تحت المطر..

Start from the beginning
                                    

حتى أوشكت على المرور بجانبها لألاحظ ملابسها المتبللة وجسدها الذي يرتعش مع كل نسمة رياح تهب.. وقفت في مكاني فجأة...

التفتت هي فجأة لتتلاقى أعيننا للحظة..

شعرت بأن العالم توقف عن الدوران لتلك اللحظة.. لم أعد اسمع صوت قطرات المياه المتساقطة على مظلتي ولا اي شيء فقط أحدق بعيناها الزمرديتان الساحرتان.. مالذي يحصل لي؟..

لترمش هي قاطعة اتصالنا ويعود تفكيري مجدداً الى عقلي.. توقف جسدي عن الحراك بينما أنظر إليها وهي تعانق جسدها ببرد تارة والى مظلتي التي في يدي تارة... اوه لا تفعل أرجوك..

وجدت نفسي و بدون أن أفكر أقف بجانبها ماداً إياها مظلتي الوحيدة بينما بدأ المطر يبللني.. هل فقدت عقلي؟ مالذي أفعله؟!..

نظرت لي بانصدام للحظة لتقول بأرق صوت سمعته في حياتي :"س.. سيدي لا تحتاج لفعل هذا! إن الحافلة على وشك الوصول"

نظرت إليها منسحراً من خصلاتها المبللة التي انسابت على وجهها وخديها الزهريين بينما أنفها أصبح عبارة عن فراولة من كثرة البرد.... مهلا! مالذي قلته الآن؟!!!..

حمحت بتوتر عندما وجدت بأني اطلت النظر إليها... تباً لماذا قيادة مئات التبع والتلاعب وتهديد الأبطال يبدو أسهل من التكلم إليها الآن؟! :" بلى أحتاج.. لا أستطيع ترك سيدة مثلك في وضع كهذا أليس كذلك؟.." ابتسمت لها.. نعم إن الأمر يمر بشكل جيد.. :"ثم إن الوضع خطر فالأشرار في كل مكان من يدري ماذا يحصل لامرأ جميلة مثلك؟"

م.. ماذا!... ماذا قلت الآن؟ يالحماقتي.. ستعتقد هي الآن أنك تتحرش بها!!.... أنا.. بنفوذي وقواي كاملة لا أستطيع التحدث الى امرأة مثلها بطريقة طبيعية؟!.. ولكن إذا فكرنا في كلمة (طبيعية) فهي تكلمي ببرود ساخر وتلاعبي النفسي بالكلمات.. حسناً ربما هذا الوضع أفضل من أن أكون طبيعياً..

ظلت صامتة بينما وجهت نظرها بسرعة نحو الأرض.. هل جعلتها الآن خائفة؟.. ولم أنا قلق؟! ..

حمحمت لها بينما قربت المظلة منها :" تفضلي المظلة أرجوك.. فقد تبللتُ بالفعل.. وبالإضافة أنا أسكن قريباً من هنا".. نعم لقد كذبت وماذا في ذلك؟..

رفعت عيناها الزمرديتان مجدداً محدقة بي :"ح.. حقاً؟.. ل.. لا أريد أن اسبب لك المتاعب أو أي شيء"

ابتسمت لها ابتسامة حاولت قدر المستطاع ان أجعلها طبيعية.. ليست ابتسامتي المستفزة.. لا.. العادية.. ابتسمت هي الأخرى لتمد يدها آخذة المظلة من يدي بينما احمرت وجنتاها بقوة :"شك.. شكراً جزيلاً على مساعدتك"..

ماذا عساي أقول الآن؟!... أنا معروف بمساعدتي للأشخاص الذين يفتقرون للقوة و التوجيه.. ولكن لامرأة تفتقر مظلة؟... لم اعلم ماذا سأرد إلا ب:" هذا واجبي سيدتي.."

|| All For You  ||Where stories live. Discover now