الفصل السابع والأخير

Comenzar desde el principio
                                    

-خديجة...افتحي الباب ....خديجة!!

وضع أذنه فوق الباب يستمع لصرخات طفلته المستغيثة التي لم يسمعها تخرج مثلها من قبل واتسعت عيناه في رعب حقيقي عندنا سمعها تنادي "ماما" وسط بكاءها الطفولي المذعور، حاول التصرف وبدء في تقدير المسافة التي تبعد فيها طفلته عن الباب فصوتها يخبره انها بعيدة ولكنه صرخ محذرًا على أي حال:

-أيتن ابعدي عن الباب عشان متتخبطيش، انا جايلك بسرعه متخافيش!

انهال على الباب بخبطات متتالية وهو يلعن غباءه الذي جعله ينصاع لها ويعطيها المفاتيح الخاصة بمنزله كي تشعر بالخصوصية، ضربة اخيرة وانفتح على مصرعه رغم محاولته في الإمساك به خوفًا من أن يطيح بطفلته ان اقتربت، ركض بعدها مذعورًا يتتبع بكاء طفلته في المطبخ وكاد يتوقف قلبه عن الخفقان وهو يرى زوجته الشاحبة ملقيه على الأرض دون حراك.
ركض يجثو جوارها يهزها في جنون ثم استقر برأسه فوق صدرها متنفسًا الصعداء عندما وصلته نغمات قلبها الخافت في ضعف.

-خديجة ... فوقي .. انتي سمعاني.

وقف يحاول تطويق طفلته يبعدها عنها لكنها تمسكت في عناد وخوف كبير بطرف ثوب والدتها رافضة الحراك بعيدًا عنها فقال في توتر بالغ:

-اهدي يا ايتن ما تخافيش ماما كويسه.

انهى جملته لكن كل انتباهها كام مصوب فوق والدتها التي ترفض فتح عيناها ولا تفيق، جذب قنينة ماء من البراد وعاد جوار زوجته يرش الماء في وجهها.
رمشت "خديجة" عدة مرات تحاول إدراك أين هي وماذا يحدث من حولها فكل ما يصل أذنها هو صوت أنين طفلتها الهستيري، حاولت فتح جفونها لكنها شعرت بالضعف وبذراع قوي يرفع جذعها العلوي في حنو قبل أن يصلها صوت تعشقه يهمس جوارها:

-اشربي يا حبيبتي.

شعرت بالماء على شفتيها فأخذت تتجرع في بطء ثم هزت رأسها مبتعدة عند الاكتفاء ثم رفعت كفيها تضم طفلتها إلى صدرها هامسة في ضعف تحاول طمئنت قلبها:

-متخافيش يا ايتن، انا كويس.

-بس يا حبيبة بابا، بصي ماما بقت كويسة ازاي، دي كانت نايمه بس.

قال "طارق" في رقة بالغة بعد أن استقر بجسده خلف جسد زوجته يجبرها على الاعتدال والاستناد فوق صدره، أخذ يربت على ظهر صغيرته التي توقفت عن البكاء تدريجيًا وبدئت تلتقط أنفاسها، ثم ترك لخديجة مهمة طمأنتها وزاد من ضم زوجته نحوه هامسًا في قلق:

-أيه اللي حصل ده!

هزت رأسها تمحض قلقه وتمتمت في ضعف:

-تقريبًا ضغطي وطي عشان بقالي يومين مش بنام.

-ومش بتنامي ليه يا عيوني؟

سألت معاتبًا في خفة وهو يلامس وجنتها في رقة، فأجابت في استسلام:

إلا طلاق المعتوه!Donde viven las historias. Descúbrelo ahora