الفصل الاول

431 44 368
                                    

***____****____***

‏من رحمة الله بك أثناء الدعاء أن تشعُر بالفرج والراحة تغمُرُك ؛ وهذا هو اليقين حتى وأنت في غمرات الكرْب والبلاء يملأ قلبك أنَّ ما أنت فيه خيرٌ وعاقبته إلى خير ، وأعظم ما يُعينُك على هذا كله أن تُوقن أنَّ دُعاءك لن يضيع عند الله ، وأن أسرع الإجابة إذا انقطعت عنك كل الأسباب:"

***____****____***

جابت بعينيها المكان الذي دلفت إليه بعد أن جلست على المقعد الجلدي المريح ومازالت منبهرةٌ من التصاميم المميزة والتي لم ترى في جمالها من قبل.

أخرجها من شرودها صوت رجلٍ هادئ يبدو في الخمسين من عمره:
-أترين؟ لقد نسيتُ إحضار ملف الصاعقة سوف أذهب لإحضاره انتظريني هنا ريثما أعود.

أومأت برأسها بالموافقة وهي تتابعه حتى أغلق الباب خلفه، فضولها الشديد أجبرها للاعتدال والتنقل في المكتب الذي هي به، حيث كان الأثاث الدمياطي باللون البترولي  الفاتح المريح والستائر البيضاء التي تناغمت بحرارةٍ مع أجواء الغرفة الباردة نوعًا ما رغم ان الاجواء ربيعيةٌ بالخارج،

  فقد كان طلاء الغرفة مدرجٌ  بلون خشب البلوط الغامق والرمادي الذي يتناسق مع الاريكة والمقاعد البترولية وأخرى رمادية واقدامهم بلون البلوط.

جلست على المقعد الدوار المتواجد خلف المكتب الأبنوسي لتشعر ببعض الرهبة والهيبة  معًا  بعدما غطست  به  فقد بدت مثل عصفورٍ صغيرٍ داخل عشٍ كبير، إنه شعورٌ متناقضٌ وعجيبٌ يثير في النفس الدهشة.

لامست أناملها الرفيعة الأقلام و آلة الختم المميزة بنقش عاصفةٍ عليها أو ربما هي رياحٌ لا تعلم حقًا، لتنتقل إلى علبة حبر الأقلام السوداء التي تتناسب مع الشكل المنقوش على الختم.

بدأت تتطلع إلى ما وضع فوق سطح المكتب، جهاز حاسوبٍ متنقل رفيعٌ جدًا بلونه الرمادي الأقرب للسيلفر، هنا بعض الملفات والكتب الموضوعة بترتيبٍ تامٍ وأنتيكةٍ على شكل طفلٍ صغير بجناحين عاصفين، 

هناك بعض الأقلام السوداء والتي تم انتقاؤها بعنايةٍ كبيرة فهي أقرب للأقلام القديمة والثمينة، وقد تم وضع القصاصات الورقية الصغيرة للملاحظات في علبةٍ مخصصةٍ لهم،

 بينما تم وضع الكروت التعريفية الخاص بالشركة في علبةٍ أصغر.

نظرت حولها بتفحصٍ وما زالت مبهورةٌ بالمكان، الكؤوس الذهبية والميداليات المتنوعة معلقةٌ بأناقةٍ تامةٍ وموضوعة في الأعلى، 

عاصفةٌ بينَ عَقلي وقَلبيWhere stories live. Discover now