**"الفصل السادس والعشرون" **

16.3K 663 102
                                    

"التزموا الصمت.. فأنتم في حضرة الخذلان"
.................

- وحشتيني....

همسته كانت ثقيلة أشبه بفحيح شيطان وجد ضالته.. أجفلت وقتما رأته أمامها يظهر من اللاشئ.. فتراجعت خطوتان للوراء
صدمتها لم تدم طويلًا، لتهتف بازدراء .. تدّعي القوة..
-ليك عين توريني وشك..!

تتسع إبتسامة أعلى وجهه.. إبتسامة تناسبه كشرير حبكتها
لتهاجمها نوبة ضيق تغزو قسماته، وذكرى الخديعة مسطرة أعلى جبينه
تجاهل الضيق البادي على وجهها، ليتشدق بتصحيح مستفز..
-تؤتو اسمها وانت كمان وحشتني..

يشدّد على الحروف بوقاحة، بنبرة متحدية
نبرته هزت ثباتها الزائف، تحركت تنوي الابتعاد..
فتابع يحاول جذب انتباهها..
-في كلمتين هنقولهم في العربية..

-مفيش بينا كلام..
تهز رأسها بنفي صريح.. ختمته باستدارة سريعة سيتبعها ركض ..

- بالعكس ياعسل... داحنا الكلام بينا هيبتدي لسه..!

ولم يترك لها الفرصة لتفسير كلامه.. كاد لسانها أن ينطق بتساؤل
بتره وهو يجذبها من كفها بعنف..
يسير بها رغم محاولاتها العتيدة لسحب يدها من قبضته ولكنه كان متحكم بها.. تستغيث بنظراتها هنا وهناك ولكن الطريق كان خالٍ تمامًا،وانتهز هو الفرصة
تشبثت بساقيها أرضًا.. تحاول الثبات بخطواتها ولكن الغلبة كانت له.. وهو يسحبها لسيارته.. يحني رأسها كي تركب بالأمام بسيارته ويغلق بابها
لحظات وكان يستقل المقعد المجاور لها.. ساكنًا دون قيادة
أنفاسها كانت ثائرة، وخفقات نابضها تجاوزت المسموح..
صاحت بنفاذ صبر..
-اخلص وقول عايز ايه.. التمثيلية السخيفة اللي كنت عاملها انكشفت يااستاذ..

ضحك باستهزاء..
-آه ما أنا عرفت إن الـ... قلتلك..
ينطق بسبّة بمنتهى البساطة ولم يهتم باتساع حدقتيها حرجًا.. وخجلًا
.. ثم تابع بتهكم.. استهجان حاد..
- بس وحياتك عندي يانونو مسكتلهاش عاقبتها.. عاقبتها جامد أوي..

بهتت ملامحها.. تسأله بذهول شابه خوف
-عملت فيها ايه..؟

أمسك بعُلبة سجائر كان يضعها على مقدمة سيارته، ليخرج واحدة يشعلها على مهل، ولم يكترث باحتراق الأخرى بجانبه..
سحب نفس ثم نفثه أمامه بأريحية.. يميل بعينيه نحوها بمكر..
-هقولك..
يخبرها باستمتاع بينما يتأمل ملامح وجهها الشاحبة..
-جواب صغنن أد كدة.. وشوية صور لينا سوا بعتهم لاخوها الكبير..
وهو قام بالواجب....

شرد بذهنه بالفراغ.. تتسع ابتسامته تدريجيًا لتتحول لقهقهة وهو يخبرها..
- تقرير المستشفى بيقول ان الكسور اللي ف جسمها هتاخد سنين عشان تتعافى منها....

جمدت نظراتها ذاهلة، دون وعي همست..
-إنت مش طبيعي.. إنت شيطان..

ضحك بينما يثبت صحة كلامها بغرور..
-yes I'm devil ...

بيت القاسم للكاتبة ريهام محمود "مكتملة" Όπου ζουν οι ιστορίες. Ανακάλυψε τώρα