الفصل الرابع

1.5K 109 15
                                    

جالسٌ بمكان خاليَ علي جانب الطريق..شهقاته تتعالي ببكاءٌ مؤلم لمن يراه..يشعر بألمٍ شديد بقلبه وهو يتمني لقائه..مُعانقته...يشتاقً لكل شئ يتعلق به..حنانه...ضحكاتُه...حديثه الهادئ..حتي غضبه يشتاق له ، من كانت تُهون عليه ألم فراقه قد رحلت أيضاً بعد وفاته بعدة شهور..ليبقي هو وحيداً من دونهم...ما أصعبَ ألم الفُراق !!..إنه كخنجرٍ من جهنمَ يُغرز في قلبكَ بلا هوادة أو رحمةَ ، خبأ رأسه بين ساعِديه بينما يزداد بكاءه لتزفر جني بحزن ولا تستطيع أن تجعله يتوقف لترفع عينيها بشرارً لمن وقف خلف يوسف يرمقه بحزن وتردد لتصيح به بغضب _ انت ايه اللي جابك هنا ؟؟..امشي من قدامي وإلا والله العظيم اا...
أشار لها سامر بالصمت بحنق هاتفاً ومازال ينظر لمن اعتدل يمسح دماعته سريعاً _ ممكن تخرسي يا ازعاج وتسيبينا لوحدنا شوية...
وقفت ترمقه بعصبيةً مردفة بغيظ _ أنا اسمي جني مش ازعاج يا شخص انت.
زفر بعدم تحمل لتلك الثرثارة المزعجة ليبتسم لها بتصنع _ بعد إذن حضرتك يا جني هانم..
زفرت بضيقَ لتلتفت للخلف وتركض مبتعدة عنهم لتقف بجانب شجرةً ما تراقبهم بدقةً فهي لن تتركه مع حضرة المُحامي المُزعج..بل غريب الأطوار !!
تنهد سامر مردفا بهدوء إليه _ ممكن أقعد جانبك !!
تصنع يوسف النظر بأصابعه هاتفاً بصوتَ جامد مُتحجرش من البكاء _ امشي من هنا..
أخرج يديه من جيبيَ سترته زافراً وهو يجلس بجانبه _ شكراً..
تإفف يوسف بحنق ليتجاهله تماماً ، صمتَ سامر يراقبه بعينيه وهو يري ألم الفراقَ يلمع بعينيه...يرى ذاته حين توفت والدته يليها والده بعد سنوات ليبتسم بألم داعياً إليهم بالرحمة بداخله ، تنهد لينظر إلي من يتجاهله بهدوء _
أنا عارف أن الفُراق صعب...وصعب بدرجة قوية ، بس هي الدنيا كده زي ما فيه حلو فيه وحش ، زي ما فيه فرحة فيه حزن..
ابتسم يوسف بتهكم _ انت جاي تعملي جبران خليل هنا ؟!
نظر له سامر بغيظ _ اهو لسانك الزفت ده هو اللي كان مانعني حتي افكر اعتذر بس عشان أرضي ضميرى بقولك اهو انا أسف مكنتش أعرف أن أهلك متوفين ثم إن انت كان ممكن تبقي مكاني وتقول نفس الكلام بس انت مش عارف ان أهلي متوفين برضه يعني عندك عذر ، فهمت ؟!
صاح يوسف بحدة _ انت فاكرني حمار قدامك ؟!
سامر بسخرية _ لا العفو ده كلام ، انا اللي حمار عشان نزلت من مستوايا وقعدت اتكلم مع عيل زيك علي الأرض..
زمجر يوسف بغضبٍ ليجذب كفه ثم يقضمها بقوة ، تآوه سامر عالياُ بألم وهم بإمساكه لكن قفز الآخر بعيداً واقفاً يهتف بوعيد _ أنا هعدي الموضوع ده بمزاجي بس موضوع اني اتهزقت من عمي بسببك ده مش هعديه بالساهل خالص والأيام بينا كتير..
نظر إليه سامر بزهولٍ والأخر يركض بعيداً لتلاحقه جني بعد أن أشارت له باصعيها بوعيدٍ ليضرب كف فوق أخيه بدهشة _ الواد ده عايز يعمل عداوة وخلاص و..!..ده ايه العيال دي..
التفت يعود إلي الشارع المكتنز بالناس ليسير بداخله ، لمح بعينيه تلك الفتاة التي رأها من قبل معهم تقف علي أطراف قدمها تحاول سحب الهرة التي تجلس فوق مقدمة باب ما عالقةً به ، تأففت فاطمة تحاول مجدداً رغم قصر قامتها لتجد يدين تمتد من جانبها وتجذب القطة لأسفل ، نظرت للفاعل لتتجهم ملامحها بحنق تهتف بخفوت _ شكراً..
نفض سامر يديه بتهكم _ طب والله كويس ان فيه حد بيعرف الشكر في الحارة دي..
لمعت عينيها بغيظٍ حادَ _ قصدك ايه اننا مبنعرفش الأدب !طب تصدق بقا ان انت اللي قليل الأدب والر...
قاطعها رافعا كفيه بدهشةٍ _ بس بس ايييه راديو أقول الكلمة ترديها بعشرة ؟
زفرت فاطمة بتجهم _ مش انت اللي بتقول كلام يعصب !..
كاد بأن يرد لكن توقف علي مجئ مازن لجانبهما بوجه غاضب _ فيه ايه ؟ ، انتي واقفة هنا ليه !..
أشاحت بوجهها نحوه زافرة _ كنت بجيب القطة مش عارفة تنزل والاستاذ ساعدني ، شكرته بس هو بيبجح في الكلام معايا..
.....
#_جيران حضرة المحامي

نوڤيلا جيران حضرة المحامى....بقلمى / صفاء محمد.Donde viven las historias. Descúbrelo ahora