الفصل العاشر

ابدأ من البداية
                                    

-متكلمهاش.. كلامك يبقى مع أخواتها الرجالة.. لو شوفتك بكلمها أو بتضايقها تاني مش هخلي فيك حتة سليمة..

وعلى ارتفاع صوت قاسم.. خرجت الأم من غرفتها مرتعبة وملامحها تبين أنها كانت نائمة تعدل من حجابها الصغير على شعرها.. ومن الشقة المجاورة لشقة قاسم خرجت حنين بأعين متسعة وشعر متجمع بعشوائيه على كتفها ومنامة برسومات لديزني.. تلاها الجد المُسن يتكأ على عصاه متسائلاً عما يجري ببيته..!!

وكان أول من تحدث.. هي الأم. قالت بلهفة خائفة..

-في ايه ياولاد.. خضتوني.... صوتك ياقاسم جايب لآخر الشارع..

أجاب قاسم يركز بنظراته على زياد ومازالت ياقته بقبضته..

-الأستاذ من بجاحته جاي لنا بيتنا.. وبيضايق نيرة.. فاكر محدش هيقفله!!

انفلتت أعصابه هو الأخر.. دفعه بكفه بكل قوته ارتد قاسم للخلف قليلا فقط على إثرها.. نظر زياد للأم مردفاً

-نيرة حامل ومخبية عليا.. قولتلها تعالى نكشف و نتأكد.. ابقى أنا كده غلطت ف إيه؟

وابتهحت الأم و ضحكتها الواسعة تتراقص بوجهها.. قالت بفرحة..

-أنتي حامل بجد يانيرة.. متخبيش عليا وفرحي قلبي يابنتي والنبي..

فرحة الأم جلبت عبوس نيرة وغيظ قاسم واهتمام حنين التي قالت متجاهلة مايحدث..

-ألف مبروك يازياااد.. وأخيراً هتبقى بابا

نهرها قاسم..

-بس يابت ياتافهة انتي.. انتي ايه اللي موقفك أساساً.. خشي جوة....

تجاهلته ووقفت خلف جدها كحماية..
ضرب الجد الأرض بعصاه يفض تجمعهم بصوته الذي يرتجف بحكم عمره.. نبرته حادة وصارمة

-نيرة انتي حامل ولا لأ..؟

والأعين صوبت عليها.. ارتبكت ونزحت العرق من جبهتها بأنامل مرتعشة..
همهمت بخفوت بالكاد التقطوه.. وهي تومأ..

-أيوة..

وزغروطة الأم كانت فرحة وهي تسحب بنتها للداخل.. وضحكة زياد لم تكتمل بسبب مقاطعة الجد له بحدة ..

-زياد.. اسبقني على تحت عشان عايزك..

وتركهم ودلف بعصاه الأبانوسية يستند ويضرب الأرض بها مستاءً..

رفعة حاجبي زياد تتحدى ضيق عيني قاسم.. زاغ بعينيه على تلك التي ماتزال واقفة ترمقهم بعدم فهم.. فقرر مضايقته.. اقترب من حنين مبتسماً كثعلب.. كعابث لم ولن ينتهي عن عبثه..

-ايه الحلاوة دي ياحنون كبرتي وبقيتي زي القمر.. لأ داحنا نشوفلك عريس بقي..

وهي فهمت إلى مايرمي وقررت العبث معه. فتلاعبت بخصلاتها بخجل مزيف..

بيت القاسم للكاتبة ريهام محمود "مكتملة" حيث تعيش القصص. اكتشف الآن