2| كايلا

2.5K 88 67
                                    


بعد عشرة سنوات

"أنا مقتنعةٌ بأن المشكلة الرئيسة في مجتمعنا، هي أن عقل الرجال لا يتطور مع تطور التكنولوجيا." وجّهت حديثي إلى صديقتي المقرّبة، ومُنتجة برنامجي بريندا، بينما أتفقد الصور التي عُرضت على جهاز الآيباد أمامي.

"كيف تفسرين صور الأعضاء الذكرية هذه، إذن؟" سألتها. "شيءٌ بسيط كعدم إرسال صور عضوك لأنه قد يكلفك خسارة مهنتك، ترشيحك، زواجك – الرجال يفشلون في فهم الموضوع."

أشرت نحو الصورة التي أمامي بتعجّب. "ظننت أن آندروز كان أذكى من هذا."

آندروز كان زميلي في البرنامج، الذي الآن وقع في فضيحةٍ على المستوى الوطني لإرساله صور لأعضائه الحساسة لإحدى المشاهدات، التي قامت بتسريبها لاحقًا.

سارت بيرندا نحوي، تطل من على كتفي وتنظر إلى الصورة. "ظننت أن آندروز كان أكبر من هذا."

ضحكنا في نفس الوقت، قبل أن تتنهد بريندا، "رغم ذلك علينا أن نفكر بشأن ما يعنيه هذا الأمر لمستقبل البرنامج."

توقفت عن الضحك، أنظر لها. "هل سيطردونه من العمل؟ صحيحٌ أن ما فعله محرجٌ، غبيٌ وغير مسؤول... لكنه ليس أمرًا تطرد لأجله حقًا."

"لا، لن يطردوه. لكن ما فعله يتعارض من شروط السلوك الذي تعاقد عليها، كما أنها ليست المرة الأولى." اتخذت مقعدًا أمامي، تشبك أصابع يدها على بطنها. "بالإضافة إلى أنه سيشتت المشاهدين عما يقدمه البرنامج – لذلك سيُفصل عن العمل لثلاثة أسابيع."

أومأت لها. "وكيف سنتعامل مع غيابه؟ هل سأستضيف أشخاصًا؟ أم سأقدمه وحدي؟"

"ليس وحدك بالتأكيد. شعبية برنامجنا تعتمد على الآراء المتعارضة. نحتاج مقدمًا مؤقتًا ليحل مكان آندروز." مدّت ذراعها لتأخذ قطعةً من الطحالب البحرية التي كنت آكلها قبل مجيئها. "تتفهمين أن طعم هذه الأشياء كالفضلات، صحيح؟"

"ركّزي معي. لا يمكنكِ إخباري بأنكم ستعينون مقدمًا معي، ولا تخبريني من هو؛ لذا كوني واضحة. من؟"

"شخصٌ سيحب المشاهدين رؤيته بالتأكيد."

"من؟"

"شخصٌ يعد محل ثقة."

"من يا بريندا؟"

"شخصٌ وسيم."

"ما علاقة وسامته بالصحافة؟"

رمَت بريندا نظرةً نحوي، تخبرني أن هذه ليست الصحافة بعد الآن. لقد كان التلفاز، والمظهر الخارجي كان أساسيًا لتوسط الشاشات حتى وإن كانت الرياضة. بريندا أدركت أنني ذكيةٌ كفاية لأفهم ما عنته نظرتها، ولقد فعلت.

في أول عامٍ لي كمقدمة برامج، أخبرني المخرج بأنه يرغب من شعري أن يكون مهذبًا أكثر، وأن وزني كان "مثاليًا" وقد أحبّوه كما هو. كنت متأكدة أن زميلي الرجل في العمل لم يحظَ بكلمةٍ واحدة تخص شكله.

You've reached the end of published parts.

⏰ Last updated: Aug 31, 2020 ⏰

Add this story to your Library to get notified about new parts!

اللعبة الأخيرة | LAST GAMEWhere stories live. Discover now