صعدت إلى غرفتي الجديدة وأمسكت بزوج من قميص أبيض بدون أكمام وسترة بلون الخوخ مع بنطلون جينز .
توجهت إلى الحمام وخلعت ملابسي الملطخة بالدماء وقفزت داخل الحمام لأترك المياه تتدفق على جسدي لمدة دقيقة. بعد الرضا بأنني نظيفة غيرت ملابسي وجففت شعري المبلل بمجفف الشعر وصففته في كعكة فوضوية فوق مؤخرة رقبتي.
ما زلت مندهشة من أن جيمس طلب مني أن أتمشى معه ، فقد بدا وكأنه شخص محافظ حقًا ولكني أعتقد أنني كنت مخطئة .
تنهدت وخرجت من غرفتي ونزلت لأجده جالسًا على الأريكة يشاهد التلفاز. لاحظني وقام ليغلق التلفزيون.
"أنت تعرف أننا يمكن أن نذهب في وقت لاحق إذا كنت تشاهد التلفاز" قلتها بذهول.
" لا بأس. لنذهب." قال وهو متوجه إلى الباب وخرجنا إلى حديقة جميلة بينما كنت أتبعه وأنا أطوي ذراعي على صدري.
سرعان ما سرنا جنبًا إلى جنب على طريق بعيدًا عن الحديقة مع الأشجار على كل جانب منا والذباب الناري المتلألئ.
"هذا جميل جدا." تمتمت وأنا أتأمل أشجار الصفصاف حيث تتجول اليراعات هنا وهناك. كان الأمر كما لو أننا داخل قصة خيالية.
"هذا هو أحد الأماكن المفضلة لدي وأيضًا سبب بناء منزلي هنا. ذكرني بمعنى الجمال حتى التقيت بك ". قال ، هامساً بالجزء الأخير لذا لم أستطع توضيح الأمر لكنني خطرت لي فكرة عما حاول قوله مما جعلني أحمر خجلاً .
دعاني بالجميلة . ابتسمت بينما واصلنا السير جنبًا إلى جنب في صمت مريح عندما قرر جيمس فجأة كسره "أخبرني المزيد عن عائلتك. أعني أنك لم تذكريهم من قبل أبدًا ". غمغم وهو يجلس على كرسي حجري وذلك عندما لاحظت أننا وصلنا إلى حافة النهر.
تنهدت وجلست على الحجر المقابل له .
"والداي كانا مشغولين للغاية ولكنهما يحباني في نفس الوقت. كانا يسافران في بعض الأحيان طويلا لكنهم يهتمان بي حقًا ويحضران لي كل ما أحبه. كنت أذهب إلى المدرسة بأحدث الهواتف والسيارات لكنهم لم يدعوا المال يفسد قيم عائلتنا. كانا في الغالب يتركانني في المنزل لأسابيع تحت رعاية جدتي عندما كنت صغيرة ، لكنني علمت أنهما فعلا ذلك ليمنحوني الحياة التي أردتها. أعلم أنها أحباني ". اجبت مرتبكة بينما تسيل دمعة من عيني أفكر في عائلتي.
"لابد أنهما حزينان وربما يعتقدان أنني ميتة ." شهقة هربت من شفتي لأول مرة في حضوره.
فجأة أحسست بذراع قوية من حولي تسحبني إلى حضن .
"أنا آسف." سمعت جيمس يهمس وبقيت بين ذراعيه حتى شعرت بتحسن.
بعد بضع دقائق ابتعد وأبتسم بينما أمسح الدموع من عيني وبقينا صامتين.
وضعت حذائي في زاوية الحجر وبدأت في سحب نهاية بنطال الجينز لأعلى قليلاً حتى لا يبتل مما كنت على وشك القيام به بينما كان جيمس يراقبني بعناية.
"ماذا تفعلين ؟" سأل وهو ينظر إلي، تجاهلته ووضعت قدمي أخيرًا في النهر البارد محبة الشعور.
أبتسمت له ثم أجبت ، "إنه ممتع ، يجب عليك فعل ذلك أيضًا."
ابتسم لي وبدأ في نزع حذائه ووضع قدميه الشاحبة في الماء بجانبي.
"أنت محقة ، هذا شعور جميل جدًا." قال وهو يحرك أصابع قدميه في الماء جعلني أضحك وأومئ برأسي مما أدى إلى تحسن مزاجي.
بعد بضع ثوان ، أخذت نفسًا عميقًا ثم قلت ، " لماذا لا تخبرني عن عائلتك ونفسك؟"
بدا فجأة بعيدًا بعض الشيء وأضفت بسرعة "إذا كنت تريد ذالك، أقصد ... ".
عاد إلى الواقع وقال ، "هذا عادل". أخذ نفسا عميقا ثم اضاف :
"لم يكونا من النوع المحب المراعي الذي قد تضنيه . كانت سنة 1600 و شيء ما . كانت عائلتي غنية جدًا وبالمال جاءت السمعة والمسؤولية التي أحببت التمرد عليها. كرهت كيف يعتبر الأثرياء مثل قطعة أثرية للفقراء والطبقة المتوسطة ولكن هذا هو ما عاش والداي من أجله. سرعان ما جاء مرض غريب قتل والدتي والعديد من الأشخاص الآخرين معها. كنت أعلم أنه لن يمر وقت طويل حتى يقتلني وأبي كذلك وكانت شكوكي صحيحة لأنه بعد شهر وجدت والدي ميتًا بين يدي المرض. أصبت بالاكتئاب وسرعان ما قابلت جاكوب فارغاس. ابن صاحب شركة نبيذ مشهورة جدًا في ذلك الوقت. لقد أصبحنا أصدقاء مقربين وكان لدينا الكثير من القواسم المشتركة ولكن كان هناك شيء مختلف بالنسبة للرجل الذي يبدو أنه يبلغ من العمر 18 عامًا ولكنه يتصرف كما لو عاش قرونًا عديدة ، كما أن بشرته شاحبة للغاية وعيناه غالبًا ما تتحول إلى اللون الأحمر ثم تعود إلى اللون البني. " قال وهو ينظر إلي ليرى ما إذا كنت أعرف إلى أين يتوجه الحديث وما أدهشني أنني فهمت تمامًا.
"لسوء الحظ ، لم يمض وقت طويل حتى بدأت تظهر علي أعراض المرض وكنت أعلم أنه سيستهلكني قريبًا. بعد شهر كنت مستلقي على فراش الموت منتظرًا الموت عندما أخبرني عمي الذي أصبح وصيًا أيضًا أن لدي زائرًا ولدهشتي كان السيد فارغاس. دخل غرفتي وأغلق الباب خلفه. جلس هناك لساعات يتحدث معي و عندما حان الوقت ولم أعد قادرًا على التنفس احمرتا عيون جاكوب وحقنني بالسم ، السم الذي جعلني ما أنا عليه اليوم. وذلك لإنقاذ حياتي ثم ربطي بهذا الكوكب منذ ذلك الحين ". أنهى قصته المحزنة ولاحظت أن الدموع كانت تتساقط على خدي. نظرت إليه لأرى قطرة دمعة تسقط من عينه.
وصلت إليه على الصخرة. نظر إلي في حيرة ووضعت ذراعي من حوله وأدخلته في عناق. لم أكن أعلم أبدًا أنه يمكن أن يمر بالكثير في الحياة لدرجة أن حياته كانت كرة من اليأس.
لقد بدا مصدومًا بعض الشيء عندما عانقته وشعرت بجسده متيبسًا ، لكنه بدأ يهدأ وشعرت بذراعيه حولي وجلسنا هكذا لبضع دقائق على الصخور وأقدامنا في النهر الهادئ.
بعد بضع دقائق أخرى ابتعدت عنه. ابتسم لي ثم تغير تعبيره واختفت الابتسامة.
"لماذا عزيتني؟ ربما تكون قد سمعت الكثير من الأشياء السيئة عني ومع ذالك تعاملني هكذا …. "
هززت كتفي ثم نظرت إلى الأسفل وقلت ، "أنا لا أحكم على أي شخص مما سمعته من الآخرين. هذا خطأ وأعتقد أنه يجب منح الجميع فرصة. أعني أنه إذا سألني أي شخص عن رأيي فيك فلن أكون تلك الفتاة التي ستقول "يا إلهي ، إنه قاتل بدم بارد" وتلك الأشياء ".
نظرت لأعلى ورأيته يبتسم في وجهي. ثم انحنى وكأنه سيخبرني سراً وقال ، "إذن ماذا ستخبرين الناس عني؟"
ضحكت على سؤاله دون أن أدرك أن هذه هي المرة الأولى التي أضحك فيها منذ أن أخذني ونظرت إليه.
"أود أن أقول إن جيمس بلاك شخص لطيف للغاية ولكن عليك فقط التعرف عليه." رددت مبتسمة .
نظر إلي ثم بدأ يضحك .
"ماذا ؟" صرخت وأنا أنظر إليه في حيرة من أمري .
"لا شيء ، أنت فقط ستكونين أول شخص في التاريخ يقول ذلك عني." أجاب وهو يمسح دمعة خرجت من عينه.
"ماذا ؟ " سألني وهو لا يزال مبتسمًا.
"لا شئ." رديت مبتسمة وما زلت أحرك قدمي.
"لا قل لي." .
"أنت ضحكت. لم أشاهدك تضحك من قبل". أجبت مبتسمة وأحمر خجلاً في نفس الوقت أثناء النظر في الماء.
"واو ، لم أكن أعلم أبدًا أنك لاحظت الكثير عني." قال بشكل هزلي جعلني أحمر خجلاً.
"ولم أعتقد أبدًا أنك ستستمتع معي حقًا. وانظر أين نحن؟ " أرد عليه وهو يضحك على تعليقي.
"تعال دعينا نذهب إلى الداخل." ثم رفع قدميه من الماء و لبس حذائه. أومأت وأخرجت قدمي من الماء مع رعشة تسببت في تناثر الماء عليه.
"يا إلهي ، أنا آسفة جدًا!".
"أوه لا ، لم تفعلي ذالك ." قال بشكل هزلي وقبل أن أفهم ما كان يحدث ، شعرت بالماء البارد ينقعني من أعلى إلى أسفل.
" هاي ، لقد كان حادثًا." لكنه نظر إلي نظرة بريئة للغاية عندما وصلت إلى زاوية النهر وبدأت في إلقاء الماء عليه.
"هل تعلم أنه ليس لدي حرارة جسدية لذا لا أستطيع أن أشعر ببرودة الماء " .
"إذا لم يؤثر عليك فلماذا بللتني به؟" تمتمت بينما أربط ذراعي على صدري.
هز كتفيه "للمتعة فقط".
هززت رأسي وخرجت من الماء. ارتديت حذائي فوق سروالي الجينز المبلل وقلت ، "هيا بنا."
عدنا إلى القصر بينما نتحدث عن الرياضة.
"إذن أنت لا تعرف كيف تلعب كرة القدم !؟" قلت مندهشة عند الوصول إلى الباب الأمامي.
هز رأسه نافياً .
"يا إلهي ، هذه هي أسهل رياضة في التاريخ!" صرخت عند دخول المنزل وهو يفتح لي الباب ، وما زلت لا أصدق أنه لا يعرف كيف يلعب كرة القدم.
"ماذا لو علمتني غدا؟" سأل بأمل.
نظرت إليه وأنا لم أتوقع ما قاله أبدا ثم أجبت "بالتأكيد".
"يجب أن تغري ملابسك قبل أن تمرضي ."
أومأت برأسي وأنا أتوجه إلى الطابق العلوي ولكن قبل أن أذهب استدرت وقلت ، "شكرًا لك جيمس ، لقد استمتعت كثيرًا اليوم."
غادرت وأنا سعيدة لأول مرة هنا ، لكن عندما كنت على وشك الابتعاد سمعته يغمغم :
"أنا أيضا."