ذات الريش

49 4 0
                                    

ذات الريش

لاحظ والداي حين بلوغي الخامسة عشر بروز بعض الريش في بعض المناطق في جسدي ، شعرا بالفزع مني وذهبا بي إلى بعض الأطباء الذين احتاروا في أمري ولم يجدوا سببا علميا لذلك، وقد اضطرا بعد ذلك إلى اللجوء لبعض العرافين.


وأجتمعت أراءهم على وجوب قتلى في ليلة مقمرة بأسرع ما يمكن، وقد ظل أبي وأمي يتعاملان معي وكأنني شيطان أعيش وسطهم


 وفي مساء إحدى الليالي المقمرة جاء أبي وسكب لي كوبا من اللبن ودس سما به، وظل يتحدث معي ويعتذر لي، أما أمي فكانت جالسة عند الباب تبكي بصوت عال متقطع ، نظرت إلى أبي وقلت له هل ستقتلني كما قال لك العراف، أرجوك يا أبي لا تفعل فأنا أبنتك.


 لم أنه جملتي حتى شعرت بمغص شديد وكأن هناك شيء ما بداخل احشائي سينفجر ثم تقيأت مادة لزجة غريبة وتحول جسدي إلى اللون الأسود ،سقطت مغشية علي، وأبى كان واقفا مذهولا مما يرى


ولكنه أسرع وأتى بحبل ثم قام بربط قدماي وجسدي كاملا بعد أن غطاني بغطاء سرير، وحملني ووضعني في عربته ، واتجه بي إلى مكان مهجور قريب وقام بحفر حفرة ثم وضعني بها وأهال فوقي التراب وتركني ، ثم عاد إلى البيت بعد أن ظن أنه قد تخلص مني، و أقترب من أمي يواسيها،واخبرها بأنه تخلص مني.

 استيقظ أبي في المساء فزعا حين أستمع لصوت موسيقى عال مصدره غرفتي، وحين فتح الباب وجدني في الغرفة وحولي الكثير من الجثث والهياكل العظمية ،ولم تمر ثوان إلا وكان ملقى وسطها ورأسه مفصولة عن جسده ، أتت أمي مسرعة وحين رأت والدي صرخت بفزع ولكنني لم أدعها تكمل صراخها وبضربة واحدة بسيفي أرتمت بجانبه .


 بعد قليل وجدت جسد أمي يتحرك وخرجت منه سيدة غريبة الشكل يكسوها الريش الأسود، اقتربت مني لتخبرني بأنها أمي !!!!،

 سألتها وكيف أكون ابنتك؟

 فأخبرتني بأنها كانت تسكن جسد أمي و حين علمت بأن أمي ستلجأ إلى طفل الأنابيب لتنجب قامت بتغيير  العينة الخاصة بها بعينه أخرى لها، فصرت نصف بشرية ونصف جنية  .

إن ظهور الريش كان لبلوغي السن التي يجب بها العيش في موطني الأصلي لتغيير هيئتي ، ثم أخبرتني بأننا لن نبتعد عن حياة البشر  فطعامنا نستمده من أكلنا لعقولهم وبعض من احشائهم، وأيضا نسكن اجسادهم لنختلط بأجنساهم ثم نأخذ أطفالنا حين بلوغ الخامسة عشر لموطنهم لنستفيد من عقولهم البشرية ،

ثم قدمت لي أبي وأمي البشريان على طبق كبير، لم أشعر بالتقزز فعلى العكس تماما كنت اتلذذ بتناولهما و شعرت حينها بأن هناك قوة وطاقة غريبة تتولدان بي.


 لم تمر دقائق من انتهاء وجبتي حتى فتحت لي أمي النافذة لأحلق في السماء ولتبدأ مهمتي في إحضار وجبه دسمة للعشاء.


وحين عدت من النافذة وجدت المكان قد أختلف، وكأني انتقلت لغابة مليئة بالاشجار والطيور السوداء العملاقة، وكان البعض منهم بهيئة بشرية، كان الجميع يحمل وجبتة من الأجساد البشرية.


 اقتربت مني أمي وحملت ذلك الجسد الصغير الذي كنت أحمله، وبدأت تعرفني على باقي أفراد العائلة، ومن يومها وأنا أعيش في هذا العالم الآخر، نحلق في المساء ونختطف الأجساد البشرية، ونعقد اجتماعات سويا نحن النصف بشريين لنتدارس بعض الأمور الخاصة بعشيرتنا وكيف نستطيع أن نسيطر على العالم البشري، بحيث نتزوج منهم من يزيد عقولنا ذكاء ونأكل منهم من لا يستحقون العيش.


قصص رعبWhere stories live. Discover now