الفصل الثامن

176 5 0
                                    

- رجل فى الظلام

سرت كارا لتمضية يوم فى الفراش . وحضرت رو لزيارتها فجلست على حافة السرير ذى العواميد الاربعة . كانت تسأل بفضول عن الحادثة
- لقد زلت قدمى ووقعت
قالت كارا وهى واثقة ان عليها ان تخفى الحقيقة عن هذه الفتاة الذكية التى تتحلى بمخيلة واسعة . لقد صدّق الجميع هذه الكذبة.
- كنت دائما واثقة من مشيتى كأننى معزاة يونانية.
سألتها رو مواسية :
- هل تشعرين بالألم؟
الكدمات فى ذراعها كانت بلون قوس قزح هذا الصباح وقد امتدت الى اعلى الذراع والى الساعد . حين تحركت ذراعها كانت روحها تكاد تخرج من حنجرتها من شدة الألم . واحيانا تصرخ دون شعور . يبدو ان احدهم يخيفها ليجعلها ترحل عن خليج التنين . ولكنها لن تذكر هذه التصورات لأحد.
- سأستأذن برايد فى تزيين غرفتك بألوان زاهية وتغيير البساط والستائر كذلك . سنصنع لسريرك فراشا ووسائد برتقالية . هل يعجبك اللون البرتقالى؟

اجابتها رو بحماس يشوبه الشك من التنفيذ :
- نعم
قالت كارا:
- سنتخلص ايضا من بعض الاثاث الضخم وربما نجد فى هذا البيت الكبير اثاث يناسب حجمك
- اكره الخزانة . دائما اتخيل احدا فى داخلها . ولكن دا تقول ان لا شئ يتغير فى خليج التنين حرصا على التقاليد
- لا بد للاشياء ان تتغير يا رو . الاشياء التى كانت صالحة منذ خمسين سنة اصبحت الان قديمة وثقيلة
قالت رو ناصحة:
- يجب عليك ان تستأذنى دا . عمى برايد اناط بها ادارة شؤون المنزل , وهى لا تحب ان يتغير اى شئ هنا
قالت كارا بغضب:
- اظن سعادتك يا رو اهم من الاثاث
- ان ذلك يختلف ... اذا كنت حقا من آل سافدج.
قالت رو وهى تنظر الى كارا من زاوية عينيه الخضراوين . انها ليست النظرة العابثة المعتادة بل هى نظرة تساؤل عن الحقيقة . عضت كارا على شفتيها . لا يمكنها ان تجيب الفتاة وتقول لها ... انك سافدج حقيقية ودماؤك من دمائهم.
- كلتانا متساويتان يا رو . لقد اختارنا آل سافدج لنصبح جزءا من عائلتهم
سألتها رو:
- هل انت سعيدة؟
اجابتها كارا:
- طبعا
كانت تحملان سرا مشتركا بينهما . كلتاهما ملك لوكان ولكنه ليس ملكا لأى منهما . عليهما القبول به كما هو.
فتح باب الغرفة ودخلت دا تحمل صينية عليها الفطور . وشعرت كارا بتشنج وقلق
سألت رو وهى تركع على الفراش بفرح:
- اوه . الفطور فى الفراش . هل استطيع ان اتناول فطورى هنا؟
قالت كارا وهى تنظر الى دا:
- نعم يا صغيرتى.
كانت دا ترى كارا طفلة تكبر رو بقليل ولا يمكنها ان تتحمل اية مسئولية . كانت منتصبة القامة وآمرة بالغم من تقدمها فى السن . لونها اسمر كلون العاج القديم . وعيناها السوداوان نفاذتان تحت غطاء رأسها الكاريبى . تعرف كيف تستغل ضعف الناس من حولها وتتمتع بقوة غامضة كأنها تتعاطى طقوس الشعوذة.
سألت بأدب وهى تضع صينية الطعام فى حضن كارا فوق الفراش وتأمر رو أن لا تتحرك:
- كيف حال ذراعك يا سيدتى ؟
- انها تؤلمنى ولكننى آمل ان اشفى قريبا . ما الذ ّ هذا الفطور يا دا
تذمرت رو :
- يوجد فنجان واحد فقطّ!
- اصمتى يا آنسة رو . وتناولى فطورك فى غرفة الطعام مثل اى فتاة حسنة السلوك.
قالت كارا مبتسمة:
- دعيها تبق هنا . صموئيل سيحمل لها فنجانا اخر وانا لن آكل هذا الطعام كله وحدى
كان الفطور شطائر بالزبدة مع البيض واللحم وقطعا من الاناناس والخبز المحمص والقهوة.
- انت صاحبة الكلمة هنا يا سيدتى

🌲تؤام التنين 🌲🍀 فيوليت ونسيبر 🍀الجزاء الثاني من شهر عسل مرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن