سهم ورَقصَة

By ryllis_18

78.2K 8K 1.9K

هُنالك شَبهٌ بين القِتال والرقص .. كلاهما يتطلبُ مَشاعِراً جَياشَة وَروحاً شُجاعَة .. كِلاهُما يُسَّرِع نَبضَ... More

مقدمة
الفصل الاول:الحارس الملكي
الفصل الثاني:ثانوية ملكية
الفصل الثالث:التخرج
الفصل الرابع:مرافقة ملكية
الفصل الخامس:خيانة.
الفصل السادس:ذكرى
الفصل السابع:دانيال
الفصل الثامن:كريستيليا
الفصل التاسع:ساندريلا والجريمة الملكية
الفصل العاشر:خيبةُ الأمل
الفصل الحادي عشر:كِبرياءُ فتاة
الفصل الثاني عشر:رسائل
الفصل الثالث عشر:دوامة القلق
الفصل الرابع عشر:أَن تَضحَكْ
الفصل السادس عشر:تهوي إلى القاع
الفصل السابع عشر:عندما تطلب قدّم
الفصل الثامن عشر:الدفئ وسط البرد
الجزء التاسع عشر:المسؤولية
الجزء العشرون:لا تحطم مشاعرك
الفصل الواحد والعشرون:الوطن أولًا
الجزء الثاني والعشرون:الغِشُ في الحرب
الفصل الثالث والعشرون:لحظة يأس
الفصل الرابع والعشرون:الجيش هو الحاكم الحقيقي
الفصل الخامس والعشرون:طَيفُ إِشتياق
الفصل السادس والعشرون:شِهاب
الفصل السابع والعشرون:ثَمرُ الشوق
الفصل الثامن والعشرون:فتاته المفضلة
الفصل التاسع والعشرون:الاذكياء
الفصل الثلاثون:ما بين العواصف
الفصل الواحد والثلاثون:شعور الثقة
الفصل الثاني والثلاثون:بعد الحرب
الفصل الثالث والثلاثون:ليليا
الفصل الرابع والثلاثون:بيضاء
إضافي

الفصل الخامس عشر:صَديقًا لِكتاب

1.7K 215 86
By ryllis_18


وما زِلتُ فِي النِهاية ألتَجأُ لِكتابٍ كُلما ضاقَ بِي العالم ..

●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○

أن تمتلك من الخيال ما ينسيك الواقع ..
هو نعمةٌ حقًا ..

وفلورنسا قد كانت تمتلك هذه النعمة ..
لكن عند قراءة الكتب ..
ولكن منذ فترة طويلة .. إنقطعت عن الكتب .. 
وهي تشعر بالحنين إليها الآن ..

لذلك خرجت من غرفتها تسأل الخادمة إن كان يوجد مكتبة في القصر ..
-أجل جلالتكِ .. هنالك مكتبة .. لكنها مهجورة منذ سنوات ..

-دُليني إليها..

أخذتها الى آخر القلعة في الطابق الثالث .. حيث المكان شبه معزول وهادئ كل الهدوء .. في آخر الرواق كان هنالك بابٌ أبيضٌ ضخم .. حسب قول الخادمة فإن هذه هي المكتبة ..
فتحت الباب ليصدر صريرًا وبعض الصدى ..
كانت مكتبة ضخمة رفوفها باللون الأبيض وأرضيتها من الخشب الفارِه.. 
ومشغل موسيقى في الجانب وبجانبه مجموعة موسيقية كاملة.

تحوي نافذةً كبيرةً مطلةً على الجبال والحديقة الخلفية للقصر وشرفةً بجانبها كذالك ..
المكتبة كانت في حالة من الفوضى .. 
شباك العناكب متناثرةٌ في المكان ..
الستائر مغطاةٌ بالتراب والأرض مغطاةٌ بالغبار..

-أنها مهجورة .. لم يدخلها أحدٌ منذ وفاة الملك السابق .. فهو الوحيد الذي يقرأ.. كما أنه صمم هذه المكتبة في مكان بعيد عن باقي القصر حتى يبقى المكان هادئ ومناسب للقراءة ..

-همم .. أحضري لي أدوات تنظيف .. وأتركيها هنا .

في نهاية اليوم كانت فلورنسا قد نظفت الأرضية والرفوف بعد أن فرغت جميع الكتب ثم قامت بفرزها وترتيبها حسب الكُتاب والأبجدية..
منذ الغد سيتسنى لها القراءة مرةً أُخرى ..

ستتمكن من السفر إلى الخيال ..
فإن عالم الخيال هو الحل الوحيد للضياع الذي نعيشه في فترات حياتنا ..
الكتب التي أستغرقت من الكاتب خبرة سنين حتى يكتبها ويكتب التجارب والأستنتاجات التي أستنتجها خلال أعوام حياته الطويلة .. نستطيع نحن أن نقرأها في ساعاتٍ فقط ..
فقط تخيلوا كمية العلم الذي ستكتسبه ..
مع كل كتاب مختلف فإنك تكتسب خبرة سنوات ..
فلأي شيئ تهمل القراءة؟!

تمسك بالكلمات المنقوشة على الأوراق ..
وتمسك بالروح المتعلقة في كل قِصة ..
ركز في كل فلسفة عُرضت في كل كِتاب ..
وفي كل عِبرة وُضِعت في رواية ..
وَكُن دائِمًا صَديقًا لِكتاب!

*

في هذا الصباح ..
إستيقظت على الجلجل والذي هو صوت المطر ..
ورافق صوت المطر ورائِحته الفواحة صوت طرق الباب ..

هي بالكاد فتحت عينيها لإنها لم تنم باكرًا بسبب تنظيف المكتبة ولأنها كانت تشعر بالملل وتحب أن تفرز الكتب وترتبها هي إختارت أن لا تستعين بأحدٍ في ذلك..

دخل عليها الملك تايلر بإبتسامةٍ مغتبطة وروحٍ مبتهجة ويبدوا أنه مثلها .. يحب أجواء المطر..
فوجئ بإنها كانت غير مستيقظة وتنظر إليه بأعين شبه مغلقة بينما هي مستلقية ..

زفر ضاحِكًا ليقترب منها ..
كان شعرها الأشقر متناثرًأ على الوسادة البيضاء بينما تتدثر بأفرشةٍ سميكة تقيها من البرد لأن المدفأة إنطفأت ليلًا بدون أن تشعر ..

-آه هل أيقظتكِ؟ .. أعتذر لهذا ..
قال بينما يتجه نحو المدفأة ويشعلها ثم يقترب منها ليرها عادت إلى النوم..

-جلالة الملكة؟ .. فلورنسا؟ 

أعادت فتح عينيها لترمش عدة مرات قبل أن تلاحظ وجه الملك الذي كان قريبًا منها لتجلس بسرعة بينما تفرك عينيها وتتثائب واضعة يدها على فمها..

-صباح الخير!
قال مبتسمًا بوسع.

-آه .. صباح الخير جلالة الملك .. آسفة لعدم إستيقاظي.. يبدوا بأنك في مزاج جيد اليوم..
قالت بكسل بينما تعدل خصلات شعرها ليجلسان قرب بعضهما على حافة السرير .

-أجل .. للحد الذي أرغب فيه بعناق أحدهم ..

-لِمَ ؟ .. أقصد هل هنالك سبب محدد لتلك الغِبطة؟

-أجل .. زفافنا قد إقترب .. وكما أن الجو ممطر .. وحينما ينزل مطرٌ بهذه الغزارة فإنه يعني بان الجو سيبقى ممطرًا لفترة ..

-هممم ..
قالت بنعس.

-إذًأ ؟ .. هل تودين أن نتناول الطعام معًا ؟

-أمم بالتأكيد لِمَ لا ؟
قالت لتضع رأسها على كتفه .
-رغم أنني مازلت أشعر بالنعاس ..

أن كانت فلورنسا تحب شيئًأ فهي تحب أن يتواجد بالقرب منها كتف حتى تضع رأسها عليه كلما شعرت بالنعاس او الصداع ..
وأن كان تايلر يحب شيئ  فهو يحب أن يتواجد شخص يعانقه ويمسك يده دائمًا..
شخص يمكنه أن يبتسم له ..
وأن يمزح معه ..
وأن يتقبله ..
وأن يرتاح معه ..
وأن لا يعامله كملك حين يكونان بمفردهما ..
وأن يعانقه؟

-إذًا لننم معًا!

-أنا مازلت متعبة لذلك لن أرفض..
قالت بنعاس لتعود للأستلقاء مجددًا بينما هو إبتسم ليخلع عنه التاج والسترة والحذاء ويستلقي بجانبها ويغطيها جيدًا ..

-أيمكنني طلب شيئ في المقابل؟

-همم؟
همهمت بنعاس تعود إلى النوم..

-أيمكنني معانقتكِ؟
قال بتردد من ردة فعلها .. تُرى أهي جاهزة لتتقبله؟

-أجل..
همست تقترب منه ..

هي شعرت بالدفئ معه .. وهي تعلم بإنه لن يفعل شيئ خاطئ .. كما أنها تعلم بأنه يشعر بالوحدة .. خاصةً بعد أن أصبح يزورها كلما كان لديه وقت فراغ .. وهي تود أن تصبح العلاقة بينهما أكثر قوة .. كما أنها تعلم بإعجابه بها .. وإن زواجهما قريب ..
لذلك هي لا تعتقد إن هذا خاطئ إطلاقًا..

تقدم لتحيط ذراعاه خصرها ويلتصق جسديهما .. حشر رأسه في عنقها بينما هي إبتسمت لشعورها بأنه سعيد لمجرد عناق .. هذا الملك ألطف ملك قد قابلته .. حتى ألطف من دانيال..

هي ترغب بشدة أن تتقرب منه أكثر .. ترغب بأن تجعله يشعر بالسعادة .. هي تحب أن تُشعر الناس بالسعادة وأن تضحكهم .. كما أن لديها من الهدوء والصبر ما يحل الكثير من المشاكل .. يمكنها دائمًا أن تتصرف بتروٍ من دون تهور ..
الحل الأمثل هو الحل الأقل جلبًا للمشاكل.

*

عند إستيقاظه كان مازال مغلق العينين ..
لقد شعر بالدفئ كما لم يشعر به منذ فترة ..
فتح عينيه ليراها نائمة ..
أستغرق منه الأمر عدة ثواني حتى تذكر كيف إنتهى به المطاف نائمًا بجانبها ..

إبتسم بينما يناظرها ..
كان لديه قدرٌ من السعادة كمن إمتلك شيئًأ عظيمًا للتو..
ذلك لانها تقبلته ..

ظل ينظر لفترة من غير أن يتحرك .. فهو يعلم إنه بمجرد أن يتحرك سوف تشعر به.
يداه مازالت تحيط خصرها بينما وجهيهما متقابلان ينامان على وسادة واحدة.
شعر بإستيقاظها ليغلق عينيه ..
يود أن يعرف ماذا ستفعل ..

أما هي ففور فتحها لعينيها وجدته نائمًا بجانبها ..
لحسن الحظ هي لم تفزع وتخرج الخنجر من أسفل الوسادة .. لكان الأمر سيتكرر للمرة الثالثة..

نظرت نحو ملامحه والتي تسنى لها لأول مرة أن تركز فيها..
هو ليس سيئًا .. بل يعتبر وسيمًا ..
لكن ملامحه لا تشبه ملامح شخص بريطاني إطلاقًا ..

كان يمتلك عينين مسحوبتين وأنف مستقيم صغير وفك حاد وبشرة بيضاء للغاية ..
وعلى الرغم من أن ملامحه ليست مميزة إلا أنها تناسبت مع بعضها ..
شعره الأسود المجعد قد نال إعجابها ..
وهذه أول مره هي تدقق في ملامح أحدهم..

رفعت يدها لتضعها على شعره تداعب خصلاته بخفة.
-جلالة الملك ..
قالت بصوت خفيض تحاول إيقاظه بينما هو يحاول أن لا يبتسم..

قربت وجهها منه عله يستمع بينما وضعت يدها على ذراعه.
-جلالة الملك؟ .. جلالة الملك تايلر؟

فتح عينيه أخيرًا ليجد وجهها القريب جدًا منه ليبتسم .

-صباح الخير جلالة الملك..
قالت بينما أرادت الإبتعاد عنه لكنه أمسك بخصرها جيدًا حتى لا تبتعد.

-ما مِن خيرٍ غيركِ عَلى قَلبِي..
قال بينما تركت إحدى يديه خصرها لتعدل خصلات شعرها ..

-رباه! .. ما بالك ؟
قالت ضاحكة بحياء.

-أن أراكِ عند إستيقاظي هو كالنعيم .. ماذا تريدين مني أن أفعل؟
كانت بحة صوته غليضةً لإستيقاظهِ من النوم توًا.

صمتت تخفي وجهها بين يديها بخجل كبير بينما هو أحاطها بذراعيه يقهقه .

-ألا تعتقدين أننا أصبحنا مقربين فجأة؟

أبعدت يديها عن وجهها لتنظر نحو عينيه ..
-علينا ذلك .. نحن سنتزوج .. وأكره أن يكون مفهوم الزواج سطحيًا .. لذلك .. ومنذ اليوم يا جلالة الملك .. أنا سأحبك!

-هل أحلم بالصدفة؟ أيختلطُ لدي الحُلمُ بالواقع؟
قال مصدومًا ..

-كلا يا جلالة الملك .. أنت لا تحلم..

إقترب ليقبل جبينها ثم يعانقها ببهجة كبيرة..
-ومنذ اليوم .. أنتِ يا فلورنسا ملِكتي .. وسأبادلكِ الحب عِشقًا..

-هل تقرأ الشعر بالصدفة؟

-كلا .. لِمَ؟

-أنت جيد بالغزل .. لهذا أتسائل..

-أنا جيد في أمور كثيرة..
قال بفخر لتضحك .

-ألا تظن إنه يجب أن ننهض الآن؟

-أجل  .. أظن ذلك..

إنتصبت واقفةً لتخرج ملابسًا لها لتغتسل.

وقت الظهيرة قد حل بينما هما كانا نائمين..

إن للزواج منظور سطحي في الكثير من الأحيان .. وكلًا من فلورنسا وتايلر يرفضان هذا المفهوم..
فلورنسا قررت التقرب وتقوية العلاقة بينهما ..
وتايلر لا يمانع على الإطلاق كونه معجبٌ بها ..
كِلاهما مستعدٌ لتقديم التنازلات ..
وكلاهما مستعدٌ لتحمل المسؤولية..
وها الآن يرغبان في أن يصبحا متفاهمين ..

الزواج ليس بمزحة على الإطلاق .. إنه ليس حفلة وبدلة بيضاء وحلقتين في البنصر الأيسر ..
الزواج تفاهم ومسؤوليةٌ وتنازلٌ وإهتمام وإحترام وصبر ..
عند توفر هذه الشروط سيُزهر الحب ..

الزواج علاقة معقدة ..
إن كنت غير مستعد لها فيفضل أن لا تدخلها ..
أن تُحب الآخر وتقدم له من الإحترام ما ترغب في أن تحصل عليه ..
أن ترغب بإسعاده بقدر ما ترغب في أن تكون سعيدًا..
أن تفهم كُل رِسالة مبهمة وكل نظرة ضائعة ..
أن تتقبل كُل حالة سيئة وجيدة هو فيها ..
هذا هو الزواج..
وأكثر بكثير..

●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○●○

كُنتُ أَظنُ الحُبَ خيارًا .. لِكنه يَتسلل فِيك دُونَ عِلمِك!

لِنملئ الرِوايَة بِنُجومٍ مُضيئة ☆

Continue Reading

You'll Also Like

34.2K 2.9K 15
اصبحوا اصدقاء في المرحلة الثانوية و توطدت صداقتهم و أصبحت أقوى مع مرور الوقت......... هما يتقاسمان كل شئ و يتشاجروا كثيراً و يدرسون في المرحلة الجامع...
46.7K 3.6K 20
أمنيتِي فِي الْحياة أَن تَقع بِحبي أَجمل الْبنات ، أن تكون عَمياء لاَ ترى سِوى الّظلام ، أن تُغرم بِصوتِي لا بِشكلِي ، رُوحها طاهِرة وَ فؤادُها نَقيٌ...
Lelice By جيمي

Historical Fiction

36.9K 3.1K 35
علاقتنا علاقة زمن طويل روبي اعرفكِ منذ كنتي في الثامنه لقد غبت عنكِ كثيراً هل سوف تسامحيني لغيابي اثنتا عشر عام ؟ جيون جونكوك روبي ماكبرايد
43.9K 3.3K 80
ماذا سيحدث حينما يدخل ليو باي في رواية رائجة حديثاً تسمى ب " الطاغية " ؟ ليجد نفسه بعد قراءة تلك الرواية بشكل مثير للسخرية داخلها و في جسد الشرير ال...