•|أورديليا-مملكة اللايكن|• •|...

By khaoulalaluna

1.1M 84.6K 20K

مرحبا بكم في رواية مالت بالحقيقة إلى الخيال و رسمت تفاصيله بصورة أخرى تحملك على الهروب من ضيق الواقع إلى عالم... More

1_البداية •ᴗ•
2_كوابيس⁦ಠ_ಠ⁩⁦
3-فراولة ⁦。◕‿◕。⁩
4-•~كــاثـــريــن⁦~•
5-الحقيقة ⁦⁦⁦ಠ︵ಠ⁩
6-•|منزل الغابة|•
7-•~رفيق~•
8-~رسالة~
9-•~أورديليا~•
10-•~اللقاء الأول~•
11- •~رحلة و ذكريات~•
12-~مصاص دماء~
13- ~ألم~
14-•| أنستازيا |•
15-غير مرحب بها!
16- ~انفصام~
17-~اتفاق~
18-~العودة إلى أورديليا~
19-~ساحر من النبلاء~
20-~ثلوج دامية~
22-~إيثان~
23-~الجانب المظلم~
24-°~قُبلة إنقاذ~°
25-~تدريبات~
26-~|موت محتوم|~
27-•|-لمحة من الماضي-|•
28-•• داركـــنـــس ••
29-~ليلة الهجوم~
30-~رسالة دموية!~
31-~غشاشة!~
32-~أغار~
33-~تحققت مخاوفي...
34-~حُزن و سنَد~
35-•|لما هي قاسية؟ |•
36-~حدود~
37-~قُبلة شغف~
38-لأجل شَرطِي⁦( ꈍᴗꈍ)⁩
39-~أسيرة~
40-~حفلة الترسيم~
41-~تمرّد~
42-~رفض~
43-°مملكة هيستيا°
44-~اتحادُ نقِيضيْن~
45-•لعنةُ الرابطة•
46-~شوقٌ و عِناد~
47-~وسمُ الغفران~
48~لنصحّح ما فات!~
⭐ليس بارت✨🌙
49-قُبض عليه!
50-~قاتل ابن قاتل!
51-~ خطة انتحار~
52-جحيم الأرض:روهياسينثوس.
53~أول لقاء مع الشيطان~
54~مهمة إنقاذ قاتلة~
55-~روكـِـــنـســترا~
56-~الفصل الأخير:الحياة التي نستحقها~
~فصل إضافي~
ماذا هناك؟
اعلان رواية جديدة

21-~مهووس~

19.2K 1.4K 209
By khaoulalaluna

بسم الله 💜✨

فصل جدييد 🔥
استمتعوا و لا تنسوا مشاركتي آراءكم 💜🌟

_________⁦(◍•ᴗ•◍)❤⁩________

اكتست السماء عباءة من الغيوم الرمادية التي تنذر عن نحيبها القريب بالثلوج و عصفت رياح زمهرير هزت جذوع الأشجار التي كادت تستأصل من الأرض رغم جذورها المتشبثة بعناد بأعماق التربة.

استمرت تجر قدماها بوهن وقد أعاقهما الثلج الكثيف كما لو أن كتلا من الحديد تعرقلها،رأتاها على وشك الصراخ للمطالبة بالرحمة و أخذ نفس يروي ظمأها.
غشاء من الدمع الخالص أحاط مقلتيها جعل الرؤية أمامها ضبابية، فكرت لوهلة في التحول،لكنها تراجعت عن ذلك، ربما لو فعلت لاستطاع ذاك الغريب المهووس هزيمتها لخبرتها التي تؤول إلى الصفر و سيقوم بقتلها أو تسليمها لآرثر أو أي سيناريو مرعب آخر قد تفكر به...

"أين أنت إيڤان؟"

تمتمت بين شفتيها و استمرت تركض و تلتفت خلفها كل ثانية و قلبها قد حطم قفصها الصدري بنبضه العنيف لخوفها الذي بلغ ذروته.

و هذه المرة حينما استدارت التقطت بعيناها طيفا شديد السواد يلحق بها بسرعة خارقة تمنت بحسرة لو أن عينها أخطأت ما رأته أو أصابها الحول. كان المستذئب يقترب في كل لحظة، صرخت بهلع و ضاعفت سرعتها و هي ما تزال تحمل الكتب بين يديها، حتى في آخر لحظاتها لم تفكر في التخلص منها لتصبح أخف و تهرب لإدراكها أهميتها، كانت تركض نحو الفراغ في غابة لا تعلم حتى إن كان لها إسقاط على خريطة الواقع...

توقفت عن الركض في أحسم لحظة أوشكت فيها أن تسقط عن ارتفاع شاهق أسفله تقبع الهاوية، استدارت لتجد الذئب الأسود أمامها مباشرة و قد كان هائجا لدرجة لا توصف، أنيابه بارزة تجعل اللعاب يتقاطر منها بقرف كوحش جائع مستعد لتمزيقها ثم فتح فمه الذي يسع لقطيع كامل و زمجر بصوت عال و مخيف جعل جسدها الضئيل يرتجف، كانت الهاوية تماما خلفها تستعد لتلقفها و العدو يقف أمامها مترصدا لها.

و أثناء ذلك وقفت تحدق به بعينين متسعتين تنتظر لحظة انقضاضه عليها لم تفكر في الهرب مجددا بل و جفلت كأن مسامير تشبثها بالأرض و تمنع حراكها...فكرت بأن الموت قد أتاها في عدة أشكال، لكن هذه المرة يبدو جديا و سيقتطف روحها إلى الأبد، أسقطت الكتب من بين يديها و قبضتهما ثم أغمضت عيناها باستسلام،لم تجرأ حتى على الصراخ، و كان آخر ما رأته ذلك الوحش الثائر يركض نحوها.

هي دائما تفعل ذلك، حينما يزورها الموت، تغمض عينيها استسلاما له، يقينا بأنها قاومت لتعيش، هربت و صبرت و بكت، لكن لو كانت تلك هي النهاية حقا ستستقبلها بصدر رحب.

فتحت عيناها بفزع حينما صدح صوت زمجرة مخيف و قوي اهتز له جسدها و بينما كانت تنتظر أن تهشم خلال ثانية أو اثنتين، وجدت نفسها ما زالت بجسد كامل و لم تجزأ لقطع، و في لحظة خاطفة شاهدت ذئبا ثلجيا أضخم من الأسود أضعافا ينقض عليه ليبتعدا عنها و هما يتقاتلان بوحشية...

تنهدت بارتياح و هي تضع يدها على صدرها تحاول أن تلتقط أنفاسها و تصمد للحظات. مجرد علمها أن رفيقها متواجد في نفس مكانها و بالقرب منها أزاح عن قلبها الخطر و جعلها تطمئن.

كان ذئب نايت 'دارك' يقاتل ذلك الأسود العفن بشراسة يدافع عن رفيقته و يحميها.

"الآلفا داريوس بنفسه يدافع عن فتاتي، ألا تجد الأمر غريبا؟"

تواصل الرجل صاحب الذئب الأسود مع نايت عن طريق التخاطر ليزيده بذلك اهتياجا و جعل مقلتا ذئبه تلفظان الشرر،لينبس في عقله بحقد:

"فلتجعل الصمت هو آخر ما تقوم به قبل موتك"

أشهر الآلفا مخالبه لينهي حياة الآخر و يتخلص منه ينفس عن غضبه المتراكم،إلا أنه تراجع إثر الأنين الذي انبعث خلفه،اختنقت و أوشكت على السقوط أرضا بسبب صعوبة تنفسها، ألقى نايت الذئب الأسود بلا اهتمام ليفر هاربا يعوي كالجرو، بينما أسرع نحوها.

عاد لهيئته البشرية و دنا منها،اطمئن بعدما ادرك أنها لا تعاني من جروح بل ما أصيبت به مجرد صدمة.

جلس القرفصاء و حملها بين ذراعيه و قربها إليه، و قد كانت تنتفض بين يديه تبحث عن الهواء و السلام فقد أرعبها ذلك المنظر، كان أكثر و أول شيء مرعب و حقيقي رأته في حياتها،كفكف وجنتيها بلطف لم تعتده رغم خشونتهما قائلا:

"ألورا، حسنا إهدئي لا بأس أنا إلى جانبك"

قال ذلك وهو لا يصدق نفسه،و في نفس الوقت سخر بداخله أنّى لهذه الفراشة الهشة أن تكون آلفا و تقود مملكة بأكملها؟

أخذت نفسا عميقا ثم بدأت تهدأ بالفعل تزامنا مع ظهور ذئبتها في عقلها و التي اختفت لسبب ما لا تدركه.

"هل أنت بخير؟"

ردت بصوت رقيق مرتجف:
"أجل، لقد كنت خائفة، خلت أنه سيلتهمني"
ليجيبها بجفاء و هو يجول ببصره في المكان:
"لم يفعل انظري"
اتسعت عيناها و حاولت الوقوف بصعوبة متداركة ما حصل،سألت بتوجس:
"إيڤان! أين إيڤان؟ نايت لقد تركته بمفرده يقاتل أولئك المتوحشين فلنبحث عنه"
"حسنا انهضي"
ساعدها على الوقوف ليحمل تلك الكتب عنها و تسير إلى جانبه و هي تحاول التقاط رائحة إيڤان، اتسعت عينا نايت لوهلة و بدا أنه قد عثر على شيء، ثم انطلق بسرعة نحو مكان تواجده.
وطأت أقدامهما ساحة المعركة التي غزتها الجثث و تبعثرت على أرضها المثلجة الرؤوس و الأعناق و قد فاحت منهم رائحة القذارة.

و إلى جانب الشجرة النائمة ارتكن جسد إيڤان دون حراك، لامست الثلوج صدره العاري الذي شوهته الجروح و الندوب النازفة التي تصنع بركة دماء كما لو أنها تدثره.
فزعت ألورا حالما رأته و أسرعت نحوه تقلب كيانه لترى وجهه و تتفحص نبضه المعدوم، ضربته بخفة على وجنتيه و الدموع أخذت مجراها على خديها لتقول دون وعي وسط شهقاتها:
"إيڤان أرجوك استيقظ، إيڤان، لقد انتهى كل شيء أرجوك افتح عينيك"
ثم أكملت وهي تمسح بيديها اللتان امتلأتا بدمائه على وجهه:
"أعدك أنني لن أعاقبك و لن أحرض الصغيرين عليك، أرجوك استيقظ"
استغرب نايت حديثها، و قد ظهر عليه الاضطراب لرؤية جسد أكثر شخص مقرب له محاصر بالدماء،اقترب نايت لتمتد يده مبعدة إياها عن إيڤان، ليقول:
"إنه على قيد الحياة، نبضه ضعيف جدا و تنفسه شبه معدوم"

توجهت إليه بعدستيها المرهقتان اللتان تواريان حفلا صاخبا من النحيب و الخوف: "أنقذه نايت أرجوك، يمكنك فعل ذلك بدمك"

و هذا بالفعل ما كان يخطط فعله، قرب كف يده من شفتيه و أخرج أنيابه و أحدث جرحا عميقا و جعله يشرب منها، لن تجعله يشفى بالكامل لكن على الأقل لتبقيه على قيد الحياة إلى حين وصولهم للمستشفى.
بعد ساعتين من وصولهم إلى مستشفى المملكة و هما ينتظران خروج الطبيب لإخبارهما عن حاله، خرج الطبيب أخيرا لينحني باحترام شديد إلى الآلفا.

"آلفا، إن وضعه مستقر حاليا، لكن لا نعلم متى سيستيقظ، لم تكن العملية سهلة لأن مخالبهم احتوت على سم، لحسن الحظ أنه لم يتلقى الكثير من الطعنات"

تساءَلت ألورا و قد اقترن حاجباها باستغراب:

"سم في المخالب؟"

"أجل آنسة، إنهم يجعلون السم يعلق في مخالبهم ليساعدهم في القضاء على أعدائهم بسرعة"

كان الآلفا هادئ الطلعة و منتظم الأنفاس إلا أن زجاجيتاه تفضحان غضبه الجحيمي و قلقه على صديقه.

بعد دقائق قليلة التحق بهما جايدن، انحنى إلى الآلفا باحترام ثم أسرع إلى ألورا يعانقها يسأل عن حالها باهتمام و خوف مبالغ، حدجه الآلفا بنظرة قاتلة جعلته يندم على تصرفه ولو كان بريئا.

"أعتذر آلفا، لم أقصد..."
تحدث بتوتر ثم اقتطع جملته متداركا خطأه ليكمل:

"هل إيڤان بخير؟"

أجابته و الذنب ينهشها:

"أجل، لكن لا نعلم متى سيستيقظ"

ضحك جايدن بهدوء ثم أردف يطمئنها:

"أعرف هذا الأبله جيدا، سيستيقظ سريعا ليكمل رحلة بحثه عن رفيقته مجددا"

طلت ابتسامة غائمة على شفتيها لكنها سرعان ما اختفت لتحل مكانها العبرات:

"لقد خاطر بحياته لأجل حمايتي، هو هنا الآن بسببي"

زفر نايت الهواء مخرجا به كل ما يضايقه ثم غادر بسرعة، كأن ما تحدثت به الآن شيء غبي جعله يختنق!

مرر جايدن يده بلطف مبعثرا خصلاتها ثم تلفظ:
"إنك كثيرة البكاء"
أجابته بينما تتلاعب بأناملها :

"ما دمت قادرة على البكاء فلأفعل، جربت ذات ليلة أن أكون عاجزة عن البكاء، ذاك شعور خانق و كاسر يفوق الضعف أشواطا، إنني أخشى أن تحبس دموعي فأنهار"

ربت على كتفها بلطف ثم تلفظ يغلف نبرته بقليل من المرح:

"إنها ليست المرة الأولى لإيڤان، كل فرد منا قد رأى الموت و لطالما كان بارعا في الإفلات من قبضته، أعلم أن قلبك رهف و هش، لكن كوني على استعداد لرؤية الكثير من المجازر و الدماء، و أيضا خسارة الأشخاص حتى من تحبينهم"

تنهد بضيق بدا أنه يجتر ذكريات مؤلمة في عقله، ثم استطرد :

"لا أحد يدري ما سيحصل في أورديليا"

"أتمنى أن أكون جاهزة في المرة القادمة حينما يزورني الموت، أكره شعوري بالعجز و انتظار شخص ما لينقذني"

"عليك أن تبدئي التدريبات في أسرع وقت"

معه حق، كلما تأخرت عن التدريبات سأكون عرضة للخطر.
"سأتحدث مع نايت عن ذلك"

صدح رنين البوابة التي بقربنا معلنا عن انفتاحها على الغرفة التي ينام بها إيڤان.
اتسعت عيناي حينما وجدته هو من قام بفتح الباب واقفا على قدميه يتقدم نحونا وهو يبتسم كمن استيقظ من نوم دافئ.

"هل قلقتِ علي جميلتي؟"

ضيقت عيناها تركزهما به، كأنه ليس نفس الشخص الذي كان على وشك فقدان روحه. أطلقت كلماتها التي كانت أشبه بصياح لفجأتها:

"هل هربت من الجحيم؟"

انجذب طرف فمه في ابتسامة و قام بتمديد ذراعيه بتململ ثم قال:

"أجل، لأجل أن أراك فقط"

تقدم نحوها يمسح دمعتها الهاربة من محجر عينها.
وضع جايدن يده على كاف صديقه ثم يأله باهتمام:
"هل تحسنت بالكامل يا صديقي؟"

"أجل كما ترى أنا في صحة جيدة"

"شكرا لك على إنقاذي إيڤان، لقد عرضت نفسك للخطر بسببي"

"واجبي أن أحمي أجمل لونا عرفتها أورديليا"

قلب جايدن عيناه بضجر ثم تحدث بتحذير:

"حسنا أيها اللعوب،أظن أنه عليك التوقف عن مغازلتها، فإن حدث و سمعك الآلفا تعرف ما سيحدث لك"

تنهد بملل ثم نظر إليه بحنق.

"لا تأخذ الأمر بشكل جدي، لدي رفيقة في انتظاري لأبحث عنها"
ضرب جايدن وجهه بكفه ثم قال ساخرا:

"ألم أقل لك أنه سيستيقظ فقط بسبب رفيقته!"

ضحكت على حديثه الأخير ثم غادرت معهما إلى القصر.

ALAURA

رؤية إيڤان يستعيد عافيته ردت لي الروح و أصبحت أفضل رغم إرهاقي،عدت لجناحي و طلبت من إحدى الخادمات أن تجهز لي الحمام، صحيح أن الأمر غريب بوجود الخادمات و أنني اعتدت سابقا على القيام بكل شيء بمفردي، لكنني متعبة على التفكير بشيء كهذا الآن...

جعلت جسدي يغرق في الماء الدافئ المليء بصابون يعبق بعطر الفراولة، أغمضت عيناي باسترخاء و أول صورة لاحت في ذاكرتي هي صورة نايت و صوته الذي كان دافئا و قلقا نسبيا حينما كان يحاول مساعدتي و إيقاظي جزء مني قد اعتنق ذرة حزن كوني على يقين أن اهتمامه ذاك نابع من ذئبه.

ثم صورة أخرى لدارك الضخم وهو ينقض على ذلك القذر، ذكرني ذلك بحلم قد راودني ذات مرة و أخبرتني ستيلا عن تفسيره، ضحكت بسخرية على ذلك، فلو كانت أحلامي تتحقق سأحرص مجددا على تنسيقها قبل أن أنام.

ارتديت ملابس مريحة و سرحت شعري بشكل خفيف ثم استلقيت على السرير، أحاول أخذ قسط من النوم، تذكرت شعوري بالعجز و اختفاء ذئبتي في أشد لحظات احتياجي لها، ربما هذا الأمر له علاقة بعدم كوني كفيلة في التحكم بهاأو أن روكسي عاقلة كونها فضلت الاختفاء على الظهور و تعريضنا للخطر،أما مخططاتي ليوم الغد سأشرع في قراءة كتب السحر المصفوفة على مكتبي، أتمنى أن أكون ساحرة كوالدتي.

استيقظت و أنا أشعر بوجهي يكاد يحترق بسبب أشعة الشمس المتسللة من النافذة و قد استقرت به، تأففت بضجر ثم استقمت على قدماي، اتجهت إلى الحمام و قمت بروتيني الصباحي ثم ارتديت سروالا واسعا أسودا مع قميص عريض بنفس اللون، كانا مريحين للغاية لم اهتم بتسريح شعري فرفعته بشكل عشوائي.

تناولت فطور الصباح إلى جانب ألثيا و اللونا شارلوت ككل صباح، ثم انطلقت باحثة عن جايدن و إيڤان لأسألهما عن حادث أمس و سبب ذلك الهجوم، استطعت التقاط رائحتهما قريبا من جناح الآلفا لذلك اتجهت نحوه، و على ما يبدو أن الجدران و الأبواب هنا عازلة للأصوات لأنني لا استطيع سماع محادثتهما بالداخل، و دون أن أطرق الباب فهم بالفعل قد علموا بوجودي هنا، دخلت و قد كان نايت جالسا في مكتبه بهدوء و هما واقفين باحترام أمامه.

"ما الذي جاء بك؟"

تحدث إلي نايت بأسلوبه الوقح الذي لا يستغني عنه. فأجبته بصراحة.

"أحتاج لمعرفة بعض التفاصيل عن هجوم أمس"

رد باقتضاب مشيحا وجهه عني غير مكترث:

"لا شأن لك في هذا،يمكنك المغادرة"

انعقد حاجباي وقد شعرت بالغضب حتما، فأجبته بصرامة:

"عذرا؟ لقد كنت على وشك الموت؛ أنا أكثر شخص معني بالأمر"

ثم أكملت بانفعال أكبر.

"إن بيننا اتفاق يتضمن أن تسلمني جيشا بألفي جندي و لم تفعل ذلك إلى الآن! و لم تقم بتدريبي أيضا، إضافة لكل هذا تخفي عني الكثير من الأشياء كأنها لا تعنيني"

وقف من مكانه و أشار بعينيه لجايدن و إيڤان بالرحيل، ثم وقف بشموخ من مكانه و سار بخطوات واثقة نحوي وهو لا يزيح عيناه عني، ثقته تلك و هالته المحيطة به تبعث فيّ الرغبة في الفرار بعيدا عنه، أحسست بالارتباك لكنني حاولت الحفاظ على توازني و لم أقطع تواصلنا البصري، يكفي أنه رآني أمس في أكثر حالاتي ضعفا و انهزاما.

"لما أنت مستعجلة هكذا لونا؟"

نبرة صوته قد هزت شيئا ما بداخلي و أحدثت خللا في روحي، استطرد مكملا:

"إن كنت ملتزمة بالاتفاق لهذه الدرجة،ما رأيك أن نبدأ بالجزء الذي يخصني؟ "

كان أقرب من السابق و قد تغير صوته لآخر أشبه بالهمس جعل جسدي يرتجف،اقترب من عنقي و قد احسست بأنفاسه تلفح جلدي، ثم قال مجددا:

"دعيني أوسمك و أحصل على وريث لأورديليا و اهتمي بعدها بانتقامك الذي لا يهمني"

يتعمد إرباكي و اللعيب على أوتار مشاعري مستغلا الرابطة ككل مرة،دمائي تجمعت في رأسي و بدأت في الغليان، صرخت في وجهه:

"هل تسمح لي بشتمك آلفا؟"

أجابني ببرود مبتعدا وهو يعود لمقعده:

"مقابل رأسك؟"
اخذت نفسا عميقا ثم تحدثت إليه بانفعال و أنا أشعر بالامتعاض:

"أنت وغد، وغد قليلا فقط آلفا لا تسئ فهمي"

أشرت على كلمة'قليلا' بضم اصبعي يدي ثم استطردت قائلة:

"ثمّ لما جعلتني أصدق أن عدونا واحد و أنك ستساعدني حقا؟ لقد بدى لي الأمر أنه يهمك أكثر مني!"

تراجع يريح ظهره على كرسيه بلا مبالاة متجاهلا غضبي و ثورتي، ثم حرك شفاهه قائلا و قد لامست شيئا من الاستهزاء بي في نبرة صوته:

"هل تعتقدين أنك ستواجهين آرثر بألفي جندي فقط؟ هذا العدد أشبه بطعم لاستدراجه وحسب، لن أخاطر بألفي روح من شعبي لأجل انتقامك المتهور لونا، كما أنك لست جاهزة لتقودي جيشا بأكمله"

وجدت نفسي قد هدأت و فهمت ما يقصده لما في كل مرة أتحدث إليه يشعرني بأنني غبية و ضعيفة؟ هل لأنني بالفعل كذلك؟

أكمل حديثه و قد بدا أنه غير رأيه و قرر إخباري:

"أما بخصوص هجوم الأمس،كانوا ذئابا ضالة تهجم على كل من تراهم في الغابة"

شعرت بالحيرة حينما تذكرت ذلك الأسود منهم، لم يبدو ضالا و قد تحدث إلي بالفعل، تذكرت عينيه الدامعتين اللتان تضجان بالرغبة في القتل، أجبته:

"لكن الأسود ذاك لم يكن ضالا،لقد عاد لهيئته البشرية و تحدث إلي، لقد كان غريبا و أصر على ملاحقتي و قتلي"

"كان أحد رجال آرثر وهو قائد الذئاب الضالة، كان في البداية هدفه الاستمتاع في القضاء عليكما، لكن حينما رأى كتب السحر أراد الاستيلاء عليها، إنها كتب مهمة و سرية يجب أن تحافظي عليها"

"لكن إن كانت الكتب هدفه لما لم يأخذها،كان باستطاعته سرقتها مني"

سرح بنظره قليلا كأنه يفكر أو يتذكر شيئا ما ثم أعاد وجهه ناحيتي قائلا :

"لا أعلم"
تجاهلت الجانب الذي كان بداخلي يشعرني أنه يخفي عني شيئا، ثم استفمهمت عن شيء آخر:

"كيف استطعت معرفة مكاني و أتيت في الوقت المناسب؟"

"توقعت الأسوء حينما علمت أن شخصان يتشاركان نفس الغباء تسللا بمفردهما"

كنت سأفتح فاهي لأشكره على إنقاذي لكنه أجاب ببرود يستخدم نبرته الأمرة:

"لا مزيد من الأسئلة... لا تحاولي مجددا التسلل خارج الحدود قد لا يتواجد من ينقذك المرة القادمة"

نظرت إليه بملامح خالية، لقد كان يتفاخر بنفسه و يهينني،أتوق لليوم الذي أصبح فيه قادرة على القتال، سيكون أول من أقوم بتعذيبه حينما أُشهر عن الوحش الغارق في سبات بأعماقي.

غادرت بعد ذلك إلى جناحي و أول شيء فعلته أنني وضعت الكتب الثلاث أرضا و جلست أتفحصها واحدا تلو الآخر،كانت كلها قديمة و أوراقها مصفرة... أحدها مكتوب باللغة البسيطة يتضمن المعلومات عن السحرة كأصولهم وقدراتهم و أشكالهم.. أما الكتابان الآخران كانا ذوا رموز غريبة لم أفهم منها قيد أنملة.

هل ماثيو بعقله؟

أيظن أنه باستطاعتي قراءة هذه الطلاسم؟

بعد أن أمضيت ثلاث ساعات بالفعل و أنا أحاول فك تلك الرموز و أبحث في الانترنت عنها وجدتني فقدت الأمل في تعلم السحر... تنهدت بيأس ثم بدأت أجمع الكتب، أثناء ذلك طرق باب جناحي، و قفت لأستقبل اللونا شارلوت التي دخلت و هي تبتسم بلطف.

"ألورا، عزيزتي قلقت عليك"

"أعتذر لونا، لقد كنت طوال الوقت في غرفتي أحاول تعلم السحر، لكنني لم أفهم شيئا من هذه الطلاسم"

نظرت إلى الكتب لثانيتين ثم أعادت وجهها ناحيتي و لم تختف ابتسامتها تلك التي تواري خلفها شيئا ما، ثم قالت بهدوء:

"أعرف شخصا بإمكانه مساعدتك"

"حقا؟"
أجبتها بابتسامة واسعة.

"احضري الكتب و اتبعيني"

___________⁦(. ❛ ᴗ ❛.)⁩__________

و انتهى الباارت⁦💜

شاركوني آراءكم:

نايت أنقذها هل توقع أحدكم ذلك؟

إيڤان حي يرزق 😂(قط بسبع أرواح)

ألورا و نايت؟ علاقتهم المكهربة؟

ما الذي جاءت شارلوت لأجله؟

و لا أسئلة أكثر، أراءكم قريبا💜

ملاحظة:نبهوني ان وجدت أخطاء بلاغية و إملائية، و لا تتردوا في إبداء آراءكم و نقدكم البناء

Continue Reading

You'll Also Like

2.4M 107K 46
في ليلة غير كل الليالي حيث كان القمر المكتمل هو بداية لكل شيء كانت فتاة شابة تجلس أمام نافذتها وهي تحدق به ككل ليلة إلا أنها لم تعلم بأن هذه الليلة س...
1.5M 91.1K 27
" الاحلام الجميلة مصنوعة من التوت البري النجوم الزرقاء تلمع على السطح البحري و انت لن تحرقني و لن ترسلني الى قبري " هناك في المكان المظلم تجلس و تست...
332K 19.2K 32
أمـرأة تـخرج مـن الـقاع لـتصـبح فـوق الـجمـيع Hanin Farhan
239K 12K 22
إنها أهم لحظة في حياة أي مستذئب - حفل إيجاد الرفيق - وهو أيضًا الوقت الذي تنتقل فيه من ذئب صغير إلى مستذئب بالغ وتحصل أخيرًا على علامتك. يتطلع الجميع...