أسيرتـي | غرام الفارس

By sohailaSA6

713K 21.2K 10.2K

نور ببكاء : ـ انت.. انت مش فاهم حاجة انا.. انا كنت هبقى مراته.. كنت هآمنه على نفسي.. عايز تقولي اني كنت هتجو... More

ـ قريباً ـ
ـ الشخصيات ـ
الفصل الاول
الفصل الثاني
الفصل الثالث
الفصل الرابع
الفصل الخامس
الفصل السادس
مـنـاقـشـة
الفصل السابع
الفصل الثامن
الفصل التاسع
الفصل العاشر
الفصل 11
الفصل 13
الفصل 14
الفصل 15
الفصل 16
الفصل 17
الفصل 18
الفصل 19
الفصل 20
الفصل 21
الفصل 22
الفصل 23
الفصل 24
الفصل 25
الفصل 26
الفصل 27
الفصل 28
الفصل 29 والأخير

الفصل 12

19.8K 644 227
By sohailaSA6

بـعـد مـرور ثـلاثـة ايــام ،،،

وقفت شاردة بالقرب من النافذة وهي تنظر نحو السماء وتعقد ذراعيها وعقلها غارق في التفكير

لم تكن تفكر بعائلتها ولا بشريف ولا حتى بنفسها.. كانت تفكر به هو فقط

لا تعلم لِمَ يشغل هذا الحيز الكبير من تفكيرها؟! .. لَما كانت انزعجت إن كانت تفكر بمشكلته أو جريمته ولكن ما يُزعجها انها حتى لا تفكر في هذا .. بل تتذكر فقط تلك اللحظات المميزة .. تتذكر كلماته التي قالها وتلك التلميحات التي فهمتها جيداً .. هي على دراية بأنه منجذب إليها وانه يحاول اخبارها بذلك ولكنها تتعمد إظهار عدم فهمها حتى توقفه عن التحدث.. تجاهد دائماً حتى تمنعه من قول ذلك وتحاول ألا تمهد له الطريق.. لا تعلم ماذا ستفعل إن قالها وماذا سيكون موقفها.. لا توّد أن يضعها في هذا الموقف

من جهة أخرى لا تستطيع ان تفهم شعورها نحوه!

لقد تحول الأمر برمته من شئ لشئ اخر مختلف تماماً .. بداية شعرت بالكره تجاهه والخوف منه .. تحوّل الأمر إلى الهدوء تدريجياً والتقبل نوعاً ما .. ثم تحول إلى الاطمئنان نحوه .. مواقفه معها وقلقه عليها وعدم إيذائها وصدقه معها وتنفيذه لوعوده جعله يكتسب ثقتها .. أصبحت تثق به وكل يوم يمر عليها معه وهي تراه لا يخذلها بأي شكل من الاشكال تزداد ثقتها به أكثر .. والأن اصبح الوضع غريب!!

هناك ارتياح غير طبيعي .. تشعر بأنها شخص مختلف معه تماماً .. هذه ليست هي .. ليست هي التي تضع رأسها على كتف رجل لم يكتمل شهراً على معرفتها به وتبكي امامه بتلك الحرقة وتفتح له قلبها وتخبره بألامها .. ليست هي نور بالتأكيد التي تستطيع ان تنام بأرتياح الى جانب رجل غريب في مكان واحد .. تشعر بأنه قريب منها إلى حد كبير

تشعر برغبة قوية في تحريره من تلك الأغلال .. توّد إثبات برائته بأي ثمن كان .. تهتم لأمره كثيراً رغم أنها لا تريد مفارقته ومغادرة هذا المكان الذي اصبح مميزاً بالنسبة لها إلا أنها تريد إزالة ذلك العبئ من على كاهليه

لقد مر ثلاثة أيام في خلالهما شعرت بأنه يتجاهلها إلى حد ما .. ليس بشكل كبير ولكنه ملحوظ فهو لم يكن كذلك .. حتى لا يمكنها تفسير لما تشعر بالالم لانه توقف عن قول إطرائاته وكلماته الدافئة والمرحة إليها .. لا تعلم لما تفتقد مزاحه ..

لم يتوقف عن أهتمامه بها ولا عن كونه يعاملها كالأميرة ولكن هناك شيئاً ما تفتقده وتدرك جيداً ان ذلك حدث منذ ان اخبرته انهما اصدقاء.. تعلم انها تزعجه حين تقول هذا ولكنها غير قادرة على اعتباره اكثر من ذلك

تشعر بالاختناق وتوّد أن تبكي فهي حقاً لا تفهم نفسها.. هي فقط تجاهد لتتخلص من تلك المشاعر ولكنها تسيطر عليها بقوة

شهقت بخفة عندما شعرت بيده على كتفها فجذب يده وسألها بهدوء :
ـ خضيتك!!

التفتت إليه وقالت بأرتباك :
ـ آآ.. لا ده اناا..

قاطعها بهدوء :
ـ سرحانة في إيه!!

نظرت إلى عينيه بخضرواتيها اللتين تصيبانه بالجنون والضعف فنظر إلى الأسفل مباشرة فعقدت حاجبيها بحزن ثم حمحمت وسألته :
ـ آآ.. أنت في حاجة مضايقاك!!!

نظر إليها ثم سألها بهدوء :
ـ انتي اللي في حاجة مضايقاكي ؟!

نظرت نحو النافذة مرة أخرى ثم همست بحزن :
ـ حاسة اني مخنوقة

ابتسم بخفة ووضع يده على كتفها قائلاً :
ـ تتمشي!!

التفتت إليه وابتسمت واومأت بخفة

فــي مـكـتـب شـريـف ،،،

مروان بعدم ارتياح :
ـ طلبت تقابلني ليه؟!

شريف بهدوء :
ـ تشرب ايه الأول؟!

مروان بجدية :
ـ لا انا مش جاي اشرب .. انت كلمتني وقولت انك عايزني ضروري وفي حاجة مهمة ولولا اصرار غادة عليا اني اجي واعرف في ايه انا مكنتش جيت .. فلو في حاجة مهمة قولها خليني اقوم امشي

شريف بهدوء :
ـ الموضوع بخصوص اللي.. اللي انت شوفته هنا

تأفف مروان بسئم قائلاً :
ـ بص.. انا مش عايز حرقة دم ومش عايز اتكلم في الموضوع ده .. فلو هو ده اللي انت جايبني علشانه استأذنك اقوم امشي بقى علشان مش فاضيلك..

شريف بهدوء :
ـ مروان.. مروان أسمعني .. اسمعني بس للاخر

تنهد مروان بضيق قائلاً :
ـ اتفضل اديني سامع

شريف بهدوء :
ـ يا مروان انت فاهم غلط.. متخليش سوء فهم بيني وبينك يبوظ اللي بيني وبين أختك أرجوك.. انت عارف اني بحب نور

مروان بحده وشراسة :
ـ أسمع يا شريف.. انا لا عبيط ولا أعمى.. انا فاهم اللي انا شوفته كويس أوي.. فمتفكرش انك هتقولي ده سوء فهم وهقولك حقك عليا انا فهمتك غلط لا انسى.. وانت عارف كويس أوي ان انا بالنسبالي العيلة دي كلها في كفة ونور اختي في كفة تانية.. واللي يجي عليها وعلى كرامتها أمحيه من على وش الارض

شريف بجدية :
ـ يعني إيه!!

مروان بحده :
ـ يعني أوعى تفكر انها خلصت لحد كده.. واني مش هحاسبك على قلة احترامك ليها ده .. نور احترمتك واحترمتك أوي بس للأسف طلعت متستحقش

شريف بتهكم :
ـ مستحقش!! .. وتحاسبني!! .. انت اصلاً اخر واحد تتكلم.. حتة موقف عبيط واتفهم غلط هتيجي انت اللي تحاسبني عليه يا بتاع النسوان!!

مروان بجدية :
ـ والله انا يوم ما هبقى في التزام مع واحدة لا هجرح كرامتها ولا هقلل من احترامها.. انا راجل حر.. واظن اختي عمرها ما سألتك عن ماضيك ولا اهتمت انها تعرف اذا كان في حد في حياتك قبلها ولا لا.. لان دي حاجة مش من حقها.. لكن انت محترمتش التزامك معاها يا شريف

تنهد شريف بملل فقال مروان :
ـ انا عارف ان نور محبتكش.. بس احترمتك ووافقت تبقى مراتك.. وافقت تشاركك حياتها وبالنسبة لنور اختي دي حاجة كبيرة اوي.. كبيرة اوي يا شريف بس انت مقدرتش ده.. عمرها ما هتسامحك على خيانتك ليها دي .. واصبر عليا بس وانا هدفعك تمن اللي عملته تالت ومتلت.. بس اما ييجي وقتها.. هوريك بقى بتاع النسوان ده هيعمل فيك إيه.. ماهو انا يا حبيبي علشان بتاع نسوان فاهمك كويس وفاهم اللي كان بيحصل في المكان ده

صر شريف أسنانه وحاول تمالك اعصابه ثم قال :
ـ مروان.. انا عارف ان ده حقك.. دي مهما كانت اختك وحقك تضايق علشانها وتتحمق وانا مقدر انفعالك ده.. بس انت برده ميرضكش انك تهز ثقتها فيا وتصدمها صدمة زي دي..

نظر إليه مروان بأزدراء فتابع :
ـ متبوظش كل اللي بينا.. صدقني اللي انت شوفته ده كان سوء فهم .. ولو حتى في حاجة وغلاوة نور عندي ما هتتكرر تاني انا..

قاطعه مروان بحده :
ـ متجبش اسم أختي على لسانك تاني.. وبالنسبة للي حصل بقى فسواء كان سوء فهم او مش سوء فهم انت كده كده مش مناسب لأختي..

نظر إليه شريف بغيظ وأنزعاج فتابع مروان :
ـ انا راجلها وانا رخم ياسيدي ومش موافق ع الجوازة دي وهي مش هتعارضني.. اه وعايز اقولك حاجة.. أوعى تتوقع مني اني ممكن اخدع اختي.. عندي أصدمها واجرحها احسن ما اسيبها تعيش في الوهم

نظر إليه شريف مطولاً ثم سألته :
ـ مروان.. هي نور كلمتك؟!

مروان بهدوء :
ـ دي حاجة متخصكش

شريف بجدية :
ـ يبقى كلمتك... قولتلها ايه!!! .. قولتلها عني ايه يا مروان؟!!

رفع مروان حاجبيه بدهشة ثم قال وهو يبتسم :
ـ وادي تاني سبب يخليني ارفضك تبقى جوز اختي.. يا مؤمن ده انا لو قولتلك انها كلمتني بيتهيألي يعني اول حاجة المفروض تسألني عليها هي كويسة ولا لا.. ولا هي فين.. ولا بتكلمني ليه ومنين .. ولا استاذ فارس ده طلباته ايه علشان يسيبها..

ازدرد شريف لعابه بتوتر فنهض مروان وقال بجدية :
ـ هما كلمتين.. اختي تكلمني متكلمنيش.. ترجع مترجعش.. دي حاجة متخصكش.. مشاكلنا هنحلها بنفسنا.. انساها واعتبر ان مكنش في بينكم حاجة.. واحسنلك يا شريف يا صيرفي كمان متحاولش تكلمني في حاجة تاني.. انا لحد دلوقتي هادي.. بس حق اختي هعرف اخده منك كويس بس زي ما قولتلك.. بعدين

نظر إليه شريف بشر ثم حدثه بتهديد :
ـ متهددش يا مروان.. انت متعرفنيش

ابتسم مروان قائلاً :
ـ لا أعرفك.. وأعرفك كويس اوي

تركه وخرج من مكتبه فدخل سامح مباشرة قائلاً :
ـ شريف بيه.. التقارير اللي..

تقدم شريف نحوه وأمسكه من سترته مقاطعاً إياه بغضب :
ـ اسمع يلاا.. انت تغطس وتأب وتعرفلي الواد ده فين انت فااهم؟!!

سامح بأرتباك :
ـ يا باشا ما انا قولت لحضرتك أأ...

قاطعه شريف بغضب :
ـ انا ميخصنيش كل الكلام ده.. مش انت صااحبه!!! .. اتصرف ولاقيهولي .. انا صبرت اسبوع والتاني والتاالت .. كل ده ومش عارف حتى تجيبلي اسم حد يكون عارفه ولا يعرف هو فين!!!

سامح بتوتر :
ـ حـ حاضر.. حاضر بس اديني وقت

دفعه بقوة فخرج سامح مهرولاً من المكتب

مرر شريف يده بشعره وهو يشعر بالارتباك بعد حديثه من مروان

ازدرد لعابه وتحدث بأرتباك :
ـ كلمته.. اكيد كلمته .. اكيد قالها اللي شافه .. مصيبة ليكون فارس قالها حاجة هو كمان.. لا لا.. لا انا لازم الاقيها.. لازم الاقيها واصلح كل حاجة.. وشرفي لأقتلك يا فارس الكلب.. بس الاقيك.. وانت ياسي يا مروان حسابك معايا بعدين

اثناء سيرهما معاً والذي غمره الصمت لدقائق طويلة ،،،

سألها بنبرة هادئة وهو يبتسم :
ـ شايف القمر زعلان! .. مالك من الصبح؟!

ابتسمت بخفة وقالت :
ـ مفيش.. مخنوقة شوية و.. متلغبطة

فارس مبتسماً :
ـ تمام انا فاهم انك مخنوقة علشان كده قولت نخرج نتمشى.. قوليلي ايه اللي ملغبطك طيب!!

نظرت إليه وسألته وهي تعقد حاجبيها بخفة :
ـ هو انت متغير ولا انا بيتهيألي؟!

حرك كتفيه للأعلى قائلاً :
ـ دقني طلعت يمكن!!

ضربته على كتفه بخفة وهي تبتسم وقالت :
ـ مش قصدي .. بس اه بالمناسبة حلوة عليك

التفت إليها وسألها بمرح وهو يبتسم :
ـ إيه ده عاجباكي؟!

اختفت ابتسامتها وهتفت بتفاجؤ :
ـ إيه!! .. لأ.. قصدي.. لا انا مقولتش عاجباني

فارس مبتسماً :
ـ مش قولتي حلوة! يبقى عاجباكي.. أمال حلوة ومش عاجباكي!!

نظرت إليه بغيظ وهي لا تجد رداً مناسباً فنظر هو إليها بطرف عينه وهو يبتسم

نظرت أمامها وهي تتابع السير وحركت رأسها في انكار بينما ظل هو صامتاً وهو يسير إلى جانبها وينظر إليها بترقب لعلها تقول شيئاً ولكنها بقيت صامتة لوقت طويل فنظر أمامه ثم تحدث هو :
ـ بفكر اروح البيت..

التفتت إليه بصدمة وقالت :
ـ تروح فين!! .. انت اتجننت!! .. عايز تروح البيت ليه؟!

فارس بهدوء :
ـ اسمعي بس.. انتي قولتي ان الظابط راح لأخوكي وسأله عن سارة وهو طلع نفسه من المشكلة دي وشككه في ان ممكن تكون سارة متفقة معايا او قدرت تتواصل معايا وانها احتمال تكون معايا دلوقتي

نظرت إليه بعدم استيعاب وقالت :
ـ أيوة.. فهمني بتفكر في ايه!!

فارس بهدوء :
ـ هما أصلاً مراقبين البيت ليه؟!

نور بهدوء :
ـ علشان ده أول مكان المفروض يتراقب افرض القاتل راح هناك!!

فارس بهدوء :
ـ بالظـ...

توقف ثم التفت إليها فضمت شفتيها وهي تبتسم فهتف بجدية :
ـ نعم؟!! .. قاتل!! .. أحرقي دمي كمان يا نور

ضحكت بخفة وقالت :
ـ انا اسفه.. انا اسفه كمل

تنهد بسئم ثم تابع :
ـ وهو ايه اللي ممكن يوديني هناك اصلاً!!

حركت كتفيها للأعلى وقالت :
ـ أختك..

ثم هتفت بتفهم :
ـ آآآه فهمتك.. دلوقتي لو هما شاكين ان اختك معاك يبقى مفيش سبب يخليك تروح البيت..

فارس بهدوء :
ـ ودلوقتي عدى اكتر من اسبوع وهي عندكم في البيت ومرجعتش ولا انا روحت.. يبقى معتقدش انهم لسه مراقبين البيت

نور بهدوء :
ـ أولاً.. انت بتقول شاكين يعني مش متأكدين يعني مش اكيد انهم مش لسه مراقبين البيت.. ثانياً مش هسيبك تعرض نفسك لخطر وتروح هناك وانت مش متأكد من حاجة.. ثالثاً مين قال انهم مصدقين مروان اخويا!! .. رابعاً وده الاهم انت عايز تروح البيت ليه اصلاً؟!!

سألها بهدوء :
ـ انتي سمعتيني للأخر!! .. اسمعيني للأخر .. مين قال اني متأكد من حاجة؟! .. انا كل كلامي مبني على احتمالات ومش هتصرف بناءاً على احتمالات .. فاكرة الراجل اللي قولتلك رقمه معايا وممكن يساعدني بس الموبايل طبعاً مش معايا

نور بهدوء :
ـ أيوة!!

فارس بهدوء :
ـ انا متأكد اني كنت كاتب رقمه في حاجة في البيت.. ورقة او note أو حاجة.. ايوة.. في درج المكتب في اوضتي.. مكتوب فيها كذا رقم كمان مش ده بس

نور بحيرة :
ـ ايوة بس انت هتتأكد ازاي ان البوليس مش لسه مراقبين البيت؟!

فارس بهدوء :
ـ بسيطة هكلم نادين

عقدت حاجبيها بإنزعاج ثم قالت :
ـ نادين!! .. اه .. طب كويس.. ما تخليها تيجي تقعد معاك هنا كمان بدالي احسن

تقدم خطوتين ووقف أمامها هاتفاً :
ـ ايه ده ايه ده في ايه!!! .. قفشتي ليه كده!!

نور بضيق :
ـ علشان كداب

فارس بدهشة :
ـ كداب؟!! ليه؟!!

نور بضيق :
ـ ايوة.. مش سألتك قبل كده وقولتلي...

تابعت بصوت مُضحك :
ـ جيران بس يا نور

ضحك وقال :
ـ طب ما احنا صحاب بس يا نور وبتساعديني اهو جت عليها يعني؟!

نظرت إليه بغيظ ثم قالت :
ـ ماشي ماشي.. 

فارس مبتسماً :
ـ هو ايه اللي ماشي ماشي!!! .. طب قوليلي هنحلها ازاي دي وانا من ايدك دي لأيدك دي ولا تزعلي نفسك

تنهدت وقالت :
ـ افرض اللي بيراقبوا البيت لابسين مدني!!

اومأ بتفهم قائلاً :
ـ اممم..

تابعت :
ـ ماهو اكيد مش موقفين قوات ببنادق قدام بيتك طول الفترة اللي فاتت دي.. مينفعش البيت يبان انه متراقب الفترة دي كلها ماهما برده عايزين يوقعوك.. ممكن جداً يكونوا اللي مراقبين البيت دلوقتي اتنين تلاتة لابسين مدني وخلاص.. ساعتها بقى هي هتعرف منين ؟!

فارس بمرح :
ـ ايوة كده شغلي مخك معايا واتكلمي بدل الصمت اللي انتي فيه من الصبح ده

نظرت إليه ورفعت احد حاجبيها وقالت :
ـ انت بتستفزني علشان اتكلم يعني!!

اومأ وهو يبتسم ثم قال :
ـ هو انا عبيط علشان اروح هناك!! .. بس فعلاً الارقام دي كده كده موجودة في البيت وانا عايز اوصلها والاكيد اني هلجأ لنادين فعلاً

نور بغيظ :
ـ ونادين هتوصل لمكتبك ازاي ولا هتخش شقتك ازاي.. قولي كمان ان معاها مفتاح!

ضم شفتيه ثم حمحم قائلاً :
ـ وهي هيبقى معاها مفتاح ليه يا ست نور!! .. حد قالك انها من بقيت عيلتي؟؟

نور بتهكم :
ـ يمكن احتياطي علشان جنابك لما تبقى في الشغل وتحب تتطمن على سارة ولا حـااجة

رفع أحد حاجبيه وهو يُجاهد كي لا يبتسم ثم حمحم قائلاً :
ـ اولاً مفيش حد غريب بيخش بيتي وانا مش موجود.. ثانياً مفتاح شقتي هي نسخة معايا ونسخة مع سارة وبس.. نادين ممكن تاخد المفتاح من سارة و..

نور بضيق :
ـ طب ما مروان يروح

فارس بدهشة :
ـ انتي غبية يا بت!!

نظرت إليه بصدمة فتابع :
ـ أخوكي ايه اللي هيوديه هناك تاني!! .. حرام عليكي هتشيليني ذنبه لو اتورط في حاجة بسببي .. وبعدين انتي ايه اللي مضايقك من نادين انتي تعرفيها؟!

نظرت إلى الجهة الاخرى وقالت بهدوء :
ـ ماشي.. اعمل اللي انت عايزه ..

ابتسم وحرك رأسه في إنكار ولا يُنكر انه شعر بالسعادة في تلك اللحظة

نور بهدوء :
ـ خليك كده تثق في اي حد .. والله ما هسأل فيك لو اتمسكت

ضحك بخفة ثم قال :
ـ طب بس متعصبيش نفسك وبصيلي

التفتت إليه فاشار لها نحو مقعد خشبي قائلاً :
ـ ممكن تقعدي هنا وانا هروح اجيب اتنين قهوة من الكافيتيريا اللي هناك دي واجيلك نفكر سوا؟!

اومأت بخفة ثم جلست فذهب هو بينما هي تتابعه بعينيها بنظرات حائرة .. حزينة ربما .. لا تعلم ما هذا الشعور القاتل!! .. لم تمر عليها لحظة بحياتها شعرت فيها بحيرة مثل التي تشعر بها الآن

انتهت غادة من تجديل شعر سارة ثم ابتسمت وقالت :
ـ اهو ياستي حلو كده!!

نظرت سارة في المرآه وهي تبتسم ثم قالت :
ـ حلوة اوي.. مش زي بتاعت فارس بس حلوة برده

ضربتها غادة على كتفها قائله :
ـ ماشي يا مفعوصة..

التفتت إلى غادة وهي تضحك ثم عانقتها وقالت :
ـ لا بجد جميلة اوي ميرسي يا طنط غادة

ابتسمت غادة وربتت على كتفها ثم سألتها بمرح :
ـ وهو أخوكي بقى هو اللي كان بيضفرلك شعرك!!

ابتعدت سارة ثم ابتسمت وقالت :
ـ اه.. مبعرفش اعملها لنفسي بصراحة وهو طول عمره هو اللي بيعملهالي

عقدت غادة حاجبيها وسألتها وهي تبتسم :
ـ ليه ومامتك كانت فين!!

اختفت ابتسامتها ثم قالت بهدوء :
ـ ماما أتوفت

حمحمت غادة وقالت :
ـ أه ما انا.. ما انا استنتجت ده بس قصدي يعني هي متوفية من زمان؟!

اومأت سارة وقالت بهدوء :
ـ انا مشوفتهاش.. فارس قالي انها ماتت وهي بتولدني

ضمت غادة شفتيها بأسف ثم نهضت وقالت :
ـ أأ.. طب.. طب انا رايحة اشوف دادة فاطمة خلصت الغدا ولا إيه احسن انا جوعت.. وتلاقيكي انتي كمان جوعتي..

اومأت سارة بخفة فقالت غادة :
ـ يارب بس مروان ميتأخرش .. انا ملاحظه ان بقاله يومين مش بيكلمك صحيح!!

حمحمت سارة وقالت :
قالي انه مش هيكلمني تاني علشان بقوله أونكل مروان .. هو ايه الغلط فيها!!

ضحكت غادة بخفة وقالت :
ـ لا مافيهاش غلط ولا حاجة بس هو كده مبيحبش حد يحترمه.. قوليله يا مروان عادي .. وتعالي معايا بقى اما نشوف الغدا جهز ولا ايه

عاد إليها فارس ثم أعطاها القهوة وجلس إلى جانبها وقال بهدوء :
ـ بصي بقى .. ممكن ننسى المشكلة دي كلها!! .. ننسى نادين.. ننسى سارة وننسى اخوكي وتكلميني بصراحة وتقوليلي مالك؟!!.. انتي في حاجة مزعلاكي من الصبح وانا قولت نتمشى يمكن تتكلمي.. قوليلي مالك

تنهدت ثم قالت بهدوء :
ـ أول مرة مبقاش فاهمة نفسي

فارس بهدوء :
ـ ايه اللي انتي مش فاهماه!! .. قوليلي ايه اللي محيّرك كده ؟!

نظرت امامها ثم قالت :
ـ مفيش حاجة.. انسى .. انا بس ماما وحشتني

تنهد بيأس وقال :
ـ هعمل نفسي مصدقك .. بس لو حبيتي تتكلمي في أي وقت انا هسمعك اكيد

ابتسمت ونظرت إليه فبادلها الابتسام فحمحمت وقالت :
ـ ما.. ما تقوم نرجع

تنهد بحيرة ثم اومأ ونهض فنهضت هي الأخرى

ليلى بهدوء :
ـ متزعليش مني لو كنت انفعلت شوية اول ما مروان جابك هنا..

سارة بهدوء :
ـ لا خالص يا طنط مش زعلانة

ابتسمت ليلى وقالت بهدوء :
ـ بشوفك على طول قاعدة سرحانة وزعلانة

سارة بهدوء :
ـ مش بسبب حضرتك.. بس.. بفكر في فارس

ربتت ليلى على كتفها بخفة وقالت :
ـ ربنا ينصره ان كان ليه حق ويرجعلك بالسلامة ومفيش حاجة تفرقه عنك تاني ابداً.. منك لله يا شريف .. أذيته وأذيت الكل معاه

دخل مروان الى المنزل ثم تقدم الى الداخل فنظرت والدته نحوه وسألته بجدية :
ـ كان عايزك ليه؟!

مروان بضيق :
ـ جايبني يحرق دمي.. قال ايه انا فاهم غلط .. اصلي ظالمه برده يا كبدي.. فيها ايه يعني لما الاقي واحدة فاتحالي هدومها وقاعدالي على رجله .. عااادي الراجل بيسلي وقته

ليلى بحده وهي تشير له بعينيها نحو سارة :
ـ واد يا مروان!!!

نظر نحو سارة ثم حمحم قائلاً :
ـ ايه ده هو انتي قاعدة!

ليلى بجدية :
ـ ده بس اللي قالهولك!!

مروان بسئم :
ـ اهو رغي ملوش لازمة.. المهم الغدا جاهز ولا لا!!

حمحمت سارة وقالت :
ـ طنط غادة ودادة فاطمة في المطبخ بيجهزوه

مروان وهو ينظر إلى والدته :
ـ ما تردي يا ماما الغدا جاهز ولا لا!

ليلى بدهشة :
ـ ماهي ردت عليك اهي!!

مروان بلامبالاة :
ـ لا ما انا مبكلمهاش

نظرت إليه سارة بأنزعاج فقالت ليلى :
ـ احسن.. يعني هي هتتكلم مع الأملة!

ضحكت سارة فألتفت إليها ثم نظر الى والدته بغيظ ثم تنهد بسئم وتركهم متجهاً إلى المطبخ

بالقرب من المنزل الخشبي،،،

حمحمت نور وسألته بتردد :
ـ فارس هو.. فاكر قبل كده لما سألتني إذا كنت بحب شريف ولا لا!!

فارس بهدوء :
ـ وقولتيلي إنك كنتي بتحترميه مش اكتر .. اه فاكر

نور بتردد :
ـ فاكر كلامنا بعدها؟! .. يعني.. لما قولتلك اني مش بصدق الكلام ده وانت قولت انك عكسي!!

اومأ قائلاً :
ـ اه.. عايزة تقولي ايه!!

حمحمت وقالت :
ـ انت.. انت ازاي ممكن تعرف اصلاً اذا كنت بتحب الشخص اللي قدامك ده!! .. قصدي انت قولت انك مجربتش حاجة زي دي قبل كده بس لو حصل هتفهم نفسك ازاي!!

ابتسم ثم توقف والتفت إليها قائلاً بمرح :
ـ بصي هي هتبدأ بغيرة

ازدردت لعابها وهي تتجنب النظر إلى عينيه فتابع بهدوء وهو يبتسم وينظر إليها بمكر :
ـ يوم ما تحبي واحد هتخافي عليه.. هتثقي فيه.. هتحبي وجوده جنبك.. هتشوفي ان كلامه عن اي ست تانية قدامك عبارة عن اسـتـفـزااز .. هتتعصبي لما يجيب سيرة واحدة غيرك قدامك

حمحمت ونظرت بعيداً بتوتر شديد فأقترب خطوة وتابع بهدوء :
ـ لما تتكلمي معاه أو لما تبصي في عينيه هتحسي انك مش قادرة تاخدي نفسك.. هتسمعي ضربات قلبك.. جسمك هيتلج.. متفهميش بقى دي فرحة ولا ارتباك ولا حماس.. لو قرب منك هتحسي انك متكتفة.. عايزة تبعدي ومش عايزة أو مش قادرة و..

هتفت بضيق :
ـ كـفـايـة!

رفع حاجبيه بدهشة وابتسم بخفة وهو يضم شفتيه بينما هي مررت يدها على عنقها بأرتباك شديد خاصة وهي تتذكر ذلك اليوم حين كانا يرقصان معاً
ذلك اللعين وصف كل ما شعرت به بالتفصيل

حركت رأسها في إنكار ثم قالت بضيق :
ـ إ..إيه التخاريف اللي انت بتقولها دي!!!

فارس بدهشة :
ـ تخاريف!!

نور بحده :
ـ اه تخاريف.. ومش مصدقاها ولا هصدقها.. انت مصدق الكلام اللي انت بتقوله ده!!

فارس بهدوء :
ـ انا مش بقوله.. انا بوصفه زي ما شوفته

نظرت إليه بصدمة ثم تحدثت بأرتباك :
ـ بص.. آآ.. انا غلطانة اني فتحت الحوار ده اصلاً

فارس بهدوء :
ـ يعني انتي بجد عمرك ما حسيتي بأي حاجة من اللي انا قولتها دي ناحية ااي شخص!!

نور بنفي :
ـ لا طبعاً عمري.. وده مش هيحصل طبعاً دي تخاريف

فارس بجدية :
ـ اه طبعاً مش هيحصل طول ما انتي مش عايزة تدي لنفسك الفرصة

نور بضيق :
ـ فرصة ايه اللي اديها لنفسي!!! .. قولتلك الكلام ده مش هيحصل معايا ومش هسمح لنفسي اني اصدقه.. انا مبصدقش اوهام

فارس بضيق :
ـ انا مش فاهمك بصراحة .. خايفة من ايه!! .. ادي لنفسك فرصة انك تحبي وتتحبي .. عيشي حياتك وعيشي سنك ..

نور بضيق :
ـ مفيش حاجة أساساً علشان اخاف منها.. انت بتقول الكلام ده علشان انت مصدقه لكن انا لا..

هتف بأنزعاج :
ـ لا يا نور انتي اللي مش عايزة تصدقيه.. أو خايفة تصدقيه.. يمكن خايفة تعيشي التجربة

نور بضيق :
ـ انت مين علشان تحكم عليا وتقرر بدالي!!

فارس بجدية :
ـ انا بقيت عارفك أكتر من نفسك .. الحب مش قرار زي اي قرار بتاخديه في حياتك محتاج ترتيب وتخطيط وتفكير طويل.. انتي كل اللي محتاجاه انك تسمعي قلبك ولو مرة وتهدي الجدار اللي انتي بانياه بينك وبين مشاعرك ده

نور بحنق :
ـ انا مش بانية جدران بيني وبين اي حاجة يا فارس.. كل الحكاية اني مش مصدقة الكلام ده .. مش مصدقة اني ممكن اقابل شخص وأحبه بالطريقة اللي انت بتقول عليها دي... الكلام ده مش حقيقي ومش موجود.. ده مجرد وهم .. مش كل حاجة حب حب..

فارس بحنق :
ـ لا كل حاجة حب.. ما انتي ارتبطتي قبل كده من غير حب ومكنتيش مرتاحة.. كنتي هتتجوزي واحد لمجرد انك منبهرة بيه.. كنتي شايفاه الراجل المثالي.. كل ده طلع كدب في الاخر

هتفت بأختناق وضيق :
ـ وحبه ليا كمان طلع كدب .. قالي انه بيحبني بدل المرة ألف وفي الاخر طلع كلامه كدب..

فارس بحده :
ـ مش معنى انه كدب عليكي في مشاعره يبقى المشاعر دي اصلاً ملهاش وجود .. هو اللي خدعك يا نور .. العيب منه هو .. في مليون راجل غيره يتمنوا ضافرك بس صدقيني عمرك ما هتعيشي علاقة ناجحة ولا سعيدة من غير ما يكون في حب

نور بسخرية :
ـ فعلاً!!! .. تعالى شوف غادة اختي هي وجوزها.. اتجوزوا جواز صالونات وجواز تقليدي بحت .. متجوزين بقالهم أزيّد من 10 سنين وعندهم ولد وعلاقتهم ناجحة اكتر مما تتصور وكل واحد فيهم سعيد جداً مع التاني.. عايشين معانا من ساعت ما اتجوزوا وعمري ما شوفتهم في مرة بيتخانقوا الا لأسباب بسيطة جداً زي اي اتنين متجوزين.. كل واحد فيهم بيقدر التاني وبيحترمه.. هو اتجوزها علشان اخلاقها وسمعتها وسمعة اهلها.. وهي اتجوزته علشان لقته شخص محترم وعنده اخلاق

فارس هاتفاً بغضب :
ـ انتي مش غـادة .. متاخديش من علاقة واحدة مثال ليكي .. ثم ان غادة اختك لو مش بتحبه مكانتش قدرت تكمل معاه .. لو كملت معاه لمجرد انه بيحترمها وبيعاملها كويس هيبقى غصب عنها.. هيبقى لأنها حاسة انها ملزمة ناحيته لكن مش علشان هي اللي من جواها عايزة تكمل .. لو اختك مش بتحبه ولسه مكملة فده ممكن يكون علشان خاطر ابنها وبس .. لكن انا متأكد ان علاقة ناجحة وكلها تفاهم زي ما انتي بتقولي كده اكيد فيها حب .. يمكن حبهم جه بعد الجواز بس..

نور بضيق :
ـ أيوةة بس بعد ما بقى واحد من عيلتها وبقى ابو ابنها .. سبق وقولتلك ان مفيش حب غير حبك لأهلك بما فيهم الزوج بس بعد ما يبقى زوج.. بعد ما يبقى في عشرة.. لكن مش واحد كده مفيش حاجة بتربطني بيه احبه!! .. احبه ليه!! .. إيه اللي بيني وبينه علشان أحبه!!

فارس بسخرية :
ـ اااه يعني انتي عايزة ترتبطي الأول بواحد محترم ومثالي وكويس وبعد ما تتجوزوا وتخلفوا ويبقى واحد من عيلتك هتحبيه لأنه بقى واحد من العيلة! علشان انتي مش بتصدقي غير حب العيلة والأهل وبس!! .. انتي بتضحكي على نفسك!!!

نظرت إليه بأختناق فهتف بضيق :
ـ انتي خايفة.. انتي خايفة تحبي .. خايفة تعيشي التجربة دي .. خايفة تحبي واحد من قلبك وتتعلقي بيه وبعدين تندمي لانك عارفة انك وقتها مش هتقدري تنسيه .. عايزة ترتبطي بواحد يا نور وتعاشريه وتبنوا حياة سوا وتتأكدي انه يستحق حبك الأول وبعدين تـقـرري تفتحيله قلبك صح!!

اغـرورقت عينيها بالدموع ونظرت بعيداً فقال بهدوء : 
ـ صح يا نور مش كده؟! .. انتي زي اللي عندك فوبيا من الاحساس بالندم ! .. ده محظوظ بقى اللي يقدر يكسب قلبك قبل الجواز وقبل الارتباط وقبل كل ده.. رغم الثقة الكبيرة أوي دي اللي كانت عندك في شريف وان كان فرحكم بعد ايام وكنتي برده لسه مقررتيش تفتحيله قلبك!! ..

هتفت بأختناق وهي تكاد تبكي :
ـ ااه بخاف اندم.. واه مش هسلم قلبي لواحد مفيش حاجة رابطاني بيه وهفضل بانية جدار حوالين قلبي لحد ما يدخل حياتي شخص يستحق اني افكر افتحله قلبي

حرك رأسه بيأس قائلاً :
ـ قولتلك الحب مش قرار يا نور .. مش بمزاجك .. دي مشاعر فجأة بتحسي بيها ويمكن تكوني حسيتي بيها فعلاً بس بتهربي منها وبتحاولي تقنعي نفسك انها وهم

هتفت بضيق وسخرية :
ـ فجأة كده بقيت دكتور نفسي وبتعرف تفهم شخصية اللي قدامك وتحللها!!

نظر إليها بأنزعاج ثم نظر إلى الجهة الأخرى ولم يتحدث فزفرت بضيق ثم تركته ودخلت إلى المنزل

نظر نحوها بغيظ ثم لحق بها سريعاً .. جلست هي على احد الكراسي بالداخل بينما وقف هو عند الباب وقال بجدية :
ـ نور انا كلمتك لمصلحتك.. انتي بنت جميلة وتستحقي تعيشي كل ده بس ادي لنفسك فرصة.. الفرصة مبتجيش كل يوم

نور بسخرية مختلطة بالإنزعاج :
ـ النص التاني من الخرافات.. ان الحب مبيجيش غير مرة واحدة

تنهد وقال بهدوء :
ـ لا مش هقولك كده.. في ناس تقدر تحب اكتر من مرة.. بس اللي حقيقي صعب تلاقيه تاني انك تحبي حد يكون هو كمان بيحبك

التفتت إليه وسألته بأرتباك مختلط بالغرابة :
ـ تاني ؟!

اومأ بخفة قائلاً :
ـ تاني

لفظ تلك الكلمة ثم تركها وخرج من المنزل مرة اخرى فنظرت أمامها وبدأت تمرر يدها على عنقها بتوتر وضيق وأغرورقت عينيها بالدموع .. يتحدث وكأنها قد عثرت على الحب مع شخص يبادلها إياه ولكنها ترفض الاعتراف وتحاول تجاهل ذلك الحب ..

ربما هو مُحق.. ربما هي خائفة!

من أعماقها تعلم انه أثر بها .. حرك مشاعرها .. أيقظ مشاعر لم يكن لها وجود من قبل وبعد أن أيقظها وعندما كانت هي تحاول فهمها اخبرها فجأة ان كل شعور منها يعبر عن الحب

سالت دموعها وشعرت بالاختناق الشديد فهي تعلم جيداً انها انزعجت حين تحدث عن تلك المرأة التي تدعى نادين .. تعلم جيداً انها تخاف عليه بشدة وتهتم لأمره كثيراً .. تعلم جيداً انها لم تقابل بحياتها رجلاً مثله لا بحنانه ولا برقة قلبه أو صدقه ولطفه

ربما اختلقت الكثير من الأسباب ولكن حتى هذه اللحظة تصارع لتعرف ما هو السبب الحقيقي وراء عودتها إلى هذا المكان مرة اخرى!

مؤخراً شعرت بأن هناك رابطة بينهما وان الله ارسله لها ليزيل تلك الغشاوة من على عينيها لتدرك حقيقة الشخص الذي كانت ستهبه نفسها .. لذا شعرت بأن أقل ما تفعله له ان تسانده وتبقى الى جواره

وحتى الأن لازالت تقنع نفسها بهذا

جلس هو في الخارج وهو يشعر بالإنزعاج الشديد فلقد رأى تلك اللمعة في عينيها .. على استعداد ان يُقسم بأنها تكن له شعوراً تخشى الاعتراف به .. لقد تغيرت تماماً .. نبرة صوتها حين تتحدث إليه تغيرت .. نظراتها إليه اختلفت .. كما أنه ليس هناك من سبب اخر يجعلها تنزعج حين يذكر اسم إمرأة اخرى امامها ..

يخشى أن يخسرها بسبب عنادها .. إن فقط اطلقت العنان لشعورها قليلاً!! .. لقد مضت أياماً وهو يحاول اخبارها بأنه يُحبها ولكنه لم يستطع .. كلما أوشك على فعل ذلك تراجع .. لا يعلم إن كان يخشى من ان تسوء العلاقة بدلاً من أن يتقربا أم يخشى اكتشاف انه كان مخطئاً من البداية وانه كان يعيش في وهم ليس له أساس من الصحة

بينما في الداخل زفرت بأختناق ونهضت بسرعة فأنقطعت بلوزتها.. شهقت وتأففت بضيق وبدأت تتحدث بضيق وهي تشد أطراف بلوزتها من ذلك المسمار البارز من الطاولة :
ـ حاجة قرف وبيت قرف ومسامير في كل حتة اووف.. اطلعي بقى..

جذبتها بقوة فأزداد الشق ولكنها تحررت من ذلك المسمار .. نظرت إلى بلوزتها بضيق وتحسر وتذكرت ان ملابسها الاخرى متسخة فالتفتت نحو حقيبة فارس ثم جذبتها سريعاً وقامت بفتحها لتبحث عن شئ ما ترتديه

خرج مروان من المطبخ فأتت سارة ووقفت أمامه وابتسمت برقة

نظر إليها بغرابة وكاد ان يبتسم ولكنه عبس وتخطاها متابعاً طريقه

حمحمت ثم هتفت برقة :
ـ مروان!

توقف ثم وضع يده على قلبه قائلاً بطريقة كوميدية :
ـ آآه!! .. قلبي هيقف!!

التفت إليها وهو يبتسم ثم قال :
ـ اللي انا سمعته ده حقيقي!!

ابتسمت برقة فهتف وهو يبتسم :
ـ ينهار ازرق يا جدعان!! .. هي مالها حلوة منك كده ليه يخرب بيتك!!

عقدت حاجبيها بغرابة فقال بمرح وهو يبتسم :
ـ قوليها تاني كده!!

ضحكت بخفة وهي تنظر إلى الأسفل بإحراج وقالت :
ـ مروان

مروان هاتفاً بأبتسامة :
ـ يختاااي.. لا ارجعي قوليلي أونكل مروان تاني احسن انا كده هنهار

ضحكت برقة وخجل فقال وهو يضحك :
ـ إيه يابت الرقة دي يخرب بيت حلاوة أمك!

اختفت ابتسامتها وقالت بجدية :
ـ احنا اتفقنا لما أبطل اقولك يا أونكل هتبطل تقولي يابت!

حمحم وقال وهو يبتسم :
ـ ايوة صح.. صح

ابتسمت بلطافة ورقة فهتف بمرح :
ـ ما تجيبي بوسة

هتفت غادة من داخل المطبخ :
ـ انت يا زفــت!

هتف مروان :
ـ على خدها ورحمة ابويا

ازدردت سارة لعابها بإحراج ثم تركته وذهبت فهمس بخفوت :
ـ مؤدبة اوي.. مكنش يبقى ليه اخت رقاصة!!! .. كان زمانها بقت مليّطة هنا

دخل فارس إلى المنزل ليجدها تجلس بهدوء بجوار النافذة فنظر إليها بدهشة وتفاجؤ عندما رآها ترتدي قميصه .. نظر إليها بإعجاب وابتسم فلقد بدت لطيفة للغاية في هذا القميص الأبيض الفضفاض

استند إلى الباب وهو ينظر إليها بهيام وخصلاتها تتطاير برقة وانسيابية حول وجهها

لم تنتبه إلى وجوده بل بقيت تنظر إلى السماء بشرود وهي تستمتع بمداعبة النسيم الرقيق لبشرتها وخصلاتها الحريرية بينما يستمتع هو على الجانب الآخر بمشاهدتها وتأمل جمالها ومراقبة روعتها

انتبه إلى نفسه بعد دقائق طويلة ثم حمحم وهتف بمرح :
ـ انا بشبه ع القميص ده .. ده أبوكي الله يرحمه سابهولك قبل ما يموت ولا ايه؟!

ضيقت عينيها وألتفتت إليه بأمتعاض فضحك بخفة قائلاً :
من غير ما تبصيلي حلال عليكي .. هو حلو عليكي اصلاً .. يا بخته!

أحمرت وجنتيها وقالت بغضب مُضحك :
ـ إيه بلوزتي اتقطعت .. افضل من غير بلوزة يعني ولا ايه!!

فارس مبتسماً :
ـ ياريـ.. قصدي لا طبعاً تفضلي من غير بلوزة ازاي وده ينفع يعني؟! .. هدومي كلها تحت امرك

كادت ان تبتسم ولكنها تمالكت نفسها وحمحمت وقالت بهدوء :
ـ سوري كان المفروض استأذنك بس..

قاطعها بأعتراض :
ـ لا لا عادي انا قولت حاجة! .. ايه اللي قطع بلوزتك طيب!

اشارت له نحو الطاولة وقالت :
ـ المسمار اللي طالع ده

نظر إليه ثم قال :
ـ كويس انه معوركيش..

التفت إليها ثم تابع بمرح :
ـ بس القميص هياكل منك حتة

ضحكت بخفة فأقترب ثم حمحم قائلاً :
ـ لسه قافشة!! .. سوري يعني لو ضايقتك بكلامي ده كان مجرد نقاش

حركت رأسها بإنكار وقالت :
ـ لاا انسى خلاص

نظر بخضرواتيها بشرود لثوانٍ ثم نظر إلى شفتيها بتمعن فألتقطت انفاسها بتوتر ثم خفضت عينيها فمد يده ووضعها على وجنتها وقرب وجهه منها قليلاً فنظرت إليه مرة أخرى بأرتباك

اقترب أكثر وهو يُركز عينيه على شفتيها وتكتسحه رغبة عارمة بتذوقهما وتقبيلها بقوة حتى تنقطع انفاسها .. أغلق عينيه ثم ابعد يده عن وجهها وابتعد للخلف فابتعدت هي الأخرى بأرتباك والتفتت الى النافذة من جديد

مرر يده بشعره وحاول تجاهل هذا الشعور بالاثارة الذي سرى بعنف في كامل عروقه منذ ان رآها ترتدي قميصه .. يخشى ان تقوده تلك الاثارة لفعل شئ مجنون دون ان يشعر مثلما فعل قبل ثوان وكان على وشك أن يُقبلها

حمحم ثم قال :
ـ أأ.. مش جعانة.. قصدي انا هاكل هتاكلي معايا ولا..

حمحمت بأرتباك وقالت من دون ان تلتفت إليه
ـ لأ انا.. مش جعانة لا ..

اومأ بخفة ثم تركها وجلس بالقرب من الطاولة وأخرج الطعام رغم انه لم يشعر برغبة في تناول الطعام ولكنه اراد ان يُشغل نفسه بأي شئ اخر ليهرب من ذلك الشعور

أرائكم 👀❤️..

Continue Reading

You'll Also Like

114K 4K 61
ليث الدمنهوري رائد فى المخابرات صاحب اكبر شركات فى مصر والوطن العربى مشهور بالوحش وهى عهد الجارحى رائدة في المخابرات معروفه بالكينج جميله جدا معروف ع...
319K 5.3K 50
أحبها رغماً عن انف الجميع ، وتمسك بحبه لها حتي اصبحت تسري بدمه ولكنهم لم يفهموا ذلك الحب فصاروا ينعتونه بالمجنون الذي فقد عقله .. أما هي ؟؟ دعوني أق...
13.1K 406 50
ليمسك بها من ذراعها ويهزها بعنف وهو يقول بعصبيه مُفرطه: انتى اتجننتى فاكرة نفسك ف امريكااا يا بتتتت ...لازم تعرفى انك هنا فى الصعيد ضُفر رجلك مفيش را...
198K 5.5K 28
تزورني دائما فى أحلامي و لا أعلم من انت و ما اسمك حتى اني لم ارى فى البدايه سوى عينيك التى اصبحت تمتلك قلبي ، أصبحت تعطي الحياه روح اعيش من أجلها لم...