سهم ورَقصَة

By ryllis_18

78.4K 8K 1.9K

هُنالك شَبهٌ بين القِتال والرقص .. كلاهما يتطلبُ مَشاعِراً جَياشَة وَروحاً شُجاعَة .. كِلاهُما يُسَّرِع نَبضَ... More

مقدمة
الفصل الاول:الحارس الملكي
الفصل الثاني:ثانوية ملكية
الفصل الثالث:التخرج
الفصل الرابع:مرافقة ملكية
الفصل الخامس:خيانة.
الفصل السادس:ذكرى
الفصل السابع:دانيال
الفصل الثامن:كريستيليا
الفصل التاسع:ساندريلا والجريمة الملكية
الفصل العاشر:خيبةُ الأمل
الفصل الحادي عشر:كِبرياءُ فتاة
الفصل الثاني عشر:رسائل
الفصل الثالث عشر:دوامة القلق
الفصل الرابع عشر:أَن تَضحَكْ
الفصل الخامس عشر:صَديقًا لِكتاب
الفصل السادس عشر:تهوي إلى القاع
الفصل السابع عشر:عندما تطلب قدّم
الفصل الثامن عشر:الدفئ وسط البرد
الجزء العشرون:لا تحطم مشاعرك
الفصل الواحد والعشرون:الوطن أولًا
الجزء الثاني والعشرون:الغِشُ في الحرب
الفصل الثالث والعشرون:لحظة يأس
الفصل الرابع والعشرون:الجيش هو الحاكم الحقيقي
الفصل الخامس والعشرون:طَيفُ إِشتياق
الفصل السادس والعشرون:شِهاب
الفصل السابع والعشرون:ثَمرُ الشوق
الفصل الثامن والعشرون:فتاته المفضلة
الفصل التاسع والعشرون:الاذكياء
الفصل الثلاثون:ما بين العواصف
الفصل الواحد والثلاثون:شعور الثقة
الفصل الثاني والثلاثون:بعد الحرب
الفصل الثالث والثلاثون:ليليا
الفصل الرابع والثلاثون:بيضاء
إضافي

الجزء التاسع عشر:المسؤولية

1.6K 201 59
By ryllis_18

أنا عَرُوسُ الليل والقَمرِ .. وعَينيكَ!

●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○

في حياتنا ..
نتحمل مسؤولية أشياء عديدة ..
وأولها ..
أن نتحمل مسؤولية أنفسنا ..
الكثير من الناس ..
ليسوا أهلًا للمسؤولية ..
ولا يجب أن يتحملوها ..
المسؤولية شيئ مخيف ..
نهرب منها بدون أن نعلم ..
نكره أن نتحمل مسؤولية شيئ ..
ونخاف أن نخطأ في أبسط الأشياء ..

ها هنا فلورنسا ..
لم تستطع النوم في الليل بسبب الأرق الذي تفاقم لديها بسبب القلق ..
ترائت لها الكوابيس ..
وتتوقع أسوأ التوقعات ..
الخوف من المجهول يلاحقها في كل فكرة والأُخرى ..

أولها أنها ستكون ملكة .. وهذا يعني مسؤولية شعب بأكمله ..
ثانيها أنها ستتزوج .. وهذا يوترها ..
ثالثها أن الملك تايلر سيخبرها بعد الزواج ما هو السبب الذي جعل الملك دانيال يطلب منه إخراجها من فينيسيا بأي طريفة ..
تقلق من أن يرد المملكة هجوم مفاجئ من الشرق ..
حدسها القوي يخبرها بأن هنالك شيئ ليس على ما يرام لكنها تحاول تكذيب حدسها ..
على الرغم من إنه دائمًأ ما يكون محقًا ..
لكنها تعلم جيدًا بإنه لا يمكن أن يكون سببًا جيدًأ ..
ذلك الذي دفعهم لفعل أي شيئ لإخراجها ..
كما أنها لاحظت تغير في حركة الحراس مؤخرًأ ..
فهي وعلى الرغم من تركها لمهنتها السابقة كظل لمملكة فينيسيا ..
إلا أنها لم تتخلَ عن عادتها في مراقبة ما يحدث حولها بدقة ..

قاطع سلسلة قلقها الطويلة الملكة الأم وهي تطلب منها أن تتبعها للذهاب والتجهيز للزفاف ..

الملك تايلر لم يرها بأمر من والدته ..
إضافة إلى أنشغاله مع قائد الجيش والوزراء والمستشار.
لقد أصابه إرهاق كبير 
وجهز للزفاف ومراسم تتجويج فلورنسا جيدًا ..
كما حرص على أمن المكان ..
وإرسال دعوات الى ملوك المقاطعات الخاصة بالمملكة 
كانت الدعوات مرتبةً للغاية ومُغلقةً بحرص بالشمع الذي طُبِعَ عليه ختم القصر الملكي لكريستيليا..
لكن يبدو بأن الطقس ساء .. ولاسيما في المناطق الحدودية بين فينيسيا وكريستيليا ..
مانعًا من رغب بالحضور من فينيسا من الدخول .

*

فاغرة الفاه تنظر نحو الفستان الذي أمامها ..
نظرت نحو الملكة التي تقف بجانبها بينما تبتسم ..
كان فستانًا أبيض خلابًا ..
وكان أجمل فستان قد رأته طيلة حياتها ..
الزخرفات والجواهر ..
التصميم ..
القماش ..
وحتى الخياطة ..
كان مثاليًا للغاية! 

-جلالة الملكة .. إنه في غاية الروعة! .. من إختاره؟!
قالت ومازالت تناظر الفستان بإعجاب .. مهما تعمقت به .. يبدو خياليًا للغاية ..

-ألم يقل لكِ ؟ .. تايهيونغ من صممه .. إنه يهوى تصميم الأزياء في أوقات فراغه .. وقد صمم هذا الفستان خصيصًا لكِ .. وأخذ رأيي فيه مِن قبل .. توقعت إنه قد أراكِ أياه ..

-رباه! .. كلا هو لم يفعل .. لكن الفستان رائع! .. لم أكن أتوقع أن تايلر هو من قام بتصميمه! 

-هيا هيا .. يجب أن ترتديه .. علينا الإسراع ..

*

جالسةٌ  على الكرسي أمام المرآة بينما تُناظر ذاتها ..
الخادمات يجهزنها والملكة الأم تستمر بإمتداحها بينما تساعد الخادمات .. لأنها رغبت بالتركيز على الأشياء التي يحبها إبنها ..
أحمر الشفاه باللون الأحمر الغامق بينما يكون باقي مساحيق التجميل بسيطة ..
تسريحة الشعر التي تجعل نصف الشعر منسدلًا بينما الباقي مرفوعًا ..
الإكسسوارات من الألماس و الفضة لا الذهب ..

أغلب من هم في كريستيليا يفضلون الألماس والفضة على الذهب ..
إنها دولةٌ غريبةٌ بحق ..
يحبون كل ما هو بسيط وأبيض ..
وخاصةً في الأثاث والمجوهرات .. وحتى تسريحات الشعر ومساحيق التجميل ..

رغب في جعلها مميزة لذا إختار لها الملك تايلر كعبًأ من الكريستال والألماس ..
هي كانت تتفاجئ بعد كل خطوة ..
كل شيئ أعجبها حقًا ..
لكنها لا تستطيع إخفاء نظراتها القلقة ..
والتي لن يفهمها شخص غير تايلر ..
كما هي تفهم نظراته تمامًا ..

-رباه كم تبدين جميلة! أتشوق لأعرف ماذا ستكون ردة فعل تايهيونغ عندما يراكِ ..

-أشكركِ .. لكن ألا أبدو غريبة؟ ..

-إطلاقًا! .. أنتِ فاتنة للغاية ! 

-ربما أنا فقط غير معتادة على هذا ..
قالت تناظر ذاتها عبر المرآة ..

-أتعلمين .. مازال هنالك أكثر من ساعة للزفاف .. سأنادي تايهيونغ لأنه أحزنني البارحة .. لكن هذه العادة في عائلتنا تقوي الحب بين العروسين! 
أتضح لاحقًا أن والدة تايهيونغ مندفعة وكثيرة الكلام مع من ترتاح بقربهم ..
وهي قد ضمت فلورنسا إلى قائمة هؤلاء الأشخاص القليلين ..

خرجت جميع الخادمات بينما هي جلست على المقعد بقرب الشرفة تحاول تهدئة نفسها .. متوترة للغاية .. ولا تعلم على ماذا بالضبط .. فقط كل شيئ تجمع ليقلقها ..
المطر قد توقف لحسن الحظ .. أو ربما لسوئه؟..
أعجبها كيف أن سُكان كريستيليا ينادون المطر بالغيث لا المطر .. فهم يؤمنون بأنه مصدرٌ للخير كلما هطل ..

أخيرًا طُرق بابها لترتعد وتقف لتعدل ملابسها ..
دخل ليغلق الباب خلفه لينظر لها أخيرًا ..
كان هنا مازال على مقربة من الباب بينما هي في منتصف الغرفة أمامه ..
أخذ خطوتين إلى الأمام بينما ما يزال صامتًا .. وهي كذلك إختارت الصمت لأنها لا تعرف ماذا تقول ..
إقترب منها حتى وقف أمامها .. 
توترت من نظره المكثف عليها ومن الصمت الذي قد حل طويلًا ..وهي التي خجلت من النظر في عينيه منذ قدومه ..

-شكرًا على الفستان .. إنه في غاية الجمال .. قالت الملكة بأنك من صممته!
نبست تنظر نحو الأرض ..

ظل صامتًا على الرغم من كلامها ..

-أأبدو غريبة ..؟
تسائلت ببطئ وترددت كونها لم تستطع تفسير صمته.

إقترب أكثر ليرفع ذقنها جاعلًا إياها تنظر نحو عينيه ..
-كلا .. أنتِ شيئ لم أستطع وصفه .. لذلك فضلت الصمت .. فمهما حاولت وصف ما أراه لن أستطيع .. أنا فقط أراكِ شيئًا خياليًا .. شيئًا لم أتوقع أن أرى مثله في حياتي .. أنتِ خلابة .. أنتِ باهرةٌ وغانية .. لا بل تجاوزتِ كل درجات الجمال التي أعرفها ..
أردف بهدوء بعد أن أبتعد خطوة إلى الوراء يتأملها ..

وهي من الحياء أعادت نظرها إلى الأرض بينما حلت على ثغرها إبتسامة رِضًا ..

-ت.. تبدو رائعًا يا جلالة الملك .. قد لا أكون جيدةً مثلك في المديح .. لكنك بهيٌ حقًا .. ويليق بك اللون الأبيض والرماديٌ حقًا!

-أشكركِ حقًا..

صمتٌ أخر قبل أن ترفع عينيها لتناظر عينيه ..
وركزت جيدًأ في عينيه ..
زالت إبتسامتها وإعتدلت في وقوفها مقطبةً حاجبيها ..

-جلالة الملك؟ .. لا تبدوا بخير ..

-يبدو بأنني لم أستطع إخفاء هذا .. أجل أنا مرهق .. بعض الشيئ .. ولم أستطع الحصول على بعض الراحة ..
قال مبتسمًا بوهن..

-مازال هنالك وقت على الزفاف .. إنه بعد ساعة .. إن لم يكن لديكَ عمل .. ألا بأس أن تستريح قليلًا أرجوك؟ .. أعطي نفسك بعض الراحة .. عينيكَ متعبة للغاية .. عليكَ أن ترتاح رجاءًا !

إقترب منها يعانقها كما يحب ..
يحيط خصرها بكفيه بينما يغرس رأسه في عنقها ينفث أنفاسًا ساخنة على رقبتها وصدرها ..

-ماذا أفعل؟ .. لم أعد أستطيع الراحة جيدًا إلا بقربك .. كنت أريد عناقًا واحدًا فقط البارحة لأرتاح .. لكن أمي قد أزعجتني بعاداتها التافهة ..
قال هامسًا بإمتعاض يتذكر ما فعلته والدته ..

زفرت الهواء ضاحكةً لتمد يداها لتحيط إحداهما كتفه والأخرى تربت على شعره.

ثوانٍ حتى إبتعدت عنه تمسك بيده وتسحبه خلفها بينما هو يسير معها بلا أي مانع ..
جلست على السرير بينما قدماها تتدليان منه لتربت على فخذيها 
-عليك أن ترتاح قليلًا..
قالت مبتسمة بخفة .

إبتسم هو بوسع ليجلس على السرير قبل أن يضع رأسه على فخذها .. غرس وجهه في معدتها بينما أمسك إحدى يداها .. أما هي فبيدها الأخرى قد ربتت على شعره المجعد بعد أن خلع التاج ووضعه جانبًا .

-يمكنك دائمًا أن تاتِ إلي حين تتعب .. جميعنا نشعر بالإرهاق .. لكن الإرهاق الناتج من التوتر هو الأصعب .. لا بأس .. سيأتي الوقت الذي تتخلص من هذا الإرهاق .. وستنام مجددًا بدون أرق .. ستشعر بالدفئ بعد البرد .. وسيعود الهدوء بعد العاصفة .. سيأتي المطر بعد الجفاف .. وسيعود الربيع بعد الشتاء القارص .. سيأتي يوم ينتهي كل سيئ ليأتي جيد .. وينتهي كل جيد ويحل سيئ .. يجب أن نكون مستعدين دائمًا للمواجهة .. وأن تكون لدينا توقعاتٌ وخطط مسبقة .. لكن في النهاية .. ستعود لنا الراحة التامةُ يومًا .. لذا فالنعمل من أجلها .. وأنت يا جلالة الملك تعمل .. لذلك توقع أن تأتيكَ راحةٌ جميلةٌ بعد هذا العمل ..
أردفت بنبرةٍ هادئة بينما مازالت تعبث بشعره .

-أنتِ هي راحتي الجميلة .. والجيد بعد كل سيئ ..
قال لتبتسم له .

مرت ما يقارب الساعة بينما تايلر قد نام حقًا ..
شعرت فلورنسا أن الوقت قد تأخر بعض الشيئ لذلك قررت أيقاضه ..
وكما إعتادت تربت على شعره بينما تناديه بهمسٍ على مقربة من وجهه ..

فتح عينيه الناعسة ليقابله وجهها المبتسم القريب منه ..
للحظة ظن أن ملاكًا قد ظهر له في حُلمه حتى وعى أنها ملاكٌ ولكن في واقعه ..

كانت على وشك إبعاد وجهها لكن كفه قد حطت على وجنتها ..
كان على وشك أن يقبلها لكن مرةً أُخرى طُرِقَ الباب بسرعة ودخل شخصان لتفزع فلورنسا مبعدة وجهها عنه بينما حاولت الوقوف لكنه منعها لينظر نحو من دخل ..

كان ليمورد مرةً أُخرى .. كانَ على وشك أن يحمل سيفه ويقطع رأسه لأنه ومرةً أُخرى قد دخل بهذه الطريقة لكنه إستوعب أن الشخص الآخر هو من فتح الباب .. وكانت والدته .. لذلك لم يستطع قول شيئ ..

كلًا من ليمورد والملكة الأم قد إعتقدوا أنهم كانوا يقبلون بعضهم غير عالمين بأنهم كانو على وشك فعل ذلك لكنهم قاطعوهم ..

فلورنسا كانت قد أرتفعت حرارتها إحراجًا ليتحول وجهها إلى اللون الأحمر بينما تنظر بعيدًأ ..

-ماذا هنالك؟ 
قال تايلر بينما أخيرًا إبتعد عن فخذيها ليجلس بقربها ..

-أجِّل أفعالك الحميمة لما بعد الزفاف هيا يجب أن نذهب فالحضور قد إكتمل!

أقالت أفعال حميمية؟ وأمام ليمورد وتايلر ؟
رباه!
ها هي فلورنسا الآن تود أن تبكي من الإحراج ..
ما هذا بحق الجحيم!

نظر نحوها تايلر ليقهقه بخفة قبل أن ينفجر ضحكًا..
-يا إلهي .. أنظري أمي أنها حمراء كالطماطم .. إلهي كم أنتِ لطيفة!
قال معانقًا أيها بحركة عفوية منه بينما والدته إبتسمت بخفة.

ليمورد فقط كان فاغر الفاه يناظر ما يحصل أمامه ..

تدخلت الملكة لإيقاف العِناق وقهقهات إبنها بينما تجرهما للخروج وبدأ المراسم ..

*

كانا ممسكين بأيدي بعضهما ..
كانا رائعين ..
فلورنسا الجميلة وتايلر الوسيم ..
على الرغم من أن جميع الحاضرين يعتقدون بأن زواجهما ليس أكثر من زواج لغرض سياسي إلا أنهم قد إتفقوا بأنهم رائعين مع بعضهم .. كلاهما رائع ..

مؤخرًا قد إنتشرت الكثير من الشائعات عن الملكة المستقبلية فلورنسا منها الجيد ومنها السيئ .. وبالتأكيد فان فلورنسا قد سمعت الكثير من هذه الإشاعات ..
هي رفضت أن تدلي بأي تصريح حول الشائعات .. ودت أن تجيبهم بأفعالها بدل الكلام الفارغ الذي سيصدقه البعض وينكره آخرون  ويحرفه كارهون ..

مراسم الزفاف قد مرت بسلام .. التراتيل التي ردداها كلاهما والوعود وما إلى ذلك ..

_يمكنك تقبيل العروس ..

ومن عادات مملكة كريستيليا المميزة إن القبلة لا تكون على الشفتين بل على الجبين ثم ينحني ليقبل يدها .. كان السبب من هذه العادة هي إحترام الجالسين والمملكة والمراسيم والزفاف .. فالزفاف شيئ مهم لديهم ..  شعب كريستيليا يبحثون عن النقاوة والطهارة .. لذلك يحبون اللون الأبيض .. ودائمًا ما يكون رمزًا لهم .. 

ثم تاليًا على الزوج وزوجته أن يتشاركوا الرقص بينما باقي الأزواج يرقصون حولهم على شكل ثنائيات ..
كانت الأجواء هادئة .. وعلى الناس أن يكونوا قليلي الكلام .. وأن لا يحظر الأطفال إلى المراسيم بل يجلسون في قاعة مختلفة إلى حين إنتهاء المراسيم ..

الرقصة التي تبادلاها كلٌ من فلورنسا تايلر بدون كلام قد ذكرتهم بأول رقصة لهم .. حيثُ أن المكان هو ذاته .. إنهت الرقصة بهدوء ولا شيئ يمكن ذكره .. فالزفاف مر بدون أحداث حقًا ..

أما ..ما يليه ..
كان على فلورنسا أن تغير ثيابها لترتدي ثوبًأ أبيض اللون من الحرير .. كان عاديًا للغاية .. بدون نقوش ولا زخارف .. وهو الزي الذي يجب أن ترتديه الملكة في مراسم التتويج في كريستيليا .. كان الثوب أبيضًا نقيًا .. بينما يجب أن تتجرد من جميع المجوهرات وأن يكون شعرها مسدولًا ومن دون وضع أي شيئ فيه ..كما يجب أن تكون حافية القدمين ..

تتجه بخطى بطيئة في صمت نحو المكان الذي يشبه المسرح المفتوح .. يحضر به من شاء الحضور من الشعب .. وكان الحضور كثيرًا جدًا بحيث أنك لن تستطيع رؤية الأرض من الأعلى ..
كان هنالك طاولة وُضعت عليها ورقة كانت تحوي بصمة يد الملك .. تلك التي قد طبعها حين اصبح ملكًا.

أمسكت بالخنجر الملكي المصنوع من الكرستال الطبيعي الخام لتجرح يدها به جاعلةً الدم يتدفق مغطيًا يدها ..
قامت بوضع يدها بسرعة على الورق بقرب علامة يد الملك لتطبع بقربها علامة يدها ..
كان من المفترض أن يكون الجرح سطحيًا لكنها ولكثر الإخلاص الذي رغبت بإظهاره لمملكة كريستيليا وللمراسيم فقد جرحت نفسها جرحًا عميقًا بعض الشيئ .. وكان تايلر قد عقد حاجبيه متعجبًا .. كيف لأمرأةٍ من مملكةٍ أخرى أن تكون بهذا الوفاء لغير مملكتها حتى .. لا يعرف فلورنسا جيدًأ بعد .. لا يعلم أنها تتحمل المسؤولية جيدًا ..ودائمًأ ما ترغب بتقديم أكثر من ما هو واجب عليها ..

الأمر فقط غريب بالنسبة له وللشعب أيضًا ..
النظرة التي في عينيها ..
وقوة الأرادة والإخلاص في تأديتها للمراسيم ..
كل شيئ قد جعلهم راضين عن الملكة الجديدة إلى الآن ويتوقعون منها كل الخير ..

لطخت دماء يدها بياض الفستان ..
وهذا كان أحد المراسم أيضًأ ..
هذا الفستان الذي صُنع من الحرير الخام ..
سوف يُغسل لكن لن تزول آثار الدماء من عليه ..
فبقع الدماء لا تزول من الحرير الطبيعي..
وسترتديه الملكة حين تموت ..
مثل الكفن تمامًا ..

بعد ذلك كان عليها إدلاء الوعود بالحكم بالحق وحماية المملكة والتي إستمعت لها ورددتها بكل جدية وإخلاص ..
وأخيرًا ..
كان عليها أن تنحني أمام الملك جالسةً على ركبتيها ليلبسها الملك التاج الذي كان من الألماس والكريستال والفضة ..

-من اليوم .. أنتِ الملكة فلورنسا فرانسيس .. زوجتي .. وملكة مملكة كريستيليا ..
قال الملك بينما يناظرها في حين هي تنظر أرضًا ..

في هذه المراسم هما قد تناسيا كم هما مقربان ..
فإحترام هذه المراسيم واجب ..
وكلاهما يحترمانها للغاية ..

وقفت بعدها أمام الشعب تستعد لقول خِطابها ..
ثوانٍ مرت قبل أن تغمض عينيها وتتنفس بعمق وتتكلم ..
-يا شعب مملكة كريستيليا .. سمعتُ الكثير من الإشاعات عني منذ قدومي .. وأغلبكم لم يكن يعرفني حتى .. لم أكن أميرةً .. ولم أولد من نسلٍ ملكي .. لكنني .. ومنذ كنت صغيرةً .. قررت أن أحمي شعب امبراطورية بريطانيا .. من كل ظالمٍ ومن كل مفسد ..بريطانيًا سترفع أعلامها طويلًا .. قد يكون الوضع غير مستقرٍ في هذه الفترة .. لكنني أعدكم أنني سأسعى لحماية الشعب .. أنا مستعدة .. وبدون تردد .. أن أقدم دمي وحياتي فدائًا للأمبراطورية إن لزم الأمر .. قد لا تثقون بي الآن .. ولا تعرفون ما أنا وماهي إنجازاتي .. لكنني لن أتكلم عنها .. سترونها أنتم .. لطالما كنت شخصًا عاديًا .. لكن الأمر بات مختلفًأ .. فأنا أعي المكانة التي أنا بها .. ولن أتصرف بقلة مسؤولية وأترك جميع المسؤوليات على جلالة الملك .. إن المسؤولية تقع على عاتقنا كلانا ..وسأسعى دائمًا لإسعادكم .. هذا وعدٌ مني .. فالتتذكروه .
أنهت حديثها الذي كان يحمل في طياته شغفًا وجديةً وصدقًا ..
أثر خطابها في الكثيرين ..
فالكلام الصادر من القلب ..
يصل إلى القلب أيضًا ..
أليس كذلك؟

أنتهى خطابها تحت تصفيق الشعب ..
كان الملك يقف خلفها وليس ببعيد عنها ..
لمحت ليمورد يسرع ويهمس للملك

-جلالة الملك .. لقد إقترب الجيش من الحدود الجنوبية لكريستيليا..

إلتفتت له حين سمعت همسه وهمهمة الملك دلالة على إنه كان يعرف ..
أول ما فكرت به هو أن الملك تعاون مع ملك مملكة الشرق وقرر أن يهجم على فينيسيا .. ودانيال لم يردها أن تتأذى لذلك قد طلب منه أن يخرجها .. جن جنونها بينما تفكر في هذا ونظرات تساؤل وصدمة إحتلت وجهها بينما تنظر نحو الملك .

الحرب ستبدأ ..

●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○

رأيتُكِ في بُستانٍ وفُستانٍ أبيضِ .. كانَ البُستانُ أنتِ والأزهارُ عِطرَكِ!

لِنملئ الرِوايَة بِنُجومٍ مُضيئة ☆

Continue Reading

You'll Also Like

59.2K 5.5K 22
||مكتملة|| حين قرّر بيون بيكهيون و لي هايون الطلاق لم يدرك أحدهما أن طرفا ثالثا قد يتدخل قبل ولادته حتى!... "أنا لا أريد إجهاض الطفل لذا دعنا نحاول م...
34.2K 2.9K 15
اصبحوا اصدقاء في المرحلة الثانوية و توطدت صداقتهم و أصبحت أقوى مع مرور الوقت......... هما يتقاسمان كل شئ و يتشاجروا كثيراً و يدرسون في المرحلة الجامع...
417K 14.5K 55
بنت يتيمة الاب وتعيش مع امها واختها لي بعمر15سنه وعندها عمام ثنين الجبير حنون ورباها هيه واختها والثاني رجل لٱ يعرف الرحمه مو زين سكرجي اغلب اوقاته ب...
1K 234 5
-قصة قصيرة، مكتملة على مرفأ الأمل دعينا نرسو نحقق رغباتنا المنسيّة... •القصّة فائزة بالمحطّة الأولى من مسابقة 'صوب النجوم' © جميع حقوق هذه الرواية ت...