الجزء الثامن

218 13 0
                                    

الجزء الثامن :-"بعد موتي"

رجعت للحجرة وكانت موحشة رغم الإضاءة الي فيها والورود والشكلاتة الفاخرة الي كل ماحد يزورني يجيبلي ورد بس كانت كئيبة لدرجة كبيرة ، ممكن لأن خشولها ناس قبلي كانت تعاني وماتو فيها ناس ونجو فيها ناس ، زعما انا من اي ناس ؟؟ هل الي نجو او الي ماتو ! ، مش شرط الموت يكون بأنك تفارق الحياة ، الموت احيانا يكون لما تفقد شخص ولما تكون كل مشاعرك ليه ، وانا متت مرتين ، متت لما فقدت وسام ومتت لما فقدت بابا ، مفش موتة ساحقة وأخيرة والي نفقد فيها نفسي؟!

حالتي النفسية كانت تسوء يوم عن يوم وأثرت حتى ع هيئتي ، بس انا انسانة مؤمنة وقوية ونقدر نتجاوز اي محنة ، إسترجعت صحتي لخدمة أمي الي صارلها شلل نصفي ، وكان أخر انهيار ليا لما سمعت بأن امي صارلها شلل نصفي وبسبب من ؟! ، بسب بنتها ، كنتي مخنوقة وتبي تغيري جو بس غلطة ف لحظة عابرة كلفاتك خنقة وملل طول حياتك وع كروسة وعاجزة عن الحركة ، نتقطع كل مانشوف أمي ونتمنى لو يرجع بيا الزمن ونرفض فكرة ان نسوق ، بس يلا قضاء وقدر

ف محنتي هادي مالقيتش حد الا عمامي وعائلتي بس ، علاقاتي الخارجية وصداقتي بهلبة ناس خدت من وقتي لا غير ، وعرفت انا شن نعني لبعض الناس ، ومن بينهم وسام الي ماخلانيش لحظة ، بنات عمي يباتو معاي ف المستشفى ويتبادلو عليا انا وماما وولاد عمي يكتفو بزيارتنا بين حين وحين ، لاكن وسام كان شبه يوميا معاي ، حتى ف وجود مرافق كان هوا المرافق التاني ، قبل مايمشي للعيادة يزور فيا وبعد مايروح ، ولو بنحسب ممكن خمس مرات ف اليوم  هذا غير الاتصالات والاهتمام المبالغ فيه والي يمد فيا بكم كبير من الراحة والأمان

تعافت صحتي بس رجلي مزال مجبرة وصار لازم نغادر المستشفى بينما ماما مزال تباات ف المستشفى لأن في جروح بالغة ومخلفة أثار شنيعةوتحتاج مراقبة ، انا على من نكذب ؟!
نكذب ع نفسي ، لأن ماما ف غيبوبةة وماصحتش أبداً ، بعد ماوقفو النزيف وتعافت صحتها شوي عرفت بأنها بدت معاقة انهارت حالتها النفسية واثرت عليها الصدمة ، ومن دون أي مقدمات أغمي عليها لأن الاكسجين طلع مايوصلش لراس ، وهيا حاليا عايشة بالأجهزة ، ولو انشالو حتموت وتختفي ، ببساطة حياتها متعلقة بهالأجهزة وانا أملى بالهالأجهزة .

*فرحتي كبيييرة بأن شوق ناضت بالسلامة ومتعافية ، وسعادتي بالغة لأن حالتها النفسية تحسنت شوي وقدرت تتأقلم مع الأوضاع ، بس الي مضايقني انها حاسة بالذنب ومش مستوعبة ان الي صار مكتوب من عند ربي ،

ااه وااه وااه ي شوق قداش حاس بيك وياريت الأيام تحس بياا ، اه ي شوق قداش محتاج للماضي الي متأكد بأنه مش رح يرجع ،
لما نروح للحوش تقابلني شقتكم الي كانت مقابلة لشقتي ، والي ليا سبعة سنين كل يوم نشوف فيها ونتمنى نطلع وتطلعي انتي ونصبح عليك بصوت خفيف ونقولك "صباحي انتي" وتشوفي ايمين ويسار وتردي باب حوشكم وتقولي "صباحك سعادة ياسعادتي" مجرد كلمات بس ليها معني بالغ وليهم ذكري ثمينة مستحيل نفرط فيها او نلغيها من شريط ذكرياتي

رواية ليبية"بعد موتي" بقلم الكاتبة ManooWhere stories live. Discover now