الفصل السابع والأخير

19.7K 1.4K 134
                                    

الفصل السابع والأخير:

وقفت "خديجة" تقلب الطعام داخل الأواني الموضوعة على نار الموقد وكل عقلها وتفكيرها منصب على كلمات "سهيلة" والدة طارق لهما منذ يومين، فقد اعطتهم مهلة سبعة أيام متوقعة أن يترك فيها كلاهما العناد والكبرياء، مرتبين فيها الأمور في عقولهم على أمل اتخاذ قرار نهائي وحاسم بشأن وضعهما السخيف الذى طال، تنفست في حرارة وهي تتذكر كلماتها الأخيرة المتهمة:

-واعملوا حسابكم مش هقبل بأي قرار يمس حياة احفادي، ومش هسمح ليكم تدمروهم،
ولو وصلت أني أخدهم وأنا اللي اربيهم ويبقى عليه العوض في أبوهم وأمهم.

نظرت إلى طفلتها التي تلعب بالأواني على باب المطبخ في آسى وندم ثم ضغطت على رأسها تحاول عدم الغرق في التفكير أكثر فقد غرقت اليومان الماضين في تفكير لا نهائي تختص فيها حياتها ومصائبها، حتى أنها لم تذهب العمل من وقتها طالبة بضعة أيام راحة.
شعرت بدوار طفيف وهي تتنقل في أرجاء المطبخ لكنها تجاهلته كالعادة، فعقلها مشغول بأمور أهم "كالندم .... والأسف ..... وترتيب الأولويات "، هاجمها من جديد ألم  في الرأس أجبرها على التنفس خلاله على أمل الخروج من شدته، حاربت رغبة جفونها المثقلة من أجل الانغلاق ولكنها أحست بالدنيا تدور بها روحها تسحب من أنفاسها ولم تشعر سوى بانزلاق جسدها مصطدمًا بالأرض قبل أن يتملكا السواد والصمت الحياة من حولها.

*****

خرج "طارق" من المرحاض بعد أن أخذ حمامًا ساخنًا، ووقف يرتدي أفضل ملابسه مقررًا إنه لن ينتظر حتى نهاية الأسبوع وأنه سيصعد لزوجته اليوم، عاكفًا على استرضاءها رافضًا أي رفض منها، حتى إنه قرر التنازل عن حقه في الاعتراض بشأن عملها، مقررًا اعطاءها مساحتها الخاصة فان كان العمل ما سيرضيها كي تعود له، سيتركه لها كي تشعر بالانتصار الذي لا يوازي شيء بجوار انتصاره بحيازة عائلته الصغيرة من جديد بين أحضانه وتحت رعايته.
ابتسم رغمًا عنه فهو متأكد انها ستعود إليه وانها تعشقه كما يعشقها، فقد كان عتابهم على الدرج كافيًا وصريحًا ومرضيًا للطرفين، نظر إلى الساعة سعيد أنه نجح في الحصول على أجازه استثنائية لليوم وقد حرص على طلبها ما أن علم من شقيقته ان خديجة استطاعت الحصول على عطلة لمدة أسبوع كامل، مقررًا استغلال الوقت في صالحهما.
دندن ألحان أحد الأغاني بينما يعدل خصلاته بعنايه أمام مرآته إلى أن انتبه أخيرًا لصوت صرخات طفله صغيرة، توقف عن الدندنة عاقدًا حاجبيه في تركيز قبل أن تنفرج مقلتاه في ذعر عندما ميز صوت صرخات "أيتن" الصغيرة.
لم يتردد ثانية وهرع راكضًا دون اهتمام للأثاث المعترض لطريقه أو بالطاولة التي انزاحت من قوة اصطدامه بها أو حتى صوت الزجاج المحطم الذي دوى المكان من خلفه، فتح الباب وصعد سريعًا وهو يحارب للوصول لأعلى وصرخات صغيرته تقترب وتقترب.
طرق فوق الباب فورًا بجنون هاتفًا في صوتًا عالي:

إلا طلاق المعتوه!Where stories live. Discover now