١٧- صباحات مزعجة

60.7K 835 132
                                    


يستمع هنري الى الاصوات الاكثر ايلاما لروحه مجبرا. في الماضي وقبل هذا اليوم كان تموضع الحمام جوار غرفة الغسيل شيئا محببا لهنري والذي كانت تأتيه كل التخيلات وهو يقوم بغسل ثياب سيده الشاب الذي يستحم بجواره، بل كان يتحين الفرص التي يطلب فيها لوكاس منه احضار منشفة وحالما يقوم هنري بجلبها يندفع الى الداخل ينظر الى جسد سيده المبلل والعاري تماما تحت أضواء الحمام الحمراء التي تبعث جوا حميميا لم تتح الفرصة لهنري تجربته مع سيده اما الان فهو يستمع الى تأوهات مارلو كلما توقفت الغسالة عن العمل، ثم يقوم بأعادة تشغيلها بضغطة من فرط قوتها يكاد الزر ان يتعطل. "هنري!" صاح لوكاس، مع انه قد سمع الصوت الذي أصدره هنري جراء تعامله القاسي مع الغسالة الكهربائية، ولكن لم يكن هذا هو السبب الذي جعله ينتبه لوجود هنري، في الحقيقة دائما ما يكون هنري بغرفة الغسيل حين يستحم لوكاس لذا هو يعلم بوجوده حتى وان كان صامتا كالجدار، "احضر المنشفة" قال مرة اخرى، يا الهي اين اختفت تلك الابتسامة العريضة التي ترتسم كل مرة على وجه هذا الخادم؟ أصبحت تعابير وجهه قاسية وحاجبيه قد نزلا حتى غاصا في جحر عينيه.

لم يهرع هنري لجلب المنشفة بالسرعة التي يفعلها كل مرة بل كان يمشي ببطء وعندما عاد حاملا المنشفة وطرق باب الحمام، فُتحَ له الباب على مصرعه، كان لوكاس من فتح الباب اما مارلو فكان يقف بالخلف مغطياً عضوه بيديه، "بحق الجنون، من يعبه لك حتى تغطي نفسك انت بينما يبقي سيدي كرتيه اللامعتين تتدليان وعضوه الذي يهتز كلما تحرك مع صدر بحلمتين فاتنتين، اتتوقع مني ان أترك كل هذا وانظر اليك!" قال هنري في نفسه وقد انتقل ببصره بسرعة من مارلو الى جسد لوكاس ماكثا فيه اطول فترة ممكنة. في الحقيقة لمارلو جسدا فاتنا ومغريا ولكن يمكننا تفهم هنري لانه هو ايضا له ميول مارلو نفسه لذا هو لا يتأثر بمشاهدة جسد بوتوم (الخاضع في العلاقة). ثم ابتسم هنري بوجه سيده وناوله المنشفة وعاد ادراجه.

كل شيء قد مر مرور السحاب ببطء وانتهى هنري من عمله في غرفة الغسيل وكانت الساعة قد قاربت الحادية عشرة وعليه الان ان ينزل للمطبخ ليتأكد من الطعام فيما اذا كان حسب ما يشتهيه لوكاس لهذا اليوم. كل فرد من العائلة له خادم مختص فيه وحده وكل خادم من هؤلاء يفعل الشيء ذاته ماعدا سباستيان كبير الخدم ومرافق السير لورانس والاب لكل من الفريد وهنري واماندا، فهو لا يمر على المطبخ ابدا حيث ان السير لورانس لا يأبه للطبخ كما يفعل البقية بل هو يحب مايحبه بقية أفراد العائلة ويأكل كما يأكلون. بما ان كل العائلة تأكل على منضدة واحدة فطريقة ترتيب الأطباق تكون كالتالي : اطباق يتشاركها الجميع تنشر في منتصف المنضدة، واطباق ومشروبات خاصة حسب مايشتهيه كل شخص من العائلة في هذا اليوم.

الفريد الذي كان خارجا من غرفة الزوجة ماري في الطابق الارضي قد لاقى هنري نازلا من السلم...
-قال عندما اقتربا من بعضهما "ما بالك تسير مطأطأ رأسك، اهنالك خطب ما؟"
-"اه، لا شيء" قال هنري بابتسامة مصطنعة ثم أكمل مسيره نحو المطبخ.
-"هنري" قال الفريد بنبرة اعلى من ذي قبل، فادار هنري وجهه الى جهته فاتم كلامه قائلا "انا اسف لما حصل، لا تغضب مني"
-"لا عليك، لقد تصرفتُ معك بوقاحة" ثم سار مبتعدا حتى اختفى بين جدران المطبخ.

باقي اليوم لم يكن مميزا فليس مهماً ذكر تفاصيله، المهم والمثير هو ماحصل صباح اليوم التالي، اليوم الذي كان مقررا فيه عودة السير لورانس. استفاقت الزوجة ماري مرعوبة، وقد تزامن وقت صحوها من نومها مع الوقت الذي دخل فيه الفريد غرفتها بغية إيقاظها لأخذ دوائها قبل نصف ساعة من الفطور. هرع الفريد نحوها يتطمن عليها، كانت في حالة يرثى لها، كانت متسمرة مكانها وقد جحظت عيناها. ان عمر ماري اربعون عاما ولكن جسدها يبدو أصغر بعشر سنوات، مع ان هناك هالات سوداء اسفل عينيها بالكاد تكاد ان تُرى ولكن اهتمامها الكبير بنفسها يجعل منها في بداية مرحلة شبابها، كانت جالسة وقد سقط الغطاء عن نصف جسدها العلوي العاري كاشفا نهديها البيضاوين ومغطيا باقي جسدها من تحت سرتها. "ساعدني بارتداء ثيابي، واحضر سباستيان في الحال" إذ عادت ماري الى الواقع فنادت بالفريد الذي هلم إليها بقدم وساق يساعدها على ارتداء ثيابها تلامس كفيه بشرتها الناعمة.
-"اتعتقد اني لست مثيرة؟" قالت ماري وهي تنظر بعينين الفريد.
-أجابها في الحال "بلى سيدتي، انتِ جميلة"
-اطالت هي النظر بعينيه ثم مررت انظارها الى نصف جسد الفريد السفلي وقالت "لم ارك قد انتصبت قط، مع انك دائما ما تراني عارية"
-اجابها الفريد بثقة كبيرة وبأبتسامة تعلو وجهه "وكيف لي ان اجرأ"
-"اجابة ذكية، والان انصرف وآتني بسيباستيان سأكمل ما تبقى"

في الصباح نفسه كان صوت سقطة مدوية ايقظت ايما من سباتها "امي!" الصوت قادم من المطبخ مع صوت تكسر زجاج، فهرعت ايما نحو الاسفل دون ان تكترث لشيء آخر مثل ارتداء شيئا فوق ملابسها الداخلية. وعندما دخلت المطبخ كانت أمها بحال يرثى لها جالسة على ارضية المطبخ وشاردة نحو اللامكان مسمرة أنظارها نحو الأسفل كأنها قطعة خزفية لاتدب الروح فيها، مع رف الأواني الذي سقط على الأرض مسببا تناثر شظايا بعض القطع الزجاجية، شعرت ايما بـ "يا للهول" عندما وقع بصرها على قطرات الدم التي أحاطت بجسد والدتها.
.
.
اعمل vote + متابعة، ساعد باستمرار الرواية.

لعبة الكبارWhere stories live. Discover now