لمحة عن الملابس التقليدية الجزائرية

البلوزة الوهرانية

البلوزة الوهرانية لباس تقليدي خاص بالمجال الجغرافي الذي يشمل الغرب الجزائري بما فيه القطاع الوهراني بالجزائر. ظهرت في القرن السادس عشر وهي تمثل عراقة وهوية المرأة بالمنطقة. يعتقد أن البلوزة الوهرانية في الأصل نسبة للولي التلمساني سيدي بومدين و التي كانت تدعى باسمه يقال أن أصلها من تلمسان زارت وهران فبقيت فيها و اصبحت رمزا لنساءها ،وتعدث شهرتها فوصلت إلى وجدة المغربية ، أما المتمعن في تفاصيلها ، فسيدهشه الشبه الكبير بين البلوزة الوهرانية و الفستان المفتوح ،الذي إشتهرت به جوزيفين زوجة نابوليون بونبارت ، و اضحى إرثا تلبسه كل إمرأة ناضجة أو متزوجة .
وتعتبر البلوزة الوهرانية مصدر استلهام للعديد من الألبسة الأخرى كالعصرية منها والبلوزة الوجدية.

البلوزة الوهرانية هي عبارة قماش طويل يخاط به الثوب ويضاف إليه الصدر المطرّز ومرصع بالأربيسك والأحجار الملونة ومعبأ بالخرز والعقيق ومنها ماهو مطرز بطرز خاص والذي يعتبر أغلى الأنواع في مجال الأقمشة تكون بصدر مفتوح إلى غاية الأكتاف بشكل قوس أو ما يعرف بي col bateau، عادة ما تكون ذات اكمام قصيرة، ويضاف إليها الحزام الذي في الكثير من الأحيان يكون يشبه شكل الصدر والأكمام وهناك من النسوة من تفضلنا أن تلبسنّا معه حزام حلي الذهب أو الفضة وتحت هذا الثوب تلبس المرأة لباسا آخر خفيف يطلق عليه في العامية اسم » الجلطيطة « والتي تكون من نفس لون القماش تقريبا، يختلف هذا اللباس حسب نوع القماش وحسب طريقة تقطيع القماش (الفصالة)، وتطريز الصدر والأكمام.

تطورت البلوزة الوهرانية عما كانت عليه سابقا وأصبحت بشكل تتمنى كل امرأة ارتدائها حيث تفننت مصممات الأزياء في الجزائر على تطويرها مما جعلها مفضلة عند الكثير من النساء ووصل صداها حتى خارج الجزائر، ولاتزال البلوزة الوهرانية تعرف رواجا في السوق والمحلاّت الموزعة على مستوى تراب ولاية وهران إذ وبالرغم من مرور السنوات والأعوام، بقيت المرأة الوهرانية خاصة والتي تقطن بالولايات المجاورة عامة كغليزان، سيدي بلعباس، عين تموشنت، مستغانم، معسكر تعطي لهذه البذلة الأهمية التي تستحقها، لاسيما وأنّ هذه الأخيرة تترجم عادات وتقاليد هذه الجهة الغربية من الوطن، علما بأنه ولكل ولاية عاداتها الخاصة التي تتشبث بها، سواءا تعلق الأمر بمجال الصناعات التقليدية المتمثلة في زراعة الحلي، الزرابي، أو الأواني الفخارية فضلا عن الألبسة.

مر هذا اللباس الوهراني الاصيل بأحداث كثيرة و مميزة غيرت و أضافت إليه الكثير من التفاصيل ،رغم انه ليس ضاربا في الحضارات السابقة التي إحتلت الجزائر إلا أن تاريخه بدأ في القرن التاسع عشر ، و تعاقبت عليه حقب عدة،خاصة الاسلامية ، منها الفاطمية و الاندلسية و المرابطية و الزيانية ، لكن للحقبة الذهبية للباس الوهراني هي بلا شك حقبة الموحديين ، فبعد سقوط دولة الموحدية أصبحت وهران قطبا إقتصاديا مهما في العهد الزياني ، و عكس مدينة ندرومة ، لم تكن وهران المنافس الشرس لتلمسان ثقافيا ، بل إستقلت بأزياءها أقل بذخا ،و ابتعدت عن تأثير الموضة القادمة من العاصمة ، و إستبدلت الوهرانيات القفطان المرصع بخيوط الذهب و البوليرو الذي كان يطلق عليه إسم الفريمة ، بجبة أكثر بساطة ، و أدارت ظهرها للفخامة التلمسانية التي تعتمد على إظهار الثراء الفاحش بالتزين بقطع حلي ذهب بسيطة

رغم تداخل التواريخ و الروايات ، تمكنت البلوزة من مزج بين الثقافتين وهران و تلمسان ، خاصة في نهاية قرن ال 18 بسبب إنتقال العديد من العائلات التلمسانية إلى مدينة سيدي بومدين لتوفر فرص العمل و التجارة
و بدخول المستعمر الفرنسي سميت بلوزة blouse
الفستان الطويل