نوبة فزع- أبيض و أسود

18 0 0
                                    

21/5/2025
يوم عادى في شهر عادى و سنة عادية جدآ لأي حد طبيعي بس هو لأ
النهاردة مش يوم عادى بالنسباله و الدليل انه مانمش من امبارح.
من ساعة ماسمع الخبر.
نايم علي سريره في صومعته في السطح جمبه موبايل مفتوح علي شات واتس قديم و طفاية السجاير ة سيجارة فضلت تولع شوية بشوية لحد ما حرقت الفلتر و ايده لكن هو ماحسش...
ماحسش بأيده تتحرق من كتر ماهو سرحان في عالم تاني.
اللي يشوفه يقول انه اكيد سرحان في رسمته الضخمة علي السقف اللي لسه مانشفتش و بنقط في كل حته في الاوضة و اللي ألوانها لسه في ايده.
صوت ام كالثوم اللي كان بيعشقه اتحول للأسف لمليون سكينة داخلة في جسمه مع كل حرف بتقوله...
" *كان لك معايا...اجمل حكاية...في العمر كله...* "
مش عارف قام امتي ولا لبس ايه و ازاى.
حاول يشغل نفسه في اي حاجة لكن مافيش حاجة عارفة تأثر علي عقله اللي استحوذت عليه زكرياته
" *سنين بحالها...ما فات جمالها...علي حب قبله* "
رجع صومعته تاني قبل الغروب.
ماقدرش يكمل الكدبة و انه يوم عادى في شهر عادى و سنة عادية جدآ زي ما كل الناس بتقوله.
خد طفايته و سجايره و طلع علي السطح يمكن الهوا الطلق يفوقه من غيبوبته.
ايده بتترعش ووشه احمر كأنه فيه قنبلة هتنفجر و تفجر وشه
اكيد هيرتاح ساعتها من كتر التفكير...ماهو دايما بيفكر في كل حاجة و اي حاجة...
شعره اللي نصه ابيض وهو ماوصلش لل30 سنة دليل علي كده.
و اللي كان بيتحجج بأنه وراثي عشان يدارى علي مرضه بالتفكير...
و اللي استحوذ عليه في يوم واحد...بسببها.
" *سنين و مرت...زي الثواني...في حبك انت* "
ولع سيجارة بالعافية و هو كله بتنفض و الرعشة في كل جسمه
خد منها نفس طويييييل و غمض عنيه للحظة و فتح عنيه علي لحظة غروب الشمس اخيرا ولأول مرة...عنيه دمعت...
حاول بكل طاقة باقية جواه انه يمنعها لكن ماقدرش و وشه بقي غرقان في دموعه...بنفس احساسه انه غرقان و نفسه المقطوع اللي بيحاول ياخده و هو بيعيط و مش عارف
اخر حته متحجرة في قلبه اتفتت و اختفت في دخان سيجارته زي بقيت قلبه
نتج عنها انفجار طاقة في كل جسمه خلاه يضرب الطفاية من علي سور السطح و يصرخ بعلو صوته كأن عضم جسمه اتكسر دفعة واحدة...
سند ضهره علي الحيطة و مسح دموعه بضهر ايديه
لكن لسه دموعه بتنزل و مش عارف يسيطر عليها
قام من غير اي وعى و لبس بدلة سودا كانت عنده و كرفاتة ربطها بشكل عشوائي علي قميص من غير مايقفل ياقته
ركب الموتوسيكل بتاعه...
حاسس انه مش عارف هو رايح علي فين لكن اللا وعي اللي هو فيه واخده لمكان محدد
من كتر عدم تركيزه مالحظش انه طول الفترة دي ايده في دهان احمر من رسمته اللي رسمها علي سقف صومعته
و جت في عينه وقت ما مسح دموعه وهو بيلبس بدلته
الدنيا بتمطر جامد كأن السما حزينه علي حزنه
وقف قدام قاعة افراح و هو غرقان
باين اوى انه لسه عنيه بتدمع من شكل الدهان الأحمر علي وشه
وقف قدام باب القاعة في نص الشارع
صحابه من جوا القاعة شافوه و طلعوا بره
و مش صحابه
فجأة كل القاعة بقت بتتفرج علي المجنون اللي ملحوس وشه و بدلته بالدهان وواقف يعيط في المطر
لحد ما ظهرت قدام عينيه...
شكلها جميل اوي بفستانها الأبيض
غصب عنه من كتر جمالها ابتسامه عريضة اترسمت علي وشه كأنها عروسته
لحد ما ظهر عريسها من وراها بيبصله بكل غضب كأنها ملكه هو و...ماهي ملكه هو فعلا.
احساس الصدمة بالحقيقة كان زى مطرقة نزلت علي قلبه...
الابتسامة بدأت تختفي من علي وشه بالتدريج
بدأ عقل يشتغل تاني بس بسرعة و ابتدي يعي انه مش حلم
انه فعلا راح قاعة الأفراح اللي هي بتتجوز فيها واحد تاني
و انه خلاص خسر..." *سكتة قلبية* "...ها.
وقع في نص الشارع
و الناس كلها اتلمت حواليه حتي العريس اللي كان غضبان منه
الا هي...فضلت في مكانها
" *وان كنت اقدر...احب تاني...هحبك انت* "
21/5/2030
يوم عادة في شهر عادى و سنة عادية جدآ لأى حد طبيعي بس هي لأ...
النهاردة الزكرى السنوية لوفاته اللي في نفس ميعاد سنوية جوازها.
مش فاهمة ولا عارفة ليه هي فضلت صاحية طول الليل مابتفكرش غير فيه و في اليوم ده و اللي حصل فيه
مش قادرة تنسي ابتسامته ليها لما شافها بفستان الفرح
قاعدة سرحانة في صالة البيت و في ايديها فنجان قهوة زيادة بن غامق سادة مش محوج
هو اللي عودها علي شرب القهوة من النوع ده من كتر حبه فيها كده
بنتها قاعدة بترسم قدامها و بتوريها شمس لونها برتقالي و طيور كتير لونها احمر
رسمها جميل كأنها طلعالو
و فجأة ابنها وهو بيلعب بالكورة يوقع طفاية السجاير من علي الطرابيزة
و الطبيعي في موقف زي ده ان تركيزه و تفكيرها فيه يتشتت لكن حصل العكس تماما
افتكرت قد ايه كان حريقة سجاير
و شافت كل خناقتها معاه بسبب السجاير اللي كانت دايما تقوله انها هتموتك في يوم من الأيام بس...
بس هي عارفة ان مش السجاير اللي موتته يوميها
عارفة كويس ان واقع الصدمة عليه كان كفيل انه يوقف قلبه
زى ما قالها في يوم من الأيام وهو بيصالحها علي خناقة ان قلبه في ايديها...
و فجأة بدأت زكرياتها معاه تتعرض قدامها و جربت لأول مرة التفكير الزيادة عن اللزوم اللي كان هو دايما يحكيلها عنه و قد ايه كان بيعاني منه
بصي علي ولادها و هي بتنضف مكان الطفاية اللي وقعت
يعقوب و نادية
اسامي غريبة علي اطفال بس اصرت عليهم اصرار غريب يوم ولادتهم و افتكرت يوم ما قالها علي اسامي ولادهم هتكون ايه و ليه
و افتكرت خناقتها مع جوزها بسبب عدم اقتناعه بالأسامي دي
بصت علي اعقاب السجاير المهروسة في الطفاية و من غير ما تفهم ليه حست انها شبهوا
حست انه كان سيجارتها اللي امتصت منها كل اللي فيها و داست عليها يوم...يوم ما قررت تسيبه لحد تاني...
حقيقي payback is a bitch
و كأن الدنيا و الزمن بتحاول تقولها رسالة معينة لكن هي مش عارفة هي ايه
الفكرة سيطرت عليها لدرجة انها قامت لبست هدومها و نزلت
ركبت اوبر و هي مش حاسة ولا عارفة هي رايحة بس اكتشفت لما العربية وقفت هي راحت فين
هي دلوقتي قدام العمارة اللي فيها شقته
اللي كان بيقول عليه صومعته
بصت علي المكان اللي كان بيركن فيه الموتوسيكل بتاعه قدام باب البيت و افتكرت لما كانوا بيقعدوا بالساعات هنا يتكلموا
دخلت حوش البيت و ماقدرتش تمنع ابتسامة خفيفة ظهرت علي وشها و هي بتفتكر اول بوسة حصلت ما بينهم
دخلت الاسانسير و داست علي اخر دور و اللي رسم عليه بفرشته
و قعدت تبص علي رسوماته اللي رسمها علي الحيطة في الاسانسير
وصلت للشقة بتاعته
و لقت المفتاح في الزرعة اللي حاططها جمب الباب و اول لما فتحت...
تكاد تقسم انها حست بوجوده
شافت رسومات كتير ليها
خرجت للسطح و شافت بصمة ايده ع الأرض مكان ماكان قاعد
حست بقبضة و حزن في قلبها كأنها الطاقة المستحوزة علي المكان
هي مش عارفة بتدور علي ايه بس حاسة ان في حاجة جابتها لحد هنا عشان تشوفها ولازم تشوفها
دخلت جوا الصومعة.تدور يمكن تلاقي اى دليل
لحد ما تعبت و نامت علي السرير من الجهد
و نفسها وقف في حلقها حرفيا
لما بصت علي سقف الأوضة
لما شافت نفسها مرسومة علي سقف الأوضة بفستان فرحها
و علي وشها الإبتسامة اللي ماعرفتش تبتسمهاله لما شافته قدام باب القاعة
شافت قد ايه كان شايفها حلوة
بدليل انها حاسة انها احلي في رسمته 100 مرة من شكلها الحقيقي في الفرح
قلبها بدأ يدق بسرعة
افتكرت كل التفاصيل الصغيرة اللي كان بيعملها و هي ماكنتش بتلاحظها
افتكرت اول رسمة رسمهالها و ماعجبتهاش مع انه قالها انه مابيعرفش يرسم بني ادمين
افتكرت ان الرسمة اللي ماعجبتهاش كانت المحاولة رقم 76
افتكرت قد ايه كان بيعشقها و ان كلامه كله كان حقيقي مش مجرد كلام حلو بيقوله
زى لما قال انه من غيرها هيبقي روح مستنية تقابل خالقها
او لما قال انها بقت الأمل اللي عايش حياته و بيتنفس بسببه
كل ذكرة او تفصيلة عملها او قالها بدأت ترجع في خيالها بكل وضوح و بتجرح في قلبها بالبطىء
حست ان قلبها بيتعصر جواها
بصت علي الرسمة تاني لكن في تفاصيل مش باينة من الضلمة اللي غالبة في المكان
قامت بكل خمول كأنها فعلا بذلة مجهود مش طبيعي بس عشان تقف علي رجلها
فتحت النور عشان تشوف الرسمة اوضح و ماشية ناحية السرير تاني و لمحت رسمة مرسومة بالأحمر علي الأرض تحت هدوم بيت مرمية
شالت الهدوم عشان تشوف الرسمة اوض...
هو...
ميت!!! علي الأرض في الشارع ولابس بدلة سودا
رجلها ارتعشت جامد و مابقتش قادرة تقف علي رجلها ووقعت علي ركبتها
مش عارفة تقفل عنيها و ماتشوفش المنظر
المنظر اللي خافت تشوفه يوم وفاته
الحقيقة اللي هربت منها سنين
من غير ما تحس لقت عنيها بتغرق في دموع...

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Sep 28, 2020 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

أبيض و أسود Where stories live. Discover now