أنمَاط، نمَاذِج، مُواصفَات اللون الأبيَض
لونٌ مُشرِق
مُتألِّق
مُسالِم
مُتسامِح
مُتعافٍ
مُتفتِّح
مُتفنِّن
مُتملِّق
مُتكامِل
مُتفائِل
مُفردَات، شَوائِب، أسَالِيب اللون الأسْود
لونٌ مُكتئِب
مُتطرِّف
مُنطفِئ
مُنفرِد
مُتفرِّغ
مُتفرِّع
مُتفجِّع
مُتحالِف
مُتحايِل
مُتشائِم
لَون السّلامِ .. ضِد لَون الحِدَاد
الأبيَض .. لونٌ متدَاوِل ومُتفقٌ علَيه
أمَّا الأسْود غَير مصرَّح ويتُم التفَاوُض بِه
لَونانِ مُتقاطِعان .. مُتناقِضَان ومُتطاوِلان
نحنُ نعِيش فِي زمَن العُنصرِية
مُنذ الأزَل
أعنِي مُنذ أن خُلِقنا والعُنصرِية كَانت مُتواجِدة
العنْصرِية الجنْسِية والعِرقِية
أولئِك الشّعب الذِين يُرِيدون توحِيد ألوَان البشَر
يقُولون ذلِك الفُلان مُخضْرم .. أي أن الولَد أسوَد والأب أبيَض اللون
أو يَستغرِبون لمَا ذلِك الأب الذِي يَنحدِر مِن سُلالَة البيَاض يتبنّى طِفلاً فِي غايَة السّمار
يسمُّون أنفُسهم بِالمُتحكِّمون
وهُم فِي ذلِك مُتعجرِفون
لاَ يرضَون بِالألقَاب .. بَل بِالأسمَاء
أن يظنُّون أنُّهم إسْمٌ علَى مُسمَّى
أن يلصِقوا المُصطلحَات المُناقِضة لأفعَالهِم بجَانِب إسمهِم .. بجوَار العشِيرةَ والسُّمعة
أن يلفِقُوا التّهمَات المُنافِقة علَى البرِيء
يتصرّفون بنُهم، مثْل أن يتظَاهرُوا بِالعفّة والطٌّهر، المَجْد والجَلالة
فِي هذَا العصْر الذِي نواكِبه
حيثُ الجهَل يعَد تقدُّمًا
والذّنب تطوُّرًا
إظهَار المَفَاتِن وإحتفَالات العُرِي وإرتكَاب الفَواحِش
يظنُّون أن الإختِلاَف تخلُّف
أي الألوَان والقبَائِل والدِّيانَات .. الثّقافَات والتقَالِيد والجِنسيَات
حتّى يُمكنك رُؤية السُّخرِية للآسيويِّين بشكلٍ ملحُوظ
كَأن يسخَرُوا مِن عدَم ورَاثتِي لِصفَة مُعيَّنة مِن سُلالتِي
كَأن يسخرُوا مِن عينَي الضّيقتَين
وعدَم نُمو اللحيَةِ والشّارِب
وهكذَا
لكِن الإختلاَف يعَد تخلفًا فِي حالَة واحِدة
إن كُنت علَى خطَأٍ بإخْتِلافك
هَا أنتَ ذَا بِإختلاَف رأيِك وعُنصرِيتك أنتَ مُتخلِّف
ودَعنِي أقُول هذَا أيُّها العزِيز الغرِيب
أنَّك لطّخت المعنَى الأصِيل لعِفّة البيَاض وطُهرِها بسوَاد معْصِيتك
تظُن أنَّك فِي عصْر التّطوُّر بِسَبب شُهرتِك بِإفتعَال حركَاتٍ مُبتذِلة فِي المَواقِع التَّواصُل الإجتمَاعِي
لاَ أيُّها الحبِيب
أنتَ أفسَدت نقَاء زمَن البيَاض بتقدُّم عقلِك فِي الجهَل
أصبَحتُم مُجتمَع بِأفكَارٍ واحِدة .. ودُون مُعتقدَات
بِالنِّسبة إلِي .. أنتُم تعِيشُون فِي بُقعَةٍ مُغتربَة
لكِن البشَر يظنُّون أنَّنِي أنَا مَن أعِيش فِي بُقعَة مُظلِمة .. قوقعَة منفِية
وأنهُم فِي النُّور والسُّطوع
الظّلام يعْنِي الموت
ألاَ يعلمُون أن هُنالِك مَن يمُوت نهارًا؟
ألاَ يعْلمُون مَا أسْرَار خلْف هذِه البيُوت؟
ألاَ يعلمُون أن حتَّى لَو كَان ردَاء موتِك أبيضًا فهذَا لاَ يعْنِي أنَّك لَن تُدفَن فِي الأعْمَاق
ويُمكنك إرتدَاء الأسْود فِي حفْل التخرُّج
وألاَ يعلمُون أن النُّجوم تَحترِق مِن أجْلِنا فِي الليل؟
ألَم يسمُعوا بشَيء مِن قبْل مثْل الجَانِب المُظلِم من النَّهار والجَانِب المُشِع مِن الليل؟
الجدَال معهَم أمرًا مُستعصِيًا
علَى أي حَال .. أنَا لاَ أفضِّل البيَاض أو السَّواد
ولاَ النَّهار أو اللّيل
ولاَ برِيق البرْق أو شُعاع الشّمْس أو ومِيض القمَر
لاَ أغتَاب الألوَان ولاَ الطّقُوس أنَا فقَط مُتوسطًا بينهُما .. حيثُ الصُّلح والعدْل
لاَ أنتشِي بَين لمعَان الجَوهرةِ والألمَاس
ولاَ أشتهِي الذّهَب والياقُوت
ولاَ اللؤلُؤ ولاَ المرجَان
بَل الفضَّة والأحجَار الرّمادِية
أنَا أعِيش بَين شرُوق الشَّمس وغُروبِها
أنَا أنبُض بِالحيَاة مُتوهِّجًا أسفَل المَبانِي والمِظلاَّت الرّمادِية
أنَا أسكُن وسَط الشّوارِع والأرْصِفة ..
أسفَل قطرَات المطَر والسُّحب الرّكامِية
أنَا أُقِيم فِي المَقابِر مُنثرًا البتلاَت الرّمادِية لأولئِك الأمْوَات المنْسِيون
أرتَاد تلْك الطُّرقات الضّيقة .. والزِّقاق الذِي يؤدِّي إلَى متجَر مَأكُولاَت القِطط
أقتَات سمكةً رمَادِيةً لقطّتِي رمَادِية اللون نَانِي
بعينَان رمَادِيَّتان حادَّتانِ كرمَاد الفحَم وكحِدَّة قَوس السَّهم لِلعدُو، كالدِّرع الفضِّي الذِي يَحمِي الملِك مِن طلقَة الرّصاصة
تلْك الطلْقة المُندفِعة بوجُود القُوةِ والدِّفاع ستُصبِح مجرَّد قطْرة
قَطرة نكِرة مُتلوِّثة بِالشّفافِية
مَا بَين الظّهِيرة والأمْسِية
أقْرَأ الجَرائِد الرّمادِية
أقرَأ الكُتب غارقًا بتَفاصِيل صفَحاتِها والورَق ذَا الرّائِحة المُحببة لأنفِي
أعشِق رَائِحة الرّماد بعْد إنطفَاء شرَارة اللهَب
وتضَارِيس الرَّماد بعْد إنطفَاء سَجائِر أبِي
أحِب النفْخ فِيمَا تبقَّى مِن جمْرِ الفَحم
عشِقت ذلِك الهوَاء الرمَادِي النّاجِم عَن حَريقٍ لبَيت صَاحِب والدِي العُنصرِي
أحبَبت تشكِيل فتَات الأورَاق التِي أحرَقتُها سابِقًا .. تلْك الرّسائِل الغَرامية مِن عشِيقتي الخَائِنة .. أحببْت تكتُّل الرمَاد علَى أطْراف أنامِلي بعْد أن قُمت بلمْحة مِن اللمُس السَّطحِي لهَا
أعنِي لَيس كُل الأشيَاء حولِي رمَادي ..
قَد يتخَلل بعْض الأغرَاض الألْوان لكنَّنِي أتغَاضى عنْها لا أتعَايش معَها بَل أستمِر بالتَّجاهُل والتجنُّب
مُولَّع بِالأيَّام المُمطِرة والغَائِمة
أعشِق رَائِحة الأرضِية الرّطِبة .. السّماءِ والسّحُب المُبهِتة
مُتيّم بِالهوَاء والرّياحِ والنّسمَات
وقِصَص الأشبَاح والأطْيَاف
لطَالما آمنتُ أن الأشيَاء غِير المرئِية رمَادِية اللون
صَوت طبْطبَة المطَر علَى النّافِذة
صَوت التقطِير أشبَه بالطّقطقَة أو الفَرقعة أو الطّرقعَة
هطُول المطَر وإرتطَام رذَاذِه علَى مُستنقَع الأرضِيةِ الصغِيرة
ثُم صَوت خرِير السّيلان مِن الأنبُوب أو النَّفق الصغِير والخارجِي فَوق أسطُح البِنايَة
لاَ الصّيف ولاَ الرّبِيع ولاَ الخرِيف أو الشِّتاء فجمِيع الفصُول مُتنوِّعة المنَاخ
وأنَا أحِب شيئًا ثَابِتًا ومُحدَّدًا
أعِيش فقَط فِي الأجْواء المُمطِرة لشَهر نوفمبر
أعنِي أنَا مِن مَوالِيد نوفْمبِر
رُبما هذَا هُو السَبب؟
مقصدِي لَيس التّفاخُر
فقَط أحِب شَهر نوفمبر وكَأنَّه الوطَن
لدرجَة أنهُم يلقِّبوننِي بمطَر نوڤمبر أو غَيث نوڤمبر
هُنالِك روايَات بعَناوِين مطَر نوفمبِر
أحبَبتهُن جمِيعًا
أو يقومُون بدَعوتِي بِـ -بلوڤبوفايل-
وهِي مُتلازِمة لطِيفَة تعنِي للشَّخص العَاشِق لِلأيام المَاطِرة
أنَا أوسَاكِي شوتارو
وأنَا لاَ أنجذِب لقَوس قُزح متعدِّد المظَاهِر ومُتبايِن الألْوَان، مُتجانِس الأطرَاف والزَّوايا
بَل قوس قزَح رمَادِي
لاَ بدرجَاتٍ مُتفاوِتة
الغَامِق والفَاتِح .. الدّاكِن والفَاقِع
بَل المُبهِت والشّاحِب
المُمتقِع
قَوس قُزح رمَادِي
كمَا أرِيد وأختَار رؤيتِه بحدقتَاي
كمَا أرسُمه بقلَم الرّصاص والحِبْر الرّمادِي
كمَا أتخيَّلُه بعقْلِي
وكمَا أرغَب
مرحبًا بكُم فِي عَالم فلْسفَاتِي الذِّهنِية والذّاتِية
𝙸 𝚌𝚊𝚗 𝚏𝚎𝚎𝚕 𝚒𝚝 𝚘𝚗 𝚖𝚢 𝚜𝚔𝚒𝚗
𝚃𝚎𝚊𝚛𝚍𝚛𝚘𝚙𝚜 𝚘𝚗 𝚖𝚢 𝚏𝚊𝚌𝚎
𝙻𝚎𝚝 𝚒𝚝 𝚠𝚊𝚜𝚑 𝚊𝚠𝚊𝚢 𝚖𝚢 𝚜𝚒𝚗𝚜
≠
تم كتابة الرواية ٢٥/يوليو/٢٠٢١.
النشر ؛ ٢٨/أكتوبر/٢٠٢١.