مجنونة اقتحمت حياتى (مكتملة )

الفصل الثانى عشر

الفصل الثانى عشر

(اللهم انك عفو كريم تحب العفو فاعف عنا )
        رونى محمد.

تفاجأ سراج حينما فتح باب غرفته بوقوف جاكلين مصوبة سلاحا ضده ، شعر بالغضب من تصرفها الطائش ليقول
-: جاكلين ايه الى انتى بتعمليه ده انتى اتجننتي !!

وما ان رأته حتى اخفضت سلاحها واحتضنته وهى تبكى قائلة
-:وحشتنى اوى يا سراج ، انا كنت هتجنن امبارح عليك .. طول الليل منمتش مش قادرة اتخيل انك ممكن تتجوز واحدة غيرى ..

دفعها بعيدا عنه وهو على وشك الانفجار من رؤيتها امامه ليقول
-: امشي يا جاكلين من هنا ، انا ولا فايق لكلامك ولا لتهورك ده ..

ازاحته جانبا وكانه لم يوبخها منذ قليل ، فدلفت الى داخل الغرفة  سريعا  قبل ان يغلق الباب امام وجهها  فوجدت بسمة قد انهت صلاتها ...

طالعتها من اعلاها لأسفلها بنظرات وضيعة لتقول بسمة بضيق خاصة حينما رأت فستانها الأحمر القانى القصير الذى يبرز مفاتناها بسخاء
-: يا فتاح يا عليم يا رزاق يا كريم جيالنا ليه كده عالصبح !!

وقفت جاكلين امامها تعقد زراعيها وهى تنظر لبسمة قائلة
-: هى دى بقى العروسة هههه انا كده اطمنت انك عمرك ما هتبصلها .. ايه الشوال الى لبساه ده ..

-: كفايه انتى يا حبيبتى مش لابسة

جذبها سراج من زراعها وحاول ان يدفعها للخارج الا انها افلتت يده وقالت
: انا مش همشي يا سراج من هنا غير لما تبعت تجيب المأذون وتتجوزنى البتاعة دى  مش أحسن منى فى حاجة ..

وما ان انهت حديثها حتى رفعت  سلاحها امام وجه بسمة جعلها ترجع خطوة للورا ليتقدم سراج سريعا يقف فى مواجهتا قائلا
-: جاكلين بلاش جنان وشيلى البتاع الى فى ايدك ده ..

-: سراج انا عوزاك تتجوزنى .. وحالا

اغمض عينيه وهو يحاول ان يتمالك اعصابه ليقول
-: جاكلين اتفضلى امشي دلوقتى ونبقى نتكلم بعدين ..

حاولت ان تصل لبسمة التى تختبئ خلف سراج لتقول
-: لأ يا سراج هى مش احسن منى فى حاجة عشان تتجوزها وأنا لأ ..

نفذ صبره ليمد يده سريعا وبحركة مباغته قد افلت السلاح من يدها ليصفعها بقوة على وجهها قائلا
-: أنا خلاص مبقتش طايق أفعالك ولا طايق أشوفك اتفضلى امشي من هنا ولو شوفتك فى أى مكان تانى انا مش هرحمك ..

التقطه من الارض حتى يكون بعيدا عن متناول يدها ..

نظرت له بحقد بعدما وضعت كفها على وجهها وهى تبكى قائلة
-: بقى كده يا سراج بتضربنى عشان  ايه عشان واحدة زى دى ..

لم يمهلها فرصة لتستكمل حديثها ليقوم بسحبها واخذها الى خارج الغرفة ودفعها حتى تعثرت وسقطت ارضا  وقال 
-: انا لأخر مرة بحزرك من افعالك الطايشة دى انا ممكن اتصل بالأمن يجوا يخدوكى برا الا انى  عامل حساب للعشرة الى بنا ياريت تلمى الى باقى من كرامتك وتمشى ومشوفش وشك ده تانى ...

اغلق الباب امام وجهها بعنف ودخل يلتقط انفاسه الهادرة  جلست بسمة امامه وقالت
-: هه هى فعلا كانت ناوية تموتنى !!

صمت للحظات قبل ان يقول
-: انا مش هسكت على الى حصل وهتصل بابوها وهقوله ان ده اخر انذار لانى بعد كده هسجنها ..

وما ان انهى كلامه حتى اندفع نحو الهاتف يتصل بوالد جاكلين يخبره ما فعلته تلك الحمقاء وكذلك يهدده بانه سيبلغ الشرطة وهى من تتخذ الاجراءات تجاهها ...

لم تنكر بسمة توترها وخوفها مما حدث وخصوصا انها رأت ما قد تفعله جاكلين بها لتقرر انها يجب ان تبعتد عنه قدر المستطاع ، حتى تتحسن علاقتهما فربما يريد سراج ان يعود اليها ...

فى قصر السيوفى تجمعت العائلة  لتناول الغداء  كانت حالة الصمت هى المسيطرة على الجميع ليقطع هذا الصمت صوت عتمان الذى قال
-: بعد ما سراج وبسمة اتجوزوا مبقاش فاضل غيرك يا هانيا انتى واحمد  ..

ابتسم احمد وتصنع انشغاله بتناول الطعام ، بينما داخله يقيم قلبه حفلا صاخبا ..

اتسعت عيني هانيا بصدمة وقالت
-: بس انا مش عاوزة اتجوز يا جدو ..

رفع احمد عينيه وقال
-: اا ليه يا هانيا !!

ليستكمل الجد حديثه وقال
-: ممكن ناجل الجواز دلوقتى يعنى نخليها فترة خطوبة وابقوا حددوا الجواز بعدين ..

رمت الشوكة من يدها ووقفت وقالت
-:بس انا مش عاوزة اتجوز احمد ..

هنا وقف الطعام فى حنجرته واخذ يسعل بشده ليناوله جاسر كوب الماء سريعا وهو يضربه على ظهره قائلا بصوت هامس
-: اجمد كده .. دانت شكلك  هيطلع عينك ..

اما الجد فحاول ان يتحدث بهدوء قائلا

-: الموضوع ده مفيهوش جدال انتى عارفة كويس قانون عليتنا وخلاص مفيش غيرك وانتى واحمد ..

عقدت زراعيها امام صدرها وهى تتحدث بغضب قائلة
-: اه على أساس ان أحنا فراخ بتربيهم ويجى موسم التزاوج ويتجوزوا مش كده ..

دفع جاسر احمد فى كتفه وحدثه بهمس قائلا
-: ههههه ما ترد تقول حاجة يا ديك البرابر ولا القطة كلت لسانك .. هو مش انت ديك بردو ..

هنا وقف أحمد وقال
-: لو سمحت يا جدى سبنا انا وهانيا دلوقتى احنا لازم نقد مع بعض الأول ونشوف احنا هنقرر ايه .. وانا من ناحيتى معنديش مانع ..

اجابته بثقة وقالت : بس انا بقى عندى مانع ومانع قوى كمان انا لا عاوزة اقعد معاك ولا اتجوزك من الأساس ..

كلامها الجارح كان اشبه بالسكين الذى غرز بقلبه لتستكمل حديثها اللازع قائلة 
-: بص يا احمد من الاخر كده انا مش هكرر غلطة جاسر ونجلا لو انت اخر راجل فالدنيا دى انا مش هتجوزك

كانت نجلا تقلب طعامها غير مبالية لما يحدث بينما جاسر اغتاظ من حديثها اللازع وقال
-: ومالى بقى انا ونجلا ما حنا كويسين اهو وعايشين مبسوطين .. مش كده يا نونه يا حبيبتى ولا ايه !!

أجابته نجلا من بين أسنانها قائلة
-: طبعا يا حبيبى ربنا ميحرمناش من بعض ..

هنا دخلت الخادمة وهى تقول لعتمان
-: فى واحد جه وساب الظرف ده لحضرتك !!

عقد حاجبيه وهو يقول
-: ده في ايه الظرف ده ومين الى جابه

رفعت الخادمه كتيفيها وهى تقول معرفش الامن برا ادهونى وقال انى اوصله لحضرتك ..

-: طيب روحى وانا هشوف فى ايه ؟

امسك الظرف وفتحه بينما جلس احمد وهانيا فى اماكنهم منتظرين ما سيقول الجد بشأنيهما ليتعجبا حينما وجد داخل الظرف صور لجنين فى بطن امه ، فتح الورقة المصحوبة لهذه الصور ، ثم رفع بصره نحو جاسر وقال بغضب
-: جااااسر ورايا على المكتب حالا ..

نظرت  نجلا لجدها وقالت بفضول
-: جدى هو الظرف ده في ايه ؟

لم يجاوبها وطلب من أحمد ان يدفعه بكرسيه المتحرك الى المكتب ومن خلفهم جاسر الذى يحاول ان يستجمع كل المصائب التى فعلها..

  أوصل احمد جده الى داخل المكتب  وقال
-: ها يا جدى فى ايه الظرف ده !!

اجابه بنبرة أمرة : اخرج يا احمد  واقفل الباب وراك .. ومتخليش حد يدخل علينا ..

خرج احمد من غرفة المكتب وتركه مع جاسر بالداخل ، اندفعت نجلا نحوه تقول
-: هو جدى عاوز جاسر فى ايه وايه الى كان موجود فالظرف ده !!

مط شفتيه وهو يقول
: مش عارف بس شكل جاسر المرة دى عكها عالأخر .. وجدى شكله مش هيعديها المرة دى ...

ترك احمد نجلا تقف امام غرفة المكتب وهى فى حيرة ما قد يفعله جاسر يجعل جده يستشيط غضبا هكذا وما هو سر المظروف الذى جاء منذ قليل ، فقررت ان تسترق السمع من خلف الباب بعدما التفتت يمينا ويسارا وتأكدت ان لم   يراها أحد ..

أما احمد الذي قد بحث عن هانيا لتخبره دلال انها عادت الى غرفتها ، فقرر ان يتبعها ليصل هناك ويطرق الباب عدة مرات إلا ان الصمت كان حليفه ليقرر بالنهاية ان يدخل وليكن ما يكن فهو يريد ان يتحدث معها ..

فتح الباب بهدوء يتفحص المكان بعناية ليجد الغرفة هادىة نسبيا كان سيعود ادراجه الى الخلف الا ان استوقفه رؤيتها جالسه ارضا جوار نافذتها لينادى عليها عدة مرات ولكن ما من اجابة ليقرر ان يقتحم خلوتها ويقترب منها قائلا
-: هو انا مش بنادى عليكى مبترديش ليه !!

لم ترد عليه فكانت جالسة مغلقة العينين وتأخذ وضع اليوجا ..

اغتاظ منها ليدفعا برفق من كتفها ويقول
-: هو انا مش بكلمك ما تهدى عليه ..

وهنا لم تستطع الصمود لتخرج من عزلتها قائلة
-: هو انت مش شايف انى بعمل تمرين اليوجا بتاعى ..

-: بلا يوجا بلا بتاع خليكى هنا فالأهم .. انتى مش عاوزة تتجوزى ليه ؟

عقدت زراعيها بعدما وقفت وقالت
-: لا انا مقولتش مش عاوزة اتجوز انا قلت انى عاوزة اتجوزك انت بالذات ..

صك اسنانه بغيظ وأراد ان يصفعها ويوبخها على كلماتها الباردة الا انه تمالك اعصابه وقال
-: وليه بقى ان شاء الله ايه مشكلتك ..

-: احمد انت بجد مقتنع بحوار الجواز ده .. اصلا امت مش شايف نجلا وجاسر حياتهم بايظة ازاى ولا سراج الى اتجبر يتجوز واحدة ميعرفهاش ..

-: ملناش دعوة بحد احنا هنكون حاجة تانية ..

-: وايه يضمنلى انك متكونش زى جاسر..

-: ماله جاسر ما هو قالك بيحبها وهى كمان بتحبه ..

-: انت بجد مصدق الكلام ده .. نجلا وجاسر اتعس اتنين قابلتهم فى حياتى ..

وهنا شعر بغليان الدماء داخل عروقه ليقول
-: يعنى ده أخر كلام عندك

تحدثت بثقة وقالت
-: ايوه اخر كلام ..

-: طيب خيث كده بقى احب اعرفك ان لو مش هتتجوزينى يبقى انسي انك ممكن تتجوزى اى راجل تانى ..

-: مع انك ملكش الحق فى كده بس انا عندى اعد طول عمرى من غير جواز احسن ما اتجوزك ..

قبض على كفه حتى ابيضت مفاصله ليندفع نحو الباب صافقا الباب خلفه بقوة ...

داخل غرفة المكتب  وقف جاسر امام جده قائلا
-: هو فى ايه يا جدى والظرف الى جالك ده فيه ايه ؟

مد عتمان يده بالورقة المرفقة مع الظرف ليلتقطها جاسر وبعدما نظر ايها اظلمت عينيه وصك اسنانه بضيق ليقول
-: دد ده كدب مم محصلش ..

مد عتمان يده مره اخرى بباقى محتوى المظروف ليقول
-: وهو ده كمان كدب !!

تطلع اليه بغيظ وقال
-: ده دى كانت واحدة زبالة كده عرفتها وكل واحد راح لحاله

-: طب وابنك ولا بنتك الى بطنها هترميهم فالشارع !!

-: لأ انا هخليها تنزله !!

هنا لم يستطع عتمان ان يكتم غيظه وغضبه ليقول
-: انت بنى أدم عديم الدين والأدب فالاول رحت اتجوزت عرفى وبعديها عاوز تقتل روح ملهاش ذنب فى حاجة ...

-: مم مش عاوزه انا كنت راضى وعايش ولو مش هيكون ليه عيال من نجلا فمش عاوز خالص ..

-: انت هتفضل لغاية امتى كده مستهتر ومش شايل مسئولية هو انت مفكر ان العرفى ده جواز ده زنا وكمان عاوز تقتل يعنى بتعمل الكبائر ومش حتى ندمان ..

-: بص يا جدى انا هروح واصلح كل حاجة متشغلش بالك انت .. والورقتين العرفى هيتقطعوا والى فى بطنها ده هينزل مش عاوزه ...

-: وانت مفكر انها هتتحل بالسهولة دى ..

-: اه انا هعرف ألحلها بطرقتى متشغلش بالك ..

اندفع نحو الباب وادار المقبض وما ان فتح الباب حتى تصلبت شراينه حينما رأى نجلا تقف أمامه بعيون حمراء والدموع تغزو وجهها ، وقف الاثنان ينظرون لبعضهما احدها نظرة لوم وعتاب مع الكثير من الغضب والأخرى نظرات أسفة نادمة ...

" الخيانة اشبه بالخنجر المسموم الذى يطعن القلب .. ما أقساها على قلبك حينما تأتيك من حبيب ملكته أمرك "

عوزاكم تقولولى توقعاتكم هل خيانة جاسر ممكن تكون القلم الى هيفوق نجلا ولا ايه الى هيحصل ؟

تانى حاجة عاوزة اخد رايكم فيها موقف هانيا فعلا صح رغم ان احمد بيحبها وهى كمان ممكن تكون بتحبه !! وياترا لما يظهر فى حياتها مراد صاحب النضارة السودة ممكن يغير حياتها فعلا ولا لأ !!
بعتزر عن التاخير ...