أحست بحركه غريبة جوارها وأن أحد ما ينادى بإسمها رفعت رأسها بعيداً عن المقعد وفتحت أعينها لترى ماذا هناك فلم تجد سوى آخر شخص تود أن تجلس معه ينظر لها ببسمة واسعه سمجة _ياسو ،ايام سو هابى (انا مبسوط اوى) إننا مع بعض
رفعت ياسمينا حاجبها فى استغراب،ما الذى أتى به فى المقعد المجاور لها،فكادت أن تتحدث حتى قاطعها قائلا بلهفه _يااه كنتى وحشانى أوى ،هيكون وقت سو فانى(مرح)
لتتجهم تعابير وجه ياسمينا بضيق منه _ميدو إنت جيت هنا إزاى ،المفروض ليا اللى جنبى
أجابها مشيراً إلى الكرسى بالخلف _أنا بدلت مع ليا قبل ما نطلع علشان أكون جنبك ،إيه رأيك فى المفآجأة الحلوة دى ؟
نظرت خلفها فى توعد لليان ،كيف لها أن تسمح بجلوس هذا الظريف جوارها
كانت ليان تعلم ان ياسمينا ستغضب لكنها لم تستطع رفض طلب لميدو ،رغم كونها حزينه فقد كانت تود الجلوس هى معه لكنه فضل ياسمينا
ياسمينا بضيق وهى تدير رأسها للخلف_ليا
رفعت ليان كتفيها بقلة حيلة
الامر الذى دفع ياسمينا تحمل حقيبتها وتهُم بمغادرة مقعدها
ميدو بإستياء_ياسو رايحة فين أنا ما صدقت اقعد معاكِ
لم تهتم به ولم تبالى وقالت بضيق_ميدو بليز عدينى
بدى على ميدو الحزن_ليه بي يا ياسو
رأتها المضيفه فقالت بجديه _من فضلك أقعدى يافندم
ياسمينا _عايزة ابدل مكانى بليز
رفع ميدو رأسه نحو ياسمينا يرجوها_ياسو بليز سيت ويز مى(اقعدى معايا)
لتنظر له ياسمينا بإزدراء فهى لا تحب ذلك النوع السمج السليط وخاصه أن ميدو لا ينفك على طلب يدها هو الآخر حتى ضجرت من تكرار الامر
فنظرت الى المضيفه برجاء_بليز عايزة أبدل مكانى.
المضيفه بأسف_سورى يافندم مش هينفع من فضلك اتفضلى أقعدى إرتاحى
لم تشأ ياسمينا أن تسبب مشاكل فجلست فى مكانها على مضض ،الأمر الذى جعل ميدو ينظر إليها بإنكشاح وإبتسامة واسعه
نفخت ياسمينا بضيق _أووف ،يارب هون بقا ،وأدارت وجهها تجاه النافذة تدعى أنها منشغله بالتمتع بالمنظر من أعلى .
__
كانت تجلس فى غرفتها تقضم أظافرها بدون إنتباه منها تفكر فى حل لوضع أخيها فأفعاله لا تعجبها ولا ترضى الله ورسوله
فدخلت سلمى الغرفه تقول بمرح وخاصه عندما شاهدتها على ذلك الوضع _إيه يابنتى،مالك ،اللى أخد عقلك
أبعدت أميرة يدها عن فمها تقول بإستياء_هو فى غيره عادل ،مش عارفه أعمل إيه علشان يسلك الطريق الصح ويبعد عن الطريق المهلك اللى هو فيه
لتجلس سلمى جوارها بلا مبالاة _يابنتى فكك منه، متركزيش معاه ،ربنا يهديه.
تنهدت أميرة بضيق _يارب يهديه،بس انا بردو مش هينفع اقف ساكته كده واسيبه يتكلم كل شويه مع بنت شكل ،لازم اعمل حاجه
سلمى_هتعملى إيه يعنى، عادل عنيد جدا ،ومهما قلتى مش هينفذ غير اللى فى دماغه
لتقول أميرة بتفكير_ممم بفكر أمسح كل أرقام البنات اللي معاه
لمعت أعين سلمى وعلى ما يبدو انها راقتها الفكرة_فكرة حلوة ،بس إزاى ده مش بيتخلى عن موبايله ثانية واحدة
أميرة_أستغل وقت لما يكون فى الحمام
رفعت سلمى حاجبيها _وهتعرفى الباسورد بتاعه إزاى يافالحه ،وفرضاً إنك عرفتى الباسورد ،هتعرفى إزاى أرقام البنات اللي عنده ممكن يكون مسجلها بأسماء ولاد زى ما البنات بتعمل ،بتسجل الولاد عندها بأسماء بنات على الموبايل علشان تخدع اهلها وناسيين أن رب العرش عنهم شاهد .
أميرة بثقه_عادل مش مراهق علشان يعمل كده وبعدين هو مش محتاج يعمل كده ،ده بيكلمهم قدامنا عينى عينك ،يعنى أكيد مسميهم بأسمهم عادى
حكت سلمى ذقنها_ممم نرجع للمشكله الاساسيه،الباسورد هتعرفيه إزاى
وضعت أميرة إصبعها على جانب رأسها تفكر_ممم ،هحاول أنتبه وأركز معاه لحد ما أعرف
سلمى_ممم ،جربى يمكن تعرفى ،المهم ،يلا نحفظ الورد بتاع النهاردة
اميرة_يلا ،أنا كنت مستنياكى تنزلى
سلمى_كنت بغسل هدوم بابا ،خلصت وجيت
أميرة _تمام،هاتى المصحف من على المكتب يلا.
____
كانت تجلس ضامة أرجلها إلى صدرها ،وتحيطها بأيديها وتقول بخفوت_أنا مش مصدقه إن ربنا نجالى بلال من الموت ،الحمد لله رب العالمين ،لكن مش قادرة أتخيل ،إنى أكون قدامه ومش عارفنى ،إنه يعتبرنى حد غريب
رتبت مودة على كتفها_معلش يا مريم ،فترة وهتعدى بإذن الله وذاكرته ترجلعه تانى
تنهدت مريم بحزن_يارب يا مودة يارب ،بس بردو مش قادرة أفهم ليه صقر عايزنى أعامله على إنه يحيى ،إزاى هشوف زوجى قدامى وهعامله على إنه حد غريب
مودة _صقر ،صعب تعرفى دماغه بتفكر فى إيه،بس متنسيش إنه بينفذ تعليمات الدكتور ،فلازم نتحمل
مريم _هحاول اتحمل علشان خاطر بلال
مودة_برافو يا مريم ،اه كده ياقلبى عايزاكى دايما قوية كفاية ضعف بقا ،إنتى ضيعتى ٣سنين من عمرك هباء
رفعت مريم رأسها ونظرت تجاه مودة بأسف_معاكى حق ،أنا مش هينفع أفضل هنا أكتر من كدا ،أنا عايزة أمشى
لتنظر لها مودة بفرحة_ياريت يا مريم ،كفايا بقا جو المستشفيات ده،اول ما صقر يرجع هنطلب منه تروحى معانا
نظرت مريم للساعه المعلقه بالحائط أعلى الباب_صحيح هو إتأخر ليه
___
بحث الصقر فى كل مكان عله يجده لكن لا أثر ،زفر بضيق وقرر التوجه لمكان خطر بباله يظن أنه ربما يجده به
ركب سيارته وإنطلق فى طريقه ،وقف أمام باب المسجد الموارب ،دخل بقدمه اليمنى وقال دعاء دخول المسجد
(أعوذ بالله العظيم، وبوجهه الكريم، وسلطانه القديم، من الشيطان الرجيم) [بسم الله، والصلاة] [والسلام على رسول الله] (اللهم افتح لي أبواب رحمتك)
----
بحث بعينيه عن ضالته حتى وجده ،رآه يجلس مطأطأ الرأس ،فتنهد بألم لحاله ،وقرر الذهاب أولا ليتوضأ ومن ثمَ يصلى ركعتي تحية المسجد ومن ثم يتوجه له
أنهى صلاته وذهب إليه واضعا يده على كتفه ،لينتبه له يحيى فقال بإستغراب _ صقر عرفت إنى هنا إزاى
إبتسم له صقر قائلاً بهدوء _جت معايا صدفه
فى حقيقه الامر لم تكن مصادفه فصقر يعرف صديقه بلال حق المعرفه يعرف أنه عندما يضيق صدر صديقه يتوجه لذلك المسجد تحديدا فهو يحب الجلوس به يشعر بالراحه والسكينه فى بيت الله
ليقول يحيى بتيه_مش عارف جيت هنا إزاى ،كنت مخنوق وفجأءة لقيت رجلى جابتنى على هنا
ليبتسم صقر فى نفسه ،فذاكرة بلال بدأت تتحرك وأن الأمل فى شفاءه بات كبيراً
ثم وجه حديثه ليحيى _ممكن اعرف إنت مخنوق من إيه
لينظر له يحيى وكمية ألم ووجع فى صوته وقلبه كبيرة جداً_صقر أنا قلت لمريم على الحقيقه ،بس للاسف متحملتش وكانت هتنتكس ،كنت هضيعها بإيدى
ليقول صقر بلؤم _خايف عليها للدرجة دى؟
ليقول بإرتباك _مم..مش عايز أكون سبب فى مرضها من تانى
ثم شرد قليلا _أنا ما صدقت بقت كويسه واتحسنت
صقر بهدوء _ليه ؟
لينظر له يحيى بضيق وإنفعال_عايز توصل لإيه ياصقر ،أه أنا بحبها وبحبها جداً كمان ،ها عندك مانع
ليهز صقر رأسه _لا أبداً ،ده شىء يسعدنى إن مريم تخرج من اللى هيه فيه
ليتنهد يحيى مطولا ومن ثم يخفض رأسه لأسفل_بس هيه شايفانى بلال وعمرها ما هتشوف يحيى ياصقر
صقر_مش يمكن علشان إنت ظهرت ليها على إنك بلال،جايز لو ظهرت بكونك يحيى تشوفك
ليزفر بضيق_طب أعمل إيه ما أنا حاولت أقولها الحقيقه متحملتش
ليرمقه صقر بغيظ_وهو ده أسلوب أو طريقه تقولها بيها يا متخلف إنت
ليشعر يحيى بالندم_معاك حق أنا كنت قاسى اوى ،بس مقتدرش أتحكم فى نفسى غيرتى من بلال عمتنى مكنتش شايف قدامى
صقر_هتغير من واحد ميت
يحيى بلوعه_مش ميت ،بلال عايش جواها ،دى تقريبا عايشة على ذكراه هوا وبس
صقر_أظن ده من حقها ,أظن إنت لو كنت مكانها وبتحب زوجتك بجد ،عمر ما الموت كان هيفرقكم
يحيى_وبعدين ،أعمل إيه ،فكرت أبعد عنها مقدرتش ،مريم بقت بالنسبة لى كل حاجه فى حياتى
صقر_أول ما الدكتور يسمح ليها بالخروج,هتكلمها بهدوء وتقولها الحقيقه ،وساعتها اعترف لها بحقيقه مشاعرك،لو تقبلت ده كان بها ،لو مكانش ،خلاص مفيش نصيب
لينظر له يحيى بضيق _إنت بتقول إيه أنا لا يمكن اسمح لمريم تبعد عنى
صقر ناظرا فى عينيه نظرة ذات مغزى _هتجبرها تحبك بالعافيه ؟
يحيى وقد عزم على جعل مريم تحبه مثلما يفعل هو _لا مش بالعافيه ،أنا هخليها تحبنى
رفع صقر حاجبيه_ورينى شطارتك
يحيى بتحدى_هتشوف
صقر وهو يعتدل فى وقفته_طيب يلا بينا ،زمانهم قلقانين علينا
يحيى بتوتر_لا ،بلاش أنا ،مش هتحمل أشوف مريم تعبانه
صقر وهو يسحبه_مريم كويسه متقلقش
نظر له يحيى بعدم تصديق _بجد يا صقر
لؤى صقر شفتيه وصاح به _بجد ،إخلص فى يومك بقا ،انا عايز اروح هلكت
يحيى _طيب يا اخى متزوقش ،لحسن أرجع فى كلامى
ليتركه الصقر ويرحل ويعلم أنه سيلحق به_يكون أحسن خليك ،أنا غلطان إنى جيتلك أصلا
ليجرى يحيى خلفه حتى يخرجا من المسجد مرددين دعاء الخروج
من دعاء الخروج من المسجد
-(يبدأ برجله اليسرى) ويقول: (بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله، اللهم إني أسألك من فضلك، اللهم اعصمني من الشيطان الرجيم)
يحيى_إستنى بس ياصقر ،بهرج معاك
فتح صقر باب سيارته_لا أنا غلطان ،إنا عايزك معايا ليه ،خلاص مهمتك انتهت مريم بقت كويسه ومش محتاجه ليك إنساها بقا ،وأنا بنفسى هقولها على الحقيقه
ليجرى يحيى ناحية الباب الاخر ويقول برجاء__إنت بتقول ايه ياصقر، أومال أنا كنت بقولك إيه جوا ؟
إدعى صقر الاختناق_عايز إيه من الاخر
يحيى بإبتسامة سخيفه_جاى معاك ،اطمن على مريم
رمقه صقر بحنق وقاد سيارته نحو المصحة،وفى داخله يبتسم فهو ينوى أن يسوى بلال على نار هادئه حتى تعود له ذاكرته بأسرع ما يمكن ،ليرى كم سيتحمل الوضع ...
__
وصلا الى المصحة وبالتحديد إلى غرفه مريم ،والتى ما إن رأته حتى إرتمت بين ذراعيه ،متناسية تماماً ما أخبرها به صقر
مريم _بلال ،وحشتنى اوى حمدا لله على سلامتك
ليذبهل يحيى مكانه وينظر لصقر ومودة اللذان يرمقانه بضجر ،فيصاب بالاحراج الشديد ويبتعد عن مريم على الفور
لتقترب مودة تهمس لمريم_ده اللى صقر قالك عليه
لتقول مريم بضيق_عايزانى أعمل إيه يا مودة بعد اللى سمعته وبعد اللى حصل عايزانى أشوف زوجى واقف اتفرج
مودة بحنق_والله إنتى شكلك ،هتبوظى الدنيا
نظرت لها مريم بسخافه _المرة الجايه همسك نفسى متقلقيش
رمقتها مودة بنصف عين_مش مطمنه ليكى
أمسك صقر بذراع يحيى بحدة_ مبسوط أنت اوى ها؟
لينزع يحيى ذراعه بضجر_مبسوط إيه انت كمان دى بتقولى بلال ،أنا رايح أسال الدكتور هيسمح لها بالخروج إمتا ،لازم أقولها فى اسرع وقت
صقر_يلا انا جاى معاك
تحدث صقر ويحيى مع الطبيب ،الذى أذن لمريم بالمغادرة طالما هى تود ذلك مع المتابعه الاسبوعيه لحالتها
فهاتف الصقر زوجته حتى تحزم حقائب مريم إستعداداً للمغادرة
__
رحبت مريم بفكرة الخروج جدا فهى تود أن تنسى تلك الصفحه من حياتها وتجعلها طى النسيان
فقالت وهى تعاون مودة فى وضع اشياءها بالحقيبه_مودة,أنا مش عارفه ،هنروح فين وبلال نظامه إيه
مودة وهى تضع آخر قطعه بالحقيبه_إنتى هتقعدى معايا ويحيى فى الشقه بتاعك اللى جنبنا
هزت مريم رأسها برضا_تمام ،أهم حاجه يكون قدام عينى
__
يحيى_صقر،أنا هقول لمريم دلوقتى
صقر_ خليها للصبح افضل ،إنت هتروح تجيب شنطة هدومك وهتقعد فى شقه مريم اللى جنبنا ،وبكرة الصبح إبقى فاتحها
يحيى _تمام
____
وصلت الطائرة إلى لندن
فوضعت ياسمينا النظارة الشمسية على عينيها وحملت حقائبها منطلقه لخارج الطائرة تتنفس هواء نقياً،فميدو بسخافته وثرثرته طوال الطريق،قد جعلاها تشعر بالاختناق
ليلحق بها ميدو_ياسو إستنى نمشى سوا
لكن كانت ياسمينا ستنفجر منه فلم تعد تتحمله اكثر فقالت بحدة_ميدو ذاتس أوفر ،أيام سو تايرد ،بليز جو أواى ناو (ميدو كده كفايا ،أنا تعبت جدا،إمشى دلوقتى)
ليقول ميدو بإرهاق_أوك ياسو ،اى نو أيام تايرد تو ( عارف ،أنا كمان تعبت) سى يو لاتر
(اشوفك بعدين)
لتفز ياسمينا بضجر_اوف أعوذ بالله بنى آدم تهمه اوى
لتضحك ليان _ليه بس ده لذيذ وكيوت أوى ،ده البنات بتحسدك علشان قاعدة معاه
رمقتها ياسمينا بغضب_اسكتى مش عايزة أسمع صوتك ،لذيذ إيه ،ده ..ده ..أقول إيه بس ،إبعدى من وشى إنتى كمان ،دى باينها رحلة مهببه من أولها
لتلحق بها ليا_استنى بس يا ياسو ،انا عايزة أكون معاكى فى اوضتك
لتزفر ياسمينا_لا ناقص تجيبلى زفت ميدو ده كمان معايا
لتضحك ليا واضعه يدها على فمها_لا مش للدرجه دى
ياسمينا _يلا قدامى على الفندق نشوف هنكون فى اوضه كام ،عايزة أغير الشريحه وأكلم دادى
ليان_تكلمى مين ،إنتى ناسية فرق التوقيت ،زمان أونكل ذكى فى سابع نومه
ياسمينا _لا دادى مش هينام من غير ما يطمن عليا ،يلا بس
وصلنا الى الاستعلامات وعلمتا رقم الغرفه الخاصه بهما
ويوصلهما حامل الحقائب إلى الغرفه فيفتح لهما الباب ومن ثم يعطى المفتاح لياسمينا ويقول _اتمنى لحضراتكم إقامة سعيدة
لتشير إليه ياسمينا باعينها بإمتنان ،وتهم بدخول غرفتها ،لتجد من يقول هو وصديقه _واو إيه الصدف الجميلة دى ،أوضنا جنب بعض
ليان بمرح _يس
لترمقها ياسمينا نظرة جانبيه _كمان ،ورايا ورايا هنا ،اعمل إيه بس يارب
وتوجت للداخل صافعة الباب خلفها ،تاركة ليان مع ميدو وصديقه
ميدو بحزن_مالها ياسو ،شكلها متضايق ،مشيت من غير ما ترد عليا
ليان بإبتسامة سخيفه _لا ،بس هيه تعبت من السفر ،باى أنا كمان محتاجه أرتاح
ميدو_اها اوك باى
دخلت ليا الغرفه ،لتجد ياسمينا تبدل الشرائح فتجلس جوارها بارهاق _ياسو ،ميدو زعل علشان مش رديتى عليه
لوت ياسمينا شفتيها_ينفلق،بلاش كل شويه ميدو ده يا ليا بليز
لتلقى ليا بظهرها على الفراش وتقول بنعاس_
ليه بس ،ميدو ،از أمازنج(ميدو،مدهش)
أنهت ياسمينا تبديل الشرائح وهاتفت والدها لتجده مازال مستيقظاً ينظر مكالمتها للاطمئنان عليها...
___
فى الصباح
أصر يحيى أن يخبر مريم بالحقيقه قبل ذهابه إلى العمل مع صقر
كان صقر قد أخبر مريم أن تتظاهر بأنها متفآجئة وفى نفس الوقت متماسكة تظهر له انها متقبلة الامر
جلس يحيى مع مريم يفرك يده بتوتر خائف من ردة فعلها،ومريم تنظر له بين الفنية والاخرى ملتاعة لكونه لا يعرفها ولكنها سعيدة لان صقر أخبرها أن يحيى رغم كونه لا يتذكرها إلا أنه احبها جدا
وجدته مرتبك فبدأت هى الحديث _ها يا بلال أنا سامعاك .
إبتلع يحيى ريقه وقال بخفوت_مريم أنا عايز اقولك حاجه مهمه واتمنى تسامحينى ،انا والله مش قصدى أخدعك ،أنا قصدى خير ،كنت عايز أساعدك مش أكتر
لتصمت مريم ولم تعلق
فيقول بإستغراب _إيه مش بتقولى حاجه ليه
مريم بهدوء _بسمعك
تنهد يحيى وقال بحذر منتظراً رد فعلها _مريم أنا مش بلال زوجك ،أنا إسمى يحيى ،إستغلينا أنا وصقر فكرة وجود شبه كبير بينى وبين بلال زوجك ، علشان تخفى ،أنا أسف
لتنظر له مريم مطولاً ومن ثم تقوم من مكانها
ليقول ويقف جوارها _رايحه فين
لتقول مريم بهدوء_شكرا لحضرتك،يا أستاذ يحيى ،أنا شاكرة لحضرتك كل اللى عملته معايا ،انا بقيت كويسه الحمد لله فمظنش مش هينفع وجودى مع حضرتك دلوقتى ،عن إذنك
لتهم هى للداخل فيستوقفها يحيى _مريم ،انا أسف
مريم_أنا اللى أسفه لو كنت عملت حاجه ضايقت حضرتك
يحيى يحاول أن يعرف حالتها بعد هذا الخبر الصادم_مريم إنتى كويسه،لو محتاجه تبكى إبكى
لتبتسم هى بألم_مفيش داعى ،كفايا اللى راح من عمرى فى الحزن ،البكا مش هيرجع اللى راح يا أستاذ يحيى
ليقف يحيى امامها يعتلى وجهه امارات القلق_مريم ارجوكى طمنيني إنتى كويسه
مريم _أنا بخير متقلقش عليا ،عن إذنك
وما إن تخط بقدمها للداخل الغرفه التى خصصها لها صقر بشقته والتى تنتظرها بها مودة ،حتى ترتمى فى أحضان مودة وتبكى
لتقول مودة بأسف_بتبكى ليه بس يا مريم
مريم وسط بكائها _حتى وهو مش فاكرنى ،بس قادرة اشوف لهفته وخوفه عليا ،بلال بيحبنى حتى وهو مش فاكرنى يا مودة
مودة وهى تبعدها لتنظر فى أعينها بجديه_وده شىء يبكى ولا يفرح يامريم
مريم بألم_مش متحملة أشوفه بيعانى
مودة وهى تناولها منديلا _معلش الصبر يا مريم ،صبرتى كتير اتحملى الشوية دول علشان خاطر بلال
لتمسح مريم دموعها _حاضر علشان خاطر بلال هصبر
وقف يحيى مكانه برهه ومن ثم خرج مع صقر متوجهين للعمل
فى السيارة
صقر_ها قولتلها
يحيى بخفوت_قلت
صقر _وإيه الاخبار
يحيى_إتقبلت الموضوع بكل بساطه
صقر_الحمد لله مالك مبوز ليه بقا ،مش ده اللي إنت عايزه؟
يحيى_خايف تكون زعلانه وبتخبى ،خايف يحصلها حاجه
صقر_متقلقش لو فى حاجه كانت مودة كلمتنى
وصلا الى المكتب
وبين الحين والاخر يدخل يحيى مكتب الصقر_صقر مودة إتصلت ،مريم كويسه؟
صقر بضجر_يحيى وبعدين بقا دى خامس مرة تسألنى السؤال ده
يحيى بغيظ_الله مش بطمن على مريم
صقر_ماهو أكيد لو كان فى حاجه مكنتش هكون قاعد كده ،فأهدى بقا خلينا نشوف شغلنا
دفشه يحيى بعلبة الاقلام الموضوعه على المكتب_صدق إنك بارد
صقر بضيق_يحيى متخلنيش أتغابى عليك ،على مكتبك إخلص
رمقه يحيى بضجر وهو يغادر_طب والله بارد
ليبتسم صقر فى تسلية_ولسه يا بلال ....
___
علم جميع قاطنى العمارة والتى تسكن بها مودة ومريم بعودة مريم وتحسن صحتها
فجئن إليها للاطمئنان عليها
ومن بينهن هنا التى فرحت كثيراً لرؤية مريم التى احبتها كثيرا على الرغم من أنها لم تكن تعرفها من قبل ،فهنا تسكن فى الشقه المجاورة منذ اقل من عام
وكذلك مريم ،قد احبتها كثيرا وفرحت بقربها
جاءت السيدة حسنية للمرة التى لا يذكرون عددها فتقريبا هى لم تفارقهم تود لو تعلم ما سبب وجود مريم بالمصحة طوال هذه المدة ،لكن لا احد يجيبها إجابة تشفى غليلها
فى هذه الاثناء ،يدخل صقر ويحيى المنزل
وما إن يراها الصقر حتى يبتسم رغم أنه لم يكن يطيق وجودها فهى تتدخل فيما لا يعنيها لكن وجودها الان ستسهل عليه خطته وتجعلها تسير على نحو يريده هو
صقر_منورة يا ست حسنية
حسنية بإنكشاح_ده نورك يا أوستاذ صقر ،حمدا لله على سلامة بنت عمك
صقر وهو ينظر لمريم بإبتسامة فرحاً بعودتها لبيتها_الله يسلمك
ثم تدقق حسنية فى ذلك الواقف جوار صقر فتقول بعد أن رمقته بنظرة متفحصه شاملة_داكتور بلال ،مش معقول ،كنت مختفى فين كل ده
لينظر يحيى بإرتباك للجميع وخاصه مريم
فتقول مودة لتخرجه من توتره_تعالوا إتفضلوا ،السفرة جاهزة ،إتفضلى ياطنط حسنية
ليقول صقر ليحيى _يلا تعالى اتغدى معانا
يحيى_لا شكرا بالهنا ،أنا رايح الشقه
لتقول مودة_طيب اتغدى وبعدين روح
يحيى _بالهنا على قلبكم ،بس أنا لازم أمشى
لتقول حسنية وهى ترى مريم جالسه مكانها صامته وبلال يحاول التهرب ،فيهديها عقلها لاستنتاج الاتى
_أنا بس الوقتى فهمت،مريم و الداكتوربلال متخانقين ،وعلشان كده مريم متحملتش وراحت المصحه
وقف يحيى محله ناظرا لمريم ،فأقتربت منه حسنية بعتاب_وده يصح بردك يا داكتور،يلا صالح مراتك ،الراجل ملوش إلا بيته ومراته ،بكفياكم بُعاد لحد كده
لينظر يحيى للصقر ويهمس_بتقول إيه الست دى
الصقر_محدش فى العمارة هنا يعرف أن بلال مات ولا يعرفوا مريم كانت فى المصحة ليه
يحيى بضجر_ليه مقلتش ،ها ليه؛!
لتقترب حسنية من مريم الجالسه بصمت وتسحبها من يدها لتوقفها بجوار يحيى_يلا يا مريم ،روحى مع زوجك ،وإنت يا داكتور،لم الموضوع
ولا إيه يا أوستاذ صقر
نظر صقر إليها _إيه ...أه ..طبعا طبعا
ليلكزه يحيى _انت بتقول ايه انت كمان
لتدفش حسنية"مريم ويحيى"للخارج نحو شقتهم_يلا يا ولاد بلاش لعب عيال ،على شقتكم
ليتوقف يحيى محله_استنى بس حضرتك فاهمه غ...
لتقاطعه حسنية بإنفعال _جرا إيه يا داكتور،هما الرجالة كده قلبهم جحر،مش مكفيك تعب مريم الثلاث سنين دول،دى مريم دى نسمة العمارة ،خد مراتك وإخزى الشيطان
يحيى بضجر_حضرتك بتقولى إيه ومراتى مين !!
لتضرب حسنية على صدرها_يلهوى طلقتها ،علشان كده يا حبة عينى البت فرفرت ودماغها فوتت متحملتش الصدمة
اقتربت من مريم تربت على صدرها_ولا يهمك يا مريم من بكرة أجوزك سيد سيده
لم يتحمل يحيى هذه الكلمة فقال باندفاع_لا ..أنا ..قصدى بلال مطلقهاش ..اقصد مطلقناش
لتنشرح حسنية وتتسع إبتسامتها_حيث كده بقا ،خد مراتك وإقفل عليكم بابكم ومشاكلكم حلوها براحتكم لوحدكم ،يلا
أدخلتهم للداخل وأغلقت الباب ،وسط نظرات يحيى المذبهلة المندهشه
ووسط ضحكات صقر والذى يحاول أن يمسك نفسه امام يحيى حتى لا ينكشف
لتقول حسنية بصوت خفيض_ها يا أوستاذ صقر كده كويس
ليهز صقر رأسه بإمتنان،فلقد اتفق معها على هذا من قبل وفهمها أن مريم وبلال بينهما مشاكل وهو يريد أن يوفق بينهما ويجعلهما يتصالحان _تشكرى يا ست حسنية ،مش عارف أشكر حضرتك إزاى
حسنية_لا ولسه أنا وراهم لحد ما اخليهم سمنة على عسل ،أومال ده انى حسنية
....
يتبع