إستيقظت من أجلهم الجزء الثالث

97 5 0
                                    

بعد أربعة أيام من مجيئهم من الديار المقدسة عندما كنت استعد للنوم سمعت صوت طرقات على باب منزلي
قلت لـ هند (الفتاة التي تعمل عندي ) : ألا تسمعين الباب اذهبي وافتحيها هذا المسلسل يعاد 3 مرات في اليوم
ذهبت وهي تنظر للخلف لكي لا تفوتها لقطة منه
ويالة المفاجئة
هل تعرفون من جاء لزيارتي انها
مريم
دخلت وهي ترتدي وشاح أبيض إضافة صفاء ً على بشرتها البيضاء
فمريم بيضاء جميلة بخفة دم يندر تواجدها لنساء اللواتي يملكن بياضها
رحبت بها بحفاوة , شعرت بمريم مختلفة فهي تبدوا خجلة ومترددة على غير عادتها
قلت لها تفضلي وجلسنا سويا ً في الصالة
قالت بعد نزعت عنها عباءتها : تمنى ألا أكون أزعجتك
أجبتها بصدق : البيت بيتك وموعد نومي لم يحن بعد
ثم ساد الصمت إلى أن أخرجت كيس من تحت عباءتها وسلمته لي قائلة : أنها نوعية جيدة من الحنة والبخور عندما رأيتها هناك تذكرتك وقلت لابراهيم أنا من أشتري هذه الأغراض لخالتي أنت أشتري لها شيئا ً أخر
أخذت الكيس وشكرتها قائلة : شكرا لكي لأنك تذكرتني أبراهيم لم يقصر مطلقا
ولكن صدقيني هديتك لها وقع في نفسي يختلف عن هدية أبراهيم ليحفظك الله ويرعاك
قالت بتردد :خالتي أتمنى أن تسامحيني فلقد تكلمت عنك كثيرا ونعتك بصفات اخجل من ذكرها أمامك
وما حصل لعائلتي فتح عيني على أخطائي فأنا بشر أخطأت واليوم جئت اطلب المغفرة من الله والتسامح منك فهلا سامحتني
اجبتها : لكي السماح من كل قلبي
ثم أردفت مريم أنتي أبنتي ويشهد الله عليه أني أراك ِ طيبة القلب ولكن لسانك
يحتاج الى حرس لكي يمنعه من التفوه بكلام لا يصلح أن يقال
تسللت الضحكة الى شفتيها وقالت : أعانني الله عليه وأعانكم أنتم عليه
خالتي فلتتحمليني فلساني لن يتغير بين ليلة وضحاها فهو ملازم لي منذ أكثر من ثلاثين عام هل تريدين أن يتغير في أشهر
اليوم اطلب السماح على ما فات وليعني الله على بدأ صفحة جديد لا يعبث بها لساني الطويل
واطلقت ضحكة صافية وبادلتها الضحكة
وقلت لها : أنا اقول عنك قلب طيب ولكن طيبته لا تنتقل الى لسانك
قالت ادعي لي بأن تنتقل الى لساني
ضحكنا مرة أخرى وبعدها بدأت تسرد لي رحلتها للديار المقدسة وجمال مسجد الرسول وروعة الجلوس في البيت الحرام
شوقتني لزيارة بيت الله فلقد مضى وقت طويل على أخر زيارة لي
دعوت الله أن ييسرها لي ولكل عباده المتشوقين لرؤية بيته
وعند منتصف الليل انصرفت مريم بعد أن تفاجئنا بمقدم ماجد يسأل عن أمه التي تأخرت كثيرا لم نشعر با الوقت مطلقا ً فلقد كان الوقت منتصف الليل عندما جاء ماجد

جاء فصل الشتاء الذي يمنح الناس البرد والدفئ معا ً فما اجمل البرد فيه وما اجمل الاختباء من البرد فيه
واحتاج منزلي لبعض الترميمات على سطحه وتطلب الوضع أن اغادر المنزل
والإقامة بمنزل احد أبنائي
وبعد الحاح لم يحصل من قبل من قبل مريم أن اقضي هذان اليومان عندها قبلت حتى لا تساورها الشكوك في كوني لم اتقبل تسامحها مني
وفعلا ً قضيت اليومين في بيت ابراهيم برفقة مريم التي تعرفت على طيبة قلبها الصافية ومحبتها لأبراهيم واعتنائها به
وبأرتياح أبراهيم لها ومحبته الصادقة لها
وكانت الأقامة معهم رائعة بتواجد تلك الصغيرة خفيفة الدم أبنة خلود التي تقريبا تقيم لديهم ويطلب والدها رؤيتها بين فترة واخرى
هو لا يأتي لاخذها بل يرسل والد زوجته لكي يحضرها له
الحمد لله أنه تقبل تواجدها جزئيا وسوف يعتاد تواجدها كليا
الخطوات المتأنية تأتي بنتائج ثابتة لندعه يأخذ وقته لتقبلها
وأهم فائدة حصلت عليها في بيت أبراهيم
هي الاطلاع على اسرار ماجد
فلقد ضبطته في أول يوم وهو يتكلم بهاتفه دون أن يشعر بتواجدي بالصالة الداخلية لكبر صالة منزلهم بتقسيم داخلي خارجي
لذا لم ينتبه لتواجدي عندما دخل الصالة وجلس متخذ وضعية الاسترخاء ممدا ً قدميه على الطاولة الوسطية للصالة دون مراعاة لما موجود عليها من تحف ومفرش
تغيرت ملامحه بعد أن وضع قدميه
كان يتكلم ويقول : حبيبتي لا عليك من الكلام المهم أنا وانتي لما تصادقين همسة أنها الفتاة التي كنت اعرفها قبلك وهي فتاة وصلت معها لعلاقة لا أريد أن اجرحك واقول لكي ألى أين وصلنا
واستمر بالكلام معها بكلام تدرج من العتاب والى المزح الى قلة أدب لم اتخيل أنها تحدث في مكالمة هاتفية
وعندما وجدته تمادى وليس في نيته أنهاء المكالمة
حركت الطاولة القريبة مني وكانت ردة فعله حركة سريعة اسقط فيها احدى التحف الموجودة على الطاولة التي وضع قدميه عليها
وبعدها اصبح مشتت بين النظر لي ولملمت الزجاج من على الارض
وبين هذا وهذا اغلق هاتفه
نظرت له نظرة مؤنبة وقلت : الآن فقط ادركت لم استسهل الناس انتهاك عرضنا
لأن في منزلنا من استسهل أنتهاك أعراض الناس
وتركته دون أن استمع أليه او أن اقدم له النصح فشاب تجاوز ألـ 20 سنة يدرك جيدا الخطأ من الصح والتجربة التي مر بها تهد جبل وتوعي عشيرة
ألم تكن كافية لتوعيته وتدمير الرغبة المحرمة داخله
تتالت الايام وحياتي أصبحت فيها حركة لم أعهدها من قبل وكثرت زيارة زوجات أبائي الى منزل
زيارات بعضها ودية وبعضها لتوطيد العلاقة وبعضها من اجل سماع الإخبار والقيل والقال وبعضها واجب رسمي
المهم في الموضوع اني تعلمت شيئا هو أشتري ولا أبيع
لا أريد أن تصدر مني كلمى وتتلقفها عقول غير واعية وتنتهي بمشكلة أسمها العجوز قالت كذا
علاقتي بهن علاقة ودية وفقط
في احد الأيام أتت رانية الى منزلي لأنها تريد مساعدتي في دراستها
فهي طالبة في الكلية التربية قسم الاقتصاد المنزلي المرحلة لثالثة
وكان لديها بحث عن أدوات الطبخ أيام زمان
واتت تسأليني عن بعض الأشياء وكانت جلستي معها رائعة مزيج من ذكريات الماضي وربط بما يوجد بالحاضر
ألى أن قطع حديثنا اتصال هاتفي من إحدى زميلات رانية وبعد تحية بشوشة من رانية بدأت رانية تساعدها في فهم بعض الأشياء التي تصعب عليها
انتهت المكالمة وبصراحة اقتحم فضول العجائز رأسي وقلت لها :رانية من المتصل
أجابت أنها :امنة عبد الرحمن
أجبتها :أي عبد الرحمن
قالت :عبدالرحمن ألـ .....
عندها قفزت الذكريات الى رأسي وتذكرت ذلك الفتى الصغير الذي يصغر مثنى بعامين كانت علاقتهما اخوية صادقة
وحكاية هذا الفتى حكاية
قلت لها : كم اصبح عمر أبنته
أجابت: 18 ونصف فهي في أول جامعة وأحيانا ً تحتاج لبعض المساعدة وتتصل بي ثم أردفت
تعرفت عليها في الجامعة وهي فتاة طيبة
قلت لها :وأخيها
أجابت : لقد حصل على معدل عالي جدا أهله للحصول على بعثة دراسية خارج البلد لدراسة الهندسة
اجبتها : ما شاء الله تبارك الله ان والدهم صغير العمر
ثم قلت باستفسار :هل تزوج بعد وفاة زوجته
أجابت بتلعثم:كلا انه .... لا أدري
استغربت هذا الارتباك الغير مبرر
أعدت السؤال بطريقة أخرى : لم تخبرك ابنته ان كان والدها متزوج ام غير متزوج
ثم أردفت بحنية ممزوج بخبث :مابك عزيزتي هل في سؤال ما يربك
اجابت بسرعة : كلا جدتي انه سؤال عادي والدها غير متزوج
ثم غيرت الحديث بسؤال يتعلق بموضوع بحثها
وأخذتنا أحاديث أيام زمان الى أيام جدتي وجدي والبيت الكبير الذي يحوي عددت غرف في كل غرف تسكن عائلة والمطبخ الكبير وأدواته البسيطة وخيره الوفير
ولكن هذه الذكريات لم تمنع التفكير بما وراء رانية من لغز
ولكن فضلت التريث هذه المرة لأن رانية كتومة ويصعب استدراجها
أتى الليل بسكونه وبرودته ولذة كوب الحليب بالقرفة مع قطعة البسكويت فيه
اصريت على رانية أن تقضي الليلة عندي وفعلا أبدت فرحتها واستعداده للمبيت
عندي
كان لدي شعور أن رانية لديها ما تقوله وهذا سبب مبيتها
ولم يخطأ شعوري
رن هاتفها واستقبلت مكالمة وكانت مرتبكة فيها وإجابتها تقتصر على نعم .........ولا ........وبعد قليل ........وان شاء الله
كنت انظر الى رانية وارتباكها بعد انهاء الاتصال الهاتفي
وهي تنظر لي تارة وتنظر للارض تارة اخرى
قطعت الصمت بقولي :جدتك فضولية وتريد أن تعرف من المتصل الذي اقلق نظرات حفيدتها
أجابت بابتسامة باهتة :أنها أمنة
أجبتها :علاقتكما قوية ما شاء الله
اجابت : نعم ثم قالت بعدها :جدتي انا اعرف قصة محسد وندى واعرف كيف استطعتِ اخرج ندى من أزمتها
ثم قالت بعد أن أخذت نفس يزيل ارتباكها :فهل يمكنني ان اطلب منك حل ما أنا فيه وسوف أكون قانعة بقرارك فيه لأن التفكير بما أنا فيه أصبح يؤلمني
أجبتها وهناك بركان من الشكوك ثار داخلي :ان قدرني الله سوف أكون لكي عوننا وسندا
أجابت بدون لف ودوران :والد أمنة يريد الزواج بي

روايات مختلفةWhere stories live. Discover now