𝕄𝕚𝕤𝕥𝕪 𝕎𝕚𝕤𝕡𝕖𝕣𝕤

By KJIN___

39.3K 2.5K 1.1K

١٨٧٥م .. عندما يكون حاكم فرنسا تشانيول لويس مولعًا بالفن . ليشارك بحفلات الشعر مختبئ خلف قناعًا ما. ‏ في... More

00
I - بريقُ الغزال
II - إثمٌ وغفران
III - سرٌ مُقدّس
IV - ارتقاءٌ بتهاون
VI - ذنبٌ طاهِر
همساتٌ ضبابيّة - VII

V - بقاءٌ مؤبد

3K 251 92
By KJIN___








.

.

.

.

.

.

" عذابُنا الوحيد هو العيش في الرغبةِ من دون أمل "

- دانتي أليغري - الكوميديا الإلهية - مُجلد الجحيم .





.....

القصر الريفيّ - باريس - 1875 .

كان مستريحًا على سريره ، بحُزنٍ عظيم وغيمةٌ سوداء تجول حوله .

لا يُفكر بالنهوض واستكشاف القصر .
ولا يُفكر حتى بلقاء رفيقِ روحه و ونيسُه .

جُل تفكيره كان عن الخروج من القصر والذهاب لإحراق ما قد أرسله للحبيب بنيّةِ الرحيل .

ولكن عن أي رحيلٍ يقصده وهو ما ان خطى اول خطوةٍ بداخل منزله حتى استقبلهُ عددٌ من الحُراس لينتقل مجبرًا مع شريك سكنِه .

ويبقىٰ مشدود الأعصاب بخيبةٍ عظمى عن مصيره الذي بات مجهولاً لديه .

كان قرار الرحيل في بادئ الأمر صعبٌ عليه

ولكن برؤيةٍ واسعة للأمور كان هو الحل الوحيد لكي يبقى العُمر والدهر بجانب الحاكم .

فبرحيله لإيطاليا قد يتسنى له ان يورث آملاك والدته بالتبني مترفعاً بشأنه وتاركًا هوايته وهويتُه كراقصٍ ليُرسل مرةً أخرى

لمحبوبته باريس كسفيرٍ ايطاليّ رفيع الشأن .

ولكن الذي حصل انه بقي كراقصٍ مجبرٌ علىٰ البقاء لا غير

وها قد مرّ يومان منذ ان انتقل ويكاد يجزم بأن الحاكم الآن يشعر بالخيبةِ منه

ولا يسعُه سوا ان ينقهر وتدمعُ عيناه أسفل الغطاء المندثرِ به .

طرقٌ على باب الجناح قد كسر السكون حوله
وعندما لا يبادر بالرد

فتح الباب ليشد على الغطاء أكثر بعدم رغبةٍ منه لمقابلة الداخل عليه .

" انا اعلم بأنك مستيقظ بيك "

أقترب لوكاس من رفيقِه مقتحمًا خلوته وجالسًا على حافة سريره .

ولكن هدوء الاخر وسكونه لم يمنعُه من مواصلة حديثِه .

" أنظر لقد مر يومان بالفعل وانت لا تزال سجين جناحك ، وانت لا تفعلها الا ان كنت بقمة الحزن هيا أخبرني مالذي يحزنك وسأحاول بكل جهدي ان أبعده عنك "

اشاح بيكهيون الغطاء عن رأسه ليتبين للآخر السواد حول عسليةِ رفيقِه والدمع الجاف الذي قد حفر وجنتيه .

" هل تعدني بذلك ؟! "

أمسك لوكاس بكفيه محتضنًا لها قبل ان يبتسم بلطف ومواساة له .

" ان كنت استطيع ، أعدك بيكهيون "

استقام الآخر من استلقاءه ليتكئ بظهره على رأس السرير مبادلاً لوكاس بالنظر .

" اريد الرحيل من هنا "

استغرب لوكاس رغبة بيكهيون بالحديث ليشد على كفيه حاثًا له بالشرح اكثر .

" اريد الرحيل لإيطاليا لوكاس "

التمس الأخر اليأس والحزن من أعين الراقص والذي ما ان انهى طلبه حتى اشاح عيناه لركنٍ بعيد .

وقد علم لوكاس بأنه سيُناضل اكثر من اجل الرحيل ولن يمنعُه شيء

لذالك هو قد تنهد قبل ان يُمسك بكفه بكلتا يديه جاعلاً الاخر يعود بالنظر اليه .

" حسنًا لك ذلك ولكن بصباح الغد قد اتمكن من جمع قافلة وحراس لمرافقتك برحلتك بيك ، لن اسمح لأي اذى بالاقتراب منك "

" ولما صباح الغد ؟! لما ليس الان ؟! "

تسائل بيكهيون من حديث صديقه ليبتسم لوكاس وتلمعُ عيناه قبل ان يجاوبه .

" لأنني الان مجرد لورد وبعد زيارة الحاكم الليلة
سيتم تنصيبي كدوقٍ لليون بيك "

أجحضت أعين الصبيّ وبات النفسُ ثقيل عليه

وقوع الجملة على مسامعِه كان يتردد بكثرةٍ حتى تدارك نفسه

وسحب كفُه من بين ايدي صديقه ليتسنى له الاحتفاظ برجفتها دون ان يلاحظ الاخر .

ابتسم ابتسامةً خفيفه وقبل ان تضيع حروفه هو قد اجاب لوكاس المتحمس بسعادةٍ امامه .

" انني سعيدٌ من اجلك لوكا "

" هيّا انهض و تجهز فقد يصلُ الحاكم عند غروب الشمس "

" حسنًا "

قد كان يكتم اخر نفسٍ له حتى لحظة خروج صديقه وعودته للإختلاء بذاته
وعندها هو قد تنهد بعُمق جميع ما كان يكبتُه من شعور مقيت .

سيُقابل الحاكم الليله وهو ليس مستعد بتاتًا برؤيته بعد ابلاغه بالرحيل .

كيف له ان يظهر له بعد ان اقترف خطأً بحقه .

هو ليس خائف وليس متردد
بل كان يشعر بندمٍ فضيع على تسرعه

ولكن اين له بمعرفة ان خططه قد تفشل
وصديق روحه سيتوج كدوقٍ لبلدةِ ليون .

نبض قلبه لا يزال يتسارع بشكلٍ فضيع ليهم قائمًا على قدميه
يدور حول نفسه

يفكر بحلٍ لما قد وقع به
ولكن لا يوجد حل ولا مهرب لمصيبتِه .

يقضم اظافره بقسوةٍ حتى تجرحت اطراف انامله وبات الدم يسيل منها

ولكن جُل أحاسيسُه قد انشغلت عن ابلاغه بكم الألم الذي يتسببه بجسده حتى استفاق على مواجهة الحاكم وليحصُل ما يحصُل .






.

.

.

.

.

.




عودةٌ للوراء ...

في لحظة اجتماع الحاكِم مع مستشاره

كانت جديّة الحاكم بإلقاء أوامره وشرح الخطة للمستشار سائدةٌ على المكان .

حيث هم جالساً على مقعد مكتبِه العريض والذي كانت حبات الزمرد والياقوت تنتثرُ فوقه .

يقابله اللورد رايموند والذي ما ان التمس جديّة حاكِمه حتى جلس على المقعدِ المقابل عاقداً يداه ومستمعاً بحرص .

" مخططُ الإيقاع بالحاكم حضرة المستشار ، واللورد بوتون قد نفذ ما أمر من أجله ليأتي دورك هنا "

" أعتذرُ عن مقاطعتك جلالتك ، لكن من هو الخائن الذي تم الإيقاع به ؟!"

اسند الحاكِم ظهره على مقعده واضعاً قدمًا فوق الاخرى متلمساً خاتم العقيق الاسودِ الملتف حول بنصره .

ومبتسمًا على انتصاره على أعداءه .

" اتذكر الاجتماع مع الكونت جاريد "

" نعم اتذكر جلالتك وقتها قد امرتَ اللورد بوتون بتتبعه وتحرير أسر ابنه  "

" حسنًا تلك كانت خدعةٌ بيني وبين اللورد ، فإبن الكونت قد توفيّ منذ ان كان بالمهد رضيع ، وبإمتثاله امامي كاذبًا ظنًا منه انه سيخدعني هو فقط اكد شكوكي حوله "

اسند المستشار ظهره بالمُقابل قبل ان يحلل الموقف بعقله وعندما ادركه هو قد اكمل عن الحاكم بذهول .

" اذ كانت كل اقاويله كذباً فقد يكون هو المحرض للثورة على حاكم بريطانيا والممول لها ، لكن لما قد تم اتهام دوق ساندرينغهام ؟! "

استقام الحاكم بوقوفه ليهم المستشار بالوقوف معه لكنه قد اشار اليه بعدم الوقوف ليسير الى الابريق المعدني الموضوع على طاولةٍ اثريه بجانب المدفأه بنهاية الجناح .

صابًا لنفسه كأسًا من النبيذ وللرفيقه بالمثل .

" لم يتم اتهامه عبثًا فقد كان كحامل الذنب بالنسبة للكونت بالاضافة الى كونه مرسالٌ وصلة وصلٍ بينه وبين الثوار في بريطانيا ، وبلحظة خروج الكونت من القصر فقد اتبعه اللورد بوتون طوال الليل ليتم امساكه وهو على وشك قتل دوق ساندرينغهام لكي لا تنكشف مؤامرته "

ابتسم المستشار بثقةٍ قبل ان ينتناول الكأس من حاكِمه واقفاً امامه مكملاً حديثه .

" إذًا فقد انتهى عهد المؤامرات "

تضارب الكأسان بنخبٍ على انتصار مخططهما ليعود الحاكم جالساً ببرود .

" لكن لم ننتهي من تنظيف مخلفاتهم "

" مالذي تأمرني به جلالتك ؟! "

همهم تشانيول بتفكير قبل ان يسترسل بحديثه عن تمام الأمر

" اتذكر ابن اللورد كينت ، لقد وعدت والده بانني سأعتني به وارشده وهاقد اتى وقت تنفيذ الوعد "

" لوكاس كينت ، اتذكر جيدًا بانه كان تحت ظلك ولا يزال "

لمعت أعين تشانيول لذكرى ابن رفيقِه الراحل لتتمرد خصلةٌ من خصال شعره الفضي بالنزول على حدة ملامحِه ، ليرفعها متنهداً .

" اريدُك ان تباشر بنقله للقصر الريفي ليبقى هناك لمدة خمس ايام بتعليمٍ شديد وتجهيز لكي يتولى منصب الكونت جاريد ويصبح دوق ليون "

" أمرك جلالتك "

انصرف المستشار ليقف تشانيول متجهاً للعرض الفسيح بنافذة جناحه

متأملاً هدوء حديقة فيرساي وتناقض الالوان المشرقه بينها وبين عتمةِ الجناح .

حيث كساه اللون الذهبي والنبيذّي الداكن .

يستمع لتراتيل العصافير والهدوء الساكن بالمكان متنهداً بعُمق

حيث ان تناقض ما حوله قد ذكره بمن سكن ايسره

هامسًا بوداعه وحُب
داعيًا للإله ان تصل مواساته اليه .

" لم يبقى الكثير فقط عدةُ ايام وستكون بقربي بيك  "


.

.

.

.

.

.




...

في الوقت الراهن .

كان القصرُ الريفي في حالةٍ من الاستنفار .

الخدم يتراكضون هنا وهناك منهم من كان مسؤولاً عن تزيين الردهة حيث سيتم استقبال الملك بها

ومنهم من كان يجهز الجناح الرئيسي اليه .

وأخرون قد عمت الفوضى بهم في المطبخ حيث بات الطباخ الرئيسي يأمر مساعديه بتحضير كل الاصناف والاطباق التي يفضلها جلالتُه .

والنصفُ الآخر قد باشروا بتجهيز القاعة الكبرى للعشاء

حيثُ اشعلت الشموع وتوزعت ايناءاتُ ازهارِ الليلكِ بكل ركن .

وعندما اوشكت عربةُ الملك بالوصول .

خرج اللورد لوكاس ومساعدة القصر وحاشيتها الموكلون باستقباله .

الجميع كان بأبهى طلةٍ للأمسيةِ السعيدة للبعض والموترةِ للبعض الآخر .

فتتبيّن لديهم عربةٌ بنيةُ اللون بنقوشٍ ذهبيه تجرها اربعُ جيادٍ بيضاء قد زينت بالأقنعة الثمينه .

تقف امام بوابة القصر الأبيض العريضه .

لينزل الخادم مسرعاً بفتح بابها يتبعه نزول المستشارِ اولاً

وينحني الجميع احترامًا وتقديرًا ، النساءُ على ركبهم والرجال برؤسهم


حينها ودعت الشمس بأشعتها الذهبيه السماء معلنةً غروبها
ويشرق الحاكم بطلته الملكيّه بدلاً عنها .

كان رافعاً خصال شعره الفضي الى الأعلى مرتديا بدلةً ملكية سوداء بتطريزات ذهبيه كانت على الجانبين ، رابطًا غمد سيفه الذهبي من على منكبه الايمن حتى ارتكز على نهاية خصره الايسر .

ولم تخلوا طلته من بعض المجوهرات وخواتم الفضه والاوسمة الملكية التي قد ابرزت مكانته الرفيعه بين الحاضرين .

يجول بعيناه المحيط حوله متفحصًا قبل ان يتقدم بابتسامة ورزانةٍ الى اللورد فاتحاً ذراعيه اليه بكل ود .

" لوكاس لقد مر وقتٌ طويل لم اراك به "

يقترب اللورد من حاكِمه معانقاً له بابتسامة لا تقل عن وسع ابتسامته .

" لحسن الحظ انك لم تنساني أيضًا تشانيول "

يشد العناق عليه بضحكةٍ نادره وسعادةٍ لم يعهدها الاخرون منه .

" محتالٌ صغير "

يرفع لوكاس حاجبه قبل ان يبتعد بدلال مشيرا الى المدخل لكي يتفضل تشانيول بالدخول .

" غبيٌّ طويل "

يتبادلان الشتائم اللطيفه بمزاحٍ قبل ان يدخلان من بوابة القصر غافلين عن أعينٍ عسلية قد استرقت النظر عليهما من نافذةٍ علوية

او يصح القول ان احدهما قد غفل عنه .


مرت الثواني والدقائق بشكلٍ بطيء
لتصبح ساعات حتى دُقت اجراس القصر معلنةً عن حلول الثامنةِ مساءً

ليقف لوكاس بعد ان تبادلا الحديث وازالا شوقهما ليقدمُه على العشاء .

واثناء ذلك .

في الركن البعيد عنهما كان بيكهيون قد اتم تجهيزاته

مرتدياً بدلةً بنيةُ اللون انيقه بقميصٍ ابيض مرتفع الياقة و وشاحٌ حولها بذات اللون قد اندفنت اطرافه بداخل صدريةٌ سُكريّه مشابها للون بنطالِه .
يكسوها معطفٌ بني اللون قد انسدلت ساعة جيبه من على احد جيوبها لتثَّبت سلاسلها بالجانِب المقابل بالصدريه .

يترك خصال شعره مسدولةٌ على جبينه ، بينما كان عُنق حذائه قد ارتكز على نصف ساقيه .

مثاليٌّ بطلته ولكن متوترٌ للحظةِ حظوره .

وعندما سمع صدى الاجراس هو قد اخذ نفسًا عميق قبل ان يزفره ليخرج من جناحه يسيرُ بطول الرواق الطويل .

وحينما قطع نصف المسافة به
قد أصابه هلعٌ فضيع .

فهو ليس بجسورٍ للقيّا حبيبه بعد .

وليس بجاحدٍ لكي يتظاهر بأن لا شيء حصل .

يعود ادراجه مسرعاً للجناح .
متخليًّا عن الوشاح الذي عانق نعومة رقبته راميًّا له بركنٍ مجهول .
متجهٌ الى النوافذ كي يفتحها حتى يتسنى له اخذ نفسٍ عن النفس الذي ضاق به .

ينهارُ بصمتٍ لكم اليائس الذي وقع به .

يفكر بانه قبل ثلاث ايام كان يتنعم بأحضانه والان لا يسعُه حتى الوقوف امام هيئته .

كيف كان وكيف اصبح حالُه

لما القدر يتلاعب به

لما يرسله فوق السحاب ويرديه على قساوة الأرض.

يسكُب له كأساً من الماء كي يبلل الجفاف الذي اصابه

لكن لم يرتوي بعد
ولن يرتوي حتى تزول الغمّة من عليه .

وبالنهاية هو ادرك ان لا سبيل بمبادرةٍ منه وسيبقى يتتبع الحاكم ويسترق النظر كنجوم في السماء عندما تلمع من اجله .

وبالجانِب الاخر

فقد انهى تشانيول لويس عشائه واصبح وقت التحليه

هو عالمٌ بوجود الصبي وعالمٌ بانه قد راقب وصوله من اعلى النوافذ بالقصر حتى انه قد كان يفكر بان يُبادل الاصغر بالنظر لكنُه سيضعف
ويأتيه مسرعاً من شوق فؤاده اليه .

لكنه قطعاً لن يتهاون بعقابه
وقد تطول مدة العقاب اذا لم يبادر بيكهيون بتبرير رسالته .
او يشرح فقط لما سبب رحيله والى اين .

وربما القليل من الجفاء المزيف قد يقربُه منه .

هو سيبقى حتى تنتهي مدة اللورد بتجهيزه لكي يرى
مدى تحمل الصبيّ فكرة الفراق .

وان كان بيكهيون في نهاية المطاف سيضعف فسحقاً لقلب لن يحتويه بحُب

وان كان يكابر فسيكسُر كبرياءه ويعود اليه .

على اي حال ان كان قلبه قد اختار شخصًا كي يمسُه بالود
فسيجاهد بكل مبدءٍ وقانون كي يحقق القرب منه .

وكل ذلك لم يكن الا غزوةٌ لا يوجد بها شهيدٌ ولا جريح .






وبعد ان انتهت الأمسية
وانتصف البدرُ بالسماء

وقد نام الجميع كان هناك قلبان لم يكن النوم رفيقهما بعتمةِ الليل .

فإبن دانز قد ذاق ذرعاً من تواجده بالجناح الذي ضاق عليه ليأخذ وشاحاً كبير يتدفأ به فوق منامته كي يخرج لحديقة القصر الخلفيه .

يسيرُ فوق بساط العُشب الجميل متأملاً نقاء الزهور ومتطيبًّا برائحتها .

يقترب من التل البعيد نسبيًّا عن القصر والذي تضاخم طول العشب والحشائش حتى اصبحت بنصف طول ساقيه

يتنهدُ براحةٍ على سكينةِ المكان وهدوءه حيث النسيم العليل قد داعب خصال شعره والبرودة قبلت وجنتيه المحمره .

يستلقي على البساط الاخضر متأملاً بريق النجوم بفكرٍ خالٍ عن اي احد

هو فقط خرج كي يصفي عقله من الضجيج المعتم الذي ساد به .

غافلاً عن جسدٍ عريض
قد تتبع خطاه

وخضع قلبه وكسر كبرياءه في لحظة رؤيته

كالحبيبِ الوديع الذي سكن خلدُه .

كان يحادث جوادُه قبل ان يلمح الصبي يسير من امامه .

وكالذي سُحِر من أجله هو فقط تتبعه حتى وصل للتل حيث استلقى بيكهيون بكل رقةٍ على العشب .

أيبادر بالظهور اليه ام يصمُد ؟!

ومن يقوى على الصمودِ امام الملاك النقي .

أيتقدمُ بخطوةٍ اليه ام يتراجع حيث الامانُ بقصره ؟! .

وعن اي أمانٍ يلتمسُه ان لم يكُن بجانب الوديع .

" سحقًا للكبرياء والتحامل "

متمتمًا بين انفاسه قبل ان يتقدم بخطى قصيرةٍ وخفيفه حتى لا يجفل الصبي باقتحامه لمساحته .

يتنحنحُ بهدوءٍ حتى يُعلمه بحظوره وعندها جفل الاصغر عندما ادرك بانه لم يعد وحيدًا بعد الان .

" أتسمحُ لي بمرافقتك ؟! "

كان عمق صوته وخشونته قد ارسلت رعشةً بجسد الصبي حتى اعتدل بجلسته ليضم ساقيه لصدره قبل ان يؤمي بالإيجاب بدون ان يبصره .

وعندها شاركُه تشانيول بالجلوس
مكتفًا ذراعيه فوق ركبتيه التي قد ضمها هو الاخر اليه
متكئٌ برأسه على احداها ومتأملاً الصبي بجانِبه .

لتمر دقائقٌ بسيطة بينهما بصمت
لا أحد يبادر بالحديث

احدهما متوترٌ ومرتاب من خطأٍ لا مبررَ له

والأخر متخليّا عن شدته ومرتاحًا بما تفعلهُ سوداويةُ عيناه
كإضطرابٍ حلوٍّ قد تبين من افعال الصبيّ

" لما لم تنم حتى الان ؟! "

يهمسُ تشانيول بحنيةٍ واهتمام لذات اعين الغزال .
يريحُ خُلده من العتاب المترقب منه

ليقضم بيكهيون شفتاه قبل أن يُبادل بالهمس

" لقد سُرقتُ من نومي ومن راحةِ البال "

يرُق فؤاد الحاكم عندما التمس الحزن بعذوبةِ همس الراقص

ليُغمض عينيه سائلاً بلهفةٍ مبطنةٍ وشوقٌ كبير لصوتِه .

" ومن هو السارق الذي حرمكَ من نعيم ما يكون ؟! "

يلتفت بيكهيون للحاكِم متكئٌ برأسه هو الاخر قبل ان يهمس بصدق ولمعةٍ قد برقت في عيناه .

" أنت "

بإبتسامةٍ عذبه مدّ تشانيول يداه لحلوّ ملامح الصبيّ رافعًا خصال شعره عن عيناه ومتلمسًّا وجنتيه بكل ودٍّ وحنان .

ليستشعرِ بيكهيون الدفء المرسل اليه مغمضاً عينيه عن سواد أعين الحاكم والتي لم تكن الا مصدر ربكةٍ واضطراب قد بعثر خُلده .

يتنهدُ بلا وعيّ عن كمية الراحة التي التمسها من تمسيد تشانيول لرأسه

ليأخذ نفسًا عميقا قبل ان يبادر للمبتسمِ اليه بالنظر .

" الا يجبُ ان اكون آمانٌ لك و وطن ،
لما عليّ اذاً ان اسرِقك من راحة البال ؟! "

يهمسُ بعتابٍ لطيف قبل ان تعبسُ شفتاه بكل وداعه
مستمرٌ بمداعبةِ خصال شعرِ الصبيّ
كاسرًا حاجز المساحة بإقترابه منه اكثر .

" لأن الذنب الذي افتعلتُه بحقك قد أكل فؤادي وأحرقه "

كانت نبرته شيئًا فشيء تتضائل وتحتقن
لتثبت للحاكم بأنه نادمٌ على وجعِ قلبه وضعيفٌ امام فراقِه

فيدعي الغباءَ سائلاً .

بذات الهمس المريح .

" لما ؟! "

" لأنني قد جعلتك تشعر بالخيبةِ مني وبالسوء الفضيع
فلم أقصد اذيتُك بلا سبب
جُل ما كان يشغل بالي هو انني اريد ان اكون بقربك وليس بالبعيد
حتىٰ وصلت بأنه قد حان وقت الرحيل والعودةِ كسفيرٍ بأرضك و مقيمٌ على وطنك "

بنفسٍ واحد هو قد شرح ما كان يؤرقه لليالٍ وأيام

ليتنهد بعُمق بعد ان انهى حديثه ولكن الراحة المؤقته التي سكنت خُلده لم تكتمل اذ ان تشانيول قد ابعد كفهُ عن رأسه

وبجمودٍ قد اعتلى ملامحُه

هو قد عاتبَه بالهمس مبادلاً بجفاء .

" ان كنت قد شاركتني رغبتك قبل اتخاذك للقرار لكان الحزن لا يدلُّ لعيناك سبيل "

يصمت للحظةٍ مفكرًا بجملٍ قد لا تؤذي رقة قلب الصبي فقد عانى بالكثير ولا يحتمل ان يعاني بشدةٍ لمجرد حديثٍ لحظي

" ولكن كن مؤمنًا بان رغباتنا قد تشاركت كما تشاركت ارواحنا بتلك الليلة بيكهيون ، لقد كنت افكر كثيرًا عن طريقةٍ لكي تنتقل معي بلا اي شكوك من الشعب وعندما وجدتها انت فقط قد قررت الرحيل ولحسن الحظ انني تسرعت بتنفيذ الخطه ولا كُنت انت قد سبق ورحلت  "

تحجر مدمع الإيطالي بالدمع قبل ان يتسائل بوداعةٍ
ولطف قد اهلكتَ قلب الفرنسي .

" هل يعني ذلك بأنك لست غاضبًا مني ؟! "

يقترب تشانيول من الصبي بعد ان احاطت كفاه طراوة وجنتيه ماسحًا الدمع الذي قد سال ملطخًا لها .

" وهل يحق لي الغضب من الملآك ؟!
ان كنت سأغضب منك يومًا فـ لتلعنني السماء ولأُرمىٰ بدركِ الجحيم "

كانت مواساةٌ بسيطةٌ عند الحاكم وعظيمةٌ جدًا لدى الصبي حتى انها هزت عواطِفه حتى تلاحق النفسُ به بشهقاتٍ قصيره
معلنةً عن بكاءه

وعندها لربما السماء قد حزنت من أجله لتزُخ عليهُما اول قطرات المطر

حتى اشتدت واصبحت تبكي مع بكاءِه بأحضان الحاكِم .

الذي قد تقطع فؤاده وجرح وجدانُه لبكاء حبيبه بأحضانه حتى انه قد استمر بالتربيت عليه ومسح رأسه متمتماً ببعض الجمل المريحه كمثل .

- انني سأبقى معك -

- لا بأس كل شيء سيكون بخير -

- اقسم بمن رفع السماء ان كل شيء سيكون بخير -

- لا تبكي حُبي ، انني بجانِبك الان -

- سأعانقك واستمر بعناقك حتى تمُل مني وتعود -

وهنا قد تلاحقت ضحكاتُ الراقص شهيق بكاءه حتى رفع ذقنه على منكب الاطول المُبلل بوداعةٍ قبل ان يهمس بلطف وعتاب .

" ولما قد اصابُ بالملل من الامان الذي يحتويني "

يبتسم الحاكم بودٍ على تغير مزاج حبيبه والذي للتو ادرك بانهما قد اصبحا مبللان بشدةٍ من هطول المطر .

يقترب ممسكاً طرف ذقن الراقص بانامله

يتنفسُ النفس الخارج منه .

وبلحظةٍ قد مرت بينهما بتأملٍ طويل وشوقٌ مبطن لكليهما

اقترب الحاكم الفرنسّي اكثر من حلو ملامح الراقص الإيطالي والذي ما ان داعبت شفتيّ حبيبُ قلبه بلل وجنتيه حتى اغمض عسليتُه بوهنٍ وخضوع .

يمررُ تشانيول شفتاه تارةً على وجنتِه اليمنى وتارةً على ارنبةِ انفه

وعندما انزلها هو قد فرج عن شفتيه شادًا انامله على ذقن الصبي لكي يوسع شفتاه هو الاخر

وعندها اقترب مداعباً لها ومحتضناً نعومتها بقبلةٍ فرنسيةٍ
قد حملت الحُب والوله الذي يحمله من أجله .

واذا قصدت الفرنسي سائلاً عن سبب تقبيله بذلك الاسلوب فقد يجاوبك بانها هي الطريقه الوحيده التي تقدس بها الشفاه ويرسل بها الحُب بشكلٍ لائق .

وهنا قد قصد تشانيول ان يقدس طيب شفتيّ بيكهيون بمداعباتٍ وتدليل

ان يرسل الدفء عن طريق قبلته ويحتويه بالامان بلحظةِ احتضانه .

ويزيدها ولعٌ عندما يمتص شهُد عسلِه
ويتطيبُ برقة ما يحمله الصبي من حسنٍ ونقاء .

وعندما كادت انفاسهما تقطع فصل الحاكم اندماج شفتيهما
ولم يبتعد عن قُربه ليهمس بهدوءٍ ولهفةٍ
بعد ان اسند جبينه على جبين الصبي .

" اريدُ ان اعوضك عن كل الليالي الفائته بيكهيون .
اتسمح لي ان اكون رفيقك
وشريك قلبك بأولِ ليلةٍ من ليالي الشتاء السعيد ؟!"

بطلبٍ للاذن قد ترقب الحاكم عدة دقائق حتى بادر الصبي بقبلةٍ قصيره قبل ان يقطعها بهمسٍ مريح .

" انني ملكك من الآن حتى الغد ،
ومن الغد حتى الابد ،
ملكك بما فيني من ضعفٍ وقوة
ملكك حتى بألمي وسعادتي ،
انتشلني من وحدتي واتخذني كالرفيق والحبيب
دللني بما شئت واقسي علي كما تريد
فالرب انني لم أخلق الا من أجلك ولك ، تشانيول "




.

.

.

.

.

.












........

Olla ✨

كيفكم حلويني ، اتمنىٰ تكونوا بخير وصحة وعافية .

تحديث سريع غير عن المعتاد بس ماقدرت اتحمل الصراحه اخليهم متزاعلين لذا صالحتهم بسرعه ..
اشكر الحلوه اللي علقت بالبارت اللي قبل لان حرفيًا تعليقها كان بمحله وجابته صح .

+ تدرون اني زعلانه منكم مرره
وحزينه لانو مافي تفاعل ):

المشاهدات حلوه بس الفوتز والكومنتز تزعل مرره
يعني اقلها شوي كلمة وحده ممكن انها تحسسني بالدعم لان مو حلو شعور الاحباط اذا كنت اكتب واسرد الخيال وبالاخير مافي احد يحمسني لحتى اكمل المشوار الجميل وانهي قصتنا بشكل سريع

على العموم ما احب اطول بالحكي لذلك بوريكم ازياء تشانبيك بالصور لان ممكن ما اوفيتها حقها بالوصف ..

تشانيول





بيكهيون




وبالختام ، جون تحبكم 🤍

Continue Reading

You'll Also Like

32.3K 2.1K 9
بيكهيون كان مُصاب بالوسواس القهري و تشانيول ؟ تشانيول كان فقط مثالي. تدفعك افكارك و مخاوفك الغير مرغوب فيها إلى القيام بسلوكيات تكرارية قد تبدو غير...
582 70 1
وَكَانَ إِثمِيَّ الأَوْحَدُ أَنِّي أَحبَبَتُكَ فِي أَرضٍ اِستَحَالَ الحُبّ فِيهَا. Xiuchen.||.شيوتشين بَدَأَتْ فِي الحَادِي عَشَرْ مِنْ حَزِيرَانْ. ق...
23.3K 1.5K 8
متوهِـج في سمـاء العُـتمة ، نَـجم مُـشع شَـبيهِ الشمس من فَـرط حُـزنهِ انطـفئ .. -Selu- قِـصة جانبية لـNUVENS. مُلاحظة مهمة : الفيك مُنفصل تمامًا بأ...
11.7K 693 4
١٨٨٢ م . ‏حيث يكون اعوجاجُ الخصرِ الفاتن موضوعاً شيق لنحاتٍ للفرنسي . .. - جون ليفانوس . - سُـو ويلز .