"المشاعر التي تغيرت بسبب الإدراك لا تعود ابدا
المدرك ليس كالغاضب و لا الغيور المدرك لا يعود ابدا "
أعدت نظري للحاسوب امامي
".................... و قيل أيضا أن هناك مجموعة من البشر العاديين ينتقلون الى هناك تلقائيا رغم أنهم لا يملكون أي قوة و لكن لانتقالهم اسباب مقدرة......... "
اول سؤال تبادر لذهني هو ما السبب الذي قد يجعلني انتقل الى هناك ؟
استمررت في القراءة لعلي اجد ما يشبع فضولي لكن عبثا كل ما وجدته هو فرضيات و تعليقات عبثية لذا اغلقت الحاسوب و أويت للفراش
نمت حقا بعمق اول مرة منذ أن بدأت الأحداث الغريبة بالظهور حتى إني لم أحلم بأي شئ هذا مريح
ما ان استعدت وعيي شعرت بالبرد و بشئ صلب تحتي متى كان سريري صلبا هكذا ؟ حسنا هو ليس مريحا لكنه ليس مؤلما أيضا هل ربما سقطت من السرير في الامس و لكن من المستحيل أن لا اشعر بذلك إلا إذا
فتحت عيناي بوهن و اول ما قابلني سقف بلون ابيض كريمي جوانبه مزخرفة بلون الذهب الخالص لتتأكد كل شكوكي لقد انتقلت مرة أخرى
استقمت بحذر حتى جلست بأعتدال مررت نظري حول المكان و استنتجت انه صالة او ما شابه لأنه و ببساطة يوجد الكثير من الارائك و الكراسي الفاخرة مع طاولات و لوحات فنية بأحجام كبيرة معلقة على الجدران المزخرفة بإحترافية و ايضا زرابي من الكاشمير بلون البني مع الإطلالة على الجنة خلف الحائط الزجاجي الكبير أعطت المكان طابعا فخما و مريحا في آن واحد استطيع ان اجزم كم أن مالك هذا المكان فاحش الثراء حقا يمكن لثمن أصغر تحفة هنا شراء منزلنا بكل ما فيه و يبقى
وقفت ببطئ أطالع المكان بتأن تام انا حقا معجبة بكل تفصيل صغير من اللوحات العملاقة على الجدران الى أبسط الزخارف حتى تدرج الالوان كل شئ راق و مثالي
مشيت في اتجاه مستقيم لمحت أريكة فخمة تقابل الحائط الزجاجي الضخم و يبدو أنه المكان المفضل لاحدهم لان باقي الارائك موضعها بعيد قليلا و تقابل بعضها البعض و التي امامي هنا يبدو أن أحدهم اخذها من مكانها ووضعها هنا عمدا ليستمتع بالمنظر و بحق كنت لافعل نفس الشئ مجرد النظر لهذه الاطلالة يعطيني طاقة إيجابية رهيبة
اغمضت عيناي بقيت انتظر قليلا لعلي اعود في اي لحظة لاني لاحظت اني استغرق وقتا اكثر كلما انتقلت اكثر
"من انت و ماذا تفعلين هنا"
افزعني صوت قوي لدرجة اني شعرت بتوقف قلبي للحظة
ما كنت خائفة منه حصل لم ارد أبدا أن يمسك بي أحد من سكان القصر انا الآن ابدو إما كاللصة تسللت إلى هنا لسرقة شئ أو كمن اقتحمت المكان لاغتيال أحدهم لأنهم على ما يبدو أشخاص مهمون جدا و في كلتا الحالتين فسأعاقب بالاعدام او السجن
موقفي الحالي لا احسد عليه متى حصل موقف جيد في حياتي أصلا ؟ يالي من بائسة
اردت أن اسوي سوء التفاهم بسرعة أن تكبر المشكلة التفت بسرعة و رأيت امامي أجمل إمرأة إلتقيتها في حياتي تبدو في عقدها الثالث شعرها بني قصير جمعته بتسريحة أنيقة و ملابسها التي بدت فاخرة و بسيطة في نفس الوقت و أنا التي كنت أرتدي ثوب نوم و شعري غير مرتي إثر تقلبي الان تأكدت أنني أتعس الفتيات حظا في هذا العالم لكن ما جذب انتباهي هو عيناها البراقتان و التي كانتا بلون العشب الاخضر كانت تشع بالمعنى الحرفي خرجت من شرودي على نضراتها الحارقة و قد بدت مخيفة بحق لذا تكلمت بسرعة
"كل هذا سوء تفاهم لقد نقلت الى هنا عن طريق الخطأ في
لم انهي كلامي لاني وجدت نفسي في غرفتي مجددا أقف على السرير و اواجه الخزانة زفرت الهواء بقوة يا للاحراج قلبي يكاد يخرج من مكانه
في الجهة الأخرى حيث اللونا تقف بغير تصديق تنضر لحبات الغبار البراقة التي تركتها صاحبة الرائحة الغربية كما سمتها اثر انتقالها تكاد تصدق أن ما حصل ضرب من الخيال لو لم تره بأم عينيها
" انا متأكدة تماما مما رأيت و سمعت " تحدثت بإنفعال مدافعة عن موقفها
"اعذري وقاحتي لونا لكن هذا صعب التصديق لم اقصد اي شئ " تحدث الآخر بأسف بارد الاخرى واضعة يدها على رأسها لعلها تخفف الصداع الذي داهمها من كثرة التفكير
"اعلم امدرال انا أيضا لا أكاد اصدق نفسي لكنها لم تكن مستذئبة "
كانت هذه المحادثة تدور بين اللونا ادراستا و البيتا الملكي امدرال بعد ان طلبت رؤيته هو و الالفا الملك في مكتبه
ليقاطعهما بصوته العميق
"هناك شئ غريب يحصل في قصري"
بعد أن عادت سكايلر و استوعبت ما حدث قررت البحث اكثر عن موضوع هذا الانتقال قبل أن يتفاقم الوضع أكثر و يمسكوا بها متلبسة فضلا عن أن الأمر أصبح أسوأ بكثير فقد أصبحت تنتقل كل يوم كما أن مدة بقائها في ذلك المكان تزداد اكثر و هذا يخيفها لأنه يطرح احتمالية انتقال دائم هناك أي أن تعلق في العالم الآخر مع تلك المخلوقات المخيفة
مجرد التفكير في الاحتمالات يجعلها تشعر بالقلق والتوتر
لذا و بعد أن قطعت شوطا طويلا في البحث وحين كانت على وشك فقدان الامل وجدت كتابا قديما وضع على جانب الطاولة التي كانت تجلس عليها في المكتبة يتحدث عن اساطير السحر و التواصل مع غير البشر و لحظها الجيد وجدت فيه فصلا كاملا يتكلم عن الانتقال
الامر فقط كالمعجزة
مرت قرابة الساعة و انت انظر للكتاب امامي و تحديدا طريقة الانتقال بالتفكير في الامر معرفة طريقة الانتقال سيساعدني في التحكم به و بوقته لكني لا امتلك الجرأة الكافية لافعل خصوصا بعد ما حصل اخر مرة اضافة الى ان هناك احتمال ان لا اعرف كيف اعود
لكني اتخذت قراري لا يمكنني ان ابقى هكذا انتقل عشوائيا في كل وقت و اي مكان لذا و اول شئ فعلته ارتداء ملابس جميلة في حال ان تم الامساك بي هذه المرة أيضا لانني تذكرت المرة الفائتة حين انتقلت بملابس النوم و بدوت كلصة فقيرة امام تلك المرأة جلست على الارض ووضعت الكتاب امامي على الصفحة المنشودة و اتبعت التعليمات اغلقت عيناي و صفيت ذهني من كل الافكار التي تزعجني رغم اني لم استطع طردها بالكامل حاولت تخيل المكان الذي اريد التنقل اليه و اخترت تلك الغرفة الفاخرة التي ذهبت لها من قبل ركزت على هذا قدر الامكان لبعض الوقت بينما اهمس بالكلمات التي في الارشادات ثم فتحت عيناي
لكن و للاسف ان يحصل شئ مازلت في غرفتي و في مكاني
زفرت الهواء بسخط لكني تداركت الامر و هدأت من روعي سأحاول مجددا
اعدت الكرة مرة و إثنان و ثلاث حتى بدأت أستسلم لكن تماسكت لمرة أخيرة و حرصت على الا افكر في شئ سوى الذهاب الى تلك الغرفة و تمتمت بالكلمات المكتوبة بصوت عال شعرت بشعور غريب و عرفت اني نجحت لكني ابقيت عيناي مغلقتان للحظات بعد
فتحتهما اخيرا ووجدت اني في تلك الغرفة بالفعل و من فرحتي رفعت يداي عاليا بينما ابتسم بقوة دون اصدار اي جلبة
حسنا يجب ان اهدأ الان لا اريد ان يكتشف امري مجددا
عدلت هندامي و مررت نظري على كل زاوية في المكان الذي لا يزال على حاله كما تركته آخر مرة
اتجهت نحو الباب الاول و الذي هو الحمام دخلته بينما القي نظراتي المتفحصة هنا و هناك متأملة كل شئ يناديني لاتأمله اتجهت لغرفة الملابس و التي احببتها بحق بقيت اعبث فيها قليلا ثم عدت للداخل في الحقيقة اردت التحقق من ان الغرفة خالية كي لا افاجئ لكن المكان فخم و مريح جدا لذا لا ضير من اللعب قليلا اقيت نظري على السرير و خطر لي امر اردت ان اجربه بشدة لكنني لم افعل من قبل لأنه و ببساطة أن انكسر سريري سأنام على الارض لبقية حياتي فضلا عن العقاب وقفت على حافة السرير و القيت بنفسي عليه شعرت بنفسي اغوص في داخله لكونه ناعما و طريا الامر كأنك تقف على السحاب
استقمت بسرعة احسد الشخص الذي يعيش هنا
اتجهت للباب و قد انتابني التي فضول طفولي لاستكشف محيطي فتحت الباب بحذر و اخرجت رأسي كاللصوص اراقب وجود اي شخص و للحظ كانت الطريق خالية اخرجت قدمي اليمنى ببطئ ثم اليسرى بينما ادعو الا اندم على هذه الخطوة الحمقاء
لم ارد دخول اي غرفة تحسبا لوجود اشخاص فيها لذا مشيت في اتجاه مستقيم الى ان وصلت الى الدرج المؤدي التي الاسفل او الاعلى
نظرت الى الاسفل و رأيت بعض النساء افزعني ذلك قليلا لكن بقيت هادئة كن يتحركن هنا و هناك من ملابسهن الموحدة عرفت انهن من الخدم تراجعت للوراء قليلا و رفعت نظري للاعلى و بدأت في الصعود درجة تلو الأخرى بعدما تأكدت من عدم وجود اي حركة وصلت لجناح نظام بالكامل بحيث لا يمكنني رؤية الالوان حتى
تقدمت قليلا لأسمع صوت صرير كإحتكاك قطع حديدية معا لاستدير بخوف حولي كل ما إستطعت رؤيته أعين قرمزية تنظر نحوي و رمز نجمة خماسية يشع بلون فضي يشع فوقها تماما
ركضت بفزع مبتعدة و دون شعور مني صعدت السلالم بسرعة حتى وصلت للسطح اقتربت من الحافة بينما اضع يدي على جهة صدري الايسر جلست اشاهد المنظر الجميل امامي القصر يطل على كل شئ من الحديقة الجميلة المحيطة به الى المنازل الاصغر حجما ثم الغابة الكثيفة لاحقا
حسنا هذا يكفي حان وقت العودة و الا ستلاحظ والدتي غيابي نهضت و نفضت الغبار عن ملابسي اغمضت عيناي و انتابني ذلك الشعور مجددا لكن قبل ان اذهب سمعت خطوات مسرعة نحوي و صوتا عميقا يأمرني
"توقفي"
فالتفت الى المصدر نصف التفاتة كون المحيط بدأ يتغير بالفعل كان رجلا بجسد ضخم و ملامح رجولية شعره شديد السواد و عيناه خضراء كلون عيني تلك المرأة فور ما التقت اعيننا مرت شرارة ذهبية في عينيه او هذا ما تخيلته و صرخ بقوة "رفيقة"
تقدم نحوي بسرعة و اردت الهرب لكن لم استطع التحرك ربما بسبب الانتقال مد يده قصد امساكي و فجأة وجدت نفسي انظر الى جدار غرفتي
Vote please ⭐💙