تفاصيل من قماش

By njoodsquare

9.4K 1.1K 342

ترسم الشخص القابع أمامها؛ مَن اُغرمت به، تشرد في كلِ تجعيدةٍ تنقشها ملامحه. More

مُقدمة
١ | تفاصيل حضورك
٢ | تفاصيل مشّيتك
٣ | تفاصيل صوتك
٤ | تفاصيل ابتسامتك
٥ | تفاصيل شعرك
٦ | تفاصيل لمستك
٧ | تفاصيل حديثك
٨ | تفاصيل نظرتك
٩ | تفاصيل قربك
١٠ | تفاصيل بشرتك

الأخير | تفاصيل روحك

782 98 176
By njoodsquare

بمناسبة أنه الأخير اسعدوني
بالتعليقات بين الفقرات ♡︎

ليام، اسمه.

نبس به قبل أن يقبل خدي مطولًا مرة
أخرى واضعاً جبينه على خاصتي،
وأنفاسه الساخنة تلفح انحاء وجهي.

"سأوصلك لمنزلكِ، الفجر قد حّل"
أردف بعدما طبع قبلة عميقة على
جبهتي،
احمرارٌ انتشر على وجنتيَّ وتلك
الفراشات ذات الاجنحة المُدببة
عادت تجرح معدتي برقة.

السماء ارتدت لباساً كحلياً داكناً، غيومٌ
فاتحة بدأت تخفي ضوء القمر، ونجوم
الفجر أخذت تلمع إثر اقتراب موعد
ولوج الشمس.

تحت هذا الجو، ومع زقزقة الطيور،
شعرت بالدفء حينما تمردت يده
لتمسك خاصتي، بسبابته راح يرسم
دوائراً وهمية عليها تارة، وتارة أخرى
يضغط على أناملي لتضطرب دواخلي.

"أهذا هو العنوان الصحيح لينورا؟"
قال يتفّقد المكان بعينيّه، ورؤيته
قلقاً ما إن كان هذا منزلي حقاً
أم لا.. أسعدني.

"أجل..."
أخفضت بصري، لم استطع نطق
اسمه، أردت فعلها؛ ولكن لم اقدر،
عضلاتي تؤلمني، مشدودة جداً.

متوترة

رفعت عيناي عندما أحسست براحة
يده تلمس وجنتي، ثبت نظره علي ثم
تحدث بجدية:
"سأبقى مُعلقاً هنا، لن أستطيع الذهاب
قبل أن اسمع اسمي يخرج من فمكِ"

عنفت أصابعي، ازدردت ريقي، نطقت
أخيراً:
"أجل.. ليام"
ألمح صوت نبضات قلبي القوية بوتيرةٍ
سريعة.

احتضنني، بشدة، وكأنني سأصبح طيراً
فاُحلق بعيدةً عنه، غرس رأسي في رقبته،
تنفست بهدوء أُحيط عنقه بيديَّ.

شعرت بجسمه يتأهب للذهاب، لا أريد؛
أبقى أكثر رجاءً، أمكث لأطول وقتٍ مُمكن.

"يجب أن اذهب"
فصل عناقنا، ثم نقر بقبلة مُطمئنة على
جبيني، فسحبت كم قميصه ليستدير إليَّ.

"احبك"
طأطأت برأسي، حدقتاي توسعتا،
اهتزتا،
كيف قدرت على قولها؟ كيف؟

"احبكِ، أنا أيضاً احبكِ"
جرّني من خصري يوّزع قبلاتٍ مُتفرقة
على ملامحي، تهلل جوفي، سعادة؛
سعادة لا أرغب بالابتعاد عنها.. بتاتاً.






حدقت بسقف غرفتي الأبيض، صفعت
جبيني ببلاهة، إلهي لقد نسيت أدوات
رسمي على الرصيف.

ارتديت معطفي الثقيل، النسيم البارد
دائماً يهب في الفجر، وصلت، جعدت
أنفي للهواء الذي أضحى صقيعاً مُثلجاً
فجأة.

التقطت لوحاتي وجمعت الألوان لتمتلئ
يديَّ، سُحقاً الآن يجب أن اعود من غير
أن اُسقط أياً من الحاجيات.

لاحظت وجود رجل، يقف بعيداً هُناك،
تحت؛ عند الشاطيء، على الجسر يتأمل
البحر أمامه.

ضيقت عيناي حتى أرى جيداً.

مهلاً. شعر بني، ظهر عريض،
معطف أسود.. ليام!

وفي ثوانٍ، ثوانٍ توقفت فيها الدنيا
من حولي، كل شيء تحول للعتمة.

عندما تهاوى جسده للبحر،
صوتُ تناثر الماء مزق طلبتا أُذناي.

رميت ما كانت تحمله يداي، تكسرت
اللوحات؟ انفجرت عبوات الألوان؟
لا يهمني، اللعنة لا يهمني!

اقتربت من الجسر ألهث بسبب ركضي
السريع، دنوت من سطح الماء الشفاف،
لمحته هُناك؛ يهبط ببطءٍ إلى القاع.

الأكسجين حُجب عن أنفي، عُميت، لا
أرى سواه، ينزل إلى ظلمات المُحيط.

بحركةٍ مُتعجلة قفزت ورائه.

بارد، الماء بارد، وفارغ شعوره، كالمنزلِ
المهجور، في هذه اللحظات، لم يكُن لثوانِ
وجود، الدقائق. الساعات.. كلها لم يُكن لها
وجود هنا.

فقط المهل، والتّفكر؛ يخترقان جلدك،
يتربعان على روحك المُنطفئة، لففت
رأسي لليمين قليلاً، رأيته.. ليام؛ مولود
الشمس لا زال ينحدر للأسفل مُغمضاً
عينيّه.

أبي، عندما كنت حياً أردت أن تعّلمني
السباحة مُصّراً أن هذا هو أهم شيء
ستقدمه لي، ولكن كنت خائفة جداً
حينما تحملني لتضعني في حوض
الماء،
فأصبحت تؤجل تعليمك يوماً بعد يوم؛
تنتظرني أن اتشجع وآتي إليك برضاي

ولكن المرض خطفك قبل أن تفعل ذلك،
المرض خطفك في نفس اليوم الذي
باغتتني فيه الشجاعة.

احزر ماذا والدي؟
أسقطت نفسي في الماء بلا تفكير،
أبنتك أضحت شجاعة يا عزيزي،
ستغضب لأنني فعلت وأنا لا أجيد
السباحة،
ولكن أبي آسفة انت لا تعلم أنني
لطالما تمنيت أن اتشجع لأبقى
فيها للأبد.. وليس للتعلّم فقط.

ليام غير من تفكيري ذلك، فكرة أنني أرغب
بجعلِ الماء موطنًا لي بدلاً من الأرض، فكرة
اعتاق روحي هناك؛ غّيرها.

أريد أن تثق يا أبي أنني أسقطت ذاتي
في البحر ليس لأنه لا زال موطني، بل
لأنني رأيت موطني الحقيقي في ليام،

وموطني أغرق بنفسه،
فمَ بالك بما سأفعل يا أبي؟

الماء بدأ يتدفق إلى فتحات أنفي،
حرقةٌ مسّت تعرجات دماغي حينما
تسللت المياه إليه،
شعرت بأن كل ما يحتويه البحر يُدخل
إليَّ، يتوّغل بلا رحمة إلى جميع ثقوبِ
جسدي..

أُذناي، خط رموشي، مسام شعري، أظافري،
حتى أنني أحسست أنه شّق ملابسي، وبشفرةٍ
حادة رسم بجرحٍ طويل على صدري لتضحى
رئتاي كالكأس الفارغ، تُعبأ فيه المياه إلى نهاية
حوافه.

لم أكُن اعلم أن هذا هو قدري؛

البحر عزرائيلٌ لخاتمتي، البرودة قماشٌ
لجلدي، ليام.. احيا نبضَ قلبي؛ غارزاً
بخطافٍ مسنونٍ فيه، ليربطني معه،
ليُنهي روحي مع خاصته.





وفي رصيف سانتا مونيكا الرطب، رطبٌ
بدموعِ السماء؛ وكأنها علمت أن هناك
شخصان تخطياها.

كانت هناك ورقة مُجعدة بألمه:
'إلى محبوبتي لينورا

كنتِ نصفاً آخر للروح، ولكنني لم أمتلك روحاً، حتى
ولو جزءً منها؛ حتى احتضن خاصتكِ، أريد الدفء
لداخلكِ، ولكنني خاويٍ، أرغب بسعادةٍ ليست مُزيفةً
لكِ، ولكنني أغطي وجهي بقناعٍ كاذب.

آسف عزيزتي،
ليام'.

هو لم يكُن يعلم أنها في حياتها لم تشعر
بروحها، اكتفت باعتقادها أنها وجدت
نصفها الأخر،

اكتفت واُشبع داخلها بجزءٍ منه فقط.


تمت.












نفس عميق، وخلصت تفاصيل🥺

قبل كل شيء، بشكر العدد الكتكوت
الي مشى معي، وكمان لكل قارئ
مستقبلي؛ ترى انت من هذا العدد🕊

وبما انه الفصل الأخير ابغى تعليقات
طويلة مره مره مره عن كل مشاعركم
واحاسيسكم بالتفاصيل؛
صدقوني باقراها وحده وحده وبنبسط
وانا اشوفها -اتمنى من القّراء الصامتين
المشاركة أيضاً- 🤍

رأيكم فيها؟

ايش المغزى الي فهمتوه من الرواية؟

الشخصيات؟

افضل جزء فيها؟

اكثر مقطع حرك مشاعركم؟




مساحة للأجر

Continue Reading

You'll Also Like

1M 30.9K 64
النساء لا مكان لهُنَّ في حياته، عالمه ينصب على أبناء شقيقه وتوسيع تجارته في أنحاء البلاد. هو "عزيز الزهار" الرَجُل الذي أوشك على إتمام عامه الأربعين...
1.9K 200 9
أمسكت بالسكين الصغيرة ذات اللون الزهري، لطيفة لكنها كانت حاده كفاية لقطع أوردتها، وباليد الاخرى أمسكت بكأس النبيذ الذي سكبته لترفع نخب بلوغها السن ال...
1.7K 187 4
سردَابٌ عجّ بالعسجدِ الكُلّ يبحثُ عن مكَانه ومفتَاحه.. لكنه لم يُفتح منذ أن إختفى صاحبه، بفتحه ستطلِق شياطين الأرض وتتأجج نيرانَ الجحِيم.. جحيم الماض...
12.6K 1.1K 7
لم يكن لديها حاجه لسماع كلماته ، بل تلمست صمته وشعرت بحروف حبه تنتشر بين أطراف أناملها