'الفصل الاول'

1.8K 52 2
                                    

الفـصـل الاول .
-----
ابتسمت برِقة وهي تسير علي تلك الارضية الناعمة ذات بريق لامع و أخذ يعلو صوت حِذائها الأسود الذي يتماشى مع لون خصلات شعرها ذات الموجات الخفيفة .

-  رفعت إحدى كفيها تعبث بتلك القبعة الخاصة بعملها حتي تصبح بموضعها تمامًا ، ثم مدت طرف اصابعها كي تضغط علي مقبض الباب المغلق وتسير خارج غرفتها الخاصة بها بـ عملها .. هزت رأسها بيأس عندما تذكرت تلك الحرباة المسماة بـ "هند" زوجة اخيها وما تفعله من اعمال شنيعة

- انتقل عقلها تلقائيًا إلي اخيها الذي تحبه دونً عن غيره.. كيف لا تحبه وهو كل ما يوجد لديها في هذا العالم بأجمع ! فما كان و لن يكون لديها سواه بعد رحيل والديها منذ ان كانت ذات الـثلاث اعوام وأخيها ذو الـستةُ عشر عامًا.. ماتت والدتها بسبب الآمٌ حادة عانت منها عند حملها بابنها الثالث ولكن لم تستطيع ولادته بسبب موتها ... لم يكن موتها المفاجئ بسبب مرضها بالقلب ! بل كان بسبب انسداد مجري الهواء (choking) والتي ينظر لها كحالات اختناق.. بينما مات والدهما بعد موت والدتها بـ ثلاثة اشهر.. والذي لم يستطيع تحمل فكرة موت زوجته وابنه فأصاب بحالة نفسية تسمي قلق المخاوف والهلع.. فأصيب بنوبات هلع وبدأ يعاني من القولون ، الم ف الرأس ، ثقل ف التنفس ، دوخه و عدم اتزان.. وبسبب رفضه للعلاج عاني من آلم شديد ذات مرة وهو عائدًا الي منزله فارتدت سيارته تلقائيًا ليصطدم بجزع شجرة ومنه يؤدي إلي وفاته.

فاقت من ذكرياتها علي صوت موظف ما يهتف بسؤاله اليومي ، حك بيده مؤخرة رأسه وهو يبتسم لها بهدوء مُعتد :-

- جاهزة يـ اُستاذه جُود لـ الرحلة ..!؟

- نظرت لـه جُود بـ تريث و قالت بـ ابتسامه صافيه ارتسمت تلقائيًا علي شفتيها الوردية :-

- أكيد جاهزة قدامنا وقت قد إيه ؟

هتف الموظف بنفي قائلاً :-
- رحله حضرتك اتغيرت يـ فندم من رحله 307 لـ 308 ، يعني ساعه بالظبط و الرحلة تطلع..

هزت جُود رأسها بـ ملل واومأت له برقة متقبله  الحوار بـ سلاسة و اردفت بتريُثها المعتاد :-

تمام ، شُكراً ليك .
-----

- انتقلت بـ شموخ انثي تُحِب عملها حُبا جمًا و لما لا فـ هو ملجأها الوحيد من زوجه اخيها التي تُمثل لها شيء بشع يُعكر مِزاجها يومياً ، و تري عملها هو ملجأ الهروب من كُل هذا ، أكثر ما تحبه في عملها هو انتقالها بشكل يومي لـ مكان مُختلف تماماً منه تتمم عملها ومنه ترفه عن نفسها ..

- تقدمت إلى الباب الداخلي لـ الطائرة و ابتسمت تلقائيًا إلى جميع زميلاتها بـ حُب واضح ، مدت يداها لمصافحتهم برقة مع هتافها باشتياق :-

يعني هما مالقوش حد غيري يخلوه معاكم ..! ناقصة قرف هي .؟

- التفتت تنظر إليها أسما صديقتها المقربة بتقزز مصطنع مع ارتفاع حاجبها الايسر وهتفت باستحقار :-

ملاذ السحاب 'هاجر يونس' و 'سلمي عيسوي' Where stories live. Discover now