في ذلك الوقت قابلت سارة صديقتها سلمي وأخبرتها مع حدث
فحزنت سلمي لاجلها ولكن سارة أخبرتها أنها غير نادمه على
زواج محمود فقالت لها سلمي أن الله سيعوضك قريباً ابتسمت
سارة وأخبرتها أنها ستستمر في الجلسات العلاجية لأنها وجدت
أنها مفيدة لها تماماً وعلمت منها لماذا قابلت شخص محمود في
حياتها .
في الأسبوع التالي  بعد أن فرغت سارة من عملها ذهبت لعيادة
الدكتورة أمل استقبلتها دكتورة أمل بترحب شديد ثم ذهبت سارة
ورقدت  علي الشزلونج براحة جلست الدكتورة أمل  علي الكرسي بجانبها:
- إحنا كدا خلصنا مشكلتك مع محمود النهاردة الدورعلي
مشكلتك مع هيثم أحكيلي أي المشكلة  بالتفصيل .
- هيثم بقي ده واحد مش مسؤال غير عن نفسه بس
حتي مش بيفكر ولا فاهم أصلا أننا لو اتجوزنا هو هيكون مسؤال عني بشكل كبير ديما بيتكلم عن الجواز علي أنه شكل اجتماعي كل
واحد فينا ملوش علاقة بتصرفات التاني كأننا اغراب ديما مسافر
وبيتكلم أنه حتي بعد جوز هيسافر مع أصحابه وأن دي حياته ولزم اتقبلها كدا وأنا عايزة اتجوز علشان يبقي عندي شريك حياة مش
شخص غريب ملوش لزمه  ديما معه خايفة علي نفسي ومش
حاسه بأمان. 
سألتها دكتورة أمل عن الشخص الذي طالما دائما تركها وشعرت
معه بنعدم  الامان والمسؤولية تجاهها رغم مسؤوليته عنها.
أجابتها أن والدها كان كثير السفر في شبابه وكان يعمل بالخارج  لعشرين عام حتي كبر في العمر وجلس بسبب سنه في المنزل
واكتفي بمشروع صغير وأنها كانت تشعر طوال هذه السنوات بأنها في حاجة لحماية وسند لها وأن هيثم يشعرها دائما بالخوف وعدم
الأمان تنهدت دكتورة أمل ثم اخبرتها أن خوفها بسبب ظروف
والدها  في العمل هي ما صنع تلك المشكلة وجذب شخص لها مثل هيثم  وعن احتياج للأمان والسند ثم  أخبرتها بالاستعداد لتحرير
مشاعرها من عدم وجود السند وخوفها من عدم وجود أشخاص
مسؤالين عنها فبدأت من السبب الرائيسي وهو ظروف سفر
والدها .
في  الأسبوع التالي وفي الجلسة التالية  بدأت في تحرير مشاعرها
السلبية  نحو هيثم وفي الجلسة التي تالتها  علمتها كيفية أشباع
احتياجها للأمان وأكدت عليها  أن الله مصدر كل شئ في الكون
حتي أن سارة أصبحت لا تخشي عدم وجود أشخاص مسؤالين
عنها لان الله هو مصدر أمانها  وأن الله باقي .
في تلك الفترة كان هيثم قد عاد من السفر وذهب لمنزل سارة
متأملا أن تكون قد أتخذت قرار الأسراع في الارتباط به لأنه
شاب لا يعوض كما كان يقول عن نفسه ولكنها فاجئته وتفآجأ
الجميع باعتزار سارة عن الارتباط به حتي أن والدتها أعلنت
غضبها
واستيائها الشديد ولكن سارة لم تهتم  لذلك كثيراً وأصرت كل
الأصرار علي رأيها,  حاولت والدتها لإسبوعين أن تقنع سارة عن
الترجع عن رأيها ولكنها توقفت عن ذلك حين علمت أن  هيثم قام
بخطبت صفاء  صديقة سارة من الجامعة وبدأت تلومها وتوبخها
علي  ضياع مثل تلك الفرصة التي لم تعوض أبداً حزنت سارة
قليلاً ولكنها علمت  في أعماقها أنها فعلت الصواب .
***
في ذلك الوقت ظلت سارة لشهرين لا تذهب لعيادة دكتورة أمل
لانها انشغلت كثيراً بعملها في تلك الفترة .
في أحد الأيام عندما كانت سارة في العمل سمعت مثل بقي
المهندسين المحضر وهو يسأل عن المهندس محمود فعندما سألته
السكرتيرة لماذا يريده أخبرها  عن قضية الخلع التي رُفعت عليه
وأنه أتى ليعلمه أن زوجته قامت بخلعه فكانت فضيحة مدوية حين وقف المهندس محمود يستمع إلي تلك الفضيحة حتي أنه ظل
يصرخ حتي فقد الواعي وقام بتقديم استقالته من الشركة بعد 
تلك الفضيحة فرحت سارة قليلاً لأنها تأكدت أنها فعلت الصواب.

بعد أن سمعت من أحدي صديقات زوجته ريهام أن الزواج لم يدوم طويل وأنها جلست معه شهرين فقط كانت تذهب فيهم غاضبة
لأسرتها بسبب تصرفاته القاسية أكثر ما كانت تمكث في منزله  فقد تركها لشهرين في منزل أسرتها ظنا منه أنه يعاقبها بتركها
خارج جنته وأنها تتأدب لتعود له ذليلة فقد كان نرجسي يريد
السيطرة علي حياتها وكأنها ليست أنسانة ولها أي حقوق  واخيراً
لم يكن يتوقع أن تقوم بخلعه وتبعث له الأعلان علي الشركة حتي
تقوم برد اعتبرها وفضحه أمام الجميع , حمدت سارة الله علي أنها نجت من ذلك الراجل النرجسي المجنون .

بعد تلك الفترة عادت سارة إلي دكتورة أمل والتي رحبت بها بعد
غياب طويل وسألتها ما مشكلتها في تلك الفترة فأخبرتها أن الحلم
مازال يرودها وهي تريد التخلص منه بعد أن هدأت كثيراً من
التخلص من ضغوط الاختيار بين محمود وهيثم .  
- طيب يا سارة  زي ما اتفقنا أن كل مشكلة وليها سبب وجذر قديمة أحكيلي عن طفولتك أكتر أنتِ إتحجبتي أمته ؟
ومين الأشخاص اللي بسببهم محتاره  وبتشوفي نفسك متزمتة
أو منفتحة بزيادة ومش قادرة تتقبلي نفسك ؟
غمغمت سارة
- مش عارفة يا دكتورة
- طيب يا سارة يلا نأخدها واحدة واحدة  والسبب
هيبان لوحده قوليلي أنتِ أمته إتحجبتي وإتحجبتي ليه ؟
- إتحجبت وأنا في الجامعة لمه شوفت معظم البنات في
جامعة محجبات فاتحجبت زيهم .
يعني ماكنش قرارك أنتِ  ؟
- ..  لا .
كتبت دكتورة أمل بعض الملاحظات في دفترها ونظرت لسارة :
- تمام يا سارة تعالي نرجع لورا أكتر أحكيلي عن المدرسة وأنتِ  صغيرة كان مين أصحابك؟
- كان في بنات كتير معايا وكنت بحب أصاحبهم
علشان محبوبين من اللى حوليهم بنات كده إللى بيقوله عليها شقية
ودلوعه إللى بتصاحب أولاد وبتحب وتتحب وتخرج كده يعني و
ممكن يشربون سجاير.
نظرت لها د أمل وابتسمت بهدوء
- وأنتِ  أي رأيك كنت  مبسوطة من صحبيتك للبنات دي وكنت بتعملي زيهم ؟
غمغمت سارة 
-  مش عارفة بس كانوا محبوبين والناس بتحب إللى
كدا عارفة أنا ماكنش عندي شجاعة أخرج مع أولاد وأحب في
الفترة دي بس كنت بسرق السجاير من بابا  لمه يكون أجازة
واشربها في اوضتي من غير ما حد يعرف بس دلوقتي بطلت كنت عايز أقالدهم مش أكتر .
ابتسمت د أمل  وأمأت رأسها بالإيجاب وبنبرة مليئة بالمرح:
- بس كده سجاير بس؟
ضحكت  سارة بخجل:
- طيب هحكيلك, رغم مش بحب أتكلم في الموضوع ده خالص بس هحكيلك بصي في وقت كنت مصاحبه  بنت
أوى كان أسمها نسمة كانت  بنت جميلة وشعرها كيرلي طويل و
عيونها رمادي كان إي حد بيشوفها يعجب بيها كانت معايا في
المدرسة الثانوية  خرجت معاها ومع صاحبها في مرة وكان
معاه واحد صاحبه قعد يتعرف عليا وأتمشينا , مرات عمي من
حظي الوحش شافتني وفضحتني عند كل العائلة ومن ساعتها
شايفني منحرفة وصايعة رغم كانت أول مرة وبعدها معملتش
كدا لحد ما أشتغلت وأتعرفت علي محمود في الشركة اللي بشتغل فيها وهيثم ابن صاحبت ماما , والأثنين  اتقدموا لأهلي وأهلي
عرفين بس أنا ماكنتش عارفة أخد قرار في موضوع زي
ماحضرتك فاكرة يادكتورة كنت محتارة بنهم لحد لمه حضرت
جلسات مع حضرتك وقدرت أخد قراري وكمان بسبب موضوع
الرفض ده حاليا  شايفني وبتقول عليا أني رافضت
الجواز علشان ادور علي حل شعري زي ما بتقول عليا ديما .
قاطعتها دكتورة أمل قائلة:
- تمام كدا الحمدلله وصلنا لسبب بعد موقف زوجة عمك منك
أنها شايفكي بنت مش كويسة دي ترجمة البنت اللي لبسه لبس
منفتح
وغير محتشم والنقاب والبس اللي معه هو الصورة اللي هي بردو عايز تحطك فيها  وفي سبب تاني أنا شايفة من خلال كلامك
أنك لزم تتعلم تثقي في نفسك وفي أختيارتك وده أنا هعلمهولك
ياسارة بعد ما طبعًا تحرري مشاعرك السلبية لموقف زوجة عمك
بس كفاية كده النهاردة ونكمل الأسبوع الجاي

الحياه منتهى الشيزوفرينبا 🍁Where stories live. Discover now