الفصل العشرون:النهاية السعيدة تكون بيدك

Start from the beginning
                                    

-لِمََ وضعتي الكثير من العطر ؟ ألا تعلمين انني أحب رائحتك أنتِ ؟

أبتعد قليلاً مستفسراً عن سبب صمتها الغريب ..

-أفتحي عينيك ودعيني أغرق .. ولعل الغرق أصبح هوايتي بعد لقائك !

فتحت عينيها لكن مازالت ترفض التقاء أعينهما ..

-لقد قرأتَ الكثير من كتب الشعر والروايات الرومانسية .. هذا واضح .

ضحك بخفة وأحاط ذراعيه بخصرها قاطعاً المسافة بينهما أكثر ..

-صوتك .. أشتقت له .. هالفيتي~

-هممم ..

-انظري في عيني .

-لا أستطيع ..

-لما؟

-أحقاً اريد أن تعرف ؟

-أجل ..

-هممم ..

نظرت في عينيه أخيراً لكن فاجأه تحول عيناها للون الأحمر ونزول دموعها بغزارة .. اشاحت بنظراتها بإحراج وحاولت مسح دموعها .. لكن يده أسرعت في مسح دموعها وأحاطت انامله الباردة خدها الذي أصبح ساخناً بفعل دموعها .. استشعر حرارة دموعها علم بأنها وصلت إلى الهاوية .. وهي تتمسك بفرع شجرة قديمة حتى لا تسقط ..

صمدت طويلاً حتى أهلكت نفسها وخارت قواها .. كانت جاحدة بحق مشاعرها وغير آبهة لجروح قلبها متجاهلة كل دمعة رغبت في ذرفها يوماً ..

استشعر أيضاً صوت شهقاتها التي تكاد لا تُسمَع لكنه تمكن من سماعها كونه قريب للغاية .. تمسكت بطرف قميصه غارسة وجهها في عنقه ..

-أخيراً حصلت عليه .. عناقٌ دافئ وأنا غارقة في البكاء .. والأجمل أن لا يسألني لما ..
أردفت بصوت مهتز يائس .

شعر بتبلل قميصه .. كانت دموعها تُذرَف بغزارة شديدة .. لم يتوقع يوماً أن تبكي هكذا .. ليس أمامه على الأقل .. لكنه سعيد لأنها وثقت به ..

-كله بسببك .. كيف يمكنني التوقف عن البكاء الآن ؟
أردفت ضاربة صدره بقبضتها بخفة .

-لا تتوقفي .. أبكي بقدر هلاكك .. بقدر أسرارك .. بقدر الكلمات التي رغبتي بقولها لكن أخترتي الصمت .

تنهدت بعمق لتردف ..
-دموع عام وألف عام لن تكون كافية حتى .. اعترف بأنني اتشبث بالحياة بصعوبة .. أكافح من أجل العيش .. بدون فائدة .. كان خياري الأخير هو أنت .. هل يمكنني أن أثق بك ؟ .. هل يمكنك أنقاذي ؟ .. هل يمكنني أن أتشبث بيدك ؟

-سأكون سعيداً بذلك ..

أبتعدت قليلاً ماسحةً دموعها لتقول ..
-هل هذا وعد ؟

-أجل ..

-لا يمكنك التراجع !

-لن أفعل .

أومأت لتدخل إلى غرفة الجلوس ويدخل هو بعدها .. اشعلت الشموع لتحمل الكعكة وتغني له بينما تقف امامه .. أبتسم بسعادة بينما عينيه كانت تلمع بحب وسعادة ودموع تهدد بالنزول ..

أنتهت لينفخ الشموع بعد أن تمنى أن يعيشان بسعادة إلى الأبد .. تلك الأمنية المبتذلة التي يتمناها جميع المحبين ..

وضعت الكعكة جانباً وحملت علبة خشبية صغيرة لتعود للوقوف أمامه ..
-كل عام وأنتَ بخير ..

-هل هذه هديتي ؟
أبتسم لينظر إلى العلبة التي بين يديها .

أومأت لتفتح العلبة لكي يستطيع رؤية ما بداخلها .. كان عبارة عن حلقتين باللون الأسود محدد بالفضي .. ومحفور عليه نبض قلب ..

حملت الحلقة الكبيرة وأمسكت بيده اليمنى لتلبسه أياها ..

-أنها على قياسك .. هذا جيد .. همم هذا لكي أضمن أنك لن تُخلِف بوعدك .. هكذا ستكون معي إلى الأبد ..
قالت بينما تنظر في عينيه .. أستطاع الشعور بالحزن في عينيها الذابلة والتربة السوداء تحت خُضرَة عيناها .

حمل الخاتم الصغير وألبسها أياه قبل أن يعانقها بقوة ..

-في المرة القادمة التي تختفين بها سوف أخبر الشرطة لكي تبحث عنك .. لا تتوقعي أن أتركك أبداً .. كنت مكتئباً بسببك .. كنت على وشك الموت ! كنت أشعر بوحدة قاتلة !

-كان من المفترض أن أكون الشخص الحزين هنا .. أردتك أن تكون بخير ولو ليوم واحد ولكنك مصاب بأكتئاب مزمن !

-أجل مصاب بأكتئاب مزمن .. أنا خطيبك الآن ماذا سوف تفعلين ؟

قرصت ذراعه الملتفة حولها ليبتعد بينما يمسح مكان القرصة بألم .

-سأقرصك ..
نظرت له ليضحك كلاهما ..

تقرب منها مرة اخرى يتأمل كم زادها الحزن جمالاً .. كان لون الثوب مناسباً لمرآه .. واحمر شفاهها الذي بلون الثوب كان يغريه للغاية .. واحمرار خديها وانفها بسبب بكائها كان يزيدها جمالاً .. اراد النظر اكثر لكن جسده تقدم ليقبلها أخيراً .. هذا الحب سوف يحيى طويلاً ..

في النهاية تمسك كل منهما بيد الآخر وكأنهما سوف يسقطان في منحدر إذا لم يتمسكا بقوة ..

إعترف احدهما للآخر بصمت بأنهما لا يستطيعان العيش بسعادة دون بعضهما ..

تكلمت عينيهما عن مدى اشتياقهما ..

عبرت ابتساماتهما الهادئة عن مدى فوضى عقولهما ..

وليكن هذا آخر أشتياق ..

وليكن أحدهما سبباً لسعادةِ الآخر ..

لتستمر علاقتهما دون ملل ..

فالتفقد الأسرار مكانتها بينهما ..

وليكن المستقبل والحاضر لهما فقط ..

ولتحبَ شخصاً لن ينساكَ مهما دام الفراق ..

النهاية .

[مَشاعَرْ مِنْ قَهُوَة] [jjk]Where stories live. Discover now