أُلْفَة رُّوح

By Ath_ena1

116K 2.6K 2.6K

"والروحُ ما لَم تسْتَقيكَ غَليلَة .. والقلبُ ما إن يلتقيكَ كَحيلُ" - كتاب ون شوت'ز ( قصص قصيرة ) - مثلية ... More

أُلْفَة رُّوح
شّغف
هُروب
حُبٌ سَرْمَدِيّ
وَهْم
وَهْم -٢-
هِبة..

الفِرْدَوْس

15.8K 399 782
By Ath_ena1

يا أهلاً.. الون شوت هذا كان فكرة Victoria-_-56

البارت طويل جدًا جدًا جدًا فقدروا التعب بليز حتى لو بڤوت وتعليقات بسيطة..

اسّتمتعوا 🤍
____

"ولم أشّعر بنَعِيم الطُمَأْنينة إلا بُقربك، فأرجّو أن تقبـّل مَن أتاكَ طائعًا راضيًا بحُبك"
..

فتح باب الشقة وملامح وجهه مهومة ومشيته ثقيلة ..

تنهد بصوت عالي ورمى المفتاح ع الطاولة وجاء بيدخل غرفته لكن قاطعه صوته الهادي : نفس الشي؟ م قبلوك؟

رفع راسه وتأمل في وقفة صاحبه لثواني وهز راسه برفض ومشى لغرفته

يزيد واللي كان متكي ع الجدار بجسمه وياكل تفاحة تنهد وهمس بتعب : الله يوفقك وين م كنت يا نواف ..

مشى للصالة وفتح جواله وأرسل لصاحبه : "هيه ورع"

جاه الرد السريع :" ورع بمكوتك! أكبر منك وتناديني ورع وجع"

يزيد أبتسم : " أقول ع تراب تراك أكبر مني بست شهور بس! "

فهد أرسل له تصبيعه

يزيد بعدم إهتمام :" المهم أسمع نواف أنرفض مرة ثانية"

فهد عدل جلسته :" انرفض؟؟ من جديد! وجع كم محطة رفضته للحين؟"

يزيد تنهد :" مدري لو نعد م بنوقف لكن مدري شبيسوي اللحين دخل اليوم ووجهه فاقد الأمل كليًا "

فهد تنهد هو الثاني :" هو بس لو يسمع لنا وياخذ فلوس من أبوه ويبدأ برنامجه الخاص بس الحمار راسه يابس"

يزيد تنهد وم رد وقفل الجوال وجلس يتأمل بالتلفزيون قدامه بهدوء

يدري إن وضع نواف وأبوه مو تمام لكن يقدر يتسلف منه اللحين وبعدين يرجعها له إذا نجح برنامجه..

بس محد يعرف نواف زي ماهم يعرفونه.. لهم خمس سنين ساكنين مع بعض ومافيه أعند من نواف

حك راسه بعصبية وقام وقف متجه لغرفته هو الثاني وتارك نواف بحاله

..

في غرفته كان فاتح جواله وعيونه ثابته بمحادثة أبوه..

أبوه م كان شخص سيء ولا مثالي بنفس الوقت لكن فيه حقد عظيم تجاه أبوه لحادثة حصلت بالماضي وللحين مو قادر يتخطاها لكن بنفس الوقت م يقدر يكمل حياته بهالفشل وخصوصًا م عنده مصدر دخل ثابت وبنفس الوقت حالف م ياخذ من الفلوس اللي يرسلها له أبوه شهريًا بس واضح الوضع بيحده يكلمه ..

تنهد وأرسل :"السلام عليكم .. إذا فاضي أقدر أشوفك؟"

قفل جواله ودخل للحمام وتروش وغسل وطلع وهو يجفف شعره والمنشفة ع خصره

فتح جواله وشاف إشعار بتويتر من برنامج ' دقيقّة حوار' وأنصدم إنهم مستضيفين أكثر شخص هو معجب بأعماله وإنجازاته وطول حياته يتمنى يقابله

أصيل اليوسف .. كاتب ومؤثر سعودي مشهور، يحب الأطفال ودايمًا تتسرب له صور وهو يزور المياتم، عيادات الأطفال وهكذا.. وبكل مرة يكون معاه مجموعة هدايا كثيرة

أبتسم وهو يشوفه بدأ يتكلم مع المذيع ويعرف بنفسه وبوسط إندماجه قاطعه صوت إشعار رسالة أبوه

تنهد وطلع من المقطع وراح للواتس وقرأ الرسالة بهدوء :" م يحتاج تستأذن، تقدر تشوفني بأي وقت .. متى م فضيت تعال لمكتبي أو للبيت .. هو دايم مفتوح لك"

طلعت منه تنهيدة سخرية وقفل جواله وقام يتجهز.. لبس بلوفر أزرق داكن وبنطلون أسود ولبس كاب عشان شعره اللي باقي غرق لكن حطه بالعكس

طالع بالساعة وشافها ٢ الظهر وتوقع إن أبوه للحين بمكتبه، سحب مفتاح دراجته النارية وجواله وسماعته ومشى

..

وصل لمكتب أبوه وطالع بالسكريتر وسأله : أحمد أبوي موجود؟

أحمد رفع راسه ورد برسمية : لا له نص ساعة من طلع لبيته

نواف وقف مكانه وشتم تحت أنفاسه وأبتسم بتسليك : يعطيك العافية

ومشى رايح لبيت أبوه واللي م كان يبعد عن موقع شركته

وصل للبيت الكبير والضخم واللي كان من أرقى الأحياء بالرياض

تأمل البيت لثواني ثم وقف عند البوابة .. دقايق وفتح الحارس البوابة الكبيرة سامح لدراجة نواف تدخل بالحديقة الواسعه ويركن قدام مدخل البيت

مسح يده ببنطلونه بتوتر وزفر أنفاسه وهمس لنفسه بتشجيع : بس بكلمه أتسلف منه المبلغ اللي يخليني قادر أفتح الأستديو الخاص فيني وبعدها مجرد أجمع المبلغ برجعها له

زفر أنفاسه للمره الأخيره ونزل من دراجته وبطريقة قابل المسؤول عن الحديقة اللي أبتسم له كترحيب ورجع يكمل شغله

وقف مكانه وعيونه تدور بالمكان وهو يفكر كم قدله م دخل هالمكان؟ ٥؟ ٦ سنين؟ بس للحين المكان طالع وكأنه توه أنبنى.. وبأبهى حالاته

دخل البيت وكان فيه عاملة تنظف المكان تحمحم ورفع صوته :
excuse me ?
(لو سمحتي؟)

الخادمة طالعت فيه وأنحنت بخفة :
yes sir ?
( نعم سيدي؟ )

نواف سكت شوي ورجع تكلم :
can u tell my father that I'm in his office ?
( هل يمكنك أن تخبري الدي بأنني بأنتظاره بمكتبه؟ )

العاملة هزت راسها بهدوء :
Yes i will inform him
( حسنًا سأخبره )

نواف م رد ومشى تجاه مكتب أبوه واللي كان بالدور الثاني تحرك ناوي يطلع بالمصعد بس وقف مكانه لمن تذكر إن غرفة زوجة أبوه قبال المصعد ع طول وعكس إتجاهه للدرج.. وبوسط صعوده ع الدرج قابل أخته اللي بالجامعة وبيدها أخوهم الصغير

طالع في فيصل وطالع بأخته رهف اللي عطته نظره سريعه وكملت طريقها لتحت لأنها متعودة ع تجاهل نواف لهم لكن فيصل سحب يده منها وركض لنواف وتعلق برجله

رهف أنصدمت لأن هذي أول مره يسويها فيصل وبهدوء : فيصل تعال يلا عشان أوديك للألعاب م تبي؟

فيصل هز راسه برفض ولف لنواف وبعيونه الواسعه نطق بحماس : لا لااا نوااف يوديني

نواف جمد مكانه .. م عمره تكلم مع فيصل فكيف يعرف اسمه؟ وعمره باقي ٧ سنين فكيف يعرفه وهو م قابله أصلا إلا بأول شهوره!

رهف طالعت بنواف ورجعت طالعت بفيصل : يلا حبيبي تعال وبشتري لك حلاو واجد

نواف توتر لكن للحين م نطق بحرف وطلع جواله يشتت نفسه عن اللي جالس يصير

رهف أنتبهت لجوال نواف وكيف كان قديم ومكسر وسماعته سلك ووحده منها مقطوعه .. تنهدت لمن عرفت إنه للحين مو راضي ياخذ من أبوهم فلس ونطقت وهي عينها ع فيصل : تراه تعب من مجافاتك له وكل م تعب يقعد يهذي بأسمك وبأسم أمك ويعتذر .. م بيضر لو تعطيه فرصة ثانية .. ترا الإنسان بطبعه خطاء

أنهت جملتها ورفعت فيصل غصب وطلعت وبيدها مفتاح سيارتها وجوالها اللي كان أخر إصدار من آبل

نواف تأمل بظهرهم لثواني ورجع يمشي لفوق

..

بعد ١٠ دقايق من إنتظاره لوحده دخل أبوه بوجه مليان فرحه وهو كاشخ لكن م تجرأ وحضن ولده رغم عدم شوفته له لسنين طويله.. وكله بسبب نظرة نواف الباردة تجاهه وملامحه الميته

جلس بمكتبه وقدامه نواف ونطق بنبرة مليانة فرحة : كيفك ياولدي؟ عساك طيّب؟

نواف هز راسه بهدوء وم قدر يكسر فرحة أبوه بهاللحظة بس بنفس الوقت م رد

يوسف نطق مره ثانية بس بهدوء بعد م حس إن ولده كاره الجلسة معه : بخاطرك شيء؟ محتاج شيء؟ ولو بخاطرك شيء لا يردك إلا لسانك

نواف بلع ريقه ويدينه بدت ترجف بخفة بس دخل بصلب الموضوع ع طول : أبي أبدأ شغلي الخاص بس م عندي راس مال..

طالع بأبوه ونطق بسرعة : وأبي أتسلف منك بس عهد علي مجرد أجمع الفلوس بأرجع لك كل فلس

يوسف تأمل بولده لثواني وحس بكسره بقلبه لمن قال إنه بيرجع له كل فلس وهو المفروض م يقول هالشيء وله بالذات ..

بلع ريقه ورجع ظهره بخيبه أمل ع الكرسي ونطق بنبرة هادية : تم علمني كم تبي وبتحصلها بحسابك بحلول ساعتين

نواف قام وقف : م تقصر..

مشى طالع بعد كلمته المختصرة وع طول طلع وركب دراجته وقبض بيدينه ع المقابض بقوة وتنفسه سريع

ضغط ع البنزين وحرك داعس لبرا

..

وقف عند مقهى ونزل وجلس ع طاوله وهو يحس بالغصة بقلبه تكبر كل م تذكر ملامح أخته اللي كبرت وأحلوت.. وفيصل اللي صار يمشي .. أحيانًا يتمنى تكون علاقته فيهم حلوه لكن متأكد إنه شيء مستحيل بعد كل السب ونظرات الكره اللي كان يوجهها لأمهم ولرهف

نزل راسه ع الطاولة وهو يهز رجله ويحاول م تنزل دموعه وبنفس اللحظة اللي نزل فيها راسه دخل شخص للمقهى وهو لابس كمام ونظارة شمسيه وكاب

طلب قهوته وجلس جنب طاولة نواف وفتح جواله يطقطق عليه

بينما من الجهة الثانية وصل طلب نواف وقرب منه النادل وطبطب ع كتفه بخفة : أنت بخير؟

نواف رفع وجهه الأحمر وهز راسه : أيوه معليك بس مصدع

الموظف أبتسم له ونزل طلبه قدامه ومشى

بهاللحظة ألتفت أصيل لملامح نواف وسرح فيها من هداوتها

بينما فجأة نواف أنفاسه بدت تصعب ويحس إن الأكسجين أختفى من حوله

بسرعه دور بجيوبه ع بخاخ الربو وم حصله وتذكر إنه ما خذاه معه

بدأ يضرب ع صدره بقوة ويكح ووجهه زاد إحمراره وصار يميل للأزرق

أصيل لا تلقائي فز من مكانه بخوف على هالشخص لكن وقف مكانه لمن شاف شخص ثاني يطلع بخاخ ربو من شنطته ويروح يساعد نواف

رجع جلس وهو يهز رجله بتوتر من غير يحس وهو يطالع بنواف بملامح قلقانه

نواف كح بخفة ورجع يحاول ياخذ أنفاسه بهدوء ووجهه رجع للون الطبيعي

أصيل زفر أنفاسه براحة ورجع يريح ظهره وهو يشوف كيف نواف أبتسم وقام يشكر اللي ساعده وخلص قهوته وركب دراجته وحرك

أبتسم بخفة وهز راسه يشتت أفكاره ورجع فتح جواله وهو يتقهوى

..

وفعلاً بوقت قصير وصلت الحوالة لحساب نواف اللي حس بثقل بقلبه من حجم المبلغ

بس تنهد وبدأ يتواصل مع ناس ويدور أماكن تناسب تكون أستديو تصوير ومن زود حماسه بدأ ينسى عن نفسه وهو يشتغل وينسق بكل حب وشغف لأسابيع طويله والأسابيع صارت شهور

وأخيراً جاء اليوم المنتظر بالنسبة له.. كان واقف بحماس وجنبه فهد ويزيد المبتسمين عليه و ع فرحته الكبيرة والواضحة

جاه شخص وبدأ يحط له لمسات خفيفه بوجهه وشخص ثاني يضبط شعره

خمس دقايق وصار جالس بالكرسي الخاص فيه وقدامه الكاميرات والإضاءات الموجهه عليه

تحمحم وبدأ يتكلم بهدوء ورزانه رغم حماسه : يا هلا فيكم ببرنامج ' ٣٠ ثانية من طموحك ' معاكم نواف يوسف .. و بعطيكم نبذة بسيطة عن برنامجنا بما إن هذي هي أول حلقة..

ضحك بخفة ثم رجع نطق بأبتسامة : كل حلقة بناخذ ٥ إتصالات من أشخاص مختلفين وبكل إتصال كل شخص بيحكي لنا طموحاته حتى لو كانت شبه مستحيله .. فالنهاية لا تنسون البرنامج للترفيه، وبالوقت المتبقي بنستضيف شخص ناجح وله إنجازات يحكي لنا شوي عن حياته وكيف وصل للي وصل له حاليًا

سكت ثواني وشرب من كوبه ماي ورجع أبتسم : وناخذ أول إتصال مع سامي.. يا أهلاً يا سامي

سامي : " يا أهلاً فيك نواف، شخبارك؟"

نواف بنفس الإبتسامة الهادية : " نحمد الله ونشكره، سامي قول لنا وش أقصى طموحاتك حاليًا؟"

سامي بحلطمة : "والله يا نواف أنا متصل عليك أتهرب من إمتحاني وأقصى طموحي حاليًا إني أكون شجرة"

نواف ضحك بصوت عالي : "كلنا مرينا بهالمرحلة يا سامي والله يوفقك يارب ويسهل لك إختبارك.."

قفل الإتصال ورجع نطق :" وناخذ ثاني إتصال.."

كمل برنامجه بنفس الحماس والضحك والحماس وبنهاية حلقته فعلاً استضاف شخص شبه مشهور وناجح وله إنجازات تذكر

بينما هو منشغل ببرنامجه وبحماس وبأصحابه اللي يشجعونه من بعيد

في منطقه ثانية كانوا مشغلين التلفزيون عشوائي وبالصدفة طلع لهم برنامج نواف

محد كان منتبه بما إن التلفزيون كان مقصر عليه وكلهم ع جوالاتهم لكن صوته الصغير والمليان حماس قاطع هدوئهم : نووواف هذذا نواف بالتلفزيون شوفوووا!

رهف طالعت بالتلفزيون وصدق أنصدمت إن وجه أخوها قدامها! بينما يوسف أبتسم بفخر ونفس الشيء زوجته

وفي بيت قريب منهم كان توه صاحي ومصدع ونازل ياخذ له كوب ماي

شاف أصحابه متجمعين عنده ومركزين بالتلفزيون ومتحمسين ومره يضحكون ومره يسكتون ويركزون

حس بصداعه يزيد وطلع لغرفته بس قاطعه صوت صاحبه يحيى : هيه أصيل تعال شوف البرنامج الجديد هذا والله يضحك وخصوصًا مقدم البرنامج عفويته تجنن

أصيل هز يده بنفي : لا والله مصدع ومالي حيل

يحيى رفع كتوفه بعدم إهتمام ورجع يركز بالشاشة بحماس

..

مرت أيامه بهالوضع وأخيراً برنامجه بدأ ينجح ويحقق له أرباح عالية

كانوا جالسين بصالتهم وكل واحد بيده كاسة شاي

نواف فجأة نطق : ابي أستضيف أصيل اليوسف تتوقعون بيوافق؟

يزيد رفع كتوفه : مدري جرب حظك

فهد بتأييد : أيوه ممكن يوافق خصوصًا وإن برنامجك م شاءالله فجأة ضرب بكل مكان وصار معروف

يزيد فجأة تحمس : صحححح!

نواف لف له : أيش ؟

يزيد تربع : اللحين بما إنك صرت تحقق أرباح عالية ليه م تترك دراجتك الخرا وتجيب لك سيارة سنعة؟

نواف عطاه نظرة : أولاً دراجتي جديدة وما فيها شيء بس تقول خرا لأنك دجاجة وتخاف..وثانيًا م أقدر أتحمل تكلفة سيارة حاليًا

فهد عقد حواجبه : صح إن دراجتك حلوة ومافيها شيء خربان لكن بأرباحك هذي يمديك تجيب لك سيارتين بعد مو وحدة بس!

نواف تنهد : قاعد أجمعها عشان أرجع لأبوي فلوسه

يزيد عقد حواجبه هو الثاني : لحظه هو قالك ترجعها له؟

نواف هز راسه بنفي : لا لكن أنا حلفت أرجع له كل فلس

يزيد وفهد تبادلوا النظرات وسكتوا

نواف قلب عيونه : واضح ع لسانكم شيء انتوا الأثنين، تكلموا شفيه

يزيد كتف يدينه وبحلطمة : ياخي أنت غبي..

فهد قلد يزيد وتأفف : يعني أبوك غني ويحن عليك ومدلعك ومع ذلك أنت رافس النعمة وصاد منه صدق إنك تيس

نواف فجأة وقف وبحدة : أنتوا ناسين إنه كان السبب بوفاة أمي؟ تستهبلون!

فهد سحب يد نواف وجلسه : الله يرحم أمك لكن هذاك كان يومها، أبوك لو سوا اللي سوا م كان بيقدر يسوي شيء لأنه هذا اللي مكتوب يصير! أنت ليه حاط إنه هو السبب؟

نواف سكت وخزه بنظراته

يزيد كمّل : أمك تعبت فجأة وأبوك بنفس الوقت كان عند رهف التعبانة بمدينة ثانية شكنت تبيه يسوي مثلاً! تراه إنسان م هو بطل خارق

نواف هالمرة أرتخت نظرته وهو يتذكر ملامح رهف ونظرتها له هي تدري إن نواف شبه حاقد عليها لأنه لولا وجودها كانت أمه بتكون حيّة للحين.. بس بنفس الوقت أرتسمت ع ملامحه شبه إبتسامة لمن مر بباله صورتها وهي واقفه برزة وثقل وماسكه جوالها ومفتاح سيارتها

فهد سكت وأبتسم وهو يحس إنه نواف بدأ يلين

..

الساعة ١٠ الليل

فتح لابتوبه ودخل ع إيميله وأرسل رسالة دعوة لأصيل اليوسف في إنه يكون ضيف ببرنامجه بالحلقة الجاية

وقام تمطط ودخل حمامه يتروش ويخلص وطلع أنسدح ورجع يشوف حلقاته السابقه وهو مبتسم ع جودة الإنتاج ودقته

بعد م خلص فتح مسلسله وجلس يتابع بهدوء وفجأة صوت رسالة من الإيميل ظهرت مع عنوان المرسل وم كان غير أصيل اليوسف واللي كان رده الرفض ع العرض وإنه م يحب الظهور الإعلامي الكثير

تنهد بخيبة أمل لكن رجع أرسل بمحاولة يلين راسه ويقتنع لكن وصله الرد بعد ثواني بالرفض للمرة الثانية

لكن نواف م تعب وظل يكرر طلبه بأيام مختلفة

..

ببيت أصيل اليوسف .. الساعة ٦:٥٨

كان جالس بصالته الكبيره ومعاه أصحابه

فجأة صرخ يحيى : يا عيال بسرعة بسرعة البرنامج بيبدأ الساعة بتصير ٧

قام واحد وسحب الريموت وحط ع القناة وكلهم تربعوا بحماس

أصيل أستغرب ونزل جواله يبي يشوف هالبرنامج اللي ماخذ عقل أصحابه

بدأ البرنامج وطلع وجه نواف البشوش ونبرته المرحة

أنصدم وعدل جلسته وركز بأسم البرنامج .. ' ٣٠ ثانية من طموحك' ورجع فتح جواله وبسرعة دخل ع إيميله وهو يرجع يقرأ إسم البرنامج اللي طلبوه يصير ضيف فيه وإنصدم إنه هو نفسه البرنامج اللي جالس ينعرض!

أصيل ضحك بصدمة : يا عيال صاحب البرنامج مرسل لي أكون ضيف بحلقة من حلقاته!

يحيى لف له وصرخ : بتقدر تقابل نواف! طلببتك خذني معك!

أصيل وهو يرد بالموافقه ع أخر رسالة أرسلها له نواف : لا طبعًا مو حلوة أخذك بأول لقاء ممكن بعدين

يحيى تنهد بعبوس ورجع يركز بالبرنامج وبالتحديد بوجه نواف : ملامحه والله تجيب الراس

أصيل رجع يطالع بالتلفزيون بتركيز وهو مبتسم ع فكرة إنه بيقابله شخصيًا بعد شهور من التفكير فيه وبملامحه الهادية

..

بعد يومين

نواف كان يمشي بتوتر بالأستديو وهو يتمتم بكلمات غير مفهومة

فهد همس ليزيد : اللحين هو متوتر كذا كله عشان بيقابل أصيل اليوسف؟ م كان كذا لمن أستضاف مشاهير ثانين..

يزيد بنفس الهمس : يوه فهد م تدري إن نواف أكبر معجب لكتابات أصيل وشخصيته وإنجازاته؟ حرفيًا قدوته العليا وحلمه الدايم إنه يقابله.. واللحين بيستضيفه ببرنامجه الخاص! م ألومه ع توتره وحماسه والله

فهد رفع كتوفه : أول مره بأشوف وجه أصيل هذا، دايم أسمع نواف يتكلم عنه لكن م قد شفته

يزيد ضحك : حتى أنا والله

..

وبوسط توتره ورجفته وحماسه بنفس الوقت هدأ المكان حوله بشكل غريب

بلع ريقه وألتفت ناحية المدخل وتأمل باللي واقف قدامه

حس وكأن الزمن وقف.. والمكان صار فاضي من كل البشر غيره وغير أصيل اللي واقف قدامه بأبتسامة هادية

تحمحم وحط إبتسامة ع وجهه ومشى بخطوات هادية تجاهه : أهلاً فيك سيد أصيل .. تفضل معاي عشان تتجهز للقاء

أصيل بأبتسامته المعتادة : يا أهلاً .. معليه لاحقين ع التجهيز، كيفك نواف؟

نواف بهدوء ظاهري : بأفضل حال الحمدالله

مشى ومشى وراه أصيل واللي كان مبتسم ع توتر نواف الواضح

وصلوا لغرفة خاصة بالتجهيز : سيد أصيل ١٠ دقايق ونبدأ .. خلك مستعد

أصيل دخل للغرفة وألتفت لنواف : طيب بلاش الرسميات هذي.. نادني أصيل

نواف هز راسه بحماس : تمام .. أصيل

نطق إسمه بصوت خافت لكن للدرجة اللي خلت إبتسامة أصيل تتوسع أكثر من قبل

..

أصيل قفل الباب ونواف مشى بخطوات سريع وراح عند فهد ويزيد ودفن وجهه بصدر يزيد وصرخ بصوت مكتوم

فهد خز يزيد ع السريع وبسرعه ضحك وسحب نواف عنه : هيه شفيك شصار؟

يزيد رفع كتوفه لفهد وهو معبس من حدة نظراته له : صار بينك وبين أصيل شيء ؟

نواف هز راسه بحماس ونطق بحماس أكبر : تخخيل سألني عن حالي وقال لي أناديه بدون ألقاب رسمية!!

فهد أبتسم : الحمدالله والشكر وأنت فرحان عشان هالشيء بس؟

نواف خزه ومشى بحلطمة : أصلاً وش يعرفكم أنتوا

يزيد ضحك عليه لكن بسرعة سكت من نظرات فهد الموجهه تجاهه

فهد تنهد ومشى طالع لبرا ويزيد أبتسم بخفة وهو يناديه ويحاول يلحقه

..

تحمحم للمرة المليون وأشر براسه للي واقف ورا الكاميرا بأنه يبدأ التصوير

بلع ريقه ولف راسه تجاه أصيل : اليوم ضيفنا مميز.. وعشان هالشيء ألغينا فكرة الإتصال لهالحلقة..

أبتسم ورجع ألتفت للكاميرا : معانا اليوم الكاتب والمؤثر السعودي أصيل اليوسف ..

ضحك بخفة : أي نعم أصيل اليوسف م غيره .. نبدأ بأول سؤال يا أصيل .. كيف وصلت لمكانك الحالي؟

قال أخر جملة وهو يلتفت لأصيل اللي أبتسم ورد بهدوء : أهلاً فيك يا نواف .. وشرف لي إني أكون من ضيوف برنامجك المميز .. عادةً الناس بيبدون ويقولون إن الفضل لأهلهم ودعمهم له ببداية مشواره لكن أنا هنا وضعي غير ..

نواف بأهتمام عقد حواجبه : كيف وضعك غير؟

أصيل بنفس إبتسامته تنهد : أمي وأبوي توفوا وأنا كنت باقي بالثانوي وقتها .. وكان طموحهم وحلمهم إني أدخل مجال صحي وأصير دكتور وأرفع راسهم .. زي أي عائلة سعودية تتمنى لولدها النجاح .. كنت من أنا صغير عارف طموحي وعارف أيش أتمنى أصير إذا كبرت بس م قدرت أقولها لأهلي لأن وقتها كان راسهم يابس وم يبون إلا اللي يختارونه .. بعد وفاتهم درست وشديت حيلي ودخلت تخصص صحي فعلاً لكن بالسنة الثانية م قدرت أتحمل دراستي لتخصص أنا غير مهتم فيه ولا ل ١٪؜ فحولت لتخصص خدمة إجتماعية .. بأول سنين لي حاولت أصدر كتابي الأول لكن ولا دار نشر قبلته.. ونفس الشيء بالمحاولة الثانية والثالثة والرابعة لكن قبل أستسلم رحت لصاحب دار نشر شخصيًا وأعطيته الطبعة المبدئية لكتابي وأصريت عليه يقرأ لو شوي وإذا م عاد هو مهتم م بفكر أزعجه مره ثانية .. نزلت عنده الكتاب وطلعت من غير أسمع رده لكن الصدمة إنه بحلول أسبوعين تواصل معاي وأعطاني خبر قبوله بنشر كتابي!

نواف أبتسم : ومن كان متوقع بعد كل هالمحاولات وأخيراً بيوافق؟

أصيل ضحك بصوت شبه مرتفع : والله هالجملة قلتها لنفسي ع طول بعد م وصلني إشعار موافقته وقرصت نفسي لين كدمت يدي وكله عشان أثبت لنفسي إني مو قاعد أحلم وقتها..

نواف سكت وهو يتأمل بضحكة أصيل بعيون تطلع قلوب

أصيل تحمحم ورجع أبتسم بهدوء : وقتها قلت لنفسي إن إذا كتابي ضرب بشهرة واسعة م بوقف كتابة .. بس كالعادة تمشي الرياح بما لا تشتهي السفن .. جلست سنتين كامله وكتابي ع نفس وضعه وبنفس الرفوف وأبدًا مو معروف إلا لناس قليل .. أنا وقتها تحطمت كليًا وقلت لنفسي إني فاشل ومو قد هالحلم .. كملت دراستي بنفس التحطيم اللي فيني وم فكرت أحاول أروج للكتاب .. وبالليلة اللي كنت ناوي أحذف فيها نسخة الكتاب الجديدة حصلت صاحبي متصل علي لكن م أهتميت وجلست أتأمل بالكلمات اللي كانت ع شاشتي.. لكن صاحبي كان مصر وم وقف إتصالات وبالنهاية جاء لبيتي وبوسط الليل.. وللحين أذكر وجهه لحظتها ..

أصيل ضحك بخفة : كان معصب ومحترق وهو يصارخ علي ويني من جوالي وليه م أرد! لمن سألته شصار فأجاني إن كتابي صار من أول المبيعات بكل المكاتب الكبيرة! فجأة بليلة وضحاها وبعدها من غير أحس صرت أحصل لي صور بكل مكان وبكل شيء اسويه .. كنت معصب بالبداية وليه ينشرون صورتي وأنا أزور المياتم والمستشفيات لأن هالشيء يخصني أنا ولطالما تمنيته يكون سري الخاص فيني .. لكن هذي ضريبة الشهرة

نواف أبتسم : والله قصة كفاح بطلة وقوية .. وأفضل م فيها إنك م أستلسمت حتى بعد م فقدت الأمل كليًا .. ونحب نوجه الشكر لصاحبك اللي طب عليك بأخر الليل ورجع لك الأمل بطرفة عين .. لولا الله ثم هو م كان شفنا كتاباتك المبهرة حاليًا

أصيل ضحك ولف للكام : نشكر يحيى ع صبره علي طوال هالسنين وكيف كان سبب كبير في إني أوصل للنجاح اللي أنا فيه الآن ولله الحمد

..

كملوا البرنامج بهدوء ومره يقطون نكت ع بعض ومره يفتحون سالفة جدية وأستمر وضعهم كذا لين خلص البرنامج وأثنينهم قاموا مع بعض متجهين لعلب الماي

أصيل أبتسم : نواف شخصيتك عفوية جدًا ومميزه .. إذا م تمانع حاب نتعرف أكثر؟

نواف اللي بدأ ياخذ راحته مع أصيل وهو م يدري ليه لكن وجود أصيل حوله وهدوءه خلاه يصير هادي هو الثاني : أبدًا م أمانع .. بالعكس بيكون شرف لي أطلع معاك أصيل

أصيل مد جواله لنواف عشان يسجل رقمه : يناسبك بعد يومين؟ بكون فاضي وقتها وناوي أتمشى بس م عندي أحد

نواف ضحك : ويحيى اللي كان معاك طول هالسنين وين راح؟

أصيل بأبتسامة واسعة : يحيى كان طالب طب ولا زال ينكرف وكأنه طالب جامعة حتى رغم إنه دكتور

نواف أبتسم: الله يوفقه، أجل تم ولا يهمك إن شاءالله بعد يومين نتقابل

أصيل هز راسه بإبتسامة ومشى

..

وقف قدام المرايه وهو يتأمل بلبسه كان هودي أسود وجاكيت طويل بني وبنطلون جنز اسود

تأفف بعد ثواني وراح فصخ كل شيء ورجع لبس بلوفر عنابي وبنطلون جنز أزرق ونزل شعره ع عيونه

رجع تأفف مره ثانيه وفصخ كل شيء ولبس بلوفر أزرق فاتح وجنز أسود وما غير شعره

تأمل بنفسه لثواني وقبل يتأفف للمرة الثالثة صدح صوته العالي كاسر الصمت : لو تتأفف مرة وحدة زيادة قسم بالله لألبسك كيس زبالة وأطردك برا الشقة

نواف تأمل بيزيد ورفع حاجبه

يزيد اللي كان متكي ع باب الغرفة : نعم؟ عندك إعتراض؟ وترا لبسك هذا حلو خلاص خذ أغراضك ورح تراك متأخر

نواف فتح جواله واللي كان جديد هالمرة ومن أخر إصدارات أبل وشاف الساعة ٤:٠٥ وشهق بصدمة وبسرعة سحب جاكيت أسود طويل ووشاح ومفتاحه وطلع يركض

يزيد ضحك بخفة : تأخر خمس دقايق وبغى يموت من الصدمة

فهد قرب من وراه وحضنه بخفة وباس رقبته : همم؟ قاعد تحارش نواف كالعادة؟

يزيد لف لفهد وجاء بيبوس شفته بس فهد صد براسه بزعل

يزيد تنهد : يا أبن الحلال أفهم أنا م سحبت نواف وقلت له يحط راسه بصدري! الولد من الخقة سواها لا تلقائي ولو هو بعقله م كان قرب مني أصلاً!

فهد م رد وجلس صاد

يزيد كتف يدينه : يعني عادي أنت تبوسني وتحضني لكن أنا لا؟

فهد هز راسه بموافقه بدون ينطق

يزيد أبتسم فجأة وهمهم بهدوء وبدأ يمشي

فهد شك بإبتسامة يزيد ومشى وراه بتردد واضح

دخل يزيد الغرفة وفصخ البنطلون اللي عليه بشويش وهو متعمد يبرز مؤخرته وبعدها رفع نفسه وفك الهودي الأسود وهو يتأوه بتمثيل : آاااه ليه الجو صار فجأة حار؟ بروح أتروش ..

فهد بلع ريقه وهو يحاول يصمل ع زعله

يزيد يالع بفهد بطرف عينه وشاف كيف للحين صامل و همس بخفة : تبي المعيار الثقيل صح؟ معليه معليه أنا أوريك

كمل مشي وفصخ البوكسر وصار عاري بالكامل قدام فهد اللي متصنم قدام باب الغرفة

يزيد مشى للحمام بنفس العُري ودخل بدون م يقفل الباب وصرخ بصوت عالي سامح لفهد يسمعه : معاك ٥ ثواني م جيت هنا والله م تلمسني أسبوع كامل، ٥ .. ٤ .. ٣..

وقبل يكمل عد قاطعه صوت تنفس فهد العالي وجسمه العاري بالكامل واقف قدامه

يزيد أبتسم بفخر وكتف يدينه : صدق م تمشي إلا بالعين الحمراء..

قطع كلامه لمن شاف نظرة فهد تجاهه وتجاه جسمه وبلع ريقه وبدأ يحس بندم لأنه مو مستعد للألم اللي بيجيه والأكيد المخلوط بالمتعة

..

بمقهى ***

نزل من دراجته وبسرعة رفع جواله يتأكد من الوقت وكان ٤:١٥ تنهد ومسح ع وجهه ورتب شكله وسحب جاكيته الطويل والشال الأبيض ودخل لداخل

دور بعيونه لوجه أصيل ولمن حصله بأخر المقهى أبتسم بهدوء وتقدم لطاولته

أصيل أول م شافه أبتسم ومد يده : يا أهلاً

نواف مد يده بالمقابل وابتسامته توسعت : يا هلا فيك

أصيل أشر لنواف ع الكرسي قباله وجلسوا قدام بعض

نواف بتوتر حك راسه من ورا : طولت عليك؟

أصيل حط عينه بعين نواف ونطق بصوت ثقيل : أبداً .. توي جيت قبلك بدقايق

نواف تنهد براحة ورفع راسه لفوق كحركة تلقائية لمن يتنهد

أصيل تأمل بتفاحة آدم البارزة وبلع ريقه ونزل عيونه للمنيو ونطق بصوت أثقل : م عرفت شنو تفضل وقررت م أطلب لين تجي عشان نطلب مع بعض .. شنو حاب؟

نواف نزل راسه وعقد حواجبه بتفكير وكعادة منه بدأ يفكر بصوت عالي : أخذ آيس امريكانو؟ بس لو شربته اللحين م بنام إلا الصباح .. أجل باخذ فرابتشينو القهوة أخف فيها

أصيل أبتسم من غير يحس وظل ساكت يتأمل بملامح نواف

نواف أستغرب وتحمحم : أصيل معاي؟

أصيل رمش مرتين وصد بوجه : أي أي أجل فرابتشينو؟ تم وتبي حلى ولا بدون؟

نواف صغر عيونه لثواني وبعدها أبتسم : لا بدون، أحس الفرابتشينو حالي بما فيه الكفاية

أصيل بلع ريقه للمرة المليون وهز راسه بخفه ورفع يده للموظف واللي بسرعة أنتبه له وتقدم لعندهم وأخذ الطلبات ومشى

أصيل نزل المنيو ع جنب وأرخى ظهره ع الكرسي : نواف كم عمرك؟

نواف أرخى ظهره هو الثاني : أظن بدخل ٢٥ بعد كم يوم..

أصيل تقدم لقدام من غير يحس : متى تاريخ ميلادك؟

نواف طالع بجواله ثواني ورجع رفع راسه : ٢٢ نوفمبر

أصيل بصدمة : يعني بعد بكرة!

نواف هز راسه بموافقة وهو يشوف قهوتهم وصلت والموظف جالس يرتبها ع الطاولة ومد لهم الفاتورة

نواف بسرعه طلع بطاقته ومده للموظف اللي كان بياخذها بس أصيل سحب البطاقة من يده ودخلها بجيبه ومد بطاقته

نواف أنصدم : هيه لحظة!

أصيل رفع حاجبه : خير؟ أنا اللي عازمك شعندك؟

نواف كتف يدينه : بس أنا أبي أحاسب!

أصيل مد لسانه : موب ع كيفك!

نواف وهو مكتف يدينه بعصبية عقد حواجبه بزعل

أصيل تأمله لفترة م تقل عن ٥ دقايق وبهدوء نطق : خلاص طلعتنا الجاية ع حسابك بس لا تعبس

نواف جمد مكانه وهو يحس بقلبه يرقص من طاري إن أصيل ناوي يطلع معاه مره ثانية وبتغيير سريع للموضوع نزل يدينه وأخذ القهوة : م قلت لي كم عمرك أنت؟

أصيل ضحك : كم تعطيني

نواف بتفكير عميق : ٢٧ أو ٢٨

أصيل بأبتسامة هادية : قربت .. عمري ٢٩

نواف تأمله بصدمة : واه يعني قدك بتصير ثلاثيني جاد!

مجرد نطق كلمته وأستوعبها شهق وحط يده ع فمه بصدمه وعيونه توسعت ..

أصيل ضحك بقوة لدرجة كتوفه بدت تهتز من قوة الضحك بينما نواف للحين مخروش كيف طيح الميانة كذا ع طول وبتوتر نزل يده : أعتذر والله م كان قصدي

أصيل هز راسه بنفي وهو ياخذ نفس : لا تعتذر أعجبني إنك وأخيراً بديت تاخذ راحتك معي

نواف فرك يدينه ببعض بتوتر وبدأ يتأمل المكان حوله وبوسط تأملات أصيل له صدح صوت طفل عالي : نووووااافففف

وفجأة نط بحضنه وحضنه بقوة

نواف أنفجع ولمن شاف ملامحه م كان إلا أخوه الصغير فيصل

تلفت حوله يدور مع من جاء وأنتبه لرهف اللي مخبيه وجهها بيدها من صدمتها وإحراجها

تنهد وتأمل بفيصل وقام وقف ولف لأصيل بأحراج : بس دقايق

أصيل هز راسه بهدوء : خذ راحتك

نواف طالع بفيصل اللي ماسك أصبعين من يده بكامل يده وكانت أصابع نواف كبيره بين يد فيصل الصغيرة أبتسم بخفة ومشى تجاه طاولة رهف اللي وقفت أول م شافته وأعتذرت بصوت شبه باكي : والله نواف م دريت إنك هنا جيت هالمقهى والله ع أساس بذاكر لأنه قريب للبيت وعطيت فيصل جوالي وم أنتبهت إنه قام عندك إلا لمن وصل لطاولتك ومدري أصلاً كيف شافك

نواف طالع بتوترها وأبتسم لها بخفة يطمنها : معليه م صار شيء .. باقي تذاكرين؟

فيصل قاطعهم فجأة ونطق بعيون واسعه ومليانة رجاء : نوااف خذني الألعاب معك بلييز

رهف بحدة لفت لفيصل : ولا كلمة وأمش معي مو بكيفك!

فيصل عبس ومد شفايفه بحزن ونطق بصوت عالي : أنتي أصلاً م تحبين نواف كل م أقولك أبي أكلمه تقولين بعدين بس م تتصلين أبدًا!

رهف شدت ع يدينها ورفعت عيونها المليانه دموع من فيصل واللي سبب مشهد بالمقهى وبدت تلم أغراضها : أسفه نواف ع إزعاجك لو دريت إنك هنا م كان جيت وسببت لك إحراج

نواف رغم كل اللي صار حس بنغزة بقلبه وأبتسم لرهف ومسك يدها وخلاها تجلس وجلس قبالها بينما فيصل جلس بحضنه : معليك أهدي اللحين وقولي لي باقي بتذاكرين؟

رهف نطقت بهدوء : أيوه إمتحاني بكرة مضطره أذاكر لكن أم..أمي بالمستشفى وأبوي معاها ومحد مع فيصل وم أمن عليه مع الخدم

رهف توترت لمن جابت طاري أمها تدري إن نواف يكرهها ويفكر إن لو أبوه م تزوج الثانية أصلاً م كانت بتنولد رهف وبتموت أمه بس نظرة نواف القلقانه صدمتها .. واللي صدمها أكثر جملته اللي نطقها بنبرة قلقة : شفيها عم.. أمك؟

نواف حاول يسميها عمه لكن هالشيء كان باقي كثير عليه..

رهف أبتسمت لمحاولته اللي تُذكر ونطقت بهدوء : لا بس لها فترة تحس بأرهاق وفجأة أغمى عليها وطلع سوء تغذية ..

نواف عقد حواجبه : وليه عندها سوء تغذيه؟

رهف بهدوء : أهلكت نفسها بوظيفتها ونست عن نفسها

نواف تنهد بخفة : وكيفها اللحين؟

رهف : بخير بس تحت الملاحظة لهاليومين

نواف سكت بتفكير وهو يطالع بفيصل بحضنه واللي كان يلعب بأصابع نواف بهدوء وبعد دقايق رفع راسه : خلاص أجل أنت ذاكري وأنا باخذ فيصل معاي ولمن تخلصين أتصلي علي أجيبه لك

رهف وقفت بصدمة : ك..كيف؟

نواف حك راسه بتوتر : إذا م عندك مانع يعني

رهف أبتسمت بقوة : بتسوي فيني خير والله

نواف قام وقف وجاء بيطلع لكن رهف وقفته : ل..لحظة م عندي رقم جوالك

نواف جمد مكانه .. تو يستوعب إن فعلاً م عنده رقم أخته الوحيدة!

بلع غصته ولف لها وأبتسم بخفة : صح نسيت .. خذي أكتبي رقمي

رهف هزت راسها وطلعت جوالها وسجلت الرقم بهدوء

نواف شافها تسجل أسم بس م أهتم وكتأكيد نطق : دقيقه بتصل عليك بس عشان أتاكد

رهف هزت راسها بهدوء بعد م حفظت الأسم : يلا أتصل

نواف ضغط زر الإتصال وعينه بجوالها وفعلاً نورت شاشة جوالها لكن حس بعظامه تبرد بصدمة لمن قرأ الإسم واللي م كان غير ' سّندي ❤️'

مشى بصدمة وهو يحس هالكلمة ثقيلة عليه و ع قلبه .. طول عمره ساحب عليها بس هي وبكل لطافة معتبرته سندها.. وقبل يبتعد كليًا سمع همسها الخفيف : شكراً لك نواف

ومن نبرتها يقدر يجزم بأنها مو جالسة تشكره عشان فيصل .. بس جالسه تشكره ع إنه عطاهم فرصه وقاعد يحاول يحسن العلاقة بينهم

أبتسم بخفة وكمل طريقه ورفع فيصل بحضنه : هاي يا بطططل شرايييك نروح نلعب ببيتي؟

فيصل رفع يدينه لفوق بحماس : أيووووه!!!

نواف وقف عند طاولة أصيل وأبتسم : أعتذر أصيل لكن مضطر أمشي

أصيل وقف معاه : آسف إذا تطفلت عليك لكن سمعتك تقول بتاخذه تلعبه ببيتك؟ شرايك أعزمك عندي؟ منها نكمل سوالفنا ومنها أخوك الصغير يقدر يلعب بالحديقة اللي ببيتي وتقدر تراقبه وتأمن عليه بدون تقلق

نواف فكر فيها وشافها فكرة مو سيئة وهز راسه بهدوء : طيب عادي أعزم أصحابي؟ إذا بنضايق..

أصيل قاطعه بسرعة : أي أكيد خلهم يجون بتزيد الوناسة ع كذا

نواف أبتسم له بأمتنان ورفع جواله وأرسل لفهد ويزيد بعد م علمه أصيل ع المكان وما نسى يقول لفهد يجيب أخوه الصغير ( وسام )

طلع لبرا المقهى وكان واقف بوهقه وهو يتأمل بدراجته وبفيصل اللي بين يدينه لف بيرجع للمقهى يكلم رهف ع أساس تساعده وتخلي سواقهم يجيب سيارة ثانية بس تذكر أصحابه ورجع وقف برا ورفع جواله لكن قبل يتصل ع أحد حس بكتمة بصدره وتنفسه بدأ يصعب

تلفت حوله يبي يعرف السبب وهو ينزل ع الأرض ويكح بقوة بينما فيصل خاف وركض للمقهى ينادي رهف

لمح نواف الثلاث اللي كانوا واقفين برا المقهى وكلهم يدخنون بشراهه ..

ضرب ع صدره بخفة وهو يتذكر جاكيته اللي نساه داخل واللي كان فيه البخاخ

رهف ركضت له مفجوعة بس قبل توصل له شافت أصيل بيده جاكيت نواف وقاعد يدور بجيوبه وبسرعة حصله وحطه عند فمه وبخ بختين

ثواني ورجع تنفس نواف للطبيعي وطالع حوله وشاف كذا شخص يطالعون فيه بفضول تنهد وقام وقف وطالع برهف اللي كانت خايفه وعيونها تلمع قرب لها وربت ع كتفها : أنا بخير معليك بس الدخان كتمني

رهف برجفة : عند..عندك ربو؟

نواف زفر أنفاسه : ربو حاد جاني من سنة تقريبًا فجأة كذا بس اللحين تطمني وأرجعي ذاكري ..

سكت ثواني وأبتسم لها : وموفقه يارب

رهف ردت له الإبتسامة رغم قلقها عليه بس عطته فيصل ورجعت لداخل

نواف لف لأصيل وبأستغراب : أنت كيف عرفت وين البخاخ؟

أصيل كتف يدينه بفخر : لمحت العلبة لمن طلعت جوالك بالمقهى

نواف ضيق عيونه بعدم تصديق : وكيف عرفت كم بخة؟

أصيل ضحك : بقولك بالطريق اللحين أمش أركب معاي لأنك مستحيل تركب طفل دراجة نارية

نواف بسرعة نطق : لا لا م بتعبك بكلم أصحابي يمروني

أصيل بحدة : اللحين أنا وأنت رايحين لنفس الوجهة ليه تتصل ع أصحابك وتمشورهم؟ لمن قدك راجع لهنا تنزل فيصل خل أصحابك يوصلونك مو مشكلة

نواف تنهد : ع كذا يلا مشينا

أصيل أبتسم ومشى قدامه وركبوا السيارة وحركوا

وقتها أنصدم نواف إن أصيل قد قابله من قبل شهور بمقهى لمن صارت له أزمة ربو وشاف اللي يساعده يعطيه بختين ومن وقتها م نسى

..

بعد ربع ساعة

وقف أصيل سيارته قدام فيلا كانت رايقه وكبيرة وقدامها حديقة مرتبة ومنسقة وفيه مشب خارجي ومسبح من الجهة الخلفية

نواف م كان مصدوم لأن بيت أبوه أفخم من كذا .. بس تحمحم ولف لورا يصحي فيصل اللي نام بوسط الطريق : فيصل يلا وصلنا

فيصل م تحرك

نواف رفع صوته : فيصل ترا بلعب كوره لحالي وأخلي..

م كمل جملته إلا وفيصل صحى وفز بقوة : صحيت صحيت

نواف ضحك ونزل وجلس ينتظر فيصل ينزل معاه

أصيل تأمل بضحكته وكيف يلاعب فيصل ويحارشه بين فترة وفترة وتوسعت إبتسامته وهو يتأمل فيهم ويمشي وراهم بهدوء

نواف ظل يلعب فترة مع فيصل اللي صوت ضحكاته العالية كسرت جو المكان الهادي ومجرد لاحظ فيصل الألعاب الموجودة بالحديقة ركض بحماس لها وتارك نواف اللي م قدر يرتاح وراح يجلس برا بالكراسي وهو يراقب فيصل ومبتسم

أصيل كلم الخادم يرتب الجلسة الخارجية بالحديقة ومشى متوجه لنواف وجلس جنبه وثواني ووصل يحيى وجلس معاهم وبدأ يسولف ويضحك وأصيل هادي ومبتسم لين فجأة ضحك بقوة وهو مركز مع يحيى ومصيبته

نواف من غير يحس ألتفت جهة أصيل وجلس يتأمله ويتأمل ضحكته القوية ووجهه اللي حمّر من قوة ضحكه .. رغم إنه م كان مركز معاهم بسالفتهم لكن فجأة حس بقلبه يتخطى نبضه من نبضاته من منظر أصيل قدامه

بلع ريقه وهو للحين يتأمل بحركات أصيل الجذابة بالنسبة له وهالشيء خلاه بدأ يحتر

م حس بنفسه إلا بيد أصيل ووجهه اللي مبتسم بوسع ويقدر يحلف من نظرة أصيل إنه قفطه يتأمل فيه..

أنحرج وتحمحم وصد بوجهه ونطق بتوتر : ه..هلا

أصيل بنبرة واضح فيها الضحكة : أبد سلامتك لكن جوالك قدله فترة يرن وشكلك م حسيت

نواف وسع عيونه بصدمة وقام وقف بأحراج وهو يرد ع الإتصال ويمشي مبتعد بينما عيون أصيل للحين عليه وهو يحس إن نواف يفكر فيه زي م هو يفكر تجاهه

يحيى نطق بهدوء وهو الثاني يتأمل بنواف : آهخ نواف موجود بييتك والأدهى موجود قدامي .. آه ياقلبي بس الله يرحمك والله ياهو كتلة جمال ووسامة و..

أصيل لف ليحيى ونطق بحدة : ولد! أمسك لسانك وعلومك!

يحيى كتف يدينه وهمس بحلطمة : أنت مو ضد هالسوالف شعندك اللحين؟

أصيل م رد عليه وطلع جواله وهو يطقطق فيه بهدوء

..

نواف واللي كان يكلم فهد ع الجوال :" أيوه بعد م تاخذ اللفة اللي ع اليمين بتقابلك مجموعة فلل، أول فلة ع يمينك هي فلته لمن توصل أضرب هرن وبيفتح لك الحارس البوابة"

قفل جواله وقرر يوقف مكانه ينتظر أصحابه يجون وهو مقنع نفسه إن السبب هو عشان أصحابه م ينحرجون، بينما السبب الحقيقي إنه للحين منحرج إن أصيل قفط نظراته

سمع صوت الهرن ومشى بخطوات هادية لين قرب للبوابة ووقف ينتظرهم

دخلت سيارة فهد وركنها ع جنب ونزلوا مع بعض وبطريقهم لاحظ نواف إن يزيد كان يخز فهد بنظراته أول م نزل وبعدها صد وأبتسم له بينما وسام ع طول من غير ينحرج ركض للحديقة وجلس يلعب مع فيصل

نواف أستغرب نظرات يزيد الحادة الموجهه لفهد بس م أهتم وهمس ليزيد لمن وصل عنده : أقولك قلبي بيطلع من مكانه .. أنا ببيت أصيل اليوسف واه أحس أني بحلم وم..

قاطع كلامه بصرخة : آه وجع ليه قرصتني!

يزيد أبتسم ببراءه : عشان أثبت لك إنك بواقع مو حلم شفيك؟

نواف فجأة حس براسه حرش وضرب راس يزيد بقوة متوسطة وركض بسرعة أول م شاف يزيد يشمر ثوبه ومن غير يحس نط بين يحيى وأصيل وجلس جنب أصيل وسحبه وتخبى ورا ظهره، أصيل طاح جواله وجمد وهو يحس بأنفاس نواف السريعة تضرب بظهره

بينما يزيد تصنم مكانه أول م أستوعب إنه طب عليهم كذا

نواف أول م شاف نظره يزيد هو الثاني أستوعب وقام وقف بخرشة ووقف جنب يزيد وتحمحم : ا.. أصيل هذا يزيد واللي ورانا فهد ومعاه أخوه الصغير وسام

ولف ليزيد وهو يخزه بقوة : يزيد هذا أصيل واللي جنبه يحيى

أصيل ضحك بخفة ونطق وهو يمد يده : أهلاً فيك يزيد .. تشرفنا

يزيد مد يده يصافحه وملامح وجهه متوهقه وبنفس اللحظة همس له فهد لمن وقف جنبه : الشرف لي..

يزيد أبتسم بسرعة : يا هلا فيك .. والشرف لي

فهد أبتسم هو الثاني ومد يده يصافح أصيل ويحيى

نواف رجع جلس جنب أصيل

بينما فهد ويزيد جلسوا جنب بعض قبال أصيل ونواف اللي كان يتأمل بلعب فيصل ووسام وبقلبه شعور لطيف لهاللحظات

..

بعد ٢٠ دقيقة

نواف واللي عرقه البارد بدأ يتصبب منه وكله من نظرات أصيل تجاهه واللي يعطيه ياها بين فترة وفترة حتى لو م نطق حرف

أنقذه ركضة فيصل السريعة تجاهه واللي طب بحضنه وهو يضحك

نواف باس راسه وقعد يرتب شعره وسحب علبة ماي وفتحها له : هاك حبيبي أشرب شوي

فيصل هز راسه بحماس وبدأ يشرب من الماي

وسام مشى لعند نواف وكتف يدينه بزعل : نوووافي لييه م عاد تحبني؟ ليه هو يجلس بحضنك وأنا لا؟ نسيتني؟ أصلاً واضح تكرهني لأنك م عاد جيت تشوفني!

نواف أبتسم وهو متعود ع وسام يدلعه كذا وخصوصًا إنه داييم يلعب مع وسام واللي كان بطريقةً ما يعوضه بحس أخوه الصغير حوله لكن قبل ينطق بحرف فجأة صرخ فيصل بعصبية وبنفس الوقت بنبرة باكية : لا ! نواف حقيي أنا !! أنا أول مرة ألمسه وأحس فيه! أنا دايم أشوف بابا يكلمه بالصور ويسولف له ويقول لي عنه إنه طيب ويحبنا وااجد وإنه بيساعدنا داييم حتى لو هو بعيد بس م كنت أقدر أكلمه لأن بابا يقول إن نواف معصب وم يبي يكلم أحد اللحين.. والمعلم حقي قالي إذا أحد معصب م يصير نزعجه..

سكت ولف لنواف وضم وجهه بيدينه : بس اللحين نوافي مو معصب صح؟ لأنك لعبت معاي وكلمت رهف وضحكت معاها صح؟

نواف دمعت عيونه ورفع راسه لفهد وهو يحس بالغصة تكبر بحلقه وم علق وهو يسحب فيصل بقوة لصدره واللي بدأت شهقاته تطلع

بعد كلام فيصل وإنهياره المكان صار هادي ومحد تجرأ يقول حرف

فهد ضحك بخفة : وسام حبيبي روح كمل لعب وشوي وأجيك أنا ويزيد نلعب معك طيب؟

وسام بخوف طالع بفيصل لثواني وهز راسه بتردد ومشى بعد م نطق بخفوت بـ 'آسف' وهو قاصدها لفيصل

فهد طالع بنواف : تعال معاي شوي

أصيل وقف بسرعة : بروح معاه أنا لداخل وأهديه، أنت روح لأخوك ولا تخليه يحس بذنب وهو م غلط بشيء

فهد طالع بنواف اللي هز راسه بخفة ووقف وبحضنه فيصل ومشى لداخل

يحيى ويزيد وقفوا مع فهد وراحوا لوسام وضلوا يلعبون معاه ويشتتونه

..

داخل البيت .. بغرفة أصيل

كان نواف جالس ع السرير وبحضنه فيصل اللي بدأ يهدأ ونواف بلع ريقه ونطق بهدوء : فيصل حبيبي خلاص أنا اللحين معاك وبجي دايم أشوفك وألعب وياك طيب؟

فيصل رفع راسه وعيونه وأنفه محمّرين بشدة : وعد؟

نواف هز راسه بخفة وأبتسم : وعد

فيصل مسح عيونه بطرف قميصه ونطق : حتى لو تعصب مره ثاني لا تطول وأنت معصب تعال وأنا بخلي العصبية تخاف مني وتروح!

نواف رفع راسه لفوق يمسك دموعه : طيب حبيبي م عاد بعصب

أصيل واللي كان واقف من اليوم ويهدي نواف بنظراته تقدم و جلس جنب نواف وطبطب ع ظهره بخفة

نواف بعد فترة نطق وهو يلعب بشعر فيصل بحضنه : فيصل كيف بابا كان يسولف لي بالصور؟

فيصل بعد عن حضنه وتلفت بالمكان شوي وشاف ورقه ع مكتب أصيل وراح لها سحبها ووقف قدام نواف وبدأ يشرح له : كان يمسك صورتك وكانت صغييرة مو زي الورقه هذي وكان يجلس وأنا بحضنه ويقول لي إن أسمك نواف وإنك تحبنا كلنااا بس أنت لأنك معصب ع غلط بابا سواه م تقدر تجينا بس قال لنا أنك بتحمينا من أي شيء أنا فرحت لأنك بتحميني حتى من مدرستي وأنا سألته قلت له 'نواف يعني هو أخوي الكبير؟' وبابا قال لي أيوه أنت أخوي الكبير والقوي

نواف شد ع يدينه والندم قاعد يتخلل فيه لأعماقه وردد جملة فيصل بهمس : أخو..أخوك الكبير؟

فيصل هز راسه بقوة ورجع جلس بحضن نواف : أيوه أنا دايم أشوف الأولاد بمدرستي عندهم أخوان كبار ودايم يساعدونهم ودايم يضحكون علي لأن أنا م عندي أخ كبير زيهم وقلت لهم أنت عندي لكن م صدقوني لأنك م جيت مدرستي وقلت لهم إن حتى عندي أخت كبيرة بس ضحكوا علي أكثر لأن أنا م أقدر أجيب رهف لمدرستي

نواف يدينه بدت ترجف بقوة : فيصل الأولاد بمدرستك يضحكون عليك؟

فيصل هز راسه وعبس : أيوه ودايم ياخذون فلوسي يقولون لأن بابا غني وأكيد بيعطيني فلوس غيرها

نواف غمض عيونه بقوة وهو يحاول يمسك نفسه : وليه م قلت لبابا؟

فيصل نطق بخفوت : بابا كان تعبان كثير وم قدرت أقوله..

فيصل سكت ثواني ورجع أبتسم بقوة وضم وجه نواف بين يدينه : بس اللحين أنت موجود وبتحميني عشان كذا قلت لك!

نواف فتح عيونه ومسك نفسه وأبتسم لفيصل : صح اللحين أنا معاك ومحد بيضحك عليك مره ثانية، شرايك بكرة أنا أوصلك لمدرستك وأوريهم كيف أنت عندك أخ كبير وقوي؟

فيصل نط بحماس : صدق صدققق!

نواف ضحك وباس راسه : والله صدق

فيصل رفع يدينه لفوق بحماس وصرخ : يسسسس بتخوفهههم كلهم لأن أنت أكبببر مررره من أخوانهم وكلهم بيصيرون يخافون مني بروحح أقووللل لوسام

طلع يركض من الغرفة وهو مستانس وصوت ضحكاته تعلى بينما أصيل أبتسم ع ردة فعله

بس مجرد أختفى فيصل من نظر نواف ع طول شهق بقوة وحط يده ع فمه ودموعه نزلت

أصيل أنصدم وبدون تردد سحب نواف لحضنه وبدأ يطبطب ع ظهره وهو يحاول يهديه

نواف نطق بشهقة : أ..أنا كي..كيف قدرت أتركهم! كي..كيف قدرت م أكون لهم سند وأخ كبير .. أ..أبوي تعبان وأنا مو حوله.. أبوي صار يسولف لصور لي كله عشان شيء م كان له ذنب فيه! أنا ليه حقير وأناني كذا .. أمي لو للحين حية م كانت بترضى ع كل اللي سويت.ه

أصيل طبطب ع ظهره : نواف أنا ماني فاهم أيش صار بينك وبين أهلك لكن ترا كل إنسان يغلط وممكن أبوك سوا شيء بالماضي وم قدرت تسامحه لكن أخوك وأختك مالهم ذنب باللي صار وأمك الله يرحمها أنا متأكده إنها فخورة فيك وفي اللي وصلته وإنها بتكون راضيه عليك .. لكن بتفرح أكثر لو تعطي أبوك فرصة ثانية وتكون سند لأخوانك

نواف مسح دموعه ومن غير يحس بدأ يسرد لأصيل : أبوي قبل سنين طويلة تزوج للمرة الثانية لأن أمي ما عادت تقدر تخلف بعد م جابتني وأبوي يبي تكون عنده ذرية وأمي كانت راضيه وكانت داعمه له ولفكرة زواجه خصوصًا وإن أبوي كان عادل بينها وبين زوجته كنت وقتها عمري ٥ سنين وبأول سنة بعد زواجه خلفت زوجته بنت وسمتها رهف وكنت أحبها رغم إني كاره أمها وأشوف إنها سرقت أبوي مننا .. مع الوقت كبرنا أنا ورهف مع بعض وكنت لها كل شيء تحتاجه وتبيه وكنت مدلعها وبعد سنين طويلة حملت زوجته للمرة الثانية وجابت فيصل ووقتها كانوا كلهم فيصل ورهف وعمتي رايحين لأهل زوجة أبوي وأبوي كان هو اللي موصلهم وقبل يرجع لنا رهف فجأة تعبت وصار عندها ضيق تنفس وأضطر يوديها للمستشفى وبنفس الوقت أنا أمي تعبت وطاحت مغمى عليها وما كان فيه أحد عندنا وبوسط خوفي وإرتباكي أتصلت ع أبوي اللي قال لي أتصل ع الإسعاف لأنه م يمديه يجينا وإن رهف تعبانه وبالمستشفى وأقل شيء بياخذه هو ساعتين ع م يوصل لنا وأنا بلحظتها حقدت ع زوجته ورحت إتصلت ع الإسعاف.. لكن بالوقت اللي وصلوا فيه كانت أمي قد ودعت الحياة بسبب جلطة بالمخ .. أذكر وقتها كان عمري ١٩ وعمتي وأبوي اهتموا بكل شيء يخص الجنازة وأيام العزاء وضلوا معاي لوقت طويل حتى رغم إن فيصل كان باقي عمره بالشهور .. بعد كم أسبوع من العزاء صرخت بوجه أبوي وعمتي ورهف إنهم هم السبب بوفاة أمي وإن لو رهف م أنولدت وتعبت كان أمي للحين بخير وبعدها طلعت من البيت وسجلت بالسكن الجامعي من مصروفي اللي من أمي ومن وقتها م عاد قابلت رهف ولا دخلت هذاك البيت مره ثانية إلا قبل كم شهر

أصيل تنهد بخفة ومسك يدين نواف : أبوك م كان السبب بوفاة أمك.. حتى لو كان موجود وقتها طالما الجلطة ضربت بدماغها فمهمًا صار محد كان قادر يسوي شيء .. وهذا كان يوم أمك اللي ربك كاتبه لها وما يصير تعترض ع قضاءه وقدره .. ورهف أكيد إنها أنجرحت منك خصوصًا وإنكم كنتوا قراب لبعض وحتى فيصل وعمتك مالهم ذنب بأي شيء حصل.. أنت غلطت ع نفسك وعليهم بس بعد محد يقدر يلومك كنت باقي صغير والصدمة في إن أمك توفت قدامك خلتك تسوي اللي أنت سويته وأكيد الكل عاذرك لكن اللحين صار دورك تعذرهم وتعتذر منهم

نواف تنهد وميل راسه ع كتف أصيل : هذا اللي كنت أفكر أسويه من فترة..

أصيل أبتسم بخفة ومسح ع راس نواف : لا عاد تفكر، وأبدأ نفذ

نواف همهم بهدوء

أصيل نطق بهدوء : ولا عاد تلوم نفسك عشان فيصل بعد، أنت باقي م تأخرت عليه باقي يمديك تكون معاه متى م أحتاج أخوه الكبير يكون جنبه

نواف تنهد بثقل : تتوقع يكرهني؟

أصيل نفى : لا .. أنت شفت نظراته لك وكيف واثق فيك ومستقوي فيك؟ نظرته ماهي نظرة كره هالشيء أضمنه لك

نواف تعدل وأبتسم لأصيل : شكراً لك وآسف إذا خربت الليلة

أصيل أبتسم له هو الثاني : أبدًا م خربت شيء .. ولا عاد تشكرني.. أنا مرتاح أنك فضفضت لي وتكلمت لي

نواف أبتسم وما نطق

أصيل قام وقف : يلا نرجع لهم؟

نواف هز راسه وقام وقف ومشى وراه

..

بعد جلسة ضحك وسوالف كانوا كلهم حاليًا مجتمعين ع طاولة العشاء

يزيد وفهد جنب بعض وجنب فهد من اليسار كان وسام وجنب وسام كان فيصل بينما من الجهة المقابلة لهم كانوا نواف وأصيل جنب بعض وجنب أصيل يحيى

كان العشاء عباره عن مشاوي دجاج وكباب ونوعين رز برياني ونوعين مختلفه بيتزاء وعصاير غازية وطبيعيه

فهد مسك صحنه وبدأ يحط أكل له وبتلقائية سحب صحن يزيد وبدأ يحط له حاجات من غير يقول له يزيد شيء واللي كان مبتسم ع حركته

يحيى حط له بكوبه عصير غازي وسأل يزيد بما إنه كان الأقرب له : تبي مشروب غازي؟

قبل يرد يزيد نطق فهد بسرعة وبقلق : لا ! إذا فيه عصير تفاح يفضل

يزيد ضحك : أيوه إذا فيه عصير تفاح باخذ

يحيى بضحكة : مسوي نظام رياضي وصحي ولا وش

فهد خزه بنظراته وقبل ينطق بشيء.. مد يزيد يده وضغط ع فخذ فهد بخفه وأبتسم ليحيى : لا، لكن إذا شربت غازيات يرتفع الجلكوز عندي وأضطر أخذ أبر تنزله

يحيى طاحت إبتسامته : ع..عندك سكر؟

يزيد بنفس الإبتسامة : لا لكن حاجات معينة تسبب لي أرتفاع طفيف فيه وأضطر أتحكم فيه عشان م أخذ أبر بشكل دائم

يحيى أنحرج خصوصًا وفهد يخزه بنظرات حادة من اليوم

بينما عند أصيل ونواف كانوا بعالمهم الخاص وأصيل يحط له بصحنه ويحط لنواف اللي يقول له يوقف يحط لأن صحنه أمتلى لكن أصيل يعاند ويزيد له

ووسام وفيصل جالسين يلعبون برجلهم وينتظرون أحد يحط لهم أكل بس طولوا ومحد أنتبه لهم ففيصل نطق بصوت عالي : نواااف يلا أنا جوعان

نواف أستوعب إن عنده أخ صغير ينتبه له وبسرعه تحمحم وقام وقف وأبتسم : حبيبي شتبي تاكل؟

فيصل أبتسم بقوة وأشر ع الكباب والبيتزا والبطاطس المقلية

نواف طالع فيه وأشر له بلطافة ع عيونه : من عيني هذي قبل هذي

وأخذ صحنه وبدأ يغرف له ونزل الصحن قدام فيصل وألتفت لوسام : وأنت حبيبي شتبي تاكل؟

فيصل فجأة كتف يدينه : أنا حبيبك مو هو!

وسام كتف يدينه هو الثاني : مالك شغل أنت.. نوافي حبيبي أنا!

أصيل كتف يدينه معاهم وهمس : هد اللعب شوي أنت وياه وأصلًا تخسون كلكم

ومن حسن حظه إن محد أنتبه له أو سمعه

نواف ضحك : طيب كلكم حبايبي بس شتبي تاكل وسام؟

وسام هو الثاني طالع بصحن فيصل ورجع يطالع بنواف وأشر له ع نفس أكل فيصل

نواف ضحك وبدأ يغرف له زي فيصل

أصيل وقبل يجلس نواف همس بغيرة واضحة : وأنا م حطيت لي أكل!

نواف ضحك : ترا بيتك ع فكرة مفروض أنت تضيفني!

أصيل م رد وهو مكتف يدينه

نواف أبتسم وطالع بصحن أصيل اللي كان فيه أكل من قبل بس مد يده وحط له شوي بطاطس عشان يرضيه وفعلاً أصيل أبتسم برضى وبدأ ياكل

نواف بدأ يحس إن حياته ماشيه بمنحنى حلو وأبتسم وهو يتأمل أصحابه وأصيل اللي كان من أكبر معجبينه واللحين صاحبه وبعدين أخوه الصغير اللي لطالما تمنى يكون حوله لكن حقده تجاه أبوه م خلاه يعيش حياته وبما إن هالحقد أختفى فبدأ يستمتع بكل لحظة من حياته

تنهد براحة ومد يده وبدأ ياكل

يحيى من اليوم عيونه ع فهد ويزيد وكيف يسولفون مع بعض بهدوء ويحارشون بعض وهو يحس إنهم بعالم لحالهم خصوصاً مع نظرات فهد الواضحه تجاه يزيد وفجأة نطق بضحكة : أنتو قي؟

يزيد جمد مكانه وطاحت ملعقته ع الأرض بصدمة خصوصًا إن يحيى كان يطالع فيهم وواضح يقصدهم

فهد بلع ريقه ولف لنواف خايف من ردة فعله لكن قام وقف وبثقة نطق ليحيى : نعم؟

يحيى كتف يدينه : أسألكم انتوا حبايب؟

فهد رفع حاجبه ع جرأة يحيى : وإذا كنا؟ عندك مانع؟ بعدين م تعرف إنه من قلة الإحترام تسأل هالسؤال لشخص توك تعرفه؟ وخير ما غير مركز علينا من اليوم؟

يحيى ضحك : شفيك؟ م أمانع ترا ولا أصيل يمانع وأظن نواف يعرف من قبل فليه خفتوا؟ بس حركاتكم ترا واضحة

لف ليزيد بأبتسامة لكن شاف عيونه متصنمه ع نواف ويدينه ترجف بخفة وبسرعة أستوعب إن نواف م كان يعرف عنهم .. شهق بصدمة : والله آسف توقعت نواف يدري لأن والله حركاتكم واضحه

نواف واللي كان مكمل أكله بهدوء بلع لقمته ونزل الملعقة ورفع راسه : ومن قالك أني م أدري؟ والله إني داري قدلي ثلاث سنين ياكلاب وأنتظركم تعترفون لي

يزيد بصدمة : هاه؟

فهد جلس هو الثاني مصدوم : ت..تدري؟

نواف كتف يدينه وطالع بفيصل ووسام واللي كانوا يتابعون كرتون ع جوال نواف واللي حطه لهم بوسط العشاء بعد م لاحظ  فرط حركتهم

رجع ألتفت لفهد ويزيد : مدري صراحةً يعني لي ثلاث سنين عايش معاكم وجدران الشقة صدقوني أبداً مافيها عوازل.. كيف تتوقعوني م بعرف؟ وبعدين كل غزلكم ونظراتكم اللي تحسسني إنكم عايشين بعالم مافيه إلا انتوا صدقوني إن حتى البزر بيفهم إن بينكم شيء

فهد تنهد براحة : يعني م أنت ضد هالشيء؟

نواف نفى براسه : لا م أهتم أشوفها حرية لكل شخص وبالنهاية محد له حق يتدخل بحياتكم وقراراتكم إلا أنتوا

أصيل أبتسم : ع فكرة تراه صادق حركاتكم واضحة واللحين أحنا بس وهالشيء من حسن حظكم .. أنتبهوا أكثر بالمرات الجاية

يزيد تنهد براحة بعد م كان ضاغط ع نفسه بخوف ولف ليحيى : أنت عليك خرجات وصراحةً الواحد م يدري شيقول

يحيى رفع كتوفه ببساطة ورجع ياكل وهو مبتسم

فهد يبي يرجعها له ونطق بهدوء : وأنت عندك حبيب؟ من اليوم عيونك ع جوالك وتتبسم لحالك..

لكن رد يحيى فجعهم كلهم إلا أصيل : طبعًا يعني! شتتوقعون ع وسامتي هذي بكون سنقل؟

فهد ضحك بقوة : الثقة يبوي!!!!

يحيى رفع كتوفه للمره الثانية وللحين مبتسم وبلحظتها وصله إتصال بجواله ورد

أصيل نطق متعمد لمن لمح الإسم : بس والله يا إن حبيبه كلب وتاركه ع راحته مفروض يسنعه

يحيى رفع الشوكة ومدها لوجه أصيل وجواله بأذنه : لا تسب حبيبي! وبعدين وش ماخذ راحتي فيه؟ م أذكر تعديت حدودي!

أصيل رفع حاجب وقلده : "آه يا قلبي الله يرحم.."

يحيى قاطعه بسرعه وهو يسكر فمه بيده ويهمس: خلاص خلاص أسكت ياكللبببب

قام وقف من الطاولة ومشى طالع للحديقة يكلم بجواله بينما الكل ضحك ع هباله

..

أصيل كان واقف عند الباب يودع فهد ويزيد ونواف بينما الصغار كانوا بالسيارة وكلهم نايمين بتعب

أصيل بأبتسامة : شرفتوني الليلة بجيتكم وإن شاءالله مو أخر مرة

فهد أبتسم له : أن شاءالله لازم نعيدها مره ثانية جد استمتعنا الليلة .. يعطيك العافية أصيل

أصيل هز راسه وأبتسم وهو يشوفهم ماشين تجاه السيارة بينما نواف وقف قباله مبتسم ومد يده ع أساس يصافحه : جد جد شكراً لك ع كل شيء اليوم غيرت جوي وخففت عني حاجات كثيرة

أصيل أبتسم وسحبه لحضنه : م أمون ع أصحابك بس أنت صرت صاحبي وأنا أودع أصحابي كذا..

يحيى بنبرة لعوبة وهو ماشي طالع لسيارته غمز لنواف وهو ينطق : تراه كذاب م عمره حضن واحد من أصحابه بس أقولك يعني

نواف أنحرج وأبتعد عن حضن أصيل اللي جلس يخز يحيى : أمش أذلف لكلبك !

يحيى رفع صوته : سبه مره ثانيه وقسم بالله لا أطلع لنواف كل فضايحك

أصيل خزه وهو ساكت

يحيى رفع يدينه بأستسلام وفتح سيارته وحرك

أصيل تنهد : يلا أجل أشوفك ع خير وإن شاءالله نتقابل قريب

نواف أبتسم له : إن شاءالله

مشى راكب ورا بسيارة فهد وسحب فيصل لحضنه بينما سحب وسام وخلاه ينسدح ع فخذه

فهد تكلم وهو يطالع بنواف بالمرايه وبنفس الوقت مد يده وخلل أصابعه بيد يزيد : وين تبيني أوصلك أول؟

نواف تنهد بتعب : وصلني لبيت أبوي بنزل فيصل هناك أول

فهد عقد حواجبه : مو ع أساس بتقابل رهف وهي تاخذه منك؟

نواف نفى براسه : الوقت تأخر ومو حلوه أخليها تطق مشوار لفيصل وأنا بقدر أوصله لبيت أبوي والبنت وراها أمتحان وما بتعبها فقلت لها ترجع للبيت وأنا بوصل فيصل

فهد أبتسم بخفة ع تغير نواف الواضح وكمّل : طيب وبعدين؟

نواف غمض عيونه وأرخى راسه : وبعدين تنزلني عند مقهى** أخذ دراجتي وبعدها كيفكم

فهد رد بهدوء : بس بما إن بيت أهلي قريب من بيت أبوك خلنا نوصل وسام قبل المقهى

نواف همهم بهدوء وم رد

يزيد أبتسم ورفع يد فهد وباسها بخفه

نواف تأمل فيهم لثواني وأبتسم ورجع غمض عيونه

..

بعد وقت قصير وصلوا لبيت يوسف ( أبو نواف ) وفتح الحارس البوابة بعد م كلم نواف رهف

نزل نواف من السيارة وألتفت لفهد : وصل وسام لبيتكم وبعدها تعال .. م بيننا وبين بيت أهلك إلا ثلاث دقايق

فهد رد بهدوء : صح يلا أجل أدخل

نواف هز راسه بهدوء ومشى وقبل يدخل طالع بالعامل بالحديقة ونطق بهدوء : لو سمحت أبوي باقي صاحي؟

العامل رد بهدوء : أيوه وكلهم مجتمعين بالحديقة الخلفية

نواف طالع بالساعة وكانت ١١ ونص وحس إنه طبيعي يكونون للحين صاحين

دخل للبيت وكانت رهف جالسه بالصالة لوحدها وبيدها الأيباد وفوقها لحاف ثقيل وجالسه تذاكر

نواف أبتسم ونطق بهدوء وهو يمشي تجاهها : بالتوفيق يارب

رهف طالعت فيه وأبتسمت : وياك يارب

نواف نطق بنفس الهدوء : وين غرفة فيصل؟ بطلع أبدل له وبحطه بسريره

رهف قامت وقفت : هاته عنك عادي ببدل له أنا

نواف نطق بهدوء : لا عادي خليك كملي ذاكري وأنا ببدل له .. كنت أبدل لأخ صاحبي الصغير فمعليك أعرف كيف

رهف أبتسمت وم تبي تحسسه بعدم الثقة ورجعت جلست : الدور الثاني، ثالث غرفة ع يمينك

نواف أبتسم وقبل يطلع لف لها : عادي تجمعين عمتي وأبوي هنا عندك؟ دقايق وبجي أكلمكم بموضوع

رهف أبتسمت بفرحة وأخيرًا نواف قرر يكلمهم : أكيد طبعًا

نواف هز راسه لها ومشى لفوق وبدل لفيصل وحطه ع السرير وغطاه بالبطانية

فتح جواله وأرسل لفهد يروح للشقة ولا عاد يمره وإنه بيدبر نفسه ورجع بينزل لتحت وقبل ينزل أخر خطوة زفر أنفاسه بهدوء لثواني وبعدها كمل يمشي بثقة

وصل للصالة وكانت عمته وأبوه ورهف جالسين ينتظرونه

تحمحم وجلس قدامهم وفرك يدينه ببعض : مدري من وين أبدا لكن أبي أعتذر لكل شخص في هالبيت.. أبتداءً من أبوي لين فيصل

تنهد بخفة ورجع كمّل : غلطت كثير بحق كل واحد فيكم.. وأذيتكم أكثر من أذيتكم لي .. اللي صار بالماضي يبقى ماضي ويبقى قضاء الله وقدره ومحد كان له يد باللي صار .. أنا ظلمتكم وظلمت نفسي معاكم .. يبه أنا آسف إن ولدك الكبير م كان سند لك بوقت تعبك وضعفك وإحتياجك .. أنا آسف إني تركت للناس فرصة يتشمتون فينا .. أنا آسف في إني م عمري كنت الولد المثالي اللي لطالما تمنيته يكون سندك .. أنا آسف إني كنت السبب في تعبك بدال م أكون السبب في قوتك

سكت ولف لرهف : رهف أنا آسف ع جملتي اللي قلتها لك وبكل قسوة قلب قبل سنين.. أبيك تعرفين إنك م عمرك هنتي علي ولا عمري كنت أقصد حرف من اللي قلته بهذيك اللحظة .. أنتي دايمًا بتظلين أختي الوحيدة ودلوعتي الوحيدة .. آسف إني خليتك تعانين لوحدك طول هالسنين

سكت مره ثانية لكن لفترة شبه طويلة وألتفت لعمته ولأول مره نطق بنبرة لينه معها : عم..

سكت ثواني ورجع نطق : يمه أنا آسف ع كل الأذى والكلام الجارح والنظرات الحادة اللي كنت أوجهها تجاهك.. أنتي م عمرك كان لك ذنب باللي صار وأنا ندمان ع كل تصرف سويته تجاهك وأتمنى من كل قلبي تقدرين تسامحيني وترضين علي

قام وقف ومشى عند أبوه وباس راسه ونفس الشيء لرهف ونفس الشيء لعمته اللي بدت دموعها تنزل لأنها تدري شقد كلمة يمه كانت صعبه ع نواف إنه ينطقها لها

يوسف أبتسم بوسع : ياولدي أنا م عمري تمنيت ولد مثالي، طول ما هالولد هو أنت فهالشيء يكفيني .. وأنا مسامحك وراضي عليك وما عمري شلت بخاطري عليك وأنا اللي مفروض أعتذر لك وأطلب مسامحتك ياولدي

نواف نفى براسه بسرعة ومسك يدين أبوه وجلس ع ركبته قباله : لا لا يبه أنت م عمرك غلطت بشيء، أنا كنت معصب على نفسي وهالشيء طلعته فيكم أنتوا، م قدرت أعبر عن حزني إلا بأسوء الطرق وهو الغضب وهالشيء غلطي أنا.. بينما أنت كنت عمرك كله معاي وجنبي وكل م أحتجتك حصلتك حولي

يوسف أبتسم وباس راس نواف : الله يرضى عليك يولدي

نواف أبتسم له : يبه راضي علي؟

يوسف ضحك بخفة : وكيف م أرضى عليك؟ أنا راضي والله.. بس..

نواف عقد حواجبه : بس أيش يبه؟ أنت بس أمرني وأنا أنفذ

يوسف كتف يدينه : فيه شيء بخاطري ولو كانك تبي رضاي التام فلازم تنفذه

نواف بثقة : أعتبره تم

يوسف بهدوء : لا ترجع لي الفلوس اللي عطيتك ياها قبل فترة.. فلوسك اللي تجيك خلها لك وخذ كل اللي بخاطرك

نواف بتردد : بس يبه..

يوسف قاطعه : أنت قلتها .. يبه .. أنا أبوك وهالشيء مفروض يخليك تستوعب إنك م أنت مضطر ترجع لي الفلوس.. واللحين إذا تبي تزعلني عليك جرب ترفض

نواف تنهد بخفة وضحك : لا عاد كلش إلا زعل الغالي!

يوسف أبتسم بقوة : الله يوفقك يارب

قام وقف وكان ناوي يتكلم لرهف لكنها قاطعته بوقفتها السريعه ومشت تجاهه وصفقت راسه بخفه من ورا وسحبته لحضنها بقوة : ٦ سنين يالظالم عشان ترجع لنا ! ٦ سنين يا نواف؟ كيف هنت عليك؟

نواف تنهد وشد عليها : والله يارهف م عمرك هنتي علي ولو تدرين إني كثير كنت أروح لجامعتك بس عشان أشوفك حتى لو لثواني لين تركبين سيارتك وبعدها أحرك والله آسف

رهف شدت عليه زياده : خلاص اللي صار بالماضي يجلس بالماضي المهم اللحين إنك رجعت لنا

نواف أبتسم : الله يخليك لي يارب

رهف بعدت وأبتسمت له : ويخليك لنا يارب.. يلا أنا بروح أكمل أذاكر وأنام أشوفكم بكره

نواف صرخ لها قبل تطلع : ترا أنا بوصل فيصل لمدرسته بكره

رهف ردت عليه بتمام وكملت تطلع لفوق

عمته ( هند ) إبتسمت : الله يوفقك وين م كنت ي نواف

نواف أبتسم لها : والله يخليك لنا طول عمرنا يمه

يوسف أبتسم وأخيراً بترجع حياتهم طبيعيه

نواف طلع وهو يزفر أنفاسه براحه

لقى له أحد يوصله للمقهى وأخذ دراجته راجع لشقته بعد هاليوم الطويل بالنسبة له

..

اليوم الثاني .. الساعة ٦ ونص الصباح

نزل من سيارة أوبر وبيده قهوة وفطيرة كرواسون وعصير فراولة وفطيرة جبنه

دخل البيت وصعد للدور الثاني ودق باب غرفة أخته بصعوبة

رهف بصوت عالي : تفضل

نواف فتح الباب ودخل : صباح الخير لأحلى أخت بالحيياة

رهف ضحكت : شعندك والروقان؟

نواف أبتسم : فرحان بوجودكم بحياتي

رهف أبتسمت : الله يديم لك فرحتك حبيبي

نواف همهم : ويديمك لي يارب

مد لها كوب القهوة وكيس الكرواسون : بالعافية وبالتوفيق بأختبارك اليوم

رهف قامت متحمسه وحضنته بقوة : شكررراً

نواف ضحك : العفوو يلا ذاكري كويس..

سكت شوي ورجع نطق : صح رهف شتخصصك؟

رهف بحماس : إدارة أعمال

نواف فتح فمه بأنبهار : واااه والله بطلة

رهف هزت راسها بحماس

نواف مشى طالع لبرا : أجل يلا عشان م أشتتك عن المذاكرة بروح أخذ فيصل وأفطر معاه و ع ٧ كذا بوصله لمدرسته

رهف وعيونها ع الأيباد : تعرف وين مدرسته؟

نواف هز راسه بأحراج : أي كنت أشوفه حتى هو أحيانًا لمن تجيبينه من مدرسته بعد دوامك..

رهف أبتسمت : أجل يلا

نواف مشى وقفل الباب بعده وراح لغرفة فيصل واللي كان لابس وخالص وقدهو بياخذ شنطته ومجرد شاف نواف قدامه صرخ بحماس : نواف صدققق جييييت!!

نواف ضحك وحط العصير والفطيرة ع جنب ونزل يربط خيوط شوز فيصل : أكييد مو أنا وعدتك بوصلك وبنزل معاك لمدرستك وأوريهم كيف أخوك كبير وقوي؟

فيصل هز راسه بحماس ونط بحضن نواف

هند وقفت عند الباب : صباح الخير نواف .. كأنك جاي بدري؟

فيصل لف لها وأبتسم : صح بدري بس قلت عشان أفطر وألعب مع فيصل قبل يدوام

هند إبتسمت له : ع كذا أنا برجع أنام .. فيصل بأمانتك

نواف هز راسه بموافقه لهند ومشى مع فيصل لتحت بعد م رجعت هند لغرفتها

قابل أبوه واللي كان بالمطبخ بالدور الأول ويشرب ماي وجاهز بيطلع لدوامه

توتر شوي لكن نطق بنبرة هادية : يبه عادي أخذ سيارة من سياراتك؟ جيت اليوم مع أوبر لأن م ينفع أوصل فيصل بدراجتي زي م أنت عارف

يوسف عقد حواجبه : أنت للحين تستخدم الدراجة؟ ليه م أخذت لك سيارة؟

نواف حك راسه من ورا بأحراج : تعرف وقتها م كان عندي فلوس والدراجة أرخص بكثير من السيارات

يوسف مشى بعد م أشر لنواف يلحقه بهدوء

وقف عند مدخل البيت وفتح درج وكان مليان مفاتيح سيارات سحب مفتاح أفضل سيارة عنده ومدها لنواف : هالسيارة توها جديدة ومحد أستخدمها وتو وصلت أمس أعتبرها هدية صلحنا ولا تفكر حتى ترفضها

نواف طالع بمفتاح السيارة واللي كان عليها شعار BMW وفتح فمه بصدمة : بس يبه..

يوسف قاطعه : لا بس ولا غيره خذها ولا ترا بزعل عليك

نواف تنهد : بس بي ام دبليو؟ م كأنها غالية؟

يوسف أبتسم وربت ع كتفه : م يغلى شيء عليك وإن شاءالله بحلول بكرة أخلص أوراق السيارة وتصير رسميًا بأسمك

نواف أبتسم له ورجع يطالع بالمفتاح بإبتسامة خفيفة ولف لفيصل : يلا؟

فيصل مسك يده وهز راسه بحماس

..

مدرسة ** الأبتدائية والمتوسطة للبنين

ركن سيارته الجديدة وهو للحين مبهور بتصميمها وسرعتها وكيف مريحة جداً بالقيادة

ضحك بعدم تصديق وبسرعه تحمحم وسكت ونزل من السيارة بهيبة

كان لابس ثوب أبيض وشماغ أحمر وريحة عطره الثقيلة والهادية بنفس الوقت سابقته وجواله بأصداره الأخير بيده وبيده الثانية ماسك كف فيصل معاه واللي كان مبتسم بفخر وحماس

دخل المدرسة وراسه مرفوع وهو يتلفت يدور لأحد الأساتذة أو الإداريين

لكن فجأة طفل باين عليه إنه بصف رابع أو خامس نطق بصوت عالي : يا عيااال شوفووا هذااا نواف اللي يطلع بالتلفزيووون!! دايم أهلي يتابعون برنامجه ويحبونه!!

واحد ثاني رد عليه بنفس الحماس : أي والله صادق هو ياه أعرفه دايم يطلع لي بالسناب بعد!!

وطفل ثالث رد بأستغراب : بس أيش يسوي مع فيصل؟

نواف سمع نقاشهم وحماسهم وتوسعت إبتسامته لمن سمع اللي كان يبيه.. إن فيصل أخوه

تقدم له أستاذ وبسرعة أبتسم له بمصلحه : يا أهلاً فيك سيد نواف تفضل معنا لداخل

فيصل كان متسمك بنواف بقوة وهالشيء لفت نظر الأستاذ واللي توقع إن فيصل ناشب لنواف ونطق بحدة : فيصل يلا روح لفصلك

فيصل هز راسه برفض : لا بجلس مع أخوي الكبير القوي!

الأستاذ عقد حواجبه وطالع بنواف : أ..أ..أخوك؟

نواف رفع حاجبه : ممكن أعرف وين مكتب المدير؟

الأستاذ توتر : أي تفضل معاي

لحقه نواف لين دخلوا مكتب كبير ومرتب وجالس عليه شخص وواضح له هيبه

نواف أبتسم بثقة ونطق بصوت جهوري : السلام عليكم

المدير وقف : وعليكم السلام، تفضل مين معاي؟

نواف تقدم وجلس ع المكتب وجلس جنبه فيصل : معاك أخ الطالب فيصل يوسف ال*** .. أنا نواف يوسف آل**

المدير بلع ريقه لمن عرف الإسم والقبيلة : يا مرحبًا فيك سيد نواف، شنو مناسبة زيارتك لنا لهاليوم؟

نواف حط رجل ع رجل : عرفت من أخوي إنه يتعرض لتنمر من أطفال ثانين وبنفس الوقت محد من الأساتذة قرر ياخذ أي تصرف تجاه هالأمر! رغم أنهم مجرد أطفال؟ وصراحةً لي فترة أفكر أتكلم عن المدارس والمظاهر الإجتماعية السيئة فيها وشكل مدرستكم بتكون خير مثال ع هالشيء

المدير إبتسم بتوتر : م يحتاج نوصل لهالشيء سيد نواف، بإذن الله بيتم حل هالمشكلة في وقت قصير.. ممكن لو فيصل يعطينا أسماء الطلاب اللي تنمروا عليه؟

نواف قام وقف : لا.. أنت بتكتشفهم وبتوقف كل طفل متنمر بهالمدرسة عند حده .. سواءً كان التنمر لأخوي أو غيره يفضل إن جيتي المرة الجاية لهنا تكون هالمشكلة أنحلت .. وبالتحديد أخوي لو يشكي لي من أي شيء ثاني تقدر تودع سمعة مدرستك

المدير بلع ريقه للمرة المليون وهز راسه بخوف ورجع جلس

نواف طلع ونطق بهدوء لفيصل : حبيبي ورني وين اللي كانوا ياخذون منك فلوسك ويضحكون عليك؟

فيصل سحبه معاه لين مشى عند مكان بالساحة وأشر ع مجموعة طلاب وواضح إنهم بسادس كوضوح الشمس

فيصل همس وهو يأشر ع إثنين كبار : وهذول أخوانهم الكبار كلهم بالمتوسطة اللي مرا كبار ويخوفون

نواف طالع فيهم وشاف إثنين بالكثير يعطيهم أول متوسط بس واضح من أشكالهم حقين مشاكل

تقدم لعندهم ووقف قدامهم ونطق بأبتسامة : السلام عليكم، عارفين مين أنا؟

اللي بسادس طالعوا فيه وطالعوا بفيصل وضحكوا بسخرية : هذا أخوك الكبير اللي تتفاخر فيه؟

واحد من اللي بالمتوسط نطق بتردد : أنت المشهور نواف يوسف ال** ؟

نواف صفق بيدينه : ياسلام يعني تعرفوني؟

فجأة أحتدت ملامحه وقرب لهم وهمس : لو تقولون حرف ثاني لفيصل أو تقربون منه صدقوني بقول إسمائكم بالتلفزيون وبقول إنكم ناس مجرمين وخطيرين وتسرقون وبكذا محد يبي يكون له علاقه فيكم.. عاد أتوقع عارفين كيف برنامجي مشهور صح؟

اللي بالمتوسط هزوا روسهم برعب خصوصًا وإن لهم سمعة كبيرة بالمدرسة

لكن واحد من اللي بالأبتدائي وأخو واحد من اللي بالمتوسط نطق بهياط : عادي طيب قول هالشيء م يهمن..

سكت بسبب ضربة أخوه الكبير ع راسه : حسن أنطم .. آسفين نواف م عاد بنعيدها

نواف أبتسم وهز راسه : أمسك أخوك لا أخليه هو أول واحد يصير عظة وعبرة للكل

الولد هز راسه بقوة وسحب أخوه معاه ومشى

نواف طالع بفيصل وطلع ١٠ ريال من جيبه ومدها له : يلا هذا مصروفك حق اليوم ولا عاد تخلي أحد ياخذه منك يابطل طيب؟ وخلك شاطر ومؤدب أنا اللحين بطلع زين؟

فيصل هز راسه بقوة وحضن نواف بقوة : شكرراً نوافففي خوفتهم كلهم وم عاد م بيقربون لي مرره ثانيييه انا صدق عندي أخ كبيييير يحميييني

نواف أبتسم ع جملته وحرك شعره بفوضويه : أنا دايم بحميك حبيبي يلا اللحين روح لصفك

فيصل هز راسه وكثير أطفال بدأ يقربون منه ويسألونه ويسولفون معاه لكن لمن لمح وجود وسام اللي كان توه داخل للمدرسه سحب ع الكل وركض له بسرعه : وسسسسام أنت هنا بعد!

وسام ضحك وراح بسرعه يركض له هو الثاني : وااو من متى أنت هنا!

فيصل ضحك : منزمان، يلا تجي نلعب؟

وسام هز راسه بحماس ومسك يد فيصل ومشوا لداخل

نواف أبتسم ع اللي صار قدام عيونه ومشى طالع من المدرسة وقابل فهد عند الباب قبل يمشي ولوح له

فهد أنصدم ونزل من السيارة وتقدم له : واو يالدنيا شتسوي هنا أنت؟

نواف بتنهيدة راحة : كنت أوصل فيصل لمدرسته

فهد ضحك : الصدف شيء عجيب صدق

نواف هز راسه ومشى لسيارته وفهد يمشي جنبه بس شهق بصدمة لمن وقف نواف عند البي ام دبليو وصدمته زادت لمن طلع المفتاح وفتحها : ياكلب!! متى شريتههها!

نواف ضحك وهو يستند ع السيارة : أبوي عطاني ياها ..

فهد مسك راسه : أيش تقول أنت!

نواف بهدوء : أمس رحت لبيت أبوي وأعتذرت منهم كلهم واليوم أبوي لمن درا إني للحين أستخدم الدراجة زعل وعطاني هالسيارة لي

فهد ضحك: لناااا اللله بس

..

صباح ميلاد نواف

صحى ع صوت إشعار رسالة بجواله فتحها ومجرد أستوعب محتواها فز من سريره فرك عيونه بخفة ورجع قرأ الرسالة مره ثانيه بصوت عالي

أصيل اليوسف :" الساعة ٣ العصر تعال لبيتي، وكل عام وأنت بخير🤍"

نواف شهق بفرحة : تـذذذكر يوووم ميلادي!!

نط من سريره لمن شاف الساعة ٢ ونص وبدأ يدور له لبس يناسبه

طلع قميص أبيض وفوقه بلوزة صوفية عنابية وبنطلون جنز أسود وفيه من الجيوب سلاسل فضية نازلة

طلع ساعته السوداء حطها ع الطاولة وجنبها عطره المفضل وسحب منشفته ودخل الحمام وهو بكل خطوة يرقص بحماس

خلص وطلع وبدأ يلبس ويرتب شكله بأبتسامة واسعه

طلع للصالة وباس خد فهد من وراه وهو يضحك بصوت عالي ومشى وحضن يزيد وباس خده هو الثاني ولوح لهم بيده وسحب مفتاح سيارته وطلع

فهد ويزيد بادلوا بعض النظرات المستغربة وبعدها بنفس الوقت نطقوا بـ 'الحمدالله والشكر' وقبل يعلقون بشيء ثاني رجع نواف دخل ونطق بنفس نبرته المليانة فرحة : صح أصيل تو أرسل لي يقول إنكم معزومين اليوم ببيته بمناسبة يوم ميلادي

يزيد أبتسم بينما فهد ضحك : متى نروح؟

نواف رفع كتوفه : مدري أنا بروح له اللحين فأحس عادي تعالوا

فهد همهم بهدوء وقام يروح يجهز ونفس الشيء ليزيد

..

نواف وقف عند الفيلا وهو يحس فجأة بشوق غريب في إنه يشوف أصيل

رغم إنه ماله يومين من شافه تنهد وضرب هرن السيارة وأنفتحت البوابة ودخل ركن السيارة بالمكان المخصص لها ونزل وتقدم لباب البيت ورن الجرس

أصيل أول م شافه أبتسم بوسع : أهلاً نواف

نواف رد له الإبتسامة الواسعة : أهلاً فيك .. كيفك أصيل؟

أصيل هز راسه بهدوء : الحمدالله بخير .. وأنت؟

نواف بنفس الهدوء : دامك بخير فأنا بخير

أصيل أبتسم ع الرد وفتح له الباب عشان يدخل ومجرد ضربت ريحة نواف بأنفه غمض عيونه بتلذذ وتنهد بثقل ومشى وراه

نواف وقبل يدخل للمجلس لف لأصيل بحماس : أصييل عادي نسوي كيكتي هنا !

أصيل عقد حواجبه : بس قد كلمت يحيى يستلم كيكتك..

نواف ضم يدينه لبعض : عادي عشان لو جبنا العيد يكون فيه كيك إحتياطي بس بلييز بليييز

أصيل ضحك : محد يقدر يقول لك لا وأنت عيونك كذا..

نواف صرخ ب 'يسسس' وركض للمطبخ

أصيل لحقه وهو مبتسم من جاء نواف لين اللحين : طيب تعرف تسوي كيك؟ ترا أنا ما أعرف

نواف نفى براسه بس طلع جواله : الله يخلي لنا عمنا قوقل

أصيل ضحك بصوت عالي : آمين آمييين

نواف طلع طريقة كيك الشكولاته وبدأ يطلع المكونات .. طحين، حليب، سكر، بودرة شكولاته، زيت، فانيلا، بيض ..إلخ

وجاء بيطلع كوب وكان بالدرج العلوي ورفع نفسه يجيبه بس م وصل له وقعد يحاول يرفع نفسه

أصيل واللي كان أطول منه لصق فيه من ورا ورفع يده وسحب الكوب وعطاه لنواف اللي كان يتأمل بملامح أصيل وهو متصنم مكانه

أصيل أرتسمت إبتسامه ع وجهه وحط الكوب ع الطاولة وقعد يتأمل بملامح نواف هو الثاني

نواف توتر وتحمحم وسحب الكوب وبعد عن أصيل وهو يضحك بتوتر واضح : هههههههه صدق إن العز طول

أصيل أستند بظهره ع الثلاجة وتكتف وهو مبتسم : تقصد إن الطول عز..

نواف أنحرج : أي أي اللي يكون المهم المعلومة وصلت

أصيل ضحك بخفة وجلس يتأمل بنواف وربكته الواضحه وهو يحاول يشتت نفسه عن نظرات أصيل تجاهه

بدأ يسوي الخليط وأصيل مشى وقف جنبه وهو يطالع باللي قاعد يسويه نواف واللي صار مركز بجواله والوصفة أكثر وناسي عن وجود أصيل

بعد دقايق خلص الخليط وحطه بصينيه ودخله الفرن وشغل النار ثم رجع طلع صحن ثاني وبدأ يسوي الكريمة

بعد م خلطها وصارت تمام دخل أصبعه فيها وذاقها وهمهم بأصوات متلذذة

أصيل قرب له وعبس بتمثيل : وأنا بعد أبي أذوقها!

نواف ضحك وقرب له الصحن عشان يذوقها وفعلاً دخل أصيل أصبعه وذاقها وهمهم بهدوء ونطق : لا مو حلوة كذا..

نواف عقد حواجبه : مو حلوة؟

أصيل هز راسه بهدوء : هات يدك شوي 

نواف أستغرب ومد يده

أصيل دخل أصبع نواف بالخليط ودخلها بفمه وغمض عيونه  ونطق بهمس : كذا صارت أحلى

نواف أنحرج وقعد يتأمل بأصبعه اللي بين شفايف أصيل اللي طلعها وباسها بخفة

قاطعهم صوت تصفيق عند الباب وتصفير وما كانوا إلا يزيد وفهد ويحيى وشخص ثاني

نواف حمّر وجهه من الإحراج ولف عطاهم ظهره وحط يده ع قلبه وهو يتنفس بسرعة ويحس الجو صار حار حوله رغم إن البيت بارد

أصيل ضحك ع وقفتهم عند الباب ونفض يدينه ووقف متكتف : كيف دخلتوا؟؟

يزيد ببراءة أشر ع يحيى واللي كان واقف جنبه صقر وع وجه إبتسامة هادية

يحيى شهق بصدمة : ياكلب لا تحط المصيبة علي!

صقر ضحك : حبيبي وهو م كذب أنت اللي فتحت لهم الباب

يحيى كتف يدينه بزعل وم رد

أصيل ضحك هو الثاني : والله إني غلطت لمن عطيتك نسخة من المفتاح ياكلب

يحيى صبع له ومشى لداخل ووراه صقر

فهد رفع كتوفه : يلا نخليكم لحالكم بنروح لداخل حن.. خذوا راحتكم

فهد سحب يزيد معاه ولحقوا يحيى وصقر

نواف للحين بمكانه وجسمه يرجف

أصيل مشى لعنده وحضنه من ورا : الليلة بكلمك بموضوع، ومعليك منهم تراهم ألعن منا كلهم فلا تنحرج

نواف زاد إحمراره من قُرب أصيل الحميمي له وبلع ريقه وهز راسه بهدوء

أصيل حس بأحراج نواف وأبتعد عنه شوي : يلا نخلص الكيكة عشان نروح نجلس معهم

نواف هز راسه وم تكلم ورجع يكمل شغله

أصيل رجع يجلس قدامه وهو يتأمل فيه وبكل حركة صغيرة يسويها

..

الساعة ٧ الليل

كانوا كلهم واقفين حول نواف اللي ماسك بيده السكين وقدامه كيكتين

كيكة فخمة وكبيرة وواضح متعوب عليها، وكيكة ثانية صغيرة ونصها محترق

فهد بضحكة : اللي يبي يحافظ ع حياته لا يقرب من الكيكة الصغيرة

نواف نطق وعيونه تتأمل الكيكة بعبوس : شسوي أندمجت معاكم ونسيت عنها بالفرن!

يزيد ضحك: معليك منه نواف بس يبي يحارشك

نواف خز فهد ورجع يطالع بالكيك ومد السكين وقطع الكيكة الكبيرة والكل صرخ وصفق له

فهد تقدم له وحضنه بقوة : عقبال ١٠٠ عام يارب وكل عام وأنت ناشب لي زي العلكة

نواف ضرب فهد ببطنه بخفة وضحك : وأنت بخير ياكلب

فهد أبتعد وهو مبتسم ويزيد تقدم وحضنه وبارك له ونفس الشيء يحيى

صقر مد يده يصافح نواف بما إنه م يعرفه عشان يحضنه : كل عام وأنت بخير يارب وسنة حلوة عليك

نواف أبتسم له : وأنت بخير ووياك يارب

أصيل تقدم له وسحبه لحضنه : كل عام وأنت بخير وكل عام و..

فجأة سكت

نواف أستغرب : وأنت بخير بس ليه سكتت فجأة؟

أصيل تأمل فيه لدقايق وهز راسه بنفي : لا ولاشيء

أصيل أبتعد وصفق بيدينه بحماس : يلاا وقت الهدايا

نواف ضحك وصفق هو الثاني : يلا يلا

أول هدية كانت من فهد ويزيد أخذ الهدية وفتحها بحماس وكانت عبارة عن ساعة ذكية ومعاها عطر رجالي

الثاني كان يحيى وكانت هديته عباره عن هودي رمادي أوفر سايز وبلوفر كحلي رجالي وكلهم من ماركة عالمية معروفة بينما صقر كان هديته عباره عن قلم وساعة ونفس الشيء كانت من ماركة معروفه

نواف لف لأصيل واللي كانت هديته كرتون شبه كبير ومغلف

يزيد ضحك : عاد هدية أصيل تفوز علينا كلنا

نواف ضحك وأخذ الهدية وجلس وحطها بحضنه وبدأ يفتحها

أصيل تكلم بتوتر خفيف : مدري إذا بتحبها لكن لمن سألت فهد ويزيد وش أكثر شيء بخاطرك أقترحوا لي حاجات كثيرة وحسيت هذا أكثر شيء بيناسبك

نواف أبتسم له ورجع يكمل يفتح هديته ومجرد بدت توضح الهدية شهق بحماس : لاااا لا تقولوووون!!

بسرعة فتح التغليف كامل وتأمل بالجهاز واللي كان عبارة عن أخر ماك بوك نزل من أبل وصرخ بحماس: ممااااك بوووك!!!

نزله من حضنه وبسرعه نط وحضن أصيل بقوة : شكراً شكررراً

ولف للباقين ونطق بحماس : والله كل هداياكم تجيييب العافية ما كان له داعي تتعبون نفسكم

الكل أبتسم له بخفة وهم مبسوطين عليه وع فرحته

فهد ضحك وهو حاط يده حول رقبة يزيد : صح إنك شبه غني ويمديك تجيبه بس فكرنا إنه كهدية بيكون أفضل ونعرف حبك للأجهزه فأقترحناه لأصيل

نواف أبتسم : والله أفضل بكثييير

بعد م خلصوا وأحتفلوا وصقر ويحيى مشوا وفهد ويزيد ناويين يمشون بس قبل يطلعون ألتفت فهد لنواف : لا تطول هنا ترا حتى أهلك يبون يحتلفون فيك

نواف رد بهدوء : قد كلمتني رهف وقلت لها إني اليوم مرتبط وقالت بيأجلون الحفل لبكرة عادي

فهد ضحك بقوة : واضح مضبط وضعك يعني!

نواف أبتسم و م علق

..

بعد م فضى المكان وأخيراً

أصيل سحب نواف معاه وبيده الثانية ماسك كيكة نواف الصغيرة وصعد لغرفته

دخله الغرفة وجلسه ع السرير وحط بحضنه الكيك : باقي هديتك الثانية مني .. صح بسيطة لكن تعني لي الكثير

طلع من جيبه صندوق كحلي صغير ومغلف بشريط أسود ومده لنواف

نواف أبتسم له : من حظي هديتين بيوم واحد؟

أصيل ضحك بخفة : يلا أفتحها

نواف هز راسه بهدوء وبدأ يفتحها بتوتر

فتح الصندوق وشاف سلال فضي طويل وبنهايته زي الحجر المستطيل ومحفور عليه جملة 'Mon ange'

أصيل أخذها منه وسكرها ع رقبته ورجع وقف مكانه

نواف أبتسم : حلوه مره بس وش معنى الكلمة؟

أصيل أبتسم وجلس ع ركبة وحده قدام نواف ومد يده ولمس فخذ نواف بخفة .. ومو بطريقة جنسيه بس بطريقة هادية ومريحة

نواف توتر وضحك بخفة : شفيك كأنك بتطلب يدي؟

أصيل نزل راسه وضحك بخفة ثم رجع رفعه : مو قاعد أطلب يدك.. أبي أطلب قلبك .. أنا قبل شهور من اللحين شفتك بالمقهى وجذبتني ملامحك ومن لحظتها وأنا معجب فيك ومو قادر أطلعك من راسي ولمن أكتشفت بالصدفة إنك مرسل لي طلب إستضافة ببرنامجك حسيت الدنيا مو سايعتني واللحين كل م أشوفك أحس بقلبي يطلع من صدري ويركض لك.. صرت أشتاق لك حتى وأنت قدامي.. أغار عليك حتى من نسمة الهواء واللحين قاعد اسألك إذا تعطيني فرصة فيك

نواف نزل راسه وحط يده ع فمه وجلس وقت م رد ولا نطق بحرف

أصيل بتوتر : نواف قاعد توترني ممكن ترد علي؟

نواف رفع راسه وعيونه كانت مدمعه : أنا أنا كنت معجب فيك وبأعمالك من وقت طويل طوويل جدًا لكن م عمري توقعت بتجي الفرصة وأقابلك فيها ولمن بدينا نطلع مع بعض وأكتشف شخصيتك بديت أطيح بحبك مو بس بأعجابك.. فأنا اللي بسألك تعطيني فرصة معك؟

أصيل ضحك براحة : يعني جوابك أيوه؟

نواف هز راسه بحماس

أصيل تأمل فيه لثواني ومد أصبعه وأخذ من كريمة الكيكة شوي وحطها ع شفة نواف اللي متصنم وما يعرف وش قاعد يصير

أصيل قرب بخفة وهمس : إذا كانت من أصبعك كأنها عسل كيف بتكون هنا؟

نواف أنحرج وم رد

أصيل قطع المسافة البسيطة بينهم ولصق شفته بشفايف نواف وأندمج معاه بالبوسة وكل مالها تتعمق

بعد فترة فصلوا البوسة ياخذون فيها أنفاسهم

نواف بأنفاس سريعة : شنو يعني الكلمة اللي بالسلسال؟

أصيل أبتسم ولمسها ونطق بصوت هادي : معناها ملاكي

نواف أبتسم بأحراج وضيع الموضوع : طيب ليه تحت كنت بتقول لي شيء غير كل عام وأنت بخير بس سكتت؟

أصيل ضحك : بما إني أعترفت لك فبقول لك.. كنت بقول كل عام وأنت جنبي ومعاي وحبيبي

نواف زادت إبتسامته وبسرعة نط وباس خد أصيل بخفة ورجع جلس

أصيل مسك فك نواف وهمس : من اليوم ورايح إذا بتبوسني بوسني بالمكان الصح..

رجع يدمج شفايفهم ببعض بقوة وعمق

نواف أبتسم بوسط البوسه وأندمج معاه

..

الساعة ١ الليل

كان نواف منسدح ع أصيل اللي كان يقرأ كتاب ومندمج فيه لكن فجأة سكره وطالع بنواف وهو يحرك بشعره : شرايك بكره نطلع مع بعض؟

نواف ضحك : يعني ديت وحركات؟

أصيل ضحك معاه : لعيونك يصير موعد بس المهم مع بعض

نواف هز راسه بهدوء : ع كذا أكيد موافق

أصيل أبتسم وقفل الأضاءة الخفيفة اللي عند راسه وأنسدح عدل وسحب نواف أكثر لحضنه

نواف فجأة نطق بهدوء وهو يحرك أصابعه بخفة ع تشيرت أصيل جهة صدره : أحس أني بأقصى سعادتي وراحتي النفسية هالفترة، أحس كأني عايش بفردوس ونعيم أبدي .. قاعد أشتغل بوظيفة أحلامي وببرنامج ناجح جداً الحمدالله، وعلاقتي مع أهلي تحسنت وصرت قريب لهم وسندهم، وحبيبي هو الشخص اللي من عرفت نفسي وأنا معجب فيه وقاعد أحس بأمان كُلي وأنا جنبه ومعاه .. شنو ممكن يكون أفضل من كذا؟

أصيل باس راسه وهو مبتسم : يارب تدوم سعادتك وإن شاءالله حياتك كلها تظل بهالراحة ياحبيبي أنت

نواف أبتسم هو الثاني : وياك يارب

أصيل غمض عيونه وبدأ يغفي ونفس الشيء لنواف

..

الصباح الساعة ١٠

صحى وهو يتثاوب ويتمطط بتعب

لف لجنبه وشاف أصيل نايم براحة وهالشيء واضح جداً من ملامحه

أبتسم وجلس يتلمس بملامح أصيل وهو يتمنى يعيش بهاللحظة للأبد

بس حركة أصيل الخفيفة خلته ينزل يده ويقوم بخفة ويتأمل بلبسه

كان لابس تيشرت لأصيل وكان واسع عليه ويوصل لفخوذه ولابس شورت تحته لأصيل بعد لكن من طوله واصل لبداية ركبته

راح للحمام وغسل وجهه وجلس يتأمل بالفرشاة لفترة وبهاللحظة دخل عليه أصيل ووقف وراه وأرخى راسه ع كتف نواف وفتح درج المغسلة وطلع علبة فرشاة جديدة ومدها لنواف : خل هذي لك هنا دايم لأن أنا متأكد مو أخر مره بتنام هنا

نواف طالع فيه وكيف متكي براسه ع كتفه وحاضن بطنه ومغمض عيونه وواضح باقي فيه نوم : ليه صحيت إذا باقي تبي تنام؟

أصيل همهم بتعب : السرير صار بارد بعد م قمت وما قدرت أكمل نوم

نواف أبتسم وباس راسه بخفة وفتح المغسله وبدأ يفرش أسنانه

أصيل نطق بعد م صحصح شوي وأبتعد وبدأ هو الثاني يغسل ويفرش : وش تبي تفطر؟

نواف رفع كتوفه : توست ولبنة

أصيل عقد حواجبه وفرشاته بفمه : بس؟

نواف هز راسه بتأكيد : أشبع بسرعة أنا

أصيل تفل المعجون وتمضمض ورجع طالع فيه : اللحين أنا حبيبك وأبي أدلعك بفطور ملكي وحركات وبالنهاية تقول لي بس تبي توست؟

نواف ضحك : صدق أن..

قطع كلامه بوسة أصيل الخفيفة لشفته وهمسه الخافت : ضحكتك تجيب أجلي بكل مره

نواف أنحرج بس أبتسم هو الثاني : وأنت كُلك يجيب لي أجلي

أصيل تنهد بتعب وسحب نواف معاه : لو م مشينا نسوي الفطور اللحين أنا ماني مسؤول عن أي تصرف يصدر مني

نواف ضحك ومشى معاه

..

في المطبخ

أصيل سحب نواف جنب الطاولة : وقف هنا شوي

فتح الثلاجة وطلع اللبنة والمربى والتوست والزيتون الأسود والملعقة ورصهم ع الطاولة

جلس ع الكرسي وسحب نواف بحضنه : أيووه كذا يصير فطور ملكي حتى لو كان الأكل خبزه يابسه

نواف ضحك ع هباله وعدل جلسته بحضن أصيل وسحب التوست والملعقة وبدأ يسوي له توست ولبنه

لف وجهه لأصيل : شتبي داخل توستك؟

أصيل رد بسرعة : أنت..

نواف تعالت ضحكاته وأصيل يتأمله بأبتسامة

نواف رجع ينطق بعد م أخذ أنفاسه : لا صدق شتبي داخل التوست؟

أصيل تنهد وهمس : قلبي جديًا متربع بين يدينك

نواف أنحرج ونزل راسه ع الطاولة : خلاص لا تتغزل م أقدر أتحمل كذا كثير علي وع قلبي

أصيل رفع يدينه بأستسلام : خلاص خلاص سكتنا

نواف رفع راسه وأخذ التوسته وجلس يطالع باللبنة والمربى بحيرة

أصيل بهدوء : أبيها مع مربى لحاله

نواف هز راسه بهدوء وبدأ يحط له المربى داخل التوست وهو مبتسم

خلصوا فطورهم وللحين نواف بحضن أصيل : أنا لين العصر م عندي شيء كيف جدولك أنت؟

أصيل بتفكير : م عندي شيء بس بروح اليوم أزور الميتم

نواف تحمس ولف عليه : خذني مععك

أصيل باس جبينه : أكيد من غير تسأل بنروح نلعب معهم شوي وبعدها بنروح نتابع فلم وبعد الفلم نتعشى بمكان هادي وبعدين نرجع لهنا، شرايك؟

نواف أبتسم بقوة وكيف يومه كله بيكون مليان بأصيل : أيوه مره حلو

أصيل عقد حواجبه : بس أهلك مو ع أساس بيحتلفون فيك الليلة؟

نواف رفع كتوفه ببساطة : أيوه بس عادي قبل نرجع لهنا تنزلني ببيت أبوي بحتفل معهم ساعة ساعتين وبعدين بطلب أوبر وأجيك بما إني بكون معك طول اليوم وسيارتي بتكون هنا

أصيل هز راسه بنفي : لا لا تطلب أوبر إذا خلصت أتصل علي وأنا بجيك

نواف بتردد : بس م أبي أتعبك

أصيل باس شفته بخفه وأبتعد : تعبك راحة ياعمري

نواف أبتسم وم رد

..

في الميتم

نزل نواف من سيارة أصيل وكان لابس بلوفره الكحلي واللي كان هدية من يحيى ونفس بنطلون الجنز الأسود اللي كان معاه أمس لأن ولا واحد من بناطيل أصيل ناسب طوله

مشى لعند أصيل وساعده بأكياس الهدايا والألعاب الكثيرة ومجرد دخل لداخل كل الأطفال بدو يصرخون بحماس ويركضون له يحضنونه ويسولفون معاه

نواف وقف مكانه بأبتسامه مليانه حُب وهو يتأمل بأصيل وكيف شخصيته تغيرت كليًا وصار يضحك ويسولف مع كل طفل ويساعدهم بألعابهم وكلهم متجمعين حوله

أصيل ألتفت لنواف وسحبه ع طول عنده وجلسه جنبه وبدأ يشاركهم بألعابهم وضحكاتهم العالية

..

مر الوقت وتابعوا الفلم اللي كان كوميدي لأن أصيل كان يبي أكشن ونواف يبي رعب وبالنهاية أثنينهم أتفقوا ع فلم كوميدي

ونفس الشيء صار للمطعم أصيل يبي برجر ووجبات سريعة و نواف يبي إيطالي وتهاوش مع أصيل بكيف إن محد ياخذ حبيبه بموعد بمطعم وجبات سريعة وبالنهاية اختاروا مطعم فرنسي هادي

وعلى طاولة محددة وموجود فيها أصناف من كل م لذ وطاب

كان نواف جالس لوحده لأن أصيل جاه إتصال وع حسب كلامه إنه إتصال مهم وقام وقف وراح لجهة فاضية وهو يكلم

قام نواف وقف بملل وأشر لإصيل إنه بيروح لدورات المياه وأصيل هز راسه له بهدوء

غسل وخلص وطلع بيرجع وشاف أصيل واقف لوحده وأبتسم بشر وجاء من وراه ناوي يخوفه لكن أصيل نطق بجملة وهو يكلم ع الجوال خلت نواف يجمد مكانه :"أي حبيبتي م شفتك اليوم لأنك م كنتي موجودة... أي ياقلبي بعوضك مره ثانية إن شاءالله طيب؟ ... هههههههه أكيد أنتي توب التوب بقلبي محد قدك عاد .. يلا أنتبهي لنفسك المرة الجاية"

أصيل قفل المكالمة وألتفت بيرجع لطاولته بس أنصدم بملامح نواف قدامه وجاء بيتكلم لكن نواف نطق بحدة : لا تنطق بحرف ولا تقول شيء عشان م نسبب مشهد هنا .. أرتاح وكمل أكلك أنا أنسدت نفسي

م عطى أصيل فرصة يتكلم ومشى طالع من المكان بكبره

أصيل تنهد ولحقه بهدوء ومن غير نواف يحس واللي كان ماسك دموعه بقوة ومجرد طلع من المطعم وبدأ يمشي بمكان شبه فاضي أنهار ع الأرض وبدأت تطلع شهاقته القوية

أصيل خاف عليه وبسرعة جاء بيروح له لكن شاف شخص وقف عنده ونزل لمستوى نواف وسحبه لحضنه وبدأ يطبطب ع ظهره

وقتها نواف بدأ يختنق والرجال سأله وين البخاخ الخاص فيه وواضح ان نواف همس بشيء لكن أصيل كل اللي شافه إن الرجال مد يده لمكوة نواف وكأنه يتحسسها بينما نواف م حس بشيء بسبب إختناقه وإنهياره .. أصيل فقد أعصابه وتقدم دفع الرجال عن نواف ولكمه بقوة وتفل عليه ولف لنواف وسحبه معاه وطلع بخاخه من جيبه الأمامي وبسرعة بخ بختين بفم نواف واللي كان يرجف بخفة

تنهد بضيقة وفك جاكيته الثقيل من عليه وحطه ع نواف ونفس الشيء الشال اللي كان لابسه فكه ولفه حول رقبة نواف بأحكام

نواف همس بتعب : بعد عني..

أصيل تكلم بهدوء : أولاً لا تحلل الأمور من راسك..

سكت شوي ورجع نطق : مو وقته هالكلام اللحين أمش معاي أوصلك لبيت أبوك وبعدها اللي تبيه يصير بيصير

نواف سكت لأنه يحس بالدنيا تدور حوله

أصيل رجع زفر أنفاسه ومشى بخطوات هاديه جنب نواف وهو سانده ع جسمه

..

طول طريقهم بالسيارة نواف م نطق بحرف وكان متعمد يلبس سماعته الثنتين رغم إنه مو مشغل شيء وأصيل فهم الحركة في إنه م يبي يسمع حرف منه

وصل لبيت أبوه ونواف نزل بدون ينطق بحرف وقفل الباب بقوة ومشى لداخل

أصيل تأكد إنه دخل البيت وبعدها غمض عيونه بخفة لثواني ثم فتحها وحرك لبيته

..

عند نواف اللي أول م دخل البيت أنصدم بالصراخ المفاجىء اللي صار والكيك والهدايا ورهف وهند وأبوه وفيصل واقفين جنب بعض عند الكيكة

أبتسم بخفة رغم ملامحه التعبانه وتقدم بخطوات هادية : م كان له داعي تتعبون نفسكم

يوسف ضحك : لا عاد لا تقول كذا وحنا أهلك وإذا م سوينا لك نسوي لمين؟

رهف كتفت يدينها : فيصل شكلي أنا وياك سوقنا طاح من يوم جاء نواف

فيصل م فهم لكن هز راسه بتأييد وقلد رهف بعصبية وهالشيء خلا نواف يضحك فعلاً ع حركتهم اللطيفة

قطع معاهم كيكته وفتح الهدايا وقعد معاهم شوي ثم أعتذر إنه تعبان ويبي يرجع لبيته

رهف شافت ملامحه وبسرعه نطقت : الوقت تأخر شرايك تنام هنا الليلة؟

نواف جاء بيرفض لكن يوسف تكلم بهدوء : أي نام الليله هنا وغرفتك جاهزه بالدور الثاني أول غرفة ع يمينك ولا تفكر ترفض حتى

نواف هز راسه ومشى للمصعد وصعد فيه ورهف جنبه

رهف كتفت يدينها : بتقول لي شفيك؟

نواف هز راسه بأن م فيه شيء وسكت

رهف عطته نظره : تراني أعرفك من يوم إحنا صغار وأعرف ملامحك وإذا أنت متضايق أو تكذب

فتح المصعد ومشو إثنينهم مع بعض وفجأة نطق : اللحين لو شفتي شخص مهم مرره لك يسوي حاجة مو كويسه وصح إنه م وضح شيء لكن كل شيء واضح بس هو يقول لك إنك فاهمه غلط .. بتعطينه فرصة ولا بتصدقين اللي شافته عيون وسمعته أذنك؟

رهف وقفت معه عند باب غرفتها ونطقت بهدوء : الكل يحق له فرصة يشرح ويبرر وهالشيء مالك حق ترفضه لأن أنت بكذا كأنك تدور الزلة لهالشخص فأنا أقول تسمع منه أول وإذا تفسيره منطقي فصدقه

نواف همهم بهدوء ونطق بتعب : عادي أنسدح عندك وتلعبين بشعري؟

رهف هزت راسها بهدوء وفتحت باب غرفتها ودخلت معاه ونواف ع طول أنسدح على رجلها وهي بدت تحرك بشعره ومن غير يحس شد الجاكيت حول نفسه وحط الشال عند أنفه وغمض عيونه بقوة وهو يحس إنه بينهار

رهف لبست سماعاتها ونطقت : خذ راحتك نواف ..

نواف مجرد سمع كلمتها وفتح عيونه وشافها لابسه السماعات ومغمضة عيونها ع طول بدأ يصيح ويشهق بقوة وهو يكرر بكلمة 'ليه'

جلس يفكر في كيف إنه أصلا علاقتهم سريعة جدًا في إنه يتطور لحب وإنه م كان أي شيء منطقي أصلاً وإنه الذنب ذنبه وأكيد شخص زي أصيل بيكون عنده حبيبه

وبوسط أفكاره وشهاقته اللي بدت تخف .. غمض عيونه وطاح بالنوم

رهف حست بهدوءه وفكت سماعتها وسحبت منديل ومسحت دموع نواف الباقية وهي تحس بحزن عليه وما تدري وش صار له بس واضح إن الشخص اللي تكلم عنه فعلاً يهمه

..

كمل الأسبوع ونواف م رجع لشقته ولا تكلم مع أصيل وطول وقته بغرفته أو بغرفة رهف

كان ناوي يعطي أصيل مجال يتكلم ويبرر  لكنه تعب فجأة وجاته حمى قوية وم تحرك من سريره لكن اليوم بدأ يحس بتعبه يخف وأخذ جواله وطمن فهد ويزيد اللي حرقوا جواله طول الوقت الماضي

طلع من غرفته وكان لابس بنطلون أسود قطني وهودي بيج

سحب جاكيته الأسود مع جاكيت أصيل ووشاحه اللي كانوا جنبه وبحضنه طوال الأسبوع

قابل بطريقه رهف وفيصل اللي كانوا مستعدين يداومون سلم عليهم ونزل معاهم

أستوعب إن م عنده سياره لأن للحين سيارته ببيت أصيل وأصلاً يحس إنه باقي دايخ وما بيقدر يسوق فتنهد ونطق ببحة تعب : رهف عادي توصليني معك؟ أخر مره ص..صاحبي نزلني هنا و م جيت بسيارتي

رهف هزت راسها : أيوه أكيد أركب.. بس أنت متأكد إنك بخير؟ حرارتك نزلت؟ واضح عليك دايخ وتعبان وبالموت تتنفس

نواف أبتسم بمجاملة لها رغم إن كل كلامها صح : لا معليك بخير

رهف ترددت شوي بس هزت راسها وركبت مكان السائق ونواف جنبها وفيصل ورا

نواف دلها ع المكان وهو كل ماله يزيد تعب ودوخه وبنفس الوقت داهمه غثيان

وصلت رهف ووقفت عند البوابه ونواف نزل وقال لها تمشي خلاص وفعلاً مشت عشان م تتأخر ع دوامها ..

عند نواف لمن شاف سيارة رهف حركت لف لجهة البوابة ورن الجرس الخارجي بخفة

الحارس فتح له بس قال له إن أصيل طلع وبيرجع بعد شوي ونواف هز راسه بهدوء ومشى لعند باب البيت وجلس عنده بخفة وراسه بدأ يثقل وسند نفسه ع الباب

..

بعد ٣٠ دقيقه

وصل أصيل وبيده أكياس بقالة وهو يكلم بجواله لكن مجرد لمح نواف طايح عند باب بيته رمى الأكياس من يده وركض ووصل لنواف وبدأ يطبطب ع وجهه وينادي بأسمه.. واللي بالإتصال حس إن أصيل أنشغل فقفل الإتصال من نفسه

أصيل بملامح قلقانه حمل نواف بخفة وسهولة لداخل البيت وصعد لغرفته وسدحه ع السرير

نواف بدأ يهلوس من الحمى : أنا..أح..أحبك ب..بس وبع..بعطيك ..تش..تشرح لي.. بس ل..لا ..تترك..تتركني

أصيل زادت ضربات قلبه الخايفة وهو يحس عيونه تدمع من الخوف وإتصل ع الدكتور اللي يجيه للبيت عادةً لأنه يكره المستشفيات وم يحبها وكان بس يروح لها عشان عيادات الأطفال

٢٠ دقيقه ودخل الدكتور وركب مغذي لنواف وحط عليه كمادات ووصف له كم دواء وطلع بعد م قال لأصيل يهتم لنفسه هو الثاني لا يطيح من التعب

أصيل م أهتم لنفسه وعطى الوصفة سواقه الخاص وقال يجيبها ضروري ورجع لنواف وجلس عنده ومسك يده بخوف

..

الساعة ٩ الليل

صحى وهو يحس بكل عضلة بجسمه تألمه وجاء بيقوم لكن تأوه بألم من راسه والصداع الغريب

حس أصيل بحركة نواف الخفيفة وبسرعة صحى بعد م كان نايم ع الكرسي وقام وقف وهو للحين ماسك يد نواف : صحيت؟ كيف تحس؟؟ بخير؟

نواف هز راسه بهدوء : بخير بس جسمي يوجعني وراسي مصدع .. شصار لي؟

أصيل ويدينه ترجف بخفة : كنت طالع أجيب أغراض لأن بيتي فاضي بس لمن رجعت حصلتك نايم عند الباب .. أو بالأصح كان مغمى عليك بتعب وطايح عند باب بيتي.. ليه م كلمت الحارس يفتح لك الباب؟ عنده نسخة من المفتاح!

نواف رجع أنسدح : م كنت بوعيي لحظتها وحسيت بذيك اللحظة بس أبيك أنت تكون حولي

أصيل أنسدح جنب نواف وسحبه لحضنه : نواف والله م كنت أخونك .. اللي كنت أكلمها هي طفلة من الميتم م شفتها وزعلت علي لأنها كانت بالمستشفى ولأنها طاحت من مكان مرتفع وألتوت يدها .. إذا م تصدقني تقدر تشوف تاريخ المكالمة ووقتها بجوالي وكنت أراضيها بالكلام بس

نواف أرخى راسه ع صدر أصيل : مصدقك مو لازم تثبت لي .. أنا اللي آسف لأني تسرعت ووالله كنت ناوي أجيك من ثاني يوم لكن نمت وأنا بخير بس صحيت وأنا بحمى مرتفعة ومسكت معي طول الفترة الماضية

أصيل تنهد : ليه م تنتبه لنفسك؟

نواف م رد وهو شبه مبتسم

أصيل رفع راس نواف وباس راسه : لا عاد تبعد عني كذا بدون م تسمعني بالأول والله عشت بجحيم طول الأسبوع اللي فات .. م قدرت لا أنام ولا أكل وأنت م ترد علي ولا ترد ع أي أحد .. وتصدق..

أصيل سكت لدقايق ورجع نطق بتردد : تجي تسكن معاي؟ أدري إنها خطوة سريعة وكبيرة لكن صدق أنا م أظن بقدر أعيش بعيد عنك وأبي أكون دايم حولك ومتطمن عليك

نواف نطق وهو ملاحظ تردد أصيل : أي أكيد أصلاً غثوني فهد ويزيد بحركاتهم وبيكون مره حلو إني أنقل لعندك لأني أنا بعد م أظن بقدر أتحمل بعدك.. أبي أخر شيء أشوفه قبل أنام بكل ليلة هو ووجهك.. وأبي أول شيء أفتح عيوني عليه كل صباح هو وجهك

أصيل أبتسم وغمض عيونه براحه

نواف تأمل بملامح أصيل اللي كانت فعلاً تعبانه .. وكان ضعفان مره وبنفس للوقت وجهه مليان هالات ويده ترجف بخفة وهو متأكد إن بهاللحظة رجفته هذي مو خوف

تعدل بجلسته وطالع بأصيل : متى أخر مره أكلت شيء؟

أصيل فتح عيونه وأبتسم : معلي..

طاحت إبتسامته وغمض عيونه بقوة وهز راسه بخفة

نواف خاف عليه : أصييل! شفيك؟؟؟

أصيل بتعب : أظن سكري نازل .. بتلاقي عند راسك قطعة شكولاته أفتحها لي

نواف أنصدم وبسرعة فتحها وبدأ يأكل أصيل وعيونه فيها دموع من الخوف

أصيل بعد دقايق رجع سكره للمعدل الطبيعي ونواف بسرعة سأله بخوف : متتتى أخر مره أكلت؟؟

أصيل تنهد : هذا اليوم الثالث

نواف شهق بصدمة وقام وقف وفك المغذي عن يده بشويش وخفة وسحب أصيل وسحب لحاف ثقيل

نزل للدور الأول ودخل المطبخ وجلس أصيل ع الكرسي وحط فوقه اللحاف الثقيل وفتح الثلاجة شاف سلطة مقطعة وجاهزه وجنبها صينية فيها مكرونة جبن وواضح إن فيه أحد مسويها لأصيل و ع الأرجح إنها من يحيى

سحب السلطة والمكرونة ودفاهم وحطهم بصحون وجاء بيجلس جنب أصيل بس أصيل بحركة سريعه سحبه وجلسه بحضنه وحط جزء من اللحاف عليه

نواف خاف وحاول يقوم : أصيل خلني أقوم لا أتعبك زيادة..

أصيل قاطعه وهو يدفن وجهه برقبة نواف ويستنشقها بقوة وبلهفة : أنت كذا تريحني مو تتعبني

نواف أرتخى جسمه وهمس بخفوت : آسف أصيل

أصيل تنهد ونطق بهدوء وهو بنفس وضعيته : كلنا إثنينا غلطنا بس هالشيء بيخلينا مره ثانية نسمع من بعض ونحل مشاكلنا بالتفاهم لأن واضح بعدنا عن بعض كان متعب لنا الأثنين

نواف هز راسه بهدوء وبموافقة وسحب الصحن وبدأ يأكل أصيل وبنفس الوقت يأكل نفسه

أصيل فجأة همس : نوافي أحبك

نواف جمد مكانه لثواني بس أبتسم ولف لأصيل وضم وجهه بيدينه : وأنا أحبك يا نعيمي وفردوسي الأبدي

أصيل دفن نواف بحضنه وجلس يبوس براسه ويستنشق ريحته اللطيفة بشوق عارم

___

تمّت

بارت لطيف خفيف وحاولت أعطي الكل حقه سواءً من نواف وماضيه وأهله .. .. صقر ويحيى .. يزيد وفهد .. وأخيراً نواف وعلاقته بحبيبه أو زي م قال فردوسه أصيل

إذا فيه جزء مو واضح أو أي سؤال تفضلوا..

فكرة البنت ⬆️ وأتمنى يكون البارت مرضي لها ..

كونوا بخيّر🤍

سؤال؛ هل تحبون القصص الخيالية؟

Continue Reading

You'll Also Like

154K 13.8K 159
قصص قصيره ولطيفه تحكي عن علاقة اخوه تجمع سبع فتيان لا تربطهم صلة دم او اي شي فقط جمعهم الحب الاخوي والعاطفة تجاه بعض تراه ترهم يحبوا بعض وتاره يتشاجو...
107K 4K 25
" نوع الروايه تومبوي x بوي"⚠️ كُل هذا الصمت قد يبدو مخيفًا للوهلة الأولى، لكن عندما تنصت للضوضاء سيبدو الصمت أشد وطئ عليك من صوت الحقيقه الصاخب.
1.9M 27.2K 36
𝐉𝐄𝐎𝐍 𝐉𝐔𝐍𝐆𝐊𝐎𝐎𝐊 & 𝐑𝐔𝐉𝐈𝐍 رجل تعرض للخيانة ليصبح وحش متعطش للانتقام يجوب الأرض بحثًا عما يخفف من غليانه الدفين.... تحت إسم الإنت...
58.7K 1.5K 59
عشت غريب ببلادي وبغير بلادي يمكن هاذا سبب شهرتي بس حته بين اصدقائي عشت غريب حته وانا بين احضان حبيبي عشت غريب ! ماعمري حسيت بل انتماء وهاذا شي بسب...