لم اتحقق من الأخطاء
...........
إستيقظ الفتى من كابوس فظيع آخر، الذكريات السيئة عن ماضيه التي أراد محوها من رأسه، كانت تتكرر في أحلامه كل ليلة. وتتطارده بلا توقف..، ذلك الفتى كان مرتعباً من النوم،.. لذلك في أحد الأيام ذهب إلى الساحرة وتوسل إليها..
"... أرجوكِ تخلصي من كل ذكرياتي السيئة.، لكي لا أحظي بأي كابوس مجدداً..، حينها سأفعل أي شئ تطلبينه.."
مرت السنوات والفتي أصبح راشداً، لم يعد يحلم بالكوابيس، ولكن لسبب غريب... لم يكن سعيداً على الإطلاق،.. وفي أحد الليالي، قمر أحمر ملأ سماء الليل، والساحرة ظهرت مجدداً و أخيراً، لتأخذ ما وعد به مقابل تحقيق أمنيته..، فصرخ عليها بالكثير من الكراهية...
"..... كل ذكرياتي السيئة اختفت، ولكن لماذا...... لما لا يمكنني أن أصبح سعيدا.ً؟...".
حينها أخذت الساحرة روحه، كما اتفقا.. وأخبرته بهذا...
"... الذكريات المؤذية والمؤلمة، ذكريات الندم العميق،.. ذكريات إيذاء الآخرين والشعور بالأذي، ذكريات الهجر..، فقط من يملكون تلك الذكريات مدفونة في قلوبهم، يمكنهم أن يصبحوا أقوى، و أكثر شغفاً..، ومرنين عاطفياً..، و أولئك فقط من يمكنهم الحصول على السعادة..، لذا لا تنس تلك الذكريات، تذكرها كلها تجَوزها، إذا لم تتجَوزها.. ستبقى دوماً طفلاً بروح لا تكبر أبداً "...
أغلقت الكتاب فور انتهائها من قراءة القصة القصيرة ، لطالما أعجبت بالكاتبة وحزنت لما خبر اعتزالها ليست لديها أعمال كثيرة لكن عندما تألف واحد يتم بيع جميع النسخ في أقصى مدة زمنية ، كتبها للأطفال لكن آيلا ترى انها موجهة للكبار أيضا
وضعته جانبا و قامت بفك ربطة شعرها لتمشطه , ريثما يخرج تايهيونغ من الحمام ولم تكن سوى ثواني حتى خرج بشعر مبلل فوق رأسه منشفة يرتدي سروال قطني مع التيشرت الخاص به , وضعت ايلا المشط واسرعت تخرج مجفف الشعر تسلمه اياه وهو وقع نظره على القصة
" الفتى الذي يتغذى على الكوابيس ! من اين حصلتِ عليها "
" جدي اعطاها لجين وو المرة الماضي لما بقي عنده "
" لقد استمتعت لها في احدى حصص الراديو لها معنى كبير , اشعر ان الكاتبة توجه افكارها للكبار قبل الصغار "
" هذا رأيي ايضا ...اجلس لكي اساعدك انت داما ما تمشط شعري اريد فعل المثل معك "
ابتسم ليجلس على الكرسي اين كانت تجلس سابقا امام المرأة كونه المكان الأقرب لمقبس الكهرباء , جففت شعره بالمنشفة بينما تتكلم
" اتعلم ما أخبرني به جين وو حين انهى قرأة القصة "
حرك رأسه نافيا ثم أردف " اخبريني "
" لقد قال ان العبرة منها ان لا نذهب لساحرات لأنهن شريرات ومخادعات و قال ايضا انه سيدعي ان لاتخرج واحدة له "
قهقه تايهيونغ بقوة على كلامها
" يا الهي لم اتوقع هذا "
ابتسمت بخفة وقبل ان تقوم بتشغيل مجفف الشعر هو لاحظ علبة دواء موضوعة بجانب الاكسوارات ليحملها متسائلا
" لما هذه "
" اووو انها فيتامينات , يمكنك الأخذ منها اذا اردت "
نفى هو بخفة يعيد العلبة لمكانها , لتقوم هي بتشغيل المجفف تقوم بتمشيط شعره وتجفيفه في نفس الوقت , عندما انتهت وقف تايهيونغ مبتسما وشكرها لتبادله هي ثم اقتربت منه تضع رأسها على صدره وتحتضنه بقوة
" ما بك "
" لاشيء فقط ارغب في فعل هذا "
ابعدت رأسها عن صدره وذراعيها مازالت حوله لتردف بعد ثواني من النظر لعيناه
" كيف تصبح عيناك سماءََا وبحرا في ان واحد كيف لي ان احلق و انا اغرق ! "
" انتِ دائمة التغزل بعيناي "
ظهرت حمرة طفيفة على وجنتيها لتدفن وجهها بصدره هي فكرت بذلك ماكان يجدر بها قوله جهرا , قهقه ثم شد عليها يحتضنها هو الاخر
بعد ذلك اليوم حينا توضحت بعض الحقائق لكلاهما , تصرفا بعتيادية او حاولا ذلك لا أحد منهما تجرأ وتحدث عن ذلك الموضوع مجددا
" هيا لنذهب لنوم "
" احملني "
اجاب على كلامها بنبرة مستنكرة
" السرير هنا "
تحدتت بصوت حزين
" لكني اريد منك حملي ...هل هذا يزعجك , لابأس سأبتعد "
كانت ستبتعد لكنه اسرع في حملها كالعروس وطبع قبلة سطحية على شفتيها
" لم اقل انه يزعجني "
ابتسمت له ووضعت رأسها على كتفه ليتقدم هو نحو السرير , مفكرا
ما بالها فجأة تتصرف كأنها طفل فاقد للحنان , وكانت حقا فاقدة للحنان والاهتمام منذ ان افترقت عن عائلتها مجبرة
................
" أيلا هل انتِ متأكدة انك بخير...لقد استفرغت مرتين "
تحدثت كايلي بقلق تقف امام مكتب آيلا التي كانت نمسح فمها بالمناشف والورقية ، همهت لها كإجابة لتتحدث كايلي مجددا
" سمعت من سوجين انك متزوجة ..هل انت حامل! "
تجمدت آيلا لثواني ثم اردفت
" لست كذلك "
" لستِ متزوجة ام لستِ حامل"
نظرت نحو كيلي
"لست حامل "
نبرتها كانت متلبدة تدل على انزعاجها من سوجين التي تمشي وتلقي بخصوصياتها في المكان وليس اول مرة ، فالموظفين هنا يتداولون كونها تحاول تقرب من المدير و دخول في علاقة معه وهي متزوجة لديها طفل
وقفت هي بوجه مكفهر لتخرج من المكان دون ان تنبس بكلمة متجاهلة كايلي و السيد لي الذي استفسر عن مكان ذهابها
استوقف خطواتها الواسعة المهرولة تايهيونغ الذي كانت تنوي المرور بجانبه مع ابتسامة دون توقف
" ايلا ! الى اين انت ذاهبة "
" الى الاسفل ..المطعم تعلم لم اكل شيئا هذا الصباح بسبب تقلب معدتي "
امسك يدها ومسح على راحتها بابهامه
" لا تذهبي الى المطعم المرة الماضية مرضتي بسببه , هناك مقهى علىى بعد شارع من هنا اذهبِ اليه "
اتسعت ابتسامتها لتومأ له وتذهب , اشترت قطعة من كعك الفروالة اكلتها وبعض حلوى المكارون لتأخذها لتايهيونغ
تمشي برواق الشركة ناوية الذهاب الى مكتب زوجها وهي قررت تجاهل جميع الاقاويل السخيفة فهي تعرف نفسها وتعرف انها لا تفعل شيئا خاطئ لتلاحظ الجد , ابتسمت لتسرع نحوه
" جد...سيد كيم "
كانت ستناديه جدي لكن ادركت زلة لسانها واصلحتها , التفت هو نحوها ليبتسم لها ايضا
" اوو ايلا ابنتي , كيف حالك "
" انا بخير.... لقد احضرت الحلوى لتاي لكن اصبحت لك الان "
رفعت الكيس تمده نحوه مبتسمة ثم تحدثت حين امسكه
" لقد كنت انوي زيارتك هذا المساء"
القى نظرة داخل الكيس وشكرها
" اريد ان اطلبك منك شيئا ان لم تمانع "
" ماهو "
" انه بشأن تاي ...اعني عيد ميلاده قريب "
ابتسم الجد ثم اشار لها بيده للأمام قائلا
" لنتحدث في مكتبي احسن "
اتسعت ابتسامتها , متأكدة انه لن يمانع ماستطلبه منه بما انه يخص حفيده , امضت معه بعض الوقت تتناقش معه حول فكرتها , عندما فتحت الباب لتخرج لاحظ الجد الذي كان يقف بجانبها تقطب حاجبيها وانزعاجها الكبير الوااضح , نقل نظره كي يرى ما الذي ازعجها ليجد احدى المواظفات من قسم الترجمة وهو ليس متأكد من هويتها تقف بالقرب من حفيده قرب مبالغ به تقهقه بغنج بينما تضع يدها على ذراعه وتلمسها من حين لأخر تتظاهر ان ملامساتها عفوية
" تايهيونغ "
نادت ايلا بصوت مرتفع هادئ وهو فورا التفت نحوها استغرب وجودها في مكتب جده الذي هو من الاساس كان متوجه نحوه قبل ان تقاطعه سوجين , تحركت بخطاوت واسعة سريعة واثقة باصرار ،هذه المرة لم تستطع ان تسيطرة على انزعاجها وغيرتها تشعر انها تحترق خاصة كونها تعرف ان سوجين معجبة بزوجها
وقفت امامه بحيث مقدمة حذائها تلامس مقدمة حذائه رفعت نفسها تقف على اصابع قدميها , ثم رفعت يديها تضعهما على وجنتيه تحكم الامساك بوجهه مقبلة اياه امام جميع موظيف الشركة غير مبالية
++++++++++
انتهى البارت