*كنت وصيتها*

ابدأ من البداية
                                    

قد أمسك يده بالهواء مانعا إياه من ضرب هشام ثم غرس أظافره على معصم يد والده التي يشد بها على شعر هشام مقلدا شخص فعل له هذا من قبل

هكذا حتى أرخى شده على شعر هشام ليبتعد بخطوة للخلف وفور فعل ذلك حاول دفع والده : "ابتعد عنه يا هذا .. لم نعد صغار لتضربنا كما تشاء"

نظر له بسخرية ولم يتزعزع من مكانه : "ماذا قد تفعل مثلا؟ .. ستضربني"

بذلك الوضع صرخ اصيل غاضبا : "بل من الجيد أن لا شيء حاد حولي لتخلصت منك حالا"

قلب والده الوضع ببساطة ليقبض على معصمي اصيل فهو أضخم منه باضعاف ولن يقف مجرد غضب بوجهه ليضحك ساخرا : "اه اخفتني من المخدرات الى مجرم هل تريد أن تجرب؟"

صفعه بضربة ليسقط أرضا :"مجرد يد اسقطتك"

رتب بدلته وربطة عنقه ولم يجد داع لافساد مزاجهم بسببهما ليقول بلا مبالاة : "اتعرفان كان وجودكما بلا فائدة طول الوقت .. وبعد وصولكما لهذا النعيم لم تتوقفا عن افساد حياتي .. لمَ لمْ تموتا معها وقتها؟"

استدار متجاهلا الموقف ليصب شرابه المعتاد فتذكر اصيل ماكان يفعله بوالدته فبدل ذلك الشراب كان يصب غضبه عليها بسبب أو بدون سبب لينتقل لهما بعد مرضها

كل ما كانت تفعله وهي تبكي وهي تتألم هو ترديد ذلك الكلام المستحيل وهي تضم ولديها لها ~"اصيل رغم كل شيء يبقى والدكما لا تقلق إنها مجرد ظروف حين نتخطاها ستعرفه أنه لا يكرهك"~

~لا يكرهه~ لدرجة أن يتمنى موته، اقترب هشام ليساعده على النهوض مادا يده له كما فعلت تلك المرأة لتكتمل المسرحية

زوجة والده ببعض الحزن المصطنع : "اصيل بني اعتذر من والدك وحسب .. ولنذهب لتناول العشاء معا"

أمسك يد هشام ليقف متجاهلا يدها ويرمقها بنظرة لن تنساها : "متى كنت ابنك ألا تخافين من الكلمة التي ستجعل ماله ملكا لنا بما أنك أنجبتي فتاةً"

لا داعي للخداع والتمثيل بينهما فهما متأكدان أنها تتمنى اختفاءهما أيضا وربما أكثر من والدهما

أما هو فحمل كأسه ليجلس مكانه بعجرفة ساخرا : "لست كذلك طبعا ولا أحتاج اعتذارك أنتما لا تساويان شيئا بدوني ليس عندك حل غير أن تعود لعقلك .. ولا تتمنى موتي لن أكتب شيئا لكما"

فقط ليجيبه عن هذا فقال اصيل: "ببساطة لمَ لمْ ترمينى يومها؟"

الاب: "صدقا لا أعرف جوابا لهذا لكن ترى كم الحياة جيدة بعد التخلص منها .. لاديون لا فقر لا معانات انتهى ذلك الماضي لكن بقيتما لتذكران به مثلا متى تفهمان مايحدث حاليا"

و بكل هدوء رد اصيل : "نعم فهمت .. فهمت حقا"

بالاصل قد كره وجودهما من البداية قد انتظر أن يتغير الوضع لكن وجودهما اضاف مسؤوليات كان بغننا عنها ليندم على انجابهما لكن حتى الآن لم يتغير شيء

لست وحيدا 2 _ماذا اكون ؟حيث تعيش القصص. اكتشف الآن