16

45 5 2
                                    

كلما تساءلت عمن أكون...وجدتني أضيع في دوامة لا متناهية...متاهة لا حل لها...حينها يبدأ دماغي برسم آلاف الوجوه المشوهة...وجوه رغم وضوحها الشديد إلا أن الضباب يغطي معظم ملامحها...أحدها كان لمكتئب بهالة سوداوية...والآخر كان لمجرد طفل يلهو ويعبث هنا وهناك...رأيتني مفكرًا يبحث عن معنى للحياة...ووجدتني شخصا يحاول احتواء العالم بجسده الضئيل...أسدل جفنيّ بحثًا عن الهدوء...لكن الصخب لازال يعم المكان...آلاف الأشخاص يتصارعون على السلطة...لا أستطيع أن اكون شخصا واحدًا...وأرفض أن أكون متعدد الشخصيات...ألن يكون عقلي أكثر رأفة بي؟ أحاول العثور على السكون...توقف عن لومي...لم أختر كل هذا...أحاول أن أغطي تلك الجوانب القاسية بإنكاري أنها جزء مني...فأكون شخصا جيدا...وعندما تتلاشى طاقتي فأصبح غير قادر على تقييد ذلك الوحش...تقول أنه ليس أنا...بلى إنه أنا...إنه جزء عظيم من الأنا...في هذا العالم المزين بالتزييف...أريد أن أكون أنا الحقيقية...أنا التي لم أعرفها يومًا...أنا التي لم أستطع حصرها بكلمة أو وصفها بجملة...ثم تستوقفني تلك النظرة البريئة في عينيك...لهيب الأمل المشتعل فيهما...تجبرني على العودة للتمثيل...بينما الكواليس تعج بمعارك لا تعلم عنها شيئا...فإن قلت أنك تعرفني...يؤسفني إخبارك أنك ألقيت نظرة على قشرة هشة أنا من صنعها...نعم أنت تعرف ما أسمح لك بمعرفته لا أكثر...فلا تقترب لأن المكان مظلم هنا...لا تقترب من هاوية سرمدية تسحبك نحو أعماق نفسك...نعم تلك الأعماق المظلمة التي تخاف أن تستكشفها...

لقد وصلت إلى نهاية الفصول المنشورة.

⏰ آخر تحديث: Nov 11, 2020 ⏰

أضِف هذه القصة لمكتبتك كي يصلك إشعار عن فصولها الجديدة!

بنفسجيُّ الفكرحيث تعيش القصص. اكتشف الآن