صباح الورد احبتي ❤
//// البارت السابع والثـلاثـون /////
#بيوت_بلا_جدران
#شمس_السعدي
----------------------------------
حتى النوم لم يُعد يأتي ناعماً كما كان في الماضي .. اصبح يُشبه السقوط من حافة جبل مرتفع ..
ان لم يقتلنا الفزع يقتلنا الارتطام ..
----------------------------------
صفنت بيبي دنانير بوجهنا وحجت ..
" البنية حبلة والها اكثر من شهر مو مال اسبوعين "
تسودنت عمتي سمرة ..
" شني هالحجي انتي ماتعرفين شي .. تردن تشمرن تهمة اعله بت اختي "
صاحت بيها بيبي دنانير ..
" شو انتي ماتعرفين تحجين شمالج .. وانه شعدي يم بت اختج واشمر عليها تهمة "
ردت عمتي سمرة ..
" شمدريني من كون بت الفصلية موصيتج هيج تگولين ادريهن يردن يخربن اعليهم جيف متراهمين "
ردت بيبي دنانير :
" من هيج انه اريد اشوه صورتها .. امش يبلبل جيب الحبوبة وتعال "
رد عيد ..
" انه اجيبها بالسيارة واجي "
ردت عليه بيبي دنانير ..
" انت تضل بلبل يمشي يجيبها ويجي "
انخطف لونه وتغير وجهة ..
شوية وضل يهوس ..
" محد اله دخل بمرتي .. عودن انه اخذها للمستشفى واشوفن شبيها انتو مالكم دخل "
ردت الشيخة ..
" من كون مالنا دخل .. ليش خايف .. بس لا مسوي عملتك گبل العرس ومن هيج تسودنت علينا الا تعرس "
رد ..
" شيخة كافي ورجتي العالم علينا .. مرتي مابيها شي بس خايف لا ظهرها انكسر "
مناك هي تبجي وتصيح ..
" عيد تعال وديني لأهلي .. بعدني عروس ويتهمني بشرفي "
ردت عليها بيبي دنانير ..
" من كون تحجين بالشرف ماتيدبتي ومالعبتي شاطي باطي گبل العرس "
بيومها انفضحت فضيحة هدوة ..
والفضحتها عمتي سمرة .. من تحدت بيبي دنانير وخلتها تطرش للحبوبة ..
لمن اجت الحبوبة وفحصتها جان الحجي نفس حجي بيبي دنانير .. الها حامل شهر واكثر ..
من سمعت هالحجي هدوة صارت تبجي واتهمت عيد اتعدى عليها واخذها غصب ..
اتذكرت من سمعتهم ورى الحوش من جانت تحجي وياه وماترضى الا بالحلال.. بس الظاهر عيد ماصبر وعمل عملته ..
البنية اتهسترت وطردتهم من الغرفة ..
وجانت هاي فرصة البيبي دنانير تعير بيها الشيخة وتلومها على اليصير وراها من غير ماتدري ..
" شيخة كل اليصير بيج والراح يصير .. حوبة الفصلية وبتها .. عبن حطمتوها .. ودور رديتوا على بتها وبعدها توها جايبه زوجتيه عليها وجبتيلها شريجة .."
ردت الشيخة ..
" شني تتشمتين بية يدنانير .. وانه شلي شغل بولد حطاب شنهي شغل امهم شو مسفطة وگاعدة تتأمر حسبالك شيخة "
عاينت على عمتي سمرة ..
" هاا يسمرة نسيتي من گلتلج بنية حديثة لاتخليها تجي للحوش وبي ولد .. جنتي تردين اعليه وتگليلي :
" بت اختي موش غريبة وانه جايبتها علمود زهرة تضوج .. هاي الضوجه شوفي شنهي سوت بالبت "
اجه عمو حطاب وبس سمع ضرب عيد وطرده ..
ورادوا يذبون الجاهل وهدوة مارضت من خوفها ..
وعمتي سمرة هم مارضت .. وگالت :
" هم اتزوجوا بعد شنهي ماعولت يصير عدهم فرخ وافرح بي "
بيومها البيت انگلب..
سدوا السالفه والشيخة نبهت محد يحجي ويضل هالشي سر .. مثل هواي اسرار بهذا البيت ..
عمتي مهجة ضاجت وصارت تهمس للشيخة ..
" يمه احنه باجر نمشي من الصبح .. كلما اجي تصير مشكله .. مااضل انتظر لمن ينكشف سري "
استغربت من عمتي حجت هيج ..
معقولة شكو واحد بهالبيت عنده اسرار ..
اجه درع شاف البيت مخبوص وكلها ضايجه ..
صاحت الشيخة ..
" يله صبوا الغدا "
اشر درع الامه ..
" بمعنى شكو ؟"
ردت امه .. اششششش
عاين عليه اجه ..
همس ..
" جنت يم علي "
استغربت من گال علي .. الا دري بي علي مايجي كل شگد للسلف ..
همس .. " حيل تعبان ومتغير .. كسر خاطري يول شلون انطاج گلبج تخذليه "
اتنهدت ..
" هالحجي بعد مو وكته .. بس لو رضوان هنا ماانجبرت "
رد ..
" رضوان خسارة كبيرة للكل .. رجال ونعم الرجال كان"
اتنهدت ..
" ان شاء الله يرجع بالسلامة "
رد ..
" اني وصيت عمي يدورو بالدولة لان اجت حملة للجيش وخاف ماخذينو وياهم "
رديت ..
" مايفيد عمي منهل دور هواي وماكو ؟"
استغرب ..
" ليش تگولين عمي منهل هو مو ابوج ؟؟ "
رديت :
" اي صدگ بس نسيت وغلطت بالحجي "
عفته وگمت من شفته مستغرب حجايتي ..
خفت اشمرلي حجاية بعد من غير ما افكر..
عمتي مهجة مارضت تضل بعد الفضيحة الصارت ..
وبيبي دنانير تشمر حجي على الشيخة .. وكل ضنها الشيخة تهتم الولد حطاب .. بس هي خايفه من حجي العالم ولا يطش الخبر بالسلف من هيج گالت لحد يحجي بالسالفة ..
من الصبح جابوا سيارة ورجعوا للغربية .. ودرع معاند يريد يضل يكلها ماشبعت من السلف ولا شفت شي ..
من راحوا اجه عيد للحوش شافني گدامه اشرلي بيده
" بسيطة اعرف هاي سوالفج تردين تتشمتين وتفضحيني اني وهدوة "
رديت ..
" شعليه اني "
دفعني حيل وراد يدخل الغرفتها..
جانت مقفولة ..
ضل على الباب يتوسل يله فتحتها ..
وبقوا يتطالبون هو وياه بالغرفة ..
جانت ضايجه منه وتگله ..
" كله منك انفضحت .. بس يدري ابوي يكتلني "
مااعرف شلون راضاها بس سكتت ..
وضلوا بالغرفة ماطلعوا ..
طول ماهي حامل ماطلعت ابد ..
يصيحلي الي اجيبلهم الاكل ..
وان مارضيت يضربني ..
منيرة مااتحملت بناتها يشتغلن وهدوة بغرفتها من اول يوم الاجت بي ..
صارت تحجي وتگل العمتي سمرة تطلعها ..
وعمتي ماترضا ..
لمن منيرة صاحت ..
" بتج گاعدة وبت اختج گاعدة .. جا مترم اعله بناتي يشتغلن وذني گاعدات "
ردت عليها عمتي ..
" مو تدرين هدوة حامل وظهرها يوجعها "
ردت منيرة ..
" لا تخافين عليها ابن الحرام مايصيرلة شي "
تعاركت وياها عمتي على هالحجايه..
بين مشاكل البيت وهوسته ..
كانت اكو جدة تهتم بحفيدها وتراعيها .. وتحجيلها الحكاية من الصغر ..
وماسة حبيبتي فاتحة عيونها الواسعة الخضرة وتعاين الها وجنها تفتهم كلشي ..
مرت الايام والاسابيع والاشهر ..
وعيد ماجابلها غرفة ولا رجعت الغرفتي ..
يمكن جنت مرتاحة منه..
بس جان من يتعارك وياها لو ماتخليه يجيني ..
مرة جنا نايمين بوسط الليل ..
گعدت ارضع ماسه ..
دخل يطوطح للغرفة ..
من دفر الباب فزيت من مكاني وفزت امي ..
شافته ضلت تلملم بروحها ..
" شمالك يمه ماتندل غرفتك "
اشرلها ..
" امشي منا . اطلعي اريد انام وي مرتي "
صاحت بي امي ..
" شني ماتستحي روح نام "
صاح بيها ..
" تاخذين هاي وتطلعين لو اخذها واشمرها "
اخذت امي ماسه من ايدي بساع وطلعت ..
هو بسرعة هجم عليه مثل المسودن ضرب وشگگ هدومي عليه ..
همزين امي راحت گعدت عمي حطاب اجه نقذني منه ..
شبع ضرب واخذه ..
صاح بي بوسط الهول ..
" ولك طول عمرك تضل شالع گلبي .. اني صوجي ماوديتك للجيش يطلعلك گلب "
طلعت الشيخة شافته يتطوطح ..
گامت تحجي ..
" تالي عمرنا حوش الشيخ مرداس يتنجس من ورى خلفته العايبة "
ضاج عمي حطاب وسحبه للحمام وبالماي البارد خلاه بعز ذاك البرد ..
وهدده مايطب البيت بعد لو شرب ..
ضاجت الشيخة وضلت تحجي على فضايح عيد الوحدة ورى الثانية ..
وعمتي سمرة كلما تريد تدافعله ..
يصيح عليها عمي ويگلها ..
" صوجج انتي الدللتيه وخلتيه هيج "
هدوة صارت تتلاعب بعيد .. بحيث كلما اطلب منه شي البنته يرضا ويگلي اي ..
بس يدخل للغرفة ويطلع يتغير ومايرضى يدفع فلوس لو يجيبلها شي ..
ماسة كبرت وصار سبع اشهر نهاية سنة 78 ..
تگعد وتزحف وتناغي ..
جمالها وسمنها وسوالفها خلت حياتنا حلوة اني وامي ..
والاكثر امي .. تسميها ماما ..
لان اكثر الاوقات هي يمها واني اشتغل ..
بنهاية هالسنة ..
طلعت هدوة وبطنها شكبرها .. بيديها ملابس عيد ..
شمرتهن عليه .
" هاج اغسليهن مو رجلج "
رديت عليها ..
" جا انتي ماتعرفيه رجلي بس وكت الشغل والهدوم مااغسلهن انتي هم مرته واغسليهن "
هي راحت مدري شگايلتله واجاني يصيح ..
" رحمة تعاي وينج "
بعدني ماطلعت من المطبخ ..
اجه سحلني سحل ودفرني تدفر .. وطلعني للباب شمرني بالشارع ..
گمت اتوسل بي يطببني ماكو .
يگلي ..
" انتي مو ادميه خلي الشارع يربيج "
اسمع امي مناك تفرفح وبتي تبجي ..
بقيت اتلفت بطرگ الحجاب البراسي ..
سمعت صوته وراي ..
" رحمة شتسوين هنا بالشارع وليش طالعه هيج "
التفتت اله بصوت مخنوگ ..
" عيد طردني وطلعني هيج "
حسيته ضاج وتعصب ..
" امشي لأهلي تعاي .. وهذا الناقص غيرة وشرف انه اعلمنه "
رديت ..
" لا علي عوفه خلي يولي .. ماصدگنا رجعت صحتك "
رد ..
" شني قابل خايف منه هالجبان .. امشي اگلج الحوشنا"
اخذني البيتهم…
" شافتني عمتي ضاجت "
" شعدج هنا "
رد علي ..
" هذا النذل ابن اخوج طاردها بالشارع هيج "
ردت ..
" وانت شلك شغل نارهم تاكل حطبهم "
التفتت اريد ارجع ..
صاح بيه ..
" وين رايحة "
رديت ..
" امي وبنتي هناك مااگدر اعوفهن "
صاح بيه ..
" شني انتي ماعندج كرامه طردج وتردين تردين "
مسحت دموعي النزلن ورديت…
" بنتي وامي اهم من كرامتي .. مااگدر اعوفهن "
صاح وراي ..
انه ويامن احجي شبيج .. تعاي "
سمعت عمتي گالتله ..
" عوفها لاتبلي روحك "
مشيت وعفتهم بس هو ماعافني ..
طلع وراي يحجي عليه اعوفه وارفع دعوه واتطلگ ..
جان همي بس بنتي وامي مايهمني لا عيد ولا كرامتي ولا اي شي ..
بقيت ادگ الباب ..
وهو دفرها تدفر ويصيح ..
" عيد الصايع تعال استر عرضك يالاغم "
عيد ماصعدت الغيرة عنده من طلعني هيج بالشارع بس ضاج لان سمع صوت علي يمي ..
فتح الباب ..
" انت شعدك وياها .. وانت شني ماصدگتي طلعتج رحتيله گبل "
ضربه علي ..
" احترم نفسك.. اذا انت بلا شرف وتطلع عرضك هيج .. اني مو مثلك .. اصون شرف غيري واحافط عليه ..
دخلني للبيت وراح ..
بس عيد ماسكتلي ..
رحت شلت بتي تبجي ..
دفرني من ظهري اني وياها .. همزين ماوگعت عليها ..
صارت امي فوگاي وتحملت الضرب عني وعن ماسة التفرفح بين اديه ..
گومتني للغرفة بساع ..
والمشكلة كلها تتفرج ومابيهن وحدة گالتله حرام عليك
جانت هدوة واگفة وفرحانة باليصيرلي ..
اتمنيت اخذ بتي وامي واهج .. بس منين ..
حتى ذهبي باگوه ..
اجيت بيوم وليلة لگيت كنتوري فارغ گبل لايتزوج عيد
جنت الوم بروحي لان ماضميتهن ..
مرت الاشهر وانه نفس الحالة كلما تطخ براس هدوة تحيله عليه ويضربني ..
بشهر الرابع من سنة 88 .. جابت هدوة ولد ..
والبيت انخبص وجن هو اول ولد بالحوش ..
عيد جاب ذبيحة ذبحها ووزعها .. سماه محمد مثل مايريد ..
فرحته بأبنه مايوم شفتها وهو شايل ماسه ولو مرة وحدة رغم ماسه ضحكتها ماتفرگها وتگل للگمر غيب وانه بمكانه ..
عدت سنة من عمرها وبدت اول خطواتها بالمشي ..
فرحتي اني وامي بيها ماتنوصف .. والاكثر امي ..
حتى صرت اغار .. واحسها تحبها اكثر مني ..
وامي جانت تضحك عليه وتگلي ..
" اعز من الولد ولد الولد "
جانت تتعارك ماسه وياي لان اني بحضن امي ..
واگلها هاي امي .. تضوج وتصيح ..
" لا امي "
ابن عيد جان مريض وحاروا بي من مكان المكان حتى البغداد اخذوه ..
من بعد ماجابت محمد .. رادت تسوي طفل . بس كل التسويه يوگع مايثبت ..
وعيد يرد جهال وهي حايرها بأبنها ومرضه ..
وصارت بينهم مشاكل ..
حتى تهمتني اني مسويتلهم شي حتى افرقهم ..
وساعة تدعي على ابنها يموت وترتاح لان تعبها ..
وجانت عمتي رضية ومنيرة يعيرنها بي لان ابن حرام ماتتهنين بي ..
وهي تتسودن وتتعارك وياهن ..
بعد الحرب الطويلة والاحداث الاليمة المرت علينا ..
واخيرا اجانا الفرج بإيقاف الحرب 8/8/1988 ..
جانت فرحة ماتنوصف للعراقيين اجمع .. والاكثر عمتي سمرة ..
گامت تهلهل بوسط البيت ..
وتصيح ..
" راح يرجع فرج .. راح تكحل عيوني بشوفت وليدي "
ومنيرة صارت تتفتح الزهور بوجهها .. وصارت تتأمل يرجع ينور حياتها وشبابها الي اندفن بين هالجدران ..
كل وحدة بهذا البيت كانت ظالمة ومظلومة بنفس الوقت ..
جانن يتخيلن حياتهن مثل الشمعه طريقهن منير وحياتهن حلوة ..
لكن هذه الشمعة ستدرك ذات يوم أن الخيط الذي كانت تحتضنه هو من اهلكها ..
اهلكن حياتهن وشبابهن لأجل لا شيئ ..
كلهن مسيرات وليس مخيرات ..
عمي منهل بعد النصر الفرحة ماسايعته حتى الحوش مايجيه ..
بحيث من سمعنا خبر النصر العظيم فقدنا صارت وحدة تبوس الثانية بلا وعي ..
امي جانت متأملة يجيها خبر من اهلها ..
عسا وان يردون ..
بس ماكو خبر ..
السلف كله هوسات وهلال ورگص ..
راجعوا الجنود لبيوتهم وتلگوهم اهاليهم بالرگص ..
لكن رغم النصر الا انه اكو حسرة كبيرة بداخل كل بيت سواء بي اسير او شهيد ..
حتى احنة صارلنا امل بعد سنتين من اختفاء رضوان يرجعلنا ..
لكن خابت امالنا كلها ..
بيوم طلعت من الغرفة ..
شفت عمي منهل يبدل بساع وعمتي بثينة تركض وراه بغراضه ..
" شبيك منهل شني السالفه منهو الاجاك هذا؟"
رد ..
" مستعجل لازم امشي البغداد "
بس جان شكله مايبشر بخير ..
غاب كم يوم ..
ورجع ومن رجع صارت عركه جبيرة بينه وبين الشيخة
مانعرف شني السبب ..
وبهالعركه مااعرف شني گالها عمي منهل ..
طاحت ومااتحملت ..
اخذوها بساع للمستشفى..
وطيحتها هالمرة اذتها كلش ..
فقدت النطق والمشي على اثرهن ..
بحيث رجعت بكرسي متحرك جابوها ..
كل البيت جان مامصدگ الشيخة بقوتها وجبروتها يصير بيها هيج شي ..
بس ما عرفنا ابد شنو الصارلها ووصلها الهيج درجة…
#يتبع ..
احبتي اعتذر ع قصر البارت .. بس ماگدرت اكتبلكم اكثر من هيج ..
باجر انزللكم بارت طويل .. او تكملة هذا البارت مع بارت اخر ..
استودعكم بالله .. وتصبحون على ماتنمنون ..
تحياتي ❤️