*انتصرنا .. امي*

Start from the beginning
                                    

ابتعد أكثر ليغير الموضوع بسرعة ويسأل عن حاله ورغم فهمه ما قاله لم يعد يحتمل أكثر :"بهاء جسدي يؤلم .. وصدري يحرق بشدة.. لا استطيع الحراك"

قد قصد أن يشكيه ذلك فابتعد بهاء ليمسح دموعه :"هذا بسبب أنك لم تتحرك من مكانك من أيام"

وقف بسرعة ليفتح درج الطاولة قربه ليأخذ ابرة جديدة بيد ويحمل زجاجة دواء بيده الأخرى ليخرج السائل منها باستخدام الابرة ثم حقن بها كيس المغذي المتصل بيده :"بهذا الدواء سيقل ألمك تدريجيا .. تحمل بعض الوقت فقط"

ضياء :"حسنا طبيبي الخاص .. لكن لا تبكي على أي مريض غيري"

ديق بهاء عينيه محدقا به :"علي الالحاح على رائد ليصنع لي مضادا للحماقة"

ضياء:"هكذا تحدث اخاك الصغير من مجرد مزحة .. حزنت"

قبل أن يضحك بهاء فتحت الباب على غفلة، كان اصيل الذي يحمل كيسا لبعض الاطعمة فبهاء كان نائما منذ ساعات وقد حل المساء :"بهاء لم تتناول غداء.."

توقفت كلماته ليسقط الكيس أرضا حين سماع ذلك الصوت الساخر :"وقد أتى مفسد اللحظات"

نظر لبهاء الذي ابتسم ثم التفت لسرير لتتسع عيناه بدهشة :"هل استيقظت؟"

فرد عليه بنفس الطريقة:"وهل اترك بهاء لك ببساطة؟"

لو لم يتدارك نفسه لسقطت تلك الدموع العالقة من أيام ليسرع عنده إلا أن بهاء الذي وقف بوجهه :"ضمه ممنوع فلن يحتمل صدره .. انتبه"

ابعد بهاء ليقترب بهدوء ويمرر اصابع بين خصلا شعره السوداء ليقول في قلق واضح :"أخيرا عدت .. احمق اقلقتنا"

رد ضياء بضحكة خفيفة :"وهل أنت اخي من أجل لا شيء؟"

تجاهل ذلك فالمهم صحته :"أنت بخير؟ .. أتحتاج شيئا؟ اخبرني"

رد ضياء بضحكة :"أتعرف سخريتك أفضل من قلقك .. اعد لي اصيل القديم"

رد اصيل بضحكة ملاعبا شعره ثم ابعد يده :"لو سمعك سينتحر"
ضياء :"ولو أنتحر ماكنت لاراك الآن .. شكرا"

ابتسم اصيل ملتفة لبهاء :"لقد شفي قلبه ومازال عقله ماذا نفعل؟"

رد بهاء بضحكة :"نحتمله"
التفت ضياء له :"كم مرة اخبرتك أن تبقى بصفي فقط؟"

عاد لتحديق باصيل :"وأنت هل هكذا ترد على شكري؟ .. حزنت بشكل مضاعف"

اصيل بضحكة :"عالج نفسك إذا .. أنت أدرى بذلك"

فضحكا عليه حتى اوقفهما :"أين امي؟ .. هل هي بخير؟ .. كم بقيت هنا؟"

بهاء :"هذا اليوم الرابع والدتك ذهبت لتستريح بمنزل اصيل رفقة والدك.. سأتصل وافرحهما"

ضياء :"لا .. سأخبرك ما ستفعل .."

على غفلة رن هاتف بهاء برقم غير مسجل أخبرهما بذلك ليرد باستغراب :"مرحبا"

لست وحيدا 2 _ماذا اكون ؟Where stories live. Discover now