيع ان يتحدث دونَ ان ينظر اليه و يحدِق بِه كالابله!

استَمرت نظراتهِم للحظة، هيونجين كانَ بِملامِح خالية من تَعبير و فيلكس يرمُش بِكثرة مُنتظراً جواب لكي يَستطيع الهَرب دونَ عودة، لازال لا يفهم لِما هذه اللعنات تَحدث له مع هيونجين فقط!

" تصوير بالرنين المغناطيسي ... "

اردَف بِهدوء شديد بينما عَيناه مُعلقة على حَدقتي فيلكس، مُجَدداً هُما عاجزين عَن ابعاد انظارِهِم، ثِمة شيئ يجعلهُم يُحدقون ببعضهم مُطوِلاً بنظرات لا يَفهموها

هيَ فقط فارِغة؟ او رُبما غامِضة؟

~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~~

وَصلتو لَهاوووني

اعطوني رأيكم، دون مجاملة لان ماني راضية عَنه بصراحة

و كونو بخير اهم شي

Continue Reading

You'll Also Like

33K 2.7K 50
أنا الزهرة اللتي تُحيي ما مات في داخلك. Vk 12 @thvtt19
10.7K 1.5K 6
"مِن مَن تهرب القطة الصغيرة؟" توقفت لوڤينا عن السير لتنظر خلفها بحدة عندما تقابلت عينيها مع أعين إبن جيون و الذي يكون من العائلة المعادية لعائلتها عا...
295K 11.5K 71
ملك للسيد جيون ... luvlytaekook {{مكتمله}} .. نفسك مضطهد . ربما تظن نفسك تعيش الاسوء .. تظن نفسك مظلوم .. تظن تندب حضك كل يوم لاعناً قدرك . قد تظن نف...
366K 26.4K 46
لطالما أراد كيم تايهيونغ أن يكون لديه أطفال في سن الـ 29 وبعد سنوات من العلاقات الفاشلة قرر أنه لن ينتظر الشخص المناسب بعد الآن، لذلك أنجب طفلاً من...