𝕄𝕚𝕤𝕥𝕪 𝕎𝕚𝕤𝕡𝕖𝕣𝕤

By KJIN___

39.3K 2.5K 1.1K

١٨٧٥م .. عندما يكون حاكم فرنسا تشانيول لويس مولعًا بالفن . ليشارك بحفلات الشعر مختبئ خلف قناعًا ما. ‏ في... More

00
I - بريقُ الغزال
II - إثمٌ وغفران
III - سرٌ مُقدّس
IV - ارتقاءٌ بتهاون
V - بقاءٌ مؤبد
همساتٌ ضبابيّة - VII

VI - ذنبٌ طاهِر

3.8K 225 217
By KJIN___




.

.

.

.

.

.

M

..........

" قد تعددت الأديـآن وأختلفتْ الا أن جميعُها قد اتفقت على أن الخـالق
قد وضع بين فخذيـك جنةً لا تُقدس إلا بالشـفتين "

- حاكم فرنسا القدير ، تشانيول لويس .

..........

ريف باريس - عام 1875


يسيران بهدوءٍ محبب لكليهما .
لا ضجيج قد ينهك طيب مسامعِهم
ولا من روحٍ قد تتطفل على حلوِّ خلوتهم .

بعناقٍ دافء لأيديهم و تزامنٍ بخطواتهم

كان الحاكم ينظر للمحيط من حولِه تارةً
وتارةً اخرى يتأمل حبيبه الملتهي بمداعبة انآمله .

بسكونٍ مريح قد اعتمر جوارحِه .

فمن قد يتخيل بأن بعد كل تلك السنين ها هو الان يسير بجانِبه
ومتنعمًا برائحة الاوركيد التي تنبع منه .

يُفسره بكونِه الراقص الوديع
الذي يُبهر من حوله بجبروتٍ وكِّبر
بينما يسكنه طفلٌ ولد من غيمةِ العطف والرقّه .

يهاب من فكرةِ انه قد اخطأ بحق الرفيق
ويتمسكُ بذات الشعور الذي يرفعُه للهيآم المريح

يُجاهد في سبيل ارضاء ذاته والتعزُز من الذنب الشنيع
ويكافئ روحه المُسره بدلالٍ وغنجٍ سعيد

رقيقٌ حتى بخوفِه وهلعٍ يضج بفؤاده الرهيف

ونقيٌّ بصمتِه وأفعالِه كالنزيهه

مثاليٌّ بذكاءه عن انداده من الصبيّان
وليس له مثيلٌ اذا انه الوحيد الذي استلم عرش قلب الحاكم
فيغدو به ملكًا ومليك .

وبتفسيرٍ اخر ..
فهناك تشابه بين الصبي وبينه ببعض الصفات

اذ انهما يفضلان الصمت عن كثرة الاقاويل
والهدوء عن صخبٍ عليل .

يفضلان الدفء عن قسوة البرد والجفاء
والوضوح الصريح عن الكذب المضلل والاحتيال

يمقتان ما قد يهدد راحتهما والسكون حتى ولو كان بُعدٌ سخيف .

وان كان هناك ما يناقض بينهما ..
فقد يكون التسرع والصبر هو النقيض الوحيد .

وعندما اوشكا على الوصول لبوابة القصر الخلفية
قطع همس بيكهيون الرقيق
سيل افكار الحاكم ليلتفت اليه بإهتمام

" بماذا تُفكر ؟! "

زم تشانيول شفتاه ليشد على كف الاخر بحنيّة قبل ان يرد عليه بذات الهمس المحبب لكلاهما .

" لا شيء مهم حبيبي "

يهمهم بيكهيون قبل ان يتسأل مرةً اخرى بترقب

" اذاً متى ستعود لفيريساي ؟! "

" هل مللت مني سريعًا ؟! "

رفع تشانيول حاجبه الايسر مغيضًا للحبيبه الذي سريعاً فغر فاهه بصدمةٍ قبل ان يفصل عناق كفيهما متكتفًا ومسرعاً بخطواته القصيره متخطيًا له كي لا يكشف كذبته السقيمه .

" ربما لا اعلم "

تتوقف خطى الاكبر لوهلةٍ ممسكاً أيسره بدراميةٍ وبصوتٍ اجش هو قد صرح بإنكسار زائف.

" لقد جرحت كبريائي "

وكانت قهقهات الصبي وضحكه الناعم أجمل وأرقى من المعزوفات الفرنسيّه التي تعزف يومياً لمسامع الحاكِم

بل هي أعذب ما قد سمع

وبإقترابهما من باب القصر توقف بيكيهون بقلقٍ وخوف
تارةً ينظُر ليمينه وتارةً ليساره
مراقبًا ما حوله وباحثًا عن أعين متطفلة قد تفسد راحتهما

وبتلك الاثناء قد راقب الحاكم تصرفات الصبي الحذره ولكي يبعد الخوف
والقلق عنه هو قد اقترب منه
او يصح القول انو قد التحم بظهره
محاوطًا بذراعه اعوجاج خصر الإيطالي بتملُك .

ليتردد صدى شهقة الاخر بالمحيط وتنشد قبضةُ يده على ذراع الحاكم مبعدًا لها بخوف .

" مالذي تفعله ؟  ابتعد فقد يرانا احد الخدم الان "

ولان الهلع قد انتاب سكينة الراقص
لم يدرك انه قد امر الحاكم بالابتعاد عنه
ولم يولد بعد من يأمر حاكم البلاد بشيء
ولكن تشانيول لم ينصاع للامر
بل التزم الصمت وفعل العكس تمامًا

حيث انه جرّ الصبي ليستقر بأحضانه اكثر
يديره كي يريه الهضبة التي بخلف القصر

مشيرًا لأحد المنازل البعيده فوق تلك الهضبه وبهمس هادئ هو قد صرح

" اترى ذلك المنزل ، هذا هو منزل الخدم حيث ان لا أحد منهم
يبقى هنا لبعد منتصف الليل "

ادار بيكهيون رأسه ليقابل فك الحاكم الذي استند على كتفه بإبتسامةٍ صغيره ودلعٍ مهلك هو قد سأل .

" أهذا يعني ان لا أحد قد يرانا الآن ؟! "

اغمض تشانيول عيناه يومئ بالإيجاب ليكمل الصبي تسأولاته بدلال .

" ولا يمكن لأحد معرفة مالذي نكونه لبعضنا ؟! "

وايماءً اخرى قد تلقاها ليبتسم بخبث قبل ان يقترب هامسًا بأذنه

" حتى وان قبلتك الآن ؟! "

ابتسم تشانيول وابرقت عيناه وقبل ان يكرر الفعل بادره بيكهيون بقبلةٍ على وجنته اليمنى لتتحور ابتسامته لعبوسٍ ظريف متمتمًا بسره .

" محتال "

كانت سعادة الصبي هي المتحكمةُ بافعاله ليدلل مسامع الحاكم بضحكةٍ عفويةٍ رقيقه قبل ان يُشير للمبنى آخر مقابلاً للهضبة وقريبًا كفاية للقصر .

" ماذا عن ذلك المبنى ؟! "

" انه مبنى لكنيسةٍ قديمة "

مرت نسمةُ هواء باردة اقشعر بها بدن الراقص مرتجفًا بخفة بأحضان الحاكم  الذي قد شعر به وسرعان ما ان فصل عناقهما الدافء ليدخلان للقصر

يسيران بالأروقة المشعلة بالشعلات الناريه والتي اتضح بنورها
التماثيل واللوحات الآثريه

كلٌ منهما متمسك بكف الآخر كمن يتمسك بحبل الحياه
وكلٌ منهما كان متنعم بدفء قرب الاخر وكانه بين حدائق الجنة اصبح ازليًا

ولكن عند مفترق الطرق هما قد انفصلا بقبلةٍ وداعية
وتمنيات بالنوم المريح لكلاهما

احدهما قد جرته الخطوات الثقيلة للجناح الغربي
والاخر ضل واقفاً مطمئنًا على حال الحبيب قبل ان يتجه للجناح الشرقي

لتمر الدقائق فالساعات
ويتوارى بزوغ الفجر من نوافذ الأجنحةِ والممرات
وتعزف سيمفونية الصباح على النائمين بسلام وبأحلام المسرات
فيصيح عليهم الديك بإيقاظٍ فاليوم حديث وبه تسموا الارواح بالبهجات

وبالرُغم من ذلك فقد كان التناقض بينهما سائد على كل شيء
اذ ان الحاكم ذو نومٍ خفيف ما ان اشرق شعاع الشمس على جناحه حتى استيقظ بمزاجٍ مرتفع  ودمداتٍ لنشيدٍ قديم

بينما بالمقابل كان الراقص ذو نومٍ ثقيل

اذ ان فؤاده قد ارتاح من افكارٍ مهلكه فهو قد عوض الليالي التي مضت بالحزن ليتنعم بنومٍ طويل ومريح .

ولكن لم تدم راحته طويلاً اذ ان رفيقه العزيز قد داهم جناحه بنوايا الشرّ
يراه ملتفاً حول الغطاء برعونةٍ ليأتيه بالإزعاج .

" بيكهيون ، بيكهيون ، بيكهيون "

وبين كل نطق واخر ترتفع نبرته حتى تأفأف الراقص منزعجاً
دافنًا رأسه اسفل الوسائد
ليتقدم لوكاس ساحبًا الوساده بتهديد .

" أقسم ان لم تنهض الآن لاحرمنك الرحيل واجعلك خادمًا وضيع "

تفتحت ازهار عينيه تبصره بحقد قبل ان يردف بصوتٍ ثقيل قد طغت عليه بحة النوم .

" فلترحل انت لعمق الجحيم ، ما شأني بك ؟! "

وبحنقٍ عبس الايطالي بعد ان اعاد الغطاء على رأسه مصممًا على عودته لإكمال الحلم السعيد لكن مفسِده لا يزال قائمًا فوقه وبخشونةٍ هو سحبه ملقيًا له بجانب الوسادة المهمله .

" اين ذهبت توسلاتك بالرحيل بيكهيون هيّا انهض فالقافلة على وشك ان تجهز "

" لتُلغِها اذًا فلم أعد ارغب بالرحيل "

استراح لوكاس بعد ان اعتدل بيكهيون بجلسته متكتفًا بعبوس .

" هل هذا يعني انك ستبقى هنا بفرنسا ؟! "

" نعم سأبقى هنا للأبد وسأكون ملتصقًا بك "

ابتسم لوكاس بإشراق ليربت على كتف الأخر وبصيغة الأمر هو تحدث قبل ان يستقيم ويخرج من الجناح .

" حسنًا جيد انهض الان وتجهز لنتناول الفطور مع الحاكم هيّا "

وبذكره للحاكم جفل الراقص مستعيدًا ذكريات الليلة الماضيه

متنهدًا بعمق
ومستمعًا لتراتيل العصافير الهادئة خارج نافذة جناحه الوسيعه

ويالهُ من صباحٍ جميل
ان يستيقظ في ذات القصر مع حبيبُ قلبه
ويتسنى له رؤيته بكل الاوقات بلا حواجز

وبفكرةِ انه قد يشاركه وجبة الفطور هو قد نهض من على فراشِه

متمددًا ومبعدًا النوم والخمول عن جسده
متجهًا للجزء المقابل للجناح
حيث يتمكن من اخذ حمامٍ دافء ومريح

يُغرق ذاته برائحةِ الزهور
ويتأنق ببدلةٍ ريفيّة بيضاء اللون .

تاركًا خصال شعره الناعم بالانسدال على جبينه
مضيفًا لشفتيه حمرةً من مسحوق الكرز اللذي يتأنق به فقط بالحفلات .

وبالجهةِ المعاكسة
خصيصًا بالجناح الشرقي .

كان مستقيمًا امام المرآة الطويلة .

فاتحًا ذراعيه بينما الخادمه تُلبسه معطفه الملكي الأبيض

رافعًا خصال شعره الفضي كعادته للأعلى بينما تأتيه خادمةٌ اخرى
بوسادةٍ تحمل فوقها مجوهراته و وسام المُلك
الذي استراح ايسر معطفه

يرتدي خواتمُه قبل ان يأتي اليه خادمٌ اخر
حاملاً معه أعصيةً قد نحتت تيجانها بأحترافية .

ليحتار بالاختيار بينها فأحد العصيّ كان ذو رأس النسر والآخريات قد تشاركت النحت برأس الذئب ولكن ذو رأس الأسد كان مناسبًا كفايةً لمظهره ونشاطاته لليوم

فقد كان النقش الذهبي على ساق العصى البُني بارزًا لفخامته
ورأس الاسد كان يرمز لعرقِه وآصالةِ نسبِه .

يشير اليه قبل ان يلتفت لأخذ زجاجةِ عطره الثمين
متحدثًا لذات الخادم قبل ان يخرج .

" أخبر المسؤول عن الخيّل ان يجهز ليو برفقةِ جوادٍ آخر "

" أمرك جلالتك "

هو قد استيقظ برغبةٍ عظيمة بأخذ جولةٍ مع بيكهيون على الخيّل
يريه جمال الريف الفرنسي ويتنزهان حول الحقول والتلال .

تلك كانت امنيةً صغيره وحلمٌ قد تكرر لشهورٍ عديده قبل ان يأتيه
وربما الآن ستصبح حقيقةً بعد ان حصل عليه .

وعندما كان بخضم اخذ غيلون البني خاصته دخلت خادمةً بعد أن نقرت مرتان على الباب لتخبره بان الفطور قد جهز .

" احضريه بوقت احتساء الشاي "

" امرُك مولاي "



.

.

.

.

.

.

كانت مائدة الفطور دائريةُ الشكل
قد تنوعت الوانها وبرقت مع انعكاس الشمس
في الحديقةِ الخلفية .

حملت فوقها انواعًا عدة من الخبز الفرنسي والكعك .
اطباقٌ احتوت على المربىٰ والقشدة بجانب كؤوس البيض وحبات الزيتون المتناثره والفواكه المنوعة .

عصائرٌ طازجة برفقةِ الحليب الساخن
واطباقٌ مزهره تنتظرُ من يملئها .

تصطف بجانبها ملاعقٌ قد اختلفت بالاحجام على حسب استخدامها ومحارمٌ مطرزةٌ قد طويت اسفلها .

وخلف تلك المائدة قد وقفت خادمتان شابتان وخادمان بالمثل منتظرين قدوم الحاكم والكونت الجديد .

وعندما ظهر اليهما الكونت ورفيقه اسرع الخادمان بإزاحة الكراسي لهما للجلوس براحة .

دقائق مرت بأحاديثٍ قليلة بينهما
وبيكهيون شاكرًا رفيقه عليها لانها كانت تشتت تفكيره ومشاعره عن التوتر والارتباك الذي زاوله منذ لحظةِ خروجه من جناحه وقدومه لهنا .

وبينما كان مشابكًا لأصابعه متأملاً المحيط حوله حيث كانت هناك بحيرةٌ صغيره بعيدةً نسبيًّا عن القصر تراقصت بداخلها سير من سلالةِ البط

وكزه لوكاس بخفة على فخذه قبل ان يستقيم منحنيًّا
ليلتفت المعني بنعومةٍ حول ما اراد رفيقه شد انتباهه عليه .

ليتبيّن له رجُله مستنيرًا بهيبةٍ عظيمة .

يتبتخترُ بسيره كأمسيةٍ عريقه .

وبإطلالته البيضاء هو قد شُع بقلبِه حاملاً معه الضياء .

لتسبتشر ملامح الراقص ويدعي الجهل بمحبوبِه ويبادرُ بالانحناء .

وعندما اقترب الحاكم ومستشاره باشر الخادمان بسحب الكراسي لهما ايضاً

" صباح الخير جلالتك "

صدحت اصواتهم بنغمٍ متناسق ليبتسم الحاكم بجانبيةٍ قبل ان يستريح بمكانه .

" صباح الخير لكم جميعًا "

ارتجف جسد الراقص للعمق الذي استلمه من صوت الحاكم ليتبع رفيقه بالجلوس بعد ان اشار لهما الحاكم وتباشر الخادمات بتعبئة اطباقهم بما لذ وطاب من المائدة الشهية .

" اردت ان اعرفك شخصيًا بصديقي العزيز مولاي "

بادر لوكاس بالحديث شادًا انتباه الحاكم الذي رفع بصره عن طبقه ما ان ذكرت سيرة رفيقِه مدعيًا عدم معرفته به .

" بيكيهون دانز راقصٌ ايطاليّ "

انتقلت عدسةُ عيناه السوداء من على الكونت
لتستقر على حبيبه الذي ابتسم بإنحناء خفيف

مدعيٌّ هو الاخر عن عدم معرفته ليبتسم تشانيول بإشراقٍ خفيّ قبل ان يُجامله بالعلن .

" بونجورينو سِّينيور دانز "

وبلكنةٍ إيطاليةٍ قد افصح عن ترحيبه للحبيب بإماءةٍ
مركزًا ابصاره على عسليةٍ راق له تأملها

" بونجورينو ملكِّي العزيز "

خرجت تلك الأحرف ببطءٍ ترمي السهام بقلبِّه
بينما تبادلت الابصار حديثًا قد خُفي عن من حوله .

ايطاليٌّ عابث بعثر السكينةَ بخلد حاكمه حتى كاد سرّهما ان ينكشف بالثواني التي مرت وهما غارقان ببحرِ التأمل .

حتى قطعها المستشار بالحديث الموجهه للكونت .

" اذًا كونت لوكاس هل انت مستعد للذهاب للفيريساي والبدء بالمهام ؟!"

ارتشف الكونت من كأس العصير قليلاً قبل ان يبادل المستشار بالنظر .

" قد لا اكون ذو خبرةٍ سابقة لكن كن على ثقةٍ بأنني لن أخيب ظن والدي و حاكمي بي "

استبشر الحاكم بحديث الكونت ومراوغته التي تعتبر خط البداية للمهامه

ليمسك المنديل القماشي بين يديه ماسحاً بقايّا الطعام التي علقت بزوايا شفتيه مسترقًا النظر للراقص القابع امامه والذي كان قد قضم شفتاه على فعلته
ليبتسم اليه بجانبيةٍ قبل ان يشيح بيكهيون حلوّ ملامحِه للبعيد خجلاً .

" ارى ان ذهابك مع الكونت بمساء اليوم يبدوا مناسبًا لورد رايموند "

استهجن المستشار لحديث الحاكم ليتسأل في حيرة منه .

" ماذا عنك جلالتك ؟ "

" افضل البقاء هنا لعدةِ ايام قليلاً كي اصفي ذهني "

" ما تراه مناسبًا جلالتك "

استئنفت جلستهما بمشاركةِ العديد من الاحاديث السياسيه والقضايا التي لا تهم الراقص حتى يصبح عنصرًا مشاركًا مع الكونت ومستشاره

بل كان متوترًا للتلك السوداويتين التي تبصره بين الحين والاخرى
وعندما يندمج الحاكم بالحديث المشار اليه فهو يجد الفرصة المناسبة كي يتأمل ادق التفاصيل التي لم يرتوي منها بعد .

مثل الحفرةِ بوجنتاه التي تبرز عندما يتلذذ بالطعم المحمل بثغره .
او رفعةِ حاجبه اذ لم يستطع قطع الكعك بسهولة
او حتى بهمهةٍ تصدح منه عندما يوافق المستشار بحديثِه .

تلك كانت تفاصيلٌ صغيرة لكنها عظيمةً لديه حتى يحفظها بسُم ذاكرته

ولكن عندما كان على وشك اكمال ما تبقى بطبقه
بادر الكونت بطلب الإذن من الحاكم .
زارعًا القلق بخلده .

" اذا مولاي فل تسمح لي وللسيد دانز
بالنهوض كي نجهز للعودة لفيريساي"

نقلت ابصار الايطالي سريعاً للتشانيول مترقبًا ردّه فإن كان موافقاً قد لا يراه بأريحيةٍ مرةً اخرى وهذا ما لا يودّه .

لذلك عندما التمس الغموض بأعين الحاكم حيث تناقلها بين رفيقه وبينه
هو قد احنى رأسه للاسفل متجنبًا لما قد يأتي .

" مؤسف ، اردت كثيرًا التعرف على صديقك العزيز لوكاس لكن بما ان لديكما رحلةً طويلة لفيريساي فلك الاذن بالنهوض "

كانت نبرةُ الحاكم محملةً بالاسف الشديد الذي قد أنب ضمير الكونت بشده
ليقول مسرعاً ما قد تبادر بذهنه بلا اي حساب .

" اذ اردت ذلك مولاي فيمكنه البقاء معك لعدةِ ايام حتى يحين موعد عودتك أليس كذلك بيكيهون ؟! "

وكان السؤال الموجهه اليه كفرجٍ عظيم
ليرفع الراقص حلو ملامحه للحاكم
تارةً يبصره وتارةً اخرى يبصر رفيقه وبلا اي تردد
هو قد صرح بنبالةٍ ويُسر .

" اذ كان الحاكم يود مني البقاء برفقته فذلك شرفٌ عظيم "



.

.

.

.

.

.

مرت الساعات
وانتصفت الشمس سماء الظهيرة

مودعةً الكونت والمستشار الملكي

لترحل العربات وينجرُ من خلفها الخيول والحراس

ليبقى الحاكم وحيدًا بقصره الريفيّ
محتويًا الحبيب بأحد اجنحته ..

وعندما اراد ان يختلي به سريعًا هو تذكر وجود الخدم حوله ليتجه
للقاعة الرئيسية .

يحتسي الشايّ التي غرقت به شريحةً من الليمون تنعش مذاقه
حاملاً كتابًا عن اشعار جون دون يستشف بها القول الحكيم .

متخليًا عن معطفه بجانبه واضعًا ساقًا فوق الاخرى .
مندمجًا بالحروف التي تروي عقله .

حتى تشتت ذهنه بصوت عزفٍ خفيف .
وسرعان ما أغلق ما بيده ليستقيم متتبعًا مصدر العزف .

خارجًا بخطاه من باب القاعة الخشبي ليدرك ان مصدره كان
من قاعة الاحتفالات الرئيسية.

وبإقترابه شيئًا فشيئًا
فإن المعزوفة تتضح بمسامعه تتبين له انها من الحان تشوبان
بالتحديد المقطوعة التاسعة لديه .

يقف على عتبة ابواب القاعة
والتي لم تقفل حيث انه استطاع استراق النظر لما بداخلها

فوجد هناك طيًرا نقيّ

قد تراقص على تلك الألحان بخفةٍ كريشٍ عتيّ

يقفز هنا وهناك ويستدير على اناملِه كالموجِ الحزين
ويعود بإرتقاءٍ كلهفةِ الفراش للمرج السعيد .

يتناقض بميلانه وكأنه طوفان السلام .
وينحني بركوعٍ كالعابد بإحسان .

يتأمل به كمن يراه لأول مرةٍ
وينبهر به كثالثه من المرات .

يودّ لو ان يحسد نفسه على امتلاكه
لذلك الجُرم الحسين

ويودّ لو ان يتفاخر به للجمع من الناس
بأنه لا مثيل للحور البهيّ .

وبينما كان الراقص الايطالي ينهي رقصتهُ بكل حب
لم يدرك وجود الشاعر العظيم المتكيّ على حافة الباب
بعرض جسده .

الا عندما فتح عيناه بعد ان انتهت المعزوفة
واستبدلت بتصفيقٍ خفيف منه .

لينحني بنفسٍ لاهث محترمًا
الرجل الذي استقام امامه .

محاولاً موازنة نفسه باعتدال في حين اقتراب الشاعر منه .

" عرضٌ رائع "

اطرأ الحاكم على رقص بيكيهون ليشير لمشرفة القصر بالانصراف بعد ان عزفت الالحان لكي يتسنى لحبيبه الرقص .

يبصره بنعومةٍ وابتسامةٍ جميلة لمظهره حيث كان واقفاً على قدمٍ والقدم الاخرى قد مرت على ما خلف ساقه المعتدل .

يقضم شفتاه بينما يفرك انامله بقسوة .

كطفلٍ كشفت الاعيبه وعلى وشك ان يعاقب .

" إعذرني على تطفلي لكن شدتني الحان تشوبان وقادتني اليك "

اقترب تشانيول من بيكيهون كاسرًا حاجز المساحة وموليًا ظهره للباب حيث يغطي عرض جسده جُرم الصبي عن أعين المتطفلين .

وبفعله فقد استراحت اكتاف الراقص لوهلةٍ
قبل ان يرفع رأسه إليه ليُزهر همسُه الممتن مسامع رجُله

" انني شاكرٌ لها عندما قادتك اليّ "

تمسك الشاعر بكف بيكهيون مقربًا له لشفتيه
يقبله ببطءٍ ودفء مبادلاً له بهمسٍ هادئ .

" أشتقتُ اليك "

شعر الصبيّ بذراعِ رجله تحاوط اعوجاج خصره بترويّ
ليقشعر بدنه وتثقل انفاسه
وبصعوبةٍ قد تمالك نفسه ليهمس بصوتٍ خدّر متسائلًا .

" بالصباح كنَّا معًا ، أين لك ان تشتاق إليّ ؟! "

ولأجل فرق الطول بينهما فقد احنى تشانيول ظهره قليلاً كي يتمكن من نثر انفاسه بحلوّ ملامح صبيّه مبعثرًا سكينته ومستمتعًا بتأثيره عليه .

ليستقر همسهُ العميق بالقرب من أذنيه
وبلكنةٍ ايطاليّة هو قد عث بخلد الراقص الهلاك .

" بالصباح كنت صديقًا لرفيقي
أما الان فأنت هو حبيبُ روحي
فكيف لي ان لا أشتاقُ إليك ؟! "

كان بيكهيون ضعيفًا امام افعال تشانيول به
يأخذ نفسًا عميقاً محملاً بعبق العودِ الثقيل الممزوج بخشب الصندل
والتي لم تكن الا بيانًا عن حضورِ الحاكم الذي قد استوطن احضانه .

تضيع منه الكلمات ويُغدر بالتعبير
فأين له بالردّ النبيل امام فصاحة الشاعر العظيم
يسهو بلحظة الشعور ويغوص بالدفء والحبور .

ولكن ابتعاد الحبيب عنه قد استبدل الراحة بالغربة
والهمس المبادر أعاد له الطمئنينة وازاح عنه الرهبّه

" لنذهب بجولةٍ على الأحصنة بيكهيون "

وكان الصمت لديه علامةً للرضا اذ انهم
خرجا من القاعة سويًّا وافترقا
بمنتصف الرواق

حيث ان الصبي ذهب مسرعًا لجناحه
مبدلاً زيّ رقصه ببدلةٍ بسيطه 
تتناسب مع ركوبه للجواد

مضيفًا اليها قبعةً
تحميه من أشعة شمس الظهيرة اذ اشتدت

بينما الحاكم خرج لتفقد جواده العزيز امام بوابة القصر
حاملًا معه قبعته البيضاء والعصىٰ التي سبق له أختيارها

وبلحظةِ حضوره فقد صهل الجواد لهفةً لمالكه
ليبتسم تشانيول مسرعًا اليه بخطاه

مداعبًا شعره الاسود الحريري والذي قد فكت جدائله لتنسدل بنعومه

يتفقد السرج جيدًا بحيث ان لا يكون شدة وثاقه مؤذيةً لعزيزه

ومتحدثًا معه بالاحادث السرية قبل ان يظهر الملاك النقيّ امام عيناه

وبتقدم الأقصر اليه هو قد ابتسم بسرورٍ اليه
مادًا كف يداه بكل نبلٍ لكي يمسكه

ولم يكن على بيكيهون سوا القبول للافعال النبيلة
لينحني بجسده احترامًا قبل ان يجعل كفه الناعم تلامس اليد الممدودةِ اليه
والتي قد قادته للجواد الذي سيحمله خلال الجولة

ليقف امام الخيل البني الاصيل والذي كان اطول منه بكثير
مدركًا بانه سيواجه صعوبةً بالغه بامتطائه
لكن كف الحاكم التي استقرت على خصره بغفلةٍ منه
قد فأجاته ليشهق عندما ارتفع عن الأرض بكل سهولة
حتى استقر على ظهر الجواد .

وبينما علامات الصدمه والاندهاش استقرت على حلو ملامحه
كانت قهقهات الحاكم السعيده عليه قد أخجلته بشده
ليشيح بوجهه المحمر للبعيد

لكنه لن يفوت على نفسه فرصة تأمل حبيبُه الذي ما ان جعله مستقرًا على الخيل حتى ذهب ليقفز على جواده بكل رشاقةٍ ويُسر
ليقضم شفتاه على كم كان مثيرًا رجله بتلك اللحظة .

وعندما تحرك الحاكم هو قد شد فخذاه بخفةٍ
على جوانب الخيل كي يتبعه

يسيران بسرعةٍ متوسطه مبتعدان عن القصر ومتجهان حيث الحقول الريفية

بصمتٍ قاتل
اذ ان الصبي لا يعلم هل يستمتع بالهدوء بينهما
ام يبادر بإظهار الجنون الدفين ويشاغب بأفعاله ركيزة حاكمِه .

لكن من خلال سير الحاكم وتفحصه لما حوله هو قد خمن بأن لديه وجهةً محددة بذهنه ، يجعله يقوده اين ما شاء

مفكرًا بكم كانت الايام الماضيه مليئةً بالجنون
فهو بيومٍ كان مودعاً لحبيب قلبه
وبمساءه اختطف لمن امتلك فكره
وبالذي يليه ظن انه سجينًا بحزنه
وبليلةٍ قد اتى من يُفرج عن خلده اليأس
ويتملكّهُ من جديد .

وهو الآن يسير برفقته واثقًا به
تاركًا همومه وقلقه في بحر النسيان

مستعدًا عن كشف ذاته ومسؤلاً عن سعادةِ من معه

وإن صح القول فهو جاهزٌ لتسليم روحه
بلا أي تردد

فهو بالزمن القديم
كان يتمنى لو يشاركه احد طيب ما يحمله بقلبه
يشاركه النعيم بالحُب الذي قد يبادل به
يدلِـلهُ بأفعاله ويطير به للسماء المجون الدفين بخلده

لكنه كان منطويًّا على نفسه
مركزًا برقصه
وناثرًا ما يشعره بتحركاته
ويأسًا لفكرة ان يجد نِصفه المكمل

وبلحظةٍ قد سرق ما قد حماه بشدةٍ
بلمحةٍ من فارسه
وبنظرةٍ شعر بها ولم يدركها

تسرق النوم من عينيه لليالٍ وشهور
تجعله هائمًا بأحلام مبهمةٍ عن هويةٍ مجهوله

تسجِنه في بحرِ التعلق لرجلٍ لا يعرفه
وتزرع الشك بقلبه عن كونِه قد جن لرغبته بالحبيب

لكنه لا يعلم عن كون مشاعره مع الغريب قد تبادلت
لا يعلم عن كون ان الغريب ذاته شعَرَ به وقصُدَ عن ميلانه .

لا يعلم كم ان الهوى بعثرهما سرًا للزمنٍ طويل
فلما لا ينكشف الستار عن هوية ما يكون برفقته ؟
لما يفصح عن مشاعره بكل صدقٍ معه ؟.

قطع حبل افكاره صوت الرجل الذي توقف عن السير بخيله .

" لقد وصلنا "

يدرك انهم قد توجها لبحيرةٍ صغيره لا يفقهه ان كانت بعيدةً ام لا
لكن الجدول الذي سال منه الماء بشلالٍ صغير قد راق له صوته
يشعره بالسكينة والهدوء

يتأمل ما حوله وهو على ظهر الجواد

حيث كانت الأشجار تحيط بالمكان والزهور قد ازهرت بكل الاركان
الصخور المعشبة والعصافير المتناثره

وكأنه استقر بالفردوس العظيم

منبهرًا بما يراه ليقترب تشانيول منه يتمسك بجسده لينزله عن الخيل .

" لا داعي لمساعدتي بالنزول تشانيول "

يخبره بصراحةٍ وصدق حيث ان افعال الحاكم النبيله تهلك ايسره لكن تشانيول ابتسم بخفة قبل ان يبتعد بالقليل .

" لا بأس اريد ان أدلِـلك قليلاً "

يقلب عيناه لوهلة مبعدًا عنه الخجل ليترك لقدماه حرية التجول اسفل انظار الحاكم الذي اتجه لعقد لجام الخيول بغصنٍ شجرةٍ قصيره .

" ان المكان هنا بديع "

التفت لتشانيول يخبره عن مدى اعجابه ليقترب تشانيول من أحد الاشجار القريبة من البحيرة
والتي مالت اغصانها للاسفل تجعل اوراقها تتكون كستارٍ طبيعي

" حسنًا ذلك هو السبب الذي جعلني اود البقاء بالريف قليلاً "

يجلس متكئًا على الغصن العريض

مغمضًا لعينيه ومستريحًا للنسمات الطبيعةِ حوله

تاركًا الحبيب يلهو مستكشفاً المحيط الذي توسطه
مستشعرًا خطاه القصيره ومستمعًا لتكسرات العشب اسفل قدماه

لكنه ليس بمدركًا بأفعاله
اذ انه اقترب من صخرةٍ على ضفاف البحيرة
جالسًا فوقها بينما يداه تداعب دفء المياه

مرت لحظة صمتٍ بينهما
ودقائق عدة حملت صوت انفاسهما للأخر

حيث ان هدوء المكان قد زرع السكينة بهما

ليتبادر بذهن الراقص سؤالٌ لم يستطع كبحه .

" تشانيول ، لما خرجت مسرعًا عندما رأيتني لأول مرةٍ بإحتفال دار الاوبرا ؟! "

فتح الحاكم عيناه للسؤال الذي قد فاجأه ليرد بصدق وهدوء .

" كنت بين الوزراء ونبلاء البلاد ، ولم استطع وقتها القدوم اليك اذ ان الشائعات تنتشر بسرعه وحينها ستتأذى سمعتك اذا بادرت بإستدعاءك "

" ألذلك اختفيت ؟! "

تنهد تشانيول عميقًا بينما يجول بعينيه للبعيد قبل ان يقضم شفتاه بترددٍ عن ما ان كان يصح الحديث عن حقيقة افعاله
وبعد صمتٍ طويل هو قد اجاب مستقرًا ببصره للضئيل العابث بالمياه امامه مقررًا انه سيصارحه وليحدث ما يحدث .

" كنت بتلك الليلة كشعاع نورٍ اضاء عتمتي من بعيد
اردت بشدة الاقتراب منك والتماس نقائك
لكنك كنت مستحيلاً عليّ "

يأخذ نفسًا عميقاً قبل ان يقتطف زهرةً مهملة بجانبه يعبث ببتلاتها بيسر بينما كان الاقصر يبصره بترقبٍ وقلب قد نبض بمسامعه بصخب مكملاً الحديث

" رحلت عن الحفل بعد ان تركت نصفًا مني هناك
ولكي استعيده استمريت بالحضور لعدةِ حفلاتٍ وامسيات
بحثًا عنك ، لكنك لم تكن متواجداً بها
وبتذكر طلتك فقد أعدت إحياء الشغف الميت بي
لأتغنى بك في كثير من القصائد والأشعار وارجوا بالدعاء ان الآقيك"

تسقط البتلات واحدةً تلو الأخرى من بين انامله تحت مراقبةِ الراقص اليها برؤيةٍ ضبابية اثر تحجر الدموع بمدمعِه النقي .

" لكن عندما تملكني اليأس بلقآك
انت اتيت اليّ مصطدمًا
بأمسيةٍ تنكرية
كغجريٍّ احاطني بتعاويذٍ سحريّه
وميلانٍ بهيّ
وعندها أقسمتُ علىٰ ان أحصُل عليك
وها انت الآن مُلكي ومليكي الوحيد
يا إبن دانز "

وبذلك القول فلم يستطيع الصبي ان يتمسك بمحجر الدمع لتسقط
واحدةً تلو الاخرى
مبللةً منبع النقاء على وجنتيه
من كم الشعور الغريب الذي زرع بخلده من حديث رجُله

فهو اما ان يمتّن او يحسد ذاته على امتلاكه لقلب الحاكم المُحب

لينهض تشانيول مقتربًا منه
جالسًا امامه محاولاً التقاط طيب ملامحه التي تشاح عن ابصاره بفعلة الاخر كي لا يكشف بللها .

لكن لا مهرب منه سوا اليه
ليلتفت أخيرآً يبادل بعسليتِه رماد اعين الرجل .
سألاً بصدق .

" مالذي فعلته بحياتي كي يكافئني الرب بك ؟! "

يسمح لإبهام الرجل ان تزيح البلل عن وجنتيه بينما يتأمل ابتسامته التي ترتقي برويّةٍ حتى بانت الحفرة التي جاورت شفتاه .

" ربما تكون انت هي مكافأتي بيكهيون "

" أحبك "

وكان الإعتراف صادمًا بعض الشيء
لتجفل ملامح الحاكم بدهشةٍ
فلطالما كان هو المبادر بمشاعره
حيث انه لم يتوقع ذلك القول من حبيبه والفعل الآتي
اذ اقترب منه بيكهيون بوداعةٍ مقبلاً شفتاه بحُب
ليبادله القبلة المالحة بشكلٍ عذب ويُسر

فراق له عبث الراقص بشفتاه
وتحكمه برقةٍ لم تكن معروفةً بقاموس القبلات التي يفقهها.

يستكشف جانبًا حديثًا به
ويتعمقُ بإفعاله التي تناقض ما يشعره

وذلك عندما احاطت كف الراقص ما خلف رقبته مقرباً  اليه
كي يتعمق بقبلته ويلهث بشدةٍ عند انفصالها






.

.

.

.

.

.



كان يومًا جميلًا
مليئًا بلحظات سعيدة ومريحه
لا يمكن لها ان تدفن بذاكرة النسيان .

حيث عاشاه بتمامِه
وبكل تفاصيله
ابتداءً من جولتهما لما بعد البحيرة على مرج الزهور
ومشاهدة غروب الشمس من على تلال القمح

مشاركتهما بوجبةِ غداءٍ بسيطه مع الفلاحين
كونهما عابرا سبيل

حتى اختتمت بسباقٍ لمن يصل لحدود القصر اولاً

وبالرغم من ان السماء قد أُعتمت
واصبح الوقت متأخرًا لإكمال يومهما بالنشاطات

فقد قرر بيكهيون التوقف قليلاً بجانب الكنيسة القريبة من القصر
كي يتسنى له الصلاة وشكر الرب على العطاء الحميد .

ليسبقهُ تشانيول بنزوله من على ظهر الجواد
وكما عود الراقص فهو اسرع كي ينزله بإهتمام .

بحجة انه يخاف ان لا يتأذى من مسافة النزول

ليشكره الصبي قبل ان يدخل لأبواب الكنيسة
التي أضيئت بقليل من نور القمر
مبينًا له الطريق للمذبح .

يستقيم امام تمثال المسيح
مشعلًا الشموع التي قد حال عليها زمنٌ منذ ان اشعلت

يضمُ كفاه لصدره مغمضًا لعسليتاه
داعيًّا بصمت .

بينما قد شاركه الحاكم الوقوف بجانبِه

تاركًا خشوع الصلاة
متأملاً بالدين الجميل الذي شُع مع انعكاس النور
على معدن الصليب الذهبي

يتفكرُ به كآياتِ الكمال
كنشيدٍ عذب تردد في صدىٰ صمت القداسةِ والإيمان
كلؤلؤ العذراء عندما يرمِزُ لطهارةِ الأديان

وكم تعددت تلك الاديان
واختلفت بما تحملهُ من رمزٍ وأحكام
فربما حان الوقت للتفق
على ان طهارة الصبي لا تقدس الا بالشفتين

وبه ذنبٌ كبير ان قُدست على أرض العصمةِ والرزانة

وليشهد الربُّ
على كون الذَّنب المفتعل طاهرٌ
بالوِّد والحبور .

ومن أجل الرغبةِ التي كبرت بخلد الحاكم
بإقتراف الإثم في براءة المكان

هو قد ابتعد بخطواته
ليرتكز خلف الصبي
عالمًا بكم ان لمسته الخفيفه على خصره
ترسل الفتى للشعور العظيم

يرتكزُ على اعوجاج الخصرِ النحيل
مربةً بأنامله بوتيرةٍ تشد انتباه الخاشع الأمين

مقتربًا اكثر من منبع الزهر خلف اذن الصبي

يستنشقُ من العبق المُسكر
ويزفرُ سخونةً للبدن المُبهر

وبالمُقابل فإن تلك الأفعال
قد شتت انتباه الراقص المؤمن

لينهي صلاته سريعًا
قبل ان يتمادى الرجُل بقبلاتٍ
قد مرت على جانِب عنقه

يكتم انفاسًا ثقلت اثر ما يُحدثه الحاكم خلفه

يدرك انه رؤفٌ به
وعطوفٌ عليه
الا انه الان اصبح مجرمًا
بحق ما يفتعلهُ عليه

وبردِّ فعلٍ منه هو قد أعاد رأسه للمنكب العريض خلفه
يرتكز بثقله على جسدِ حاكمه
فاسحًا المجال للرجل ان يزرع الزهور على نقاء بشرته

وإثر تلك الضبابة التي غشيت بصره
هو قد تأوه بإسمه

سامحًا لأخر خليةٍ من الرزانة ان تذهب من عقل حاكمِه
ليُديره الآخر كي يقابله

وبلا إي تردد
فقد دنى الحاكم مسرعًا ليكمل خريطة الزهور على بشرةِ الراقص

فاتحًا عقد القميص عن جسده

تارةً ينظر لعيناه وتارةً للثغر الحلو
بين طيب وجنتاه

وعندما كانت اناملُه الغليظه قد وصلت لحافة بنطال الإيطالي
همسَ ببحةٍ اثر الكبت الذي أحتمله .

" أتسمح لي ؟! "

وكان طلبُ الاذن منه ليس الا كطلب الهلاك الجميل للصبيّ
اذ انه لم يستطع ان يبدي الإيجاب بالقول واكتفى بإماءةٍ تكفي الشاعر لإستئناف ما اراده

يُعريه عن القماش الثقيل
ويحررُه لأجل الثواب النقيّ

تبادلت الأبصار بلهفةٍ
إثر رغبتهُما المكبته

يُبصر تشانيول شهوةَ العسل
بالمدمع الخدر .

ويتأمل بيكهيون سكر النشوةِ
بعتمة الليل المنير .

يُفرج عن المجون الدفين
قاضمًا طيب شفتاه بين اسنانه
حاملًا انامل الحاكم بين كفيه

يجعلها تستقر على وجنتيه تلتمس نسيج الكرز
وثم تنغمس لطراوةِ الشُّهد الكسير

يمتصُ اصابعه وكانها سبيلُ التطهير
من وحل النشوة والفجور

ليدنو منه تشانيول اكثر حتى يروي الضمأ
من منبع الكفر الحلو

يتبادلان قبلةً فرنسيةً على خطى الحاكم الأصيل
حيث احاط خصره يُحكمه كي يرفعه ليُجاور تمثال المسيح

فيبتعد بالقليل فاصلاً قبلتهما ليضع الصليب من بين أفخاذ الحبيب

ليركع على ركبتاه أسفل ابصار بيكهيون

يضم كفاه لصدره مصليًّا بخشوع

حيثُ ان الصبيّ قد تلوى من برودة المعدن على ذكوريتِه

ومن بين تأوهاته للنفس الساخن الصادم لما بين فخذيه

كانت صلآةُ الحاكم
مقدسةً اذ انه تلآها بين العُريّ والدين .

وهناك كان الفرق واضحًا لحال الصبي والرجُل الرزين
اذ ان احدهما يدعوا بالشكر
والآخر بالرجاء لكي يُلمس

وقد اتاه إيجابُ قبول الدعاء
عندما استقرت قبلةٌ عذرية
على باطن قدمه 
بينما استوطنت الأخرى نعومةُ ساقيه

ويستكمل تشانيول تصاعده بالقبلات
حتى استقرت على قمةِ ذكورية الحبيب

ليشهق بيكهيون ويلتوي ظهره
مغمضًا عسليتاه

عن منظرٍ قد يفطر قلبه

ولم تكن قبلةً لتكفي رغبة الحاكم بسماع النشيد العذري
اذ انه اخذه بأكمله بجوفه

يمتصهُه بمهارةِ حتى أوصل الحبيب لقمة لذته .

وعندما بلغها افصح عنها
بنداءٍ بديع .

" آه تشانيـول "

يستقيمُ لأجل النداء
مقتربًا منه ببطء

متأملاً النقاء المزهر
حيث الاحمرار تلبس وجنتاه
وبرزت شفتيه تناديه برجاء

ومن هو حتى لا يُلبي النداء
يحتضنها بعطفٍ ودلال

يدللها بتنقلات فإكتفاء
ويهمسُ من بينها بنبالةٍ وضياء .

" انني قد ولدتُ من جديد
وطهرت عصياني بحُبك اللذيذ "

.
.
.
.







.......
Olla ✨

اهرُب ولا ما أهرُب ؟!

اني واي وحشتوني كثير كثير كثيير واعتذر على الغياب .

اتمنى البارت ولعكم وعجبكم وايوه باقي بارت واحد وتنتهي قصتنا
كنت مفكره انهيها بهالتشابتر بس قلت ليش ابخل عليكم بالأحداث الحلوه والحب الجميل لذلك اتمنى انكم ترسلولي حبكم زي ما انا ارسلكم حبي من خلال الحاكم وحبيبه .

لا تنسوا
اضيئوا النجمة واعتنوا فينا

و بالختام ..
U all my valentine ♥️

جون تحبكم ..

Continue Reading

You'll Also Like

114K 4.7K 25
-مَا رأيكِ في أن نتحَدث في مَكتبي على إنفِراد؟ 'لكِنّي طالبتك أستاذ جُيون،ألا تَعتقد أنّ هَذا مُثير للشّكوك؟' -لَن يُلاحِظ أَحد هَذا عَزيزتي،هَذا بَي...
5.5K 708 9
الخوف شعور مرعب من نسيج العقل الباطن عذاب الضمير هو اكبر من هذا الجسد وقليل من يشعر فيه لكن بعد فوات الأوان العوده لااظن انها تعود المرض يكون عقلي...
22.7K 690 3
معنى 42 "الاجابة على السؤال النهائي للحياة و الكون وكل شيء" 11 من أصل 12 برج كانت تمثل محاولة تشانيول للعثور على الحب الحقيقي لشخص مثله ، لم يتطلع ا...
582 70 1
وَكَانَ إِثمِيَّ الأَوْحَدُ أَنِّي أَحبَبَتُكَ فِي أَرضٍ اِستَحَالَ الحُبّ فِيهَا. Xiuchen.||.شيوتشين بَدَأَتْ فِي الحَادِي عَشَرْ مِنْ حَزِيرَانْ. ق...