جرح وشم الروح! ملاك علي.

By Magharibia

21.9K 297 24

لمحةٌ من الماضي... كان يقبلها...بمهلٍ وكأن كل الوقت ملكه... برقّة وكأنه يخشى عليها من عنف قبلاته....بين كل قب... More

الفصل الأول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل الحادي عشر
الفصل الثاني عشر
الفصل الثالث عشر
الفصل الرابع عشر
الفصل الخامس عشر
الفصل السادس عشر
الفصل السابع عشر
الفصل الثامن عشر
الفصل التاسع عشر
الفصل العشرون
الفصل الواحد و العشرين
الفصل الثاني والعشرون
الفصل الثالث والعشرين
الفصل الرابع والعشرين
الفصل الخامس والعشرين
الفصل السادس والعشرون
الفصل السابع والعشرون:

المقدمة

2.2K 19 1
By Magharibia


لمحة من الماضي...

كان يقبلها...بمهلٍ وكأن كل الوقت ملكه...
برقّة وكأنه يخشى عليها من عنف قبلاته....بين كل قبلةٍ وأخرى كان يهمس لها بكلماتٍ، جعلت قلبها يذوب بين ذراعيه...وعقلها ينسى أنها لأخرى...لتُبادله بأخرى لم تقل لهيبًا عن قبلاته...بينما بجبروتٍ تُسكت الأنثى داخلها التي تئنُّ وجعاً، تُجبرها على تقبل الفتات التي يجود به نحوها ...كان حنوناً، مراعياً... لمساته جعلتها تشعر وكأنها أجمل نساء الدنيا... همسة أخرى... محت كل العذوبة التي عايشها بها...لتهوى بها من فوق الغيمة التي جعلها تطفو عليها، مٌجبرا إياها أن تواجه حقيقة أنها مجرد ذكرى لامرأة اخرى.
كانت بديلة فقط لأخرى رغم موتها إلا أنها ما زالت تحتل كيان زوجها.
- " حبيبتي ورد"
رحبت بقسوة أصابعه...وهي تحاول ابعاده عنها ببغضٍ وعقلها يصرخ بكلمات لم تستطع النطق بها:( أنا سارة أيها الوغد... سارة وليس ورد)
لتتحول رقة لمساته لعنف وهو يكبلها...ويشم بعنفٍ العطر من تقاسيمها...يبحث عن ذكرى أخرى في جسدها هي...!!
كان أكثر خبرة منها...وأعلم بخبايا هذا العالم الذي يُسكر الروح قبل الجسد...لكنها تُحاول ألا تتوغل فيه أكثر...تُقسم أنها تُحاول!!
الدمعة التي تسللت من أسفل جفنيها المُنطبقين أعلمته أنها رايتها البيضاء قد رُفعت...نشوة الانتصار تملكته...بينما ينظر لجسدها الغض اسفله...الذي تسكنه روحها القتالية التي تستفزه أن يُطفئها!

قتالهما استمر لساعات...في كل مرة يفقد تواصله مع حبيبته...كان يبحث عن رائحتها.
- " لا تضعي العطر مجددا" همس بخشونة وهو يبتعد عنها لتنكمش على نفسها... تمنعُ آناتها أن تصل إليه ...كم أحبت المرات السابقة التي تعامل معها كسارة...كم أحبت عنفه وهو ينبذها... ليجذبها وهو يعترف بحاجة جسده إليها... كم كرهت اليوم...وقد اختبرت عندما يتمازج الحب والجسد، لتتحد روحيهما... بعدما كانت علاقتهما اتحاد لجسدين فقط...... اليوم فقط عرفت بوجود جانب آخر لما كان يجعلها تعيشه...اليوم فقط أحست بالكمال.... الكمال بكونها بين ذراعيه... لكن بصورة اخرى رسمتها مخيلته.
اليوم فقط وشم في ذاكرتها ما تقارن به لياليهما القادمة
اليوم فقط جرحها... جرحا يمتد لأعماق روحها... ليوشمها وشمًا لن يتخلص قلبها من حبره.
فما أقساه من جرحٍ...حين يوشم الروح!







قبل سنتين!

نائم فوق البلاط الإسمنتي، البارد والقاسي المسمى سرير...ينظر بجمود للسقف المسود بفعل العفونة... ينتظر القطرة التالية لتسقط على جبينه...كان تعذيباً نفسيًا...أن يحسب الثواني بين كل قطرة وأخرى...حتى يُخيل لمن ينظر إليه أن القطرات ستحفر في المكان الوحيد الذي تتناوب على السقوط عليه...بين حاجبيه مباشرة...و كتحدٍ للرجال المنزويين في الزاوية الأخرى من الزنزانة وأناتُ بعضهم لم تخمد بعد من ضرباته... بعد وصلة عراك و لم يُشرف السجن إلا منذ ساعتين فقط....لم يتزحزح من مكانه الذي استولى عليه، يخبرهم من القائد الجديد لهذا السجن العفن، الذي عُرف بأنه أسوأ السجون في البلاد... من يطأهُ لن يخرج منه إلّا بطريقتين...لا ثالث لهما... محملاًّ على نعشٍ، جثةً هامدة...أو بروحٍ مطفأة... لكنه ليس هو من يرَى الأمور كغيره أبداً... وليس هو من يقبل أحد الأمرين!

" وقت الخروج للباحة... "
صرخ آمر السجن بقوة.... وهو يمرر عصاه على القضبان الحديدية.... لينهض الرجال الخمسة يصطفون يُحاولون الاستقامة رغم آلامهم...ليخرجوا من خلال الباب الذي بالكاد يسع أجسامهم العريضة...!

- " هيييي أنت...ألا تنوي الخروج "
أعاد الآمر صراخه وهو ينظر إليه...مستلقٍ في نفس الوضعية...قميصه مفتوح الأزرار، وعيونه الداكنة مركزة على السقف...
-" أنا أحدثك يا حثالة المجت...."
لم يكد يُكمل كلماته...حتى أحس بالقضبان الحديدية وكأنها ستشطر جسده لعدة أجزاء ويخترقها لداخل الزنزانة القذرة.

- " حاول فقط أن تحدثني بهذه الطريقة مرةً أخرى.... وسأُدخل هذه القضبان من فمك...لمؤخرتك العفنة أيها الجرو...."
همس بفحيح غاضب وهو يقرب وجهه أكثر من خلال الفتحة الضيقة بين القضبان ... حتى أحس الآمر أنه سيختنق...أنقذه صوتٌ قادم من خلفه.
- " سيدي ...دعه، إنه جديد هنا ولا زالت تقوده فورة الغباء.... أرجوك ستتأزم الأمور إن حدث له شيء..."
قال مدير السجن خلفه...ما جعله يهدأ فجأة... ويطلق تلابيب الآمر الذي سقط يستجمع نفسه في ذعرٍ...
- " انهض واذهب من هنا..." قال المدير بغضب...ليلتفت إليه" ...شرفت السجن بقدومك...بمجرد أن علمت أنهم أحضروك من السجن المركزي.... حتى أتيت سريعًا للترحيب بك"
ابتسم باستهزاء ليقول بنفاذ صبر
- " متى سأخرج؟!...وأعفني من التملق الزائد..."
-" هذه المرة...ليس كالمرات السابقة ... سنستضيفك أطول مدة ممكنة...ثم انت لستَ كالآخرين الذين يُعتبرون مجرد أسماك...فأنت "القرش" ومسألة خروجك معقدة نوعا ما "
- " كم من الوقت؟! " همس ببرود غير مبالٍ
- " أربع سنوات..." أجابه مُنكسا برأسه...يضغط على ضروسه بشدة مُسيطرا على غضبه وهو يسمع نبرة هذا الحقير أمامه الذي كان من الحظ أن عرف كيف يضمن خنوعه...
- " ماذا؟!! ... لا أستطيع البقاء كل هذا الوقت هنا...."
تنفس مدير السجن عدة مرات، ثم غصب ابتسامة ورفع رأسه باتجاهه مستطردًا:
- " أقسم سيدي أنني قمتُ بكل ما أستطيع... وبجهد جهيد قلصت المدة من عشر سنوات لأربع سنوات...."
سَكنَ ...ينظر للجبان أمامه... يعرف انه يتملقه لخوفه على مستقبله.... فما بجعبته سيرسله إلى ما وراء النجوم إن افتضح أمره،...اخرجه من تأمله... صوت المدير المضطرب
-" لا تخش شيئاً.... ستعامل معاملة الملوك ككل مرة يُشرفنا أحدكم.... إذا سمحت...تعال معي لأريك جناحك...."

تخطاه بملامح غير مقروءة.... ليقول بلا مبالاة
- " عندما أحتاجك... سأناديك...."
وتركه متجها لأحد حراس السجون...ليفتح له الباب للخروج لبهو السجن... وكأنه إحدَى منازله الفاخرة.

..........

منزوٍ في ركنٍ بعيد يجلس على مسند كرسي اسمنتي ...كالعُقاب، كان يمشط الباحة.... ينظر للتجمعات، والعصابات التي يكونها المساجين...يبحث عن شيءٍ غير مألوف...حياته أصبحت مهدّدة والحذر واجب! ...شهور مرت منذ دخوله السجن ولم يسمع عنهم شيئاً... ربمَا أسقطوه عن حساباتهم...أو ربما يكيدون شيئا و ينتظرون أن يتخلص عن حذره ليُباغتوه... لكنه العُقاب...لقب استحقه عن جدارة و استحقاق...ابتسم و هو يُمرر أصبعه على وشم الجارح الذي عُرف عنه قوته و انقضاضه الشرس على طرائده...وشمٌ بقدر ما كان رمزًا لقوته و أعطاه مكانة مرعبة بين المساجين...كان لهيبهُ لم يخف يومًا و قد مرت شهور طويلة منذ دقه على جسده...العُقاب المُخيف...الفارد لجناحيه مُستعدا للانقضاض على فريسته في أعلى قلبه...كان يُذكره بالحرب التي يخوضها في كل ثانية يقبعها هنا...فرد عضلاته النافرة يُظهر وشمه...كنوعٍ من السيادة.

مر من امامه ثلاث رجال، مّمن شرفوا السجن حديثاً... لم يهتم لهمهماتهم، لكن أرجع نظراته باتجاههم و هو يسمع اسم عدوه " مصطفى العالمي " ... السبب في وجوده هنا... و أيضاً من سلط عليه الأضواء فيكون السبب في أنهم يطاردونه مجدّداً، بعدما كان متواري عن الأنظار لفترة و لم يعرفوا له طريقاً...... أشار برأسه لأحد المساجين أن يوقف تقدمهم...استقام...ثم وقف أمامهم يُحدق في ملامحهم، يُحاولون أن يُظهروا الجرأة أمامه...بصق المتبقي من سيجارته لتسقط قريباً من رجلي أوسطهم... تابعوا سقوطها بهدوء ليرفعوا رؤوسهم نحوه... حدق في الذي يبدو أنه قائدهم...و تفاحة آدمه ترتفع لتُعاود النزول... في توتر...كان مُستمتعا بذلك:
- " من أين تعرفونه!؟" سَأل بهدوء... لينظروا إليه باستغراب " أقصد مصطفى العالمي... من أين تعرفونه!؟"

- " تقصد الوحش..."
سأله أحدهم...ليُجيب بغضبٍ يكنه للمسمى الوحش...وهو يعصر قبضته وكأنه يتخيل عنقه بين يديه ويضغط عليه بكل قوةٍ خزنها يومًا... ليستطرد بقرفٍ بعد النحنحة الفاقدة للصبر للذي أمامه...رفع نظراته باتجاهه دون أن يفوته الوشم الذي يُزين جانب صدره:
-" هو السبب في وجودنا هنا...الحقير"

- " تعالوا...."
أجابهم...وهو يستدير عائدًا لمكان جلوسه... نظروا لبعضهم البعض في استغراب... ليلبوا الدعوة بزهوٍ... فقد شاهدوا قتاله مع أعتى الرجال هنا...وكان قائدًا بلا منازع... جلس بخيلاء.... ناشرًا يديه على مؤخرة الكرسي الإسمنتي، في لمحةٍ أنه القائد هنا...وكإشارةٍ أن أوامره لا تُرفض...أبدًا!

- " إذن...كيف تعرفتم على الوح..."
قطع كلامه، وكأنه يرفض أن تنتسب الوحشية لغيره...والأكثر أن يعترف بعظمة لسانه...أن هناك من يفوقه قوة ووحشية!
-" على مصطفى العالمي؟! "

- " اغتصبنا زوجة ابن خاله...."
نطق أحدهم بسهولة...دون تفكير، وكأنه بذلك يُسجل هدفًا ذهبيًا في مرمى عدوه.
ارتعب ونظراتٌ متسعة...غير مصدقة تُحدّق به...بلع ريقه وهو يسأله في صدمة أظهرته لأعينهم إنسانيا أكثر:
- " ماذا؟! "

لم يكد يُكمل الرجل قصته حتى كانت ضرباته تنهال عليهم من كل مكان.... صراخه يصم آذانهم وذكريات استغاثة تُهاجمُ ذاكرته...!!
- " جبناء...أشباه رجال...."
اجتمع الرجال يمنون أنفسهم بالاستمتاع بالمصارعة التي ستندلع بين العُقاب وثلاث من الرجال... لكن كلماته جذبتهم أكثر...!
- " تغتصبون امرأة حامل...حامل يا أوغاد...."
ودون ترددٍ...كانوا ينظمون للنزال ويكيلونهم الضربات... رغم أن المساجين أغلبهم ارتكب جرائم بشعة...جعلتهم ينحدرون عن كلمة إنسان...ليكرهوا بذلك أنفسهم... كرههم لأنفسهم يوازي كرههم لسجين آخر...كانوا يرون كل شخصٍ صورةً لأنفسهم.... لكن ثلاثة أشياء تجعلهم يتفقون
(اغتصاب النساء، والتحرش بالأطفال.......ومصطفى العالمي)
ودون رحمةً ولا شفقة...كانت أجساد الرجال الثلاثة تختفي تحت كومة الدماء... لم يتوقفوا حتى تعالى الرصاص يفض التجمع.... ويُجبرهم على الانبطاح أرضًا.
بينما أربعةُ رجالٍ أشداء...يقودون العُقاب نحو السجن الانفرادي...وصُراخه يدلُ على أن غضبه منهم مازال في أوجه!
***

Continue Reading

You'll Also Like

432K 9.8K 37
للعشق نشوة، فهو جميل لذيذ في بعض الأحيان مؤذي مؤلم في أحيانا اخرى، فعالمه خفي لا يدركه سوى من عاشه وتذوقه بكل الأحيان عشقي لك أصبح ادمان، لن أستطع ا...
434K 20.1K 45
فتيـات جميلات وليالــي حمـراء وموسيقـى صاخبة يتبعهـا آثار في الجسـد والـروح واجسـاد متهالكـة في النهـار! عـن رجـال تركوا خلفهم مبادئهم وكراماتهم وأنس...
1.1M 89K 77
‏لَا السَّيفُ يَفعَلُ بِي مَا أَنتِ فَاعِلَةٌ وَلَا لِقَاءُ عَدُوِّيَ مِثلَ لُقيَاكِ لَو بَاتَ سَهمٌ مِنَ الأَعدَاءِ فِي كَبِدِي مَا نَالَ مِنَّيَ م...
1M 65.5K 103
" فرحات عبد الرحمن" شاب يعمل وكيل نيابة ويعاني من مرض اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع مع ارتباط وثيق باضطراب النرجسية مما يجعله ينقاد نحو كل شيء معاك...