يا قلب اخفق واضرب على صدري
فلا غيرك يشعر ويندب بقدري
.
.
.
في تلك الحجرة الكبيرة المخصصة للاجتماعات الملكية ، تقبع اهم واقبح الشخصيات في نظر شبيه القمر ، ينتظر انتهاء هذا الاجتماع التافه ليذهب لحجرته فقد نسي ان يسقي عزيزته هالفيتي صباح اليوم
"جلالتك اظن الحرب في اقتراب وعلينا الاستعداد"
"اعلم ذلك لذا اتوقع منكم تجهيز الجيوش والاسلحة منذ الساعة لعل تأخيرنا يوماً عواقبه سنين"
"يالحكمتك جلالتك اتسائل لو سموه يمتلك مثلها"
ينطق احد الضباط قاصداً اياه بحديثه وسخريته
عادةً هو لا يجيبهم ، منذ اقترانه بجونغكوك ولا احد غير الخدم يجل له الاحترام والتقدير لذا هو فقط يلتزم الصمت لانه يعلم انه سيتلقى ما يرضي مسامعه بعد قليل
"هو لا يمتلك نفس حكمتي هو من علمني الحكمة ومعانيها ومفرداتها ، هو السبب بأنني اقف امامكم هنا هو من عليكم اغراقه بالمديح لا انا وبالنسبة اليك يا ميون جي دعني فقط اذكرك بأن عاقبة التقليل من قدر اي عضو من العائلة المالكة هو بتر اللسان"
نعم هذا بالضبط ما تلقت مسامعه وكم كانت دواخله سعيدة بهذا الرد الذي الجم المدعو ميون جي تايهيونغ لم يحبذ فكرة ان يدافع عنه احد لطالما كان يدافع عن حقه بلسانه وبيده متغاضياً عن اي شخص اخر لكن فكرة ان جونغكوك يدافع عنه تجلب له السكينة والامان وربما القليل من السعادة .. القليل فقط
<تايهيونغ>
.
.
.
اخرج من تلك الحجرة الخانقة بعد الاجتماع الصباحي ، الحرب على وشك الاشتعال بيننا وبين الصين هذا هو سبب كثرة الاجتماعات هذه الايام ، علي تحذير اصدقائي وعليهم تقليل عملهم مع العامة والتركيز على الشخصيات المهمة سنحتاج اكبر عدد من الاموال لامداد الشعب من احتياجاته في وقت الحرب
الشعب في فترة الحرب سيعاني الجوع والفقر والمرض وكل ما يفكر به هؤلاء الحمقى هو المنصب والارض ، لا استثني جونغكوك منهم فهو يقف على رأسهم حتى وان تسببت هذه الحقيقة الماً بصدري
"تايهيونغ"
اقف متجمداً بمكاني الى رهبة الصوت الشجي الذي ينادي بأسمي ، واقف رهبةً الى انه يناديني بأسمي الصريح وليس 'قمري'
"جونغكوك"
استدير وانطق ناظراً الى تعب عينيه وهلاك ما تحتها
وشعور انني اود المسح عليها حتى تتحسن لا يترك افكاري
"هل لي بشرف التمشي برفقتك قليلاً؟"
"هل من سبب؟"
"لدي ما اقول ومحياك اجمل في الطبيعة من حبسه في زوايا القصر الكئيب"
يزعجني ..يزعجني انه يقرأني ككتاب مفتوح بين طيات اصابعه ويزعجني انني امتثل لاوامره
،،،،،،،،،
"الجو جميل ونقي كما عينيك صباح اليوم"
"لديك ما تقول جلالتك"
"احببت جونغكوك من لسانك فهلا تكررها قبل الفراق؟ لمرةٍ واحدة وعن قرب اود تذوق وقعها على مسامعي"
"فراق؟"
اه لو يهدء القلب من صرخاته ليدعني استمع الى الذي امامي
اصارع نفسي لاخفي شتاتها وانطوي عليها باغياً حفظها
يستقيم امامي مقترباً ورائحته المسكرة تدخل الى جسدي وتملئني بخمراته
"الحرب على الابواب وعلى الامبراطور التواجد على الحدود ولن يطمئن قلبي على شعبي وعلى حاشيتي غير بتواجدك مكاني"
"انا؟ مكانك؟"
يخرج يديه من جيوب الكيمونو ليجعل دفئها يلامس برودة وجنتاي تزامناً مع سقوط دموعي على راحة معصميه"
"امبراطوري القمري ، يا ليتني مت الف ميتةٍ قبل ان اراني متسبباً بسقوط هذه النجوم من جرم عينيك ، لتسامح عبدك الذليل الى قلبك فهو الى جانب عشقك لديه عشق بلده وارضه"
"عار عليك ان تظن انني ابكي من اجلك..انا ابكي لانني لم استلم منصباً بهذه الاهمية من قبل وخاصةً ان حاشيتك وشعبك لا يكنون لي غير البغض والسخط فكيف لي بأن احكمهم!"
ذلك الدفئ ، تلك العينين الرقيقة والنظرة المحبة قد اختفو ما ان تفجرت قساوة حروف على اذنيه
فتبدلت نظرته كما صقيع الصباح القارس صارخاً في وجهي
"انه واجبك انت زوج الامبراطور انت جيون تايهيونغ الان وان كان شعبي يبغضك ويسخطك فهذا لانك جديد عليهم ، فلتتخذ بُعدي كفرصةٍ لتبين لهم العكس "
يستدير معطياً اياي عرض منكبيه رامياً اقسى ما تحدث به منذ رسالته قبل سنين
"لتضع في رأسك انك الان جيون تايهيونغ لست مدلل كيم بعد الان ، لتشعر ببعض المسؤولية ولتنفذ ما امرت"
.
.
.
<تايهيونغ>
،،،،،،،،
"لا بأس تاي"
"لقد نهرني واهانني ونعتني بالمدلل"
يردف باكياً في حجر قريبته شاكياً اليها ما يؤلم خاطره وكبريائه
"عزيزي انت من نهرته اولاً"
"حتى وان ، كنت انهره دائماً لم يجرؤ على ان يجرحني بهذا الشكل من قبل دوماً ما كان يلاقي لذوعة كلماتي بحلاوة غزله لما الان وقبل ان يغادر ويفارقني قرر ان يكسرني بهذه الطريقة البشعة؟"
يرتمي في احضانها باكياً ودموعه تماثل نهر شينانو في تدفقها ،
"ربما تعب قلبه وهلك من كثر قسوتك عليه تاي"
يخرسه اجابة ليسا وتلجم افكاره مستقيماً من بين يديها
بعد ان ادركت ليسا ما تفوهت به وعن مقدار ضعف حالة تايهيونغ في هذا الوقت استقامت بسرعة حاملةً نفسها بالاعتذار منه
"تاي عزيزي اعتذر عما قلت ارجوك سامحني"
تنظر اليه بأمل ان تحصل على اجابة منه وابتسامة ربما لكن لم تلاقي منه الا الصمت حتى استدار اليها
حاملاً بيده تلك القطعة المهترئة من الورق وعينيه تصب دمعاً حارقاً على وجهه
"ان كان قلبه قد تعب وهلك من كلماتي
فماذا عن قلبي ليسا؟ ماذا عن تلك الليالي التي قضيتها وانا اندب نفسي على وقوعي بحب شخصٍ ما انا بالنسبة له غير ابن راقصة؟ ماذا عني انا ماذا عن المي وهلاكي وتعبي ولوعتي ليسا؟"
تقتربه منه خطوات صغيرة تبسط يديها في اتجاهه تدعوه الى عناق تواسيه على المه وعذابه
لكن ما تلقته هو صراخ وبكاء اكثر
"اخرجي اذهبي الى عشيقتك التي تحمل دمه وشكله لا اريدك بجانبي اذهبي بعيداً"
يدفعها خارجاً حتى احتضنت الارض محياها لتجلس مقابلةً باب حجرته آملةً ان يرق قلبه لها ويدخلها مجدداً
"تاي ارجوك دعني ادخل انا اسفة لم اقصد ما قلت اعلم انك تتعذب كل دقيقة لقد زل لساني اقسم وبروح التي انجبتك"
'التي انجبتك'
يعاد وقع هذه الكلمة في عقله واذنيه
'التي انجبتني وتركتني اقاسي كل انواع العذاب لم تقضي معي حتى ايامي الاولى انجبتني ورحلت في عجلة من امرها وكأن الموت كان ينتظر مجيئي حتى يحتضنها'
يفكر جالساً القرفصاء والدمع لم يعلن توبته عنه بعد
طرقات على بابه تأخذه من شروده الطويل
"اذهبي بعيداً ليسا اود الانفراد بنفسي قليلاً"
"سموك انها انا"
يرفع رأسه من حجره لينظر في شرود امامه هل كان يتخيل؟
"سموك هلا فتحت لي الباب قبل فوات الاوان؟"
"اي اوان يفوت بعد الذي فات وانجلى
هل لحياتي من اوان اخر ليفُت عني يا ترى؟"
"تاي افتح لها استمع اليها ارجوك خصامك معي وليس معها"
صوت قفل الباب وهو يطرق فاتحاً ما ورائه من قمر باهتٍ وحزين ومنكسر ينظر الى الفتاتان اللتان رق قلبهما الى حاله واي حالٍ هو حاله
،،،،،،،،،
يجلس من كان سبب دمع القمر ومواساته
على حافةِ ذلك السرير الملكي الكبير الذي يحمل فوقه جسداً قد تمكن منه المرض حتى قرر غيابه عن الحياة وعن الموت الاثنان
يجلس مشاهداً محياها وشعرها الذي بدء يميل الى البياض ووجهها البهي الذي يحتوي بعضاً من طيات قهر زمانها وكسراتها
"اعتني بقمري اماه اخبريه انني احببته من كل كياني ليس فقط قلبي ، اخبريه انني اسف انني لم اسمعه غزلي صباح اليوم ، اخبريه انني اتعذب شوقاً الى مغفرته كل دقيقة منذ رأيت تلك الدموع تتساقط عن عينيه ومنذ ان سمعت نحيبه يملئ جدران قصري
اخبريه اني اليه عاشقاً ومغرماً حتى مماتي قريباً كان ام بعيد ، اخبريه اني اليه لست بمالك اني اليه ذلك الذي يدين له بحياته منذ ان انقذه من سهمٍ غادرٍ في سنوات الطفولة ، اخبريه اني لجريحٌ الى كلمات رسالته لكن عشقي وغرامي به قد اودى بي الى السماح والغفران لما تسبب لي من الم ازلي ، اخبريه انني غادرت قصري وروحي تطوف حول حجرته اشتياقاً ، اخبريه كم كنت وفياً له ، اخبريه انني سأفديه قبل فداء الوطن والارض والعرش فألف سلامٍ اليه ووداعاً واحد"
بهذا غادر الامبراطور حجرةَ والدته داعياً في قلبه انها يوماً ما ستستيقظ من سباتها وتخبر تايهيونغ بما املى عليها ولدها ، داعياً في قلبه انها ستفخر بأبنها وانه سيموت دفاعاً عن بلاده ، داعياً في قلبه ان يسامحه حبيب قلبه ومالك خافقه وان يبادله قلبه وحبه حتى وان كان في الممات
يركب حصانه وينادي على اصحابه من المحاربين وحاملي اللواء ، يحييهم ويصافحهم بأمتنان
"يا رجال لو كنت سأموت في هذه الحرب
فأقسم بمن امتلك روحي ودواخلها انني فخور بأنني سلمت نفسي بجانبكم وحاربت هذه السنوات في امرتكم
ودافعت عن شرف البلاد وعرشها برفقتكم"
اي حربٍ تأخذ الارض وتنسف القلوب
اي قتالٍ يبعد العاشق عن خليله المحبوب
،،،،،،،،،،،
~انتهى~
............................................................
<معلومة البارت>
يبلغ طول "شينانو" 367 م ويعد بذلك أطول أنهار اليابان
———————————————————
هذا البارت كان من المفترض ينزل بعيد ميلادي ١٩/١١ بس للاسف كان يوم سئ ونسيت انزله ، اعتذر عن التأخير اوعدكم راح احاول اكتب اكثر واحدث اكثر💚
ILY
Have fun♡