مجنونة اقتحمت حياتى (مكتملة )

الفصل العاشر

اللهم لك الحمد كما ينبغى لجلال وجهك وعظيم سلطانك ..
                رونى محمد

-: استنى هنا انت سايبنى ورايح فين ؟

-: هكون رايح فين يعنى نازل تحت انتى مسمعتيش الظابط بيقول ان التحقيقات لسه مخلصتش ..

اخذت بسمة  تدور فى الغرفة ذهابا وايابا وكأنها تبحث عن شيئا ما فقالت
-: طب يعنى افرض فى حد كده ولا كده يعنى مستخبى هنا وعاوز يقتلى ..

رفع حاجبه وقال
-: ليه هو انتى مستهدفه ولا حاجة !!

عقدت زراعيها امام صدرها لتقول
-: امال انت مفكر الى فجر القاعة ده فجرها ليه، اكيد عشان يقتلنى  ؟

-: جلس امامها على الاريكة ووضع رجل فوق الأخرى بتعجب وقال
-: لا بقى قوليلى مين ده الى عاوز يقتلك !!

-: امم هى مش لدرجة القتل ممكن يعنى كان بينتقم منى مثلا

اتسعت عينيه فى دهشه ليقول
-: مين ده الى عاوز ينتقم منك

-: انا مش متأكدة يعنى بس هما كتير ..

وضعت سبابتها اسفل ذقنها وهى تدور فى الغرفة وتفكر  قائلة
-: ممكن يكون محصل النور ولا ابراهيم المكوجى ولا الاسطى سيد المكانيكى اه والرقاصة دى الى اسمها بوسي ولا صافى

-: ايه ده كله انتى عندك اعداء من كل طوائف المجتمع ..

رفعت فستانها حتى تستطيع ان تتحرك لتجلس جواره قائلة
-: ماهو بصراحة انا مبيعجبنيش الحال المايل ومحبش حد يدوسلى على طرف ..

قرب وجهه منها قليلا وقال
-: بسمة بجد انتى ازاى كده !!

توترت بسمة من قربه منها لتقول
-: كده الى هو ازاى يعنى !!

-: انتى ازاى بالبساطة دى ، انتى مفكرة ان محصل النور ولا الاسطى مش عارفة ايه ده الى تلاقيكى كنتى متخانقه معاه عشان ١٠٠ جنيه هيجى ويفجر اوتيل كبير زى ده عشان بس ينتقم منك ..

-: اممم مش عارفة بس عموما انت عندك حق ..

-: بسمة هو انتى كنتى عايشة ازاى قبل ما جدى يعرف مكانك وتيجى تعيشي معانا ؟

كانت ستجيب الا ان قاطعهم صوت الهاتف فالتقطه سراج سريعا واجاب عليه وما ان اغلق حتى قال لها
-: انا هنزل دلوقتى ومتقلقيش الجناح متأمن كويس ، وياريت يعنى متناميش غير لما اجى ..

اتسعت عينيها وقالت
-: لا بقولك ايه احنا متجوزين كده وكده مش بجد .. فمتحلمش ها ..

ضحك وقال
-: منا عارف  انتى هلى فكرة تفكيرك راح لبعيد كل الحكاية ان  انا كنت عاوز اعرف اعدائك واحد واحد افرضى طلعلنا واحد وراح فجر الفيلا

-: اه تصدق .. لا خلاص لازم تعرفهم بص انا هكتبهملك فى ورقة ..

-: ماشي اذا كان كده ماشي ..

وبعد دقائق خرج من الغرفة وهو يبتسم على بساطتها التى لم يعهدها فى أى فتاة من قبل ، بينما وقفت بسمة فى حيره من امرها لتحدث نفسها قائلة
-: مالك كده يا بت انشفى ده حيالله راجل يعنى من كلمتين منه هتسيحى ..... بس ده مقلش حاجة اصلا .... امم امال لو قال كنت هعمل ايه ..

وضعت يدها  فوق قلبها الذي يخفق بعنف لتقول
-: بص بقولك ايه انت تضخ دم وانت ساكت انما حب وكلام ده ملناش فيه ..

            ■□■□■□■□■□■□■

-: كنتى فين يا نجلا ومحضرتيش ليه الفرح معانا ..
كان هذا صوت عتمان الذى يتحدث بغضب لنجلا التى تقف امامه بخنوع ..
اعاد سؤالها حينما لم يجد اجابه منها
-: كنتى فين وازاى متحضريش فرح ولاد عمك ؟

-: بصراحة يا جدى انا اصلا مكنتش موافقة عالمهزلة الى بتحصل دى ..

-: وانتى بتسمى جواز سراج من بسمة مهزلة !

-: طبعا مهزله لما تجبلنا واحدة من الشارع وتخليها تعيش وسطنا دى تبقى مهزلة .. لما تجبر بابى يطلق مامى  زمان عشان قلت عليها بردو انها واحدة من الشارع تبقى مهزلة .. لما تسبنا نعيش العمر ده كله من غير ام ده هتسميه ايه يا جدى ..

تدخلت دلال قائلة
-: مش وقته الكلام ده يا نجلا خلينا نطلع ننام دلوقتى وبعدين نتكلم ..

ابتسمت بمرارة قبل ان تقول
-: وهو من امتى كان وقته بقالنا سنين بنأجل ويوم ورا يوم الحقيقة بتتنسي وفالاخر اضطرينا نعيش عمرنا كله من غير اب وأم

اغمض عينيه بقوة وقهر ليقول بوهن
-: اسكتى انتى مش فاهمة حاجة ..

صرخت نجلا قائلة
-: لأ فاهمة وفاهمة كل حاجة انا مكنتش صغيرة ، لما سمعتك وانت بتجبر بابى انه يرمى عليها يمين الطلاق ..

-: ايوه كان لازم يطلقها اكبر غلط عملته فى حياتى انى سمحت للحية دى تدخل بيتنا ..

-: متقولش عليها حيه مامى  معملتش حاجة ايه ذنبها

-: لا عملت وعملت كتير كمان ، عموما روحى اسأليها لو كان عندها الجرأة هى تحكيلك بنفسها ..

-:كلو كدب وكلام وخلاص ملهوش علاقة بالواقع .. لو كان عندك سبب واحد يخليك تجبر بابى يطلق مامى مكنتش اترددت وقولته ..

اقتربت دلال منها قائلة
-: نجلا جدك مجهد النهاردة وتعبان من الى حصل فالقاعة خلينا نتكلم بعدين ..

عقدت نجلا زراعيها وقالت
-: جدى لو عاوز يتكلم كان اتكلم من زمان انما هو معندهوش حاجة يقولها ..

انهت حديثها ثم انصرفت تهرول نحو غرفتها تحتضن وسادتها وتبكى بقهر نظرت دلال حولها حتى تاكدت من انصراف هانيا وقالت
-: ما تتكلم يا بابا وقولهم الحقيقة .. يمكن ده يريحهم ويبطلوا يسألوا ..

-: مش هينفع يا دلال السر الى حافظت عليه سنين مش هينفع افتحه دلوقتى ..

امسكت بكرسيه وهى تدفعه نحو غرفته وتقول
-: لا بس من حق نجلا وهانيا تعرف حقيقة امها كويس وانك كان عندك حق فى كل حاجة ..

       ○●○●○●○●○●○●○●○●○

-: حامل الى هو ازاى يعنى انتى اتهبلتى ..
كان هذا صوت جاسر الهادر الذى يصرخ فى وجه صافى ..

تحدثت بلا مبالاه : اعمل ايه يعنى حملت غصب عنى ..

صك اسنانه بغيظ وقال
-: الحمل ده لازم ينزل ..

جلست على الكرسي خلفها وهى تضع رجل فوق الاخرى وتقول
-: مش هينفع ، انا روحت للدوك وقالى ان دى اخر فرصة ليه فالحمل لو اجهضت المرة دى هيكون فى خطر عليه ..

تطلع اليها بغضب قائلا
-: صافى متعصبنيش حمل ايه وزفت ايه احنا كان اتفاقنا من الاول مفيش زفت اطفال ..

ادعت الغضب وقالت
-: انا خلاص تعبت مش هفضل طول عمرى كده عايشة فالضلمة وهى الى عايشة فالنور ، تخرج وتتفسح معاها والناس كلها شيفاكم مع بعض وانا الى محبوسة بين اربع حيطان وبشوفك سرقة ، ولا كانى عشقتك مش مراتك !!

تأملها بغيظ قبل ان يقبض على فكها بقوة قائلا
-: بقولك ايه يا بت انتى هو انتى مفكرة انك مراتى بجد لا طبعا انتى اخرك معايا الكام ساعة الى بنقضيهم فالسرير ده !!

دفعها بقوة نحو السرير واستكمل حديثه قائلا
-: هو انتى مفكرة ان ورقتين العرفى ده جواز لا يا ماما احنا نقطعهم وانسي انك شوفتينى قبل كده

بكت  وهى تحاول انا ترجع بظهرها للخلف حينما وجدته يقترب منها لتقول
-: اا انا بحبك يا جاسر ورضيت اعيش معاك فالضلمة السنتين الى فاتوا عشان بحبك  ونفسي يكون ليه طفل منك ، وو وبعدين متنساش ان نجلا مبتخلفش يعنى ده اخر أمل ليك يكون عندك طفل ..

تصنم مكانه للحظات واعاد جملتها مرة اخرى فهو بالفعل قد حرم من ان يكون له ولدا لأن نجلا عاقر لن تنجب ليخرج صوته مهزوزا نوعا ما قائلا
-: بب بس يعنى ده مش مبرر انى اخلف منك اا انا الحمد لله راضى بنصيبى وعمرى ما هسيب نجلا عشان يعنى حته عيل..

ابتسمت وهى تعلم داخلها ان كرتها قد اصابت مرماه لتقف وهى تقترب منه وتلتف حوله كالأفعى لتستقر امام وجه الذى تحسسته باناملها الرقيقة قائلة
-: ومين قالك انك هاتسبها ، لا يا جاسر انا مش طالبة منك غير انك تسيبلى حته منك اعيش عشانه  حتى لو انت مبتحبنيش بس انا بحبك ومش هقدر اعيش من غيرك ..

-: بس انا مش هقبل يكون عندى ابن من واحدة رخيصة زيك ..

تجمعت الدموع في عينيها وهى تبتعد عنه قائلة
-: اا انا فعلا رخصت نفسي عشان بحبك ، خلاص يا جاسر شوف الى انت عاوزه واعمله لو عاوز تطلقنى طلقنى وانا هخرج من حياتك خالص بس ابنى انا مش هفرط فيه ولا هموته

-: يعنى ايه يعنى انتى بتجبرينى بطفل انا مش عاوزه ..

-: لأ مش بجبرك بس زى ما قولتلك من شويه ان الدوك قالى ان دى اخر فرصة ليه فالحمل ومتنساش ان ده مش اول عمليه اجهاض فاكر لما اخدتنى قبل كده وعملتلى العملية غصب عنى !! وحصلى نزيف وكنت هموت ..

اغمض عينيه وهو يتذكر حينما رأها بين الحياة والموت فى احدى العيادات التى تقوم بهذه الاعمال مشينه ليقول
-: نن نشوف دكتور تانى سافرى فى اى مكان المهم انه ينزل ..

حاولت استعطافه لتقول
-: بص يا جاسر انا ممكن اسافر واخليك تنسانى خالص وتنسى انك شوفتنى فى يوم من الايام بس الحمل انا مش هقدر انزله ..

تطلع لها بغضب وقال
-: يعنى ده اخر كلام عندك !!

ارادت ان تلعب على اخر كارت لديها لتستكمل لعبتها قائلة
-: لا ده اخر امل ليك انك تكون أب .. فكر يا جاسر فى كلامى انت من حقك يكون عندك ابن يسندك لما تكبر مش لازم نجلا تعرف خالص ، بص انا هاخد ابنى ونسافر اى بلد تانيه نعيش فيها وشوف انت فى اى وقت تحب تيجى تشوفه انا معنديش مانع ..

لم يرد عليها واندفع الى الخارج ، بعدما تشوشت افكاره هل سيوافق ببقاء ذلك الحمل ويكون له ابنا منها ،ام سيتخلى عن حلمه فى ان يكون له ابنا من صلبه  ....

         ●○●○●○●○●○●○●○●○●○
فى الفندق دخل سراج الى الغرفة بعدما انتهى من  التحقيقات وتفاجأ بان الغرفة فارغة وبسمة لم تكن هنا قطب جبينه وهو يطرق باب الحمام فلم ياتيه رد ليتجه الى الشرفة ليجدها تجلس على الكرسى ترفع قدميها على المنضدة التى امامها ليتنحنح قائلا

-: ايه مش جيلك نوم ..

تفاجات به يقف بجانبها لترد عليه قائلة
-: يعنى ممكن عشان مش متعودة انام فى مكان بعيد عن سريرى ..

لفت نظره ذلك الكتاب الذى  بين يديها وكانت تقرأ به قبل دخوله ليقول 
-: بتقرى ايه ؟

-: دى رواية ..

-: ده انتى رومانسية بقى ..

ابتسمت بخجل وارجعت خصلة شعرها خلف اذنها قائلة
-: يعنى حاجة زى كده ..

لاحظ هو ظهور غمازتها جانب وجهها ليقول
-: تعرفى ان شكلك حلو اوى وانتى بتضحكى ..

تورد وجهها خجلا لتقف وهى تنوى العودة الى الغرفة

بينما هو قاطع طريقها ليقول
: ايه رايحة فين ؟

،-: اا انا داخلة جوه

اقترب منها اكتر بينما هى ابتعدت حتى ألتصقت بالحائط نظرت له بخوف وقالت
-: بب بقولك ايه انت هتعمل ايه ؟

-:  هبوسك هكون هعمل ايه يعنى !!

قطبت جبينها من وقاحته لترفع سبابتها امام وجه
-: لأ بقولك ايه هو انت مفكرنى هسكتلك ..

وقبل ان تستكمل حديثها مال عليها وبعد دقائق دفعته هى بعيدا عنها قائلة
-: انت قليل الأدب ..

: طب على فكرة بقى انا جوزك

-: جاك جوز معيز يجروا وراك لغاية ما تقول حقى برقبتى ..

-: هو انتى لسانك ده على طول  متبرى منك !!

-: لا مش على طول ساعات وساعات ..

اقترب منها حتى لا يفصل بينها شيئا وقال
-: طب فى حاجة كده كنت عاوز اقولهالك ..

اتسعت عينيها وارتفعت نبضات قلبها لتقول
-: اا انت عاوز ايه ؟ ابعد بس كده الدنيا حر

ضحك وهو يلف يده حول خصرها و يميل عليها و.........

  البارت خلص استنونى البارت الجاى هيكون يوم الأحد باذن الله ..