في صباح يوم جديد يوم مليء بالأمل والتفاؤل برغم ما حدث إلا أنها قادرة على تخطي كل ماهو صعب بإرادتها و قوتها و الاهم بثقتها في ربها القادر على كل شيء .
استيقظت بهمه و نشاط و بدأت في إعداد الفطور من أجل أخيها الذي ما أن دلف خارج غرفته وجدها تُعد كل ما لذ وطاب علي طاولة الطعام ، وقف خلفها و أدارها إليه مقبلا جبينها بحنو هاتفا بابتسامة شاحبة : صباح الخير يا حبيبتي .
_ربتت علي يديه بابتسامه مشرقه : صباح الخير يا حبيبي يالا اقعد عشان نفطر .
أوماء بطاعة وجلس في مقابلتها نظر حاوله و ذهبت ذكرياته لصوت والدته صباحا وبتردد سمع جملتها في ذهنه ككل يوم : يالا يا ليث ياحبيبي عشان تفطر وتروح المدرسة !!! ومن ثم أخذته ذاكرته إلي أبيه الذي دائما ما يقول له تلك الكلمة التحفيزية : يالا يا حضرة الظابط عشان تفطر.. فاق سريعا ينظر حوله يبحث عن أبيه بابتسامة فرحه كالطفل لتندثر تلك الابتسامة عندما تذكر أنه حلم يقظي ليس إلا فهتف بداخله بحزن : يارب صبرني ، الله يرحمهم .
أنتهوا سريعا من الفطور و غادروا إلي عملهم الجديد "الورشة"
***
بعد وقت قصير وصلا معا إلي وجهتهم وجدوا بدوي ينتظرهم هاتفا لهم بابتسامة شاحبة : اهلا ولاد الغالي .
وبعد وقت ما قضا في تبادل الحديث وبعد ذلك جالسا معا يتشاور كلا منهم في القادم وبعد مرور ساعات قليلة.. ها يا يسطا كريم عرفت هتعمل ايه في الأول لو حصل كده ؛ هتف بها بدوي بعدما بدأ معهم أول تعليم أصول المهنة و العمل .
_حمحمت بتوتر من القادم تهمس بجد : فهمت ياعم بدوي .
_ابتسم بحزن يهتف بضيق علي تلك الصغيرة : ربنا يوفقك يابنت الغالي .
_رفعت ملقتيها له وجدت بريق حزين يملئ خرزتيه فهتفت بابتسامة شاحبة : ايه ياعم بدوي ده انا بتعلم عشان هشتغل زعلان ليه بقي ياراجل ياطيب .
_شرد قليلا يهتف بداخله بخوف : خايف عليكي يابنتي.. دي مش شغلانه سهله دي كلها بلاوي ومعاملتك هتبقي مع الرجاله و الشباب بس خايف حد يطمع فيكي يارب استرها عليها....
_يااه للدرجادي الموضوع مهم ؟! هتفت بها ليلي عندما وجدته شاردا بالفعل .
_انتبه إليها يهتف بجد : هاا انا معاكي يا ليلي يا بنتي اهو .
أومات بجد ومن ثم بدأت في تطبيق ما تعلمت .
وبعد وقت ليس بقليل أنهت المهام وأمسكت بمنشفة صغيره تجفف يديها تحت أنظار بدوي و أخيها الذي فشل أول مرة في التطبيق ولكن قد حاول ثانيا .
***
في اليوم التالي أعدوا نفسهم من أجل المغادره وأثناء سيرهم هتفت لأخيها بجد : انا عايزاك تاخد بالك من الورشة يا ليث عشان انا هسيبك و أروح الجامعة أظبط مع صحابي أنهم يبعتولي المحاضرات بتاعت الاسبوع كله هذاكرها يوم الجمعة عشان انا مش هعرف انزل غير المعامل بس إنما المحاضرات لا مش هقدر أسيبك انت و الورشة .
_رمقها بجانب عينيه ذافراً بضيق هامسا بنزعاج : انا بقي عايزك تروحي محاضراتك كلها و تذاكري انتي ناسيه انك في طب ، انا مش فاهم انتي ليه فكراني عيل ميقدرش يتحمل مسؤولية .
_توقفت عن السير ترمقه بدموع متحجرة : انا لازم أضحي عشان حياتنا تستمر خصوصا انها حاجه جديده علينا وصدقني انا هعرف اتأقلم مع كل ده وانا مش شايفاك عيل يا ليث انت راجل بجد اوعي تقول كده تاني عشان مزعلش منك ، انا بس مش عايزاك تشتغل و تنسي مذاكرتك متنساش انك ثانوية عامة وعايز مجموع كويس عشان تعرف تدخل كلية الشرطة مرتاح .
أوماء بتفاهم علي مضض و أكملوا سيرهم حتي مكان عملهم .
بعد وقت طويل في العمل بمساعدة بدوي معهم ، تركتهم هي و ذهبت إلى جامعتها حتي تتمكن من رؤية صديقتها التي ستقدم لها المساعدة في إحضار المذكرات .
***
.. في الجامعة ..
جالسه فتاه جميلة المظهر بملامح بريئه ذات طبع حسِن تدعي "زينه" تنتظر صديقتها المقربة ، معها في نفس العام الدراسي و صديقتها منذ الطفولة .
ظلت منتظره إياها حتي أتت وجدتها تلوح إليها من بعيد بابتسامة شاحبة تصافحوا أولا وجلست بجانبها تهتف بحب ؛ كنتي واحشاني اوي يا ليلي .
_ابتسمت بهدوء وهتفت بجد : وانتي كمان يا زينه ، المهم انتي محضرتيش محاضرات ولا ايه ؟!
_زفرت بملل تهتف بضيق : حضرت محاضره واحده والتانيه شغاله بصراحه مش عارفه احضر ولا اعمل حاجه من غيرك ، هترجعي أمتي بقي .
_تهربت بعينيها بعيداً تهتف بخفوت : ماهو ده اللي انا كنت جايه اكلمك فيه .
_عقدت حاجبيها بندهاش تهمس بحيره : في ايه يا ليلي خير ؟!
أخذت شهيق قوي تذفره علي المهل ومن ثم قصت عليها كل شيء وما تريده منها ما أن أنهت حديثها حتي هتفت زينه بصدمة : اييه !!! ورشة والدك انتي اتجننتي يا ليلي مش هتتحملي المهنة دي ولا اللي هتقابليه فيها .
_زفرت بضيق وهتفت بحزن : تفتكري كنت هعمل ايه وانا اصلا معرفش يعني ايه شغل ولا حتي فكرت اشتغل ، مفيش حاجه جت في بالي غير اني افتح ورشة بابا و اتعلم و اشتغل واهو ربنا كرمني وبقالي يومين حاولت افهم الدنيا فيها ايه و بدأت افهم حاجات يعني.. ومن ثم تابعت حديثها بحزن ؛ وبعدين هو انا بقولك يا زينه عشان تشجعيني ولا عشان تأنبيني كده .
_هتفت بأسف بعدما ربتت علي كتفيها بمواساة : حقك عليا انا مكنتش اقصد انا بس خايفه عليكي اوي .
_ادمعت عينيها بحزن تحاول الابتسام ومن ثم همست بألم : متخافيش عليا ربنا معايا و بعدين ليث مش هيخلي حد يجي جنبي .
_اومات بثقه بها بعض الخوف وهتفت بجد : طب انتي هتعملي ايه في الدراسة هتيجي كل قد ايه ؟!
_هتفت بجد : انا عارفه اني هتعبك يازينه بس انا مش هاجي غير في المعامل بس وانتي هتجبيلي المحاضرات كلها وتشرحيلي اللي يقف معايا تمام ! عشان برضو عايزة اركز مع ليث ده ثانوية عامة ولازم يحقق حلمه و حلم ماما وبابا كمان .
_ربتت علي كتفها تحمسها للتقدم وهتفت بابتسامة فخر : ربنا يقويكي يا حبيبتي انتي قدها و قدود وانا معايا وهفضل جنبك للنهايه ده عهد بينا يا لوليتا .
_رمقتها بحنين تهتف بخفوت : اول مره تقوليلي كده ؟! تعرفي أن بابا بس اللي كان بيقولي لوليتا ، واحشني اوي الدنيا من غيره وحشه ، وحشه اوي .
_شعرت بالندم من نطقها لذلك الاسم وهتفت بأسف : انا اسفه يا ليلي هرجع اقولك يا لولا تاني مش هقول الاسم ده تاني خالص ، اسفه لو زعلتك .
_ابتسمت بدموع وهتفت برفض : بالعكس أنا عايزاكي تقولي لوليتا دايما عشان كل ما هتقولي هفتكر بابا اللي مش هنساه طول عمري.. ومن ثم تابعت حديثها بعدما جففت دمعاتها المتساقطه علي وجنتيها ؛ انا هقوم بقي يا زينه الشغل لوحده و ليث كمان لوحده هرجع عشان اخلي يطلع يذاكر هو بقي متنسيش اتفاقنا .
_قامت وصافحتها وهتفت بجد : مش هنسي ياروحي المهم انتي ركزي في اللي عندك وسيبي الدراسة عليا هحاول اعمل اللي اقدر عليه وهجيلك كل يوم عشان ابلغك بالجديد .
بعدما اتفقا معا علي ماهو مطلوب غادر كلا منهم إلي وجهته علي وعد بمقابلة أخري .
***
.. الورشة ..
عودة إلى مكان العمل ، عادت ليلي بعد وقت طويل إلي حد ما إلي اخيها وجدته جالس مع صديق والدها ما أن رأها استقام في وقفته احتراماً لها ومن ثم أخذها بين ذراعيه مقبلا جبينها هاتفا بقلق : اتأخرتي ليه يا ليلي خوفت اوي عليكي و برن تليفونك مقفول ليه ؟!
_رمقته بحب أخوي خالص تفتخر بأن ذلك الصغير الذي دائما ما يُشعرها بأنه أخيها و سندها الكبير وليس العكس : معلش يا ليث الفون فصل شحن بس والحمدلله ربنا وفقني روحت الشؤون و اعتذرت عن وجودي في كل المحاضرات واخدت إجازة مفتوحه و استأذنت اني أحضر المعامل بس و قابلت زينه كمان عشان هي اللي هتجبلي المحاضرات ، المهم يالا روح انت بقي عشان تذاكر مفضلش غير شهر على الامتحانات وبس وانا مع عم بدوي اهو لو حد جه هيقف معايا .
_وافق علي مضض فهو علي صميم أنه ينحت في الصخر حتي يأتي بحلمه و حلم أبيه الغالي و أسعد شقيقته فقط ليس إلا : حاضر يا ليلي خلي بالك من نفسك.. ومن ثم قبل جبينها و غادر تاركا إياهم معا .
_طيب وبيحبك اوي يا ليلي مستعد يعمل اى حاجة عشان يسعدك.. هتف بها بدوي بعدما غادر ليث و دلفت هي وجلست بجانبه .
_أبتسمت بحزن : وانا بحبه اوي ياعم بدوي ليث ده ابني مش اخويا بس عارف لما بيخدني في حضنه بحس أن بابا لسه عايش و أنه هو الكبير مش انا ، ربنا يقدرني اعملوا كل حاجه عايزها و أسعده و اعوضه عنهم ولو اني مش هعرف .
_ربت علي يديها التي تستقر علي يد المقعد هاتفا بحنو : هتقدري تعوضي انشالله ياحبيبتي .
***
وبعد مرور سنه عليهم حدث بها الكثير والكثير منهم ليلي و محاولتها مرارا وتكرارا إتقان تلك المهنة بالفعل تعلمت الكثير بها وهي مازالت منتكرة في زي الشاب كريم و مازالت الناس مقتنعه بذلك أنها مجرد شاب وليس فتاه ، كما حصل ليث علي شهادة الثانوية متفوقاً بجدارة و قامت ليلي بتقديم أوراقه إلي كلية الشرطة كما يرغب و بالفعل قُبل بها و تم التحاقه بها و الآن هو طالبا بها كما حلم والديه وهو بذلك و الآن هو ينتظر اول رتبه له .
.......
ايه رايكم في النوفيلا ؟؟ تفتكروا ايه اللي هيحصل تاني مع ليلي و ليث ؟!
متنسوش الڤوت و الكومنت ولو مش متابعني متنساش تعمل متابعه عشان يوصلك كل جديد .
#الورشة
#بقلم_مارينا_چورچ
عذرا للتأخير معادنا يوم الأربع..