•اليوم التالي•
عادت أخيرًا إلى المنزل بعد يوم متعب في كليتها. رمت حقيبتها على الأريكة لتتنهد للمرة الألف، فمايزال يوم طويل ينتظرها! .
-" إيسلا هل عدتي أخيرًا"،صرخت هانا من المطبخ ، لتنضم إليها إيسلا دون النطق بشيء،
-"أنا حقًا بحاجة إلى مساعدتك ، قومي بتقطيع البطاطس، ثم امزجي السلطة هناك بسرعة نحن متأخرات للغاية"،تحدثت هانا بتوتر وهي تمشي في جميع إتجاهات المطبخ لتقلب إيسلا عينيها بملل مجيبة بغضب:
-"أمي لا تبالغي على أي حال ما زال الوقت مبكرًا ، وتوقفي عن التوتر هكذا"
حدقت هانا في وجهها ، ثم وجهت إصبعه السبابة إليها قائلة بتهديد:
-"بالمناسبة الليلة ، أتمنى أن تكوني مبتسمة جيدًا وارتدي ملابس لائقة ولو لمرة واحدة في حياتك"
بينما إيسلا مازالت محافظة على ملامحها الباردة دون أن تجيب أمها...
أصبح العشاء جاهزًا أخيرًا! لتصرخ هانا بفزع :
-"يا إلهي عزيزتي إيسلا أنتي جهزي المائدة من أجلي ، يجب أن أستعد ، لقد تأخرت حقًا سيأتي في أي لحظة".
فعلت إيسلا ما طلبته منها أمها دون حماس ، بعد أن انتهت صعد إلى غرفتها ، ثم استحمت بسرعة لترتدي قميص واسع ذو أكمام قصيرة وبنطالًا رماديًا رياضي مبتسمة بفخر من شكلها فهي لن تتجهز من أجل استقباله...
ما إن انتهت من ارتداء ملابسها حتى سمعت رنين جرس الباب.
قلبها بدأ ينبض بشكل أسرع ، ليست مستعدًا لرؤيته بعد ،لتصرخ هانا من غرفتها:
-" إيسلا من فضلك رحبي به ، سأنتهي قريبًا"
تنزل من الدرج وهي تأخذ نفسًا عميقًا لتمنح لنفسها الشجاعة لإستقباله لتفتح الباب أخيرا بعد تردد كبير.
كان يقف منتصبًا بشهامة وأناقة ، يرتدي بذلة زرقاء نيلية رائعة ، شعره الطويل مصفف بعناية، يحمل علبة حلويات بين يديه الضخمة ، ولحيته حليقة تمامًا بينما شفتيه الرقيقة تبتسمان.
-"هل انتهيتي من تدقيقي؟ هل يمكنني الدخول الآن؟" ،قال بصوت أجش مبتسما بجانبية كونها شردت به جعلها تحمر خجلاً لتعطيه نظرة مظلمة تزيد من ابتسامته فقط .
فتحت الباب أخيرا على مصراعيه مرحبة به كي يدخل .
-"تفضلي"
قال وهو يسلمها علبة الحلويات، تصنمت مكانها حينما أحست بصدمة كهربائية بعدما تلامست أصابعها الرقيقة بخاصته بينما جونغكوك ينظر إليها بغرابة ، تجاهلته لتأخذ العلبة من بين يديه بسرعة.
-"تفضل اجلس " تحدثت إيسلا باقتضاب متجهة إلى المطبخ لوضع الحلويات.
رأته من زاوية عينها جالسًا على الأريكة وهو يريح كاحله الأيمن بأناقة على ركبته اليسرى...
بينما كانت تتجول في المطبخ بتوتر لا تعرف ماذا عليها فعله ، في نفس اللحظة سمعت صوت كعب هانا وهي تنزل من الدرج مرتدية فستانًا أحمر جميلًا ضيقًا نوعًا ما ، يصل فوق ركبتيها مصحوبًا بكعب أسود عالٍ.
وقف جونغكوك على الفور فور دلوفها إلى غرفة المعيشة يحييها بابتسامة ساحرة بينما يلتهمها بعينيه ليقبل يدها بلطف،قطبت إيسلا حاجبيها منزعجة من ذلك المنظر تجد أنه من الغريب رؤية رجل غير والدها يلمسها.
استدارت هانا خلفها حيث كانت إيسلا واقفة على عتبة الباب تنظر إليها بتقييم من الأسفل إلى الأعلى لتتنهد بتكتم بسبب ملابس ابنتها كالعادة.
بعد بضع دقائق من جلسوا أخيرا حول المائدة
لازانيا ، سلطة لذيذة وبطاطا مقلية مصحوبة بأفخاذ دجاج مقرمشة توضع على المائدة.
جونغكوك يساعد هانا على الجلوس ليجلس بعدها أمام إيسلا مباشرة. ودون إنتظار ملأت الأخيرة طبقها دون مبالات لضيفهم تحت أنظار والدتها القاتلة،لكنها لا تهتم وهي تستمتع بسلطتها اللذيذة.
-"شهية طيبة" تحدثت إيسلا بصعوبة بسبب إمتلاء فمها.
- "شهية طيبة" أجبوها بهدوء ...
كان الثنائي يدردشون ويأكلون في نفس الوقت حيث كانت إيسلا لا تهتم بما يقولون أبدا، أكلت آخر قضمة من سلطتها عندما سألها جونغكوك فجأة:
-"إذن ، إيسلا ، ماذا تدرسين؟"
،أجابت وفمها ممتلئ:
-"أنا في السنة الأولى من الطب".
إكتفت هانا بإلقاء نظرات مظلمة على ابنتها لعلها تتوقف عن إحراجها لكن الأخرى لا تهتم بتاتا ،قال جونغكوك وهو يقطع شريحة اللازانيا:
-"جيد جدًا".
- " ماذا تعمل أنت؟" سألته إيسلا بدورها ليجيبها بفخر وهو يحدق بها:
-"أنا محامي".
-"آه ظننتك مدير شركة بسبب ذوقك في الملابس" أجابته إيسلا بأكبر قدر ممكن من البراءة بينما يحدق بها مندهشًا ومستمتعًا
- "إيسلا !!!" ،تحدثت هانا بصرامة غاضبة، ليضع جونغكوك يده على يدها قائلا بابتسامة:
-"لابأس هانا".
بينما تحاول إيسلا الحصول على فخذ دجاج وبعض البطاطا المقلية البعيدة عنها ، أخذت قطعة خبز وتبدأ في الأكل بطريقة شبه همشية دون إهتمام .
-"أعتقد أنه يمكننا أن نتعرف على بعضنا البعض" ،تحدث جونغكوك مبتسما بجانبية.
-"أنا لا أعتقد فأنت تبدو عجوزًا جدًا بالنسبة لي".
نظف الآخر حلقه بحرج بينما هانا تضغط على جفونها لتهز إيسلا كتفيها دون مبالاة.
-"إيسلا تحدثي بشكل أفضل " أنبست هانا بغضب.
تجاهلتهم إيسلا مستمرة في تناول طعامها بينما يفعلون الشيء نفسه ويناقشون مواضيع عديدة بدونها حيث كان جونغكوك يلقي عليها نظرات سريعة يفكر أنها متجاوبة ، وقحة ولديها شخصية قوية كان يمنع نفسه بقوة عن الابتسام بسبب كلامها الغير لائق.
- "لقد كان الطعام لذيذًا حقًا" ،أنبس جونغكوك لهانا بحنان لتبتسم له بكل أسنانها وهي تميل نحوه هامسة:
-"يسعدني ذلك"
ألقى بعدها نظرة على إيسلا التي كانت مركزة على صحنها طوال الوجبة وهي تأكل بأصابعها دون اكتراث بهم.
أخيرًا دفعت طبقها بعيدًا عند شبعها وهي تلعق أصابعها بشكل طبيعي بينما نظرات الآخر لا تترك شفتيها الفاتنة. لديها سحر عليه ولا تدرك ذلك.
-" إيسلا أنتي نظفي المائدة"
نطقت هانا بنبرة جافة منزعجة من سلوك ابنتها لتومئ لها الأخيرة وهي تجمع الصحون من على المائدة.
•بعد مدة•
يجلس على الكنبة بينما يكتف ذراعيه بملل ينتظر هانا التي تحضر له القهوة .
-"جونغكوك هل تحب قهوتك دون سكر؟" ،صرخت هانا من المطبخ .
-"نعم تمامًا"
أجابها الآخر دون اهتمام فورما لمح إيسلا تنزل الدرج في نفس الوقت ،ممسكة بدفاترها متجهة نحو شرفة صغيرة ، وبعد لحظات قرر الآخر الإنضمام إليها بعد صراع ذاتي...