السحر الأسود الفصل الأول

270 3 0
                                    

المقدمة:

"الأمر غريب....والكثير مما يدور في القرية يبدو غريبا....فأصحاب الدكان مثلا يرتابون بأنني أقوم بأعمال السحر الأسود في منزل دراكولا....ومن الطبيعي أن أرغب في منزل قرب الولدين....طالما أنا مسئولا عنهما"
"لست مسئولا عنهما"
"قانونيا أنا مسئول,ماليا أنا مسئول...ولقد أرصدت الأموال لمستقبلهما وأنا الأمين عليهما"
ومع ذلك لم تكن لتحلم أن كل هذا سيؤثر عاطفيا عليها
هل سيكون لوجوده أثر علي حياتها؟
هل نظرته اليها ستختلف عن مجرد كونه (الوصي)؟؟؟؟

القصة بتحكي عن جوانا اللي بتعيش في قرية صغيرة مع أولاد أخيها , حتي يوصل للقرية رجل غريب غامض تكثر حوله الاشاعات ولكن جوانا تكتشف انه أتي من أجل الطفلين!! في البداية قررت تحاربه علي طول الطريق ... لكنها انتهى بها الأمر بأن تقع في غرامه.

الفصل الأول:

ركضت جوانا عبر المرجة باتجاه مدرسة القرية, ولم يكن هناك رصيف للطريق, بل كانت منزلقة بسبب أوراق الشجر المتساقطة المبللة...مرة أو أكثر كادت تقع بشكل خطير.ألقت نظرة سريعة الي ساعتها...انها الرابعة الا ربع ولابد من أن يكونوا قلقين لتأخرها والآنسة فورستر لا تطيق صبرا كي تقفل أبواب المدرسةوأحست بألم في خاصرتها فخففت من سرعتها, سخافة حقا أن تخاف من معلمة الأطفال ومع إنكارها أنها تخافها توقع رؤية وجه الآنسة فورستر المتجهم دفعها الي الركض مرة ثانية.فجأة ودون توقع سمعت صوت هدير محرك سيارة خلفها, وتذكرت أن لا أحد يأتي بسيارة علي هذه الطريق سوي شاحنة المزرعة, وأحيانا سيارة البريغادير بدفورد, وقفزت دون وعي نحو القناة...وكان العشب رطبا فكان عليها أن تتشبث بشجرة شوكية كي تمنع نفسها من الانزلاق فوق ما أصبح بفضل المطر جدولا صغيرا يندفع بسرعة, وصاحت "اللعنة"وتوقفت السيارة ونزل السائق منها ثم نظر حوله وتقدم, وحدقت به جوانا وقد أحست بالانزعاج من عدم اهتمامه الزائد,ومن موقعها المزري علي الأرض بدا لها طويلا يرتدي نظارة سوداء بدت سخيفة وغير ضرورية هذا المساء...ومن خلف النظارة بدا مقطبا ,في ظروف عادية مواجهة رجل غريب كان سيفزعها, ولكن بما أنها مبتلة وتشعر بالبرد ومتأخرة ,وفوق كل ذلك فزعة, وليتوج كل هذا وقف الرجل ينظر اليها دون عرض للمساعدة وكأنه يضحك عليها, وكأنها جرو متكور لجانب الطريق...فكافحت بشراسة لتقف ,فقلب شفته وقال"أظن أنك بخير؟ لا أري دما أو طرفا مكسورا"ولا فضل لك في هذا ! حسنا ساعدني لأقففتجاهل يدها الممدودة, وانحني ليلف ذراعه حولها ويوقفها علي قدميها,ثم يضعها فوق الطريق وبقي ممسكا بها وكأنه يظن أنها ستقع ثانية ثم بدأ ينفض عليها الأوساخ, فصرت جوانا علي أسنانها وقالت بغضب "شكرا لك""لا داعي للشكر كنت موحلة, هل تحبين الوحل؟""الأفضل أن ترشها علي سيارة مسرعة"ونظرت الي سيارته لتجدها من النوع الرياضي المنخفض الذي كان يفضله شقيقها ولاحظت بسرور أنها مليئة بالوحل"ترش عليك الوحل؟ وهل ظننت أنني قد أصدمك؟ أهذا هو سبب غطسك في الوحل؟ فهمت..أنا آسف"وردت عليه بأدب مبالغ فيه"أنت لطيف جدا"فضحك وأضاف"أوه يا الهي, أنا حقا آسف...ولكن لم تكوني بحاجة للقفز هكذا عن طريقي فالسيارة يمكن إيقافها بلحظة وأنا لم أكن مسرعا""السرعة أمر نسبي, فمعظم السير عندنا هنا يكون علي أربعة أرجل""حسنا لقد كنت مسرعا حسب المقاييس المحلية ولكنني كنت أبعد عنك ميلا""لم أشعر هكذا ,كان لدي انطباع أنك لاحقتني""أنا آسف"وأخذ ينظر اليها وكأنها شيء لم يشاهده من قبل ووجده مثيرا للاهتمام"لا يبدو عليك الأسف"وقال بحذر" أعني أنني آسف...لأنك متوترة الأعصاب هكذا"بلغت قمة الغضب فجذبت ذراعها من يده "كيف تجرؤ علي مثل هذا القول؟"أخذ يهتز من الضحك"اسمحي لي أن أوصلك الي حيث أنت ذاهبة وسنناقش الأمر""لن أفعل""يبدو أنك غير متمدنة""لا...ولقد تأخرت"ونظرت الي ساعتها فوجدتها ملطخة باللون الأخضر وبدت العقـرب تحتها تشير الي عشر دقائق بعد الرابعة" اعذرني يجب أن أذهب, علي أخذ الأولاد من المدرسة,"واستدارت لتذهب فأحست ثانية بالألم في خاصرتها وتأوهت, فأمسك بكوعها بسرعة وقال مقطبا"هل أصبت بأذى""لا شيء...حتي أنك لا ذنب لك به, كنت أركض وأحسست بالألم"فضحك" حسنا هذا صدق كاف منك, ومع ذلك لا أستطيع تركك تسيرين في هذا الطريق الموحل,سأوصلك للمدرسة""ولكنها ليست بعيدة"فسار الي السيارة وفتح الباب"اصعدي""حسنا, انها في آخر الطريق أمامنا الي اليسار,"نصف ميل بعد وجدت الأطفال ينتظرونها ولا أثر للسيدة فورستروقالت للرجل وعينها علي مونيكا" هنا ..أرجوك""هل هذه الطفلة لك؟""أجل انها واحدة اثنين"ولاحظت مونيكا السيارة تبطئ قرب المدرسة, ونزلت منها جوانا فبدأت تحاول تسلق الجدار المنخفض لتخرج من المدرسة اليها ووقعت حقيبتها منها فتجاهلتها صائحة وهي تركض نحو السيارة"أبي"وتجمدت جوانا, لماذا لم تفكر بما سيفعله منظر السيارة بالأولاد؟ ألم يتبادر الي ذهنها أنها تشبه سيارة ريتشارد؟وأحست بالفزع وهي تراقب المشهد.

روايات مختلفةحيث تعيش القصص. اكتشف الآن