شعورٌ متداخل ذو مذاقٍ كالعلقم على لساني.

لم أسعد برؤيتها حزينة، أبدًا.. هذا لم يكن أنا.

لذا بهدوءٍ عدت أربت على ظهرها، أتمنى أن يزول ألمها...

ويزول ألمي أنا أيضًا.

* * *

"شخصٌ يريد أن يتحدث معكِ في الخلف، ماتيلدا." قال ماكس يفاجئني في غرفة الاستراحة.

"حسنًا،" قلت، أخرج من المقهى وأسير إلى ظهره، وهناك وقف السيد كلاوس. يرتدي بذلةً إيطالية باهظة، تبدو ثقيلةً جدًا في هذا الحر، لكن بدا وكأن ذلك كل ما يرتديه.

"مساء الخير سيدي،" بدأت بهدوء، "هل أساعدك بشيء؟"

كل ما استنتجته طيلة تلك الأيام، هو أنني لا أروق لهذا الرجل، وكان شعورًا متبادلًا حقًا، لكن سبب كرهه لي لم يكن واضحًا حتى الآن.

تنهد، يشير لي بعكازه، "أنتِ..." أنزل عكازه واستند عليه مجددًا، "كم عمرك مجددًا؟"

تنحنحت، أنظر حولي بغير أريحية. "أنا في الرابعة والعشرون، مُسيو..."

"لا تزالين شابةً يانعة، لربما جاهلةٌ أيضًا.. لذا،" تقدم نحوي وتلقائيًا أخذت خطوةً للخلف، أتجاهل حقيقة أنه نعتني بالجاهلة. "لمَ تشغلين بالكِ بشؤون نيكولو؟"

وقفت أنظر نحوه. "أشغل نفسي بها، كيف؟" سألت.

"لأتراجع عمّا قلته، لستِ جاهلة، بل ذكية... تدرسين الطب بعد كل شيء." أردف بعد لحظات من سؤالي، "لذا فلتصبي همّك بذلك، وليس بابني."

نظرت إليه مطولًا، لا شك في حقيقة أنه يعرف ما يدور بيني وبين نيكولو، لكنني شعرت بالغضب وحسب. شعرت بالأسف تجاه حياة ابنه التي لم يستطع الهرب منها، وبالغضب من هذا الرجل الذي ظن أن له الحق بالتحكم فيي، أو بمن حوله.

استجمعت شجاعتي، أتجاهل كم أخاف حضور هذا الرجل، أو نفوذه وما قد يفعل بها – قائلةً: "أنت تفرض عليه الزواج، في حين أن ليس لك حقٌ في ذلك." قلت، "وكذلك ليس لكَ حقٌ بما يشغلني أو بما أصب همّي فيه؛ لذا فلتزم حدودك مسيو، لقد تخطيتها منذ زمن!"

لم يعجَب الرجل العجوز بحديثي، وقطب حاجبيه نحوي وحسب. "نيكولو شابٌ يعلم جيدًا ما يفعله، ماتيلدا. وهو حولك – هو طائش، لكن وهو حولي هو على طبيعته. لا أجبره على شيء إنما هي رغبته."

حديثه كان ترهاتًا متتالية، وقلبت عيناي نحوه فحسب، لكنه لم ينتهي من حديثه.

"سيتزوجها مادموزيل ماتيلدا، وأنتِ... لن تحملي قيمةً بعدها."

شعرت بالإهانة، كأنني كنت تلك المحبوبة الخفية – الشريكة السرية، وشرَع قلبي بالنبض سريعًا.

"لقد انتهى حديثنا مسيو،" تفوهت، "غادر لو سمحت."

عبس وجهه. "سأراكِ مجددًا."

الپيسين | La Piscineحيث تعيش القصص. اكتشف الآن